الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الترافع عن السلفيين في محكمة أمن الدولة والاستدعاءات للفروع الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:46:02

قبل إعلان دمشق كان يوجد شيء اسمه التجمع الوطني الديمقراطي وهذا شيء قديم أعتقد من التسعينات ووالدي كان أحد القيادات في اللجنة المركزية وهو كان تجمع من أحزاب كثيرة وشخصيات مستقلة ليست متحزبة كثيرًا وهم كانوا دائما يشاركون بمنتدى جمال الأتاسي عندما كانت تحصل المظاهرات لأجل حرب أفغانستان وعندما تحصل هجمات أكثر في فلسطين وعند حرب العراق كانوا دائما هم يكونون في المظاهرات والحراك ويوجد جزء من شخصيات التجمع الوطني الديمقراطي شاركوا في "إعلان دمشق" ووقعوا على بيان دمشق بيروت والذي حصل أنه يوجد أشخاص وقعوا بدلا عن أشخاص آخرين ووالدي من الأشخاص الذين لم يوقعوا ويوجد أشخاص رافضون وأشخاص موافقون وأنا لم أتدخل أبدا بهذه القصة وحصلت اعتقالات بين عام 2005 و 2006 وتم تحويلهم، وكان في فترتها من ضمن المطالبات كسياسيين وحقوقيين بأن المعتقلين السياسيين أو معتقلي الرأي لا يجوز أن يتم تحويلهم إلى محكمة استثنائية مثل أمن الدولة ولا يجوز أن يتم التعامل معهم بطريقة أسوأ، يعني في قانون العقوبات السوري يوجد شيء اسمه الجرائم السياسية والمجرم السياسي هو تتم معاملته معاملة أرقى من المجرم العادي لأن الدافع في الجرائم يعتبر هو المعيار حتى يخفف أو يشدد العقوبة فالدافع للمجرم السياسي هو "دافع نبيل" يسمى بالقانون لذلك يجب أن يتم معاملتهم معاملة أفضل فكان الناشطون السياسيون والحقوقيون يطالبون بهذه المطالبات وكان من أثرها أن الدولة استجابت وهي إحالة الناشطين على أثر "إعلان دمشق" ويوجد جزء منهم قبل عام 2004 يوجد الأكراد والحركات الكردية التي تم اعتقالها تمت إحالتهم إلى محاكم عادية يعني إلى القصر العدلي أو القضاء العسكري والذي حصل بعدها أنه لم يعد هناك جناح خاص بالسياسيين في سجن عدرا وبدأوا يوزعونهم على الأجنحة المختلفة فأصبح السياسيون أو معتقلو الرأي هم يعتقلون مع السجناء الجنائيين المجرمين وهذا شيء مسيء أكثر يعني كانت الميزة الوحيدة أنهم كانوا يجلسون مع بعضهم ويوجد انسجام فكري، والشيء الثالث أنهم بدأوا يرتدون ثياب السجن يعني في الزيارات يرتدون ثياب السجن وفي المحاكمات يرتدون ثياب السجن وقبل ذلك كان السجناء السياسيين لا يرتدون ثياب السجن وكان هذا الأمر مسيئاً قليلًا.

أُحيل الكثير من الأشخاص مثل أنور البني وأكرم البني و مهند الحسني وفاتح جاموس ومحمود مرعي [إلى المحاكمات] وأغلب المحاكمات بدأت في عام 2006 وأنا كنت أحضرها قليلا وبعدها انشغلت بأستذتي (رسالة أستذة بالمحاماة) وولادة أختي وكنت أحضر [محاكمات] وأنا حضرت في القضاء العسكري والقصر العدلي في هذه الفترة.

التهم كانت الانتماء إلى جمعية تهدف إلى قلب نظام الحكم وإضعاف الشعور القومي وإيهان نفسية الأمة ويوجد أشخاص تم الحكم عليهم خمس سنوات أو ست سنوات أو عشر سنوات ويوجد أشخاص بعد عدة شهور خرجوا ويوجد أشخاص تم الحكم عليهم أكثر وخرجوا في أول الثورة أو بعد مرسوم العفو خرجوا يعني مرسوم عفو خاص بهم وخرجوا في أول فترة من الثورة.

الذي حصل أنه أنا في تلك الفترة أصبحت أستاذة وأصبحت النقابة تسخرني حتى أحضر محاكمات في أمن الدولة لأنه يوجد محاكم معينة في سورية مثل محكمة الجنايات يجب أن يكون فيها محام للشخص وإذا لا يوجد محام فإن المحكمة تسخر له محاميًا من الموجودين في القاعة ومحكمة أمن الدولة هي من المحاكم التي يجب أن يكون فيها محام ولا يوجد أحد في القاعة ونقابة المحامين تسخر أشخاصا وطبعا لم يكن أحد يوافق أن يُوكل عن أشخاص في محكمة أمن الدولة وأنا كنت أوافق، وشيئا فشيئا وطبعًا أنا وغيري وأصبحت دائما آخذ هذه الأمور.

أنور [البني] كان في السجن في وقتها، ولكن كان يحضر خليل معتوق وجيهان أمين وحبيب عيسى وفائق حويجة ورزان زيتونة وميشيل شماس وهم كانوا تسخيرا أو نحن نعرف بأنهم مُحالون إلى أمن الدولة فنذهب ونُوكل عنهم وجميعهم كانوا مجرمين سياسيين. 

في هذه الفترة كان تقريبًا كل من يتم تحويله إلى محكمة أمن الدولة كان على خلفيات إسلامية وهذا لا يعني أنهم فعلا منتمون إلى تيارات إسلامية ولكن تهمة الأسلمة بمعناها كإسلام سياسي هي كانت دائما تهمة جاهزة ومعلبة ويوجد الكثير من الأشخاص كانوا مثلا من الثمانينات حتى حصلت الثورة ويكونون يخدمون بالجيش ويكتب بهم تقرير لأنهم يصلون كل فرض بفرضه ويتم تحويلهم إلى محاكمات بسبب أنهم من تيارات إسلامية ولم يعد يوجد "إخوان مسلمون" مثل السابق ولكن أصبح يوجد "جند الشام" و"فتح الشام" وتيارات سلفية وتيارات سلفية جهادية وأغلب الأشخاص الذين أنا دافعت عنهم في محكمة أمن الدولة كانوا سلفيين جهاديين وطبعًا معظمهم إما إنهم يصلون في مكان عملهم أو في الجامعة يعني مثلا في كلية الشريعة في الشام (دمشق) يوجد مسجد وهو مسجد لكل الأشخاص الذين يصلون في الكليات يدخلون ويصلون فيه ولكن يوجد تقارير تكتب بطلاب الجامعة الذين يدخلون إلى الجامع وهذا الشيء من أيام الإخوان.

ويوجد شخص من حمص علق ببالي كثيرًا وهو كان متهما بأنه ينتمي إلى تيار سلفي جهادي ويوجد فرق بين السلفي والسلفي الجهادي وكلاهما يدعون إلى اتباع نهج السلف الصالح ولكن السلفي الجهادي هو برأيهم بأنه يجب أن يتم تحقيقه (تجنيده) بأعمال يعني يستطيعون أن يقتلوا بعمل عنفي وهذا الشخص طبعا أنا لم يكن بإمكاني زيارته ويجب أن التقي معه أول مرة في محكمة أمن الدولة وفي محكمة أمن الدولة توجد نظارة (غرفة في السجن) صغيرة جدا بحجم هذه الغرفة تقريبا ويوجد قضبان وقالوا لي يجب أن تأخذي أذن الضابط والضابط كان موجودا أمام الباب وطبعا كان يوجد ازدحام في النظارة وكل شخص منهم يخرج ويحضر محاكمته ثم يعود حتى يتم نقلهم إلى السجن ومنهم يتم تحويله إلى صيدنايا أو عدرا وكان يوجد جزء كبير في صيدنايا لأن هذا الكلام كان قبل استعصاء سجن صيدنايا.

طلبت إذن الضابط وأعتقد كان اسم الشخص عمر فطلبت إذن الضابط وقلت له أنا سخرتني النقابة ويجب أن ألتقي معه ولا أعرف شيئا عنه ويجب أن أراه فقال لي معك 60 ثانية وطبعا من خلف القضبان وقال وأنا سأقف بجانبك.

 وأذكر كان يوجد رجل مسن مستلق على الأرض في النظارة وقدمه مقطوعة والقدم الثانية أيضا يوجد فيها مشكلة وطبعا لا توجد أية مراعاة فنادوا الشخص وجاء وهو خائف مني وهو يرتجف ويوجد قضبان بيني وبينه ويبدو بأنه استغرب وهو متهم أنه سلفي جهادي وأنا بشكلي هذا وجئت حتى أقول له سأدافع عنك وخلال 60 ثانية لم يكن يكفي أن أسأله عن تهمه لأن هذا يؤذيني ويؤذيه، ولكن يمكنني رؤيتها في الملف فقلت له أنا فلانة وسخرتني النقابة وأنا بالفعل سأدافع عنك وليس شيئا شكليا وهو كان مصدومًا جدًا.

 وأنا عندما قرأت الملف عرفت أنه كان ذاهبًا من حمص إلى الشام (دمشق) ووجدوا معه كتبا لسيد قطب وتحرك عليه جرم بأنه سلفي جهادي ولكن يبدو أنه لا يعرف شيئا عن السلفي الجهادي وهذا يمكن أن يكون فيها إعدام وأنا فعلًا اشتغلت على الدفاع فيمكن لأي شخص أن يكون بحوزته أي كتاب وحتى الملحدون يقرؤون كتبا دينية حتى يستطيعوا أن يبنوا عليها أفكارهم وأن هذه الأقوال كالعادة وهو كان [معتقلًا] في الأمن السياسي ويُمارس هناك تعذيب (للمعتقلين) وتعذيب ممنهج وهذا الشيء معروف وكتبت كل هذا، والشاب تم الحكم عليه ست سنوات وأنا كنت سعيدة جدا لأنه فقط ست سنوات وطبعا بعد أن تم الحكم عليه لم يعد يوجد عندي أي تواصل معه لأنه كان في صيدنايا ولا يمكنني زيارته وبدأ الأمن يستدعيني بسبب الدفاع الذي قدمته.

أنا تمامًا كنت أقول للضابط: أنتم تطلبون محاميًا يعمل في هذه المحكمة وأنا أريد أن أتحدث كمحامية عن وجهة نظري التي هي صحيحة وحصلت الكثير من الاستدعاءات وكان يوجد هذه الحرب النفسية وهم يدعون بأنهم يتعاملون برقي وأنني أستاذة وسيدة فيتعاملون برقي، ولكن هذا الرقي ممزوج بشيء (من سوء المعاملة) وفي لحظة يقولون هذه ليست مسؤوليتنا فحتى يفرغ الضابط الذي طلبني للاستجواب أنا كنت أجلس في غرفة المساعدين التي هي بالصدفة تكون بجانب القسم الذي يوجد فيه تعذيب أو ينقلون سجناء منهم مقيدون ومنهم معصوبو الأعين أو أجسادهم عارية يعني بالصدفة -ولكن بالطبع هي ليست صدفة- وأربع أو خمس ساعات حتى يفرغ الضابط وبعدها أنا ادخل لمدة ساعتين أو ثلاث عند الضابط وبعدها أنتظر ساعتين حتى يفرغ الضابط حتى يوقع بأني انتهيت فيكون مجموع الساعات تقريبا 10 أو 12 ساعة وأنا أتعرض لكل هذه الضغوط وهذا أسلوب معتمد يعني من قبل الثورة وخلال الثورة هم لا يزالون يراعون محسوبيات معينة يعني ليست أية بنت تحصل على معاملة أفضل نوعا ما ولكن يوجد فرق عندما تدخل بنت مدينة أو بنت الشام (دمشق) إلى فرع أمن بينما بنت الوعر (الريف) تدخل إلى فرع أمن وأكيد ليست المعاملة نفسها ويوجد فرق بين شخص ناشط عن علم ومعرفة ودرس القوانين ويعرف ماذا يريد ولديه خطة ويعرف كيف يتكلم ويعبر بموضوعية فهم يحسبون حساب هذا الشخص ماذا سوف يتكلم إذا خرج وبين شخص أصبح ناشطا بالصدفة بردة فعل بهذه الحمية الإنسانية التي تحصل عند البشر عندما يشاهدون الظلم يوجد فرق كبير بكل هذه التفاصيل.

فرع الأمن السياسي في الفيحاء وفي الجبة وأنا كنت أذهب إلى المزة لأن مكان إقامتي ريف ويوجد شيء خاص اسمه الجمعيات والأحزاب وهذا هو القسم الذي كنت أراجع فيه وفي المزة أمن سياسي لأن فيها كل أنواع الأفرع. 

لا أريد أن أقول بعد سياسي وإنما بعد إنساني وقانوني ويوجد تقرير طبيب شرعي موجود في الملف يوضح كم يوجد تعذيب ولكن ماذا فعلتم بالطبيب الشرعي يعني الطبيب الشرعي يجب أن يقول وطبعًا الأطباء الشرعيون أيضا يتم أذيتهم والطبيب الشرعي يجب أن يقول أن هذا قد تعرض لتعذيب فأنا لم أحضر شيئا من عندي وأنا كل شيء أعتمد عليه موجود في الملف في محكمة أمن الدولة واستمرت القصص بهذه الطريقة واستدعاءات وفي فترتها منع سفري في عام 2007 وأخبرني بذلك الأمن السياسي وهم طلبوني إلى استدعاء في الأمن السياسي وفي يومها ذهب معي فواز الخوجة وبعد أن جلسنا ثلاث ساعات –الترحيبية- وبعدها استأذنوا من فواز وأخذوني إلى الضابط وطبعا غالبا يوجد هذا التحرش الأنيق المهذب ولكن لم أشعر بإهانة كأنثى ولم أتعرض لأي موقف ولكن في السجن حصل معي عندما كنت أزور ولكن في أفرع الأمن وتحديدا الأمن السياسي وأمن الدولة وهم الذين كنت أراجعهم لم أتعرض لأي شيء مسيء من هذه الناحية وطبعًا يوجد معيار يفرق وهو أنني محامية معروفة وناشطة معروفة وشامية (من دمشق) والكثير من التفاصيل تلعب دورها.

دخلت وشربنا القهوة وأشعل سيجارتي (لفافة التبغ) وبدأ يسأل وطبعا دائما في كل استدعاء وحتى خلال الثورة يسألونني: هل أنت اتحاد اشتراكي أم حزب عمل شيوعي؟ فأقول لا هذا ولا هذا فيقول: ولكن والدك قيادي في الاتحاد الاشتراكي وكل رفاقك قياديون في حزب العمل وأقول: صحيح ولكن أنا لا هذا ولا هذا فيقول: يمكنك الحديث ولا يوجد مشكلة يعني حتى لو (كنت) في أحزاب غير مرخصة وأقول: صحيح يمكنني التحدث بأي شيء ولكنني لست في أي حزب وأنا شخص قرر أن يتحرر من أي أيديولوجيا وطبعا لا يصدقونني ويبقون يلفون ويدورون (يراوغون) على السؤال ويعودون إلى نفس النقطة ولكن أنا ماذا أفعل إذا الأشخاص الذين ربوني هم قياديون في هذين الحزبين ثم سأل عن شيء في المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأصبح يسأل عن والدي كثيرا وأنا أقول له لا أعرف -وطبعا أبي يعرف أنني في استدعاء- وقال لي: مهما سألوك قولي لهم لا أعرف فيقول: كيف لا تعرفين أولست تعيشين معه نعم صحيح أعيش معه ولكنني لا أعرف وهل نحن سنجلس ونتحدث عن نشاطه السياسي مثلا فقلت له: استدعه إليك يعني يمكنك إحضاره لتفهم منه أكثر أو أهلًا وسهلًا إذا أردت المجيء إلى المنزل وهو انصدم عندما قلت له أحضر أبي وبعد أخذ ورد (مجادلة) عدت إلى غرفة المساعدين بعد ثلاث ساعات فوجدت فواز نائما وأيقظته وقلت له اقتربنا من الذهاب وطبعا كنا نسمع أصوات تعذيب فخرجنا 

استمرت هذه القصص وبعدها بدأوا يأتون إلى البيت. 

هو أخبرني وقال لي لم يعد بإمكانك السفر ونحن اضطررنا لأخذ إجراء منع سفر.

قانونيًا القضاء هو الذي يصدر منع السفر كإجراء احتياطي ولكن الذي يحصل بأن الأمن هو الذي يصدر منع السفر.

في الهجرة والجوازات يصل كتاب منع السفر من فرع الأمن لأنه على التفييش (البحث بملف الشخص ليعرف هل هو مطلوب أم لا) على الكمبيوترات يظهر من الذي وضع المنع ولاحقا سنتحدث أكثر خلال الثورة عن أنواع المنع لأن المنع ليس له نوع واحد.

عدت إلى المنزل وقلت لوالدي حصل كذا وكذا وقالوا بأنه ممنوع سفري وانزعجت لأنه كان عندي سفر إلى ليبيا إلى مخيم وكان بنفسي (أتمنى) رؤية ليبيا وبعدها أزلت الفكرة من رأسي وتعودت (اعتدت).

المنع يشمل كل شيء الحدود البرية والجوية والبحرية.

بعدها بدأوا يأتون إلى المنزل يعني كل فترة وحتى لو لم يوجد شيء يحصل في حياتي ولكنهم يأتون إلى المنزل ويشربون القهوة ويسألون أسئلة وكان يأتي الأمن العسكري والأمن العسكري لم يأخذني أبدا وهم الذين كانوا يأتون إلى المنزل.

أنا ذُهلت نفس ذهولي في محكمة أمن الدولة عندما أرى والدي كيف يتكلم وكان والدي يؤنبهم ويحترمهم يعني يحترمهم ويضيفهم ولكنه يؤنبهم ويقول لهم أنتم دولة قمعية وأنتم ماذا تستفيدون عندما تعملون هذا العمل وتزعجون الناس.

توجد حادثة يجب أن أذكرها بعد أن خرج والدي من السجن وأصبح يعمل سائق تكسي (سيارة أجرة) ووالدي عندما أصبح يعمل سائق تكسي في إحدى المرات عاد ومعه شخص وكان هذا الشخص هو الضابط الذي كان يشرف على التحقيق معه وتعذيب والدي عندما كان معتقلا وهو أشار لوالدي وهو لا يعرف أن والدي هو الذي يقود السيارة ولكن والدي رآه وعرفه فأخذه وبعد قليل اكتشف الضابط بأن هذا والدي فارتعب ولم يعرف ماذا يفعل فقال له: لا تخف وأنت كنت تقوم بعملك الذي أنت مقتنع به وأنا أفعل الشيء الذي أنا مقتنع به وانتهى عملك معي ولا يوجد داع حتى نخاف من بعضنا وما رأيك أن تذهب وتتغدى (تتناول طعام الغداء) معنا فأحضره إلى المنزل ولم يتغدّ ولكنه شرب القهوة وفي وقتها أذكر وأنا كنت في الصف العاشر على ما أعتقد وسمعت جملة: السجان والسجين هم ضحايا هكذا قال والدي وأنا كبرت وتعاملت بنفس الطريقة يعني أنا أشفق عليهم وأنا أرى أن كل من يقوم بكل هذا العنف والوحشية هو شخص مريض ولا يمكننا مساءلته أو تقييمه كشخص طبيعي مسؤول عن تصرفاته وبكل الأحوال هذه الجملة لم أعيها وبقيت في بالي حتى فهمتها وبطريقة ما مارستها.

عندما ذهب والدي حتى يستلم أوراقه وينتهي من أموره من فرع أمن الدولة ونفس هذا الضابط وقبل أن تحصل حادثة التكسي (سيارة الأجرة) سلمه أوراقه وضيفه القهوة وخرج وودعه على باب الفرع وقال له أنت انتهيت من عندنا وهذا طبعا بعد أن انتهى حكم والدي وقال له ولكنني سوف أموت إذا لم أقل هذه الكلمة فقال أنا أحترمك ولاحقا خلال الثورة سمعت هذه الكلمة من معظم ضباط الأمن الذين حققوا معي.

الذين يأتون إلى البيت ليس الضباط وإنما مساعدون ولا أتذكر عناصر الأمن العسكري وأنا أتذكر عناصر الأمن السياسي ولكنني لن أذكر أسماءهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/17

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2005-2007

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

التجمع الوطني الديمقراطي

التجمع الوطني الديمقراطي

محكمة أمن الدولة العليا

محكمة أمن الدولة العليا

فرع الأمن السياسي في دمشق

فرع الأمن السياسي في دمشق

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة