الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تفاصيل معركة الجسد الواحد بريف حماة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:07:17

أنا قمت بجولة على أبناء العشائر وعلى أمار (أمراء) الموالي في المنطقة وأبلغتهم وتفاهمت معهم أنه: يوجد معركة قادمة في المنطقة وأتمنى أن تكونوا جزءًا من هذه المعركة ومن لا يستطيع أن يكون جزءًا ليكن مُساندًا ومن لا يستطيع المساندة ليكن على الحياد ولا يتعرض للمقاتلين في هذه المعركة، وأي مشكلة تحصل معكم مع أي شخص في المعركة فإنه بإمكانكم الاتصال معي بشكل مباشر، وأنا هيأت الناس والقاعدة الشعبية وأبناء العشائر في المنطقة، وكما ذكرت أنا علاقتي مع أبناء العشائر في تلك المنطقة كانت قوية جدًا من قبل الثورة، وبدأت المعركة. 

كان قائد المعركة شخصًا شابًا من مدينة حماة اسمه أبو عمر الفرا (عبد الحكيم الفرا- المحرر) وهو شاب من أحرار الشام وكان لديه اللواء اسمه لواء "عبد الله عزام" وهو شاب متواضع وخلوق ومقدام وصادق. 

نحن بعد أن سلّمنا عتادنا الثقيل لقيادة العمليات أو غرفة العمليات قام أبو عمر الفرا بالتوزيع، وأنا كشخص كان دوري هو الدعم اللوجستي يعني كنت أقوم بتوزيع الذخيرة على النقاط والطعام والمحروقات، وأي مشكلة تحصل كانت مهمتي هي حلّها، بالإضافة إلى مشاركة مُقاتليَّ في قطاع كبير وكانوا رأس حربة في المنطقة وكانوا موزّعين على عدة محاور بحسب التوزيع الذي وزّعه أبو عمر الفرا حيث وزّع المقاتلين والعتاد، ونحن لم نتدخل، وأنا كشخص لم أتدخل أبدًا وأبلغت المقاتلين بتنفيذ الأوامر وأن يكونوا رأس حربة في كل شيء والالتزام بالتعليمات، وهذه كانت توجيهاتي للمقاتلين عندي ومقاتليَّ كانوا بقيادة الشيخ إبراهيم والشيخ عبد الإله ورافع ثلجي كقادة عسكريين، ونحن شاركنا بحوالي 300 مقاتل في هذه المعركة، معركة الجسد الواحد.

عندما بدأت المعركة دخل إلى المعركة سلاح جديد وهو مدفع عيار 106 محمول، ونحن أول الأشخاص الذين استخدموه وسلّمتنا هذا السلاح "هيئة حماية المدنيين" ونحن استخدمناه وأول دبابة احترقت في هذه المعركة أحرقها الطاقم الذي كان مسؤولًا عنه صطيف التمر ابن عمي وضياء وهو رقيب أول منشق من مستودعات خان طومان وهو من أبناء حماة وشارك معنا في المعارك حتى خرجنا واستُشهد فيما بعد -رحمه الله- وأحرق هذا الطاقم أول دبابة في المعركة **** في قرية اسمها "طيبة الاسم" واستمرت المعركة حوالي شهرين ونصف وحررنا هذه المناطق ووصلنا تقريبًا إلى جبل زين العابدين وحصلنا على غنائم كبيرة من معركة الجسد الواحد، وكل الغنائم والأسرى يتم تسليمها إلى غرفة العمليات أو لقيادة المعركة، وهم طبعًا جماعة منظّمون ولديهم أشخاص مختصّون بهذا الموضوع.

دخلنا إلى إحدى القرى في الزغبة ونحن دخلنا إلى هذه القرية في يوم جمعة، وطبعا أنا أحضرت معي الطعام والذخيرة، وأنا كانت مهمتي في المعركة كشخص هي توزيع الطعام والذخيرة، وأنا كانت مهمتي من قيادة المعركة هي الوصول إلى جميع الفصائل ومعي مجموعة وعندما جئت إليهم وأحضرت معي الطعام والذخيرة دخلوا إلى القرية وأنا دخلت معهم إلى القرية، ودخلنا إلى أحد المنازل فوجدنا أن الطعام ساخن يعني خرجوا فجأة ولم يتوقعوا أن يدخل أحد إلى قريتهم وكان الطعام هو الفاصولياء وأنا أكلت من هذا الطعام، وقال لي أحد الشباب: لا تأكل لأنه قد يكون الأكل مسمومًا، ولكنني لم أكترث وأكلت وحصلنا على الكثير من الغنائم مثل السيارات والأبقار والأغنام والجرارات، ونحن تفاجأنا بشيء غريب في هذه القرى، يعني مثلًا دخلنا إلى منزل ووجدنا فيه 100 أسطوانة غاز و50 برميل مازوت وعشرة برادات و20 تلفزيونًا و20 غسالة أوتوماتيك ومولدات كهرباء ومحركات كهرباء لسحب الماء، ثم عرفنا أن هذه الأغراض كانت للشبيحة الذين يجمعون هذه الأغراض من الناس ويخزنونها، وأكثر المنازل كان يوجد فيها من هذه المعدّات بأعداد كبيرة، ولذلك حصلنا على الكثير من الغنائم في هذه المعركة وكل هذه الغنائم تم إرسالها إلى إيكاردا (مركز البحوث الزراعية العالمية في المناطق الجافة في ريف حلب)، وغنمنا دبابات وسلاحًا وأسرنا عساكر وشبيحة.

استمرت هذه المعركة تقريبًا شهرين ونصفًا، وهذه المعركة كان يجب أن تستمر أكثر وتصل إلى حمص لأن هدفها كان الوصول إلى حمص وفتح طريق أو فك الحصار عن حمص.

استعاد النظام قوته وبدأ بالقصف بالطائرات بشكل شديد جدًا، وأنا عندي فيديوهات خرجت فيها على قناة الجزيرة وأنا موجود على قمة جبل الطليسية، وجاءت الأوامر بالانسحاب من المنطقة لأن النظام بدأ يقصف المنطقة بالطائرات بشكل شديد جدًا وانسحبنا من المنطقة جميعًا، وبدأنا نخطط لمعركة لفك الحصار عن حمص.

الفصائل التي شاركت في معركة الجسد الواحد هي: "أحرار الشام" و "أجناد الشام" و "أحفاد الرسول"، يعني الفصائل التي تأخذ الطابع الإسلامي، ومنها لواء "ذئاب الغاب -هيئة حماية المدنيين" حتى انها خد وعين (كنا غير تابعين تمامًا لـ "هيئة حماية المدنيين").

بالنسبة للغنائم كان يوجد فتوى بينهم، وأيضًا شارك معنا في المعركة "صقور الشام" جماعة أبو عيسى الشيخ.

وصلنا إلى موضوع الغنائم ويبدو أنه كان لديهم فتوى بعدم إعطاء غنائم إلا للفصائل التي تبايعهم وعدم إعطاء شيء لـ "لجيش الحر" ونحن كلواء "ذئاب الغاب" وصلنا إلى مرحلة قلنا لهم [فيها]: نحن لا نريد غنائم ولكن نحن أعطيناكم دبابة وعربة بي أم بي في المعركة وأعطيناكم سلاح نون 29 ومدافع عيار 82 (مدفع هاون سوفيتي الصنع عيار 82 ملم)، وهذا السلاح نحن غنمناه من الجيش في معركة ريف جسر الشغور، وقلنا لهم: نحن لا نريد الغنائم ولكن نريد استعادة سلاحنا، فقالوا إن الدبابة تفجّرت والعربة احترقت، فقلنا لهم: نحن غنمنا دبابات ونريد دبابة بدلًا عنها، ونحن سلّمناهم مدافع هاون 120 كان عددها ثمانية مدافع هاون وقلنا لهم: نريد هذه المدافع، ولكنهم أخذوا كل شيء، وأنا ذهبت إلى أبو عمر الفرا فقال لي: أرجوك يا أبو محمود وأنت أخونا وصديقنا -وأنا كنت أعرف أبو عمر الفرا منذ أيام جبل الزاوية وتقابلنا هناك مرتين عند نضال حاج علي- وقال لي: يا أبو محمود أنت لم تقصّر ولكن أنا لا يمكنني التعامل معك كـ لواء "ذئاب الغاب" وأنا أتعامل مع "هيئة حماية المدنيين" وإذا أردت هذه المعدات أو الغنائم فيجب عليك إحضار كتاب من "هيئة حماية المدنيين" فقلت له: كما تشاء، وقال: أريد كتابًا من قيادة هيئة حماية المدنيين، وسألته: هل تريد الكتاب من أبو عبادة (منذر سراس) أو أبو يحيى؟ فقال: نعم. 

فركبت سيارتي وذهبت إليهم وأنا كنت على تواصل دائم معهم وقلت لهم: هكذا القصة، فقالوا: حسنًا، وأعطوني كتابًا ووقّعوه وقالوا: سنتحدث مع أبو عمر ونرسل له مقاطع صوت أنه أنت المسؤول عن هذا الملف في "هيئة حماية المدنيين" من أجل تحييد لواء "ذئاب الغاب" وأنت المفوّض في هذا الموضوع عن "هيئة حماية المدنيين" في توزيع الغنائم واسترجاع السلاح الذي أعطيناه لهم، وطبعًا السلاح الذي وُضع في المعركة من قبل هيئة حماية المدنيين جميعه كان من لواء "ذئاب الغاب" فذهبت مرة ثانية إلى أبو عمر واجتمعنا وقال لي: أنا سأتحدث بالموضوع وسوف أتحدث مع قيادة الأحرار (أحرار الشام)، وبدأ وجه أبو عمر يتغيّر، يعني أنا في تلك الفترة كان عندي نظرة عن "أحرار الشام" أنهم جماعة كاذبون ومخادعون وخنجر مسموم في خاصرة الثورة، ولكن لم يكن عندي هذه الصورة عن أبو عمر، ولكن عندما دخلنا في هذه المرحلة بدأ أبو عمر يعطيني نفس وجه حسان عبود وأبو طلحة وقال: أعطني فرصة مدة أسبوع، وبعد أسبوع بدأت أتصل على أبو عمر ولكنني لم أستطع مقابلته، وبدأ أبو عمر يتهرب وانتهى الموضوع حتى هذا اليوم، ولم يعيدوا سلاحنا ولم يعطونا شيئًا من الغنائم حتى هذا اليوم. 

وهنا "أحرار الشام" شكّلوا محكمة وكان مقرها في باب الهوى وأنا ذهبت إلى هذه المحكمة والتقيت مع القاضي الشرعي وتكلمت معه وقلت له: أنا أريد تقديم شكوى عليكم على "أحرار الشام" على قيادة "أحرار الشام" على ثلاثة أشخاص في الأحرار، وسألني: من هم الأشخاص؟ فقلت له: حسان عبود وأبو طلحة القائد العسكري وأبو عمر الفرا، وهو استغرب، فقلت له إن القصة كذا وكذا، وهذا القاضي هو المسؤول عن محكمة باب الهوى وهو من منطقة شرق المعرة (معرة النعمان) وأنا وهذا القاضي أصبحنا أصدقاء فيما بعد وحتى إنني اشتريت سيارته الشخصية، وقلت له: أنا أريد أن أشتكي عليهم لأنهم لم يعطونا غنائم ولم يعيدوا سلاحنا الذي سلّمناه لهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/14

الموضوع الرئیس

المواجهات العسكريةسياسة تحرير المناطق

كود الشهادة

SMI/OH/74-31/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/07/27

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-طيبة الاسممحافظة حلب-الإيكاردامحافظة حماة-جبل زين العابدينمحافظة حماة-الطليسيةمحافظة حماة-الزغبة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

ألوية صقور الشام

ألوية صقور الشام

أجناد الشام

أجناد الشام

هيئة حماية المدنيين

هيئة حماية المدنيين

تجمع ألوية أحفاد الرسول - قطاع شمال سوريا

تجمع ألوية أحفاد الرسول - قطاع شمال سوريا

لواء ذئاب الغاب

لواء ذئاب الغاب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع جنوب دمشق

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع جنوب دمشق

الشهادات المرتبطة