الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تسلل النظام إلى رتيان وصده من مقاتلي الجيش الحر

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:36:03

بعد معارك كثيرة في سيفات (قرية شمال حلب) والكثير من الشهداء فيها سيفات وبعد أكثر من 5 محاولات لاستعادة سيفات وكلها فشلت، استقرت الجبهة وبدأنا الرباط وأصبح رباطًا طبيعيًّا وروتينيًّا، وفي أواخر شهر كانون الثاني/ يناير جاءتنا معلومات أن النظام بدأ يحشد بشكل ضخم جدًّا على محاور سيفات وحندرات ودوير الزيتون، والهدف واضح وهو اقتحام قرية باشكوي ورتيان وتل جبين حتى يفك الحصار عن نبل والزهراء.

 وفي هذه الفترة في نهاية كانون الثاني/ يناير تحدث معي شاب على "فيسبوك" من دمشق وقال لي: إن ابن خاله في حندرات ويريد أن ينشق، وسألني إذا [كنت] أعرف كتائب هناك حتى تأخذه، وطبعًا هذه منطقتي وأنا أعرف كل الكتائب، فسألته: هل بالتأكيد يريد الانشقاق؟ فقال لي: نعم، وأنا طبعًا لا أعرف هذا الشاب، ولكن أنا كنت أريد إخراج عسكري من داخلهم حتى أتأكد هل هذه الحشود صحيحة؟ ونريد أن نعرف الأعداد، فكانت المسؤولة عن قطاع حندرات هي كتيبة الزنكي، وأنا هنا أتحدث عن قطاع حندرات الذي هو الملاح وهذه المنطقة مسؤول عنها الزنكي فذهبت إلى الزنكي أنا ومحمود ابن عمي -رحمه الله- وهو أخو أحمد إبراهيم (أحد قادة لواء التوحيد) وهو الذي استلم الكتيبة فيما بعد.

 فذهبنا إلى قطاع حندرات وقلنا لهم: إنه يوجد عسكري يريد الانشقاق ويهمنا جدًّا أن يخرج هذا العسكري والشباب قالوا: نحن أيضًا يهمنا ذلك لأننا نسمع بالحشود ونريد شيئًا أكيدًا فتواصلت مع العسكري على الهاتف تقريبًا الساعة 12:00 وقال لي: اليوم لم أستطع الخروج لأنه يوجد الكثير من الحرس فقلت له: سوف أحاول غدًا إن شاء الله فعدت إلى المنزل فعلمت أنه استطاع الخروج الساعة 4:00 صباحًا، وطبعًا أنا قمت بربطه مع أشخاص موجودين هناك على الجبهة.

 وهو تحدث معهم الساعة 4:00 صباحًا وقال لهم: أنا جاهز حتى أخرج فخرج وفي اليوم الثاني صباحًا أخبرني ابن خاله أنه خرج وأصبح عند الزنكي في السجن! فذهبت أنا ومحمود ابن عمي باتجاه الزنكي وهو لم يكن في السجن وإنما في غرفة وكان يتحدث لهم عن الحشود وكل المعلومات فجلسنا معه أنا ومحمود مدة ساعتين وبدأ يتحدث لنا وقال: إنه يوجد أكثر من 3 آلاف عنصر، وطبعًا لم يكن يوجد هذا العدد وإنما كان يوجد 1500 عنصر إلى 2000 عنصر وقال: إن الحشود الرئيسية في مشتل سيفات وفي سجن حلب المركزي، والأفغان موجودون في سجن حلب المركزي وفي مشتل سيفات موجود الجيش، وعند معمل عملية في حندرات موجود جماعة حزب الله والأفغان والعراقيون (ميليشيات مسلحة)، فأعطانا معلومات مهمة أن المعركة قد تحصل في أية لحظة وقال: إنهم رفعوا لنا الجاهزية وقد نقتحم في أية لحظة.

نحن لم نتوقع أن النظام سوف يتسلل وقلنا: إن النظام سوف يخوض معركة يعني يقصف ثم يقتحم بريا ونحن جهزنا أمورنا واستعدينا، ولكن دائمًا تحصل أمور [لم تكن بالحسبان] و"الجيش الحر" مهما طور نفسه تبقى لديه كوارث حيث كانت توجد منطقة في باشكوي بين النقطة والأخرى 700 متر؛ يعني بين نقطة الرباط والأخرى 700 م وفقط في هذه النقطة توجد ثغرة، وأبو حمص (علي عيسىى- قائد عسكري في حركة أحرار الشام) كان يطالب كثيرًا بتغطية هذه النقطة، ولكن بدون استجابة.

 والنظام اختار توقيتًا مناسبًا وهو طقس ضبابي كثيف جدًّا جدًّا، واختار وقتًا للمعركة يناسبه، وأنا كنت نائمًا في حيان في المقر، وفي يومها نمت في حيان لأنني كنت أحتاج للإنترنت، وفي حيان يوجد إنترنت قوي فنمت في المقر، وطبعًا كل أهلي في القرية؛ زوجتي وأولادي وأعمامي وإخوتي وأخواتي ونمت في المقر وكان معي في المقر أولاد عمي، وتقريبًا الساعة الـ 5:00 صباحًا استيقظت حتى أصلي الفجر فصليت وجلست وبدأت أستغفر فتم دفع باب الغرفة بسرعة.

 وأنا في البداية سمعت صوت جلبة في الخارج فاعتقدت أن الشباب يمزحون مع بعضهم ثم تم دفع الباب بسرعة، وإذ بابن عمي فقال لي: انهض الجيش أصبح في رتيان، وأنا هنا أحسست أن جبلًا وقع فوقي ولم أعد أستطيع الوقوف وأحسست بشلل في قدمي وأردت الزحف باتجاه الباب، ولكنني أحسست أن يدي مشلولة، وفي هذا الوقت كانت زوجتي حاملًا بخطاب، وأصبحت أفكر بأهلي وأخواتي وإخوتي وأولاد عمي وأقاربي وكلهم موجودون في القرية، وكيف الجيش موجود في القرية؟ يعني كيف الجيش جاء من سيفات ودخل إلى رتيان، وماذا عن باشكوي ونقاط الرباط؟ يعني لم أستوعب، ولكن تمالكت نفسي ووقفت وأحسست أن الطريق من المكتب في الطابق الأول إلى الخارج طويل جدًّا.

 وعندما نزلت رأيت أن الجميع حزين والدموع في عيونهم فبدأوا يقولون: هيا يا شباب حتى نذهب إلى القرية وطبعًا كان يوجد ممرض اسمه أحمد الشيح أبو النور وهو الذي أخبر الشباب، فذهبنا بالسيارة كلنا وكان عددنا 7 أو 8 أشخاص وتوجهنا باتجاه القرية في الليل وكان الضباب كثيفًا وذهبنا إلى حيان ومن حيان إلى طرف رتيان الجنوبي، وهناك كان يوجد حاجز بين رتيان وحيان فأوقفنا الحاجز، وعناصر الحاجز كانوا خائفين كثيرًا وكانوا مستنفرين فسألناهم: ما هو الوضع؟ فقالوا: لا نعرف، ولكن نسمع أصوات رصاص في رتيان فقررنا الدخول، والحاجز حاول أن يمنعنا ويلهينا عن الذهاب ولكن نحن لسنا في وعينا، وفعلًا ما كان يجب ألا نذهب لأن هذا غلط، ولكن في ذلك الوقت لم يكن يوجد وعي ولم نضع في بالنا أنه يمكن أن يتم اعتقالنا أو تخرج مجموعات أمامنا وتقتلنا.

 فانطلقنا ووصلنا إلى كروم قريتنا ومن خلال هذه الكروم بدأ يأتينا إطلاق نار، وطبعًا السيارة تمشي بدون أضواء والسيارة تمشي بشكل بطيء لأن السائق بالكاد يرى أمامه في الضباب ولكن بسبب صوت السيارة فإن الجيش الذي كان لا يزال يلتف حول القرية، بدأ يطلق النار نحو البيك آب ونحن نسمع أصوات أزيز الرصاص من حولنا ولكنهم لا يصيبوننا فدخلنا إلى القرية من الحارة الجنوبية، وهناك كان يوجد حاجز لقريتنا وهذا الحاجز هو الذي يحمي القرية ويوجد عليه 3 مراهقين فقط لأجل حراسة القرية، وهم تطوعوا لأجل حراسة القرية في تلك الفترة، فوصلنا إليهم وطبعًا هم لا يعرفوننا ونحن لا نعرفهم ونرى فقط الخيالات بسبب الضباب، يعني كان رعبًا حقيقيًّا.

وعندما وصلنا إلى الحاجز نحن خفنا وهم خافوا وبعدها بدأنا نميز بعضنا وهنا لم يعد يوجد مجال للعودة، يعني إذا كان جيشًا سوف يطلق عليك النار وإذا كان ابن قريتك فسوف يستقبلك، فنزلنا إليهم وكانوا خائفين وسألناهم: أين الجيش؟ فقالوا: لا نعرف وسألنا: من أين يأتي إطلاق النار؟ فقالوا: من كل مكان، وطبعًا نحن هنا نسمع صوت إطلاق الرصاص ولكن نريد أن نعرف أين الجيش يتمركز فسألناهم: من موجود في القرية؟ فقالوا: الكل موجودون وفي هذا الوقت كل كتائبنا ترابط في باشكوي، ولكن توجد مقرات، توجد 3 مقرات لكتائبنا في القرية، وتوجد لنا مقرات في حيان وفي كل مقر يوجد 3 أو 4 عناصر.

العناصر الموجودون معي كانوا يريدون تفقد أهلهم ولا يستطيعون الدخول إلى القرية لأنه لا أحد يعرف ماذا يحصل، فقال لنا الشباب المراهقين الـ 3: اذهبوا ورابطوا من هنا لأن الجيش يلتف من هذا الطرف ورابطوا هنا حتى لا يأخذ الجيش هذه المنطقة، وحتى يكون لنا طريق مفتوح، وبالفعل ذهب تقريبًا 4 أو 5 شباب الذين جاؤوا معنا ورابطوا في الحارة الموجودين فيها، وعندما ذهبوا بالفعل كان الجيش يتقدم ويريد الالتفاف يعني كان بيننا وبينه 4 أبنية فقط فاشتبك الشباب مع الجيش قليلًا وأوقفوه عن الالتفاف باتجاه المنازل الـ 5 أو الـ 6 الأخيرة في هذه الحارة.

بدأ الناس يتجمعون في منتصف القرية ويوجد مدنيون ركبوا سياراتهم وتوجهوا إلى حردتنين وبيانون ومن ذهبوا إلى حردتنين قُتلوا جميعهم، ومن ذهب إلى بيانون سمحوا له بذلك يعني بحسب الضباط الموجودين، والنظام كان يريد إفراغ القرية ويسمح بالذهاب إلى بيانون ونحن بعدها علمنا أن الجيش تسلل إلى حردتنين وسيطر عليها، لأجل ذلك كان الجيش يمنع الناس من الذهاب إلى حردتنين فقتل جميع من ذهب إلى هناك، ويوجد 53 شهيدًا على هذا الطريق.

هنا استطاعت بعض المجموعات البسيطة التسلل بين الكروم وتدخل إلى رتيان وأصبحت الساعة الـ 6:30 وأنا لا أعرف شيئًا عن أهلي أبدًا ونحن 3 أو 4 شباب ولا يوجد عندنا سلاح ونجلس عند الحاجز وبقية الشباب يرابطون ولا أحد يعرف ماذا يحصل في القرية، وهنا خرج ضوء النهار وانقشع الضباب قليلًا وأنا هنا أحاول كثيرًا الاتصال بأهلي وتقريبًا الساعة الـ 7:30 دخلت مجموعة أو تسللت، وهي عبارة عن أفراد لأن الطريق أصبح مرصودًا وأُغلق تقريبًا، فدخلت مجموعة عددها 18 شخصًا من "أحرار الشام" ودخلت مجموعة من حيان.

مجموعة أحرار الشام استُشهد منها 6 عناصر والباقي فيما بعد انضم إلى "داعش" وبعدها سوف يُستشهدون في معارك البل عندما هجمت "داعش" على صوران مرة ثانية.

جاء شاب صغير من مجموعة أبي حمص وهم أرسلوه حتى يعرف ماذا يحصل في القرية فجاء هذا الشاب إلى الحاجز وسألته: من أين جئت؟ فقال: جئت من مقر أبي حمص، وطبعًا أبو حمص ليس هنا وهو يتعالج بسبب إصابة "داعش" يتعالج في تركيا فقلت له: من أين جئت؟ فدلني على الطريق فسألته: هل يوجد جيش؟ فقال: في داخل القرية لا يوجد جيش فذهبت معه إلى المقر، وفي المقر كان موجودًا هشام (أحد عناصر أحرار الشام) -رحمه الله- أيضًا استُشهد في تفجير أطمة (بلدة في ريف إدلب الشمالي) وهو استلم كتيبة أبي حمص وكان مع هشام 4 أو 5 عناصر في المقر وهذا الشاب المراهق الذي عمره 15 سنة تقريبًا، وطبعًا هذا الشاب أيضًا سوف يُستشهد فيما بعد حيث يسقط بجانبه برميل ويُقتل.

هشام كان بينه وبين الجيش جدار واحد وهذا يشتم وذاك يشتم وذاك يرمي علينا قنابل، وهشام في يده مطرقة ويضرب الجدار وهو يريد أن يفتح طلاقية (ثقبًا كبيرًا) باتجاههم وهم يشتمون ويحيون بشارًا، وأنا لم أبق مع هشام كثيرًا وأنا سألته عن الوضع وكم عنصرًا لديك؟ وما هو الترتيب عندك؟ فطلب مني أن أُحضر له مؤازرة فقلت له: لا يوجد إلا نحن (أحد غيرنا) استطعنا الدخول إلى القرية ولا أحد يستطيع مؤازرتك أبدًا حتى يخرج الضوء وتأتي مؤازرات من الخارج ويدخلون إلينا بالدبابات، وأنا بقيت عنده قليلًا ثم جاء شاب ثان ليس لديه سلاح فقال لي: هيا نذهب إلى الحارة القبلية حتى نرى الوضع فذهبنا إلى الحارة القبلية وكان المدنيون في الحارة القبلية يقاتلون وطبعًا نحن لم نستطع الوصول ولكن بدأنا نراقب من بعيد ولم نستطع الوصول أبدًا بسبب إطلاق النار الكثيف وأنا حاولت الذهاب إلى مقر لواء التوحيد ولم أستطع لأنه في الطرف الشمالي.

هنا في هذه الفترة عندما عدت إلى الحاجز هنا دخل 16 عنصرًا من أحرار الشام وهم ساهموا بشكل كبير في الحفاظ على القرية وعندما دخلوا قالوا: نريد دليلًا حتى نذهب الى أخطر منطقة فقلت لهم: أخطر منطقة هي منتصف القرية وإذا سيطروا عليها فسوف تسقط القرية، وهي المنطقة التي يقاتل فيها هشام فقالوا: خذنا إليها وبالفعل أخذتهم إلى هشام.

مجموعات الأفراد الأخرى منهم من ذهب حتى يرابط في المنازل يعني كان المهم الرباط والمهم ألا يدخل الجيش إلى منتصف القرية ويجب أن يبقى منتصف القرية لنا، وإذا حافظنا على منتصف القرية ومركز القرية فسوف نستطيع الاستمرار بالقتال والصمود لأنه سوف تأتينا مؤازرات والله سوف يفرجها علينا، وكان هذا هو الهدف، وبعدها بدأ يأتي الناس، يعني الناس رغم كل هذه الأصوات كان يوجد ناس نائمون، فبدأ الناس يستيقظون وعلمنا بعدها أن مقر لواء التوحيد يوجد فيه تقريبًا 8 عناصر ويقاومون وأمورهم جيدة ويقومون بصد الجيش ويمنعونه من التقدم باتجاه تلك المنطقة.

 وهنا ارتحنا لأنه أصبح بإمكاننا التحرك في منتصف القرية، وطبعًا ليس في كل الأماكن ويجب أن تكون ابن القرية وتحفظ شوارعها حتى تستطيع التنقل.

أصبحت تقريبًا الساعة الـ 10:00 صباحًا والنظام يقتحم ويحاول التقدم ولكن في كل منزل من أهالي القرية في كل منزل كان يجد مقاومة، لذلك كان تقدمه بطيئًا، ومجموعات لواء التوحيد الذين أمسكوا (سيطروا على) تلك الحارة استطاعوا التوزع والانتشار في منطقة معينة وبعض المدنيين أخرجوا سلاحهم وساعدوهم، وأما المنطقة من طرف هشام من الطرف الغربي أغلقتها جماعة أحرار الشام والأمور أصبحت جيدة، وأما الحارة الجنوبية التي كان يقتحم منها الجيش فإن الأفراد الذين دخلوا من حيان ذهبوا وأغلقوا تلك المنطقة، وأما المنطقة التي كان يلتف فيها الجيش حول الحاجز أغلقتها الجماعة التي جاءت أيضًا، يعني أصبح يوجد شبه إغلاق للمنطقة والأمور جيدة والساعة الـ 9:00 صباحًا بدأت تكبيرات المساجد في كل الجوامع حول رتيان ويقولون: حي على الجهاد، والجيش في رتيان، والنساء في رتيان، يا ناس يا أهل النخوة، فبدأ الناس يأتون من كل حدب وصوب، وطبعًا نحن لم نر هذا الشيء ولكن علمنا بذلك فيما بعد، وبعدها عندما دخلوا إلينا رأينا أشخاصًا جاؤوا يحملون العصي بدون سلاح لذلك النظام بدأ يتعرض للهجوم من الخارج ومن الداخل والناس الذين جاؤوا للقتال كانوا يحفظون رتيان جيدًا فبدأ يتم استهداف النظام من الخارج من البساتين وأيضًا من الداخل من الناس المرابطين.

أول الأشخاص الذين اقتحموا هم مجموعة أحرار الشام التي كان عددها 16 شخصًا وتحولوا من الدفاع إلى الهجوم وفعلًا هجموا باتجاه الجيش وبدأوا يفتحون الطلاقيات وكان معهم هشام وانضم لهم بعض المدنيين وبدأوا يقتحمون باتجاه الحارة الغربية، وطبعًا الحارة الغربية سقط أغلبها، ونحن كانت منازلنا في الحارة الغربية، فبدأت جماعة أحرار الشام تقتحم باتجاه المنطقة وبنفس الوقت بدأت جماعة لواء التوحيد من الطرف الثاني بدأوا يقتحمون من الجهة الشمالية باتجاه الغرب وبدأوا ينسقون مع أحرار الشام حتى يلتقوا في نقطة واحدة، وبدأ اقتحام الحارة الغربية، وأعادوا الجيش إلى الأطراف الغربية من الحارة والجيش ترك هذه الحارة كلها وتراجع إلى الأطراف.

هنا المعركة بدأت تأخذ طابع التعادل، والجيش على الأطراف ونحن في الداخل، والطريق تم قطعه وأصبحنا شبه محاصرين، والسيارة التي تريد الخروج كان يتم استهدافها، وإما أن تعبر أو يُقتل من فيها، والداخل نفس الأمر، ويوجد مخاطرة كبيرة في الدخول، ولكن يوجد مدنيون يخاطرون ويدخلون ومنهم يُجرح ومنهم يُستشهد.

أصبحت الساعة الـ 12:00 تقريبًا وهنا المعركة أخذت طابع التوازن، ولكن بدأنا نخاف لأن النظام سيطر على باشكوي وأخذ كل نقاطنا في دوير الزيتون وهي المنطقة التي كنا نرابط فيها وأخذ باشكوي، وأصبحنا نخاف أن يحضر النظام الدبابات من باشكوي ويتحرك باتجاهنا، وعندما تتحرك الدبابات باتجاهنا نحن بكل الأحوال محاصرون فسوف يقضي علينا بالدبابات.

الساعة الـ 12:00 ظهرًا جاءت دبابتان من بين البساتين وحصل ما كنا نخاف منه، وجاءت الدبابتان من بين البساتين من منطقة ليست مع الجيش وهي منطقة لنا، ولكن الدبابتان قادمتان باتجاهنا وأنا هنا كنت على الحاجز وقدمي لم تعد تحملني والناس الذين كانوا يقفون حولي عند الحاجز أيضًا كانوا خائفين جدًّا.

عناصر الجيش المتواجدون في الحارة عندما سمعوا صوت الدبابات بدأوا يصرخون: "بالروح بالدم نفديك يا بشار" وكانوا يعتقدون أن الدبابات لهم ونحن كنا نعتقد أن الدبابات للجيش، ولحظة الخوف تلك لا أستطيع وصفها وسلمنا أمرنا لله لأننا سوف نُقتل.

بعد قليل توقفت الدبابات في منطقة تبعد تقريبًا 800 متر وصعد شخص فوق الدبابة ونحن حتى الآن لا نعرف إذا كانت الدبابة لنا أم ليست لنا، وهذا الشخص الذي يلوح لا نراه جيدًا بسبب الضباب، وصحيح أصبحت الساعة الـ 12:00 ولكن آثار الضباب لا تزال بين الكروم الموجودة في الوادي، والضباب في هذه المنطقة يبقى أحيانًا حتى المساء، ولكن يوجد شخص يلوح بيده ولكنه لا يظهر بشكل واضح، ثم خرج شخص من الدبابة واقترب باتجاه الكروم وذهب شاب من حيان اسمه مصطفى عادل، وهو الشاب الوحيد الذي كان معه قاذف في القرية، وهو الوحيد الذي يعرف الرماية على القاذف فقال: أنا سوف أذهب حتى أرمي الدبابة وسأل: من سوف يذهب معي؟ فذهب معه شخص مرافق ذهبوا حتى يستهدفا الدبابة وذهبا باتجاه الكروم وبعد قليل عاد الشخص المرافق وقال: لا تخافوا هذه الدبابات لنا، هذه دبابات أبي حمص وهنا بدأ الناس بالتكبير وانقلب اليأس إلى فرح وأمل والناس بدأت تبكي من الفرح.

بدأ يتحدث مع مصطفى وتواصل معه وقال له: أريد الدخول إلى القرية وطبعًا مصطفى لا يستطيع الذهاب إليه لأن المنطقة والمنازل التي يتمركز فيها الجيش تكشف المنطقة كلها، وبدأ مصطفى يتحدث معه من بعيد حتى يقترب بالدبابة، فاقتربت الدبابات ودخلت إلى القرية تقريبًا الساعة الـ 12:30 وعندما دخلت الدبابات وعرف النظام أن هذه الدبابات لنا توقفوا عن إطلاق النار وخافوا كثيرًا.

عندما جاء أبو حمص أول شيء قام به هو [قصف] المنزل الذي كان يرصد الطريق ويقطعه، ونحن نقول له: بيت سالم فقلنا له: اقصف هذا المنزل لأنه يقطع الطريق، فأطلق أول قذيفة وسقطت في منتصف المنزل فبدأ عناصر النظام يهربون وقُتل عنصران للنظام وأخذنا جثثهما بعد انتهاء المعركة، والباقي هرب، وتقريبًا الطريق أصبح شبه مفتوح ثم انطلق بالدبابة إلى الحارة الشرقية التي يوجد فيها الحاجز وعندما سمع الجيش صوت الجنازير أيضًا ولّى هاربًا وبدأوا يهربون وبدأ الشباب يستهدفونهم، فتحررت الحارة بصوت الدبابات وبعدها توجهوا بالدبابة وعربة البي إم بي وذهبوا باتجاه الحارة الجنوبية التي كان يوجد فيها هذا المنزل الذي كان يقطع الطريق.

 وطبعًا يوجد خلفه كتلة منازل فذهبوا إلى هناك بالدبابة، وأيضًا عندما سمع عناصر النظام صوت الدبابة اشتبكوا معهم قليلًا ثم تركوا المنطقة وهربوا، والآن الجيش يهرب من هنا ومن هنا ويلتف باتجاه الحارة الغربية وكلهم يذهبون بين البساتين باتجاه الحارة الغربية.

عندما جاء أبو حمص قال: أنا رأيت مجموعة بين الكروم لمن هذه المجموعة فقال له الشباب: ليست لنا وهذه المجموعة كانت في دار حمام وهي بين الكروم وهي بين باشكوي ورتيان وحردتنين فقال: إذًا هذه مجموعة للجيش، فانطلق بالدبابة وعربة البي إم بي وأخذ معه الشباب وعادوا بعد ذلك وقالوا لنا: إنهم قتلوهم جميعهم وهي كانت غرفة عمليات المعركة وفيها عناصر (ميليشيات أجنبية) أفغان وحرس ثوري وباكستان وشيعة أفغان وهذا علمناه من هوياتهم (بطاقاتهم الشخصية).

هنا أصبحت الساعة تقريبًا الـ 4:00 وحاول الشباب كثيرًا اقتحام الحارة الشمالية بالدبابة وعربة البي إم بي ولكن المحاولات فشلت، وفي الحارة الغربية بقي الجيش في 3 أبنية في الحارة وبعدها يستطيع الشباب السيطرة على بنائين ويبقى الجيش في بناء واحد وتتم محاصرته، وطبعًا نحن لم نكن نعلم أنه يوجد في هذا البناء 53 عنصرًا وكنا نعتقد أنه يوجد فقط 10 عناصر محاصرون.

جرت 10 محاولات ومنها 6 محاولات باتجاه الحارة الشمالية لأجل اقتحامها وتفشل، واستُشهد أكثر من 10 عناصر من "الجيش الحر" في هذه الاقتحامات وفي المحاولة الاخيرة ترك الجيش وهرب؛ ترك الحارة الشمالية وهرب باتجاه حردتنين وتقريبًا الساعة الـ 6:00 بدأ الشباب بتمشيط الحارة الشمالية وفتحوا أبواب المنازل وأخرجوا الأسرى من النساء والشيوخ، وكان يوجد أكثر من 50 أسيرًا بين رجل وامرأة فتم إخراجهم وبقي فقط بناء واحد في الحارة الغربية وقالوا: اتركوه حتى الصباح فتمت محاصرته من عدة شباب والبقية ذهبوا إلى الرباط باتجاه حردتنين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/10/29

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في ريف حلب

كود الشهادة

SMI/OH/84-20/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

كانون الثاني 2014

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-رتيانمحافظة حلب-حيانمحافظة حلب-سيفات

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

لواء التوحيد - حلب

لواء التوحيد - حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

حركة نور الدين الزنكي

حركة نور الدين الزنكي

سجن حلب المركزي

سجن حلب المركزي

الشهادات المرتبطة