الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة داريا الكبرى ودور تجمع حرائر داريا في التوثيق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:37:19

سأتكلم عما قبل المجزرة ببضعة أيام وأثناء المجزرة وما بعد المجزرة. 

قبل المجزرة "الجيش الحر" فجَّر أحد الحواجز للنظام في داريا ورمى بقذائف على القصر الجمهوري، والنظام بعدها لم يقم بأي ردة فعل بعد ما حدث، وكان لدي إحساس أنَّ النظام سيفعل شيئًا والنظام ليس بحاجة لذريعة ليفعل ويقتل ولكن كنا نشعر أنه لن يمر العيد على خير. 

وفي أول يوم العيد كانت الأمور عادية وصلاة العيد حدثت، وكانت مظاهر عيد كاملة والمراجيح في الطرقات والناس عايدت بعضها لكننا نشعر أنَّه سيحدث شيء، وخصوصاً أنَّ النظام لديه سوابق في موضوع الأعياد يحب أن يُنغص فرِّح الناس في العيد، وأغلب المجازر والقصف كانت تحدث في الأعياد في سورية وننتظر.

 في أول يوم لم يحدث شيء، الأولاد يلعبون كل شيء عادي وكان هدوء في المدينة وفي اليوم الثاني صحونا على أصوات القصف في المدينة، كان قصفًا قويًا ورهيبًا لمدة يومين متواصلين، وكان "الجيش الحر" حاوط المدينة من كل مداخلها بحيث لا يستطيع النظام الدخول، وهذا السيناريو الذي اتبعه "الجيش الحر" في كل المدن من قبل وكل السناريوهات في هذا الوقت في سورية كان "الجيش الحر" يُحيط بالمدينة والنظام يُحاول أن يدخل إلى المدينة فلا يستطيع فيحاصر "الجيش الحر" المدينة وبعد ذلك "الجيش الحر" ينسحب والنظام يقتل الناس، وكان هذا السيناريو موجودًا في أغلب المدن السورية، وصار نفس السيناريو في داريا، ومن شدة القصف المتواصل على المدنيين وعدد الجرحى الكبير نتيجة لهذا القصف وبسبب إغلاق مداخل البلد لم يستطع أحد أن يخرج.

كان هناك حالات كثيرة بحاجة لنقلها إلى خارج داريا والمشافي الميدانية كانت مهيئةً لـ 300 جريح وغير مهيئين للكم الكبير، والكادر غير مُجهز لهذا العدد ولا يوجد أدوات طبية، كان الوضع باختصار كارثي.. يومان كانا كارثةً بكل معنى الكلمة. 

وفي أول يوم أمضيناه بهدوء للغاية ومعاكس تمامًا لثاني يوم العيد والحالة مأساوية، وأنا وثلاثة أولاد لم نخرج من المنزل لأني لا استطيع تركهم في هذه الأوضاع، وزوجي ذهب وساعد الشباب في الطبية (نقطة طبية) وأي أحد كان يُحاول أن يُساعد، كانوا يستغيثون ليُساعدوا في الإسعافات الأولية والذين كانوا يأتون إلى المشافي الميدانية كانوا بقايا بشر وأشلاء من شدة القصف، وأحد القصص التي شهدتها هما طفلين غدير وأخوها اسمه نور كان أبوهم وأمهم في السيارة ومعهم الاثنان أتتهم قذيفة استشهدت الأم والأب في نفس اللحظة، البنت أصبح لديها تشوه في رجلها وذهبت عينها والصبي تشوه كاملًا، وبسبب الاجتياح الذي حدث على المدينة أخذهم أحد الشباب ووضعهم في مزرعة، وأنا عندما ذهبت الى البنت وسمعت قصتها ووثقتها في جريدة "عنب بلدي" القصة كانت مأساويةً ولا يستطع الواحد منا أن يتخيل طفلة 11 سنة وأخوها 6 سنوات، وهذه إحدى مصائب المجزرة على المستوى النفسي للأطفال عدا المستوى الصحي، يجلسون في مزرعة متطرفة ولا يعرفون أي أحد وهم لوحدهم ولا يعلمون ماذا يحدث في الخارج؟ وينزفون وحالتهم فظيعة وأخوها يُريد أن يشرب ماءً وهي غير قادرة أن تقوم من مكانها لتجلب له الماء، وحين سمعت تفاصيل القصة لم أستطع تخيلها ولهذه القصة تتمة حيث استطعت أن أُخرجهم إلى أمريكا ليُكملوا علاجهم هناك. 

فهذان الطفلان هم أكثر من تركوا أثرًا في عقلي، وقمة المعاناة السورية أن فقدوا أمهم وأبوهم في لحظة وأصبحوا مرميين في مكان آخر مهجر طفلان وليس لهم أي حيلة وهذه إحدى الأمور التي علقت بذاكرتي في المجزرة. 

والقصف كان كبيرًا للغاية وفي ثالث يوم حين انسحب" الجيش الحر" ونحن الى هنا كنا فقط نسمع أصوات قصف ولا أحد يخرج من منزله، وكمية الأخبار الواردة من زوجي وكانت الاتصالات من المدينة والإنترنت موجودة - نعرف نوعاً ما الأخبار، وفي اليوم الثالث انسحب "الجيش الحر" والناس كانت تُريد أن تخرج من المدينة بسبب عدد الجرحى الكبير ويريدون أن يفتحوا الطرقات و"الجيش الحر" غير قادر على المقاومة أكثر، ونفس السيناريو كنا متخوفين منه، وكنا نقول نحن جماعة السلمية نقول: نحن متخوفون من سيناريو يُعاد في داريا من قبل الجيش الحر، مثلما تكرر في المعضمية وأكثر من مدينة حصل لها ذلك وحصل ما كنا متخوفون منه، انسحب الجيش الحر ودخل النظام وقطعوا كل الاتصالات جميعها والكهرباء ولم يعد هناك أي وسيلة تواصل، وهذا القطع يعمل لك حالة من الرعب، وتذكرنا قصة غياث مطر حينما قطعوا الاتصالات، والنظام حين يقوم بقع الاتصال عن المدينة  فهذا دليل على شيء خطير سيقوم به، وكان يُريد أن يجتاح المدينة ليقوم بمجزرة ولا يريد لأحد أن يعرف، وكلنا كنا نشعر.. أنا كنت أشعر أنا هناك أمر سيحدث، وكنا نشتم رائحة الموت في داريا، وكنا لا نعرف ماذا يحدث؟ الحارة التي بجانبنا لا تعرف ماذا يحدث فيها؟ ونحن علمنا بالمجزرة حين انسحب الجيش وخرجنا وأصبحنا نرى المصائب التي قام بها الجيش ولكن أثناء اجتياح المدينة كنا نعرف فقط ما يحصل في بنايتنا أو في المكان الذي نتواجد فيه لعدم إمكانية التواصل. 

قاموا بفظائع ودخلوا بحقد غير طبيعي، وكانوا يريدون فقط القتل، متعطشين للدم، هناك منازل أنا لم أراها ولكن أحد التوثيقات التي حدثت بعد المجزرة ونحن في داريا نعيش بيت عائلة وعمارة لكل العائلة ربما 60 - 70 شخصًا من نفس العائلة يتواجدون فيها وإحدى العائلات من بيت الدباس أنزلوهم كلهم من الجد إلى الولد عمره شهر في حضن أمه ورشوهم كلهم (أطلقوا عليهم النار) وحوالي 69 شخصًا من العائلة تم قتلهم، نجا منهم واحد هو الذي ذكر ما حدث، وهذه أحدى الحوادث التي حصلت. 

جاؤوا إلينا إلى البناية وكل كتابة اللافتات والمظاهرات والاجتماعات كانت غالبًا تحدث عندي في بيتي وكان زوجي متفهمًا لهذا الموضوع كما قلت، وحين أغلقوا كل شيء كنا كل هذا الوقت نقوم بإخفاء كل شيء خصوصًا أمور المظاهرات السلمية وأمور المناشير والأوراق وكل شيء من الممكن أن يُديننا ويدفعهم لقتلنا بسببه، وبقينا أنا وزوجي فقط نُلملم (نجمع) ما يوجد في البيت وضعنا كل شيء في أحد الشقق الغير مكتملة البناء وحرقناها، وجاء الأمن وكسروا سيارة زوجي وصعد الضابط إلينا وزوجي كانت أعصابه باردةً حين دخل الضابط ولم يُشعره أنَّه خائف وجاء له بكأس عصير وسأل عن هوياتنا وابني الكبير كان عمره سبع سنين، لم يستطع أن يتحرك من سريره وهو يغمض عيونه كان جالسًا في فراشه ولم يقبل أن يفتح عيونه وهو غير نائم، وكان يقول لي: ماما ليأتوا ويذبحوني وأنا ونائم لا أريد أن أراهم وكان قد شاهد مجزرة الحولة وما حدث لأطفالها، وكان يقول لي: لا أُريد أن أراهم واتركوني ليذبحوني أنا ونائم ولكن لا أريد أن أرى وجوههم، فحالة الرعب التي عشنا فيها غير طبيعية وكيف خرجوا أنا لا أعرف، وقال لهم زوجي: هذه السيارة التي كسرتموها لي، فقال الضابط لعناصره اتركوا السيارة، لا أستطيع وصف شعورنا حين غادرو ونحن في وقت نعد أنه في أي لحظة ممكن أن يرفع السلام ويُطلق عليك وعلى العائلة كلها وتبين أننا نجونا. 

ليست حالة فرحة ورغم رحيلهم كنت في حالة رعب على أولادي من كل شيء، ولا نعرف ماذا يحدث في الخارج بعدها؟ وفي الحارة التي بجانبنا أنزلوا 11 شابًا، وقتلوا منهم 5 شبان وتركوا ستة من بين هؤلاء شقيق زوجي، تركوه ثم اعتقلوه لاحقًا واستُشهد في المعتقل، والنظام كان عشوائيًا كان يقتل وليس هناك أحد محدد ليقتله والموضوع كان مزاجًيا.

وبعد المجزرة تواصلنا مع كثير من السيدات اللواتي تم التحرش بهن أثناء الاجتياح ووثقنا بعض القصص من غير ذكر أسماء بسبب خصوصية هذا الموضوع، وكثير من النساء تم التحرش بهن وخصوصاً المنازل التي ليس فيها رجال، تم التحرش في كثير من السيدات إحدى النساء تم التحرش بها وتم قتلها في شارع الثورة، ولا أعلم إذا كان تحرشًا أو وصلت لدرجة الاغتصاب، ولكن النساء حينها قالوا لنا: هو تحرش من الدرجة الكبيرة، وهذه القصص التي سمعتها بشكل شخصي ما بعد المجزرة من الناس.

صديقاتي اثنتان غادة وسوسن أخذوا (الجيش) أخوهم ليقتلوه وركضوا وراءه وأخذوا يرجون الضابط فقالوا لصديقتي سوسن: نحن جئنا الى هنا خصيصًا من جبل محسن (منطقة شرق طرابلس في لبنان) فقط لهذه المجزرة في داريا، وهم ليس فقط سوريين الذين كانوا يقتلون كانوا مستعينين بناس من خارج سورية لتنفيذ المجزرة، وكان الموضوع مدروسًا ومحضرًا ليفعلوا ما فعلوه في داريا. 

أحد الأمور المهمة أثناء المجزرة التي عاينتها وهو أن أسفل بنائنا بيت عربي وهو بيت خالتي ونستطيع نرى أرض الديار من نافذة بيتي، وهذا المنزل الأمن حوّله الأمن إلى مركز لهم من أول يوم لثاني يوم، فناموا هنا وكل من اعتُقل من الشباب اثناء الاجتياح في اليوم الأول وضعوهم في هذا المكان، وأكيد كان هناك مراكز ثانية ولكن أنا هذا الذي رأيته طوال الليل، كانوا يُعذبون المعتقلين وفي هذا البيت كنا نسمع صريخ الناس وأصواتًا غير طبيعية تصدر عن هذا البيت بسبب التعذيب، ونرى الأمن يخرج ويدخل، وبعد أن خرجوا من هذا المنزل تم قتل شخص من بيت أبو كم في هذا البيت تحت التعذيب، وحين خرجوا من البيت كانت حالة البيت كارثيةً، ويا ليتهم أحرقوا البيت، لم أكن أستوعب حالة المنزل، والنظام كان فايق ورايق من خلال وجوده في مدينة قام باجتياحها بعمل عسكري ويتفنن في الأذى في البيت، وخالتي امرأة كبيرة لديها براميل من المونة، كانوا يخلطون الرز مع الزيت مع بقية المونة والأكل ببعضه ويضعون فوق الأسرة والشراشف الزيت والطعام، أذى كبير وتُلاحظ كمية الحقد وهو ليس فقط يحرق أو يقتل هو مُستلذ ويستلذ (مستمتع) بالتعذيب وأنا أقتلك وأُدمر بيتك وأوسخه لك وحتى هم حين يقضون حوائجهم كانوا يقضونها على الأسرة وعلى الكراسي في كل مكان، فعلًا البيت يحتاج الى حرق لمحو الآثار التي تركوها والقرف والأوساخ التي تركوها في البيت. 

وهذا البيت .. بيت خالتي أولادها واحد منهم سجين من سجناء تدمر من أحداث 81 وهو أساساً بيت عانى من النظام والباقي قد هاجر خارج سورية، فكنت أقول: معقول أن النظام قد اختار هذا البيت خصيصاً لأن هناك بيوت عربية كثيرة في تلك المنطقة، اختار هذا البيت لمعرفته أنَّ هذا المنزل قد عانى من النظام لا أعلم إذا كان يفكر كذلك، ولكن ما حدث كان أمرًا غريبًا الموضوع وكيف كان يُعذب الناس وكان هناك حقد اتجاه هذه العائلة وكان أهل البيت - الحمد لله - لم يكونوا موجودين كان فارغًا من سكانه كانوا قد خرجوا إلى لبنان. 

وفي اليوم التالي انسحب النظام من المدينة والناس بدأت تخرج قليلاً وداريا في وقتها كانت حزينة ًكئيبةً ورائحة الدم في الطرقات، تمشي في الشوارع تشتم رائحة الموت والناس لا تعرف ماذا حصل؟ وبعدها رأينا مصائب المجزرة هنا خمسون جثة وهناك ستون جثة وبعدها عشر جثث، دخلوا الى المشافي الميدانية وقاموا بالتصفيات لجميع من كان فيها، وأحد الشباب كان في المشفى الميداني، وهذه القصة المؤثرة جدًا في المجزرة، كان هناك مرضى وجرحى لم يستطيعوا أن يخرجوهم أثناء الاجتياح ولم يستطيعوا أن يُخرجوا الجرحى، فقتلوا كل الجرحى في المشفى صفوهم بشكل كامل، وكثير من الشباب أثناء الاجتياح  اختبأت في منازل المسيحية في داريا وحتى الكنيسة أثناء القصف كانت تفتح أبوابها للناس، وأنا ابن خالي اختبأ في منزل مسيحي، و في المجزرة لم يدخل النظام إلى منازل المسيحية لم يدخلوا أي بيت، و كان يفعل ذلك ليُعزز الموضوع الطائفي أكثر وأنَّنا نحن ليس مشكلتنا مع المسيحية وهذا يفعل الاحتقان أكثر ونحن في داريا لم نكن نشعر باختلاف مع المسيحية وهم أصلاً من أهل داريا ويعيشون فيها من مئات السنين وغير مختلفين معنا، منهم المؤيد والمعارض مثل باقي الشعب الديراني، وبالعكس بعض المواقف كانت جيدةً لهم في التشييع كانوا يضربوا الأجراس وكانوا أقرب إلى الثورة من النظام، ولكن حين اجتاح النظام ولم يدخل إلى منازل المسيحية كانت لعبةً من النظام ليُؤجج موضوع الطائفية، وجزء كبير من الناس نجا بسبب احتمائهم ببيوت المسيحية لأنهم لم يدخلوا الى بيوت المسيحية إطلاقاً، وهذا أكبر دليل أنَّ النظام كان يعرف كل حارات داريا وحارات المسيحية ويعرف كل شيء أو يوجد مخبر معهم يدلهم على المنازل.

كان الناس يبحثون عن الجثث، وصديقاتي غادة وسوسن صديقاتي كانا يبحثان عن أبيهم المختفي ولم يعرفا بذلك إلا بعد خروج الجيش من داريا وكانا يبحثان بين الجثث حتى وجدا جثة أبيهم موجودة، وفي ذلك الوقت تم توثيق 787 شهيدًا وكان هناك من بينهم من لم يتعرف عليهم أحد وتم دفنهم في مقابر جماعية بسبب العدد الكبير، وكانت حالة المدينة رهيبةً، وأنا شعوري كان (كنت أشعر) لسنا نحن السبب ولكن  أنَّنا كيف سنتكلم بالثورة أو أي شيء أمام أهل المدينة الذين خسروا كل هذا الكم، لا يوجد عائلة إلا وتضررت وأًصيبت، وقاموا بحملة اعتقالات رهيبة غير الشهداء اعتقلوا كثيرًا من المعتقلين الى الآن من وقت مجزرة داريا، وكنت أشعر أنَّ الثورة تُريد أن تكملها وقضيتك محقة وهذا المجرم لا يجب أن يُسكت عنه، ولكن في نفس الوقت أنَّك لا تستطيع أن تقول أو تتكلم أمام الناس التي تأذت لهذه الدرجة، كانت حالة صمتٍ على كل الأصعدة، والأيام الأولى بعد المجزرة لا أحد يتكلم وكنا فقط نلملم جراحنا لمدة أسبوعين الى ثلاثة أسابيع ونُداوي ونرى من تضرر من الناس بشكل كبير لنذهب اليهم، وكنا في تجمع حرائر داريا قمنا بزيارات واسعة لأغلب الناس التي تضررت من المجزرة، وقمنا بتوثيق الحالات، عدد الشهداء وعدد الأيتام الذين بعد المجزرة، هناك عائلات فقدت المعيل بشكل كامل، كان هناك عائلة من آل كساح فقدوا أربعة شباب في المجزرة، يعني كل الشباب الذين يعملون لهذا البيت استُشهدوا، ووثقنا كل شيء وكل ما حصل، فترة ثلاثة أسابيع كنا نلملم جراحنا ونطبطب (نواسي) وكنا غير قادرين أن نفكر بشيء اسمه ثورة أو حراك سلمي فقط، نفكر في الأزمة الحالية التي نحن فيها وكيف نستطيع أن نرجع لنتحرك في ظل هذه المأساة التي حدثت؟

المدنيون لم يكونوا قادرين على سماع أي شيء في ذلك الوقت، إذا أردت أن تتكلم عن الثورة سيقتلونك فالناس بشكل أو بآخر ولو النظام هو الذي قتلهم ولكن بالنهاية الوجع والألم حدث بسبب معارضتنا للنظام .. والشيء الجيد الذي حدث بعد المجزرة، مع أن الفاتورة كانت كبيرةً هو أن شعبية "الجيش الحر" أصبحت بالحضيض وهذه إحدى الأشياء التي حدثت، وكان هناك تجارب سابقة في موضوع "الجيش الحر" وهو يحاوط المدينة ولا يترك النظام يدخل ثم بعدها يدخل النظام ويستشرس (يقتل و يعذب) على المدينة، والمعضمية مثلاً التي هي بجانبنا أصبح معهم نفس القصة التي حدثت معنا ولكن الناس لا تتعلم إلا من كيسها (تجاربها) وكنا نحذر أنَّ لا يقوم الجيش بأي حركة ولا يهجم على النظام في البداية، ولكن حصل نفس المتوقع لأنَّه بالنهاية "الجيش الحر" له حد للمقاومة وحين يخرج وينسحب، وعند انسحابه سيدخل النظام ويستشرس، لذلك بعد المجزرة تم تحجيم الجيش الحر، ولم يعد نبيًا (كناية عن الخلو من الأخطاء) ومقدسًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/10/18

الموضوع الرئیس

الحراك في داريامجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/118-08/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

25/08/2012

updatedAt

2024/08/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

عنب بلدي

عنب بلدي

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

تجمع حرائر داريا

تجمع حرائر داريا

الشهادات المرتبطة