الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الحقوقي في سجن عدرا والوصل بين المعتقلين وعائلاتهم

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:46:06

وكنا نشعر بأن النظام يحتاج كثيرًا حتى يسقط وبالتالي باسل لن يخرج، وكنا نشعر بأننا نملأ الوقت بأفضل طريقة ممكنة ونستثمر هذه الكارثة التي نحن بها بطريقة جدًّا مفيدة للناس وبصراحة كنا نتوقع أنه سوف يُسجن 15 سنة وحتى عندما كتبنا عقد الزواج بشكل شفهي في السجن كان والدي لديه احتمال بأن باسلًا سيُحكم مؤبدًا، وموضوع يسقط نظام أو يصدر عفو أنا لا أعرف ماذا سيحصل ولا يوجد في رأسنا قصة الإعدام، وباسل لم يصدقني حتى قرأ قانون العقوبات ورأى نص المادة الذي هو متهم بها لا يوجد إعدام وهي سقفها 22 سنة، وأنا لا أعرف كم مخالفة قانونية ارتكبت المحكمة الميدانية أولًا: بإحالة شخص مدني ثانيًا:أساسًا بعدم تطبيق نفس المادة التي أحيل بها أساسًا ولا يستطيع القاضي تغيير المادة فأنت محال بمادة بجرم معين وملتزم بالعقوبة والسقف الذي حددته هذه المادة، ولكنه حكم بعقوبة مختلفة تمامًا.

كان مفيدًا بأشياء كثيرة قمنا بها في السجن ولكن أحد الأشياء التي كانت تحصل معي وأحد الأدوار التي أخذتها بأنني أوصل أخبار العالم (الناس) لأهلهم لأنه يوجد جزء منهم محكمة ميدانية ولا يمكنني التوكل عنهم، وفي إحدى المرات شخص من اللاذقية أيضًا من الصلبية لا يعرف شيئًا عن أهله وأنا ذهبت لزيارته وتواصل أهله معي وذهبت لزيارته عندما أصبح في عدرا، وفي البداية قالوا له: لديك زيارة في قاعة المحامين هو دخل وبدأ يبحث عن محام وبدأ ينظر وسأل كل المحامين: هل أنت طلبتني؟ ولم يتخيل بأنني أنا طلبته فقلت له: أنا طلبتك فقال: من أنت؟ وهل تعرفينني؟ فقلت له: أهلك تكلموا معي.

وعندما قلت له: أهلك تكلموا معي -هو كان رجلًا كبيرًا عمره بالخمسينات- وعندما قلت له: أهلك تكلموا معي ركع على قدمي، أجلسته وسألته: لماذا فعلت ذلك؟ فقال: أنا لا أعرف إذا كانوا على قيد الحياة، وقلت له: سوف أساعدك وأدافع عنك واكتب لي ما تريد حتى أقوله لأهلك وهذا هو رقمهم الجديد فأمسك يدي يريد أن يقبلها ويبكي، وأنا أنهار في هذه المواقف، وفي وقتها كنت أزوره كثيرًا كل أسبوع، هذا الرجل كان ناشطًا. 

بعدها جاء شخص من دوما وهذه تسلسلها الزمني بعيد قليلًا عن بعضها، ولكنني أريد الحديث عن قصص قد أثرت بي كثيرًا.

شخص من دوما أيضًا أهله تواصلوا معي وهذا عندما اعتُقل كانت زوجته حاملًا وهم في دوما ولا يعرف شيئًا عنهم، وأنا قبل أن أذهب لزيارته أنا التقيت مع زوجته وأمه، وزوجته أعطتني صورة الطفل حتى آخذها له وهذا الشخص لا يعرف إذا كان أهله على قيد الحياة أو ميتين ولا يعرف شيئًا، فذهبت وزرته وقلت له: أهلك الذين تكلموا معي وهو بدأ يتوتر ويبكي وسألني: هل أهلي على قيد الحياة! فقلت له: نعم، وأنا عندما رأيته متوترًا قلت له: إن زوجتك ولدت بسلامة؛ ولدت صبيًّا، وأنا قلت: إنه سوف ينهار إذا أعطيته الصورة لأنني عشت نفس الحالة عندما والدتي ولدت أخي وأبي معتقل وعندما رأى الصورة بدأ يقبلها ويبكي وضمني، وهو من دوما وهم لا يوجد لديهم قصص كهذه (دوما مدينة محافظة) وهذه المواقف كنت أنا وباسل يصيبنا الأسى من أجلها.

والأشخاص الذين تم تحويلهم إلى المحكمة الميدانية كنت أزورهم وبعدها عندما أريد أن أزورهم مرة ثانية يكونون قد اختفوا، وبعدها حصلت معي نفس القصة يعني اختفوا إلى صيدنايا أو تم إعدامهم يعني من خلال الكثير من التفاصيل أنا استطعت أن أعرف ووثقت الحالة وتم اعتمادها أنه تقريبًا من يأتي إلى عدرا يعني الذين تم تحويلهم محكمة ميدانية ويأتي إلى عدرا تقريبًا المدة الزمنية 6 أسابيع ويختفي ويكون قد أُعدم! 

إذا انتقلوا إلى صيدنايا فإنه سيأتي كتاب إلى السجن من سجن صيدنايا وأنت عندما تفتش على الكمبيوتر يظهر لك أنه تم نقله إلى صيدنايا أو اختفى من الكمبيوتر يعني 2013 و2014 و2015 كانت الذروة.

هو يعود إلى سجله في السجن أنه قد أُعدم ونُفذ الحكم ويوجد شيء اسمه "خلاصة حكم" تعود ويتم حفظها في سجلهم، ولكنني أتحدث عن الكمبيوتر الخارجي وهذا الشرطي الموجود عند الباب في الخارج الذي عمله هو أن يعرف في أي جناح، وإذا كان موجودًا هنا أو ليس موجودًا هذا هو نفسه لا يعرف أنه تم الحكم عليه بالإعدام، وهذه جدًّا محفوظة بطريقة سرية؛ هذه المعلومات على الكمبيوترات مع الضباط ومع الأشخاص الموثوقين جدًّا ولكن يظهر أنه انتقل إلى سجن آخر، وحتى إذا نُقل إلى فرع فإن ذلك لا يظهر ولكنه لا يختفي ويظهر بأنه قد نُقل إلى جهة أمنية أو إلى سجن صيدنايا أو سجن حمص أو سجن السويداء وهذا يظهر وهذا كان دليلًا، وبسبب الخبرة تتراكم وتتراكم هذه الخبرات وتستطيع أن تكوّن معلومة فتصبح معتمدة.

كان يوجد شاب من ركن الدين اسمه الأول عربي ولا أريد ذكر كنيته وهذا المسكين ذهب إلى الأمن السياسي -وهو وحيد لأمه- قالوا له: راجعنا سؤال وجواب نصف ساعة وسوف تعود، وعادة عندما الأمن يقول لأحد ما راجعنا فإنه لا يراجعهم، وهذا الشخص ليس له علاقة بالثورة ولا بالمظاهرات فذهب لمراجعتهم فبقي 10 شهور في الأمن السياسي وتم تحويله إلى سجن عدرا محكمة ميدانية وبعد 6 أسابيع أخذوه ونحن تأكدنا أنه قد أُعدم، ولكن كيف سوف أقول لوالدته؟ يعني كان يوجد أمور لا أستوعبها وأحيانًا أذهب حتى أزور أشخاصًا فأكتشف أنه تم تحويلهم محكمة ميدانية وتم الحكم عليهم 15 سنة "تمويل إرهاب". 

شخص من دوما أو من داريا ويحمل معه فروجًا بروستد (دجاجًا مشويًّا) وكولا وربطة خبز (عدة أرغفة) يأخذها لأولاده فأوقفه حاجز وقالوا له: أنت تحملها حتى تطعم الإرهابيين فحُكم عليه 15 سنة! يعني كان يوجد شيء لا يُوصف وعجيب!

أنا كنت أرى الناس الذين انتقلوا من صيدنايا إلى عدرا وآخذ شهاداتهم ومثلًا أحد الأشخاص الذين زرتهم من داريا وفي وقتها أخبرني أن الدكتور أسامة بارودي بأنه قد مرض كثيرًا ومات في صيدنايا.

التقيت مع شخص في عام 2014 كان له تقريبًا 4 أيام منذ أن تم نقله من سجن صيدنايا وترك يحيى شربجي هناك ولكنه في وقتها قال لي: أن يحيى لن يكمل [حياته] وأنا لم أقل لأحد وأنا بعدها تعرفت على أخته ولكنني لم أخبرها بذلك، وقال: إن يحيى لن يكمل [حياته] وفي صيدنايا أغلب أسباب الوفيات هي الإسهال وكان يحيى لديه إسهال شديد والدكتور أسامه بارودي أيضا نفس الطريقة والغريب أنه فيما بعد عندما اعلن النظام عن وفاة يحيى بإرسال قوائم إلى النفوس ظهر بأنه تم إعدامه ولكن أنا بحسب الشخص الذي التقيته وقال لي قال: إن يحيى كان يموت.

غياث قُتل بطريقة بشعة جدًّا.

كان الطقس مقبولًا أعتقد في شهر نيسان (أبريل) التقيت مع هذا الشخص وهو في شهر نيسان (أبريل) 2014 انتقل إلى سجن عدرا وكان يقول بأن يحيى جدًّا متعب، والغريب أنه بحسب ذاكرتي تاريخ وفاة يحيى مكتوب عام 2013 في البيان العائلي في بيان وفاته في الدولة، وبصراحة أنا لم أرد أن أقول شيئًا لعائلته.

وأحيانًا الشخص يفكر أنه إذا مرض ومات أسهل أو إذا مات تحت التعذيب أسهل أو إذا أُعدم أسهل وأنا أحسست للحظة أن الإعدام أسهل طريقة وخاصة بأن الشخص لا يعرف، وأنا لاحقًا سوف أتحدث عن تفاصيل الإعدام في سورية كيف يتم تنفيذها ولا يكون قد تعذب أو تألم، وقلت: إنهم إذا أرادوا أن يعرفوا أنه مات في عام 2014 فإنه يوجد سنة إضافية عاشها زيادة عذاب، لا دعهم يشعروا بأن هذه الصورة هي الأفضل من كل السوداوية.

بصراحة يوجد تقرير خرج من "آمنستي" في عام 2016 عن سجن صيدنايا وأنا شاركت فيه وأنا أفضل أن أتحدث عنه لاحقًا. 

نحن كمحامين يوجد قسم منا نعرف بعضنا سابقًا ويوجد منا قسم أصبحنا نعرف بعضنا من خلال المواقف السياسية التي تحصل، لذلك أصبح يوجد تقريبًا 20 شخصًا ونجلس مع بعضنا ونتعاون وأنا سبت واثنين وأربعاء في السجن ويوم الأحد والثلاثاء والخميس في القصر العدلي وأنا كل يوم أحد وثلاثاء وخميس أذهب إلى قاعة المحامين التي يجلس فيها المحامون ويدخنون فيها ويشربون الشاي فأقول: يا جماعة من لديه موكلون يحتاجون لزيارة فليكتب أسماءهم وما هو المطلوب وأنا أنقل هذه الأسماء وكان في وقتها كرت الزيارة سعره 100 ليرة وأنا حتى إنني كنت أرفض أخذ قيمة كرت الزيارة فأسأل: من لديه؟ فيعطونني الأسماء وكل شخص ماذا تريد منه ومعلومات وكل شخص من طرف فلان أنا أقول له.

 وأحيانًا أزور 24 شخصًا في يوم واحد يعني السجن يُغلق وأنا في الداخل، يخرجني عناصر الشرطة بالقوة، وأنا وباسل أصبحنا نعتمد… لأنه أحيانًا لا يمكننا أن نخوض أي حديث ونكون فقط نشاهد بعضنا فنكتب رسائل لبعضنا لأنه لا يوجد وقت حتى نتحدث.

ويوجد أوقات كان يذهب فيها المحامون حتى يزوروا [موكليهم] ولكن كل 5 شهور مرة واحدة حتى يذهب محام وأنا كنت أذهب وأطلبهم وأقول لهم بأنني زميلة المحامي فلان وأصبح جميع المحامين يضعون اسمي في وكالاتهم فيما بعد، ونحن نتقاسم العمل يعني أنا الذي أزور وهم في المحكمة وأنا أصبحت فقط في السجن، وأنا لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك وكل هذا يجب تفريغه ونقله ولا يمكنك على الهاتف نقله للناس، وعليك أن تلتقي مع الناس وأنا أصبحت أذهب إلى القصر العدلي كل يوم أحد وثلاثاء وخميس وأداوم في قاعة المحامين، وأنقل لكل محام ما قاله موكله وأكتب، ويدي بدأ يصيبها الكثير من الأوجاع لأنها كلها كتابة بخط اليد ويجب أن أكتب كل شيء بالتفصيل وأكتب رؤوس أقلام (الأمور الأساسية) حتى أعود وأعطيها لكل محام حتى هو يقوم بتفريغهم.

طبعًا كان صيتي [بما] أنه [لدي] كل هؤلاء الموكلين أنه عندي الكثير من المال وطبعًا عندما يتم سؤالي أقول أنا محامية وسآخذ أتعابًا وطبعًا أنا كرت الزيارة لم أكن آخذ ثمنه.

هذا كان جدًّا مفيدًا وهذا جعل لي شعبية كبيرة بين المحامين وأنا عندي الكثير من الصداقات مع المحامين في سورية وعلاقتي جدًّا طيبة وهم من مناطق مختلفة وطوائف مختلفة وأصبح يوجد جو جميل وأصبحنا نعرف بعضنا، وفي كل هذه البشاعة جدًّا تشعر بأنك تريد أن تبحث عن الذي يشبهك ولو بشيء، لأن القصر العدلي كله شبيحة وكان يوجد شخص وهو محام وعمله هو أن يكتب بنا تقارير للنقابة وكنا نقول له أبا علي ونقول له: يا أبا علي متى ستصبح مثلنا؟ فيقول: لن أصبح مثلكم.

بعدها أصبح صديقي عبد الناصر كحلوس في سجن عدرا للمرة الثانية وكانت زيارة ناصر في يوم الأربعاء والجو كان يكون جدًّا جميلًا لأن كل شخص في جناح وأنا أطلبهم جميعهم إلى الزيارة وأجمعهم مع بعضهم ونجلس وأصوات ضحك ونجلس 20 شخصًا في قاعة المحامين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/06

الموضوع الرئیس

الاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/123-16/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013 - 2014 - 2015

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

القصر العدلي في دمشق

القصر العدلي في دمشق

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

الشهادات المرتبطة