الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الهجرة من سورية باتجاه لبنان ومتابعة العمل العام في لبنان

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:20:20

ودعت دمشق وشوارع دمشق، وداريا لم أستطع أن أودعها ولم أكن أستطيع الدخول، ودمشق كانت تعني لي تماماً مثل داريا، وكنت أستغرب من بعض الناشطين حين يفرحون حين يحصل لدمشق شيء ولا أريد أن يحصل لها شيء، وأنا كنت أعشق دمشق كمدينة ودعتها وخرجت وأوصلوني إلى يبرود أحد الإخوة أوصلني، وكنت مكتئبةً، ويبرود كانت منطقة محررة في تلك المرحلة، وهي تشبه داريا ووصلت ودخلت وكان هناك أعلام الثورة وهي ريف تشبه داريا، وانتعشت حين دخلت يبرود ولكن كنت متألمةً أنني أخرج من سورية، وجلست أربع ساعات ريثما يجهز الشخص الذي سيوصلني إلى لبنان، وبعد ذلك أخذني واللحظات التي أقطع فيها الجبال هي اللحظات القاضية، وإلى يبرود كنت أشعر أنَّني مازلت في سورية في دمشق وحين قطعت الجبال شعرت بلحظات الوداع، وكان الطريق بالسيارة وبعضه مشيًا، لم أكن أشعر بوجع الطريق كنت متألمةً بوجع الفراق، ولم أشعر بتحديات الطريق كثيراً وكنت متألمةً أكثر من موضوع الخروج من دمشق، ووصلت إلى عرسال (مدينة لبنانية على الحدود مع سورية) وقاموا بعمل ورقة لي من المختار بأنَّني دخلت بطريقة غير شرعية وأولادي كانوا في البقاع في تعلبايا، فأخذوني من عرسال إلى البقاع إلى البيت الذي فيه أولادي، ولم أكن سعيدةً مع أنَّني لفترة لم أر أولادي، ولكن هناك حزن وإحباط في ذلك الوقت، وكنت متحمسة لمعركة دمشق، وفجأة تجد نفسك أنك عدت إلى لبنان، وأبنائي تحملوني بسبب الحزن والمزاج المتقلب لي في ذلك الوقت، وكنت ألوم نفسي كيف خرجت؟ والندم أنَّني كيف خرجت من دمشق؟ وفكرت أن أعود إلى يبرود في فترة أسبوعين وأنا من طبيعة الأشخاص التي تتأقلم لكن خلال أسبوعين كنت أبحث عن أي خيار يُعيدني إلى دمشق، وعندما كنت في يبرود كنت أراها منطقة محررةً ومرتاحين قلت في نفسي أن أعود أنا وأطفالي للعيش فيها لماذا البقاء في لبنان؟ وإذ النظام يسترجع يبرود في ذلك الوقت، في الوقت الذي كنت أفكر فيه بالعودة إلى يبرود وكنت أستعد لذلك وإذ بيبرود تسقط في ذلك الوقت.

هناك كنت تشعر أنك مناضل وثائر ولك قيمتك ولو في نفسك، وفجأة تجد نفسك لاجئًا في مكان آخر والكل يراك شخصًا معتر (بائس) وليس لك قيمة وخرجت من بلدك شيء مختلف كلياً موضوع الوجود في لبنان لم أكن أتقبله لواحدة مثلي خرجت بهمة ونشاط وتُريد أن تُسقط النظام فلم أكن أر نفسي في لبنان أبداً، وبعد أن سقطت يبرود ولم يكن هناك مجال للعودة إلى سورية قررت أنه أين ما أنبتك الله فأزهر، وبالنهاية أنا لدي قضية ويمكن أن أخدمها حيثما كنت وإذا شاء القدر أن تكوني في هذا المكان فيجب أن تعملي هنا وبدأت أتأقلم على وجودي في لبنان. 

وكان هناك ضغوطات من أهلي وأنا كان في استطاعتي الخروج إلى أوروبا وعرضوا علي اللجوء لي وللأولاد لكنني رفضت، وكان صراع بيني وبين أهلي على هذا الموضوع لا يُريدوني أن أبقى في لبنان كانوا يريدوني أن أخرج وخصوصاً والدتي حزنت على الأطفال وشعرت سبعة أشهر معتقلة وبعد شهرين حتى مجزرة الكيماوي وهم وأولادي مشردين لمدة سنة من غير استقرار، وأنا لست مهتمةً لأطفالي وأمي تُريد مني أن أخرج من لبنان، وأنا كنت أرفض بشكل كلي، وبمبدأ واحد أنَّ الناس التي خرجت إلى لبنان عندما زرتهم في المخيمات هذه الناس لم تكن تريد ثورة وهذه الناس كانت تعيش في سورية وهي راضية، فهل من المعقول أنني أنا أعتبر ناشطة أن أترك الناس هنا؟ لا، يجب أن أكون مثلهم وشعرت أنَّها خيانة ليس لديهم هذه الفرصة وأن يبقوا ونحن الذين نُريد ثورة نصبح في الخارج، وكنت رافضةً الفكرة كلياً، وأنا عنيدة وأهلي لم يستطيعوا إخراجي من لبنان. 

وأنا بقيت في لبنان وأول مشروع عملت عليه كان بعد خروجي إلى لبنان بأسبوعين أو ثلاثة، قررت أنَّه يجب أن أعمل في موضوع التعليم في لبنان بسبب وجود كوارث في التعليم هناك، ولو لم أكن في سورية فهنا يُوجد مهمة، وفتحت مدرسة مازالت موجودة إلى الآن وبدأنا بـ 500 طالبًا والآن 1200 طالبًا، وأنا لم يكن لدي تواصل مع منظمات الى أن كنت في لبنان ولم أحصل على دعم حين كنت في سورية، وحين بدأت في المدرسة لم يكن لدي خبرة في التواصل مع المنظمات وأبي رحمه الله كان لديه مشفى ومخبر وحين نحتاج أي شيء للمظاهرات نضع من مالنا. 

وحين خرجت إلى لبنان لم يكن لدي هذه العلاقات مع المنظمات وحين بدأت كان عن طريق بعض الأشخاص الذين أعرفهم خارج سورية، ساعدونا لافتتاح المدرسة وهم المغتربين وتوفقنا، وبعد ذلك أصبح هناك تواصل مع منظمات وتعرفت على المنظمات من خلال ورش تدريب السلم الأهلي من هنا باب يفتح باب هكذا حدثت القصص، وأصبح لي تواصلات وعلاقات، وكان العمل بشكل مجموعة خرجت من سورية، ونريد أن نعمل شيئًا نفس الذين كنا في سورية أنا وبعض الصديقات وأسسنا هذه المدرسة وبقينا قرابة سنة نعمل على حب الله (بشكل مجاني) وكان اسمها العالم الصغير نفس مدرستي التي كانت في سورية وتدمرت وسميتها بنفس الاسم. 

وبعد ذلك قمت بمركز للنساء لدعم النساء والمرأة، وبدأت بمسيرة حياتي في لبنان ورغم كل وجودي في لبنان لم أحب الغربة، وكنت أقول: المعتقل أسهل من الغربة، وأنت تشعر في الغربة بشعور أنك وسط الغرفة وواقف وغير قادر على أن تسند على شيء ليس لك ظهر تستند عليه انكسر الظهر.

هذا الشعور في الغربة مهما كنت قويًا لكن وجودك في سورية حتى بوجود نظام أمني متوحش لكن الوجود في نسيج اجتماعي تعيش معه منذ طفولتك بحد ذاته هو حماية، وخاصة للنساء، وحين تخرج منه وتصبح في مكان لا أحد يعرفك فيه وفي داريا أنا بنت الدكتور كذا، وهذا بحد ذاته تعتبر أنت مصانًا من أي تحرش أو أي إزعاجات، وحين تذهب إلى مكان مثل لبنان فيه تجمع من السوريين لا تعرفه، والمجتمع اللبناني لا يعرفك وأنت ملطشة (مهان) للكل للسوري وللبناني، ولا يوجد ضوابط اجتماعية، وهذا الموضوع شعرت به كثيراً في لبنان، وأنت تشعر بأن ظهرك مكسور وفي مكان ليس لك به أحد والغربة خصوصاً للنساء أسوأ شيء شعرت به، وهنا تبدأ تدخل بتحديات وصعوبات من نوع آخر، وفي سورية كانت تحدياتك الكبيرة النظام السوري ووحشيته، وتخرج إلى لبنان لديك تحديات من نوع آخر، وهي أسوأ وأنا كامرأة أسوأ لأنَّ في سورية عدوك معروف، من الخونة أو النظام وتعيش في مجتمعك ومشكلتك معروفة، لكن في الغربة التحديات صارت أكبر لديك مشاكل مع عائلتك ومع المحيط الذي لديك، والسوريون الذين وجعك مثل وجعهم، ومع تحديات مع المجتمع المستضيف وهو ليس عدوًا ولكنه يضرب فيك أكثر من العدو بشكل يومي، وأنت بشكل فعلي لا تعلم الصديق من العدو.

أنا قرأت عن الحروب وتجربة البوسنة وكذا.. حين تدخل الناس في الحرب، النفسيات تتغير والناس تستغل بعضها البعض والناس تخسر، وهكذا أصبحت الناس في لبنان وحين أساعد بعض الأشخاص في لبنان من اللاجئين هم أنفسهم يطعنون بي وأعود وأساعدهم مرة أخرى، وأنا عندما كنت في المعتقل تكلمت أنني دائماً أحاول أن أحفظ نفسي من الحقد، ومتى ما حاول الواحد أن يدخل في الحقد والانتقام  فإنه يخسر نفسه أولًا، وفي وجودي في لبنان كنت دائماً أُحاول أن أصون نفسي وأعطيهم مبررات وأنهم خسروا كل شيء ومجروحين ومقهورين وطبيعي أن يصل الانسان الى مرحلة أن يستغلوا بعضهم بعضًا، وهذا سيحتاج للمجاهدة وليس سهلًا وأنك تُؤذى وتعود وتدعم الذي يُؤذيك، ولكن أعتبر كل هذه التجارب التي مررت بها قوت شخصيتي، وأنا كنت أضع المصلحة العامة فوق كل شيء ولا افكر بالأشياء الشخصية، وحين أسمع أحدًا تكلم عني بالسوء في النهاية لدي قضية وأخدم الجميع وهؤلاء لم يصبحوا أشخاصًا سيئين فجأة هم قد مروا بمراحل كثير ة سيئة، وهذا ما جعلني أبقى في لبنان وكثيرون عرفتهم في لبنان سوريون منهم "عنب بلدي" لم يحتملوا لبنان، وهناك جو اجتماعي في لبنان لا يمكن الشخص يتحمله هناك الحكي الكثير على بعضهم بين السوريين هذا ولا أتحدث عن المجتمع اللبناني ، وليس الكثير يستطيع تحمل هذا الوضع و"عنب بلدي " كانت في لبنان ولم يحتملوا الوضع بسبب الكلام بأنهم حرامية ونصابي الثورة، لم يتحملوا ذلك وذهبوا إلى تركيا، والكثير من المنظمات لا يستطيعون أن يتحملوا هذا الجو والضغط الموجود في لبنان، طبعًا بلدة صغيرة والكل يستطيع التعرف على بعضهم في وقت قصير والعاملون في القطاع يتعرفون على بعضهم وكمية التخوين غير طبيعية في لبنان وإلى الآن، في حين في تركيا بسبب البلد الكبيرة وحتى ولو في مدينة واحدة مثل اسطنبول والمسافات تجعل الناس مشغولين، وهذا الشيء غير موجود في لبنان وكثيرون تركوا لبنان، وكنت أنا دائماً أقول أن رسالتنا كناشط وثائر يجب أن نكون موجودين في المكان الذي يحتاجنا وليس الأسهل والأريح تركيا أسهل والناس الذين يعيشون في لبنان هم محتاجون العمل عليهم أكثر.

الظروف الأمنية في أول فترة خرجت في عام 2014 كانت الثورة والمجتمع اللبناني السني أو المسيحي نوعاً ما هم مع ثورتنا مازالت الثورة لها رهبتها في لبنان، وكانوا يعملون في لبنان مظاهرات كلبنانيين واعتصامات للثورة السورية، ويوجد دعم لنا وتعرفت على أشخاص لبنانيين مع ثورتنا وكنا نُنظم معًا مظاهرات ونقوم بأشياء مشتركة وكنا نوزع باسم الثورة ونضع أعلام الثورة ونوزع ملبس وشوكولا للبنانيين ونُحاول أن نقوم بشيء نتقرب به من المجتمع اللبناني، ونعرف عن أنفسنا عن حالنا كثوار، ولكن بعد فترة كانت الأمور أسوأ كانت الثورة تتراجع للخلف وكانت تتراجع الأمور في سورية وكان يُؤثر هذا على لبنان، والبلدان مرتبطين ببعض بشكل كبير أمنيًا وسياسياً وبكل شيء، وحين تتراجع الثورة في سورية وكانوا في لبنان كان أمنياً يشددوا على الناس الثوريين السوريين، وأصبحت المظاهر الثورية شيئًا فشيئًا باتت تختفي وأصبحت تهمة، وأمنياً أصبح عليك مشكلة، ومع ذلك كنا نُحاول أن نقوم بأي شيء ونذكر بأننا موجودين وذلك بوجود أشخاص لبنانيين لتأمين غطاء لنا وليحموا أنفسهم، "بصمات" لم يكن عندها ذلك الغطاء، وبعد ذلك صرنا نقوم عبر منظمة "لايف" التابعة لنبيل الحلبي فكنا نجد لأنفسنا أغطية قانونية.

أنا فتحت مركز "بصمات" للنساء وهو يدعم النساء مهنياً واقتصادياً وحتى سياسياً، وكنا نعطي ورشات عن ألف باء سياسة للنساء، وبالنسبة لموضوع الدورات المهنية كنت أشعر أنَّ النساء يجب أن يخرجوا من الشيء الروتيني فعملنا دورات لقيادة السيارات، ويمكن سائقة تكسي، ووضعنا حلولًا للنساء وخاصة في المخيمات كان كل شيء بعيد عن المخيم من صيدليات والماركت وغيرها والمرأة هي التي تتعذب حين تحتاج لأشياء وحين تأخذ ابنها إلى المستوصف، ولماذا لا نقترح فكرة الدراجة الهوائية وتستخدمه النساء؟ وهي رياضة ولا تحتاج إلى بنزين ولا تحتاج لمصروف وهي ليست غاليةً وتسهل عمل المرأة بشكل كبير في حركتها وتنقلاتها، واقترحنا أن نقوم بحملة "صار بدها بسكليت" (دراجة هوائية) لأجل النساء ونحن نعرف أنَّ المجتمع سيرفض الفكرة وخاصة أنَّنا نحن في البقاع واللبنانيون الذين فيه ليسوا متحضرين فاستأجرنا 60 بسكليت وسنخرج حملة واحدة أفضل من أن تخرج كل واحدة بمفردها، ووقتها هاجمنا السوريين وكنا عملنا حملة صورة بسكليت، وأصبحوا يضعون إشارة إكس على الحملة وينشروها على "الفيسبوك" وأنا أعرف الوجع السوري أو المجتمع كيف يفكر؟ كنت قد أخذت رأي أكثر من عالم دين على هذا الموضوع وأنه لا مشكلة، وهو استخدام المرأة للبسكليت مثل استخدام الجمل ولا يوجد أي سبب شرعي لعدم استخدام المرأة البسكليت، وكنت قد جهزت لمعرفتي بالمجتمع السوري ومشكلتنا نحن، ودائماً كنت أقول للنساء: يجب أن تكون المرأة متفقهةً بالدين لكي ترد على الرجل حتى لا يقمعها باسم الدين ولكي تكلمه مثلما يكلمها.

وعلى المستوى الاجتماعي كانوا يعارضوننا ولكن على مستوى الحملة كان منهن يرتدين المناديل وخمارات ومنهن من تضع ابنها أمامها أو وراءها وكان يوم رائعًا ويتأرخ لأننا استطعنا عمل شيء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/09

الموضوع الرئیس

النشاط التعليمي خلال الثورةالحراك المدني السوري في لبنان

كود الشهادة

SMI/OH/118-17/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة يبرود

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

عنب بلدي

عنب بلدي

بصمات من أجل التنمية

بصمات من أجل التنمية

الشهادات المرتبطة