الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاستعدادات في درعا لانطلاقة الثورة السورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:28:03:04

نحن نتكلم تقريبًا الآن إلى منتصف آذار/ مارس، وتكلمت سابقًا على أنَّ هناك بعض الإحباط واليأس،

وثورات الربيع العربي أعطت نتائج ونحن ليس هناك تحرّك جدّي، والدعوات على الفيسبوك لم تأخذ

أُكُلها للأسباب التي ذكرناها، والحراك في درعا المتصاعد تدريجيًا واعتقال الأطفال (أطفال درعا -

المحرر) أعاد الأمل تدريجيًا والناس في حالة استنفار ودومًا نقاش في الحالة السياسية والوضع في

سورية وأطفال درعا وخرجوا أم لا وعذّبوهم أم لا، وسابقًا المجرم بشار الأسد ظهر في لقاء وتكلم في

لقاء صحفي وقال إنَّ سورية منيعة ضد الأحداث التخريبية أو الاضطرابات والشعب السوري يعيش في

رغد وهناك رِضا عن الحكم ومن المستبعد جدًا أن يحصل شيء في سورية، وفي تلك الظروف الأمل

بحراك سياسي واسع في نفوسنا أصبح غير موجود، أولا يوجد حركات سياسية ناضجة شعبية وممتدّة

قادرة على أن تُحدث حراكًا جماهيريًا، ثانياً احتياطات النظام كبيرة وقوى أمنية كبيرة، تواجه أي نيّة

لأي مظاهرة للاعتصام، ونعرف ما حصل في [سوق] الحريقة [بدمشق] وفي الجامع الأموي

والاعتصام في ساحة المرجة أمام وزارة الخارجية (وزارة الداخلية- المحرر)، مع العلم بعض شبابنا

راحوا على أمل أن يكون الموضوع مختلفًا عن الأمور السابقة.

الذي حصل سابقًا من الدعوات المتكررة ولم تنجح بدأ بعض شبابنا ومثلًا الدكتور عبد الله أخي تكلم

معي مرارًا وتكرارًا عن الدعوات و[أنه] يجب أن نشارك ويجب أن نذهب إلى هناك ونجمع الناس من

أجل عدد أكبر وإلى آخره، والآن درعا بعد اعتقال الأطفال وفي ذلك الوقت الحرِج تمامًا، أنَّ الحركات

السياسية غير قادرة على إحداث حراك ناضج ولدينا شرخ عميق [في] بنية المجتمع السوري في

محافظة درعا ودرعا مثّله اعتقال الأطفال وتعذيبهم والتنكيل بهم ولم يُعتقل فقط الأطفال ولكن اعتقلوا

ناسًا آخرين مع الأطفال وتحوّلوا إلى فرع الأمن العسكري إلى السويداء ولم يكتفوا بالتحقيق معهم في

درعا، ومن السويداء حُوّلوا إلى دمشق وأخبار الاعتقال تصل [أنهم] عذّبوهم واقتلعوا أظافرهم وإهانات

متكررة، وإلى آخره. 

وهنا مرحلة الاستعداد في درعا بدأت، ولم نعد نراقب الوضع في سورية، ليس استهانةً بما يحصل في

الخارج ولكن انشغلنا بالوضع المنفجر، الذي انشغلنا به في المجتمع الذي نعيش فيه، فبدأت مرحلة

الاستعداد على المستوى الشخصي أولًا، وهي أنّي وعددًا من زملائي لم نذهب إلى العيادة، وفي المشفى

نذهب إلى المشفى ونرى مرضانا ونقدّم لهم الواجب ونحاول [أن] نخرج ولو أنَّنا [كنّا] نستغلّ لقاءات

المشفى لنعمل تحديثًا للمعلومات وآخرها في كل شيء، سواء في موضوع درعا أو لأخبار الربيع

العربي عمومًا أو لأي أحد لديه مصدر معلومات لأي شيء [في] سورية، ونحدّث المعلومات ونكمل

مراحل الاستعداد لنا ومراحل الاستعداد وهي أقرب للعشوائية لأنَّه ليس هناك جهة واحدة منظّمة وليس

هناك ثقة وتشعر أن هناك شيئًا يحصل في الشارع ولكن كل خليّة تعمل وحدها وليس هناك شيء يجمع

الناس مع بعضها.

في العيادة في المساء بدأت الناس تتكلم أكثر عن الاعتقال في درعا وأينما نذهب يتكلّمون عن أطفال

درعا و[يسألون: هل] صحيح حصل كذا وكذا؟ وهناك استعدادات عملتها قوى الثورة واستعدادات عملها

النظام، ومثلًا نحن من الاستعدادات التي فعلناها أنه من أين مثلًا ستكون ساحة التحرك؟ وبدأ الحديث

على أننا يجب أن نفعل شيئًا وهذا لم يكن متبلورًا في البداية، هل هو مظاهرة أو اعتصام أو كتابة من

جديد والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وسورية جديدة على تلك الأمور ولا أحد يعرف، وأول

حساب سكايب لي كان عبر أحد الزملاء الأطباء سمّاه وما زال إلى الآن موجودًا "دوكرور 1977"

(اسم حساب سكايب) واعتقدتُ بأنه خطأ وقلت: يا رجل دكتور، وقال: لا، دعها لكي لا يعرفوا أنك

دكتور وخلّيها (اتركها) دكرور، ولا يعرفون وأنا اعتقدت أنه وضع راء بدال التاء في الغلط، وكنا

نفكّر: ما الواجب [الذي] يمكن أن نفعله؟ 

وبناءً عليه أنا كل يوم خميس وجمعة أقضيه في البلد عند أبي وأمي وأهلي وإذا في (يوجد) مرضى في

البلد لا يستطيعون الذهاب إلى عيادتي في درعا أذهب إليهم في هذا الذهاب الأسبوعي، ومن وقتها لم

أعُد أذهب، نحن في انتظار حدث مهمّ في درعا، سألني أحد أقاربي القريبين [من] الدرجة الثانية: خالي

هل هناك من شيء سيحصل؟ وقلت: لماذا؟ قال: أنا في المدرسة في الصف العاشر،[ويوجد] شباب

قالوا: في (يوجد) مظاهرة ستحصل في درعا ويجب على الجميع أن يذهبوا. 

وموضوع الأسماء لا أعرف كيف سنحلّه وأقترح أن نضع كود (رمزًا) لكل اسم من أجل سلامتهم

الشخصية لأنَّ قسمًا منهم في مناطق سيطرة النظام أو عادت مؤخرًا لسيطرة النظام، وقسم منهم يعيش

في الخارج ولا أعرف خططه المستقبلية، هل أحد سيرجع لأمر شخصي وأبوه مرِض؟ ويوجد قسم

يتحدّثون عن أسمائهم بصراحة، ومن الصعب أن نتّصل على كل شخص بعينه ونقول له: نذكر اسمك

أو لا؟ وأقترح الأسماء التي لا نستطيع أن نعلنها نضع له رمزًا شخصيًا أو كود وهذا نرجع لترجمته

(إيضاحه) في حال الأمور صارت آمنة وسالمة بالنسبة لهم. 

وهذا الشخص ق.ح أخبرني أنَّ زملاءه في المدرسة يتكلمون عن مظاهرة في درعا، وثانيًا أخي

الدكتور عبد الله وكان في دمشق وقال: عندكم شيء في درعا؟ وقلت: المعتقلون، وقال: أعرف ولكن

يوجد شيء ينطبخ ويتحرك؟ وعلى التلفون (الهاتف) وقلت: الله يهدّي الحال، وقال: لا سمعت بأشياء أنَّ

هناك شبابًا ينزلون، وبعد ذلك عرفت أنَّ قسمًا من الشباب في درعا سواء الموجودون في دمشق

[طلاب] جامعات أو [لديهم] عمل معيّن، قسم منهم نزلوا إلى درعا ليشاركوا في الحدث المرتقب في

درعا. 

وأنا لم أعُد أذهب إلى البلد وأصبحت أكثّف جهودي هناك بالتنسيق مع الخليّة مع الشباب في البلد في

"علما" والمجموعة الموجودة في عيادة الحراك لأعطيهم كل ما يحدث من تطورات في درعا، أنا أنقلها

لهم وهم غير ساكنين في درعا وهم العكس ما يحصل في علما أو الحراك أيضًا يخبرونني، وصراحة

لا أحد يعرف من أين الشرارة وإذا [كانت] الشرارة عندنا نتّصل بهم ويأتون إلينا، وإذا [كانت] الشرارة

لديهم يتصلون بنا ونأتي، وكان في تلك الأيام كان في شباط/ فبراير وآذار/ مارس في آخر الشتاء،

وكانت تأتي زخّات مطر، وقالوا: إذا حصل شيء نقول هناك زخات مطر على التلفون والجو جميل ويا

ليت نلتقي ونفرح، وهذه كلمة السر أنَّه زخات مطر وتعالوا إلينا. 

ومن ضمن التحضيرات بدأنا نفكّر أنَّه إذا حصل هذا الحراك فماذا سنفعل، وهو على مستوى تظاهر أو

اعتصام شعار واللافتة التي نكتبها، ولم يُخيّل لنا أبدًا أننا سنحتاج لسرينغات أو إبرًا أو إسعاف جرحى،

وهذا ما كان أبدًا [في بالنا]، ولماذا لم يكن [في بالنا]؟ لأسباب متعدّدة، أولًا هذا الرئيس الأحمق الأهبل

(بشار الأسد) كان قد وعد الناس ببعض الإصلاحات ونتكلم عن طبيب وليس ضابطًا عسكريًا، وقادم

من وسط عسكري وعلى أساس أنه قد جاء من بريطانيا وليس من العسكر، وعلى أساس [أنه] قد وعد

الناس ببعض الإصلاحات، وصحيح أنهم حين عملوا بمنتديات الحوار والنشاطات ذهب واعتقلهم ولكن

على الأقل هناك حدّ أدنى لن يتجاوزه في طريقة التعاطي مع الناس، وثانيًا كنا نعتقد أنَّه من الصعب

اليوم أن يحصل ما حصل في حماة، الوقت كان مختلفًا وفي وقتها لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي،

وكان هناك تغييب عام للرأي العام والدولي عما يجري في حماة، وثالثًا لصق تهمة الإرهاب

والإسلاموية بهذا الحراك حتى يحدّ من أي تعاطف معه والحقيقة غير ذلك، ووسائل التواصل

الاجتماعي [موجودة] واليوم من يعطس خلال ثوانٍ فعطسته تصل إلى أمريكا، وهل يُعقل [أن] النظام

يعمل نفس ما عمل في حماة؟ 

والنقطة الرابعة وهي أكبر المطبّات التي يجب [على] كل شعوب العالم أن تفهمها، كنا نعتقد حين نسمع

عن الحرية الكرامة وحقوق الإنسان وتداول السلطة السلمي وبناء النظام الديمقراطي السياسي الذي

يسمح بكذا وكذا واتّضح أن ذلك مثل العملة تصعد وتهبط، وهي مادة سلعية تتداولها دول العالم من أجل

تحقيق مصالح وغايات وحين نرى هجومًا عنيفًا على حقوق الإنسان، بعد ذلك اكتشفنا أنَّ ذلك آخر ما

يتم الحديث عنه. ومن ضمن الاستعدادات [أننا] كنا نستعد لكل شيء إلا أن أجهّز حقيبتي الطبية بشيء

إضافي لعلاج الجرحى وكنا نقول: لا، هذا لسنا بحاجة له، والنظام مستعدّ وكان هو صار يتواصل معي

وتواصل مع غيري في سبيل ألّا يجعل مجالًا لأي رموز متحركة في تلك المحافظة وتكلم مع الكل. 

وسمعنا بوقتها سواء من الشيخ زميلنا م.م سمعت وتكلمت سابقًا أنَّه قد استدعاه الأمن واجتمعوا معه

ووجّهوا خطاب الجامع وحذّروه من أي تطورات يمكن أن تحصل، وتكثفت هذه الدعوات وصاروا في

الأسبوع يقابلونه مرتين [أو] ثلاثًا ويعطونه مواضيع تفصيلية وسأتكلم عنها بعد قليل، وجزرة مرة

وعصا مرة، وترهيب وترغيب، والوطن وحبّ الوطن، والثانية: يا ويلك ونكسر يديك لو رأيناك عملت

في هذا الموضوع، ونفس الشيء حصل في درعا المدينة، وصحيح [أن] المحافظة كلها كانت تغلي

ولكن في درعا الوضع مختلف عن الوضع الأبعد وطبيعي البعد الجغرافي والناس تعيش الحدث كما هو

والناس في الخارج تسمع ما يحصل في درعا ومنهم الشيخ مطيع البطين، ورسائل أمنية متوالية

وسمعت منه شخصيًا قبل وبعد وتحذيرًا من عدم المشاركة وعدم السماح في المشاركة في أي نشاطات

والتحذير من محتوى الخُطب وإن كان ظاهرها عاديًّا ولكن القارئ الجيد يستطيع أن يستخرج في أكثر

من جملة كان المقصود به ما يجري من التحرك في سورية، وثالثًا القضية الأمنية، وصحيح الأمن

موجود في درعا ومتسلّط على رقاب الناس، ولكن نرى قطعانًا أمنية بكثافة وتصول وتجول وتتمركز

في مناطق معينة، هذا المشهد لم نألفه سابقًا أبدًا، وأنا آخر كم جمعة صلّيت في جامع موسى بن نصير

و[هو] قريب جدًا على بيتي وفيه الشيخ مطيع بطين (مطيع البطين - المحرر) والجو مُكهرَب (متوتّر)

صحيح والأولاد معتقلون والدنيا تغلي، ولكن في الجمعة الأخيرة أو قبل الأخيرة حين خرجنا من الجامع

ليس هناك مخرج من [كثرة] سيارات الأمن ونهارًا، وسيارة ويمسك القبضات ويتكلم ويعطي رسالة أننا

نحن الأمن أننا نراكم ونراقبكم، ليقضي على أي محاولة تحرّك منذ البداية، وبعض الشباب في درعا

قالوا عدة مرات: اتّصلَ بنا الأمن وقالوا: يمكن [أن] تحصل أعمال تفجيرية وهناك عصابة مسلحة

تخطّط لتنفيذ عملية عسكرية ومكانها غير معلوم ومتى ما علمنا التفاصيل بتلك سنزوّدكم، وهكذا وتلك

الاستعدادات التي فعلها النظام وهذا لم يغيّر شيئًا في مشاعرنا أنَّنا يجب أن نتحرك والقضية أصبحت

عامة ليست أطفالًا في ربيع عربي وهي قضية عامة ويوجد بلد مضطهد منذ عقود وأمن مسيطر علينا،

ويوجد قرارات آتية لزيادة التضييق أكثر وأكثر فنحن يجب أن نتحرك ووصلنا قبل 18 آذار إلى 15

آذار/ مارس وكانت النية وسمعنا من بعض الناس - ونحن لم يتصل بنا أحد ولم يرسل رسائل أحد-

[سمعنا] من بعضنا أن هناك نية من الأهالي يوم 15 [آذار/ مارس] يتجمعون في ساحة السرايا، والغاية

[هي] المطالبة الرسمية بإطلاق سراح الأطفال والمعتقلين معهم، ولماذا أمام السرايا؟ لأنَّ المحافظ لم

يستجب وعاطف نجيب [رئيس فرع] الأمن السياسي لم يستجيب لنا، ونريد أن نوصل صوتنا إلى

المحافظة والعالم، ومن غير المعقول للأطفال أن يمضوا وقتًا [طويلًا] في السجن، وفي يوم 15 في

نصف الأسبوع كان، وكنا محدّدين الساعة 12 ظهرًا في وقت المغادرة من المشفى تمامًا، وهنا خرجت

أثناءها باكرًا وتكلمت مع مدير المشفى أنني خارج ولديّ مريض في العيادة والرجل زميلنا، وقال أوك

(حسنًا) ويجب أن أخرج وأوقّع على دفتر التوقيع، ورأيت شخصين [أو] ثلاثة وقلت: أين ذاهبون؟

قالوا: إلى العيادة، وقالوا: أنت قلت إلى العيادة، الدكتور ع.خ والدكتور م.ن عدة أطباء، وخرجنا في

الشارع والسرايا تبعد عن المشفى الوطني مثلثًا قائم الزاوية، وإذا مشينا به على الأوتار يطلع (تكون

المسافة) من 400 إلى 500 متر تقريبًا، ونحن ماشون ودّعنا بعضنا في المشفى وخرجنا ونحن ماشون

صادفت واحدًا منهم م.ن وقلت: أين ذاهب؟ على أساس لديك مريض في العيادة؟ وتجاوز عيادته، قال:

مشوار إلى مشفى الشفاء، وبعد ذلك طبيب آخر قال أيضًا: مشوار، وتفاجأنا بالتقائنا عند السرايا وكلنا

فهمنا بأنَّ الجميع قد جاء ليلبّي الدعوى التي أنا أتيت لأجلها، وهكذا.

هناك استعداد ونشعر أنَّ هناك أمرًا يخرج ومن هو الرأس والمسؤول لا أحد يعرف، وأنا وهم جرّبنا

بعضنا كثيرًا في الموضوع الطبّي، ولكن في الموضوع السياسي لا أحد يعرف أنَّ هذا الرجل جاء

ليكتب تقريرًا لا نعرف، وما تزال الدعوة ليست ناضجة ولا نعرف هل سيأتي أحد أم لا؟ أو ستحصل

مظاهرة واعتصام أو لا؟ والكل خائف ولكن كل يوم يزيد وقود الشجاعة أكثر ونبقى ضاغطين على

البنزين (مستمرّين) وكل يوم أكثر من الثاني، ووقفنا على زاوية الشوارع كل شخص في مكان وفي

الساحة عدة أشخاص وواضح أنهم عاديون (مدنيون) ولا شيء منظّم ولا يوجد لا شعار ولا لافتة ولا

هتاف، والأمن مثل النمل (كثيرون جدًا) وعشرات ليس عشرات قطعًا مئات وهؤلاء الواضحون [أنهم

عناصر] أمن، والذين غير واضحين [بينهم] الداخل على محل فلافل ومختفٍ لا نعرف، لكن الأمن يملأ

المنطقة، وحين رأينا [ذلك] لم نتراجع ولم ننسحب ولكن ليس في مخيلتنا أنَّه ماذا أفعل؟ هل أُطلق

صرخة أو يأتي أحد ليقول أمامي وأمشي وراءه؟ لا أعرف، ونحن أول مرة نعتاد في حياتنا أنك أنت

تقوم بمظاهرة، وحين ترى الأمن نقول: ما المشكلة؟ وسيحاوطنا (يحاصرنا) لن يفعل شيئًا، وأوصلنا

رسالتنا، رسالة المعتقلين، وسيدعوننا إلى فروع الأمن، ما كل يوم يدعوننا، وسنقول: نحن تظاهرنا

للإفراج عن المعتقلين. 

وأصبحت الساعة الواحدة والنصف ونحن نتسكّع وبعضنا أكل سندويشة فلافل من مكان قريب لعله

يأتي أحد، وأنتظر، لا يوجد شيء، والسكرتيرة نسرين تدقّ تتصل بي وتقول: دكتور لديك مرضى

ويجب أن تأتي، وأقول: سآتي، ولم يحصل شيء، ورجعنا وهنا رجعنا لنفس الشعور الذي تحدثت عنه

قبل قليل، دعوى لناشطين على فيسبوك يبدو [أنها] لن تنجح ونكرّر المكرّر، لا يوجد شيء، والأمن

على قدنا (أكثر منا) عشر مرات، والناس ليس هناك ثقة بينها وممكن الدعوى لم تصل للكل ولا أعرف

من تصله، وصلتني الدعوى أن أحدًا من الشباب من الممرضين ن.ع يتكلم معي وقال: سمعت أنَّ

هناك وقفة أمام السرايا من أجل الأطفال، وهو يبلّغني غالبًا ولكن بطريقة غير مباشرة من أجل ألّا

يسجّل على نفسه أنه أخبرني، ورجعنا مكسورين ومرتاحين، والحل؟ نحن صرنا في 15/ 3 ولا يوجد

شيء، وهناك شباب ذهبوا إلى دمشق من صورة، من علما، من قرى أخرى أيضًا، وأنا أتكلم عن الجو

الذي أنا فيه أيضًا ذهبوا، أضع الأخبار، لا يوجد شيء، وهذا يوم 15 آذار/ مارس.

بعدها قالوا إنَّ الأهالي يريدون أن يذهبوا إلى المحافظ مجددًا ويَدْعُون لإطلاق سراح المعتقلين، عسى

أن تكون هذه المرة أكثر نضجًا من سابقاتها، وسمعت أنهم راحوا وكان ن.ع شب زكرتي (شجاع) من

البلد يأتيني بالأخبار بالتفصيل المُملّ، وأنا أوزّعها لشبابنا في الحراك ودرعا وفي علما، وليس على

التلفون قطعًا، وكل شخص أعطيه الخبر في الوقت الموجود معه، وهذا بشكل يومي، وكل يوم لديّ

عيادتي الصبح في المشفى، وشبابنا في درعا تمام وعيادتي المساء في الحراك تمام، وأنا ذاهب من

درعا إلى الحراك إلى بيتي، قريتي على الطريق وأنزل أرى الشباب أخبرهم، وهم نفس الشيء ماذا

لديهم أخبار ينقلونها لنا والكل متحمّس وينتظر.

وبعدما المحافظ لم يستجب لهم قرّر الشباب - أعني أهالي المعتقلين المباشرين ومن حولهم - أننا يجب

أن نذهب إلى دمشق ونحاول بشتى الوسائل، وهذا عاطف نجيب عامل نفسه دولة ونحاول بشتى

الوسائل، إما اتصالات رسمية مع الدولة أو إذا يوجد نشاط نقوم به في دمشق، وصار في يوجد

محاولات في دمشق من أجل المعتقلين والسياسيين ونحن نرفع لافتات: نريد أولادنا إذا يوجد أي حركة

في دمشق، وطبعًا الجمعة التي قبل 15 آذار/ مارس كنا نقول: هذه الجمعة يعني جمعة 11/ 3 (12 /

3- المحرر) ستخرج وأكيد ستخرج، ويوجد ناس وضعوا على الفيسبوك ولكن أعداد قليلة، دعوى أنا

رأيتها أنه: يا شباب درعا إلى متى السكوت؟ والى متى قبول المذلّة والإهانة؟ وهذا الوضع لا يُحتمل،

وقرار بعد قرار وإهانة بعد إهانة وصار يوجد كتابات بأنَّ هناك شيئًا في درعا وليست باسم صريح

ولذلك كان يوجد تفسيرات: من هذا الذي قام بالدعوات؟ ربما الأمن وهو يعمل ذلك ليرى من سيأتي؟

ويمكن نحن [في] وقتها لو ذهبنا إلى ساحة السرايا يمكن لو اقتربنا ودخلنا إلى الساحة أكثر يمسكنا،

ويوجد دعوات ولكن غير موثوقة المصدر، لأنَّه لا أحد يستطيع أن يعلن عن اسمه تمامًا، ولكن في

الأحاديث البينيّة صار [يوجد إصرار] أكثر أننا سنخرج، ونحن جلسنا الشباب الأربعة [أو] الخمسة

الأطباء في درعا ي.أ و م .أ و ن.أ و ع. أ و ي. أ .. (ينطق الشاهد بالأحرف الأولى والأخيرة من أسماء الاشخاص- المحرر) أنَّه: أخي أي ماذا نعمل؟ وهذا بعد ما رجعنا من

15 آذار/ مارس أمام السرايا التي لم تتم، وجلسنا مساء ما بعد الساعة 4 وأنَّه: ما العمل؟ وتوصّلنا

لخلاصات أنَّ الأمن لديه خبر، والطريق التقليدي لن ينجح وأقصد به نشطاء سياسيون يدعون للتظاهر

في ساحة معنيّة وترون الأمور كيف، ويمكن لو صار شيء بعيد عن المركز فنحن لا نعرف، وكنا

دكاترة نناقش بعضنا وبعد ذلك تحصل مشاركة واسعة وليس اثنين ثلاثة أربعة، وحتى لو سمحوا لنا

بالتظاهر، وبدأت الأفكار تميل نحو الشعب أكثر ولم يكن ذلك المصطلح، الشعب، في ذلك الوقت، وهذه

المصطلحات السياسية لم تكن حاضرة في رؤوسنا وكنا نقول: الناس، ونقول: خلّي (اترك) الناس تتكلم،

وأين أفضل تجمّع؟ والناس يتجمعّون فيه غصبًا عن الدولة وعن فروع الأمن ويأتون في ساعة محددة

والكل الصغير والكبير والذي يريد الثورة والذي لا يريد، أين؟ كان الجامع والجنوح نحو الجامع لم يكن

لما روّج له النظام لا إمارة سلفية ولا إسلامية ولا يحزنون، وكل الحراكات في سورية استنسخت نفس

التفكير أننا نريد تجمّعًا كبيرًا حتميًا، ليس بحاجة لدعوات، ولا يستطيع الأمن أن يمنعه مثلما يمنع تجمع

10 أو 15 ناشطًا سياسيًا في مكان ما، وبدأت تلك الفكرة تأخذ طريقها إلى العقول، ومثلما نحن فكّرنا

أيضًا غيرنا فكّر بنفس الطريقة، وبدأنا نشمّ (نشعر) أنَّ تلك الجمعة ستخرج مظاهرة والوضع لا يُحتمل

وأخذنا كل جملة من مصدر وأحدهم قال إنَّه في الجامع العمري وسيخرج شباب غالبًا من العمري

(الجامع العمري)، ونفس الذي كان مخطّطًا في ساحة السرايا دعوة لإخراج المعتقلين والحرية وهذا

الكلام، وجاءنا مصدر آخر وقالك جامع الشيخ محمد عبد العزيز أبا زيد، وهو جامع الشيخ عبد العزيز

ويخطب به ابنه الشيخ محمد، شيخ من أفاضل الناس من كرام أهل درعا وتُرفع له القبعة وكان يخطب

فيه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/31

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السوريةالتعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/130-16/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2-3/2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-علمامحافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-مدينة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في السويداء 217

فرع الأمن العسكري في السويداء 217

فرع الأمن السياسي في درعا

فرع الأمن السياسي في درعا

الشهادات المرتبطة