ريف حلب الشمالي يقاوم داعش والأخير يرتكب مجازر بحق ساكنيه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:53:17
طبعًا أنا زحفت إلى مسافة طويلة وبعدها استندت إلى شجرة زيتون، ثم جاء شخص يزحف باتجاهي فخفت في البداية وأنا لا أستطيع الوقوف والتحرك وكنت متعبًا بسبب الزحف فظهر لي أنه محمود، فجلسنا وبدأنا نتحدث وقال: إنه لا يعرف شيئًا عن أبي حمص (علي عيسى- قيادي في حركة أحرار الشام) والتقى مع محمود إبراهيم وزحفوا سوية ثم ذهب كل منهم في اتجاه وأنا اطمأننت لأن محمود إبراهيم على قيد الحياة ومحمود خليل على قيد الحياة، وبقي أبو حمص، وهنا محمود خليل كان يريد العودة إلى القرية وهو يريد مني العودة معه إلى القرية وأنا أرفض، وهنا بدأت الاشتباكات تزداد وإذا عدنا إلى القرية فقد يظنون أننا من "داعش" ويطلقون علينا النار بالغلط، وهو كان لديه وجهة نظر وأنا عندي وجهة نظر ومنعته من العودة، وقلت له: نذهب الى تلجبين فذهبنا إلى تلجبين إلى مقر أبي زيد وجلسنا عنده وقلنا له أن يتصل بقريتنا حتى نطمئن على أبي حمص، وبعدها علمنا أن الشباب استطاعوا الالتفاف وأخذوا أبا حمص وأسعفوه إلى تركيا يعني أنقذوه، وهو كان مصابًا بطلقة في ظهره وبسبب هذه الطلقة أجرى الكثير من العمليات حتى يبقى على قيد الحياة، يعني كان بينها وبين النخاع الشوكي أجزاء من المليمتر.
عدنا في الصباح إلى القرية وكانت وجوهنا مخيفة بسبب الطين، وثيابنا ممزقة بسبب الزحف، وطبعًا الشباب ذهبوا قبلنا ووجدوا بندقية، وبنادق الشباب وأحضروا الرشاش 23، وعندما وصلنا إلى المقر أنا لم أستطع النوم بسبب الجروح، وأنا لم أنم طوال الليل وأخي كان مرابطًا على باشكوي ولا أعرف عنه شيئًا نفس -أخي [نفسه] الذي تم أسره في المرة الأولى- وهذا أخي لديه عقلية همجية فخفت عليه وأريد الاطمئنان عليه، وأنا علمت باشتباكات باشكوي فكان فكري عند أخي وعند المجموعات، وبعدها أخبرني الشباب أن أخي بخير والمجموعات بخير وأنهم انسحبوا باتجاه معمل الإسمنت و[هم] موجودون الآن في معمل الإسمنت ولكن قُتل في باشكوي عبد الغفار -رحمه الله- وهو الشخص الذي أسر عمه فقُتل في باشكوي وقطعوا رأسه ومثلوا بجثته كثيرًا وبعد أن انسحبت "داعش" ذهبنا وأحضرنا جثته التي دفنتها "داعش" وعبد الغفار كان بطلًا ومن الأشخاص الذين لا يخافون.
أنا وصلت صباحًا ولم أستطع النوم بسبب الألم والجروح وبدأت الأخبار السيئة تأتي، يعني اليوم اقتحام رتيان واليوم "داعش" سوف تقتحم رتيان واليوم عمر الشيشاني ( طرخان تيمورازوفيتش باتيرشفيلي- أحد قادة داعش) في طرف معرستا وجهزوا الانغماسيين حتى يقتحموا رتيان اليوم، وهنا أحمد إبراهيم (أحد قادة المجموعات في لواء التوحيد) استنفر الجميع، وبدأ يطلب مؤازرات لأن "داعش" سوف تقتحم اليوم، وفي هذه الفترة أرسلوا لنا صلاح الدين الشيشاني (قائد عسكري في جيش المهاجرين والأنصار) حتى يفاوضنا وهم كانوا خائفين أيضًا من اقتحام القرية وهم فقط يريدون المرور من قريتنا يعني هكذا قال صلاح الدين الشيشاني، وهو طلب إفراغ القرية حتى يمر منها وإلا سوف نفتح معركة وهم بنفس الوقت خائفين من المعركة في القرية لأنهم يعرفون أننا مستعدون ويعرفون أن كتائب ومقاتلي القرية عندنا هم مقاتلون أشداء ولا يهربون بسهولة.
أرسلوا لنا صلاح الدين من أجل المفاوضات وجلس في المفاوضات أحمد إبراهيم ومحمود دعبول فقال صلاح الدين: إن الدولة تريد المرور ويحتاجون فقط إلى طريق وعليكم الانسحاب من القرية اليوم في الليل حتى نستطيع المرور.
وطبعًا الشباب كان لديهم تخوف أنه ما هي الضمانة إذا انسحبنا من القرية ألا تبقى "داعش" وتنسحب؟ لأنه بعدها سوف يُفتح طريق من العراق إلى كفر حمرة ولا توجد إلا قريتنا تقطع الطريق، وهكذا أيضًا سوف يتم قطع طريق المؤازرات عن حلب يعني الريف الغربي، وأهالي إدلب الذين يؤازرون حلب يجب أن يمروا بشكل إجباري في رتيان حتى يذهبوا إلى المدينة الصناعية حتى يؤازروا جبهات حلب التي تتساقط في تلك الفترة.
قال صلاح الدين: في النهاية نحن جهزنا الكثير من الانغماسيين والأوزبك وكتيبة البتار الليبية، وفي ذلك الطرف أيضًا عمر الشيشاني جاهز يعني قال: إن الاقتحام اليوم وإلا سوف تخسرون كثيرًا، وهو كان مع جيش المهاجرين والأنصار ولم يبايع "داعش" وفي النهاية قال له الشباب: سلمونا السلاح الثقيل في هذا الطرف في الملاح وحريتان وكفر حمرة وسوف نسمح لهم بالمرور، فتكلم معهم صلاح الدين ولكنهم رفضوا، وبعد جدال طويل قال الشباب: لن نسلم، فقام صلاح الدين وقال: ليلتكم سوداء وذهب، وفعلًا كانت ليلتنا شحوار (فضلات المدفأة السوداء) وليست فقط سوداء ومضى هذا النهار بالتدشيم وسد الثغرات وقمنا بتركيب الإنارة حول القرية، ونحن نعرف أنهم سوف يقتحمون اليوم وأخبار الحشود كانت تصلنا وباشكوي امتلأت بالعناصر.
أنا وضعوني في نقطة مع حسن ضبعان وهو كان نائب قائد الكتيبة، وشخص اسمه مازن وهو ممرض وإبراهيم مصطفى ابن عمي وهو ابن أخي أحمد وهذه هي نقطتنا في الرباط، وأنا أذكر أن نوبتي من الساعة الـ 12:00 حتى الساعة الـ 2:00 وطبعًا أنا حتى هذه الفترة لم أنم، فذهبت إلى الرباط وكان الطقس باردًا جدًّا وضوء القمر ساطعًا وكانت الدنيا نهارًا وأنا أرابط على السطح باتجاه كرم الزيتون، وكانت نوبتي أنا وحسن -تقبله الله- وأنا بسبب نعاسي الشديد لم أعد أستطيع أن أفتح عينيّ فقلت لحسن: أريد النزول حتى أغسل وجهي بالماء لأنني بدأت أنام على البندقية وأنا قبل يوم لم أنم أبدًا بالإضافة إلى التعب والجروح بسبب الزحف يعني كنت مرهقًا بشكل غير طبيعي، فبدأت أغسل وجهي بالماء البارد ثم انتهت نوبتنا الساعة 2:00 ولكننا خائفون ثم ذهب حسن وأيقظ الشباب ثم نزلت إليهم وفتحت باب الغرفة وفي داخل الغرفة توجد مدفأة حطب كانت مشتعلة، فأحسست بالدفء الشديد وبالكاد (بصعوبة) وصلت إلى الفراش فألقيت نفسي على الفراش بسبب النعاس الشديد وخلال فترة بسيطة وقعت من فراشي وبدأت تسقط أنابيب المدفأة والدنيا أصبحت نهارًا وهنا انفجرت سيارة مفخخة وأعتقد أن المجرمين وضعوا فيها 20 طنًّا من المتفجرات والقرية كلها أصبحت ترقص وبدأ بعدها إطلاق النار من الدوشكا وال 23 ومدفع ال 57 وقذائف الهاون وراجمات الكاتيوشا ولم نعد نسمع شيئًا أبدًا، وأنا في هذه الفترة رأيت حسنًا أنه فتح الباب وركض، وطبعًا أخذ بندقيته وركض وناديته: يا حسن، ولكنه لم يرد فخرجت مباشرة، وسألت إبراهيم مصطفى ماذا يحصل؟ فقال: "الدواعش" اقتحموا وطبعًا نحن نعرف ولم نتفاجأ، ولكن نحن لا نسمع شيئًا أبدًا، وبعد قليل توقفت القبضة عن الاتصال ويبدو أن الرشاشات أصابت البرج الرئيسي.
نحن كنا جالسين على السطح ولا نستطيع رفع رؤوسنا بسبب كثافة الرصاص، وعندما تعطلت القبضة أحسسنا أنه لم يعد يوجد أحد في القرية وهنا بدأنا نسمع أصوات "داعش" ويقولون: باقية، وأحدهم يقول: يا أبا عائشة وهذا يقول: أبا ذر وبدأنا نسمع أصواتهم، وخف قليلًا إطلاق الرصاص وبعد قليل بدأنا نسمع صوت خشخشة من القبضة، وهذا يعني أننا يجب توليف القبضة على الموجة الـ 6 أو الموجة الـ 12 لأنه كان لدينا تردد داخلي وتردد قبضة البرج، فقمنا بالتوليف على التردد الداخلي، فبدأت تأتي الأصوات وتأكدنا أنه لا يزال أحمد إبراهيم على قيد الحياة والشباب على قيد الحياة والأمور بخير فسألنا: أين هي "داعش"؟ ولكن لا أحد يعرف فقال أحمد إبراهيم -رحمه الله-: كل شخص من مقره يدافع حتى يأتي الصباح، وهنا بدأت تنادي مجموعة وتطلب مؤازرة من الطرف القبلي فعرفنا أنه تمت محاصرة هذه المجموعة وأيضًا مجموعة من الطرف الشرقي بعد تفجير المفخخة أيضًا حوصرت ولكن من الذي سوف يؤازر؟
المجموعة التي كانت تنادي مؤازرة فيها أخو محمود وهو أمير "جبهة النصرة" فأخذ له مؤازرة وذهب باتجاهه، وطبعًا "داعش" كانت تحاصر المجموعة، ولكن أخاه نجا والبقية استُشهدوا، وأما المجموعة الثانية التي كانت موجودة من طرف المفخخة لم نستطع الوصول إليها أبدًا واستُشهدوا كلهم ونجا شخص واحد منهم أو شخصان، وأحدهم وصل إلى مقرنا سالمًا، والثاني قتله شبابنا بالخطأ لأنهم ظنوا أنه "داعشي" وأما الباقي كلهم استُشهدوا ولم نستطع الوصول إليهم أبدًا وطبعًا استُشهدوا خلال المعركة حيث كانت ترمي عليهم "داعش" القنابل طوال الوقت حتى استُشهدوا وهي مجموعة من ماير من عائلة نداف وكانوا يرابطون معنا.
لم يخرج الضوء حتى خرجت روحنا، ونحن لا نعرف شيئًا ولا نعرف أين هي "داعش" وطبعًا مجموعات "داعش" التي تقتحم كان في كل مجموعة شخص أو شخصان من قريتنا وهم كانوا يبتعدون عن مقراتنا لأنهم يعرفون أماكنها ويعرفون أغلب أماكن نقاط الرباط، فاقتحموا من النقطة التي كان يرابط فيها أخو محمود دعبول الذي قُتلت مجموعته، وأيضًا المجموعة التي قُتلت كلها في الطرف الشمالي، فدخلوا من هاتين النقطتين وأخذوا كل القرية يعني عندما خرج ضوء النهار عرفنا أنهم أخذوا كل القرية، ولكنهم تركونا، نحن النقاط المرابطة على الأطراف، وأما القرية [أخذوها] كلها لهم.
عندما خرج ضوء النهار هدأت أنفسنا قليلًا لأن "داعش" عبارة عن أشباح ولا يمكن قتالهم في الليل، وهم يحبون القتال في الليل، ولكن نحن قتالنا في الليل صعب جدًّا وعندما خرج ضوء النهار بدأ دورنا، وأعطى أحمد إبراهيم أوامر أن تبدأ كل مجموعة من مكانها بالتمشيط والهجوم، وفعلًا بدأ الهجوم وكانت معركة طاحنة وجاءتنا مؤازرات من حيان وبيانون وعندان، وجاءنا أبو إبراهيم سلامة وهو الآن أمير كبير في الهيئة وهو من الأشخاص الذين جاؤونا مؤازرة، وفي يومها استُشهد معه شخصان أو 3 فجاءتنا المؤازرات وبدأنا الاقتحام وطبعًا كانت معركة طاحنة ويجب تمشيط كل المنازل لأن فيها عناصر من "داعش" ويجب عليك قتالهم لأنهم لا ينسحبون بسهولة حتى إن بعضهم كان يفجر نفسه حتى يفتح طلاقية (فتحة كبيرة) في الجدار من أجل أصدقائهم.
تقريبًا استمرت المعركة حتى المغرب فاستعدنا ثلاثة أرباع القرية وبقيت الحارة الشرقية التي دخلوا منها التي وفجروا فيها السيارة المفخخة، وهذه الحارة متطرفة قليلًا عن القرية، وبنفس الوقت مفتوحة على باشكوي وبينهم كرم زيتون.
عندما سيطرنا على القرية انكشف الرعب، وعرفنا أنهم تسللوا وقتلوا الكثير من المدنيين، وقتلوا 6 أشخاص من أبناء عمي وطبعًا الـ 6 كانوا مقاتلين، و5 أشخاص من أبناء عمي كانوا مقاتلين في "الجيش الحر"، ومنهم 4 كانوا في "الجيش الحر" وتركوا، ومن بينهم عرسان كانوا في "لواء التوحيد" وقالوا: لا نقاتل المسلمين فتركوا، وابن عمي الـ 4 كان مع "داعش" وقال: أنا لا أقاتل "الجيش الحر" لأنهم مسلمون، فترك، يعني هو كان مع "داعش" وترك حتى لا يقاتل "الجيش الحر" وعندي ابن عم كان مع "جبهة النصرة" اسمه عبد الله وهو أكثر شخص عذبوه وهو كان مع "جبهة النصرة" وترك حتى لا يقاتل المسلمين يعني "لواء التوحيد" و"داعش" و"جبهة نصرة" كان فيها أبناء عمي وتركوا حتى لا يقاتلوا المسلمين يعني 3 أشخاص إخوة كانوا مع "لواء التوحيد" والشخص الـ 4 مع "داعش" والـ 5 مع "جبهة النصرة" والـ 6 هو طفل عمره 14 سنة، وهذا مدني وليس له علاقة، وهذا والده كان يريد الذهاب إلى تركيا ولكن هذا الطفل رفض الذهاب مع عائلته إلى تركيا فهرب من والده وجاء مع الشباب.
من الطرف الثاني قتلوا الخباز وهو الشخص الذي كان يعجن، وهو شخص مدني وليس له علاقة وهو إنسان بريء وقتلوا أخاه الثاني وهو كان سمان [بقالًا] وليس له علاقة أبدًا وقتلوا شخصًا من عائلة مروش وهو شخص مدني وقُتلت زوجة عمي أثناء الاشتباكات بالغلط يعني حصلت مجازر وشيء مرعب بالإضافة إلى جثث "داعش" في الشوارع وجثث الأشخاص الذين جاؤوا لمؤازرتنا وشهداء "الجيش الحر" الذين استُشهدوا فامتلأت القرية بالجثث.
جاء المغرب وكان الناس متعبين جدًّا وأحضرنا دبابة ولكنها تعطلت، ولدينا عربتا فوزديكا أيضًا تعطلتا وأحضرنا عربتي بي ام بي أيضًا تعطلت، وأغلب رشاشات ال 23 تعطلت يعني أنا أتذكر في ذلك اليوم أحمد إبراهيم أنه جلس وأمسك رأسه فقال: يبدو أن الله معهم وكلما أحضرنا سلاحًا يتعطل، وعند المغرب اجتمع أحمد إبراهيم وأبو إبراهيم سلامة ومحمود دعبول وطبعًا أبو حمص هنا كان في تركيا لأنه مصاب، فقلنا: إنه لا يمكننا الاستمرار بالقتال وهم أهل الليل وشبابنا متعبون جدًّا، وإذا استمرينا بالقتال سوف يمسكون بالجميع ويذبحوننا فاتفقنا أن ننسحب ونسلم القرية فقمنا بجمع جثث الشهداء
آخر شيء أتذكره أنني كنت أبكي ثم غفوت واستيقظت الساعة الـ 7:00 صباحًا بسبب التعب والإرهاق وهنا قالوا: إنه توجد سيارات تأتي من رتيان ويقولون: إن رتيان لا يوجد فيها أحد، فخرجنا من المنزل وفعلًا جاءت سيارة تاكسي وسألناه: ماذا رأيت في رتيان؟ ولكنه خائف فقال: منازل تحترق وجثث في الأراضي ولكن لا يوجد فيها أحد أبدًا، ولكننا لم نصدقه، وخفنا أن تكون "داعش" قد أرسلته وبعد قليل جاءت سيارة شاحنة وهو أيضًا كان خائفًا كثيرًا وسألناه: ماذا رأيت في رتيان؟ فقال نفس الكلام وقال: لا يوجد فيها أحد، وفيها منازل تحترق وجثث في الشوارع فقال أحمد إبراهيم: سوف أذهب مع أحمد دعبول حتى ندخل إلى القرية ونعرف ما يحصل وبعدها سوف أخبركم فسبقونا إلى القرية ودخلوا وفعلًا لا يوجد فيها أحد فأخبرونا أن نذهب إلى القرية فذهبنا، وقالوا لنا: لا تقتربوا من شيء لأنه قد يكون هناك أشياء مفخخة فدخلنا القرية وفعلًا كان شيئًا مرعبًا كان يوجد جثث في كل مكان وجثث من عائلة نداف تقريبًا 8 أو 9 أشخاص وجثث "داعش" في الشوارع وجثتا الفران وأخوه وجثث شهدائنا الذين لم نستطع سحبهم، وطبعًا حرقوا منازل "الجيش الحر" كما يفعل النظام، ولكن حارتنا هي الوحيدة التي نجت لأنها بعيدة وهم لا يريدون الذهاب إلى الحارة الغربية وهم فقط أخذوا نصف القرية وحرقوا منازل الأشخاص المنتمين إلى "الجيش الحر" وحرقوا أكثر من 50 منزلًا وأحرقوا المقرات وكان عندي كمبيوتر في المقر وفلاشات كلها احترقت وأغلب الأرشيف الذي كان عندي احترق فكانت ليلة سوداء وفعلًا هم انسحبوا إلى معرستا ونحن أصبحنا في القرية صباحًا فسألنا أحمد إبراهيم: كيف سوف نرابط؟ وهنا نظر أحمد إبراهيم إلى عيون عناصره المكسورة وأساسًا "داعش" انسحبت إلى معرستا التي هي بجانب كروم الزيتون يعني قد يكون هذا كمين حتى ندخل إلى القرية ويقتحموا ويقتلونا
في الليلة الأولى لم يؤازرنا أحد من جميع القرى وطلب أحمد إبراهيم من الكتائب المرابطة معنا، ولكن لم يأت أحد فطلب منا الانسحاب عند الغروب إلى بيانون فعدنا ونمنا في بيانون، فذهب أحمد إبراهيم في اليوم الثاني إلى الكتائب حتى يرسلوا عناصر من أجل المرابطة في رتيان لأن رتيان إذا سقطت هذه المرة فإنها لن تعود والان "داعش" انسحبت منها، ولكن قد يعودون إليها.
طبعًا "داعش" في الليل سيطرت على حردتنين وحصلت اشتباكات مع مجموعتنا في حردتنين وصدهم شبابنا هناك بشكل قوي، ولكن نحن عندما انسحبنا نحن أخبرناهم أن يأتوا من الكروم وانسحبوا معنا فأخذت "داعش" حردتنين ورتيان أخذتها يومًا واحدًا حتى أمنوا انسحابهم باتجاه معرستا وبعدها انسحبوا من القرية، ولكنهم جلسوا في معرستا وهي بجانب قريتنا يعني في المحصلة جلسوا في الكروم.
أحضر أحمد إبراهيم المؤازرات من عندان وحيان وأصبحوا يرابطون معنا فأصبحنا نرابط وبقينا تقريبًا 20 يومًا وتسللت "داعش" إلينا مرتين أو 3 ونحن حاولنا اقتحام معرستا عدة مرات ولكن بدون جدوى وبعدها انسحبت "داعش" الانسحاب الأكبر باتجاه الشرق وعندما انسحبوا من معرستا أذكر أننا كنا نجلس تقريبًا 20 شخصًا في المقر، وأذكر أن الجميع بدأوا يبكون بسبب الفرح يعني كانت تسقط دموع الفرح والجميع بدأ يسجد ويدعو ويحمد الله أنه بقي على قيد الحياة في هذه الفترة التي مرت وانسحبوا من معرستا واعزاز وذهبوا باتجاه وكانت آخر نقطة لهم هي الراعي وأذكر أنه في مقرنا كانت توجد مجموعات من حريتان وحيان وأذكر أن الجميع كانوا يبكون وتسقط دموع الفرح، وأحمد إبراهيم هو أول الأشخاص والجميع يبكون من الفرح وكانت لحظات عصيبة جدًّا، ومن أبشع ما مر علينا في تلك الفترة وبعدها المعارك سوف تأخذ شكلًا آخر ويصبح الرباط من الطرف الثاني عندما تهاجم "داعش" الفرقة 17 واللواء الموجود هناك.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/10/19
الموضوع الرئیس
المعركة ضد داعشكود الشهادة
SMI/OH/84-15/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2014
updatedAt
2024/08/29
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-رتيانمحافظة حلب-باشكويشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لواء التوحيد - حلب
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش السوري الحر
كتيبة البتار الليبية