الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الصعوبات التي واجهت العمل الطبي والأطباء في بداية الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:48:00

في بداية الثورة، وكان يوجد مظاهرات ولدينا جرحى أو شهداء، والملف الطبي كان هو الأهم لدعم الإخوة المتظاهرين أو الجرحى من المتظاهرين بعد المظاهرات بعد أن كانت المشكلة كبيرة بأخذهم إلى مشافي الدولة، فكان لا بد من إيجاد البديل.

طبعًا كان يوجد الكثير من الفرق الطبية وكانت خلايا أو فرقًا طبية متنوعة في عدة أماكن وهي التي كانت تعمل، والخوف بألّا يُكشف اسم أي شخص لأن أي شخص يُكشف اسمه هذا سيؤدّي [به] إلى السجن، والحقيقة أنه حتى اليوم وكل الذين اعتُقلوا في تلك الأيام ومعظم الذين اعتُقلوا كان يتم تصفيتهم أو بقوا في السجون حتى اليوم، فكان من الخطورة بمكان العمل الطبي.

الحقيقة أنه كان إنشاء عمل المشافي الميدانية في البداية جدًا بدائيًا وكنا نأخذ المعدّات إما من بعض المتبرّعين أو نشتريها ولم يكن لدينا القدرة على شراء أجهزة ضخمة مثل الكوتري (جهاز طبي) أو المنفسة وكل الأجهزة التي كانت هي "سكند هاند" والمشكلة الثانية هي: أين سنقيم العمل الجراحي؟ وغرفة العمليات الجراحية لها تعقيمها ولها مساحات جرثومية حتى لا يصل الإنتان إلى الجروح، وتحضير العمل الجراحي، وبعد أن يخرج المريض إلى أين سنأخذه؟ وكل هذه كانت تحدّيات كبيرة، وأيضًا جمع الفريق، وأنا جميع الذين كانوا حولي تم اعتقالهم وأنا كان عندي فريق يعمل في جراحة القلب -وليس هو الفريق الذي كنت أعمل معه بالعمل الطبي- أو فريقان ولا يعرفون بعضهم ومع ذلك النظام اعتقل البعض من الفريق الطبي كل الذين كانوا يساعدونني في جراحة القلب في العمليات إما في المشفى العام أو المشفى الخاص مع أنهم كانوا من عدة إثنيات أو انتماءات أو محافظات ومع ذلك اعتقل الجميع تقريبًا، وحتى الذي كان يغسل الأدوات تم اعتقاله مع أنهم لا يعلمون شيئًا عن العمل، وأنا عندما تمت ملاحقتي اتصلت مع الجميع وأخبرتُهم بأنني ملاحق و[قلت لهم:] يجب أن تنتبهوا، ومع ذلك كانوا يظنّون أن هذا الشيء سيغفر لهم وأنه ليس لهم علاقة ومع ذلك تم اعتقال أكثرهم.

الفريق الذي كان يعمل معنا في الحقيقة أيضًا تعرّض [للاعتقال]، يعني الطبيب المخدّر -رحمه الله- ممدوح يوسف تمّ اعتقاله عدّة أشهر وحتى عندما أُطلق سراحه تم اغتياله قنصًا على الحاجز عند دخوله إلى قرية عين الفيجة، يعني كان يوجد إصرار على قتل أي [ شخص من] الفريق الطبي، وحتى الدكتور -رحمه الله- بشار وهو كان جراح بولية وعند حاجز الرمال أُطلق الرصاص عليه على الحاجز وأمام جميع الناس وتم إعدامه بكل إجرام، وأنا أعتقد أن هذا كان أكثر الفرق الطبية التي تتعرّض [للاعتقال أو القتل]، وأنا كنت جزءًا من هذا الفريق، وأعتقد [أن] كل الإخوة في جميع الأماكن الذين كانوا يعملون، لأننا اعتمدنا في العمل أن تكون الفرق متباعدة ولا أحد يعرف الآخر وحتى إنه لا يوجد اتصال حتى لا يحصل كشف، وأنا بعكس ما كان الإخوة حيث كانوا يحاولون إقامة تشكيلات على السكايب ولكن لا يمكن على الجميع أن يتعرفوا على بعضهم.

الجرحى الذين كنا نأخذهم إلى المدن في البداية، يعني نحن أخذناهم إلى عدة مشافٍ وكنا نعمل في الليل، وكل الفريق نعرفه ونحن من كان يقوم بتنظيف غرفة العمليات ولا نترك أي أثر، وطبعًا في النهاية لم نعُد نستطيع أن نفعل هذا الشيء لأن المراقبة اشتدّت فانتقلنا إلى المشافي الميدانية.

في الحقيقة بالتأكيد كان شراء المواد الطبية [صعبًا] يعني عندما يخرج عن الوصفة الطبية كان هذا الأمر كارثة، ولماذا شراء المواد المخدرة ونحن نعرف أن لها طريقة ويجب شراؤها بدفتر من وزارة الصحة، يعني ليس أي شخص يمكنه الشراء، وأنا طبعًا أقصد بالمواد المخدرة هي التي تُستخدم في تخدير المريض وهي ليست موجودة في أماكن إلا عند مصدر واحد وهو وزارة الصحة وبالتالي يجب الحصول عليها من مشفى موثوق ويستطيع هذا المشفى أن يجد لها تبريرًا لخروجها وبالتالي من في المشفى يقع في مسؤولية، وفي الحقيقة كانت الأمور معقّدة بهذا الموضوع.

ثانيًا شراء الشيء الجراحي مثل المفجّرات وهي تلفت النظر يعني لماذا تشتريها إذا لا يوجد لديك مشفى ويجب أن يعرف المشفى الذي يشتريها، ونحن أيضًا كنا نضطرّ لشرائها باسم بعض المشافي وليست جميع المشافي تستطيع أن تعطيك، وطبعًا كانت بعض المشافي تتعاون معنا بهذا الموضوع.

الشيء الثالث أنه نحن عندما نقوم بإجراء عملية نحن كان عندنا تحدّيان كبيران، أولًا إذا كان سيعرف الناس فإنهم لن يسمحوا لك بإقامة العمل الجراحي في أي مكان لأنهم سوف يعتبرون أن النظام سيأتي وإما أن يطوّق [المكان] أو يقصف، والمشكلة الثانية أن الناس كانوا يسعفون بحماسة يعني هم الذين يكشفونك، وهذا الموضوع كان يؤلمنا كثيرًا يعني يأتي المريض وحتى إننا أصبحنا نقوم بإنشاء مشفى وهمي يعني في مكان الإسعاف لا يوجد شيء إلا الضماد ثم نقوم بتهريب المصاب إلى مكان آخر ثم نجري له العملية وبعد إجراء العملية يجب أخذه إلى مكان آخر مباشرة، ومع كل ذلك إلا ويتم كشفنا من قبل الأهالي ويُطلب منا المغادرة، وهذه كانت الصعوبة وهذا قبل أن تصبح المناطق محرّرة وهذه المناطق يوجد فيها ناس وليس جميع الناس مع الثورة، أو يوجد أشخاص يخافون من المسؤولية.

نحن كان لدينا منزل قبو وكان يوجد فيه أدوية، ومع ذلك تلقّينا تهديدًا مع أن المنزل ملكنا، ومن حولنا هم من هدّدوا فكانت هذه هي صعوبة المشفى وصعوبة نقل المشفى.

الصعوبة الثانية وأنا في إحدى المرات كنت في تعزية عامة فخرج الشيخ وشكرني لأنني أساعد الجرحى وكان موجودًا مئات الناس والحقيقة [أن] الشيخ الذي يتحدث شكرني علنًا لأنني أساعد الجرحى وهذا في الحقيقة كان بالنسبة لي كارثة، وطبعًا الشيخ كان يشكرني من باب ردّ الجميل وهكذا فكرة وهو لا يعرف أن هذا بالنسبة لي كارثة لأننا بالأصل لم نكن نخرج في المظاهرات أو لا نخرج بشكل علني حتى نستطيع أن نعمل في الجانب الآخر، يعني كل الفرق الطبّية كنا نقول لهم: لا أحد يخرج في المظاهرات ولا يجب أن تظهر في الأماكن لأنكم إذا ظهرتم هنا فلا يمكنكم الظهور في مكان آخر ولا يمكن الخروج في مظاهرة ثم الذهاب لمعالجة المريض وهذا الأمر مستحيل، ولذلك نحن كنا في الصفوف الخلفية لأنه إذا ظهرنا فلا يمكننا التحرك أو معالجة الجرحى وهذا هو التحدّي الآخر.

ربما كل منطقة لديها خصوصية يعني في مناطقنا في البداية وحتى التي تحررت كانت ضيّقة، يعني كل وادي بردى كان عرضه 1 كيلو متر يعني يوجد من هنا وهناك قوات [للنظام] فنحن داخل 500 متر كان التحرك جدًا صعبًا، وكان يوجد تحدٍّ كبير ومُحاط، ونحن لا يوجد عندنا حدود مع دولة [ثانية] أو مع مساحات واسعة والغوطة الشرقية كانت أوسع قليلًا، ونفس الأمر كانت داريا، يعني مشفى داريا، وكانت محاطة من جميع الأماكن وهذا يختلف عن الشمال السوري وحتى في الشمال السوري كان يوجد مشافٍ بالأصل جاهزة وأما المشافي الموجودة عندنا تقريبًا فكلها دُمّرت يعني النظام دمّرها نهائيًا، ولم يعد يوجد أي مشفى نظامي إلا ودمّره النظام بالقصف، والبديل الأسوأ هو الحصول على جهاز طبي كان له عُمر أو صيانة وكانت الصعوبة في الصيانة، وهذه كانت من أصعب ما يكون، يعني إذا كان لديك جهاز ويحتاج إلى إصلاح أو يحتاج إلى قطعة لأن الفترة الزمنية أصبحت طويلة. 

والحقيقة كان يوجد طرق نلجأ لها وكانت مكلفة ماليًا والناس لا تقدر عليها ولا تعرف كيف أو ماذا نفعل حتى نستطيع إدخال جهاز أو صيانة لجهاز أو حتى إحضار فنّي حتى يفعل لنا شيئًا في هذه المرحلة، ولذلك كانت التكلفة أكثر من التخيّل، وهذا على الصعيد التقني وأما على الصعيد الفني أو التكنيك الجراحي فيمكنني أن أقول إن الظروف كانت تقريبًا تأخذ [نسبة] واحد من 10 بالنسبة للجرّاح والمساعدة والإضاءة وقدرة تسكين المريض وقدرة مساعدة المريض ونقل الدم، يعني أحيانًا كنا نسأل المريض: ما هي زمرة دمك؟ ونقوم بعمل الزمر المطلوبة على الطريقة القديمة ونضطر لإعطاء تسريب شيئًا فشيئًا حتى نرى ارتكاس المريض ويجب أن نتخيّل أن البعد عن مراكز المدن كيف يكون بهذه الحالة ومع ذلك لم نترك عملية، وطبعًا إخوتنا جرّاحو العصبية عملوا كل شيء الأمر نفسه يعني أخونا عماد دبانة كان يقوم بكل العمليات القوية في الغوطة ويوجد أخونا حسام حمدان وهو كان من أهم الجراحين العاملين وكان معنا كوكبة من الجراحين وأنا أتحدث عن محيطي عندما كنت في سورية وآلاف العمليات، والحقيقة أن الطبيب كان يعمل حتى يسقط من التعب لأنه كما نعلم عندما يأتي القصف وخاصة بعد القصف يعني مرحلة المظاهرات ثم القصف ومبكرًا بدأ النظام بها أو تفجير مسجد و220 قتيلًا وبجانبهم تقريبًا 400 جريح، يعني كان يأتينا 50 جريحًا دفعة واحدة، والحقيقة كانت الخيارات جدًا فيها صعوبة أحيانًا نترك الأمر للصدفة ونقول: أعطونا أول مريض حتى نبدأ. 

ونحن نعلم أن النظام قصف الأفران والتجمّعات وسوق الخضار وكان يأتي القصف على المدنيين ودفعة واحدة وإمكانيات جدًا قليلة، يعني أفضل مشفى كان لديه غرفتا عمليات، بعد أن تطوّرنا بعد سنة أو سنتين وخاصة في عام 2012 تطورت المشافي قليلًا ولكن الإمكانيات قليلة وحتى إننا أحيانًا كنا نُضطرّ لإجراء عملية نصفية يعني أحيانًا البتر يكون تحت الركبة ونحن نضطر للبتر من الركبة لأنه لا يوجد لدينا أدوات القص، والحقيقة أنه يوجد الكثير من العمليات التي تسببت بإعاقات من أجل إنقاذ المريض وأحيانًا أدت إلى... وطبعًا أنا أتحدث عن جميع المناطق وليس فقط عن منطقتي وربما نحن كنا أفضل حالًا وفي بعض المناطق عندما تمت محاصرة مضايا قام طبيب أسنان بإجراء عملية قيصرية على الهاتف يعني كان يتلقى الأوامر بالتوجيه ويجب أن نتخيّل كمية الصعوبة وهو لم يعمل هذه العملية بحياته والآن سيقوم بها، وطبعًا هذا يشمل الكثير من المجالات.

الحقيقة في البداية كان أكثر الأطباء في أي مشفى كنا نستطيع في المدن والكثير من الأطباء كان يمكنهم مساعدتنا بالجرحى وهم لا يسألون من هو الجريح ونحن كنا نجد صيغة لعلاج الجريح وعندما حصل الانتقال من دمشق إلى ريف دمشق أو الغوطتين للعمل في الحقيقة خسرنا 90% من هؤلاء الأطباء لأنه لم يكن جميع الأطباء لديهم استعداد وهم يعرفون أن مصيرهم أنهم سيتركون عياداتهم ومنازلهم وسيتمّ ملاحقتهم، والحقيقة نحن في دمشق وريف دمشق خسرنا آلاف الأطباء وانحاز معنا وقد لا نتجاوز في مرحلة من المراحل 140 طبيبًا والباقي كنا نستعين بإخوتنا في طب الأسنان والصيدلة ثم فيما بعد بدأنا ندرّب طلاب كلية الطب وحتى إننا بدأنا ندرّب أشخاصًا ليس لهم علاقة بالمهنة واستكملنا الكادر من الخارج لأنه أصبح لدينا نقص شديد.

الناس لم ينحازوا ليس لأنهم ضد الثورة ولكن لأنهم لا يريدون دفع الثمن هذا أولًا، ولا يريدون الذهاب إلى السجون ولديهم عوائل والتزام، يعني في الحقيقة عندما أصبح في الموضوع تضحية لم يكن معنا إلا 10% من الطواقم لأنه نحن في سورية في تلك الفترة كنا ما بين 30 إلى 40 ألف طبيب وفي أحسن الأحوال لم ينحَز إلى الثورة أكثر من 1200 طبيب ولا أريد اليوم بعد أن تحررت أجزاء ويوجد أشخاص بحكم أن المناطق المحررة أصبح يوجد فيها عمل وهذا لا يجب القياس عليه ولكن عندما كان الأمر يحتاج فعلًا إلى تضحية كان هناك خذلان كبير. 

والحقيقة أيضًا في تلك الفترة كنا نعمل بدون مقابل يعني لا يوجد مقابل، وأيضًا يجب أن تدفع وحتى إنني عندما أصدرت نداء وقلت إن كل طبيب في الخارج إذا لم يشترك فإنه يحمل عبء طبيب في الداخل متفرّغ وفي الحقيقة هذا الأمر أعتقد أنه لم ينجح ولا أعرف لماذا وأنا طلبت للطبيب الذي يستطيع أن يعمل [على] تأمين طعامه وشرابه لأن المعركة طويلة، يعني الطبيب يريد أن يأكل ولديه أسرة، واستمرّ هذا الأمر حتى فيما بعد دخول المنظمات يعني إما منظمات كانت موجودة مثل سامز أو أطباء عبر القارات أو عبر الحدود أو بعض المنظمات التي تأسست بعد الثورة السورية مثل سيما، والحقيقة عندما دخلت هذه المنظمات بدأ يأتي للأطباء دخل [مادي] وساندوا للحفاظ عليهم وأيضًا بدؤوا يزوّدون بشكل جيد واستطعنا تطوير المشافي بشكل ملحوظ لأن المشافي أصبح عليها عبء ولكن كانت صعوبة الدخول إلى المناطق المحاصرة ما تزال عالية جدًا، وقد يكون في المناطق المحررة وخاصة في الشمال السوري أو الجنوب السوري كانوا يستطيعون الدخول وكان الأمر أسهل واستطاعوا العمل وبدؤوا يستقطبون وجود أطباء وأصبح الطبيب له دخل، والطبيب كان يخاف ألّا يتم إعالته فدخل، وبالتالي حصل تغيّر نوعي في العمل الطبي في فترة أواخر عام 2012 وبداية عام 2013 وبدأ يتغيّر ويتحسّن الأداء الطبي ومن هنا بدأت الدورات، وأنا في عام 2012 حاولت تأسيس معهد بالتعاون مع جامعة في الأردن، وحاولت جاهدًا القيام بذلك ولكنها فشلت ولكننا استطعنا فيما بعد فعلها في أواخر عام 2014 في جبل التركمان في البرناص، ونحن منذ ذلك الوقت فكّرنا بإيجاد بديل وكيف سنحضر البديل ويجب علينا إنشاء طواقم جديدة لأن أكثر الإخوة وحصلت هجرة الأطباء وإما أنهم بقوا عند النظام أو ينحازون إلى الثورة وعددهم 10% أو أقل والقسم الكبير هاجر للعمل وإما عاد إلى البلاد التي تخرّج منها في أوروبا أو ذهب إلى الخليج، يعني إذا رأينا حركة الأطباء إلى الخليج فهي كانت جدًا كبيرة في تلك الفترة وأخذت كوادر ضخمة من سورية.

نحن اليوم اضطرينا ألّا نكون ستاندر (نمط ثابت) يعني غرفة العمليات لها إضاءة وكنا في البداية نقوم بإشعال الضوء العادي ثم ضوء الزينون ثم الإضاءة القوية ولكننا كنا نعمل على ضوء كاشف صغير.

أيضًا التخدير كنا نلجأ [إليه] لأنه لا يوجد أكسجين وكانت لدينا مشكلة الأكسجين، وفي الكثير من العمليات أصبح التخدير قَطنيًا (نصفيًا) وفيه لا ينام المريض وكل العمليات القيصرية والكثير من عملياتنا كنا نقوم بتخدير نصفي أو قَطني وكل المحرر تقريبًا ونادرًا القيصرية وكما نعرف أن القيصرية لأنه اليوم لا يوجد لدينا فقط الجرحى ويوجد لدينا الرعاية الصحية للناس، يعني من يعاني من الزائدة والولادات وكانت رعاية الأطفال والأمومة أيضًا عبئًا وأنت اليوم لا تحمي فقط الجرحى وإنما تحمي المناطق المدنية، وأيضًا التخدير القطني وأصبح يوجد براعة لدى الفنّيين وكان لديهم قدرة هائلة في التخدير القطني لأن الأكسجين غير موجود.

حتى الأجهزة التي كنا نُحضرها من المدن كانت مكلفة جدًا يعني كنا ندفع رشاوي ضخمة للنظام وحتى المجرم بشار الأسد عندما قال: لقد ذهب المسلّحون ونزلت الليرة، لأنه كان أي إدخال إلى تلك المناطق كان مكلفًا وأي شيء يجب إدخاله كنا ندفع بأضعاف سعره والناس لا يقدرون هذا الموضوع، ونحن اليوم لم نكن نخترق ونحن اليوم محاصرون وطبعًا نحن كنا نعتمد على عدم نزاهة جنود النظام وضعفهم أمام المال وكنا نغريهم [به]، وأنا أذكر [أننا] إذا أردنا إدخال جهاز فسندفع مبلغًا أكثر من سعر الجهاز وأحيانًا أضعافه حتى يدخل، وكان يدخل بصراحة نتيجة أنهم يرتشون ولكن تغيّرت علينا الأحوال عندما تدخّلت إيران وحزب الله وعناصر حزب الله على الحواجز كانوا قاسين، وشراؤهم كان أصعب من السوريين.

الحقيقة أن حزب الله أنا برأيي أنه من البداية كان موجودًا ولكن في عام 2012 كان [انتشاره] واضحًا جدًا وفي مناطقنا هو من سيطر عليها وهو حتى اليوم يسيطر عليها، والمشكلة أنه كانت الحواجز قسمين قسم مجنّد ولا يعرف ما موقفه وكان يمكننا التمرير من خلاله وهو ليس متعصّبًا للنظام ولكنه تحصيل حاصل مع النظام وخاصة العناصر الموجودين على الحواجز وهؤلاء كل فترة كانوا يتبدلون ونستطيع تمرير الأجهزة من خلالهم، ولكن عندما استبدلهم النظام بهؤلاء المتطرفين والذين كانوا موتورين (حاقدين) بشكل كبير فإنهم شددوا الخناق تمامًا علينا، وأنا أعتقد أن إخوتنا في الغوطة يمكنهم الحديث عن هذا الأمر أكثر لأنهم حفروا النفق، وحتى النظام فيما بعد بدأ يستثمر الحصار وحتى النظام هو نفسه وضباطه وبمعرفته كانت تدخل المواد ويتم دفع مبالغ كبيرة وكان يوجد تجار ذوو وجهين يقومون بإدخال المواد إلى المناطق المحاصرة وبالعكس إلى النظام وأصبح لديهم ثروات من خلف هذا الموضوع، ولكن أنت الشخص المحاصر أنت مضطر ولا يوجد لديك الكثير من الخيارات وأنت لست مثل المنطقة المفتوحة التي ربما كانت في الشمال.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/21

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالنشاط الطبي في الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/80-17/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2013

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريامحافظة ريف دمشق-وادي بردى

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز 

الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز 

وزارة الصحة - النظام

وزارة الصحة - النظام

رابطة الأطباء المغتربين السوريين -سيما

رابطة الأطباء المغتربين السوريين -سيما

الشهادات المرتبطة