اعتقال ضابط والتفاوض مع جيش النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:19:06:11
يوم الأربعاء اجتمعنا مجموعة من الشباب لكي نخرج بمظاهرة يوم الجمعة، طبعًا نحن نجتمع قبل يومين لكي يتم التنسيق مع أكثر عدد من الشباب لنخرج بمظاهرة حاشدة والعدد مناسب وكبير، ورجعنا اجتمعنا أيضًا يوم الخميس، ونسقنا بين بعضنا نحن كشباب الذي عنده سيارة مثلًا يضعها بمحل فلان جانب المحل الفلاني، وسيارة مثلًا تكون أبعد بقليل نحن نأخذ احتياطاتنا يعني لأجل إذا كان جرى فيه علينا مثلًا ضرب رصاص أو صار شيء حدث تجاه [أحد] من الشباب يكون عندنا سيارات جاهزة لإسعافه، فهذا الحديث كله نسقنا يوم الخميس، واتفقنا على أن الكل تكون الصلاة بمسجد عبيد الرحمن الذي هو غربي مدينة تل رفعت الغربية بالحارة الغربية، وفعلًا الشباب كلهم أتوا هناك وصار فيه حشد كبير للمظاهرة، كان التاريخ 19 آب/ أغسطس 2011، طبعًا كنا منسقين لاسم المظاهرة التي كان اسمها "بشائر النصر" وخرجنا من المسجد التكبيرات وكنا كانت أغلب المظاهرات نمشيها مشيًا يعني ما تكون ثابتة، مشينا بأعداد مناسبة كبيرة الحمد لله رب العالمين نتفاجأ بالأمن العسكري، وصلنا خبر يعني أن الأمن العسكري في الضيعة انتبهوا، فنحن أخذنا احتياطاتنا يعني والشباب كلها على قلب واحد كلمة واحدة ولا نتراجع ومهما جرى علينا يعني حتى لو يضربوننا بالرصاص نحن ثابتون بإذن الله تعالى، وفعلًا ذاك اليوم أتت حملة شرسة، كان يوجد باصان عددهم كبير وحاولوا أن يفرقوا المظاهرة، أولًا يعني أتوا شيئًا فشيئًا بدأوا يضربوننا بقنابل الغازات المسيلة للدموع، نحن طبعًا عزل ليس معنا شيء، بصدورنا، أكثر شيء [ممكن أن نضرب به هو] بالحجارة يعني نحن بالحجارة وهم بالرصاص، قاومناهم فترة يعني ربما نصف ساعة ونحن نقاوم، هم يضربوننا بالغازات المسيلة للدموع، نحن هنا عندنا معلومات لأجل أن لا أحد يغمى عليه أو يقع على الأرض، فكان من الشباب يذهبون الناس يحضرون بصلًا نكسر بصل للذي مثلًا تضايق نضعه له على أنفه يصحو، هناك غازات مثلًا كازوز، بعد ذلك صار يعني يضربوننا بشدة صار عندنا إصابات والفضل لله تمكنا منهم وأسرنا العساكر جميعهم، في أناس طبعًا عملنا خطة بعض الأناس التفت عليهم التفافًا من الخلف من على اليمين من على اليسار فارتبكوا حتى بعضهم انهزموا (هربوا) قسم جيد انهزم والذي لم ينهزم اعتقلناهم، اعتقلنا بحدود الـ 35 عسكريًا وكان معهم ضابط رائد، الرائد وضعناه بالسيارة وأخذناه على منطقة بعيدة قليلًا، طبعًا الهدف من اعتقال الضابط منفردًا لوحده نعرف أن جاء لاقتحام تل رفعت عدد كبير أتوا لاقتحام تل رفعت يعني، فنحن صار معنا ورقة ضغط نفاوض بها هذا الضابط، أن الجيش ما يدخل على تل رفعت، أخذنا الضابط وكان يوجد كبار الضيعة في مجموعة من الشباب كانوا ينسقون مع أفرع الأمن مخابرات أمن الدولة بالنسبة إلى المظاهرات، هؤلاء كانوا الأفرع مثلًا يطالبونهم أنه نحن نطلب منكم مساعدة أن تذهبوا مثلًا في ضياعكم في مدنكم توقفوا لنا المظاهرة، أو لا تتركوا الناس يخرجون مظاهرة، فهنا ما كانوا يعني يستطيعون أن يقولوا لهم نعم لا نستطيع، كانوا يقولون لهم: تكرموا (طلبكم مجاب)، بنفس الوقت يأتون إلينا ويقولون لنا اطلعوا، يعني لأنهم يستدعونهم لكي يمنعوننا أن نطلع مظاهرة، فنحن بالصدفة كان الضابط الذي أمسكناه اعتقدناه يعرف واحدًا من الكبار الذين كان يذهب إليهم، تعرفوا على بعضهم وعن طريقه تم التفاوض مع الجيش فقالوا: ما طلباتكم؟ قلنا لهم: نحن لا نسلمكم إياه حتى الجيش يرجع لحلب، كان هنا الجيش وصل دير جميل طبعًا لما سمع باعتقال الأمن الذي جاء كله مع أسر الضابط لأنه وقف وصار عندهم خوف، يعني وتفاوضنا مع الضابط حتى يرجع الجيش لدوار الليرمون عن طريقة الكبار والحمد لله رب العالمين، الجيش رجع، بالأول قالوا لنا: رجعنا ونريده، فكان نحن لدينا عيون (مخبرين) يعني وضعنا مثلًا أناسًا في دير جميل شبابًا مثلًا في المفرقة زيارة يعطوننا أخبارًا؛ أين أصبحوا بالضبط، فليس عندنا معلومات كافية يعني فلما يقولون لنا انتهى نحن رجعنا، قالوا لنا: لا ليس بعد أنتم موجودون بفلان محل، فنحن بقينا يعني حتى رجعوا لدوار الليرمون، لما رجعوا لدوار الليرمون وأمنا أن الجيش رجع؛ تم التفاوض مع الكبار وتم تسليم الضابط برتبة رائد، سلمناه أمام مستشفى بيت جميل كان يوجد شخصان لا نريد ذكر أسمائهم، كنت أنا صحبته معي بالسيارة وسلموه للجيش، طبعًا هنا الضابط عندما أسرناه كان متصاوبًا في يده، كانت يده مجروحة ووصل الخبر لأبي الضابط أنه أمسكه أهل تل رفعت وقطعوه إربًا، لما أُخبِر أبوه هكذا طبعًا صارت ضجة ودون أن يعرفوا هذا الكلام صحيح أم غير صحيح كيف، فسمحنا للابن الذي هو الضابط الرائد يتكلم مع أبيه بالتليفون عن طريق شخص من عندنا من تل رفعت، قال له: نحن أنا يا بابا بخير وبصحة جيدة حتى جروح يدي هؤلاء عالجوها لي، ونحن فعلًا ما أذيناه، نحن أبدًا، كنا طالعين سلميين، يعني مظاهراتنا كانت كلها سلمية، نحنا نطالب فقط كنا بإسقاط النظام، هؤلاء العساكر الشباب يعني الجيش مأمورون، اخرجوا مثلًا فضّوا المظاهرة عليهم أن يفضوها طبعًا هم الجيش من أين؟ هم كلهم يعني ابني وابن أخي وابن عمي وابن جارنا، كله يعني سوري وسني مأمور، يعني نحن أنا بالأخير تصير انشقاقات أكيد وصار الحمد لله رب العالمين انشقاقات، وانشقوا كلهم فما كنا نؤذي أحدًا يعني كنا الذي نعتقله ما نؤذيه لا نضربه لا نؤذيه أبدًا نهائيًا، وهذا الضابط إذا كان طيبًا (حيًا) لحد الآن يشهد أنه نحن لما أسرناه ما أسأنا له على الخالص، على الرغم أنه كان هو عنده لقاء قبل 15 يومًا، (قبل) أسبوعين عندنا في المركز الثقافي، حسنًا هو يحكي كلامًا ليس جيدًا، يعني كان فيه إساءات، ونحن رغم كل ذلك سمعنا منه لما اعتقلناه ما أذيناه بالعكس قدمنا له الضيافة وأطعمناه وضمدنا له الجروح كانت يده مجروحة قلت لك ضمدنا له إياها واتصل بالهاتف مع أبيه وقال له: أنا بصحة جيدة ويعاملونني معاملة جيدة وتم تسليمه وتفاوضنا ورجع الجيش، هذه المظاهرة كاملة السلاح الذي معهم والله بالضبط لا، لكن كان عدد العساكر الذي أعرفه 35 عسكريًا على الأغلب هو كل عسكري معه سلاحه، يعني أخذنا سلاحه وأعدناه لهم ضمن المفاوضات، نعم البنود هي أنه نحن نريد الخروج بمظاهرة ولا يجوز أن يأتوا ويقتحموا علينا ولا يجوز أن يؤذونا، ونحنا أحرار نريد الخروج بمظاهرات، وهم استجابوا لهذا الأمر هكذا طبعًا استجابوا لخوفهم من أن نصفي (نقتل) الضابط ونصفي العساكر، استجابوا للأمر هذا يعني نحن هذا الشرط الأول أنه ممنوع اقتحام تل رفعت حتى أرجعناهم لدوار الليرمون وبعده، هم طلبوا مثلًا: ما طلبكم، نحن نريد المعتقلين الذين اعتقلتموهم والضابط ممسوك عندكم، ما تريدوه نحن جاهزون، فنحن كان طلبنا أن نعلم قلت لك أتى عدد من الجيش كبير لاقتحام تل رفعت أن يرجعوا ولا يدخلوا تل رفعت، الله يتقبله كان الشهيد أحمد حومد أيضًا نحن طلعنا مظاهرة سلمية طلعنا المظاهرة من جامع عبد الله بن مسعود وتجولنا بالمظاهرة في الضيعة بقينا نجوبها دخلنا كثيرًا في الضيعة من المؤسسة لعند الحارة الشرقية ورجعنا مثلًا عند دوار الطاحون على دوار الطاحون كان المخفر وكان فيه كتيبة للأمن بالمخفر علمت أننا سنخرج مظاهرة، فهم مباشرة يعني يعرفون لأنه يوجد لهم شبيحة تخبرهم أننا لن نخرج مظاهرة فيخبرهم ليكونوا على أهبة الاستعداد، لما وقفنا على دوار الطاحون كانوا هم عند المخفر تم إطلاق النار من طرفهم على المتظاهرين علينا، تصاوب شخص في قدمه واستشهد أحمد حومد الله يتقبله وقتها يعني تعبنا كثيرًا ذاك اليوم، الأمن حاوط الحارة كلها يعني أغلب الشوارع، ترى كل رأس شارع فيه أربعة، خمسة، أو عشرة فنريد أن نسعف المصابين كذلك نذهب نرى في رأس الشارع يوجد جيش ويضربنا بالرصاص الحي، يعني أذكر الجريح حملته معي نقطع يعني مثل الأفلام يعني نقطع الشوارع يعني هكذا قليلًا نمد رأسنا لنرى إذا كانوا يروننا، أم لا خطف (بشكل خاطف)، نعم كان هناك نقاط طبية طبعًا سرية للغاية، يعني بحيث لا أحد يعلم بها إلا أشخاص معدودون، يعني كنا أشخاصًا معدودين لا نتجاوز العدد عشرة نعرف النقاط الطبية، طبعًا هذه نحن متفقون بين بعضنا من يتصاوب مثلًا لا يجوز لأحد أن يخبر لأنه إذا خبر أحد سيتأذى المريض والطبيب الذي يعالج الجريح، كنا نتعذب كتيرًا كتيرًا نتعذب (نواجه صعوبة) حتى نوصل الجريح للنقطة الطبية، أحيانًا نريد أن نغير له على الجرح فنضطر بالليل يعني كي يكون عتمة يكون الناس نائمين لئلا يكون أحد يرانا حتى نطلع على النقطة الطبية نغير له ونرجعه لبيت أهله، حتى بيت أهله ما بقينا نتركه في بيت أهله حتى لا يكشف أحد النقطة الطبية، وضعناه في بيت لوحده، كل ذلك من الخوف ومن الرعب، هذه الحادثة هذا الشخص تصاوب بظهره بطلق ناري بظهره قريبة على العمود الفقري وصار ينزف، وهذا أكثر شخص أتعبنا، يعني هذا وضعناه في بيت لوحده وضعناه في بيت وظل تقريبًا ثلاثة أيام، نعلق السيروم على الحائط بمسمار لا يوجد أسرة ولا أي شيء، عندنا، نحن بداية الثورة يعني ليس عندنا شيء عبارة عن يعني سيروم، إبر، مسكنات، الشاش، الضمادات، هي استطاعتنا يعني بالأول فينا نغير له يعني أو نحضر الممرض كان يوجد ممرضون يخدموننا كثيرًا، إما نحضرهم بالليل، أو نحضر لهم إياه في الليل نأخذه لعندهم، يعني على الأغلب نحضرهم هم لأنه كان نقله صعب، شبه يعني لا يستطيع أن يتحرك، كنا نحمل ونحمل في سيارتي، أنا كان عندي سيارة كيا ريو تاكسي، كنت أنقل المصابين ونشتغل أغلب الشغل، يعني ما كان يوجد [غير] سيارتي، وكان في أول الثورة طبعًا الأمن والجيش حاول بشتى الوسائل أن يأخذ الجثة فنحن بقينا مخبئينها ليوم، حاول بشتى الوسائل أن يعرف أين هي ليأخدها ووصل مع أهل الشهيد بمبالغ كبيرة أن المبلغ الذي تريدونه ضعوه، لكن لا توصلوا الخبر لوسائل الإعلام، نعطيكم بيتًا، نعطيكم سيارة، مبلغًا من المال، حسنًا أنا ذاك الوقت ربما أعطوه 500,000 ولا شيء كهذا، مبلغ ما أذكر والله بالضبط، يعني سامحني لكن أغروهم بفيلّا، أغروهم بسيارة [ولكنهم بقوا] مصرّين ألا يأخذوا شيئًا ولا يسلموا الجثة، أخفيناه أكيد أخفيناه في بيت، وطبعًا وضعنا عليه بوظ لكي لا يتأثر، تعرف أنت إذا كان المتوفى الشهيد ظل من دون براد يعني غير جيد، كنا نضعه في بيت ونضع عليه بوظ (ألواح جليد) وضعناها عليه وبقينا متمسكين برأينا ومع التنسيق مع أهله طبعًا أنه لا نسلم جثته للجيش.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/09/22
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حلبكود الشهادة
SMI/OH/180-02/
أجرى المقابلة
إدريس النايف
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
19/08/2011
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-الليرمونمحافظة حلب-تل رفعتشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام