الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتقال النساء مع أطفالهم والتعامل في الاعفاءات وصفقات التبادل

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:17:14

الاعتقال في سورية من أي طرف كان يُرتكب هو شيء يشبه الخطف، يعني فجأة الشخص يتم أخذه من مكان ونحن حتى نقرب التفسير للذي لا يعرف السياق السوري نقول: شيء يشبه عملية الخطف.

الناس يظنون أنه عندما يصدر عفو فإنه في اليوم الثاني كل من يشمله العفو سوف يخرج، ولكن لا، الحقيقة أنه عندما يصدر عفو فإن القضاة يجب أن يدرسوا كل الملفات حتى يعرفوا من سيشملون بالعفو وهذه العملية يمكن أن تأخذ 3 شهور ويمكن أن يتم وضع قضاة مناوبين يعملون ليلًا ونهارًا ويمكن أن المحامين يُضطرون لأن يقدموا طلبات لموكليهم أن هذا يُشمل بالعفو وليس فورًا، وتوجد أعداد ونحن نتكلم عن عشرات الآلاف بين محكمة الإرهاب والمحكمة الميدانية وبين الأفرع.

العفو الخاص مثلًا يعني عندما تحصل صفقات تبادل بين النظام والفصائل فسوف يخرج أشخاص من عند النظام مقابل أشخاص من عند الفصائل، فالنظام يوجد إجراء قانوني يجب أن يتخذه حتى يضفي صفة قانونية عن كيفية خروج هؤلاء الأشخاص، وبهذه الحالة يصدر عفو خاص بحقهم وهم يكونون قد تم شملهم بصفقة تبادل، ولكن هذا الشيء غير مقنن، وحتى يصبح مقننًا يصدر عفو خاص بحق هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا بصفقه تبادل وهكذا تحصل العملية القانونية يعني القصص لا تحصل جزافًا وكيفما كان وإنما يوجد تنظيم وتوجد الكثير من التفاصيل يتم القيام بها خلف كل قصة لها علاقة بالاعتقال.

أول عفو عام صدر كان أولًا بإلغاء المرسوم الخاص بالإخوان المسلمين الذي يقول: إنه يتم ملاحقة أقاربهم حتى الدرجة الـ 3 أو الـ 4 بعض الأحيان هذا أُلغي، وثانيًا صدر عفو عن مواد لها علاقة بتهم الإسلاميين وكان هذا في شهر حزيران (يونيو) 2011 وهذا كان سببًا في خروج عدد كبير من الناس بتهم إسلامية من السجون والذين أصبحوا فيما بعد قادة فصائل.

شمِّلت المواد التي يخضعون لها لأنه عادة توجد مواد تُستثنى من أي مرسوم عفو مثلًا جرائم المخدرات أو الجرائم الأخلاقية وبالعادة هذه الجرائم تُستثنى من مراسيم العفو ويوجد بعض الجرائم السياسية التي تتعلق بتهم الإخوان أو الإسلاميين وفي وقتها العفو شمل هذه التهم فخرج الناس.

نحن نعرف على أيام حركة الإخوان وهذا الصراع الجزء الأكبر كانت من حملات الاعتقالات والمجازر التي ارتُكبت كانت في مدينة حماة، وأنا أتذكر عندما صدر هذا المرسوم كان يوجد جزء كبير من الحمويين الذين اختفوا لم يعرف أحد مصيرهم، وفي وقتها خرج أشخاص كان لهم 20 و30 سنة ويوجد أشخاص لم يرجعوا وفي وقتها هذا ساهم في أن تفور حماة ويعني هذا أنهم مقتولون ونحن ننتظرهم كل هذه السنين 30 سنة كان في وقتها وهذا أجج واشتعلت حماة أكثر وفي وقتها خرجت مظاهرة من مليون شخص في حماة.

في وقتها خرج أشخاص وهناك من وجد أن زوجته تزوجت أخاه وأشخاص لا يعرفون أولادهم وأحد الأشخاص لم يستطع التأقلم أبدًا مع الواقع وبقي شاردًا في الشوارع وخرجت نسبة أشخاص مصابين بأمراض عقلية لم يستطيعوا التعرف على أحد ويوجد أشخاص أهلهم ماتوا ولم يعد يوجد أثر لعائلتهم، وهذه القصص تحصل كثيرًا.

توجد إحدى القصص التي مرت علي وهي أننا نحن كلنا نقف في 2011 و 2012 على باب القصر العدلي وننتظر الناس فيأتي أشخاص كبار بالعمر ونساء وأولاد وينتظرون لعله الآن يخرج أولادهم، ونحن جلسنا مع أم تبكي وتحمل صورة ابنها وكلما أُطلق سراح شخص تظهر له الصورة، وهذه القصة كانت وهذا ابنها وأنا جلست معها وكان يوجد سور للقصر العدلي ويوجد حافة وجلست بجانبها، وتكلمت عن قصة ابنها وهو لديه نوع من أنواع الفصام وهو كل فترة يتقمص شخصية ويمكن في اليوم يتقمص [أكثر من] شخصية، وفي إحدى المرات تقمص شخصية النبي محمد وهذا المسكين في يوم من الأيام ذهب إلى الجامع الأموي وهم يسكنون في دمشق القديمة وقالت: إن زوجته طلقته ولديه ولد يعني الرجل مجنون وهو تقمص شخصية بشار وهو يمشي ويقول: أنا بشار الأسد وبالصدفة كانت صلاة الظهر في يوم الجمعة والمسجد الأموي كان محاصرًا بشكل جيد ومراقبًا لأنه كان برأيهم كارثة إذا خرجت مظاهرات من الجامع الأموي وهذا يمشي ويقول: أنا بشار واعتقلوه وهو مريض!

عندما أصاب والدتي السرطان كانت سكرتيرة الطبيب من داريا وهي كانت متدينة جدًّا وهي صبية صغيرة وهي أعتقد أنها من عمري وليست صغيرة ولكنها كانت متدينة ولا تُظهر إلا عينيها -عندما يدخل الرجال إلى العيادة لا تُظهر إلا عينيها- وعندما يخرج الرجال تكشف وجهها وأنا كنت أذهب أكثر إلى الطبيب وأحيانًا آخذ والدتي فهي تعرفني وأنا عندما أرى هذه المخلوقة أشعر بأنه يوجد ضوء يخرج من وجهها، وعندما تتكلم وتدعو (الدعاء) فأنا أرتخي وجدًّا أسترخي معها، وعندما تعرفت على والدتي ووالدتي جدًّا متدينة أصبحوا أصحابًا وهي بعدها تزوجت وعاشت في لبنان وطبعًا هي كانت قريبة غياث مطر وكانت من عائلته لأنه بعدها ارتحنا وأصبحت العلاقة [أقوى] والطبيب لا يأخذ منا المال لأننا معارضة، وكان يعرف باسلًا وأصبحت العلاقة جدًّا قوية، فدخلت إليها امرأة دخلت إلى الطبيب وخرجت وهي تبكي وهذه المرأة زوجها مختف ووصلها كلام بأنه قد مات تحت التعذيب لأنها أصبحت تبكي معها، وهي فيما بعد تكلمت عن قصتها وبعدها أوصلتني إليها حتى أستطيع مساعدتها وهذه المرأة لديها أولاد وتقوم بعمل صعب حتى تصرف عليهم وبنفس الفترة أصبح معها مرض قلب وهي كانت بالثلاثينات [من عمرها] وكانت تخفي هذا الأمر عن أمها، وأيضًا والدها اختفى يعني اعتُقل ولا يعرفون مكانه فذهبت الأم ولا أعرف ماذا يحصل عندها أعراض فتبين أن عندها سرطان بالدم وهي أصبحت بين أولادها وبين أمها وبين الزوج والأب المختفيين وتشد (تُقوي) نفسها من أجل أمها وفجأة هي أيضًا اكتشفت أن لديها سرطانًا بالبنكرياس فخرجت منهارة ولا تتحمل وكيف ستتعطل عن عملها حتى تتعالج؟ وكيف سوف تعتني بأمها؟

يعني عندما ذكرت في المرة الماضية أنه المعتقل أو العائلة التي لديها معتقل ليس فقط هذا همها يعني أنا الذين أتعامل معهم بشكل يومي كل يوم هم ليسوا فقط معتقلين أو لديهم معتقلون أو لديهم هذه التجربة وهم أشخاص تعرضوا لكل أنواع الانتهاكات التي يتخيلها العقل البشري من حصار إلى قصف إلى موت عدد من العائلة، وخاضوا تجربة الاعتقال أو الاعتداء الجنسي ويوجد أشخاص حتى الآن أولادهم أصبح عمرهم 20 سنة ويتبولون تحتهم بسبب الصدمة التي تعرضوا لها، يوجد تفاصيل نحن كل يوم نُضطر للتعامل معها وفقط نتعامل معها بدون أن يكون لدينا أي سقف لتوقعات إيجابية وتبقى تلاحقنا لأنه يوجد الكثير من الإحباط والخذلان وإحساس أنه ويا ليت أننا لم نستفد شيئًا [فحسب] ولكن نحن تأذينا أكثر من أذيتنا السابقة.

في سجن النساء وأنا لم أكن أزور كثيرًا سجن النساء وأيضًا تحدثنا سابقًا أنني أبقى مشموسة (تحت الأنظار) في سجن الرجال وباقي الزملاء يعملون في سجن النساء ويذهب إلى سجن النساء محاميات أكثر ويوجد محامون يذهبون أيضًا لأنهن نساء معتقلات وأنا زرت السجن 3 أو 4 مرات ومنهم يارا فارس زوجة ماهر طحان ورويدا كنعان وليلى عوض وكنت أرسل بشكل أسبوعي مساعدات وحصلت عدة قصص في سجن النساء وإحدى القصص أنه انتشر خبر من الخارج أن النساء ينظمون أنفسهم ويصرفون على بعضهم في السجن وينتبهون على أنفسهم، وطبعًا كانت النتيجة أنه دخلت [المخابرات] الجوية وبدأت تضربهم حتى أدمتهم، والمشكلة أنه كان هذا الكلام غير صحيح وحتى لو كان صحيحًا

والناس في فرنسا تتكلم عن سجن النساء في سورية وجدًّا غريب التعامل بهذه الطريقة بدون تقدير وهذا ليس فقط في البلد وهذا في السجن في البلد.

أنا لا أتحدث عن الإضراب، ولكن خرج كلام أنه يوجد تنظيم ويساعدون أنفسهم وبعدها عادوا نفس القصة وقالوا: إنه يوجد إضراب، ولكن لا يوجد إضراب ولا يوجد شيء في سجن النساء في ذلك الوقت. 

كان يوجد شيء جدًّا مزعج كانت زيارات المحامين تحصل في غرفة الضابط أمام الضابط يعني أصبحوا يضايقون النساء، والشيء الثاني أن جزءًا ليس قليلًا من النساء يعني في فترة من الفترات كان يوجد 40 ولدًا محبوسًا في سجن النساء هم اعتُقلوا مع أمهاتهم أو تمت ولادتهم في السجن وهذا الشيء ليس بقليل، وطبعًا إذا في الفرع لأنهم كانوا في الفرع ويوجد أشخاص وُلدوا في الفرع وهو أسوأ بكثير ولكن كانت توجد كارثة حقيقة تتعلق بالأطفال الموجودين في سجن النساء الذين منهم بقوا سنوات ولم يروا إلا السجن في حياتهم، وأنا شخصيًّا يوجد أصدقاء والدي يعني توجد امرأة صديقة والدي هي أيضًا اعتُقلت وولدت في السجن وهذه كانت أزمة ولا يتم كثيرًا لفت النظر إليها، وأنا عندما بدأت أسافر بدأت أتكلم عن الموضوع.

[سجن النساء هو سجن كبير] ولكن العدد قليل جدًّا يعني بالمئات.

هذه كانت مشكلة، ولكن من خلال هذه المشكلة اكتشفنا شيئًا أن الفرع عندما يعتقل السيدة مع أولادها فإنه هناك طريقتان للتعامل، يعني غالبًا الجوية والأمن العسكري يعتقلون المرأة مع أولادها والأمن السياسي وأمن الدولة كانوا يأخذون الأولاد من المرأة بدون أن يقولوا لها إلى أين؟! ولاحقًا اكتشفنا أن الأولاد يتم إيداعهم في ملجأ أيتام بدون إعلام الأهل وهذه المرأة عندما تخرج من السجن هي لا تعرف شيئًا عن أولادها أبدًا ولا يتم إعلام العائلة، وتخيل كم توجد عائلات تشتت وطبعًا خرجت نساء من السجن وجُنوا وفقدوا عقلهم ويوجد جزء من النساء في السجن جُنوا لأنهم لا يعرفون أين أولادهم يعني تأخذه طفلًا يرضع!

وفي إحدى المرات حصلت حادثة هي تحصل أكثر، ولكن بالصدفة أنا عملت بها أنا وأحد زملائي حيث اعتُقل أب وأم وكان معهم أولادهم ولم يعرفوا شيئًا عن الأولاد وعرفنا أن الأولاد في ملجأ أيتام وهم 3 أولاد ولكن كل طفل في ملجأ وليسوا مع بعضهم! وتشتت كل العائلة وهذا في دمشق، والأب والأم كانوا يجمعونهم في زيارة السجن لأنه أحدهم في سجن عدرا والآخر في سجن النساء ويجمعونهم حتى يزوروا بعضهم ولا يعرفون شيئًا عن أولادهم حتى استطعنا أن نعرف نحن عن الأولاد ومنهم رضيع؛ وحتى استطعنا نعرف عن الأولاد يعني كان قد مر وقت وكنا نذهب إلى الأم فنجدها تبكي ونذهب إلى الأب فنجده يبكي، ولكن ملجأ الأيتام رفض أن نرى الأولاد ورفض إعطاءنا الأولاد لأنه ليس لنا صفة حتى لو أننا محامينهم ولكن ليس لنا صفة يُعتبرون ناقصي الأهلية لأنهم معتقلين وبعد وساطات والمعارف على الأقل سلمونا الطفل الرضيع ونحن لدينا وكالة من الأب والأم حتى نسلمه لشخص من العائلة، فذهب صديقي إلى دار الأيتام حتى يستلم الطفل وهكذا قالوا له وهم ذهبوا حتى يقدموا له القهوة حتى تجهز الإجراءات، وإذ طلبوا له الأمن يعني جاء الأمن حتى يعتقله من دار الأيتام واستطاع أن يهرب يعني هؤلاء أولاد إرهابيون (هكذا يعتبرونهم).

المخابرات الجوية والأمن العسكري إذا اعتقلوا امرأة مع أولادها فإن الأمن السياسي وأمن الدولة يأخذون الأولاد بدون إعلام الأهل.

في الزيارات لا يمكننا رؤية الأطفال، ولكن في زيارات الشبك يأتون وهم يحملون أولادهم ولكن في زيارة المحامين لايحضرون الأطفال ولكنهم يذهبون إلى المحكمة وهم يحملون أولادهم، وأنا في إحدى المرات صديقي الذي يعمل معي كان يبكي في المحكمة يعني القاضي صرخ لأن الطفل يبكي طوال الوقت وأنا عندي الكثير من النساء أتعامل معهن هن اعتُقلن مع أولادهن.

 عندي امرأة من المستفيدات منا هي من الغوطة من عين ترما ولكنها كانت تسكن في دوما لديها 5 أولاد أصغرهم بنت كان عمرها 11 شهرًا عندما اعتقلوها مع البنت في فرع فلسطين جف حليبها وكانت تطالب بحليب للبنت وهم لا يصدقونها، وبعدها وضعوا كاميرات فاكتشفوا أن البنت لا ترضع ولا يوجد شيء فأصبحوا يحضرون لها الحليب فتفاجأت وهي ليست ناشطة، وتفاجأت بأنها خرجت بصفقة تبادل أثناء صفقة تبادل الراهبات، وعندما وصلت إلى دوما اعتقلها "لواء الإسلام لأنه لا يعرف كيف خرجت بصفقة التبادل اعتقلوها عدة أيام وأهلها تخلوا عنها لأنهم يخافون على أنفسهم، وزوجها أخذ باقي الأولاد وذهب إلى لبنان وعندما لحقت به تهريبًا إلى لبنان اغتصبها وبدأ يضربها، والبنت الآن أصبح عمرها 7 سنوات ولا تزال تخاف من أي شيء في الحياة وبعد أن اغتصبها طلقها وتزوج، وأخذ دفتر العائلة حتى يأخذ المساعدات بينما ترك لها الأولاد وهي تعيش مع 5 أولاد ولا يوجد لديها مصدر دخل ولا يوجد لديها أي شيء في الحياة ونحن حاولنا كثيرا التكلم مع جهات من أجل تسفيرها ولم ينجح الأمر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/13

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-28/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

عام

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

فرع فلسطين في المخابرات العسكرية 235

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

شعبة الأمن السياسي

شعبة الأمن السياسي

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

سجن دوما للنساء

سجن دوما للنساء

محكمة الإرهاب

محكمة الإرهاب

الشهادات المرتبطة