الانتفاضة في أرياف حلب ضد نظام الأسد.. البداية وأول قتل بالرصاص الحي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:19:12
طبعًا هنا بعد محاولات عديدة للخروج في حلب أصبح يوجد نوع من الخوف من الذهاب إلى حلب، وأصبح الناس يقولون: إنه يجب أن نخرج في مناطقنا، يعني عندما أذهب إلى حلب إما يحصل اعتقال أو ملاحقة، وأنت لست في مدينتك حتى تعرف كيف تختبئ في شوارعها، وأنا أحد الأشخاص أخذت قرارًا أنني لن أذهب إلى حلب، وهنا بدأت تخرج مظاهرات في مارع وتل رفعت واعزاز في هذا المثلث، وهنا أصبح الخيار بالخروج معهم، وطبعًا بدأت المظاهرات في شهر أيار/ مايو في مارع وتل رفعت واعزاز، وطبعًا المظاهرات تعرضت لقمع شديد -المظاهرات الأولى- وأتذكر أول شهيد في اعزاز وفي مارع حصل اقتحام للمظاهرة وحصل اقتحام أمني كبير، وتم ضرب الناس واعتقالهم.
وفي تل رفعت أتذكر [أنه] حصل قمع للمظاهرة وسقط أول شهيد في الثورة بالريف الشمالي كان من تل رفعت سقط على يد الأمن، وأنت عندما تسمع كلمة شهيد فهذا شيء كبير وبالنسبة لنا أصبح يوجد دم ولا توجد عودة، ويجب أن ننتفض، وكلمة شهيد والآن بعد كثرة الدم والقتل فإن قيمة الشهادة فقدت رمزيتها كمصطلح عندنا، ولكن في بداية الثورة كان عندما يسقط شهيد فإن كل الناس تبكي ونحن نبكي أنه قُتل من تل رفعت، والأمن قتل شخصًا من تل رفعت، ونحن كلنا نبكي، وهنا بدأنا ننتفض في مناطقنا ومع ذلك كان يوجد أشخاص لديهم إصرار أنه يجب الذهاب إلى المدينة حتى نساعد أهل المدينة، والضغط الأمني كبير في المدينة وهناك يمكنك إبعاد الشبهة عن نفسك، ومن كان يخاف من التظاهر في الريف كان يذهب إلى المدينة. وطبعًا حصلت مظاهرات في اعزاز وتل رفعت ومارع وفي الباب والريف الشرقي وفي عندان ورتيان وحتى نحن عندما خرجنا في قريتنا لم يصدق الأمن وحتى الأمن لم يسمع بهذه القرية الضائعة بين أشجار الزيتون اسمها رتيان، وفعلًا عندما بدأ يصل الأمن العسكري يقولون: أين هي رتيان؟ وفي البداية ظنوا أنها رجل أو امرأة وهذا الأمر بدأ يستهزئ به الحزبيون ويقولون: إن الأمن يظنون أنكم امرأة.
ونحن كانت أول مظاهرة بالنسبة لنا في 17 حزيران/ يونيو بعد مارع وتل رفعت واعزاز وعندان، وعندان كانت قبلنا بأسبوع، وطبعًا هنا نحن خلال الذهاب إلى البلد أصبحنا نعرف المعارض والذي يريد الثورة، وعندما نركب في الباص أصبحنا نعرف فلانًا وفلانًا، وفي يوم الجمعة إلى أين أنت ذاهب، وأكيد ليس لديك عمل، وقبل الصلاة الساعة 9:00، وبالأساس نحن في يوم الجمعة عندنا نحن كأهل قرية، يوم الجمعة هو يوم راحة في القرية، ونلعب كرة القدم وتجتمع الناس في القرية ولا أحد يذهب إلى البلد في يوم الجمعة إطلاقًا، ولكن في يوم الجمعة أصبحت الباصات تعمل أكثر من قبل يوم الجمعة، وأصبحنا نعرف أن فلانًا سوف يخرج ثورة وعائلة فلان سوف تخرج في الثورة، وأصبحنا نتكلم بأسماء العائلات، وطبعًا نتكلم بأسماء أفراد فقط، وأصبح لدينا يقين أننا إذا خرجنا في مظاهرة سوف يكون العدد جيدًا، وفعلًا خرجنا أول مظاهرة أكثر من 120 شخصًا؛ أعتقد 117 إلى 120 شخصًا كانت أول مظاهرة.
يوجد شيء عندنا اسمه "طجت لعبت" (مصطلح شعبي) والمظاهرة حصلت "طجت لعبت" ولكن نحن طرحنا مبادرة أننا يجب أن نخرج في قريتنا ويكفي مارع وعندان، وعلينا أن نخرج وأين هي المشكلة، ودعوا الأمن يأتي إلينا حتى نخفف عن القرى، ويجب على الأمن أن يتبعثر ويتشتت، وأنا كنت من الداعين [إلى] أن نخرج في القرية وكنت من المنظمين لها، وكنا الذين نظمناها 6 أشخاص ولكن لنا كبير وهو ابن عمي اسمه أحمد، وطبعًا هذا الكبير ونحن سميناه كبير المظاهرة في تلك الفترة، وطبعًا هو كبير بالعمر أيضًا، وذهبنا إليه قبل الصلاة في يوم الجمعة وكنا في تلك الفترة قد قررنا أن نخرج في مظاهرة في عندان في يوم الخميس، فاتفقنا بشكل سريع أنه غدًا سوف نخرج هنا ويجب أن نخرج واتفقنا -5 أشخاص من الأقارب والأصدقاء- وذهبنا حتى نشاور الكبير وقلنا له: يا أبا دياب، نحن نريد أن نخرج في مظاهرة ونريد أن يكون معنا شخص كبير، والكبير دائمًا في القرية له رمزية خاصة.
وطبعًا في تلك الفترة أنا كان عمري 24 سنة؛ يعني في مفهوم أهل القرية أنا لا أزال ولدًا، فأيدنا وقال: أنا جاهز، وحتى الآن أتذكر أنه كان يمد الماء وحمل الخرطوم الأخضر وقال: من سوف يتكلم معكم سوف أكسر رأسه بهذا الخرطوم، وهو أنبوب بلاستيكي لونه أخضر، فصلينا، والأمر المضحك أننا بعد صلاة الجمعة وجدنا الكثير من الأحذية بسبب الخوف، لأن الناس تركوا أحذيتهم وهربوا بسبب الخوف، وطبعًا بعد أن صلينا خرجنا من المسجد وعندي أحد أبناء عمي طبعًا ذهب مع "داعش" بعدها وقُتل، وهو الذي صاح: "تكبير" وهو كان أول من صاح: "تكبير" وأصبحنا نكبر خلفه، وطبعًا صاح: "تكبير" وخرج من المسجد ونحن كنا لا نزال في المسجد وبدأنا نصيح: الله أكبر، ثم خرجنا.
وابن عمي الذي وعدنا أن يخرج معنا خرج أول الاشخاص ووقف على باب المسجد، وكان ينتظر أن يتم الاعتداء علينا، وطبعًا لن يتكلم أحد معنا لأننا نحن متأكدون أنه يوجد أشخاص من كل الطوائف سوف تشارك: تكبير الله اكبر، وطبعًا لأنها أول مظاهرة في القرية فإن الصوت [كان عاليًا جدًّا] ونصرخ من داخل المعدة (من الأعماق) وأنا بقيت بعدها 10 أيام حتى عاد صوتي وليس فقط أنا وإنما الجميع.
والمظاهرة استمرت تقريبًا ساعة، لأننا كنا متحمسين ونذهب ونعود في نفس الشارع، وشارك معنا تقريبًا 120 شخصًا، وشاركت نسبة ضخمة من أهل القرية، وطبعًا عندما كبرنا يوجد أشخاص خافوا وهربوا والعجائز الذين عاشوا الثمانينات تركوا أحذيتهم في المسجد وهربوا.
والمضحك أننا بعد أن انتهينا من المظاهرة ذهبنا إلى المسجد حتى نغتسل، فوجدنا الكثير من الأحذية وكنا نظن أنها بدأت صلاة العصر فنظرنا ولكن لا يوجد أحد، وعرفنا بعدها أنهم تركوا أحذيتهم وهربوا؛ الكبار في العمر الذين ضبعهم (قمعهم) حافظ الأسد وطبعًا معهم الحق والذي رأوه في الثمانينات كان شيئًا مرعبًا، فكانت أول مظاهرة بالنسبة لنا وخرجنا وكسرنا السفن وعبرنا إلى شاطئ الحرية، وأصبح بيننا وبين النظام عداوة خاصة وانتشرت أسماؤنا في القرية أننا خرجنا في مظاهرة وأصبح موضوع النزول إلى المدينة خطًّا أحمر ولم يعد بإمكاننا الذهاب إلى المدينة.
في شهر أيار/ مايو وصلنا إلى اعزاز كانت المظاهرة في نهايتها، يعني انا أُعتبر أنني شاركت فيها وبعد أن تم فضها ذهبنا من طريق حاجز الشط، وكان يوجد حاجز طيار نصبه النظام على طريق منغ، وأثناء عودتنا في هذا الطريق كان يوجد رجل وزوجته على دراجة نارية والطقس حار جًّدا وقال: إنه يوجد حاجز أمامكم فلا تذهبوا، ونحن تلقائيًّا عدنا وغيرنا طريقنا وذهبنا من طريق مرعناز القرية، ولكننا شاركنا في نهاية المظاهرة، وأُعتبر أنني شاركت فيها، ولكن أول محاولة كانت في شهر نيسان/ أبريل في حلب في بداية شهر نيسان/ أبريل، والمظاهرة الأولى التي خرجت فيها من كل قلبي كانت في رتيان التي صحنا فيها من كل قلبنا واستمتعنا فيها وكانت لمده أكثر من ساعة تقريبًا.
ذهبنا إلى جامع صلاح الدين وهنا أصبح يوجد شيء اسمه "تنسيقية آزادي" ولكن المهم أنه أصبح يوجد شيء اسمه تنسيقية بين العرب والأكراد، وعندنا شاب من أصدقائنا له تواصل مع هذه التنسيقية، فجاءنا خبر أن أهل كوباني سوف يتظاهرون في مسجد صلاح الدين في الأشرفية، ودعانا للذهاب إلى هناك، وطبعًا هذا الكلام أعتقد كان في شهر نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو وذهبنا إلى جامع صلاح الدين وجلسنا، وهنا يوجد فكاهة في الموضوع وعندما جلسنا في المسجد وقف شخصان ضخمان على باب المسجد وكان بجانبي ابن عمي فقلت له: إذا كبر أحد الاشخاص فأنا سوف أكفر، وأنا في تلك الفترة كنت أمزح يعني كان يوجد شخصان ضخمان وقلت له: إذا خرجت فسوف أضربك فوضعوا لنا شخصين على باب المسجد، وطبعًا هذان الشخصان لم يصلوا والأمن في الخارج منتشر في كل مكان والمظاهرة مخترقة بشكل كامل ولم تخرج مظاهرة ولم نستطع ثم خرجنا من المسجد واشترينا خضارًا وعدنا مباشرة إلى المنزل.
نحن هربنا الى الكروم، وأخذنا معنا الحنجرة المبحوحة وذهبنا إلى الكروم، ومن المستحيل أن تجلس في المنزل لأننا لا نريد أن يصيب البلاء أهلنا فهربنا الى الكروم وأصبحنا ننام في الكروم، وجاء الأمن ولم يعتقل أحدًا وجاء الامن وأعتقد أنه التقى مع رئيس الشعبة في يومها وأصبح يتحدث عن المطالب ولماذا خرجتم؟ وماذا ينقصكم؟ وقام بجولة في القرية ولم تحصل مداهمات ولا اعتقالات في تلك الفترة وغادر الأمن ولم يعتقل أحدًا، وهو لم يأت بالأصل حتى يعتقل وإنما قاموا بجولة في القرية وغادروا ولم يعتقلوا أحدًا، والتقوا مع رئيس شعبة الحزب وبدأوا يتحدثون: لماذا خرجتم؟ والقرية صغيرة وما هي مطالبكم؟ وفي تلك الفترة كانوا قدر الإمكان يحاولون تهدئة الناس ويسألون عن المطالب ويظنون أن الناس جائعون.
هنا بدأنا كل أسبوع نخرج مظاهرة في رتيان وليس فقط في النهار وإنما مظاهرة في الصباح ومظاهرة في المساء، وأصبح لدينا إدمان، وفي الصباح مظاهرة وفي المساء مظاهرة، ولا نترك يومًا، وحتى في الثلج نخرج ونجري طقوسًا خاصة بالمظاهرات، وأصبح يوجد شيء اسمه إدمان ثورة وإدمان تظاهر، وأصبحنا نخرج كل أسبوع ونخرج ليليات، وأصبحت الثورة تمشي بالدم وأنا قلت أنه من أول مظاهرة خرجنا فيها في القرية ونوينا عدم الذهاب إلى البلد قررنا التظاهر هنا.
عندما أقول عائلة دعبول لا أريد أن يفهم الناس أن جميع عائلة دعبول هم من الشبيحة، وإنما نحن نتحدث عن عائلة صغيرة من عائلة دعبول، ومن عائلة دعبول توجد نسبة كبيرة مع الثورة ومنها قادة في الثورة وقدموا شهداء، ولكن توجد عائلة صغيرة من أب واحد من عائلة دعبول هم الذين ذهبوا باتجاه التشبيح، وهذه العائلة بالأساس كان عليها دائمًا شبهات تخابر مع النظام والشيء المحير أن هؤلاء الناس كانوا تجار سلاح قبل الثورة، وكثيرًا ما يعتقلهم النظام ثم يخرجون ويعود ويعتقلهم بسبب السلاح ويخرجون، وكان لهم علاقات مع النظام ولكن النظام لديه الأفرع ولا يوجد تواصل بين بعضهم فيأتي اتصال من الفرع الفلاني أن فلانًا من عائلة دعبول يتاجر بالسلاح فيأتي الفرع ويعتقله فيخرجه الفرع الثاني ويقول: هذا من طرفنا، ونحن هكذا فيما بعد استنتجنا لأنهم كان لديهم علاقات مع النظام وسلحهم النظام وحتى أتوقع قبل شهر آب/ أغسطس قام بتسليحهم، لأننا اكتشفنا بعدها أنهم كانوا يذهبون ويقمعون المظاهرات في محافظات أخرى، واكتشفنا أنهم ذهبوا إلى حلب وحمص وهذا فيما بعد عندما أُلقي القبض على بعضهم واعترفوا أنهم ذهبوا إلى محافظات أخرى كشبيحة، وهذا قبل أن نخرج في القرية، وفي القرية أظهروا تشبيحهم بشكل علني، وكان أسوأ موقف عندما دخل الأمن إلى منازلنا وخرجوا في مسيرة مؤيدة مع الأمن ودخلوا الى منزل أحد أقربائي وكسروه، وهذه المسيرة أعتقد كانت في رمضان، وتجولوا في القرية في كل شوارعها ويصيحون: "بالروح بالدم"، وطبعًا نحن كنا هاربين إلى الكروم لأنه في يومها جاءت حملة كبيرة ولكن أيضًا لم تحصل مداهمات كثيرة واعتقلوا 4 أشخاص وبينهم شيخ القرية، ونحن طردناه لأنه شبيح مؤيد ووضعنا شيخًا من عندنا من القرية، وطبعًا هو أصبح شيخ الثورة وبعدها انضم الى "داعش" يعني هؤلاء الناس عندما أتذكرهم الآن يوجد شيء يعتصر في قلبي أنهم كانوا معنا في الثورة وشاركوا ولكن كيف بعدها انحرفوا مع "داعش" وعندما أتذكر هذا الشيخ وكيف كان يحرض وهو له مواقف كثيرة في بداية الثورة فاعتقلوه مع عدة اشخاص أعتقد 4 أشخاص ودخلوا إلى منزل أحد أقربائي أبناء عمي وحطموا منزله وهنا أعلنوا عداءهم لنا بشكل مطلق، وبعدها سوف يدفعون الثمن وفي مرحلة لاحقة سوف يعتقلهم "الجيش الحر" ويتم سجنهم ثم ينتقلون من السجن الى الرباعية التي شكلتها الفصائل ومن الرباعية هناك تأخذهم "داعش" وتعدمهم داعش.
طبعًا هو ليس فقط للخلاص من الشبيحة، وأصبح يوجد نوع من إرادة حمل السلاح ضد هذا النظام بسبب القمع الذي حصل والملاحقات والمداهمات والقذارة التي بدأ يقوم بها الشبيحة والمخبرون والعملاء، والناس طفح كيلها (نفد صبرها) والمجازر الدموية التي أصبحنا نراها في محافظات أخرى، والمجازر التي أصبحت تُرتكب حولنا، ونحن في الريف قد يكون لدينا هامش الهروب أكثر، وعندما تهرب إلى البساتين أو إلى قرية أخرى فأنت تنجو وقد لا تكون هذه القبضة الأمنية كما هي موجودة في المدن وفي المدن استفحل القتل أكثر، ولكن أصبح يوجد قرار حمل السلاح في هذه الفترة، ولكن السلاح الذي تم حمله هو سلاح ملك شخصي وكل شخص بدأ يخرج بندقيته أو بدأ يشتري بندقية يعني ملكًا شخصيًّا.
وأتذكر أنه أصبحت توجد تصفيات "مرحلة تصفية الشبيحة" وبدأنا نجد جثثًا في الكروم، وجثثًا على الطرقات لشبيحة، وأصبح الشبيحة يخافون، وهنا في هذه الفترة المخافر لم تعد تستطيع الخروج والمخافر قبل الثورة كانت تخرج ونحن في قريتنا حصلت في إحدى المرات جريمة قتل شخصين غريبين عن القرية، واتصلنا بالشرطة ولم يأتوا حتى يكتبوا ضبطًا لأنها حصلت جريمة قتل، ولكن لم يأت أحد
وفي هذه الفترة وأنا أتكلم قبل مرحلة التسليح وقتل الشبيحة، وأصبحت توجد مرحلة اغتيال للشبيحة، وفي هذه المرحلة الأمن والشرطة انقطعوا وأصبحت تأتي فروع الأمن من حلب يعني مثلًا شرطة نبل لم تعد تأتي، وأمن اعزاز لم يعد يأتي، والفروع التي كانت في المنطقة لم تعد تأتي وأصبحت تأتي مداهمات ضخمة تأتي من الخارج، وإذا تكلمنا عن المرحلة المسلحة أكثر فإنها مرحلة ثانية، ولكن في هذه المرحلة كانت أكثر سماتها هو اغتيال الشبيحة، والسلاح كان ملكًا فرديًّا.
عند السحور في تاريخ 4 رمضان في صباح اليوم الـ 4 وعند السحور أنا كنت مستيقظًا وأتسحر، وفجأة بدأت تأتي سيارات ووالدي كان قد خرج باتجاه المسجد قبل صلاة الفجر، ووالدي خرج حتى يذهب باتجاه المسجد ففتح الباب ثم أغلقه بسرعة، وقال: اهربوا، والأمن موجود في المنطقة، وهذا الهرب الذي هربته (قمت به) فضحني (وبخني) والدي بعدها وأنا اختبأت على شجرة تين وأمسكت الغصن وهذه الشجرة كان والدي يحبها كثيرًا والغصن كان رفيعًا قليلًا ويميل بي إلى الأسفل، وهنا والدي لم يذهب إلى الجامع وقال لي: انزل وإلا سوف أحضر الأمن إليك، وهو خاف على الشجرة، وطبعًا أنا بسبب الخوف لم أعرف إلى أين سوف أذهب، وليس لي إلا الشجرة فاختبأت فيها، ولم يداهموا منزلنا ولكن اقتحمت 50 سيارة واعتقلوا في يومها أكثر من 10 شباب وهم لم يقتحموا منزلنا، وأيضًا لم يقتحموا منازل الكثير من الناس لأنها كانت توجد مشكلة في تل رفعت، وفي تل رفعت قاومهم أهلها تل رفعت وحصلت معهم مشكلة فطلبوهم مؤازرة باتجاه تل رفعت فاكتفوا فقط بالذين دخلوا إليهم واعتقلوهم وكانوا تقريبًا 10 شباب وطبعًا هذه كانت أكبر دورية تأتي إلى القرية، وهي دورية مشتركة من كل الفروع؛ من الأمن العسكري والأمن الجنائي والجوية وأمن الدولة يعني مشتركة من الجميع، وأخذوا أكثر من 10 أشخاص من بينهم أبناء عمي وأغلبهم كانوا أقربائي وشخصان أخوان من أبناء عمي ومن بينهم أحمد صاحب الأنبوب الأخضر وهو تعرض للضرب كثيرًا بأنبوب أخضر في الفرع.
خرج الشبيحة والأمن، وأيضًا كانت دورية مشتركة، وفي يومها اعتقلوا الشيخ ومعه 4 أشخاص وخرجوا في مسيرة وتجولوا في القرية واستمروا أكثر من ساعة، وكانوا يصرخون ويشتموننا ولم يتركوا علينا كلمة (كناية عن الشتم) ويشتموننا بالأعراض وكلامًا جدًّا سيئًا وإطلاق رصاص يعني ترويع للناس وطبعًا نحن بالنسبة لنا كنا هاربين في الكروم ولكن هذا كان أكثر موقف نحقد فيه على الشبيحة وهذا الموقف هو الذي جعلنا نقول: إن هؤلاء الشبيحة أخذوا موقفًا مع النظام وهنا حسمنا موقفنا مع الشبيحة بالمطلق، وكانت هذه المسيرة كانت حرق كرت (بطاقة) لعائلة دعبول (كناية عن افتضاح أمرهم) كشبيحة يعني كان يوجد أمل أن يصلحوا ولكن هنا انتهى وخصوصًا أنهم بدأوا يشتمون الأعراض كثيرًا وإطلاق الرصاص وترويع الناس.
عندما جاء الأمن وخرجوا مسيرة مؤيدة وهجموا على منزل ابن عمي عبد الغفار -تقبله الله- الذي قتلته "داعش" فيما بعد، فهجموا على منزله وكسروا منزله وشتموه وشتموا طائفتنا خصوصًا، وهذا الكلام سمعته وهم عندما اتجهوا نحو منزله مباشرة لأنه كان لديهم ثأر شخصي معه، وهذا الكلام الذي سمعته أنهم شتموا طائفتنا وهذا لا أنساه، وفي تلك الفترة قد تتقبل شتيمة على طائفتك في سبيل الثورة، ولكن أنت كابن قرية يعني هذا شيء كبير، ونحن كطائفة كنا محبوبين في القرية وكل القرية تحبنا، ولكن أن تتلقى شتيمة من طائفة ثانية ومعهم الأمن والشرطة، وطبعًا بعدها نحن هربنا وقال أهلنا: اهربوا ماذا تفعلون؟ وهربنا باتجاه الكروم ولكن هذا الموقف أتذكره وسمعت شتيمة عائلة طحان بالتحديد.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/18
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في حلبكود الشهادة
SMI/OH/84-02/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/08/29
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-الأشرفيةمحافظة حلب-رتيانشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
فرع المخابرات الجوية في حلب / المنطقة الشمالية
فرع الأمن الجنائي في حلب
فرع الأمن العسكري في حلب 290