جماعة الإخوان (المسلمين) التي هي أكثر تنظيمًا وأكثر أشخاص لديهم كوادر، وكانوا موجودين في سورية، وكل الناس يعرفون ما حصل معهم في عام 1982، واستمر حزب الإخوان بكوادره، وبدؤوا يجمعون أنفسهم، وبدؤوا يشكلون جماعات لزيادة الطاقم الذي يعمل معهم، وبدؤوا يحضرون أشخاصًا محسوبين على..، يعني هم بنفسهم الدخول (لديهم الرغبة بالدخول) على هذا التيار، وبدؤوا يأخذون صالات ليقيموا فيها تجمعات دعمًا للثورة السورية، في الداخل لم توجد، أغلبه كان في الخارج وبكل الدول، الأنشطة الجماعية لم تكن تحت شعار "الإخوان"، على اعتبار أننا نقول: هم أشخاص منظمون وعندهم إمكانيات لأنهم موجودون في أوروبا وعندهم نشاطات تجارية، ولهم ارتباطاتهم، وبحكم هذه الارتباطات وبحكم هذا النشاط والإمكانية المالية كانت عندهم إمكانية أن يستأجروا قاعات في الفنادق، ويتحدثوا فيها عن الثورة، ويجمعون تبرعات للمناطق وخصوصًا أننا كنا في تلك الأيام بحاجة إلى المواد الطبية، وموضوع رفع اللافتات والمشاركة في المظاهرات كنا نقوم به كدور إعلامي، ولكنك عندما تدخل بأنك بحاجة لمكان وأجهزة، الطب ليس إبرة وخيطًا، وأصبحت اليوم بحاجة لأدوية، ولا تستطيع [أن] تقرر كمية الجرحى التي لديك كل يوم، وأصبح ليس فقط يوم الجمعة [للتظاهر]. والشبيحة وهجوم النظام على بعض المناطق كانت المظاهرة تحدث يوم الجمعة، فُيجرح من يُجرح، ويُقتل من يُقتل، ويكمل في اليوم الثاني باتجاه المناطق التي كانت تخرج فيها مظاهرات، ويقوم بواجبه، فكان يسقط لدينا جرحى كثيرون. وبدأت تنسيقيات أوروبا، وبدأت المظاهرات تخرج في أوروبا، والناشطون يتجمعون، ولكن جماعة "الإخوان" كانوا الأنشط وكانوا الكتلة الأكبر والمجموعة الأكثر تنظيمًا بصراحة، وكان بإمكانهم أن يؤثروا في المشهد، وبرزت كوادرهم يومها بشكل بارز، وبدأت تتفاعل مع الداخل كونهم غير موجودين إلا بالعناصر غير الظاهرة، هذا كان دورهم.