سيرة ذاتية ودعم الثورة السورية من موسكو
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:08:06
أنا الدكتور محمود الحمزة أقدم شهادتي عن الثورة السورية لمركز الذاكرة السورية التابع للمركز العربي للأبحاث.
أنا ابن الحسكة وولدت في إحدى قرى الحسكة ودرست في مدارس الحسكة الإعدادية والثانوية، وبعد الحصول على البكالوريا العلمي بتفوق كبير حصلت على منحة للدراسة في الاتحاد السوفيتي في حينها في موسكو ودرست الرياضيات وهذا كان في عام 1974، حيث قدمت إلى موسكو ودرست وأنهيت الجامعة والماجستير والدكتوراه في الرياضيات، وتخرجت في عام 1985 وعدت إلى سورية للعمل، ولكن للأسف تم رفضي أمنيًا ولم يتم تعييني في الجامعة علمًا أنني عملت في الجامعة سنتين، في جامعة تشرين في اللاذقية، وعملت في جامعة حلب ولكن بشكل مؤقت، ثم تقدمت إلى مركز البحوث العلمية في دمشق وأيضًا أبدوا اهتمامًا كبيرًا بتخصصي لأن تخصصي متعلق بالتحكم الأمثل "الأوبتيمال كونترول" وهذا متعلق بالتحكم بالصواريخ من الجانب الرياضي ولكنهم قالوا لي: للأسف يوجد لديك رفض أمني، وطبعًا أنا من الصف العاشر تقريبًا عام 1970 انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري وأنا كنت شيوعيًا ومارست العمل السياسي في اتحاد الشباب الديمقراطي في الحسكة، وأصلًا المنحة التي حصلت عليها للذهاب إلى موسكو كانت عن طريق الحزب الشيوعي السوري، وفي موسكو ركزنا على الدراسة أكثر من السياسة، ولكن فيما بعد عندما عدت إلى سورية عملت عدة سنوات وأنا عدت إلى سورية في عام 1985 وبقيت حتى عام 1989 ولم أستطع أن أتعين بشكل دائم، فغادرت سورية وخدمت الخدمة الإلزامية وغادرت سورية إلى ليبيا وقمت بالتدريس في الجامعات الليبية مدة تقريبًا خمس سنوات في جامعة مصراتة في كلية العلوم، وخلال هذه الفترة ألفت ستة كتب جامعية في الرياضيات، وأيضًا حضّرت قاموسًا كبيرًا (إنجليزي- عربي) في مصطلحات الرياضيات في ليبيا، وبعدها عدت إلى سورية وانتقلت إلى اليمن في عام 1995 وبقيت في اليمن أيضًا حوالي ست سنوات، وكانت تجربة جيدة جدًا في اليمن، ونشرت كتبي في الرياضيات ومنها كتاب في تاريخ الرياضيات وتطورها الفلسفي، وكنت هناك رئيس قسم الرياضيات في كلية العلوم، ورشحت لمنصب عميد الكلية أيضًا في جامعة تعز في اليمن وهي مدينة جميلة جدًا ورائعة وكانت تجربة جميلة، وبعد اليمن عدت إلى موسكو في عام 2002 وطبعًا أنا عدت إلى موسكو بالصدفة ولم يكن في بالي ان أعيش في موسكو ولم أكن أرغب بذلك في الحقيقة، ولكن قررت الذهاب إلى موسكو لأنني سجلت ابني الكبير في الجامعة فاضطررت للجلوس هناك فترة حتى يتأقلم مع الجو وهكذا بقيت في موسكو، وفورًا بدأت العمل في أكاديمية العلوم الروسية في معهد التاريخ والعلوم والتكنولوجيا، وبدأت أعمل في تاريخ الرياضيات العربية في القرون الوسطى وأدرس مخطوطات الرياضيات، وترجمت عددًا منها إلى اللغة الروسية ونشرت عشرات الأبحاث وإلى الآن عندي تقريبًا حوالي 70 بحثًا علميًا، وأيضًا ألفت كتابًا رائعًا بعنوان "الاستشراق الروسي والعالم الإسلامي"، وقد صدر منذ أسبوعين في بيروت وإن شاء الله سوف ينتشر في المكتبات، وهذه كانت فترة من الجانب العلمي فترة مثمرة، وبالنسبة لي شيّقة وشاركت في مؤتمرات علمية عديدة وأصبحت عضوًا في جمعيات علمية دولية في تاريخ العلوم.
خلال الفترة التي قضيتها في روسيا وبالصدفة حضرنا في عام 2004 مؤتمر الجالية السورية في روسيا، واتفقنا مع بعض الأصدقاء أن نذهب لنتعرف على الناس الموجودين في الجالية ومن هم وهل لدينا أصدقاء باقون أم كلهم جدد، فذهبنا بدافع الفضول وشاءت الأقدار نتيجة الزملاء رشحوني أن أمثلهم في الجالية.
بعد أن انتسبت للحزب الشيوعي وفي موسكو في الثمانينات أعتقد في عام 1984 أنا انشققت عن الحزب الشيوعي السوري بقيادة خالد بكداش، وانضممت إلى منظمات القاعدة التي كان يقودها مراد يوسف أبو سامي رحمه الله وهو كان إنسانًا قمة في النزاهة والوفاء، ولكن أيضا بعد فترة عندما عدت إلى سورية وذهبت الى ليبيا عمليًا عملي السياسي شبه توقف وأصبحت أعمل بالعلم إلى أن عدت إلى موسكو في عام 2002، وبعدها في عام 2004 دخلت في الجالية، وفي الجالية العمل لم يكن سياسيًا وإنما عمل اجتماعي وثقافي، وكان لنا تجربة في هذه الجالية تجربة غنية لأن روسيا كما هو معروف هي مكان للموالين للنظام تاريخيًا، يعني لا يوجد معارض سوري في روسيا لأن الروس لا يتقبلون هذا الشيء، والسوريون أيضًا لهم باع طويل في روسيا ولكن أنا دخلت في الجالية في عام 2004، وطبعًا أخذت مراكز قيادية مباشرة في المكتب الإعلامي، وكنت رئيس لجنة الرقابة والتفتيش في الجالية وبعدها حصلت صراعات كثيرة وطويلة ولا أريد الدخول في تفاصيلها ولكن ملخصها أن السفارة أو المخابرات كانت تتدخل ولا تسمح أن يكون إنسان مستقل يأخذ مركزًا قياديًا في الجالية، فحرموني بوضوح، وقالوا لا يمكن أن يصبح رئيس جالية شخص مثل محمود حمزة لأنه ليس تابعًا لنا ولا نعرف توجهه السياسي وهذا الإنسان يتحدث بكلام لا يريح النظام.
في هذه الفترة بالذات مع بدء العمل بالجالية أسسنا مع نخبة من الأصدقاء أسسنا التجمع الثقافي السوري والتجمع الثقافي السوري هو تجربة في الحقيقة متميزة لأننا كنا نقوم بنشاطات كبيرة جدًا وبنفس وطني ديمقراطي والسفارة كانت لا تستطيع أن تملي إرادتها علينا، وكنا مثلًا كل سنة نحتفل بعيد الجلاء وندعو كل الناس وتحضر السفارة أيضا وكل كلماتنا التي نلقيها كانت ذات نفس وطني، يعني لا نذكر بشار الأسد ولا النظام ولا حزب البعث وهم لا يرتاحون ولكن كانوا يمررون هذا الموضوع فكان لدينا منبر جيد ونجري ندوات، يعني أذكر في إحدى المرات أجرينا ندوة عن التعايش عبر الثقافة وأنا بالطبع كنت "دينامو" التجمع بدون شك ودعونا في يومها المطران يوحنا إبراهيم فك الله أسره وهو الآن أسير، ودعونا شخصيات كردية وشخصيات مختلفة وأجرينا ندوة جميلة في موسكو وأيضًا في إحدى المرات باقتراح مني أقمنا ندوة عن الأدب الكردي، وأنا كتبت بحثًا طويلًا حول الأدب الكردي وحول دور المثقفين الكرد في الحضارة العربية الإسلامية، وهو بحث كبير وموجود وحتى الأكراد قالوا إن البحث الذي قدمته أهم من بحث الأديب الكردي الذي دعيناه من أجل الحديث عن الأدب الكردي، فكان لدينا نشاطات متميزة وطبعًا هذا الأمر لم يكن يريح السفارة والنظام يعني أن نتحدث مثلًا عن القضية الكردية أو الأدب الكردي والحديث عن التعايش والحياة الوطنية ولكن الأمور تطورت، وفي الجالية مررنا بمراحل مختلفة يعني صراع مع السفارة وأخيرًا في عام 2010 فاضطروا أن يقبلوا أن أكون أنا نائب رئيس الجالية.
منذ عام 2004 دخلت إلى الجالية وفي عام 2006 كان من المفترض أن يحصل مؤتمر الجالية، يعني أجروا مؤتمرًا في موسكو في البداية وفي مؤتمر موسكو أنا حصلت على اكثر الأصوات وانتخبوني، وحصلت على المركز الأول ومن يحصل على أكثر الأصوات في موسكو حكمًا هو سوف يكون رئيس الجالية في روسيا ورابطة الدول المستقلة، ولكن عندما عقدنا المؤتمر العام ورأوا أنه لا يوجد مجال أن يؤثروا على النتائج، فقاموا بتأجيل المؤتمر مدة سنتين وألغوا المؤتمر وأجلوه مدة سنتين، وبعد سنتين أجرينا انتخابات وحصلت على المركز الثاني في الأصوات في موسكو والأول كان شابًا من حلب، وهو شاب بسيط شبه أمي ولكن الشباب يحبونه فحصل على أكثر الأصوات، وهو قال لي يا دكتور محمود أنت الأساس وأنا رجل ليس لي باع في السياسة ولا الثقافة، وأيضًا قاموا بتأجيل المؤتمر ورفضوا [النتائج] وبعدها في عام 2010 حصل مؤتمر وحصلت انتخابات وتم إنجازها حتى النهاية وتم انتخاب رئيس جالية وطبعًا أنا انتخبوني نائب رئيس الجالية بعد مساومات طويلة حتى لا أرشح نفسي كرئيس جالية لأنني لو رشحت نفسي لنجحت، وقالت السفارة هذا خط أحمر وهذا لا يمكن أن يكون رئيس جالية ووضعوا شخصًا للأسف علويًا وهو شاب بسيط وهو شاب جيد في الحقيقة وقال لي: أنت استلم كل شيء وأنا لا أعرف الكتابة ولا أعرف الكلام، وهو كان يعمل بالتجارة وأنا اشتغلت في الجالية مدة ستة أشهر، وفعلًا اشتغلنا وأجرينا لقاءات للشباب السوريين يعني أبناؤنا وبناتنا الذين لديهم أمهات روسيات وأصبحوا يتعرفون على بعضهم وكنا نريد أن ندعو العائلات ورجال الأعمال والمثقفين ونحن وضعنا خطة ممتازة للعمل ولكن الذي اكتشفته أنه لا الذين معي يريدون هذا الشيء ولا السفارة تريد هذا الشيء وهم يريدون أشخاصًا تابعين ويتلقون تعليمات وأنا قلت لهم أنا سوف أعمل ستة أشهر وأترك الجالية.
المهم في النتيجة اكتشفت أن كل الذين حولي تابعون للأمن، وهذا كان شيئًا غريبًا ويوجد منهم أصدقاء أعزاء، واكتشفت أنه كانت تأتيهم توجيهات ولا يعطون رأيًا حتى ينتظروا التوجيه، وأنا هنا أعلنت استقالتي وكتبتها ونشرتها على الإنترنت وقلت إنني شعرت أنني في وادٍ والذين حولي في وادٍ وأنا أعتذر، وهذا الأمر حصل في الشهر الثامن من العام 2010.
آخر مرة ذهبت فيها إلى سورية في شهر تشرين الأول عام 2010، وأخذت معي ابني وابنتي الصغار وكان عمرهم 15 سنة و17 سنة، وقلت لهم: أريد أن أعرفكم على سورية وحتى إنني ذهبت بدون زوجتي وهي قالت لي: خذ الأولاد واذهبوا لوحدكم، وأخذتهم وتجولنا في كل سورية.
أنا زوجتي روسية وانا عندي أربعة أولاد ولدين وبنتين، والحمد لله جميعهم درسوا في المدارس العربية، يعني جميعهم يتقنون العربية بطلاقة والروسية والإنجليزية، وأطفالي الصغار لم يروا سورية بشكل جيد ولكن أطفالي الكبار عاشوا في سورية فقررت أخذهم إلى سورية، وذهبنا ونزلنا في مطار دمشق، ومن دمشق ذهبنا إلى الساحل والقلاع وذهبنا إلى البحر وتجولنا في حلب وتدمر وذهبنا إلى مناطق مختلفة، وهذا كان في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2010، وطبعًا كانت المحطة الأخيرة هي الحسكة عند الأهل بالتأكيد، والأولاد شاهدوا سورية وتمتعوا ولكن للأسف بعد بداية الثورة بدأت سورية تتدمر على يد النظام المجرم.
مع بدء الثورة في تونس؛ وأنا بعد انقطاعي عن العمل السياسي لفترة أنا عدت إلى فترة السبعينات عندما بدأت العمل السياسي وأنا شاب، يعني أصبح لدي مثل حلم أنه قد تعود سورية وتتحرر من هذا النظام ونكون أحرارًا في سورية، فبدأت أنا بكل تواضع بدأت بعمل سياسي في سورية معارض، وكان ابني مبرمجًا فأنشأنا موقعًا إلكترونيًا سميناه "سوريا الجديدة" وبدأنا ننشر أخبارًا على الموقع وأنا كنت كل يوم أكتب فيه وأصدر بيانات وطبعًا البيانات كانت باسم "جمعية التغيير والديمقراطية"، وهو أساسًا لا يوجد جمعية وأنا كنت لوحدي والناس كانت تشعر أنه يوجد شيء، وأصبح يوجد قلق عند الجالية وأنا كنت أكتب باللغة العربية وفي البداية كنت أكتب باللغة العربية ولكن فيما بعد وبعد أشهر أنشأنا موقعًا آخر باللغة الروسية اسمه أيضًا "سوريا الجديدة" باللغة الروسية والموقع العربي في الحقيقة بدأ ينتشر بقوة، ونحن بدأنا نرسل رسائل "إس إم إس" على هواتف معارفنا في الجالية وأصبحنا نرسل لهم أخبارًا: أنه في خمسة شباط/ فبراير سوف يكون "يوم الغضب" في سورية وسوف تبدأ الثورة في سورية، وطبعًا السفارة والمخابرات وعملاؤها بدأوا في موسكو يستنفرون بشكل غير طبيعي، ولم يكونوا يعرفون من وراء كل هذا الشيء وأنا في البداية كنت أعمل بشكل سري وأنا في المرة الأولى قمت بدعوة صديقين سوريين وجلسنا وقلنا: ماذا سوف نفعل، فقررنا إصدار بيان، وأنا اقترحت اسم "جمعية التغيير والديمقراطية" وبدأنا نصدر بيانات، وبعد فترة؛ طبعًا البيان هو دعوة للثورة ومطالبة بأن سورية يجب أن تتحرر من الاستبداد، نظام الاستبداد والفساد من عائلة الأسد ويجب على سورية أن تكون ديمقراطية، يعني كانت دعوة للثورة في الحقيقة وفي البداية حتى نحن لم نكن ندعو لإسقاط بشار الأسد وهذا في بداية الحراك، لأن هذا الموضوع لم يكن مطروحًا بقوة. ونحن نذكر أنه في حمص كانوا يقولون نحن نريد تغيير المحافظ، ولكن بعد فترة أصبحنا نتحدث بشكل واضح.
في تاريخ 21 آذار/ مارس من عادة الإخوة الكرد في روسيا؛ وأقصد الكرد السوريين وحتى غير السوريين، يعني الأكراد في سورية يحتفلون بعيد النيروز ودائمًا يدعونني للحضور وأنا أذهب وأحضر كضيف، وفي هذه السنة في 21 آذار/ مارس 2011 قلت لهم: أريد أن ألقي كلمة وأريد أن أتحدث ضد النظام وأدعو للثورة، وهم ارتبكوا وقالوا: دعنا نتناقش بالموضوع، فذهبوا وبحثوا الموضوع ثم قالوا: تفضل وتكلم بما تريد، فصعدت إلى المسرح وألقيت كلمة وقلت: إن رياح التغيير قادمة إلى سورية ولا بد من أن تصل الثورة إلى سورية والشعب السوري من حقه أن يعيش بكرامة وحرية ويجب أن يكون البلد ديمقراطيًا وكان يوجد في القاعة حوالي 1000 إنسان وهي قاعة سينما، وبعد الحفل انتشر الخبر في كل روسيا بين الجالية السورية، وأصبح المخابرات والشبيحة يتحركون بشكل غير طبيعي، يعني كيف لشخص أن يصعد إلى المسرح ويتحدث ضد النظام في روسيا، وهذا الخبر قد يصل إلى الروس وهم كانوا يقولون للروس إن كل الشعب السوري مع النظام، فكيف هنا يوجد احتفال كبير ويتحدث ضد النظام؟، وبدأت الاتصالات معي من قبل أشخاص محسوبين على السفارة أنْ يا دكتور وأنت إنسان وطني ونحن نحترمك وتعال حتى نتحدث وزرنا إلى السفارة، فقلت لهم: أنا لا أذهب إلى السفارة وإذا أردتم فيمكننا اللقاء في أي مكان في موسكو في مقهى، ويمكننا الحديث مع وجود آخرين وأنا لا ألتقي لوحدي، وطبعًا لم نلتق ولكن بعدها شاءت الصدف أن يجري القائم بأعمال السفارة السورية سليمان أبو ذياب أجرى مؤتمرًا صحفيًا وأنا لم يكن عندي علم لأنني لم أكن أهتم بالصحافة ولكن صديقًا صحفيًا وهو رائد جبر وهو إنسان وقف وقفة رائعة مع الثورة السورية هو والإعلامي مازن عباس، وبالمناسبة رائد جبر تم فصله وهو كان مدير أنباء موسكو وتم فصله بطلب من السفير السوري في موسكو وهو الآن مراسل الشرق الأوسط في موسكو ومراسل "فرانس برس" ولديه عدة نشاطات، وهو إعلامي متميز في الحقيقة، فقال لي: يا دكتور محمود يوجد مؤتمر صحفي لسليمان أبو ذياب وأنتم بدأتم بنشاط معارض، وهذه فرصتك حتى تذهب وتتكلم حتى يعلم الناس أنكم موجودون، فقمت أنا بدعوة ثلاثة أصدقاء من السوريين المثقفين وشرحت لهم الموضوع وقلت لهم: هيا حتى نذهب ونشارك وكل شخص يجب أن يجري مداخلة، وفي تلك الأيام حصلت أحداث درعا والحصار على درعا وحرمان الأطفال من الحليب، وكان يوجد قتل للناشطين فذهبنا وجلسنا وبدأنا نستمع لسليمان أبو ذياب كيف يكذب ويتكلم عن الوضع في سورية وأنه يوجد إرهابيون.
وكما هو معروف أن ماكينة النظام الإعلامية تقلب الحقائق، وعندما انتهى رفع يده أحد أصدقائي وتكلم، وهو كان صديقي من دير الزور وتوفي رحمه الله اسمه صالح سليمان، وكان صالح من دير الزور وذا لسان سليط جدًا، فبدأ يتحدث ومسح الأرض بسليمان أبو ذياب وبهدله (أهانه) بشكل كبير، وطبعًا نحن كنا نتحدث باللغة الروسية والروس يسمعون والإعلام والصحافة كانت موجودة وعندما انتهى صالح قام الدكتور جواد المحمد، والدكتور جواد هو كردي من القامشلي وأيضا تحدث بشكل ممتاز وعندما انتهى قام الدكتور عمار القط وتحدث، وأنا تحدثت آخر شخص يعني تحدثنا وراء بعضنا ولم نترك لهم مجالًا ثم وقفت أنا وتحدثت بشكل مطول وتحدثت عن قصة الثورة والنظام وقلت له: إن كلامك يبدو أنك قادم من كوكب آخر والذي يحدث في سورية هو شيء آخر فانذهلت السفارة يعني تفاجأوا بشكل غير طبيعي لدرجة أنه قال أنا لن أجاوب على الأسئلة وهو تقريبًا لم يجاوب على أسئلتنا وقال: أنا لم أعد أريد أسئلة ولكن أحد الروس رفع يده وقال له: عندي سؤال، فقال له: كلا، فقال له الروسي: أنا لا أتحدث بالسياسة ولكن أريد أن أسألك عن تدمر عن آثار تدمر، وهذا كان موضوعًا ثقافيًا فبدأنا نضحك.
بعد المؤتمر جاء إلي سليمان أبو دياب وقال لي: يا دكتور محمود نحن نريد التواصل معكم وأريد أن تزورنا في السفارة، فقلت له: أنا لن أزوركم، فقال ولكن أنتم خرجتم بمظاهرة في أول أيار وشتمتم الرئيس، فقلت له نعم صحيح شتمنا الرئيس ولكن أنتم قتلتم الناس، وأيهما أصعب قتل الناس أم الشتم؟ وهنا بدأ يبرر.
قبل هذا المؤتمر الصحفي حدث شيء مهم جدًا وهو مشاركتنا لأول مرة في مظاهرة حاشدة في الأول من أيار ضد النظام، وكنا قد جهزنا أنفسنا وجهزنا اللافتات وأخذنا ضوءًا أخضر من الشيوعيين الروس وأنا عرضت عليهم بمساعدة أحد الأصدقاء اليمنيين وكان يعرِف شخصًا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي، وقال لي: أنا يمكنني أن أتحدث معه وأعطيك رقم هاتفه ويمكنك أن تسأله وتقول له: نحن الشيوعيون السوريون ونحن وطنيون فوافقوا ولكن بنفس الوقت خرج شخص من جماعة قدري وهو في الحزب الشيوعي الروسي وبنفس الوقت مع قدري ومع السفارة أيضًا، فأخبرهم أن هؤلاء الأشخاص ضد النظام وكيف توافقون، فأبلغني واتصل معي وقال: إنهم أبلغوني من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي بعدم الخروج في مظاهرة، فقلت له: يا أبو فراس تم إبلاغ الناس وأنا لم أعد أستطيع إيقاف الأمر والناس سوف يأتون وطبعًا أنا لم أبلغ أحدًا إلا شخصين أو ثلاثة، وقلت لهم: هذا ما حصل ولكن لا يجب علينا إبلاغ أحد بعدم المجيء يعني بالعكس.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/15
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةكود الشهادة
SMI/OH/46-01/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
قبل الثورة حتى بدايات 2011
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الحزب الشيوعي السوري - بكداش
السفارة السورية في روسيا