الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسط خليل خالد بين المتظاهرين والأمن وشهيد المظاهرات الأول

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:01:07

التظاهر استمرّ ولم نتوقّف، كلما وجدنا تجمّعًا كلما وجدنا وقتًا [مناسبًا] كنا ننظّمه ونخرج بمظاهرة، وطبعًا النظام لم يسكت، كان يُسيّر دوريات شبه يومية عبارة عن "بيك أب" (سيارة نصف نقل) للمخابرات الجوية يُركّب عليه من الوراء رشاشًا وعناصر بالخلف كلهم مسلحون ويتجوّلون بالمدينة، كان الشباب يتحاشونهم ويتوارون ويهربون منهم لأنهم في النهاية [سيتعرّضون لـ] اعتقال أو قتل تحت أي مسمّى، وبعد أن رأينا تصفية ثلاثة شهداء بدافع أنهم قاوموا [النظام] بشكل مسلّح وبعد أن تيقّنا وتأكّدنا من كذب النظام وتأليف القصص عن أي شيء حتى يبرّر القتل، صرنا نتحاشى المواجهة مع النظام 100%، لكن مع الأسف كان النظام يُصيب منا ويعتقل عددًا كبيرًا من الناس كلما دخل بطريقة أو بأخرى، كان المخبرون ناشطين بقوّة ونحن لم يكن عندنا تمييز مَن معنا ومَن علينا، فكان يتمّ اعتقال عدد من الناشطين ومنهم تمّ اعتقال إبراهيم هدال الذي كان يُعتبر رمزًا من رموز الثورة، تمّت ملاحقة وتدمير بيت حسين العباس أكثر من مرّة، يدخل عناصر الأمن يبحثون عن حسين العباس يكسرون الخزائن ويكسرون الأبواب وهم يبحثون عنه، تم ملاحقة خالد غزال كثيرًا، يعني الأشخاص الذين ركبوا على الأكتاف وصرخوا تمّ اعتقالهم، الكثير من الأشخاص تمّ اعتقالهم كانوا يركبون على الأكتاف، وتمّ اعتقال عدد كبير من المتظاهرين طبعًا الذين ظهروا بالصور وظهروا بالفيديوهات كانت هذه نقطة ضعف [لدينا] نحن أنه يجري تصوير أشخاص وتظهر وجوههم ويتمّ اعتقالهم، فكان النظام يعتقل الناس يقول لهم: هذه صورتك وأنت على الأكتاف وهذه صورتك وأنت بالمظاهرة، فكان عنده دليل لكن لم يكن يوجد قانون.. أو لم يكن عند النظام نيّة أن يعتقل [الناس] لسنوات طويلة لأنه ليس فقط الضمير، كل سورية خرجت فيها مظاهرات، فكانت فروع الأمن لا تستوعب (لا تكفي) فكان يتمّ الاعتقال ثلاثة شهور [أو] ستة شهور [ثم] يتمّ الإفراج عنهم، لكن عندما تمّ اعتقال إبراهيم هدال وكونه كان رمزًا من رموز الثورة ومن الناس المؤسّسين للثورة والمؤسّسين للمظاهرات اجتمع الثوار واعتصموا في ساحة المدينة بجانب الناحية، هذا الكلام في شهر نيسان/ أبريل يعني نهاية شهر نيسان/ أبريل بداية شهر أيار/ مايو، بعد أن خرجت مظاهرة وصلنا إلى هذا الميدان وجلسنا بهذا الميدان ونصرخ: "نريد المعتقلين، نريد المعتقلين". وطبعًا كانت الهتافات.. بعض الأشخاص كانوا يكتبون أشعارًا ويألّفون أهازيج شعبية ويتمّ إلقاؤها بأصوات حسَنة، والهتافات كانت معروفة، حتى الآن نحن هنا لم نقل إننا نريد إسقاط النظام ولا قلنا سوى أن: "الشعب يريد حرّية"، و"الموت ولا المذلة"، و"يا درعا نحن معك للموت"، و"نريد المعتقلين"، لأنه صار يُحتجز معتقلون، فعندما نجتمع نخرج قبل أذان المغرب مثلًا بساعة أو ساعتين، بعد العصر مثلًا مظاهرة خارج أيام الجمعة، والناس صارت تجتمع ويخرج مئة [أو] مئتا شخص، ويصير الناس يقولون: يوجد اعتصام، فنصبح ألف [شخص] أحيانًا نصبح 2000، يؤذّن للمغرب والناس تصلّي بالساحة، يؤذّن العشاء والناس يصلون في الساحة، فهنا مدير ناحية لعب دورًا يتكلّم مع القيادة يقول: هؤلاء الناس مجتمعون يريدون المعتقلين، ينقل الخبر فورًا للجهات المختصّة، وتمّ تلميع.. يوجد عندنا شخص اسمه خليل خالد كان عضو مجلس شعب وكان محافظًا وهو يعني بعثي قديم من المؤسّسين يُعتبر بالنسبة للبعث (حزب البعث)، طبعًا هذا الشخص وجه من وجوه البلد يُعتبر، كان يخدم أهل المدينة كثيرًا قبل أن تقوم المظاهرات والثورة، وبعد الثورة لم يفعل موقفًا عدائيًّا مع أحد، لكن النظام دائمًا في كل مدينة كان يشكّل وجيهًا أو كبيرًا من أجل أن تتبعه المدينة، كان الناس يجتمعون ويعتصمون فيأتي خليل خالد إلى الاعتصام ويقول: يكفي، [هل] تريدون المعتقلين؟ أنا أحضر لكم المعتقلين لكن أنتم اذهبوا إلى بيوتكم، وصار يترجّى أهالي المتظاهرين، عند أبي إبراهيم هدال وأبي خالد غزال، يعني الشباب كانت أعمارهم في ذاك الوقت 28 [أو] 25 [أو] 27 [عامًا] حسب الشخص، فكان لا يتحدث مع الأولاد [إنما] يأتي إلى الآباء، لأن خليل خالد حتمًا خادم الأب [سابقًا]، أمّن له وظيفة أو سهّل له عملًا، هو المسؤول بالمدينة يعني فكل الكبار كانوا يسمعون كلمته وهو شخص يعني لم يكن مُؤذيًا - رحمه الله- تُوفّي، في المحصلة كان خليل خالد يقول: اذهبوا إلى بيوتكم وأنا أحضر المعتقلين، فيذهب خليل خالد إلى فرع المخابرات الجوية، كان محمد رحمون هو من استلم (رئيس الفرع)، أحضر إبراهيم هدال وجاء، وعندما جاء إبراهيم هدال الناس لم تذهب إلى بيوتها لكن الناس انفضّت هكذا بطريقة، ولم يعد عندنا تجمّعات بالساحة بعد ما جاء ووعدنا أنه سيُحضر [بقية] المعتقلين، قعدنا كل 20 أو 30 [شخصًا] في حارة اختفينا، بعد ساعة جاء خليل خالد، هاتف واحد على مجموعة "سكايب" جاء إبراهيم، وعند مجيء إبراهيم مع خليل خالد خرجنا بمظاهرة فرحًا بعودة إبراهيم، فخليل خالد [قال لهم]: يا شباب اذهبوا، يعني خليل خالد خاف على نفسه بمعنى ماذا تفعلون أنتم؟ يعني أنا أحضرت لكم معتقلًا على أمل أن تفضّوا الأمور وأن نُهدّئ الأمور وأنكم لا تخرجون بمظاهرات بعد الآن ولا تخرجون ضد الدولة، الناس بسبب فرحها.. طبعًا لا يوجد أحد أساء أدبه مع خليل خالد ولم يعتدِ عليه أحد، فكان موقفًا يعني مُضحكًا أنهم وعدوا خليل خالد أنهم سيفضّون المظاهرة، ذهب خليل وأحضر المعتقلين وبعد أن أحضر المعتقلين حملوا إبراهيم على الأكتاف وعاد إبراهيم نفسه الذي خرج من المعتقل -كان قد مرّ عليه أسبوع- وصار يهتف، هذا الموقف يقول لك: كم الإنسان عنده أمل! أو كم الحرية جميلة الذي يذوق طعمتها مرة حتى لو تعذّب حتى لو سُجن حتى لو كذا، فلا بدّ أن يعود ليذوق طعم العسل أو طعم الحرية الذي ليس له وصف وليس له مثيل. وطبعًا ليس فقط إبراهيم هدال تمّ اعتقاله أكثر من شخص وكان خليل خالد يعمل دور الوسيط بشكل دوري، فنحن اجتمعنا أكثر من مرة، يوجد مرّة من المرّات اعتقلوا حسين العباس ومحمود عرابي عندما كانوا في تظاهرتهم في جوبر، اعتقلوهم في جوبر، ذهب أيضًا خليل خالد، عملنا اعتصامًا وطالبنا بهم، وخليل خالد الذي أدخلهم لفروع المخابرات الجوية لكنهم لم يناموا إلا يومين وعندما خرجوا وأحضرتهم أنا، جاؤوا سلّموهم أمام الناحية وقلت لهم: ادخلوا لأعرّفكم إلى مدير الناحية. طبعًا كان حسين العباس يعرف أن مدير الناحية من طرفنا فدخل وتعرّفوا إليه وقال لهم: الحمد لله على السلامة وكذا وهمس لهم: انتبهوا إلى أنفسكم -رحمه الله- حسين العباس كان كثيرًا له مواقف وله محاسن نعجز عن ذكرها، حسين العباس كان كثيرًا يهتمّ بالتواصل مع الناشطين خارج المدينة، وكان كثيرًا يحبّ أنه يكون له حضور في المدن الأخرى، فالله يرحم شهداء دوما الـ 11 الذين سقطوا في التظاهرات، قبل أن يسقط شهيد في الضمير في التظاهر سقط في دوما عدد من الشهداء نتيجة أن فرع أمن الدولة كان حافظ خلوف يستلم الوضع (الإدارة) عندهم وكان إجراميًا هذا مثلما عقّبت منذ قليل أن الناس غير الوطنيين أو الناس الذين يتبعون لعنصر الاحتلال الأسدي هم الذين كانوا يسفكون الدماء دائمًا، فتمّ تشييعهم بمظاهرة حاشدة، طبعًا حسين العباس كان يريد أن يذهب [للتشييع] والحواجز [في الطريق] إلى دوما موجودة تمنع الدخول والخروج وبالأخص عندما يعرفون أنه يوجد تشييع أو يعرفون أنه توجد مظاهرة؛ لأنه يتم تداول ذلك على "الفيسبوك" ووسائل التواصل الاجتماعي، النظام يكون عنده علم، فعندما يحين وقت هذه الدعوة قبل ساعتين أو قبل 8 ساعات [أو قبل] بـ 6 ساعات حسب توقيت الحدث، النظام يغلق مداخل ومخارج المدينة، فبوسائل النقل العامة الوصول مستحيل أنك تصل إلى قلب دوما، يعني نحن كانت عندنا وسائل النقل العامة من الضمير تذهب إلى دوما أو بطريق آخر تحويلة [طريق] تذهب [منها] فورًا إلى دمشق، لا تدخل إلى دوما، فكانت تُغلق مداخل دوما أو تُغلق مداخل دمشق حسب الدعوات التي يتمّ نشرها فإذا لم يكن عندك سيّارة خاصة لا تستطيع أن تدخل بين الحارات والأزقّة كي تلتفّ على حواجز النظام، فأكثر من مرة يعني يكون هناك دعوة أو كذا نحاول أن نذهب فيأتينا خبر أن الحاجز الفلاني وُضع فيه عند مفرق الريحان [عناصر] منعوا أيّ سرفيس (حافلة نقل صغيرة) من الضمير أو من المناطق المُلتهبة التي فيها ثورة أن يدخل إلى دوما، فحسين يريد أن يتلافى هذا الموضوع، كيف؟ صار يذهب ويستأجر سيارات، فأكثر من مرة حتى في موضوع التشييع حسين كان هناك في دوما، أنا أريد أن أذهب لتشييع الشهداء الـ 11 عندما خرجوا من الجامع، حسين كان موجودًا بالتشييع لكن أنا [حين] أتيت إليه تم إغلاق الحواجز ولم أستطع أن أصل للأسف فرجعت [إلى الضمير]، أما في المسائية في بيت العزاء جاء حسين بالسيارة التي كان قد استأجرها وأخذني والتففنا على حواجز النظام ودخلنا وحضرنا [العزاء]، وهناك التقينا مع عدد من الناشطين طبعًا لا أعرف أسماءهم كلها أسماء حركية، وهنا طُرح أول سؤال -كانت الناس لا يزالون يقولون: "حرية حرية". طُرح أول سؤال: نحن ماذا نريد؟ يعني نحن ذاهبون إلى أين؟ طبعًا كل الثورات في الربيع العربي كانت تطالب بإسقاط النظام فبالتالي أنا أجبت: ماذا يعني "نريد حرية"؟ يعني إسقاط النظام، حتمًا نريد إسقاط النظام، ومن هنا خرج قرار بتنسيقيتنا تنسيقية الضمير أو خرج حديث أننا نريد أن نرفع شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، أول من صرخ بهذه الصرخة في الضمير هو أسامة خليفة -رحمه الله- الناس كانوا واقفين و[يهتفون]: "حرية وسلمية"، و"واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد". وكانت كل هتافاتنا تردّ على ما يروّج له الإعلام السوري أننا إرهابيون وأننا مندسّون وأننا جراثيم وأننا لا أعرف ماذا، فكانت اللوحات والهتافات ردًّا أننا لسنا كذلك، نحن: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد". نحن فقط نريد حرية، نحن فقط نريد كذا، فهنا لم يكن أحد يتجرأ أن يعطي شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام". نحن حولنا في الضمير مناطق عسكرية، يعني إذا أراد أن يتدخلّ النظام فسوف يتدخل عن طريق الجيش، والجيش لم يتدخل لفترة جيدة، يعني بقينا.. كانت فروع الأمن هي التي تعالج الموضوع، وكانت وزارة الداخلية والشرطة بالأخص، قوات حفظ النظام هي التي يجب أن تتدخل وتفض المظاهرات وهكذا، فهؤلاء كانوا يعني أريد أن أقول لك: إن [معاملتهم] تجنّن (جيدة جدًا). يعني دعنا نقول: معاملتهم معاملة قانون، ناس بالهراوات أو شرطي.. كانوا لا يريدون أن يتورّطوا بمشاكل، [فكأنهم يقولون:] اذهبوا وتظاهروا بعيدًا [عنا]. كانوا يقولوا لنا مثلًا: عندما تأتي قوات حفظ النظام يقفون أمام المخفر يأتون بحافلتين مثلًا ما يعادل مئة عسكري يضعون الخوذ ويمسكون بها، جاؤوا مرتين إلى المدينة، فيتكلم مدير الناحية معنا يقول: يعني عناصر وحرام وشرطة وهم كلهم من أولاد سورية، يعني إذا أردتم أن تشتبكوا معهم فسوف تضربونهم ويضربونكم وسوف يحصل دم (قتل) منكم ومنهم، فيعني لا يحتاج [الأمر] أن نواجه، فسبحان الله أنقل هذه الصورة بهذا الأسلوب، أنه لا يوجد حاجة يعني، هم جاؤوا فلا تخرجوا بمظاهرة فليعودوا فاضين (بدون مشاكل) فهم كانوا يُحضّرون وجاؤوا أكثر من مرة بوضع كهذا حتى ينتشروا أمام الجوامع أو يقفوا أمام الناحية من أجل أن يشتبكوا معنا ويفرّقونا في حال خرجنا بمظاهرة، فعندما يأتون نحن لا نخرج بمظاهرة، بالعكس كان كثير من الأشخاص -الذين الله يذكرهم بالخير- المتظاهرين الذين عندهم جسارة وشجاعة وجسم كبير فينظر ويقول: هؤلاء العساكر إذا هجموا علينا سوف نأكلهم، لا نريد يعني أن نأكل هؤلاء الأطفال والصغار، فلذلك يحضرون لهم أكلًا صمّون (خبز) ويحضرون لهم جبنة ويقولون: خذ يا إسماعيل اذهب وخذ لهم [الطعام] ودعهم يأكلون، فليقولوا: إنهم جاؤوا إلى الضمير ولم يتعرّضوا للضرب [بل] بالعكس تغدّوا وعادوا إلى بيوتهم، فيعني هذا موقف يُذكر، ومثلما تكلمت أن تعاون مدير الناحية -وهو السلطة الأولى- معنا.. هو ثوري قلبًا وقالبًا وخدمنا كثيرًا إلى أن تقطعت به السبل وأُجبر أن ينشقّ [عن النظام] لأنه إمّا أن يُعتقل وإما أن ينشق، صار النظام يتابعنا كيف تفشل الأمور كيف يفشل المخطط الأمني في الضمير، ما السبب؟ هو أن المعلومات كانت كلها تتسرب لنا، ففي مظاهراتنا في نهاية شهر نيسان/ أبريل تقريبًا.. طبعًا نحن يوجد [عندنا] مناسبة وطنية في شهر نيسان/ أبريل مثل 17 نيسان (عيد الجلاء) خرجنا في مظاهرة ورفعنا شعار: "تحرّرنا في 17 نيسان هو تحررنا من الاحتلال الفرنسي" ورفعنا شعارات وطنية كان يرفع النظام نفسها، يعني نحن بالنهاية حتى الآن أولاد سورية، يعني لا يوجد داعٍ أن تفرزنا أيها النظام، وكانت مظاهرة جيدة، واستمررنا في موضوع التظاهر إلى أن أُغلقت علينا السبل أنه يكفي صار يجب أن يرتفع شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام". وتجرأ على هذا الموضوع في مظاهرة كانت قريبة من ناحية الضمير أسامة خليفة، كانوا بالعادة يجلسون على الأكتاف بطريقة [معيّنة] أما هو فوقف فوق أكتاف المتظاهرين وصرخ بصوت عالٍ: "الشعب يريد إسقاط النظام" وتفاعلت المظاهرة بشكل فظيع، يعني هنا طبعًا الشعارات التي كنا نردّدها عندما تغيّرت من: "حرية وسلمية والشعب السوري واحد" إلى: "الشعب يريد إسقاط النظام". تغيّرت نظرة النظام فورًا وتغيرت نظرة الأمن تغيرت نظرة...، حتى هنا جاءت مكالمة من الخارج لمدير الناحية عمر صابرين تقول له: هل تريدون أن تسقطوا النظام؟ فقال له: لا يا سيدي كلهم 10 أو 20 ولدًا هتفوا [بذلك] فيقول له: ماذا 10 أو 20 ولدًا؟ صارت تأتي الأخبار خارج الناحية من أمناء الفرق الحزبية و إلى ما هنالك من الأشخاص الذين كانوا يتعاونون مع النظام لتسليمنا أو لفضّ الثورة أو إنهاء الثورة، فهنا صار مدير ناحية يُوضع على الضغط وبدأت توضع عليه إشارات استفهام أنك تقول: 100 شخص وهم يكونون 2000 شخص، تقول إنهم يقولون: "حرية حرية" في هتافاتهم وهم يقولون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، يعني أنت إما أنك لا تسمع أو أنك تكذب علينا، فهو صار في حينها ينقل التقارير ويردّ أولًا بأول أنه: لا، هكذا يقولون، صار يصحّح الموضوع لأنه أحسّ نفسه تحت المراقبة. كانت مظاهرة قوية جدًا وفي ليلتها حصلت مداهمات فورًا كردّ فعل على [هتاف]: "الشعب يريد إسقاط النظام"، بنفس الليلة حصلت مداهمات، طبعًا المداهمات كانت تأتي بعدد لا بأس به من سيارات المخابرات الجوية وكلهم مسلحون بطريقة [كبيرة] ويأتون إلى نقاط وأهداف محددة، دائمًا كل غزو أو كل مداهمة يجب أن تتمّ مداهمة بيت إبراهيم هدال وحسين العباس ومحب الدين، هؤلاء الأشخاص جميعهم يجب أن تتم مداهمة بيوتهم، فمن هنا بدأ يخرج عندنا قرار أننا يجب ألا نكون معروفين من خلال الكاميرا أو الصورة بعد أن تم اعتقال أول فئة من الشباب وقال له: (للمحقق) يا سيدي أنا لم أخرج بالمظاهرات، [فيقول له المحقق:] هذه صورتك هذا الشاب الذي كان يحملك من عندنا (عنصر أمن) يعني يقول لك: إن هذا الشاب الذي كان حملك على أكتافه عنصرنا فمن هذا المبدأ [قلنا]: يكفي صار واجبًا أن نضع شيئًا نغطي به وجوهنا، وإذا أردنا التصوير فيجب أن نصور من الخلف وليس من الأمام كي لا تحصل أذية أو يُستخدم هذا الموضوع ضدنا، لأن الاعتقالات كلما اشتدت كلما كان زخم الثورة يضعف في بدايتها، وكان الناس يحصل عندهم خوف في البدايات، لكن لم يكن هناك مجال للتراجع، يعني نحن نمشي بطريق الرجوع منه صار مستحيلًا. 

فريد نصّار - رحمه الله- فريد رجل يعني عمره عندما استُشهد كان فوق الـ 45 [أو] 46 [عامًا] وكان ناشطًا في الحراك السلمي، لا توجد مظاهرة إلا ويخرج فيها، طبعًا هو لم يكن له علاقة بالتنسيقية ولا كان له علاقة.. لكن كل مظاهرة يجب أن يخرج فيها، وكان – رحمه الله - يصلّي الجمعة، ففي يومها كان الأمن قد جاء وحصل اشتباك مع عناصر حفظ النظام، وهذه أول مرة تحصل أنه يأتي الأمن ولا يكون عندنا خبر، ففي الحي الشرقي فريد في مواجهة مع الأمن يريد أن يعمل مثل الانتفاضة الفلسطينية كان يحمل حجارة ويضرب على حاملي الدروع والخوذ، هكذا كان أمامنا يعني لا يوجد سلاح، فجأة أتاه طلق ناري وأصابه في بطنه وسحبه الشباب وبعد تقريبًا ساعة أو ساعة نصف أخذوه إلى- لا يوجد عندنا مشفى بالضمير- أخذوه إلى طبيب، أكثر من طبيب لا أريد أن أذكر أسماءهم رفضوا أن يعالجوه قالوا: هذا يحتاج إلى مستشفى، نحن ماذا نريد أن نصنع له؟ لا نستطيع أن نصنع له شيئًا، والبلد أو المدينة مغلقة بحواجز الأمن بشكل عام من كل الجهات، فأي أحد سيأخذه فإنه سيُعتقل قبله، فللأسف نزف دمه ومات بهذه الطريقة بسبب غياب الرعاية الطبية، وكان أول شهيد وأول إصابة بالمظاهرات في مدينة الضمير، وكان سببًا رئيسيًا أننا صرنا نبحث عن مواد طبية ونبحث عن أطباء أو نسعى أن نؤمّن أطباء يقدّمون إسعافات ولو أولية للناس الذين يمكن أن يُصابوا؛ لأن هذا الموضوع صار واردًا، الله يرحمك يا فريد نصار، قصته هكذا جاءت غريبة، طبعًا يوجد إصابات متعددة مختلفة يعني يوجد ناس كانت تُصاب بالأطراف ويوجد ناس كانت تُصاب.. يعني بعد ما استُشهد فريد نصار تغيّر مسار التظاهر، لم نعُد نرى السِّلمية، صارت كل مظاهرة يحصل فيها إطلاق نار.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/22

الموضوع الرئیس

الحراك في مدينة الضمير

كود الشهادة

SMI/OH/38-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4/ 2011

updatedAt

2024/10/11

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرمحافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

فرع أمن الدولة في مدينة دوما

فرع أمن الدولة في مدينة دوما

الشهادات المرتبطة