الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

علاقة هيئية التنسيق مع المكون الكردي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:00:16

التغيير الذي حصل في حياتي أنه في حزيران (يونيو) 2014 أنا سافرت إلى لبنان لورشة عمل بعد 7 سنوات من منع السفر، فكنت جدًّا متوترة، ووصلت وكانت توجد عدة أعمال بين بيروت وبين أماكن أخرى وبقيت قليلًا في لبنان والتقيت مع أشخاص وكنت جدًّا مشتاقة، وأثناء وجودي هناك صدر عفو وكان لا يزال صهري في السجن، وأنا لأنني محامية أنا أعرف أن أي عفو يصدر لن يشمل باسلًا، لأن باسلًا زوجي؛ يعني صدر أكثر من عفو وأهلي يعرفون بأنه لا يشمله. 

بدأت أرى أن الأكراد -جزءًا من الأكراد- كانوا جزءًا من هيئة التنسيق وأنا بدأت أرى أن العلاقة في ظاهرها مودة وتفاهم، ولكن من تحت (بالباطن) كنت أشعر أن خلافًا كارثيًّا سيحصل.

كان يوجد أشخاص يحضرون على "السكايب" وأشخاص يتواجدون.

كان يوجد شيء سرياني "المنظمة الآشورية" [المنظمة الآثورية] وكانت ممثلة أو أحزاب كردية ولكن لم يكن يوجد شيء اسمه "تكتل الأكراد" وكان يوجد شيء اسمه أحزاب ومستقلون ومنهم منهم "بي واي دي" والحقيقة أنا علاقتي معهم جيدة جدًّا كانت ولا زالت ويوجد شيء كان جدًّا يخيفني وهو أنه بطريقة ما كان يوجد تعصب عربي كردي وأنا كنت أشعر به، ورأيت حالة أنه مثلًا يأتي بعض الناس مثلًا: سنة يقولون لي إخواننا الشيعة على أساس أنهم ليسوا طائفيين وأنت تشعر أنه يقولها حتى يظهر أنه ليس طائفيًّا ولكنه طائفي، وتمامًا هكذا كان الوضع وأنا كنت أرى كم توجد هذه النزعة لدى كل شخص.

فيما بعد، وبعد أن حصل مؤتمر الرياض 1 ودخلت السعودية باحتضان وتأسيس هيئة المفاوضات، هنا الخلاف وصل إلى مرحلة كبيرة وانفصلوا.

لا يوجد اعتراف بالمظلومية الكردية ودائمًا يوجد هذا التبرير بأن النظام ظلمنا جميعنا؛ يعني هو صحيح ظلمنا جميعنا ولكنه لم يظلمنا لأنني مثلًا من [حي] ساروجة ولكنه ظلم الأكراد لأنهم أكراد، والأكراد هم يُضطهدون في كل الدول الموجودين فيها وأساسًا هم ليسوا دولة ولا يمكنهم أن يصبحوا دولة، ولكن أيضًا نحن لسنا دولة يعني توجد هذه الحجج الواهية بالنسبة لي التي تسبب نزعة لدى الكردي وأنا لم أرَ كرديًّا لا يوجد حزن في عيونه ولا يوجد إحساس بالظلم، ويوجد شيء جدًّا غريب، وفي كل فترة حكم حافظ الأسد ماذا فعل وماذا فعل الأكراد؟ يعني يوجد شيء بالنسبة لي جدًّا يقهرني فأنا لم أستطع على الأقل عاطفيًّا -أنا لا أريد الاصطفاف سياسيًّا مع أحد- ولكن عاطفيًّا لا يمكنني أن لا أصطف ولا أستطيع فكان جدًّا واضحًا التعاطف.

وفي عام 2015 بدأت تظهر مواقف لها علاقة بالتصويت على أشياء ولأن والدي قيادي في الاتحاد الاشتراكي ولأنني تربيت بين حزب العمل والاتحاد الاشتراكي وهم عندما يريدون التصويت على شيء ينظرون إلي، ولكنني لا أريد التصويت هكذا يعني "أنتِ عمو؟" (ما هو تصويتك) ولكن ليس هنا، ولكنني أيضًا أصبحت كبيرة ولا يوجد داع أن أسمع كلمة "عمو"! نحن لدينا نفس الرتبة القيادية حتى حصلت مشكلة جدًّا كبيرة فيما بعد التي هي أنه خرجوا من الاجتماع وهم منزعجون، وهو كان اجتماع المكتب التنفيذي الدوري وكان يوجد شيء له علاقة والرياض رفضت تمثيل الأكراد "PYD" تحديدًا وأصبح يوجد مثل خلاف أنه نقول لا نحضر بدونهم وهم جزء من الهيئة أم نحضر بدونهم.

كانت الخلافات تتجذر بين الأكراد والعرب في موضوع الفيدرالية، العرب يقولون للأكراد: أنتم تريدون استقلالًا أوتريدون انفصالًا بالأحرى والأكراد يقولون هذه لا إدارية؛ لا مركزية إدارية ولا أحد يصدق الآخر فبدأت الخلافات تظهر.

كل الوقت كان يوجد حوار داخلي ولكن هذا النوع من النقاشات تراتبية نضالية وعمرية وهي كانت مشكلة وبصراحة يوجد تراتبية جندرية يعني هذا النوع من الحوارات هو ليس فقط سبب خلافًا بين الأحزاب والمستقلين أو بين الكبار والصغار بالعمر، وهو سبب خلافات في داخل نفس الأحزاب يعني في الحزب الواحد أصبحت توجد خلافات وجزء من مكتب الشباب بدأوا ينسحبون، وهم كانوا شبابًا صغارًا وفاعلين وبدأوا ينسحبون ومن مكتب النساء انسحب عدة أشخاص؛ يعني أيضًا كان لدى البعض هذه التراتبية أنه امرأة يعني نعم امرأة وتخيل أنه امرأة وأيضًا صغير هو كان يتم الحديث عنها أحيانًا. 

الأكراد كان لديهم نموذج متقدم، حتى لو كان شكليًّا في موضوع المساواة بين الرجل والمرأة، حتى لو كان شكليًّا يعني في النهاية مع الأسف عند المعارضة السورية لولا من أيام ديمستورا والاتحاد الأوروبي فرض كوتا (حصة النساء) 30% عن التمثيل النسائي بأي شيء لا هيئة التنسيق ولا الائتلاف يأخذون نساء، وهذا يأخذنا إلى مشكلة ثانية أنه يتم أخذ أي نساء.

التقدمي هو تقدمي في منزله وليس في الاجتماع الحزبي، يعني كل الذين ينادون أنهم تقدميون ولأنني أعرفهم وعندما رأيت كيف هم في منزلهم أنا أعرف أنها شعارات نحن نقولها حتى نأخذ تأييدًا لنا ونظهر بصورة لا تشبهنا، يعني النسوي الذي يتزوج امرأتين لا أعرف ماذا يمكن أن يكون؟! 

ولكن بغض النظر نتيجة هذا الخلاف لأنه اتضح في البداية وجدًّا أمور ظهرت في هذه القصة أولًا: لا يوجد شيء اسمه مستقلون والأحزاب أحضرت المستقلين والذي يجرب أن يكون مستقلًّا يعني سوف يتم إسكاته وثانيًا: لا يوجد شيء اسمه احترام رأي آخر وعليك أن تفعل مثلي وإذا لم تفعل مثلي سوف أفتعل مشكلة معك، وثالثًا: لا توجد بيئة صالحة لأسس سليمة لأي حوار أو تبادل وجهات النظر وأنت إذا أرادت أن تدخل إلى أي حوار يجب أن تكون جاهزًا أنه أنت يمكن أن تتأثر بوجهة نظر الآخر وعندما تدخل وأنت متشنج ولا تريد تغيير رأيك هذه ليست بيئة للحوار، وإذا أردت أن تدخل وتقول: لا أحد يفهم أكثر مني فهذه ليست بيئة للحوار، وعندما تدخل وتقول: أنا عمري كذا وبالتالي تجربتي كذا وهذه امرأة وما الذي تفهمه؟ فلا توجد بيئة للحوار، فأصبح يوجد أساس لانهيار أشياء كثيرة ومنه مثلًا أن الثورة في سورية لم تبدأها الأحزاب والأحزاب وجدوا أنفسهم في خيار وحيد أن يلحقوا بالثورة حتى لا تشتمهم الثورة وشتمتهم الثورة لأنهم جربوا أن يركبوا عليها (يسخرونها لمصالحهم)، يعني حتى الذين كانوا في تنظيمات سياسية هم لم يخرجوا بقرارات أحزابهم وإنما خرجوا بدافع شعور وطني وثوري وإنساني وليس بتعليمات حزب ولا بقرار حزب.

كانت توجد حالة إنكار لدى الأحزاب أن كل ما فعلناه وكل هذا الزمن في السجون جاءوا فجأة وخرجوا بدوننا يعني فعلًا لم يكونوا يتقبلون الواقع، وأنا لم استخدم كلمة "ركبوا" على الحراك بسوء نية لا ولكنهم لا يستوعبون وأصبحوا يريدون التدخل بالحراك الذي أصبح لا يرد على أحد ولم يجربوا أن يكونوا مثالًا يُحتذى وبقي لديهم أنه نحن المعارضة الذين نفهم ونحن المعارضة الذين قضينا عمرنا في السجن يعني حسنًا أنت المعارضة التي تفهم وهؤلاء خرجوا في ثورة في الشارع الآن ومن سوف يجمعهم وإذا هذا النظام وهذا الوحش يعني رغم الخطر في الشارع الذي أدركناه لم نكن نستطيع الوقوق، ونحن كنا خائفين جدًّا ولكننا لم نكن نحسبها بالعقل أننا سنؤدي بأنفسنا إلى كوارث وكما يقول والدي: إن المظاهرة الطيارة مثل الذي هو ذاهب حتى يُعتقل وعندما لم يعد بإمكاننا الدخول إلى الغوطة والأماكن التي تحصل فيها مظاهرات نحن في دمشق لم يكن لدينا خيار إلا المظاهرات الطيارة التي هي فعلًا مشروع اعتقال أو دعس بالأقدام في الشارع وعلى من سوف يرد الناس.

طبعًا الآن بعد أكثر من 10 سنوات أكيد هم أصابوا كمعارضة تقليدية، أصابوا في أماكن كثيرة ونحن أخطأنا لأننا لم نستخدم خبرتهم، وكلانا لم نعرف كيف نتعامل مع بعضنا.

أولًا: لماذا دخلت في هيئة التنسيق؟

 أنا دخلت فقط لأن والدي هكذا كان يريد، ولا يوجد عندي أي سبب، وأنا لا أريد أن أخوض العمل السياسي أبدًا، ولا أريد أن أنتمي إلى كيان يصادر حريتي فأنت في النهاية أية أيديولوجيا أو تنظيم سوف تتبعه فلن تكون أنت وتصبح جزءًا منه، ورأيك تقوله مع نفسك ولا يمكنك أن تقوله لأحد، وأنا لا أريد الحرمان من هذه الحرية وطبعًا والدي لم يضغط علي وأنا أعرف أن والدي سوف يكون هكذا سعيدًا لأنه منذ أن كان في السجن وأنا كنت صغيرة هو يريدني أن أعمل بالعمل السياسي، وأنا بعد [عمر] الـ 30 وبعد الثورة أصبحت ضعيفة أمام والدي، ومهما يقول أقول: حاضر، وهذا هو السبب الوحيد ولا يوجد شيء شخصي ولكن كان يكفيني أن أرى هذه النظرة الجميلة في عيونه وأنه سعيد وأنني نجحت بالانتخابات.

أنا أعرفهم يعني أنا كنت من قبل أن امشي وأتكلم يعني اجتماعات الحزب لدى والدي في المنزل أنا أعرف الشجارات والصراخ ولكن بصراحة لم أتوقع بعد كل هذا الدم والأذى والثمن القاسي الذي ندفعه وبعد كل الدروس التي من المفترض أن الحياة علمتنا [أنه] لا يوجد شيء ثابت في الحياة يعني الثابت شيء مخيف وتحصل الكثير من التغييرات وتعود وتبني آراء ومواقف جديدة بناء على التغييرات، والسياسة هي فن الممكن والسياسي هو أكثر شخص من المفترض أن يكون مرنًا بتقبل الآخر وإدارة حوار ناجح والوصول إلى صيغة مشتركة ولا يوجد شيء اسمه إما رأيي أو رأيك، ويوجد شيء اسمه الوصول إلى شيء مشترك ولكنهم لم يستطيعوا فعلها وهذا هو الذي صدمني أنه بعد كل هذا وبعد كل هذه التجربة يعني من يستطيع أن يجلس في زنزانة واحدة 20 سنة لوحده كيف استطاع إدارة حياته والآن لا يستطيع إدارة حديث مع شخص لديه شيء مختلف؟!

أعتقد أن أحد الأشياء التي آذت سورية وحتى الموالاة وكل شخص يحب سورية على طريقته يعني إذا أردنا أن نأخذ الأشياء بحسن نية ولا أحد لديه دوافع أخرى فكل شخص يحبها بطريقته، وهذه الطريقة تكون مؤذية ولا تجعلنا نؤمن أن الآخر أيضًا يحبها بطريقته وأنه نحن خربناها في النهاية وكلنا خربناها وأنا شخصيًّا لا يمكنني أن أقول وأتهم أي أحد، وكلنا وبمن فيهم أنا وكلنا لم نعرف ولا أعرف كيف وصلنا إلى هنا، ولكن أكيد لا يوجد أي خطأ يتحمله طرف واحد وأنا كنت أحيانًا أحزن عليهم.

 يعني في إحدى المرات كان الأمين المساعد للاتحاد الاشتراكي -رحمه الله- وأنا جدًّا أحترمه وهو من حلب قال شيئًا هو عبد المجيد حمو وهو قال شيئًا أنه يا ليتني لم أكن هنا أمثل حزبي وأنا لا أستطيع أن أقول رأيي وأن [لي] 50 سنة في الحزب ولا يمكنني أن أقول رأيي، وأن الأيديولوجيا ذبحتني وقتلتني فأنا أحزن على الناس -هو خيارهم في النهاية- ولكنهم وأنا لا أعرف لماذا نحن أحيانًا نركض إلى قفص ونحبس أنفسنا فيه يعني تمامًا هكذا، وأعتقد [أن] هذا أحد الأسباب التي تقريبًا منذ سنتين والدي ترك العمل السياسي كقيادي ولم يعد متفرغًا أبدًا للعمل السياسي بعد أكثر من 55 سنة، يصل الشخص إلى أنه لا يريد أن يُحبس وأريد أن أكون أنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/15

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي

كود الشهادة

SMI/OH/123-32/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2014-2015

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

المنظمة الآثورية الديمقراطية

المنظمة الآثورية الديمقراطية

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة