الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال والضرب والإهانة في الفرقة الرابعة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:38:24

هناك حادثة تذكرتها وأريد أن أقولها وهي في أول أيام الثورة بعد أن بدأ نظام الأسد بإطلاق النار والاعتقالات، عملنا حركةً نحن مجموعة من نساء داريا من تجمع حرائر داريا ونساء أخريات كان أزواجهم معتقلين ذهبنا إلى المخفر في داريا والعناصر في المخفر لم يُبدوا أي شيء تجاه المدنيين وهم عاديون من عامة الشعب ليس عندهم سلطة، وأردنا أن نُوجه لهم رسالةً بكونهم أن تكون لهم السلطة الجهة الرسمية على أراضي داريا كدولة وليس الشبيحة لأن الشبيح الذي ليس له أي صفة رسمية حينما يدخل الى البيوت ويعتقل. 

وذهبنا وقابلنا مدير المخفر وكان من دير الزور وقلنا لهم نُريد أن تحمونا ونُريد رقمًا نتصل به لأنَّنا نتعرض في كثير من الأحيان لأشخاص قادمين بلباس مدني ليس معهم أوراق رسمية ويُفتشون المنازل من غير إذن تفتيش ويعتقلون، ونريد أن تحمونا منهم في هذا البلد، وأنتم في المخفر يجب أن تحمونا، فابتسم رئيس المخفر وهو يعرف ما يجري وغير قادر على حماية نفسه، وقال: يا أختي أنتم أهلنا ونحن غير قادرين على فعل شيء وليس لدينا صلاحيات، وقلنا لهم صلاحيات ماذا؟ هناك أشخاص بدون صفة رسمية يدخلون بيوتنا وينتهكون حرماتنا ويعتقلون أزواجنا وأنتم أليس من المفروض أن تأتوا بحكم أنكم شرطة وإذا كان هناك حرامي يسرق المنزل يجب أن تأتوا، قال: نعم نحن لو كان كذلك سنأتي، وطبعاً هو يعلم ما نُريد ونحن فهمنا ما يود قوله ولكن لا أحد يتكلم بصريح العبارة ولكن هو غير قادر على فعل شيء، والنظام يُرسل شبيحته وعناصره وبشار الأسد سبب كل شيء وهو لم يعطِ أي رأي في المظاهرات ويخاف على نفسه، ولكن كان متعاطفًا جداً معنا ولم يكن شخصًا لئيمًا كان واضحًا أنَّه مغلوب على أمره، وعناصر المخفر في داريا أصغر عنصر أمن كان يُهينهم وليس لهم أي قيمة، وأحد المظاهرات التي حصلت في داريا حين أراد المتظاهرون الهجوم على المخفر، كان هناك مجموعة شباب من السلميين قاموا بتشكيل درع ولم يسمحوا بهذا، والمخفر لم يبدِ أي موقف ضد المتظاهرين وحين يحدث شيء من المخفر يكون صادراً من عناصر الأمن الذين يستخدمون المخفر ليُطلقوا الرصاص منه ولكن عناصر المخفر الأساسيين لم يحصل أي شيء من طرفهم تجاه المدنيين.

المكان استُخدم أكثر من مرة من قبل الأمن وصار للحظاتٍ قليلة مركز اعتقال ريثما يتم نقلهم للأفرع الأمنية وتم استخدامه لأكثر من مرة، وفي النهاية العناصر الموجودة في المخفر مثل أي شخص من الناس يخاف على نفسه وليس بمقدوره شيء، والمخافر في بلادنا ليس لها قيمة تذكر حتى قبل الثورة، وهو مكان لا قيمة له وهم لا يُعطون قيمة لهذه الأماكن والمفروض أن يكون لها أهمية لأمان الناس ولكن هي أماكن غير نظيفة وليس فيها عناصر يُهتم بهم ووضعهم كحال الشعب، ولكن هذه الحادثة أريد أن أذكرها كأحد الأعمال التي فعلناها حتى نُوضح للمخفر أنَّكم أنتم ليس كما هم وأنتم يجب أن يكون لكم القوة في البلد وليس عناصر الأمن والشبيحة الذين ليس لهم صفة رسمية، قمنا بذلك لأجل تحميل مسؤولية للمخفر بأنَّنا هنا نُسلب ونُسرق وأنتم لا تقومون بشيء مع أنَّ عملكم أن تحمونا، وهي حركة لكي ينتخي أحد منهم وأن تحدث انشقاقات منهم ومع أنَّني أظنَّ أن موضوع الانشقاقات ربما كان غير صحيح.

وكنا خائفين حين ذهبنا إلى المخفر، ونقول من الممكن أن يكون في المخفر شبيحة، وقلنا نحن ذاهبون ليس لنتكلم عن النظام أو عن الأسد، نحن ذاهبون للقول إن هناك أناس يدخلون بيوتنا، ونريد منكم رقم هاتف للتواصل معكم، وكان الوضع في بدايته وكان من غير الممكن أن يقوم النظام بحركة باعتقال النساء في ذلك الوقت حتى لا يُؤجج الوضع أكثر خاصة في الأرياف، ولكن بعد فترة سنة لو فعلنا ذلك من المُؤكد أنَّهم كانوا اعتقلونا.

الاعتقال بدأ في داريا وكنت قد نمت في داريا قبل يوم وكانت داريا محاصرةً لحد ما وأهلها قد خرجوا منها ومقطوع عنها الماء والكهرباء وكل شيء، وكنت أقوم بتقرير لعنب بلدي عن المشفى الميداني الموجود في داريا، وكانت سيارتي في المعضمية وعدت أخذت سيارتي لأذهب إلى الجديدة حيث كنا نسكن وكان أولادي عند زوجي في الجديدة، وذهبت بالسيارة أنا وسيدتان وهم رفقة طريق والذي حدث أخرجت مجموعة كتب مع صديقتي أخرجناها من داريا وهي كتب منها ديني ومنها غير ديني، ولا أذكر ما هي الكتب وخرجنا بشكل عادي وكنا سنذهب من الطريق على حاجز الأربعين وأوقفني حاجز الأربعين، وقال لي: افتحي صندوق السيارة ففتحت فأخرج الكتب وكان هناك كتاب واحد عن القرضاوي وهو كتاب "الحلال والحرام" للقرضاوي وموضوع عليه ختم مكتبة الأسد وأنا اشتريته من هناك أصلاً وكانت صديقتي قد وضعته في كيس، وهي مجموعة كتب ونحن غير منتبهين لما فيها، والحاجز كان عبارةً عن شبيحة مسلحين وغرفة صغيرة يقف عندها شبيحة والحاجز عند مدخل المعضمية تقريباً، نزلت أنا وكان زوجي يتصل بي ولم أستطع الرد، واستطعت الرد حين كان الشبيحة غير منتبهين على الحاجز، وقلت له: أنا توقفت على حاجز الأربعين وأخذوا هويتي وأدخلوني للداخل وفتشوا وصار يقول لي: هذا شيخ الفتنة وقلت له: هذا الكتاب اشتريته من 2008 من مكتبة الأسد أنتم الذين وضعتموه، وقال لي: الآن أصبح شيخ الفتنة، والكتاب لم يكن سببًا ولكن داريا في ذلك الوقت كان عليها غضب كبير وكان هناك اعتقالات كبيرة لداريا ولأي أحد من داريا نساءً رجالًا.

نعم هم على الهوية والاسم وكوني من داريا هذا السبب الأكبر وكان في 31 كانون الأول / ديسمبر 2012 آخر يوم في السنة وأدخلنا وقام بتفتيشنا في غرفة الحاجز وهم يفتشون كانوا يضربون مع كلام بذيء وضربني على وجهي كفوفًا كثيرةً رغم عدم معرفته بي، فقط لمجرد أنني على الحاجز. 

في ذلك الوقت كان الوضع متوترًا وهناك اشتباكات بين حاجز" الجيش الحر" في المعضمية وهذا الحاجز للنظام، كان هناك إطلاق رصاص والأمور متوترة، وكان هناك شابان موقوفان ومعصوبي الأعين خارج الغرفة قد اعتُقلوا، وكان الوضع متوترًا وكان زوجي يتصل وأقول له (أحد عناصر الحاجز) أرجوك دعني أرد عليه فكان يمنعني وبصراحة كان كل الاعتقال بكفة وهذا النهار في كفة أخرى من شدة ما كان سيئًا، كان سيئًا في كل شيء أول مرة أتعرض لمثل هذا الموضوع، وأيضًا المرة الأولى التي أشعر أنني فعلاً قد مت ويمكن لأنني نجوت شعرت بالقوة أكثر لأنني كنت مستسلمةً لعدم النجاة، وحصل اشتباك في ذاك الوقت بين "الجيش الحر" وهذا الحاجز كانوا يُطلقون على بعضهم بشكل غير طبيعي والرصاص يتطاير من الجهتين والضابط نزل تحت الطاولة ونحن نزلنا على الأرض وأصيب شبيحان على الحاجز، وكان يقول الضابط: هؤلاء قادمون من أجلهم من أجل نساءهم، ولكن أنا لا أعرفهم وهم لا يعرفونني.. "لن يوقفوا إطلاق النار حتى نُخرجهم" فأخرجونا كدرع بشري من الغرفة والرصاص بدأ بالضرب ويضع البارودة على ظهري أنا والمرأتان معي، وقالوا لي: اخرجي في سيارتك وإذا تحركت سوف نقتلك، ونقول أن "الجيش الحر" قتلك، وكنت أتشهد ولا يمكنني النجاة وكان إطلاق الرصاص من الطرفين، وحين خرجت من الغرفة في الحاجز يبدو أنهم رأونا الطرف الآخر فتوقف إطلاق الرصاص من طرف "الجيش الحر" وخرج الضابط وراءنا مختبئًا حتى خرجنا في سيارتي، نحن ثلاث نساء في الخلف والضابط في الأمام يقود السيارة وذهب بنا إلى الفرقة الرابعة عند جبال المعضمية، ولا أستطيع الشرح بالضبط كيف الوضع وكنت أنا واثنتان والضابط في سيارتي وهو يقود بنا وكان أصلعًا لئيمًا وحقيرًا ولا أستطيع أن أتخيله وأتمنى أن يكون قد مات، لأنَّه كان غير طبيعي كان وحشًا بكل معنى الكلمة، والضرب الذي ضربني حتى ونحن في الفرقة الرابعة غير طبيعي، وعند وصولنا إلى هناك لم يكن هناك بشر، وكانوا يقولون الناس تخاف من الفرقة الرابعة هم فعلاً وحوش وأشكالهم أجسام وكل شخص طوله مترين وعرضه متر وذقون سوداء وأشكالهم مرعبة، وأدخلوني إلى الغرفة مع استمرار الضرب طوال الوقت، ركل وكفوف، وهذا لا دخل له في التعذيب.

أدخلوني إلى الغرفة، وقالوا لي اكتبي ماذا تعملي؟ وأنا كتبت ماذا أعمل بعيداً عن الثورة، وأصبح يصرخ علي، ويقول: أنا أقول أكتب ماذا تعملي؟ قلت هذا الذي أعمل به، طبعاً غير الكلام البذيئ (الفاحش) الذي يخرج منهم هذا لوحده أسوأ من الضرب.

جبل فيه بيوت مثل ثكنة، واستفردوا فينا فوق لأنهم في الأسفل كانوا مشغولين بسبب الاشتباكات مع الجيش الحر، وفي الأعلى كانوا حاقدين بسبب الاشتباك، وكان يقول لي: ماذا تعملي؟ وأنا كنت أعمل في هذا الوقت في الجديدة مع الصليب الأحمر في المجال الإغاثي والدعم النفسي فمزق الورقة، وقال لي: اعترفي أين مكان "الجيش الحر" والمشفى الميداني في داريا؟ معك نصف ساعة لتتكلمي ونتركك أو لن تضمني حياتك، وأنا قارئة عنهم وأعلم كل ما أحد قال لهم معلومة سيغرق أكثر، فقلت لهم ليس لدي معلومات لأقولها لك، فضربني بشكل عنيف على وجهي، وبعد ذلك ركلني برجله على وجهي بحذائه العسكري ونزل الدم من وجهي، وبعد ذلك وضعني في السيارة، وهنا كان الضرب لي وكأنهم يشعرون كأني أنا المسؤولة والسيدتان الاثنتان لم يضربوهما وأنا طول الوقت أنا أقول هؤلاء ليس لهم علاقة وكنت أوصلهم فقط، وكان هذا همًا ومسؤولية كبيرة بسبب شخصين يتعرضون لأذى لأن لديك خلفية سياسية، وكنت أشعر بكثير من المسؤولية اتجاههما.

وبعد نصف ساعة بقينا في السيارة ونحن لا نرى شيئًا ورأسنا على الأرض بعد ذلك قال لي: زوجك لابس قميص بني، فقلت: لا أعرف، فقال: نعم أتينا به، وهنا أنا انصعقت لأنَّه أمر صعب للغاية لأنَّه أنا امرأة وهكذا.. فالرجل ماذا يفعلون به؟ وقال لي: بسببك جئنا به، وأنا كنت أقول إنه يستفزني كيف يمكن أن يأتوا به مباشرةً لم أُصدق صراحة، وبعد ذلك سمعت صوت زوجي وهم يضربونه وللحظات وضعوه في صندوق السيارة نفسها وصعد شخص معنا وأخذونا إلى الجوية (أحد الأفرع الأمنية). 

في السيارة كان معي موبايل HTC كان فيه كل شيء وهذا الموبايل كنت أُحاول أن أُخفيه وألا يصل معي إلى الفرع، إلى الداخل كان فيه حسابات "الفيسبوك" وإيميلات وكل شيء وموبايلي الذي أخذوه مني على الحاجز موبايل ليس فيه شيء، ولكن الثاني كان مشكلة، والشبيح الذي أوصلني على الجوية قال لي: هذا الموبايل لمن فقلت: ليس لي، فقال: أحسن ووضعه بجيبه وأخذه وبالنهاية هم حرامية كلهم، وأخذونا إلى الفرع وكنا معصوبي الأعين من الفرقة الرابعة الى وصولنا إلى فرع المهام في الجوية، وهو في مطار المزة العسكري وهناك كنا معصوبي الأعين، وهنا أنا كنت أول مرة أشعر بالصدمة والجمود وأنَّك لن تستوعب ماذا يحدث؟ مثل كأنك أدخلت شخصًا من غير كوكب ووضعته في مكان ما، وكل الأحداث وراء بعضها البعض من زوجي وأولادي وغير مستوعبة شيئًا وكنت مصعوقة كيف أتوا بزوجي وبهذه السرعة كان الوضع غير طبيعي والحالة التي عشت بها في ذلك اليوم غير طبيعية وأخذوا أسماءنا وسمعت زوجي وهو يعطيهم اسمه، وكنا معصوبي الأعين لا نرى بعضنا ونحن في نفس السيارة وقد وضعوه في الصندوق وبعد ذلك أدخلونا نحن النساء إلى غرفة مليئة وفيها علب طون وسردين ومارتديلا وهي مثل مستودع غرفة صغيرة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/05

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/118-10/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

31 كانون الأول 2012

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري

المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

تجمع حرائر داريا

تجمع حرائر داريا

مخفر داريا

مخفر داريا

الشهادات المرتبطة