الاعتقال وأوامر النقل العقابية في المؤسسات العسكرية التابعة لنظام الأسد
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:12:51:08
دخلت إلى السجن، والحقيقة المساعدون يعرفونني ويوجد علاقة وهم في الحقيقة دلّلوني وبقيت 13 يومًا في السجن دون أن أسال لماذا ولكن وصلت الرسالة، وفي اليوم 13 طلبني رئيس الفرع العميد حسان شريف فدخلت إليه، وعندما دخلت استقبلني وقبلني وقال: هل وصلت الرسالة؟ فقلت له: لقد وصلت، فقال: يا خالد كلنا نحبك وكلنا نحترمك ولكن أنت لسانك سوف يقضي عليك ولماذا هكذا؟ أنت تتحدث أمام مدير إدارة، فقلت له: أنا عندي توصية من قبل رئيس الجمهورية ولن أقول أكثر من ذلك، وأنا لماذا يتم وضعي في الزنزانة 13 يومًا؟ يعني فقط لأنني قلت كلمة؟ يعني لو لم يوصِ بي رئيس الجمهورية ماذا سوف يحصل معي؟ هل سوف تعلقون مشنقتي؟ فقال لي: أنا أنصحك أن تخفف ويوجد حقائق أنت تعرفها ونحن نعرفها وعليك التخفيف قليلًا، وأنت ماذا تريد (تحتاج)؟ فسألني: ماذا تريد فقلت له: لا أريد شيئًا، وتودعنا وذهبت إلى منزلي وتحممت وبقيت يومين في المنزل ولم أذهب إلى الدوام، وفي اليوم الثالث ذهبت إلى الإدارة (إدارة الاستطلاع)، وطبعًا مدير الإدارة سمع بهذه القصة نتيجة غيابي لمدة 13 يومًا ولم يتحدث ولم يرسل خلفي ولم يسألني، إلى يوم اتصل [فيه] مدير مكتب مدير الإدارة وقال لي: يوجد غرض عند مدير إدارة الاستطلاع، يجب أن تأخذه إلى المعلم، فقلت له: حسنًا، وطبعًا هذا الغرض يتعلق بالاستطلاع، يعني غرض سري للغاية وممنوع على أحد أن يفتحه إلا ضابط، فركبت سيارتي وذهبت إلى مدير إدارة الاستطلاع وأخذته وأعطيته لمدير مكتبه وذهبت إلى مكتبي، وعندما وصلت إلى مكتبي رن جرس المدير، وجرس المدير عندنا مميز ويكون طويلًا، فقمت بالرد، فقال: تعال إلي، فذهبت إليه فدخلت وقدمت له التحية، فقال لي: لماذا تكبير الرأس (العناد) هذا؟! ولماذا لا تأتي إلي وأنت منذ متى هنا في الإدارة ولماذا لا تأتي إلي؟ فقلت له: أنا أكفيكم خيري وشري وأكفي الناس خيري وشري وأنا عندي عمل أقوم به، ألم أقلب القسم رأسًا على عقب؟ فقال: نعم، ألا أعمل بشكل صحيح؟ فقال لي: نعم، فقال: ولكن لا يجوز تكبير الرأس، فقلت له: سأقول لك كلمتين، هل تعرف أن بريد الإدارة المهم والرئيسي أنت لا تراه ولا توقع عليه، فقال: ماذا تقول؟ فقلت له: إن اللواء عدنان دكنجي هو الذي يوقعه، فقال: أنت لا يمكن أن تتحدث هكذا وبدأ يلتفت حوله، وهو خاف كثيرًا من هذا الكلام، فقلت له: هذا الكلام صحيح وإذا لم يكن صحيحًا يمكنك أن ترسلني إلى السجن وأنا مستعد أن أبقى في السجن لمدة شهر، ومستعد أن أشلح (أنزع عني) رتبي وأذهب إلى منزلي، فقال: حسنًا وسوف نتحاسب، وبعدها غادرت وجلست في مكتبي، وبعد أربعة أيام اتصل معي وقال لي: تعال حتى نشرب القهوة، يعني هنا تغيرت اللهجة، وقبلها كان يقول تعال إلي والآن يقول تعال حتى نشرب القهوة، فذهبت واستقبلني وقبلني من رأسي وقال لي: يا خالد عليك أن تهدأ، وهو طبعًا سني من حمص من تلكلخ، وقال لي: يا خالد الأمر يحتاج إلى تروٍ وأنت تعرف الوضع، فقلت له: هل كلامي صحيح أم إنه غير صحيح؟ فقال لي: صحيح فقلت له: إذا نحن [لا نستقوي] إلا على بعضنا فقط حتى نسجل مواقف أمام الآخرين، ونحن إذا لم نقف بجانب بعضنا ونكون سندًا وأنت إذا لم تحمني فمن سوف يحميني؟ وهل أنا سوف أذهب إلى عدنان دكنجي حتى يحميني أم سوف أذهب إلى فلان حتى يحميني؟ كلا وأنت يجب أن تحميني وتحميني بطرق لا تتأذى فيها ولكن أن تأخذ مني موقفًا لأنني رفعت صوتي أو قلت كلمة الحق أو حصل خلاف بيني وبين قائد الفرقة، وهذه الخلافات دائمًا تحصل، وما هي المشكلة، فقال على كل حال الأمور جيدة ونحن يجب أن نستوعب، وأنت تعرف هذه هي الحياة يعني بدأ يتكلم كلام ترطيب وبعدها غادرت.
في هذه الفترة تغير مدير الإدارة وأصبح نائب قائد القوى وجاء اللواء يعقوب الناصر وأصبح هو مدير الإدارة ونائبه اللواء عدنان دكنجي ورئيس أركانه إبراهيم صقر الذي كان قائد فرقة، وجاء إلى الإدارة، وهنا يعقوب الناصر وعدنان دكنجي كانت علاقتي متينة جدًا معهما وهما يعرفانني ويعرفان عملي، وهما نظاميان وأحدهما علوي والآخر سني، ولكن كلاهما بالنسبة لهما الضابط المنضبط والرجل والشجاع فإنهما يحبانه إلى أبعد الحدود، والحقيقة أنهما حمياني كثيرًا في قصص كثيرة فطلباني وكانا يجلسان مع بعضهما وقالا: يا خالد نريد أن نرسلك إلى خارج الإدارة، و[لكن] قبل أن يطلباني صدرت نشرة التنقلات، فإذ باسمي [تم نقله] إلى المقر المركزي (الـ م1)، واسمي مضاف إلى النشرة بعد أن تم التوقيع عليها من قبل مدير الإدارة، يعني هذه كانت لعبة عليهم وهما انزعجا كثيرًا بسبب مرور اسمي، وأيضًا استغرابهم من إرسالي إلى الـ م1، وهم يعلمون أنهم سوف يؤنَّبون بسبب هذه القصة، فطلباني وقال لي اللواء عدنان دكنجي، قال لي: اذهب يا خالد واجلس في مكتبك ولا تصغِ إلى أحد ولا تنفذ أمر النقل وأنا مسؤول عن هذا الأمر، ثم قال له يعقوب الناصر قال له: يا أبا سنان أنت تعرف اللواء إبراهيم صقر وخالد وكلاهما رأسه كبير (غير مرن) ونحن لا نريد المشاكل في الإدارة، فقال لي: أي مكان تريده في الدفاع الجوي سوف أرسلك إليه ويمكنك الدوام من الغد، فقلت له: أنا لن أذهب إلى الـ م1، حتى لو أرسلتموني إلى السجن وأنا لا يوجد عندي مشكلة ولكن لن أذهب إلى الـ م1، وهذا الأمر غير معقول وأنا لم أفعل شيئًا، فقالوا إن كل هذا الشيء الذي حصل هو بسببنا ونحن عاتبنا اللواء عز الدين بسبب هذا الأمر واتصلنا معه وعاتبناه، وقلنا له كيف توقع على أمر نقل إلى الـ م1، ولماذا وماذا فعل والـ م1 هو يعني الموت قاعدًا، ولا يوجد سيارة ولا حاجب ولا شيء، والدوام هناك ست ساعات أو ثماني ساعات ثم تغادر، فقلت له: أنا لن أذهب إلى الـ م1، فقالوا لي: إنه يوجد شاغر في اللواء 77 كرئيس قسم استطلاع، وقالوا: اذهب إلى هناك وتفقد الوضع ويمكنك أن تأخذ مهمة وتذهب إلى هناك وترى الوضع وإذا أعجبك الوضع يعني هذا الأمر لا يحصل مع أي شخص لا يحصل مع أي ضابط [وفقط] الضابط الثقة الذين يثقون به، [ولا أقصد] يثقون به أمنيًا وإنما يثقون بأخلاقه ومسيرته وعطائه ووطنيته، فذهبت إلى اللواء 77 وقائد اللواء 77 ضمن فرقتي التي كنت فيها ضابط أمن، وقائد اللواء 77 يوجد خلاف بيني وبينه من أجل موضوع تفييش عساكر وما إلى ذلك فذهبت إليه في إحدى المرات ووبخته، فهو متحامل علي، فدخلت إليه وأعطيته المهمة وقلت له: اكتب لي إجازة عشرة أيام، فقال: من أجل ماذا؟ فقلت له: اكتب لي إجازة ودعني أذهب لعله يتم حلها خلال هذه الأيام العشرة، فقال: لن أعطيك عشرة أيام وعليك الدوام مثل الجميع، فأخذت مهمتي وغادرت، وذهبت إلى مدير الإدارة، فقال لي: أنا أعرف، وقال: اذهب إلى الـ م1 مبدئيًا، فقلت له: لن أذهب، فقال: إن هناك اللواء عصام وهو صديقك، وقال: اذهب إلى هناك وأنا سوف أتحدث مع اللواء عصام. واللواء عصام استلم فيما بعد قائد القوى الجوية وهو طيار عصام دمشقي ولا أذكر [كنيته]، وهذا الرجل يتمتع بالكثير من اللباقة والأخلاق والاحترام، فذهبت إليه ودخلت إلى مكتبه، وكان يوجد علاقة لأنه كان في المقر الموحد الجنوبي مقر قيادة الفرقة الجوية والدفاع الجوي واللواء 55 فهو استلم قائد المقر وهو يعرفني ويوجد علاقة جيدة بيني وبينه لأنني كنت ضابط أمن المقر، فسألني: ماذا فعلوا معك؟ فقلت له: لا أعرف، فقال لي: يا خالد أنت يمكنك الدوام كما تريد، فقلت له: أنا سوف أذهب إلى منزلي وسوف آتي كل أول شهر وأقبض راتبي وأنا لا يمكنني الدوام هنا، فقال لي: كما تريد وفعلًا بقيت على هذه الحالة تقريبًا أربعة أشهر وبعدها استلم اللواء عدنان دكنجي [ليصبح] قائد سلاح الدفاع الجوي فاتصل معي وذهبت إليه فقال: في اللواء 55 نريد إزالة رئيس قسم الاستطلاع ما هو رأيك أن تذهب إليه وتستلم مكانه، واللواء 55 في عدرا وهو على مفرق حفير، فقلت له: أنا سوف أذهب ولا يوجد عندي مشكلة ولكن أنا أريد أن أذهب إلى منزلي وأنا بعد أن سُجِنت أنا قررت بشكل نهائي وأصبحت أرتب أمور منزلي وأولادي ووضعي، وأنا كنت مصرًا على هذا الموضوع.
هنا جاء موضوع اغتيال غازي كنعان والضجة التي حصلت، وغازي كنعان أصبح في وزارة الداخلية في عام 2005 فانشغلنا قليلًا قبل اغتياله بفترة انشغلنا بقصص كثيرة قصص أمنية وقصص تحقيق، وهنا أصدروا أمر نقلي إلى اللواء 55 إلى قسم الاستطلاع، يعني تصور أنا ضابط أمن فرقة ثم يعيدونني إلى لواء في الفرقة ورئيس قسم استطلاع، وأنا وجدت لو أنهم سرحوني لكان ذلك أفضل، رغم أنه في اللواء 55 كان قائد اللواء من خيرة الناس رحمه الله واسمه حسن دريبي وهو صديقي و[يوجد] علاقة متينة، وقال لي: أنت ليس عليك صيب (لا بأس عليك) ويمكنك أن تأتي متى تريد وأعطاني سيارة نظيفة لاند روفر وكنت مدللًا كثيرًا جدًا عنده ولكن أنا بالمقابل جعلت قسم الاستطلاع في اللواء من الطراز الرفيع، يعني كما فعلت في الإدارة فعلت نموذجًا عنه في اللواء 55 وجاءنا تفتيش من قيادة الجيش وأعطوني [درجة] ممتاز وأعطوني وسام تدريب نتيجة هذا النشاط.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/07/14
الموضوع الرئیس
المؤسسات العسكرية والأمنية في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/107-05/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
أمني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/16
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة ريف دمشق-ناحية حرستاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
إدارة الاستطلاع
فرع المخابرات الجوية في حرستا / المنطقة الجنوبية
اللواء 77 دفاع جوي - نظام
اللواء 55 دفاع جوي - نظام