الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاشتباكات على طريق سجن عدرا وظروف الاعتقال عمومًا في سوريا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:05:15

بعد هذا أيضًا حصل الكثير من التصعيد والقصف على السجن؛ (سجن عدرا) القصف المتبادل وفي إحدى المرات سقط صاروخ على باب السجن الساعة الـ 2:00 ظهرًا يعني أثناء وقت الخروج وكان يوجد كم هائل من البشر وأنا لا أعرف كم العدد الذي مات وأنا خرجت حتى أمشي إلى باب السجن وأنا رأيت أحذية نسائية وحرفيًّا رأيت عينًا في الأرض يعني كنت أمشي على الجثث، وحتى الطريق أوتستراد حرستا كنا نجد الكثير من الجثث.

وفي إحدى المرات كان يوجد شخص على دراجة نارية ولا أعرف كيف يقود الدراجة النارية فتم قنصه، ولا أحد يستطيع أن يقف حتى يأخذ الجثة وأنا كنت أذهب من هذا الطريق وأعود لمدة 20 يومًا، وأنا أرى مراحل جثته كيف تتطور (تتحلل) وحتى في إحدى المرات السائق لأننا نمشي بسرعة خيالية في هذه المسافة التي يوجد فيها قنص وهذا في الذهاب إلى السجن ولأنه يمشي بسرعة فإنه دعس فوق إحدى الجثث، وأيضًا ترى كلابًا ميتة وقططًا ميتة يعني كانت توجد روائح والوضع كارثي وأصبح يوجد الكثير من الجرذان وهذا كان خط جبهة وكان الوضع كارثيًّا، وليس الجمع يعبر من طريق [مدينة] التل (الآمن نسبيًا).

في إحدى المرات على مفرق الجوية (فرع المخابرات الجوية) يوجد حاجز وتوجد سيارة شاحنة مثل البراد ويوجد (تخرج) منها رائحة جدًّا بشعة ويخرج منها دم وغالبًا يوجد فيها جثث في السيارة.

في إحدى المرات أثناء خروجي كنا نقف على حاجز الجوية وكان الدور طويلًا جدًّا وسائق الباص الذي كنا فيه كسرت (اتجهت) نحوه إحدى السيارات وبدأ يطلق بوق السيارة، ولكننا كنا متوقفين على الحاجز فقال له: لا أستطيع التحرك فنزل شخص من السيارة وكان أحد عناصر الأمن فنزل من السيارة وأخذ السائق وبدأ يضربه أمام الناس، وأنا هنا في وقتها عدت وأنا سوف أنهار، والمشكلة أنه حتى نحن الموجودون في السيارة يعني لا يمكنك أن تنظر أو تظهر نظرة التعاطف، وفي وقتها كتبت: أنا الآن فهمت لماذا الناس حملت السلاح؟ وأنا كنت ولا زلت ضد السلاح ولكن يمكنني أن أفهم أو أبرر ويوجد شيء أبشع من الوصف.

وبعدها تعرفت على سائق تاكسي من جوبر وهذا السائق حتى لو كان يوجد خطر فإنه يأخذني، وأنا عادة لا آخذ تاكسي لأن الأمر مكلف إلا نادرًا، وكان يأخذني هذا الشخص، وفي إحدى المرات توقفنا على حاجز فأخرج هويته فكانت جوبر وكان اسمه أبا يامن فقال له: أنتم مخيفون وعندما نظر إلى هويتي كانت [حي] ساروجة فقال: أنتم أوادم (أناس جيدين) وأنا عندما مشينا أحسست أنها شتيمة وأنه نحن لسنا أوادم أو على الأقل أنا وبهذا المعنى كلمة أوادم هي جدًّا مسيئة أنه نحن لا نخرج ضد النظام وأنا كل الوقت كنت أقول لأبي يأمن أنا أحسست أنها إهانة أنه هذا الصيت إلى حد ما على أهل دمشق أنهم لا يتدخلون بشيء ولكن أنا لست كذلك وأنا بلحظة أحسست أنني سوف أصحح للحاجز بأنني لست كما يظن. 

في إحدى المرات عدنا أنا وحماتي فتوقفنا على حاجز البانوراما في العدوي وأنا لا أعرف ما قال لي العسكري فرددت بنزق عليه، فقال لي: أنا لا أريد أن أزعجكم وأنا أيضًا أقف وأنا مصلوب تحت الشمس؛ يعني قد لا يكون هذا خياري ولا يوجد داع أن تتكلمي معي بهذه الطريقة، وأنا جدًّا أوجعني قلبي وبقيت 3 أيام أذهب حتى أرى هذا العسكري وأعتذر منه فرأيته واعتذرت منه وبأنني آسفة وأنا كنت منزعجة، وأحسست أنهم ليس جميعهم لهم علاقة وكان يمكن أن يكون أخي -لو لم يكن وحيدًا- أن يكون مكانه

يوجد حاجز قبل سجن عدرا وأيضًا بدأوا يقومون بالتفييش (البحث عن المطلوبين) على هذا الحاجز يعني هذا هو حاجز مخيم الوافدين، وضعوا حاجزًا مباشرة أمام السجن ولكنهم طوال الوقت يتم قصفهم فلم يستطيعوا تركه، ووضعوا حاجزًا يوجد عليه تفييش وأنا كلما اذهب وأعود -لأنه أصبح يوجد تفييش- أنا أعيش على أعصابي لأنني لا أعرف ماذا حصل بوضعي [الأمني].

أنا كنت أتحدث مع وسائل الإعلام وطوال الوقت الإعلام يتحدث وحتى في إحدى المرات أصبح لباسل 1000 يوم وأنا أشغلت الدنيا والتلفازات والتقارير أنه أصبح له 1000 يوم ولكن أنا لا أخرج غالباً على شيء مرئي لأنني كنت أخاف لأن صاحب منزلي وجيراني جميعهم موالون فلا أخرج على شيء يمكن رؤيته، ويمكن أخرج على قناة "البي بي سي" وقنوات أجنبية وفي وقتها دخلت حتى أوقع كرت الزيارة فقال لي مدير مكتب العميد: هل من الضروري الحديث على "العربية" و"الجزيرة" بأنه أصبح له 1000 يوم فقلت له: أنا ليس لي علاقة فقال: ومن يعرف أنه أصبح له 1000 يوم إلا أنت؟

في إحدى المرات وبعد جهد جهيد سمحوا لنا بإدخال كتب لباسل وبعدها بعد جهد جهيد سمحوا لنا بأن ندخل كتبًا باللغة الإنجليزية لأنه كان يريد قاموس اكسفورد الكبير وهو أصبح فيما بعد على صحبة مع الضباط وتهمته تجسس وهو هنا وبعدها أصبحت العلاقة أفضل مع الضباط، والعميد مدير السجن نبيل الغجري طلب من باسل أن يدرّس ابنه وهو كان لديه بكالوريا علمي وبدأ يدرّس ابنه الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإنجليزي، وأصبحت العلاقة جيدة وأيضا درّس ابنًا كان في الصف العاشر ولديه شيء لا يفهمه -لمدير مكتب العميد-، وبدأوا يخصصون له غرفة من غرف الضباط التي ينامون فيها ويدرّسهم وبدأ يتحدث معي باسل من "واتساب" الولد ويرسل لي صورًا وأنا عندي صور لباسل وهو ببدلة (ثوب) السجن وبعدها طلب منا تسفير ابنه وأصبح العميد يتكلم معي على الهاتف، وفي وقتها كان يوجد برنامج آمن نسيت اسمه حتى نسفر ابنه وهو سيساعد باسل وباسل بالفعل أصبح على صحبة مع الولد.

يوجد أحد رفاق باسل الذين كانوا معه -وائل سعد الدين- وعدة أشخاص قالوا: إن العميد عندما شعر بأنه قد بات مكشوفًا جدًّا أمام باسل سرّع بقصة إعدام باسل -بتنفيذ حكمه-، وطبعًا هو فيما بعد سفّر ابنه بعد أن اختفى باسل قام بتسفير ابنه.

العميد كان جدًّا متعاونًا وحتى عندما يذهب أهلي كان يقول لي: عندما تنتهون من الزيارة ادخلوا واشربوا القهوة عندي فيدخل أبي وأمي ويشربون القهوة معه ووالدي يتحدث كما هو، وأنا لم أخف مواقفي ولا حتى والدي، ودخل والدي إليه مرتين وقال له: أنا كنت هنا في التسعينات وهو كان يقول: أنا أحترمك وطبعًا نحن لا ندفع المال؛ يعني هذه التسهيلات لم نكن ندفع من أجلها المال وأنا لم أعط العميد أية هدية ولا أي شيء.

هم يعرفون أن لديهم شخص مشهور، أجمل شيء أنه حصلت لديهم مشكلة في السيستم في الكمبيوترات وطلبوا من باسل إصلاحها وهنا أصبح باسل يكشف كل الداتا (البيانات) في السجن وكل هذه المعلومات تم إرسالها، وهذا كان أفضل شيء يعني التفت بهم الدنيا (عجزوا عن الأمر) حتى استعانوا بباسل فيما بعد.

كل شخص يموت بقصف أو أحيانًا تحت التعذيب كانوا أحيانًا لا يسلمون الجثة أو لا يعطون إذنًا بالدفن حتى يوقعوا على ورقة بأن المسلحين هم الذين قتلوه، وطبعًا هذا الشيء ليس قانونيًّا وهذه الورقة صادرة من الدولة بأن المسلحين هم الذين قتلوه، وفي إحدى المرات سقط صاروخ وقتل 3 أشخاص وباسل أُصيب بيده بشظية وهو كان موجودًا في باحة التنفس وهو أُصيب بنفس يده التي كانت مصابة في مظاهرة حرستا في نفس المكان حيث أصابته شظية وأحرقته ولكنها لم تدخل في العظم مثل المرة الأولى، ومات 3 أشخاص؛ شخصان من دير الزور وشخص من داريا أو العكس.

في إحدى المرات كان يوجد شخص اسمه عمر عزيز اعتُقل وحُول إلى سجن عدرا وزاره أهله ثم تُوفي، وأنا دخلت إلى العميد وقلت له: أريد إذنًا باستلام الجثة وقد تعاون جدًّا وبعدها بدأ يقول الناس: إنه مات تحت التعذيب وهو مات في عدرا وليس في الفرع، وقد يكون من آثار التعذيب ولكنه في وقتها لم يخبرني بأنه قد تعرض للتعذيب.

 وأنا لا أعرف لماذا نحن نستسهل هذه الكلمة أنه تحت التعذيب! والآن عن باسل يقولون: مات تحت التعذيب وأساسًا ليست كل حالات القتل في الأفرع الأمنية تكون تحت التعذيب، وأنا وضحت هذه القصة ومن الطبيعي أن يقولها الأشخاص العاديون ولكن المشكلة أن الحقوقيين يقولونها وهو اسمه "الموت داخل مركز الاحتجاز" وهذا مفهوم بأن الاعتقال والاحتجاز في ظروف جدًّا سيئة هي سبب مباشر للوفاة ،وهي جريمة دولية من الجرائم في القانون الجنائي الدولي لأنه من المفترض على الدولة أو الجهة المسؤولة أن توفر الرعاية الطبية والأدوية اللازمة والغذاء المناسب والمكان المناسب وكل هذه التفاصيل، وليس دائمًا يكون بسبب التعذيب لأنه لديهم طريقة ممنهجة؛ يعني الأمر مدروس.

 والتعذيب ليس هو أن يقوم شخص بضرب شخص آخر وإنما يوجد شيء مدروس وأجروا تجارب على البشر بهذا الأمر إما أن يكون قد حصل غلط ما أو الشخص لديه ظرف صحي ولم يستحمل، أو هم يريدون قتله، وأما أغلب الموت يحصل بسبب الجوع يعني قلة الماء والطعام والإسهال والجرب ويبدأ الجسم بالتفتح والأمراض المعدية، أو شخص يحتاج إلى دواء ولا يأخذه أو شخص لديه مرض ولم يستحمل التعذيب وأكثر شيء هو الازدحام يعني الناس يجلسون في مساحة جدًّا صغيرة، ونتيجة هذه المساحة يحصل نقص الأكسجين والدماغ لا يتغذى جيدا ونحن نقول: الدماغ بدأ يفصل والدماغ لا تصله التغذية ووظائف الجسم تتوقف عن ممارسة دورها، وبنفس الوقت لا يوجد نوم ولا يوجد جلوس يعني الناس تتناوب؛ أشخاص واقفون وأشخاص جالسون يعني تحصل أذية في الدماغ وتؤدي إلى وفاة، وخاصة بأنها تترافق مع عدم وجود مراحيض طوال الوقت ولا يوجد حمام لأجل الاستحمام ولا يوجد غذاء ولا دواء ولا يستحمل فيموت.

أنا زرت عمر عزيز في عدرا وتُوفي بعد يومين ولم يكن به شيء وهو كبير بالعمر وهو كان متعبًا لأنه معتقل، ولكن لا يوجد به شيء ولا يشكو من شيء، وهو حصلت معه سكتة قلبية وأسعفه السجن إلى مستشفى حرستا إلى مستشفى الشرطة وتُوفي؛ يعني السجن أسعفه.

كان في عدرا وإذا لا تزال آثار التعب، ولكن أكيد ليس سجن عدرا هو المسؤول عنه ويمكنني أن أقول هذه القصة.

توجد حالات نادرة تحصل فيها عقوبات على أشخاص في المنفردة ويمكن أن يتم ضربهم، ولكن لا يوجد ضرب أبدًا ويوجد علاقة ودية جدًّا تنشأ بين الشرطة والسجناء.

السجن نقله إسعافًا في الليل إلى مستشفى الشرطة في حرستا ولم يلحقوه وهذا كلام حتى الناس الذين كانوا معه يعني كل السجن يعرف، وقالوا: إنه أخبرنا بأنه متعب وجاء طبيب السجن فقال: إنه يحتاج إلى نقل إلى المستشفى فنقلوه إلى المستشفى ومات مباشرة، وهذا الذي حصل وسلموا جثته يعني أي أحد يستطيع أن يتأكد لأن الجثة تم تسليمها والأهل تأكدوا بأنها سكتة قلبية ومات؛ يعني قد يكون الاعتقال هو سببًا وهو كبير بالعمر وأكيد لديه أمراض مزمنة ويوجد اعتقال ويوجد أشهر في الأفرع، وأنا أعتقد أنه بقي لمدة شهرين في الفرع وأكيد هذا يؤثر ولكن السجن ليس مسؤولًا وبالتأكيد ليس سجن عدرا يعني العميد جدًّا تعاون معي وحتى إنهم يسرعون الإجراءات ويتأكدون من كل شيء وأنا أتحدث الآن عن شخص أعتبره آذانًا وهو العميد بطريقة ما ولكن أنا أكون موضوعية وأصف الأشياء كما هي.

أصبح وضعه بالتأكيد أكثر راحة وكل الناس يحبونه من ضباط وشرطة وباسل كان يدخل ويشرب القهوة مع الضباط في غرف الضباط وجدًّا نشأت علاقات ودية وكان يستطيع أن يتحدث عن رأيه كما هو.

يوجد مقدم اسمه عمر قال له في إحدى المرات: إنه عندما تأتي الأستاذة أنا أشعر بالورود تظهر على الجدران وأشعر بشيء لا أتخيله في الحياة، لأنني أذهب بخطر فقال له: لستم فقط أنتم سجناء ونحن أيضًا سجناء ونحن نجلس في السجن طوال الوقت يعني نفس الشيء، ويقول: أشعر بأنه يوجد حياة، وحتى أنا كنت (من اليسار) جناح باسل وأنا أدخل من هنا (من اليمين) في البداية وأنا اقف في هذا المكان وأنتظر باسلًا، وأحيانًا عندما يأتي ضابط جديد مناوب يقول: يجب أن أدخل إلى قاعة الزيارات فأقول له: أنا عادة أقف هنا، وهنا (اليمين) يوجد ضوء وفي الداخل توجد عتمة قليلًا، وأنا كنت أقف ولا أشعر بالدنيا وهكذا عيوني (أمعن النظر) حتى يخرج باسل فأقول لهم وأنا أتعامل بشكل جدًّا عادي: انظروا عندما يأتي وكأنه ضوء قادم وأنا أشعر بأن ضوءًا يخرج عندما يأتي باسل من هنا، فأصبحوا كلهم يقفون يعني ضباط الشرطة يقفون معي وينظرون نفس المشهد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/06

الموضوع الرئیس

الإيداع في سجن عدراقتل تحت التعذيب

كود الشهادة

SMI/OH/123-18/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013 - 2014 - 2015

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مخيم الوافدينمحافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

قناة العربية

قناة العربية

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

قناة ال BBC

قناة ال BBC

مشفى الشرطة في حرستا

مشفى الشرطة في حرستا

الشهادات المرتبطة