الإضراب عن الطعام في سجن عدرا والخروج من السجن
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:29:10:01
في اليوم الذي خرجت فيه من فرع التحقيق النظام لا يقول لك إفراج، وهو يُفرج عنك، ونظن أننا سنخرج لكن الإفراج يكون لأخذنا إلى مكان آخر، وهذه كانت شيئًا سيئًا، وكثيرًا يُصاب المساكين بالإحباط حين جاؤوا الى فرع التحقيق، عندما نادوا باسمي إفراج ظننت أني سأخرج.
وقعوني على أوراق وأنا معصوبة العينين، وبعد ذلك أركبوني في الباص وكنت أعتقد أني خارجة، بعد ذلك أخذوني إلى سجن عدرا للنساء، وكل النساء اللواتي كنا نعتقد أنَّهم خرجوا تفاجأنا أنهم في عدرا، وهناك تجتمع النساء من كل الأفرع الأمنية ليس فقط من الجوية وكفرسوسة وأمن الدولة، ومن فرع فلسطين ومن حمص من اللاذقية يعني من كل الأفرع، والسجينات الموجودات في سجن عدرا كن يتبعن لمحكمة الإرهاب، وكل السجناء السياسيين يضعونهم في هذا السجن.
وسجن عدرا هو فرع أمني آخر والقسم التابع لمحكمة الإرهاب المسؤولين عنه هناك عدة سجانين مدنيين والباقي هم شبيحة، وفرع السرقات والجنايات يجلسون في مكان آخر، ولكن حين دخلت إلى سجن عدرا كنت بعد خمسة شهور من الاعتقال يصبح الإنسان قد تعود على قصة السجون، وكنت أشعر بقوة أكبر أنَّني خرجت من الجوية، وأنا مثل ما أنا لم أتغير وبالعكس اكتسبت خبرات كثيرة وأمور عرفتها وكنت قد خرجت بنفسية مرتاحة أكثر، ودخلت إلى سجن عدرا ورأيت نساءً أعرفهن من اللواتي كنت معهن في الجوية.
وسجن عدرا كظروف اعتقال أفضل من الجوية أو باقي الأفرع الأمنية، هنا يُوجد سرير ومكان للتنفس باحة صغيرة وشبه طبيعية نوعاً ما الظروف في سجن عدرا، والتلفونات غير موجودة، وكان سجن عدرا متطرفًا وبعيدًا عن سجن الرجال، و"الجيش الحر" في دوما قد قطع الاتصالات وهذا الكلام في أيار/ مايو 2013، وكانت الظروف أفضل من الجوية ولكن هذه كبداية.
ولكن حين تبدأ الدخول إلى التفاصيل تكتشف أنَّك مازلت تابعًا لفرع أمني وليس سجنًا مدنيًا، وهناك زيارات كل فترة وفترة وأحياناً يمنعوا الزيارات فجأةً، وكان هناك 150 معتقلةً في ذلك السجن وهذا القسم من السجن يضعون فيه الموقوفات اللواتي جيء بهن من الأفرع الأمنية، ويوجد شبابيك فتستطيع السجينات التحدث مع بعضهن، وهناك القسم الآخر من السجن الموقوفات المعروضات على القاضي، والقاضي أوقفهن مرة أخرى، هؤلاء يضعوهن في مكان آخر، وقسم ثاني والسجن كبير والتهم كانت مختلفةً ومن مناطق مختلفة، وهنا كنت أُحاول التقرب من كل النساء الموجودات وخصوصاً الآتين من حمص ومن اللاذقية ومن فرع فلسطين، وأخذت أعرف السياسات التي يتم التعامل بها مع المعتقلين وكل فرع له سياسة معينة ونظام محدد، والأفرع لا تشبه بعضها البعض في كثير من القصص، فأخذت معلومات، وهناك عميد في سجن عدرا وسأتكلم عن تجربتي الغنية في سجن عدرا لشهرين.
حين ننام مساءً كانوا يُغلقون علينا الأبواب وفي النهار يتركوا الأبواب للزنازين مفتوحةً، ولكن المساء يخرجون إلى الخارج وبعد ذلك ينادوا على أسماءنا ويدخلونا مثل الخراف، وبعد ذلك أتى العميد، وقال: ما هي طلباتكم، فصارت النساء تقول طلباتها، وهناك في إمكانية للشراء، وطلبوا طلباتهن، وهنا أيضاً يوجد دخان، وفي الأفرع غير موجود، وقلت لعميد السجن: هل من الممكن أن لا تعدونا وتخرجونا والعد يكون داخل الزنزانة لأنَّ الطريقة غير إنسانية وغير لائقة يعني يقف 12 سجاناً ويبدؤون بعد السجينات، وقلت هذه إحدى طلباتي أن تُلغى، فتجاوبوا، وقال لي: لا تخرجي أنت إلى الخارج، وينادوا عليك وأنا أكون في الغرفة وبعد شهر لم يعد أحد يخرج، وأنا كنت أُؤكد على هذه القصة وأصبحت كل المهاجع يدخلون إلى الداخل ويُنادون على الأسماء ونقول نعم وحاضر ثم يخرجوا ويُغلقون الأبواب.
وهذه أحد الأمور التي تثبت أنه حيث يُريد الإنسان أن يُغير أشياء أو يسعى من الممكن أن يُغير ولو بشيء بسيط، وفكرة الاستسلام أنه لا يمكن أن نغير.. لا حتى وأنا في قلب السجن استطعت أن أُغير نظامًا كان موجودًا في السجن عبر طلب من عميد، وهذا النظام موضوع منذ زمن ولكن الواحد حين يسعى، حتى ولو لم يُغير يجب أن يسعى، حتى ولو في سجن فنحن نستطيع أن نُغير.
وأتى شهر رمضان وفي سجن عدرا الراحة أكثر، ودائماً هناك إشاعات تخرج بين النساء ألا تتكلموا لأنَّهم سيعيدونكن إلى الأفرع الأمنية، وموضوع العفو من الرئيس موجود في عدرا كما في الأفرع الأمنية الأخرى، وفي عدرا كنت أنا أكثر جرأةً ووصلت لمرحلة لا تفرق معك شيء ولم يكن هناك أدنى مشكلة أن نشتم على النظام السوري وعلى الأسد أمامهم مع أنهم كانوا شبيحةً ولم يكونوا سجانين مدنيين، وهم كانوا يخرجون ويمشون، وكنا نغني للثورة أحياناً في السهرة ويصل صوتنا لآخر الدنيا وكانت أمورنا مرتاحةً أكثر من الأفرع الأمنية.
بعد ذلك سألتهم متى سنذهب إلى القاضي، وهناك نساء لهن سبعة شهور وأكثر غير معروضين على القضاة بحجة عدم وجود طريق، وفي الأخير قلت لهن أقنعت النساء أن نقوم بإضراب لأجل أخذنا إلى القاضي، وأقنعت النساء ولم يكن سهلا إقناع 150 امرأة، وكان رمضان على الأبواب والنساء مشتاقات لأولادهن، وقررنا أن نقوم بإضراب، وهذه أحد الأسباب التي لا أفهمها للنظام هو يقتل شعبه ويفعل الأفاعيل فلماذا يجن جنونه حين الشعب يقوم بإضراب؟ وكأنَّه لا يجوز أن يقتل الشعب نفسه يجب هو فقط من يقتل الناس!!
قررنا أن نقوم بإضراب ونبهت على السجان نحن مشكلتنا ليست مع السجانين ونبهت على السجينات وقلت لهن: مشكلتنا مع الأفرع الأمنية التي لا تعرضنا على القضاة، وقلت للسجانين: نحن سنضرب غداً وكتبت كتابًا أرسلته إلى عميد السجن باسمنا بأنَّنا في يوم كذا سنُضرب حتى يتم عرضنا على القضاء في محكمة الإرهاب، وتكلمت مع السجانين بأن مشكلتنا ليست معكم فلا تتصرفوا معنا، وكانوا متعاطفين لحد ما.
والذي حدث أننا أضربنا، وفي أول يوم لم نأخذ الأكل، وفي اليوم التالي جاء العميد إلينا وأول ما فتح الباب نادوا على اسمي، وقال لي العميد: قولي لهن أن يذهبن ويأكلن، فقال لي: أنت سبب القصة كلها ولن تستفيدوا بشيء، فقلت له: نحن موافقات على الإضراب ولا نريد أن نأكل، وسنبقى مضربين فليأخذونا الى المحاكم، وذهب العميد.
وفي اليوم الثالث خرجت واحدة من المعتقل إفراجًا، وهنا رأيت ناشطات في سجن عدرا قادمات من أفرع ثانية، وتشعر أنَّ هناك من يشبهك أكثر، وربما لأجل ذلك تشجعت أكثر، كانت صديقاتي غادة وسوسن من داريا كن في فرع الأمن السياسي نقلوهن إلى عدرا، وصار وضع تتشجع فيه للعمل، وفي ثالث يوم قلت لصديقتي التي ستخرج تكلمي مع إياد شربجي لأنَّني أعلم أنَّ الكل يعلم صفحته، وقولي له: أنَّنا نحن في إضراب في سجن عدرا حتى يتم عرضنا على القضاة، ويجب أن يُذيع الخبر.
والمرأة حين خرجت تواصلت مع إياد، وقالت له القصة، وانطرش (انتشر) الخبر، وفي ذلك الوقت نزل الخبر على "الجزيرة "وعلى أماكن كثيرة فقرر "الجيش الحر" في دوما أن يقوم بسطوة على السجن ويحررنا ويبدأ في نفس الليلة بضرب وقصف السجن.
كان هناك شابان عساكر على باب السجن وليس لهم علاقة، ماتا بسبب القصف، ما خلق حالة من الفوضى في السجن، أنزلونا إلى الأقبية نحن السجينات، جاء ضابط اسمه رائد قال لي: من يعمل بالإسعافات الأولية، طبعاً لأن السجن أُغلق عليهم و"الجيش الحر" يحاوط السجن، فساعدناهم في موضوع الإسعافات الأولية للسجانين الذين كانوا في عدرا، ومضت هذه الليلة في هذا الشكل ومات اثنان في السجن، وحصلت فوضى كبيرةً وحالة هلع بين الجميع وشكّوا أنَّ هناك من معه منا موبايل ويقوم من خلاله بمراسلة "الجيش الحر".
وفي اليوم التالي استوحشوا علينا ظهر الوجه التشبيحي للنظام، وفي زنزانتا مخبرين ضمن المئة وخمسين معتقلةً، وحين مات هذان الاثنان، من جهتي حزنت عليهم لأنهم من حماة، وهم ليسوا شبيحة وليسوا بشيء هؤلاء العسكريان، حين يقولون بأنه قد مات اثنان بعض السجينات يفرحن ويزغردن، ويقولوا ذهبوا فطائس، وهذا الأمر يفاقم الوضع عند إدارة السجن، ويدخلوا إلينا في اليوم التالي وفتشونا واحدةً واحدة، ويأتوا بنساء من أقسام القتل حتى يُفتشونا، شكوا أننا قد نُخفي بطاقة هاتف كان شيئًا مهينًا يومها، وصارت بعض البنات يبكين خصوصاً الغير متزوجات، وصار الوضع في السجن غير طبيعي، ويوجد صبية من الميدان اسمها حورية وهي من الميدان، وحين دخلوا إلى المهجع بدؤوا يضربون، والصبية تركل السجان فضربها بكفه، فنحن هنا هجمنا عليه وضربناه دفاعاً عنها، وبعد ذلك اخرجونا جميعنا، واستفرد السجان بها في الداخل وضربها لدرجة أن خرج الدم من رأسها من شدة الضرب وأصابها ارتجاج في الدماغ، وكان الوضع غير طبيعي في ذلك الوقت وكان أسوأ من الذي رأيته في الجوية.
وعلى أثر هذه الحركة بين "الجيش الحر" وما حصل معنا في السجن والنظام والإضراب والأخبار التي تخرج، ولأول مرة قضاة محكمة الإرهاب يقررون أن يأتوا إلى سجن عدرا، ولم تحدث من قبل أن يأتي قاضي إلى السجن، وأنا لا أُريد أن أقول بأنَّ النظام السوري رضخ للإضراب الذي فعلناه ولكن كان هناك ضغط من كل الأطراف في نفس الوقت، وكان هناك تسوية تحدث من أجل المعتقلات ويوجد مختطفين من اعزاز**.**
المهم جاء القضاة، وقبل مجيئهم جاء الرائد، وأنا كنت أُريد أن أشكو للقضاة على موضوع ضرب الفتاة حورية، فقال لي الرائد: سيأتي الآن القضاة وهذه فرصة كبيرة لكم ولن تتكرر استغلوها لأجل الخروج، ولا تستغلي الفرصة لتشكي على مواضيع أخرى، وهو من باب لا أحكي عليهم في السجن وعلى أساس أنَّ القضاة شرفاء، وقلت له: أنا سأتكلَّم بما أريد، وهذا الباب لن يُغلق على أحد، وحينما يكون وقت خروجي سأخرج، قتلتم (ضربتموها) البنت وصار معها ارتجاج في الدماغ وتريدني ألا أتكلم؟
وأتى القاضي، وقلت للقاضي كل شيء عن السجان الذي ضرب الفتاة، وبعد ذلك لم أرَ ذلك السجان، أعتقد أنه من دير الزور، وبعد ذلك جاء القاضي وأخذ اسمها وحولوها مباشرةً الى المحكمة في اليوم الثاني، وأخذوا كل المعلومات التي تحدثت بها السجينات في اليوم الثاني أخذوا 85 امرأة إلى المحكمة ولا مرة حدث أن أخذوا هذا العدد، أكثر شيء كانوا يأخذوا 3 أو 4 أو 5 وفي اليوم التالي أخذوا 85 الى المحكمة، وكنت أنا من ضمنهن، وأخذونا ضمن ثلاثة باصات كبيرة، وأنا تركني القاضي، وهناك من تم توقيفهن واللاتي تم توقيفهن أعادوهن إلى المهاجع الأخرى واللواتي تركوهن لم تكن أسماءهن ليست في المبادلة أخرجوهن إفراج، والتي أسماءهن موجودة في المبادلة أعادوهن إلى سجن عدرا، وفي اليوم التالي قالوا لهن جهزن أنفسكن، وذلك من أجل النقل إلى فرع أمني آخر، وبعد ذلك تبين أنَّه - الحمد لله - وضعوا اسمي بالمبادلة لأنَّ القاضي لم يكن ليتركني، والسلسة مرتبطة ببعضها أساسًا
وحين عدت إلى السجن، خرجت 65 امرأة في يومها، وهناك من توقف وكانت قضاياهم كبيرة وأنا عدت إلى السجن، وفي اليوم التالي أتى العميد، وقال لي: اليوم عندي عرس لأنَّك ستخرجين من عندنا وكان الكل يعرف أنَّني التي أُوعي النساء وموضوع الإضراب الذي حصل كان من فكرتي، وعلمت بعد ذلك أنَّ الكثير ممن يأتي إلى السجن بعدي وخصوصًا من داريا كانوا يسألوهم إن كانوا يعرفونني، وحتى في فرع الجوية كان هناك نساء من داريا يدخلن بعدي مباشرةً يسألوهن هل تعرفون مجد شربجي؟
وبعد ذلك خرجت من سجن عدرا، وأحد الأمور التي تقهر (تُزعج) حين تخرج أنت، وصديقك لم يخرج وأنت حتى في هذه اللحظة أنت لا تستطيع أن تفرح سواءً كنت في الجوية أو في عدرا أنَّ من كثرة المعاناة تتمنى أنَّ الكل يخرج، حين يخرج أحد والباقي يبقى تعم حالة الاكتئاب والبكاء على السجن، وتبقى يوم يومان، أنا شخصية متفائلة وشخص لدي طاقة إيجابية، وأنا في أي مكان أجلس فيه أُحاول أن أرفع المعنويات، وكان خروجي من أي مكان يُزعج النساء حين أخرج، وكانوا يشعرن أنَّهن بقين لوحدهم، وأنا كنت دائماً في الجوية أو في عدرا أطلب الأدوية للنساء الكبار، وكنت صلة الوصل بين السجانة والشبيحة، وكانوا يلبّون لي نوعًا ما، وكثيرًا ما تشعر بالقهر لأنَّك خرجت ورفاقك مازالوا في الداخل وقد أصبحوا مثل إخوتي، وأنا عرفت أن اسمي بالمبادلة.
وكان أحد السجانين مدنيًا من الزبداني كان يُسرب هذه المعلومة، أنَّ هناك 22 امرأة قد وضعوا أسماءهن في المبادلة وأنَّكن لن تخرجن، وهذا السجان تم اعتقاله بعد ذلك.
خرجت بعدها إلى فرع أمن الدولة، حيث تمت معاملتنا معاملة الفرع، يعني غير مسموح بشيء كما كان الوضع في عدرا، ننام على الأرض وصراصير في الزنزانة، وهذا لم يكن في الجوية، وكان الوضع كارثيًا ولم يُحققوا معنا كنا ننتظر أن تتم المبادلة، وكانت نساء هناك منذ شهر ينتظرن المبادلة يعني تركهن القاضي وتم نقلهن الى فرع أمن الدولة، وفي الفرع نجلس وننتظر ولم ننتظر كثيراً كان أسبوعًا، وكان هذا في 17تموز/ يوليو2013، أخذونا جميعًا إلى علي مملوك، وقال لنا: أنَّ بشار الأسد البارحة سمع بكن أنكن محتجزات واليوم أخلى سبيلكن جميعًا ومن الممكن أن تتكلمن مع أهاليكن، وبالفعل تكلمت النساء مع أهاليهن، وأنا الى هذه اللحظة كنت قد انتقلت من فرع المهام الى فر ع التحقيق الى عدرا ومن عدرا الى فرع، وأنا لم أُرد أن أُخبر أهلي قبل أن أصبح في الخارج (يُفرج عني) يعني لا أُريدهم أن يفرحوا ثم انتقل لمكان آخر، وقلت: لن أتصل الى أن أصبح في الشارع، وقلت للعميد علي مملوك: نحن ما زالت قضايانا مفتوحة في محكمة الإرهاب، لم تُغلق وربما يوقفنا، نريد شيء كي لا يتم توقيفنا، فأعطانا رقماً [علي مملوك] حتى إذا أوقفنا على الحاجز، هي مسخرة لأنَّ الحاجز لن يتفهم هذا الشيء، وضعونا جميعاً في باص وأنزلونا بساحة كفرسوسة، كنّا 22 امرأةً، والنساء كن يقفزن من فرحهن، ولم أكن أُصدق أنني لست في المعتقل وأنني أصبحت في الخارج وفي ساحة رئيسية وفي منتصف البلد، وهنا تكلمت مع أمي التي بدأت تبكي، ثم اتصل أخي بي وقال لي أخي: أخرجي فوراً من سورية، فقلت له فشرت عينهم (لا يحلموا بذلك) اطلع، وأنا كنت خارجةً، وأشعر أنني عملت إنجازات في المعتقل بعد الإضراب، وخرجت بنفس النفسية وعائدة والثورة كل حياتي، خرجت بهذه النفسية من المعتقل حتى الذين رأوني في نفس اليوم من صديقاتي في دمشق لم يصدقوا بأني خرجت من السجن الذي بقيت فيه سبعة أشهر، وأحمد ربي أنَّ المعتقل لم يُأثر عليَّ نفسياً إلا بأشياء بسيطة تلاشت فورًا بعد الخروج من المعتقل على عكس كثير من النساء أثر عليهن وعلى حياتهن، ويمكن أنا شخصية طبعي قوي ويمكن حاولت من داخلي أن أرمم نفسي بأشياء كي لا أتأثر، وهناك عامل مهم لا يوجد عند كثير من النساء، عند أكثر من 90 في المئة، الجانب الاجتماعي يعني، أنا أهلي ساندوني في هذا الموضوع ولم أحمل هم أهلي وزوجي، وزوجي معي أساساً بهذا الخط منذ البداية وحتى الاعتقال، وأنه ماذا سيقول المجتمع، آخر همي؟، النساء للأسف عندما كنّ في المعتقل كن يفكرن برجالهن وماذا سيقولون؟ أكثر من تفكيرهن بالسوط الذي فوق رأسهن، وكثيرات منهن تم طلاقهن بعد خروجهن من المعتقل كانت هذه المعاناة في الخارج.
أنا حين خرجت كنت بطلةً لم أُعاني، وكان هناك مساندين من أهلي والمحيط الاجتماعي الذي حولي وطبعاً هناك من لامني ولام أمي، "إنو شو بدها بنتك بالثورة"، ولكن بالمحيط الضيق كنت مدعومةً، وكان هذا مساعدًا لي كثيرًا لأتجاوز من كثير قصص حدثت معي في المعتقل.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/05
الموضوع الرئیس
الاعتقال خلال الثورةكود الشهادة
SMI/OH/118-14/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
07/2013
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-عدرامحافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235
إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة
قناة الجزيرة
سجن عدرا / دمشق المركزي
محكمة الإرهاب