الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التحالف الدولي ضد "داعش" وعملية "درع الفرات"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:05:03

طبعًا بعد سيطرة "تنظيم الدولة" وبعد اقتحام المدينة، ومن اليوم الأول استيقظ الناس على مشاهد الرؤوس المقطوعة ممن تم اعتقالهم من بعض عناصر الجيش الحر، وهذا الشيء ولّد حالة رعب كانت كفيلة بنشر الرعب في نفوس الناس، واستمرت "داعش" بهذا المنحى وبدأ التضييق على الناس وفرضت سطوتها بشكل كامل وأصبحت تتدخل في كل تفاصيل الحياة وأصبحت هي السلطة الآمرة الناهية، والناس حتى تلك اللحظة لم يكن لديها تصور كيف يمكن أن تصبح الأمور، ولكنهم صدموا جميعًا بهذا المظهر وقطع الرؤوس، وطبعًا أنا قبل تلك الفترة اضطررت للخروج لأنني كنت مطلوبًا للتنظيم، وأنا كنت في تلك الليلة في منبج وأنا كنت مقيمًا في تركيا قبل سبعة أشهر، حيث اضطررت للذهاب إلى أنقرة بحكم عملي في المجلس التركماني، ولكن الفكرة الأساسية كانت هي الخوف من الاعتقال من قبل "تنظيم الدولة"، وبعد السيطرة كان الموضوع بالنسبة لي قطعًا لا يمكن العودة، وأنا تلك الليلة دخلت وذهبت من منبج إلى الراعي ودخلت إلى الأراضي التركية ولكن من خلال الاتصال مع الأصدقاء والأهل شرحوا لي ممارسات التنظيم وتضييق التنظيم على الناس حتى أصبحت الحياة لا تُطاق، وكان يوجد شبه إجماع من الجميع أن "التنظيم" فاق كل التصورات، وبدأت موجات النزوح وجرابلس حتى تلك الفترة كانت مكان استقطاب للنازحين، فأصبحت طاردة للنازحين، وأهل المدينة بدأوا يتركون المدينة.

"التنظيم" في مرحلة لاحقة استفاد من التناقض الذي كان موجودًا في منطقة الشيوخ التي كانت مهددة من "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذي بدأ باستغلال الفرصة ومحاولة التنسيق مع بعض الفصائل التي انسحبت من جرابلس باتجاه السيطرة على الشيوخ، والشيوخ حتى تلك الفترة كانت خارج سيطرة الجهتين، وكان الخيار سيئًا عند الناس يعني إما "حزب الاتحاد الديمقراطي" أو "تنظيم الدولة"، وكان "التنظيم" أكثر قوة على مستوى الخلايا، واستطاع استغلال حالة فقدان التوازن عند الناس، وتم اقتحام ناحية الشيوخ وارتكاب مجزرة مروعة ببعض كوادر الجيش الحر وهذا تسبب بنوع من الخلل العشائري وخاصة بعد المجزرة التي ذهب ضحيتها حوالي 70 أو 80 شخصًا في ليلة واحدة في ناحية الشيوخ، وأغلب القتلى من أهل جرابلس من إحدى عائلات جرابلس الذين ينتمون إلى نفس العشيرة التي هي عشيرة الشيوخ، وأحدث هذا الشيء حالة فزع وخلل بنيوي ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمنه.

شخصيًا أنا كنت مسؤولًا عن بعض الكتائب، ولم يكن يوجد نوع يعني نحن بالنسبة لنا...، أنا بحكم عملي في المجلس التركماني كنت أقدم دعمًا لهذه الفصائل، لكتيبتين كانتا موجودتان في القرية من خلال السلاح والذخيرة، ومجمل المنطقة وبالتحديد مع هاتين الكتيبتين لم يكن لديهم مشكلة لا مع "التنظيم"، وليس للتنظيم حجة والشباب كانوا يقاتلون في حلب ولم يكن لهم مشاكل داخل المدينة، ولم يشاركوا حتى في القتال وأغلب الشباب كانوا موجودين في القتال في حلب، ولكن على الرغم من هذا الشيء لم يسمح التنظيم وطلب منهم السلاح واعتُقِل بعض الأشخاص لأجل تسليم السلاح، فاضطروا لتسليم السلاح، وهذا دفع الناس لترك العمل المسلح وجزء منهم هرب إلى تركيا خوفًا من الملاحقة، وهذا في البدايات وفي مرحلة لاحقة وبمجرد أن يتم ذكر كلمة الجيش الحر هذا يمكن أن يؤدي إلى قتلك، فاضطر الشباب للخروج من المدينة.

لم يكن من الصعب كثيرًا أن أدرك أنني مطلوب لسببين أساسيين، وهو عملي كصحفي؛ وكنت لا أزال أعمل في أورينت، بالإضافة لعملي في المجلس التركماني، وهم كانوا ينظرون إلى كل تشكيلات المعارضة أنهم كفرة.

ذكر لي أحد الأشخاص وأوصل لي معلومة أنه يوجد مجموعة من الأشخاص من الذين بايعوا "التنظيم"، وبالتحديد محمد الجاسم وهو أوصل لي رسالة غير مباشرة أنْ اِذهب إلى تركيا، ولم يعد بإمكاني التغطية عليك وأنت مطلوب للدولة، وهذا قبل سيطرة "التنظيم" وفي مرحلة مبكرة، وأنا أصبحت أرى حالات الاعتقال التي كانت تتم لصحفيي وشباب أورينت وفي مرحلة ثانية تم اعتقال وغالبًا تمت تصفية قادة أحد الألوية الذي كان يوجد صلة قربى بيني وبينه وهو محمد كنج، وهو كان يُعتبر من أهم وأقوى لواء كان موجودًا في المنطقة والتهمة أنه يعمل مع المجلس التركماني، وكل هذه الأمور كانت واضحة وكفيلة أن أعرف أنني مطلوب، وفي مرحلة ثانية أخذوا منزل أهلي واستولوا عليه، وتواصل معي أحدهم وهو من الكتائب التي كنت أنا مسؤولًا عنها وهو بايع "التنظيم" فيما بعد، وقال لي: لا تأت، يعني كان يوجد علاقة بين الناس وكانت تصلك المعلومات وهي كفيلة أن تكون حذرًا.

"التنظيم" كما ذكرت دخل في معركة لاحقة في عين العرب، ومحاولة اقتحام عين العرب، وبدأ تدخل التحالف الدولي، واستمرت سلسلة المعارك هذه في عين العرب وتكبد التنظيم خسائر فادحة، و"التنظيم" خلال معارك عين العرب ومن ثم الرقة ومنبج والعراق تكبد خسائر فادحة، يعني أنا أعرف من خلال العناصر؛ يعني أقل شيء عناصر أولاد البلد علمت أن "التنظيم" شبه أُبيد، يعني التنظيم خسر 80% أو 70% من قوته بعد تدخل التحالف مع طول المدة، وهذا ما سهل بحسب رأيي دخول الجيش الحر في بداية تشكيل الجيش الوطني ودرع الفرات، وكانت "التنظيم" غير قادر على ملء كل هذا الفراغ، ومدينة جرابلس هي مدينة صغيرة.

طبعًا "التنظيم" استمر بالسيطرة على جرابلس إلى شهر آب من عام 2016 إلى انطلاق معركة درع الفرات.

"التنظيم" كما ذكرت خسر كتلة بشرية هائلة من خلال المعارك المفتوحة على كل الجبهات.

مدينة جرابلس هي مدينة صغيرة وقريبة من الحدود يعني بالإمكان القصف بسهولة من داخل الأراضي التركية و"التنظيم" أدرك أن المعركة خاسرة بكل المقاييس، ومن جهة الجنوب كانت قوات حزب الاتحاد الديمقراطي التي تحولت لاحقًا إلى "قسد" بدأت تتقدم بعد أن سيطرت على منبج بدأت تتقدم باتجاه نهر الساجور واجتازت نهر الساجور الذي هو كان يشكل الحدود الإدارية بين جرابلس ومنبج، يعني جنوب جرابلس وشمال منبج، واجتازوا المنطقة وأنا كنت أتواصل من خلال الأصدقاء والأهالي أن حزب الاتحاد تجاوز الساجور وبدأ يتقدم باتجاه مدينة جرابلس من جهة الجنوب، وبنفس الوقت الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني تقدموا وانسحب التنظيم من جرابلس ولم تحدث معارك حقيقية.

"التنظيم" كما ذكرت بدأ بالانسحاب وسحب عناصره ومدافعه وتسليحه باتجاه الباب، وحدثت المعركة الأساسية وكان التنظيم واضحًا أنه يريد القتال في مدينة كبيرة مثل الباب بحكم حجم المدينة وبعدها عن خطوط الإمداد التركية، ولكن في جرابلس لم يكن لديه هذا الشيء، وفي هذا الوقت قريتي التي هي قرية العمارنة هي واقعة في المنتصف، يعني إذا قلنا إن جيش حزب الاتحاد الديمقراطي يتقدم باتجاه الساجور باتجاه الشمال وقوات الجيش الوطني تتقدم من الشمال باتجاه الجنوب وأنا قريتي في المنتصف؛ وأنا كنت أتواصل مع الأهالي والناس والأهل وأختي هناك وأخوالي وأطلب منهم إخلاء القرية فقالوا إنه دخل إلينا الأكراد وسيطروا على القرية يعني انسحب التنظيم والجبهة كانت عريضة من طرف الحدود، وهي تمتد من الراعي إلى جرابلس ويمشطون باتجاه هذه المنطقة، والأكراد استغلوا حالة الفراغ وتقدموا في كل هذه المنطقة ووصلوا بالتحديد إلى قريتنا التي هي في المنتصف وانتشروا في القرية، وجاء الجيش الحر حتى يتقدم ويأخذ القرية فتفاجؤوا بوجودهم فحصل إطلاق نار، وطبعًا من خلال الاتصالات علموا أنهم موجودون في المنطقة وتم طلب إخلاء المنطقة وأنا أعرف أنه حصلت اتصالات، ونحن طلبنا من الأهالي إخلاء القرية والأغلبية اتجهوا باتجاه جرابلس، وبعض المدنيين فضلوا الذهاب باتجاه الجنوب، وفي جنوب القرية هناك مجموعة فيلّات ومنازل لقرية ثانية وهي مغر الصريصات، وهي (المنازل) من المغمورة بسد تشرين، وقاموا ببناء هذه الفلل والمنازل في تلك المنطقة وبعض الأهالي من القرية لجأوا إلى هذه المنازل وأصحاب المنازل اعتقدوا أنهم بعيدون عن خط الجبهة التي هي قريتنا، وهي تبعد تقريبًا أربعة أو 5 كلم باتجاه الجنوب وفي مرتفع، وطُلب وتم التواصل طوال الليل من العناصر الانسحاب وإلا سوف يتم القصف ولكنهم رفضوا ولم يلتزموا بالقرار، وهم انسحبوا من القرية ولكن باتجاه هذه الفلل والمنازل.

الأتراك أو الجيش الوطني اعتقدوا أن المنطقة أُخليت من المدنيين، وهم كانوا طوال الليل يعلنون انسحاب المدنيين، والمدنيون اعتقدوا أن الاشتباك سوف يحصل في القرية ولكن الاستخبارات التركية كانت على اطلاع كامل من خلال الطيران المسيّر وعلموا أن عناصر الاتحاد الديمقراطي انسحبوا باتجاه مناطق الفلل، وأنا نمت في تلك الليلة وكانت ليلة سيئة ونحن في حالة ترقب شديد، والساعه 5:30 صباحًا جاءني اتصال استغاثة من أجل إيقاف القصف على منازل قرى الصريصات على فلل هذه المناطق، وأنه يوجد جزء من المدنيين نزحوا وأهل المنازل لم يخرجوا وإذا كان بإمكانكم إيقاف القصف، ولكن كان القصف مستمرًا على هذه المنطقة، وقتل حوالي 20 شهيدًا مدنيًا في تلك المعركة بالإضافة لعدد من عناصر قوات سورية الديمقراطية مع أسلحتهم وذخائرهم، لأنه في اليوم الثاني عندما جاء المدنيون وجدوا جثثهم وذخائرهم ثم انسحبوا، ولكن بعد أن تسببوا بمجزرة، وكان منهم من أقاربي ويوجد عائلات كاملة وصاحب أحد المنازل التي دمرت هو صديقي وابن خالي، ونحن حاولنا ولكن حصل ما حصل وكانت المجزرة قد وقعت وأنا سألت المقربين: ماذا حصل بالتحديد، فعلمت أنه الساعة 4:00 صباحًا طلب الأهالي من عناصر قوات سورية الديمقراطية الانسحاب وقالوا نحن مدنيون وإذا أردتم القتال فاذهبوا وقاتلوا هناك، ولكنهم رفضوا والناس كانوا مدنيين وليس معهم سلاح، ونشروا القناصات على أسطح المنازل والناس طلبوا منهم وقالوا لهم: سوف تسببون لنا مشكلة، والقوات التركية موجودة على الطرف الثاني، وكان يوجد اتصالات من أجل إخلاء المنطقة ولكن الساعة 4:00 صباحًا إلى أين سوف يذهب الناس، وأنا حاولت التواصل مع بعض عناصر الجيش الوطني أن معلوماتنا هي أنه تم إخلاء المنطقة وعلى حد علمنا أن العمارنة أخليت وفعلًا أُخليت ولم يكن عندنا معلومات أن هذه الفلل فيها نازحون ولكن حدث ما حدث.

طبعًا بعد المجزرة التي حدثت انسحبت قوات سورية الديمقراطية وتمت السيطرة على أغلب مناطق جرابلس وحاليًا المنطقة تحت سيطرة فصائل الجيش الوطني بالإضافة إلى القوات التركية، وما يزال الخلل الأمني موجودًا وكل هذه التجارب أنا برأيي أنه إذا تمت إعادة دراستها مجددًا لتلافي هذه الأخطاء وأنا برأيي أن الخطأ الأول والأساسي هو التنظيم والإدارة والعمل على إنشاء مؤسسة أمنية حقيقية لأنه ما يزال الخلل في مؤسسات المعارضة السورية المتمثلة في الجيش الوطني والحكومة المؤقتة، وهي عاجزة إلى اليوم عن إنشاء مؤسسة أمنية حقيقية قادرة على حماية المدنيين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/01/13

الموضوع الرئیس

المعركة ضد داعش

كود الشهادة

SMI/OH/11-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2016

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة عين العربمحافظة حلب-مدينة جرابلسمحافظة حلب-مدينة الباب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الحكومة السورية المؤقتة

الحكومة السورية المؤقتة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

المجلس التركماني السوري

المجلس التركماني السوري

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش التركي

الجيش التركي

الجيش الوطني

الجيش الوطني

التحالف الدولي ضد داعش

التحالف الدولي ضد داعش

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة