الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل العام بعد خروجي من سورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:11:03

رغم كل تحديات الغربة في لبنان بقيت أُحاول أقدم لقضيتي وشعبي وثورتي وخصوصًا المعتقلين، وبعد ذلك تم ترشيحي لجائزة الشجاعة تقدمها الخارجية الأمريكية لعشر نساء في العالم وأخذتها رزان زيتونة في 2013 وأخذتها أيضًا توكل كرمان وتم ترشيحي من عدة منظمات للسفارات الأمريكية لنساء سوريات وغير سوريات، وبعدها كلمني أحد من الخارجية وعملوا معي مقابلة مرة ومرتين وثلاثة، وعلمت أنهم وسألوا عني كثيرًا من الأشخاص والمنظمات، في 1 آذار/ مارس 2015 تم إبلاغي بأنَّ جائزة الشجاعة ستكون لي كجائزة الشجاعة الدولية، وأكثر شيء ركزوا على قصة الإضراب في سجن عدرا، وكيف استطعت أن أقود هذا الإضراب مع النساء؟ وبمرحلة ما نجح واستطعنا عبر الإضراب (الإضراب عن الطعام - المحرر) إخراج عدد من النساء من السجن فهذه أكثر قصة ركزوا عليها بالإضافة إلى خروجي إلى لبنان وإكمالي في عملي مع النساء والأطفال. 

وذهبت إلى واشنطن وأعطوني فيزا لأستلم الجائزة في واشنطن من البيت الأبيض، وترددت أن أستلم الجائزة وخصوصًا بعد موقف أوباما المخزي بحق سورية، ولكن بعد مشورة الأصدقاء فمن الممكن أن يكون لهذه الجائزة دور في إيصالك لأماكن يكون فيها لصوتك صدى، ومن الممكن أن تكون هذه الجائزة تفيد وتستطيعين أن تتحدثي بملف المعتقلين هناك أكثر باعتبار أصبح عندك جائزة وربما تفيد الثورة بشكل أو بآخر، ومن الممكن أن تفتح لك أبوابًا، وأخذتها وحقيقة ندمت بعد ذلك وخصوصاً حين كنت في أمريكا وكان هناك تسع نساء من الصين وإفريقيا وأوكرانيا وأنا كنت الوحيدة من الشرق الأوسط، وأعتقد أنَّ هذا من الظلم لأنَّ بلادنا مشتعلة المفروض أن يكون أكثر من سيدة عربية مرشحة للجائزة. 

وحضّرت رسالةً لأوباما سلمتها لميشيل أوباما بالعربي وبالإنكليزي، وقلت يجب أن نتكلم وحتى ولم يعملوا شيئًا لكن يجب أن أتكلم، وكانت الرسالة أكثر شيء تتحدث عن المعتقلين وهذا أكثر ملف تحدثت عنه أثناء تسلم الجائزة هو ملف المعتقلين، ولم أرغب الدخول في أمور أخرى لكي لا يدخلوا في السياسة، وتكلمت عن ملف إنساني بحت، وكتبت لأوباما: أنَّك قادر على مساعدة الآلاف من الأرواح في السجون السورية والتي أنا كنت واحدة منهن، وكان زوجي قد استشهد في المعتقل وقد جاءني خبر استشهاده وأنَّ زوجي استشهد ولكن بإمكانه أن ينقذ الباقين، وكان قد بقي لنهاية ولايته سنتين، فإما ينقذ هؤلاء ويصبح رجل سلام في العالم، أو يصم أذنيه وأعينه عن كل الجرائم في سورية، وفي النهاية التاريخ يُسجل وسيبقى يُسجل أنَّه لم يقم بشيء، وفحوى الرسالة هكذا بما معناه. 

وأعطيتهم إياها وانتشرت بعد ذلك على الصحافة الأمريكية، وفي نفس الوقت الذي كنت أستلم الجائزة كان سيزر قيصر قد خرج إلى أمريكا، وكانوا قد أصدروا في ذلك الوقت كل صور المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب، وكانوا يقيمون في مبنى نيويورك للأمم المتحدة معرض لكل الصور، وفي هذا التاريخ حين كنت في واشنطن استلم الجائزة وظهر فيها صورا لأشخاص كثر أعرفهم ومنهم سلفي (أخو زوجي) ومنهم أشخاص من داريا نعرفهم من ناشطين اللذين كانوا معنا جميعهم قد قتلوا تحت التعذيب شعرت كثيراً بالألم والأسى، لأنه في نفس الوقت الذي كنت آخذ فيه جائزة من أمريكا، بنفس الوقت يوجد معتقلين يموتون، بسبب صمت الأمريكي عن جرائم الأسد، فتكلمت كثيراً مع الصحافة عن شعوري هذا، وأنَّ جهة جبانة لم تستطع أن تُوقف الأسد عن جرائمه، تأتي وتعترف بشجاعتنا واعتبرت نفسي أشجع منهم، ومن هم ليعطونا جوائز شجاعة، أمريكا مجرم لم تستطع أن تُوقفه أو تُخرج معتقلين من أطفال ونساء.

وأرسلت لي الخارجية بعد أسبوع بأنَّني قد تحدثت بهذا إلى الصحافة وهل بدر منهم أي شيء يزعجني  فقلت لهم: ليس موضوعًا مسيئًا، ولكن أنا تكلمت بمشاعري فقط، وأنَّ هناك تخاذل أمريكي حقيقي للقضية السورية، وأنا أبداً ألعن روح أوباما كما ألعن روح حافظ، لأني أعتبر أوباما هو الذي حرف مسار الثورة كلياً بعد مجزرة الكيماوي بعدم تنفيذه للوعود التي قطعها بضرب الأسد، وللآن أقولها أنَّ الجائزة الأمريكية هي لا شيء وبصراحة حتى لا أكون ومن الممكن أن لي تاريخ نضالي وأمريكا لا تُعطي جائزة إلا لغرض يخدمهم بالنهاية.

 وفي ذلك الوقت كان كثير عم تطلع موجة أنَّ أمريكا تُريد أن تدعم الأشخاص الإسلاميين المعتدلين وأن امريكا تدعم المنظمات المسلمة المعتدلة، وشعرت بالجائزة أنَّها دعم لشخصية إسلامية معتدلة، وهو لدعم موقفهم أكثر من الإسلامي المعتدل، ولست لأنَّني خارقة، ولكن شعرت أن هناك غرض سياسي أمريكا تريده من وراء الجائزة.

وبعد سنة أخذت جائزة من منظمة أوكسفام من واشنطن هنا كنت مرتاحة أكثر، ولم تكن من جهة حكومية، وهي منظمة مجتمع مدني وهناك كان أريحية أكثر، وكان اسمها تصحيح الخطأ تُعطى للنساء ولا أعرف كيف تم ترشيحي؟ فقد أتاني إيميل في يوم المرأة العالمي في 8 آذار/ مارس 2016 وكانت الجائزة مريحة أكثر بالنسبة لي، وجائزة أمريكا الأولى كانت عبئًا نفسيًا وضغطًا، وشعرت أنَّني أنتزع من المكان وليس هذا مكاني.

وبعد الجوائز حدث ظن بي من الأوساط السورية في لبنان اللاجئين أنَّني خرجت إلى أمريكا وأخذت جائزة وكأن أمريكا أعطتني مفتاح البنك، وقالوا: خذوا ما تريدين؟ وهي جائزة معنوية وليست مادية وليس فيها قرش وأتتني تهديدات ورسائل وأنت ذهبت إلى أمريكا، وأخذت ملايين باسم الشعب السوري، لدرجة هددوني بأولادي وأكثر من مرة أتتني تهديدات ودعي أبناءك هذه آخر مرة ستريهم، في ذلك الوقت وبعد الجائزة تعرضت [لتهديدات]، في النهاية هي جائزة دولية، وصار هناك ضجة كبيرة وعلى كل المحطات (القنوات التلفزيونية) فتأذيت على مستوى المحيط الذي أنا فيه، وتأذى أولادي وكنت أخاف أرسلهم إلى المدرسة. 

وبعد ذلك يقترح اسمنا في الـ UN في لبنان للجوء فقلت لهم - عن طريق فرنسا، وقلت لهم أنا لن أخرج لاجئةً، ولكن ليس لدي مشكلة أن أُرسل أولادي فكنت أشعر أنني مربطة (مقيدة) عن العمل بسبب وجود أولادي في لبنان، وأصبحت أخاف عليهم كثيرًا، وعملوا معي مقابلة في السفارة الفرنسية، وقالو لي: ماذا تريدين؟ سنقدم لك المساعدة، فقلت لهم: لا أريد أن أقوم باللجوء ولكن أولادي..  يعني أمي في فرنسا يمكن أرسلهم الى هناك، ووقتها أعطوني فيز شنغن لي وللأولاد، وقالوا لي: اذهبي وجربي ومن الممكن أن تغيري رأيك أو شيء، وبعدما صرت في فرنسا أرسلت للسفارة أنه.. وأمي كانت في السويد طبعاً وأنا كنت أريد دولة لجوء أرسل إليها أولادي غير متدخلة في الشرق الأوسط، وقررت أن آخذهم إلى السويد، وأخبرت السفارة الفرنسية بهذا الشيء، فقالوا: لا مشكلة ووضعتهم في السويد، وعدت إلى لبنان، وهذه مرحلة جديدة في حياتي وهي أن أعيش لوحدي وأبنائي أبعدتهم عني في تموز / يوليو 2015 بعد الجائزة بأربعة شهور تقريبا، وعاشوا عند والدتي في السويد، وأنا بقيت في لبنان كنت أذهب لزيارتهم كل ثلاثة شهور وبقيت كل هذه الفترة، وحالياً منذ قرابة فترة ستة شهور عادوا إلي.

أكيد نحن كثوار وناشطين لم يعد لدينا نفس الحلم الذي كان من قبل، ولكن أنا.. هناك أمر مؤمنة به على طول، المهم الإنسان يُريح ضميره، وكنت أفكر أنَّه خلص النظام يسقط أو لا يسقط المهم كمجد شربجي كمواطنة سورية اعملي الذي عليك اتجاه شعبك وثورتك وقضيتك حتى الممات، ولا تنتظري النتائج إذا بقي الإنسان يُحاول أن ينتظر النتائج للأسف بهذا الوضع يخيب أمله ويكتئب فلن يعمل فنحن حين نعمل لأنَّنا فعلاً لدينا قضية مع أصحاب منهم من مات فلا يجوز أن نتخلى بعد هذا الوقت. 

والشيء الجميل الذي أقوله: الإنسان يبقى لديه أمل مهما كانت الصعوبات، ونحن كسوريون مجبرون على الأمل وليس لدينا خيار آخر إلا أن نستمر بالأمل، وحين مات سليماني (قاسم سليماني) منذ فترة كنت أشعر أنه حتى لو مات بشار الأسد ربما لن نتمكن من الفرح من كثر التهجير والآلام والشهداء ومن كثرة الكوارث في سورية، وحتى لو قالوا لي: بشار مات من الممكن ألا أتأثر واكتشف أنَّنا قادرين أن نفرح لدرجة أن قاسم سليماني من مات وليس بشار الأسد، ورغم ذلك طار عقلنا (فرحنا) وشعرت أن أبواب الجنة فتحت، ووزعت على المخيمات في لبنان عوّامة (نوع من الحلويات السورية الشعبية) على المخيمين، وشعرت بأننا قادرين على العيش والفرح حين يموت ظالم، ومعنى ذلك حين يموت بشار الأسد ماذا نفعل؟ وشعرت رغم كل المآسي التي مررنا بها باعتبار قادرين نفرح معنى ذلك قادرين نعمل، وهناك أمل وشعرت أنَّ موضوع موت قاسم سليماني ليس مجرد وحش، وأعطاني ذلك أملاً أنَّنا نحن كشعب مازلنا أحياء ولم نمت، وحتى ونحن نظن أنَّ مشاعرنا ماتت، ولكن مازلنا نعيش وحتى حين أرى حرائق في استراليا والحيوانات تموت، وأنا حين أحزن على الحيوانات أفرح أنه رغم كل المآسي التي عشناها في سورية ورأينا البشر تموت والأطفال، مازال لدي قلب لا يقسى وما زلنا رغم كل ما عشناه نحزن على أي شيء.. أشعر بأن ذلك يعطي رسائل أننا كشعب لو مهما صار علينا ما زلنا على قيد الحياة ومن هو على قيد الحياة يعني أنه قادر على الاستمرار، ونحن قادرين على أن نصنع شيئا لمستقبلنا مستقبل أولادنا وبلادنا، ومن الممكن أي شيء يتغير بين اللحظة والأخرى، والمهم أن نبقى نحن مؤمنون بهذا الشيء والمهم أن نبقى نعمل،ولا نيأس بلحظة ونقول ما هي الفائدة؟

أصوات عشرة مليون في المهجر لوحدهم سيقومون بثورة بعد فترة من الزمن، واعتبر الناس التي خرجت وتهجرت إلى الخارج وصاروا على قيد الحياة في أوروبا وأمريكا وغيرها، هؤلاء بعد فترة من الزمن حينما يتجنسون ( يحصلون على جنسية تلك البلدان) سيكون لهم دورا في أماكان صنع القرار، أعلم أن الوقت ثمنه دم في وضعنا ولكن بعد فترة من الزمن ستتغير الأمور والناس التي تعيش في الخارج (المغتربة) إن ظلت تُحافظ على الإيمان بالقضية، كل شيء سوف يتغير.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/09

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/118-18/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2015/01/01

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

عنب بلدي

عنب بلدي

وزارة الخارجية الأمريكية

وزارة الخارجية الأمريكية

الهيئة العامة للأمم المتحدة  - UN General Assembly

الهيئة العامة للأمم المتحدة - UN General Assembly

الشهادات المرتبطة