أنا لا أعرف الاسم الأدبي تحديدًا، ولكنه شيء لديه نفس تقنية البحث، يعني أنت تأخذ معلومات عن جهات حقيقية، وتبني عليها، ولكن تكتبها بأسلوب لطيف، وكانت تنزل على مواقع المنظمة، وأذكر أول شيء فعلته هو عن دور الأيتام، والفكرة جاءتني من امرأة أصبحت محاميةً، وهي كانت موظفة في دار أيتام، فاكتشفت بأن معظم دور الأيتام في سورية، الذين فيها ليسوا أيتامًا -أغلبهم-، يعني مثلًا ناس وضعوا أولادهم، لأن الأب اختفى وليس اختفاءً قسريًّا مثل الآن، يعني طلق الأم وذهب، ولا يعرفون مكانه، والأم لا يمكنها أن تنفق عليهم، أو تأخذهم إلى منزل أهلها، فوضعتهم في دار أيتام، والأشخاص الذين يُعتقل الأب أو الأم، وأحيانًا يُسجن الأبوان، فالأولاد يتم وضعهم في دور أيتام، والأشخاص الذين يكون والدهم أو أمهم أو كلاهما يتعاطون، يتم وضعهم في دار الأيتام، ويوجد ناس وضعوا أولادهم نساءً في دور أيتام، وهنا يوجد تداخل بين المرأة والطفل، لأن القهر الذي يحصل على المرأة في مجتمعاتنا، وخاصةً عندما تصبح المرأة معنيةً لوحدها بتربية أولادها، إما إذا كانت مطلقةً أو أرملةً، أو إذا كان يوجد أية مشكلة مع الزوج، فالدولة لا تتكفل بها ولا بأولادها، ولا يكون لديها خيارات في الحياة تقوم بها، ويوجد نساء وضعن أولادهن في دور أيتام بسبب قصص تحرش، في وقتها ذهب معي فواز -أنا كنت أتدرب عند خالي أيمن برازي، ثم سافر فنقلت [تدريبي] إلى فواز الخوجة صديقه- فذهبنا أنا وفواز إلى عدة دور أيتام، وادعينا أننا من وزارة الشؤون الاجتماعية، وأخذت هذه المعلومات، وهذا فعلًا نقلة نوعية.

بعدها في فترة من الفترات بعد الحرب على العراق، أصبح يوجد لجوء كثير من العراقيين إلى سورية، وأصبحت تمشي في الشوارع في [دمشق] في الليل، وتجد نساءً عراقيات يمكن أن يعرضوا الجنس مقابل حليب لأولادهن، فتشكلت حالة ثانية من الدعارة التي هي محقة في أماكن، وهي ترتبط بالصراعات والحروب واللجوء، وحصلت في الكثير من دول العالم، فكان يوجد شكل من أشكال التسول، ولكنه يأخذ شكل الدعارة في الحقيقة، وتحديدًا الأطفال الذين يتسولون؛ يعني في البداية كنا نرى صبيان، بعد الألفينات بدأنا نرى بنات يشحذن أو يمسحن زجاج السيارات، وهؤلاء الأولاد يتعرضون للكثير من الانتهاكات الجنسية والاعتداءات، وأنا لفت نظري الموضوع كنت دائمًا أراهم.

وأيضا اشتغلت على موضوع عمالة الأطفال يعني في قانون العمل في سورية، من المفترض أن الطفل لا يعمل حتى يصبح عمره أكثر من 12 سنةً، ولكن الأطفال يعملون من عمر جدًّا صغير، ويوجد بنات يعملن، ويبقى اسمه طفلًا، ولكن يسمح له بالعمل بمهن ليست خطيرةً، و طبعًا هذا الشيء ليس صحيحًا، وحتى سن 12 هو سن جدًّا قليل.

وانتقلت إلى فواز الخوجة، الذي هو صديقه وصديق والدي، وفواز اختصاصه جزائي، فاستمتعت كثيرًا بالعمل معه.

أنا كنت أتدرب، صباحًا في القصر العدلي، ومساءً في المكتب، ونلت الأستذة في عام 2006، وبقيت لمدة سنتين عند فواز في المكتب، وبعدها أصبح عندي مكتب في [حي] الميسات مكتب إيجار.

في هذه الفترة أنا كنت أمارس عملي في المنظمة العربية [لحقوق الإنسان]، وفي فترة من الفترات كان فواز في المنظمة العربية، ووالدي كان من مؤسسي شيء اسمه جمعية حقوق الإنسان، وكان مع هيثم المالح في وقتها، ولكنني رفضت الدخول في نفس الجمعية، كنت دائمًا لا أريد الناس أن تتعامل معي لأن والدي يعرف كل هؤلاء الأشخاص، لاأريدهم أن يتعاملوا معي بامتيازات معينة لأنني ابنة والدي، فأنا أذهب إلى أماكن أخرى، لأنني أريد أن يراني الناس ليس لأنني ابنة فلان.

ذهبت إلى عمان وأيضًا والدي لأنه شخص جدًّا خبير في موضوع حقوق الإنسان، وأعطاني كتبًا خياليةً حتى أقرأها، كوني ذاهبة إلى ورشة عمل احترافية لأول مرة في حياتي، وعندما قطعت مراحل من الاطلاع على القانون الدولي والاتفاقيات، والذي بقي هو الشق؛ يعني أبدع في قصة القانون الدولي، ونحن لا ندرس يعني القانون الدولي في سورية ليس له علاقة بحقوق الإنسان، فتمت تصفيت (القانون الدولي) حتى نصبح مدربين، وكانت الورشات مرهقةً من الساعة 8:00 حتى الساعة 8:00 لمدة 10 أيام متواصلة، ولكنني كنت أستمتع بها.

حقوق الإنسان مثل المعارضة، وقد تكون أسوأ، وحتى عندما قال بشار: سوف نجري مصالحةً وطنيةً، وأخذ يجتمع مع المعارضة، فإن ناشطي حقوق الإنسان هم خصمه، وهم خصم أي شخص، لأنه من المفترض على الشخص الذي يعمل في حقوق الإنسان هو لديه مسافة وسط مع كل الأطراف، فالجميع يخاف منه، -هذا هو المفروض- وليس شرطًا أن يطبَّق، ولكن أنا شخصيًّا حاولت فعله، هو المفروض أي انتهاك يرصده حتى لو ارتكبه والده. وطبعا كان يوجد استدعاءات أمنية ومنع سفر وابتزازات، وأنه إذا تكلمت عن فلان وفلان، فسوف تصبحين في القضاء، وأنا قدمت على القضاء لأول مرة وكان عمري 23 سنةً، ودخلت إلى اللجنة، فسألني: ماذا تريدين يا ابنتي؟ فقلت له: أريد التقديم على القضاء، فقال لي: اذهبي إلى المنزل، وعندما تكبرين تعالي، وبعد 3 سنوات تقدمت من جديد، وكان عمري 26 سنةً، ونجحت في كل الامتحانات، لدرجة أنه كان يوجد فحص لغة وفحص حاسوب، وبعدها فحص قانون كتابي، وبعدها مقابلة، وأنا جهزت نفسي حتى أدخل إلى فحص الفرنسي وليس فقط الإنجليزي، ونجحت، ولكن تم رفضي أمنيًّا بالقضاء، وأنا كنت فقط أريد الوصول إلى القضاء، لأنني أريد راتب ثابت لأن المحاماة لا تؤمن لي استقرارًا ماديًّا، لأنني لا أعمل بالمحاماة حتى أحصل على المال، أنا أريد مساعدة الناس، ولكن لم ينجح الأمر، وهذا حصل في عام 2009 أو في عام 2008 ، وعندما بدأت الثورة شكرت الله كثيرًا لأنني لم أصبح قاضية، وعندما لم أنجح، كان يوجد محام فلسطيني وكل القصر العدلي من رفاقي حزنوا، لأنهم يعرفون ويقولون بأنني شخص نزيه، وأستطيع أن أخدم في هذا المكان، وهذا المحامي قال لي: الحمد لله لأنه تم رفضي، وقال: لا يمكنك تحمل الوساخة، والقضاء السوري تصنيفه من أسوأ القضاء في العالم، وقال لي: لا يمكنك الاحتمال، وقال: أنا أرى أنك إما أن تقدمي استقالتك، أو تذهبين إلى السجن إذا أصبحت قاضية، وطبعًا أختي رُفضت بنفس الأسبوع في وزارة التربية، وطبعًا هي أيضًا شكرت الله، لأنها بعد ذلك أصبحت تعمل في "اليو إن" (المفوضية السامية للأمم المتحدة) أستاذة فرنسي.

أنا كنت في ذلك الوقت أنشط في الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية وفي المنظمة العربية، وبدأت أحضر جلسات أمن الدولة أيضًا للناشطين والأشخاص الذين بدأوا يحضرونهم؛ يعني جماعة "إعلان دمشق" إلى القضاء العادي إلى القصر [العدلي]، كنت دائمًا أحضر جلساتهم، وقسم منهم بدأ يتم أخذهم إلى القضاء العسكري، وأيضًا بدأت أحضر جلساتهم.