الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التدخل الروسي واقتحام النظام لقرى ريف حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:14:09

في هذه الفترة عندما فشلت إيران في المرحلة الثالثة، وفشلت في اقتحام نبل والزهراء، وقُتل قادة العمليات وقُتل القادة العسكريون وقُتل معظم عناصرها، وأنا أعتقد أن إيران في هذه الفترة أحست بالهزيمة، ويمكننا أن نقول: أنه هُزمت إيران في هذه الفترة.

الجبهات في منطقتنا استقرت، وجيش النظام بقي يرابط في باشكوي مع الميليشيات الإيرانية، ونحن نرابط في رتيان ودوير الزيتون، وفي هذه المنطقة في الريف الشمالي وجبهات حلب بشكل عام كان يوجد فيها مناوشات بشكل يومي، وأيضًا حصل اقتحام على جمعية الزهراء، واستطعنا التقدم وأخذ عدة مبان في الجمعية مرة ثانية، وحاولنا أن نقتحم باشكوي أكثر من مرة وشارك فيها معظم الفصائل في تلك الفترة، ولكن المحاولات كانت دائمًا تفشل لأنه لم يكن يوجد عمل عسكري ضخم باستثناء عمل واحد كان عملًا ضخمًا وكبيرًا، وتقريبًا سيطرنا على باشكوي 90% ولكن صباحًا حصلت خلافات بين الفصائل على الغنائم فانسحبنا من باشكوي.

هذه الفترة يمكننا أن نقول: كانت مرحلة استعداد بالنسبة للجيش الحر في حلب، وكان الجيش الحر يعيد تأهيل نفسه مرة ثانية ويرتب صفوفه لأنه في المرحلة التي مرت الجيش الحر خسر معظم قادات الصف الأول، وخسر معظم المقاتلين الأكفاء أصحاب الخبرة في معارك "داعش" وفي معارك الميليشيات الإيرانية وصد معركة "دبيب النمل" فكان الجيش الحر مستنزفًا بشكل رهيب في هذه الفترة، فكان يوجد إعادة تأهيل وضم صفوف جديدة من المقاتلين، يعني كان يوجد ترتيب للصفوف مرة ثانية بحيث نعود ونهجم ونستعيد كل شيء خسرناه، وفعلًا هذا الأمر كان يتم وكان يوجد معسكرات بشكل دائم للجيش الحر وانضمامات جديدة تحصل وإعادة ترتيب للصفوف، وإعادة اندماج بشكل عام.

 وصحيح [أن] معظم الاندماجات كانت تفشل، ولكن الكل كان يتفق أنه يجب أن يكون هناك معارك لاستعادة كل شيء خسرناه في معركة "دبيب النمل"، وتزامن هذا الشيء مع معارك جدًّا مهمة في محافظات أخرى يعني مثلًا في دمشق كان يوجد معركة "الله غالب" وفي إدلب كان يوجد معارك تحرير ريف إدلب ومدينة إدلب كلها ووصل الثوار إلى محيط الساحل، وكان يوجد معارك أيضًا في الساحل.

 وفي إحدى المرات وصلوا إلى البحر، وهذه المعارك كلها، وحتى إنها كانت توجد معارك في درعا وهي معارك "مثلث الموت" حيث تلقت المليشيات الإيرانية خسائر رهيبة في تلك المنطقة، وكان يمكننا أن نقول: إنها نهاية خسارة إيران، وبداية مرحلة جديدة التي هي التدخل الروسي.

عندما تدخل الروس يمكننا أن نقول: أنها انتهت حقبة إيران، وأنا أعتبر أن معركة "دبيب النمل" ولولا التدخل الروسي لكنا استعدنا كل شيء خسرناه، وأنا أقول هذا الكلام وأنا واثق جدًّا لأنني أعرف في تلك الفترة ما كان يتم تحضيره، وكيف كانت معنويات الجيش والمليشيات الإيرانية التي كانت منهارة، وكيف كانوا يهربون في معارك إدلب، ومعارك "الله غالب" ومعارك "مثلث الموت" في درعا كانوا يهربون، يعني نوعًا ما كان الجيش الحر يستعيد مرة ثانية قوته وألقه وينقض مرة ثانية على كل ما خسره، ولكن جاء "أيلول الأسود" الذي هو التدخل الروسي.

التدخل الروسي كان عبارة عن مرحلة جديدة ويمكننا أن ننسف كل شيء كان سابقًا، ونبدأ بمرحلة جديدة من تاريخ الثورة حيث أصبحت في مواجهة قوة عظمى، وأيضًا في مواجهة ثورة مستنزفة أساسًا ثورة أصبح لها 5 سنوات تخوض معارك مع إيران وبشار الأسد، والأسلحة التي دخلت حديثًا جعلت فارقًا كبيرًا.

كلنا نعرف أن التدخل الروسي بدأ في البداية بغارات على محيط دمشق على المواقع التي أخذها جيش الإسلام في الغوطة في الضاحية، وبعدها كأول معركة اقتحام بدأ في اللطامنة في ريف حماة الجنوبي، وهذه المنطقة التي هي اللطامنة وكفر زيتا وهذه المناطق، وهذه المعركة كانت بداية اقتحام الروس مع ميليشيات على الأرض إيرانية وبشار الأسد مع تغطية نارية من قبل الروس وهنا بدأ الروس التمهيد لمعركة أرضية.

أذكر في تلك المعركة أنه حصلت خسائر كبيرة في الدبابات ودُمرت أكثر من 15 إلى 20 دبابة، وفشلت هذه المعركة ومباشرة تحول الرؤوس إلى المحور الأهم بالنسبة لهم وهو محور الساحل، وحرقوا الساحل في مناطق سلمى وكنسبا (مناطق تتبع للاذقية) وهذه المناطق، واستطاعوا السيطرة على تلال مهمة أو قرى مهمة في الساحل واستطاعوا استعادة مناطق واسعة في الساحل وحصروا الثوار في شريط حدودي على الحدود التركية.

هنا نعود إلى حلب حيث بدأت معركة الريف الجنوبي.

بدأ الروس يغطون للمليشيات الإيرانية على محور العيس وقانص وخلصة وخان طومان وهذه المنطقة الممتدة باتجاه الزربة، وهذه المنطقة كانت محور إيران باتجاه فك الحصار عن الفوعة وكفريا وبدأت المعركة واستطاعت الميليشيات الإيرانية التقدم تحت وابل من قذائف المدفعية، وقصف الطيران الروسي الذي كان يأتي على شكل سرب، ولا يهدأ أبدًا حيث تهجم 5 طائرات وتغادر 5 طائرات مع استمرار القصف بشكل مرعب بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والعنقودية والحارقة، واستخدموا كل شيء في القصف وتقدم النظام على مناطق مهمة في الريف الجنوبي، وأخذ خان طومان والزربة والعيس، وأخذ مناطق مهمة جدًّا في الريف الجنوبي وتلال حاكمة وأخذ جبل عزان في تلك الفترة، واستطاع التقدم إلى مناطق مهمة جدًّا في الريف الجنوبي، ولكن بعد أن حرق الأخضر واليابس.

في هذه الفترة التي تقدم فيها النظام إلى الريف الجنوبي كان هذا صدمة بالنسبة لثوار حلب، وهم لأول مرة يخوضون معارك في هذه المنطقة مع الروس، ولكن بعد شهر ونصف أو شهرين استعاد المقاتلون في ريف حلب الجنوبي والفصائل استعادت قوتها مرة ثانية، وبدأت معارك استعادة كل شيء خسروه، وكانت معارك بطولية جدًّا، وأنا شاركت في تغطية معظمها وأذكر معارك خلصة (منطقة في ريف حلب) التي استمرت 100 ساعة، وأنا ذهبت وصورت وما رأيته في خلصة كان 150 جثة لقتلى عراقيين ومليشيات إيرانية وشيعية وأيضًا في معارك العيس شاركت بالتصوير، ومعارك برنة وزيتان ومعارك عند سكة القطار في منطقة يقولون لها الساقية اسمها منطقة السابقية، فاستعاد الجيش الحر زمام المبادرة، وكانت معظم الفصائل المشاركة بدءًا من ثوار الشام إلى جيش المجاهدين إلى الزنكي إلى فصائل من ريف حلب الجنوبي إلى جبهة النصرة، وكل الفصائل كانت مشاركة في عمليات الصد في ريف حلب الجنوبي.

كما ذكرت استطاعوا خلق نوع من التوازن وبعد فترة بدأوا عمليات الاقتحام مرة ثانية، واستطاعوا استعادة المناطق حتى العيس، وبقيت مع النظام منطقة الحاضر وخان طومان ومناطق أخرى حيث استشرست الميليشيات الإيرانية بالدفاع عنها.

توقف الروس في هذا المحور بعد أن تكبدت الميليشيات الإيرانية خسائر كبيرة وحاولوا الانتقال إلى محور رتيان وهي معركة تكملة لمعركة "دبيب النمل".

في معركة رتيان، ورتيان هي أساسًا قرية صغيرة وعدد سكانها 3 آلاف نسمة وهي قرية صغيرة والميليشيات الإيرانية ترابط على تخومها في قرية باشكوي، وعندما بدأ التحشيد في باشكوي نحن علمنا بذلك، وأن النظام سوف يقتحم رتيان، ولكننا لا نعرف متى وفي تاريخ 5 شباط/ فبراير تقريبًا نحن كنا موجودين في المقر في حيان، وكنا سهرانين مع مجموعات أخرى فجاء خبر من غرفة العمليات أن اقتحام جيش النظام سوف يكون اليوم وهذا كان خبرًا صادمًا، ونحن كنا نتوقع أن الاقتحام سوف يكون بين يوم وليلة، ولكن عندما سمعنا الخبر استنفرنا، وجسدك تصيبه القشعريرة لأنه يوجد احتمال خسارة، ويوجد احتمال أن يموت أشخاص ويوجد احتمال أن تموت أنت وتخسر قريتك؛ يعني أنت مقبل على معركة بعد دقائق، فبقينا موجودين في المقر، وتواصلت القيادات مع كل العناصر المرتاحين في منازلهم، وتم استدعاؤهم إلى مقر حيان وأبلغوهم بـ[ـضرورة] البقاء في المقر إلى حين طلب المؤازرات.

 وطبعًا نحن الموجودون في حيان كان يجب علينا أن نتحرك باتجاه ساتر باشكوي مباشرة، وهو أقرب لنا من أن نذهب إلى رتيان ونلتف إلى دوير الزيتون لأن هناك لدينا مجموعات أخرى ترابط في دوير الزيتون ومجموعات ترتاح حتى إذا حصل اقتحام على الدوير أيضًا تقوم بالمؤازرة.

الساعة 2:00 ليلًا بدأت تحركات الميليشيات باتجاه ساتر دوير الزيتون، ونحن كنا نعتقد أن الاقتحام سوف يكون من ساتر باشكوي باتجاه رتيان مباشرة، ولكن الميليشيات الإيرانية غيرت الخطة وذهبت باتجاه دوير الزيتون تلجبين، والساعة 02:00 ليلًا اشتغلت عربات البي إم بي واقتحموا فيها باتجاه دوير الزيتون، والمرابطون الموجودون في تلك المنطقة عندما شاهدوا عربات البي إم بي تتقدم باتجاههم قاوموا قليلًا ثم انسحبوا إلى الوراء، ومع انسحابهم إلى الوراء أغلب الناس لم يتوقعوا التقدم من هذا المحور، وطبعًا هذا المحور الذي مر به الجيش هو كان بيننا وبين "داعش" يعني بنفس الوقت "داعش" كانت ترابط في الطرف الثاني يعني نحن على شكل مثلث الجيش الحر النظام و"داعش" والنظام اخترق المنطقة الموجودة بيننا وبين "داعش" التي كانت ترابط في الطرف الثاني في مناطق تل سوسيين وغيرها التي تؤدي إلى المشاة (مدرسة المشاة)، فاخترق النظام هذه المنطقة ودخل باتجاه تل جبين بين البساتين يعني أحدث ثغرة، ودخل باتجاه  تلجبين، وهنا توتر الجميع ولم يتوقع أحد أن يقتحم النظام من هذا المحور على الإطلاق ثم أخذوا المؤازرات التي كانت موجودة في المقر، وأنا ذهبت معهم إلى رتيان، وذهبت المؤازرات إلى تل جبين، وأنا بقيت في رتيان وأكملت المؤازرات طريقها إلى تلجبين، ووقعت المؤازرات في كمين وأطلق الجيش النار عليهم وهم لا يعرفون أن الجيش تقدم في تلجبين لمسافات جيدة، والذين ذهبوا مؤازرة كانوا يعتقدون أن الجيش موجود في بريد تلجبين، ولكنهم وقعوا في كمين حيث سيطر النظام على منطقة بعد البريد، وأطلق النظام كمًّا هائلًا من الرصاص على السيارة، وأُصيب 4 أشخاص ونجا الجميع وزحفوا، وطبعًا نجوا بأعجوبة ومنهم زحف باتجاه الكروم، وكانت توجد أعشاب طويلة في الأرض لأنها منطقة جبهات فلا أحد يفلح أو يزرع هذه الأرض، فكانت هذه الأعشاب عاملًا مساعدًا، فاستلقى الشباب بين هذه الأعشاب وبدأوا يزحفون ونجت مجموعة المؤازرة.

تقريبًا الساعة 6:30 بدأ أبو حمص (علي عيسى) يأخذ مؤازرات، ويتوجه باتجاه تلجبين، وأصبحت تلجبين نصفها معنا ونصفها مع النظام والمليشيات، وقاوم أبو حمص كثيرًا في تل جبين، ولكن الضغط كان هائلًا جدًّا، وقصف بالطائرات الروسية التي حرقت كل شيء يعني الطريق الذي يؤدي إلى تل جبين نحن لا نستطيع أن نرفع رأسنا في رتيان يعني يقتحم في تل جبين ويهدم رتيان، ويهدم حردتنين ويهدم المنطقة كلها بسبب كثافة القصف، وأينما نظرت يوجد دخان وانفجارات، ولا أحد يستطيع أن يرفع رأسه، وكان المنظر فعلًا مرعبًا جدًّا.

مساءً النظام سيطر على تل جبين، وانسحب أبو حمص مع مجموعاته وعاد إلى الوراء، وأصبح الرباط في حردتنين، ونحن أصبحنا نرابط على تلجبين وباشكوي وحردتنين.

في تلك الفترة كانت المؤازرات خجولة من باقي الفصائل، ولم يأت ذلك الدعم الكبير الذي جاء في أول مرة، وبصراحة أكثر فصيل أرسل مؤازرات في تلك الفترة، ويوجد أشخاص يقولون: هذا يروج للجبهة، ولكن نحن نكتب التاريخ في المحصلة، وأكثر فصيل وضع قوته في تلك الفترة هي جبهة النصرة في المنطقة، وأكثر من قاوم في تلك الفترة هي جبهة النصرة، وأما بقية الفصائل كلها تخاذلت، والزنكي أرسل لنا فقط صاروخ تاو واحدًا، ولم يرسل مؤازرات، والزنكي كان لديه معارك في الملاح، وقد يكون معذورًا، وجيش المجاهدين لم يرسل مؤازرات، أو إنه قد يكون أرسل مجموعات بسيطة جدًّا، أنا لم أرها، ولواء التوحيد والجبهة الشامية تخاذلا جدًّا عن إرسال المؤازرات إلى هذه المنطقة.

 وفي المحصلة أُلقي كل العبء على أولاد المنطقة؛ أولاد رتيان وحيان وعندان من كل الفصائل، وهذه المنطقة كان فيها مقاتلون من الشامية أكثر وجبهة النصرة كعدد مقاتلين من أبناء المنطقة، ولكن بشكل عام قيادة الشامية تخاذلت وقيادات باقي الفصائل كلهم تخاذلوا، وللأمانة والتاريخ جبهة النصرة في تلك المعركة رمت بثقلها، وأنا أعرف كم سقط عندهم من الشهداء؛ سقط الكثير.

أصبح الرباط في حردتنين وأنت تتكلم عن قرية كانت في الخلف، ولم يضعها أحد في البال أبدًا، وأنه قد يحصل فيها رباط، وكل الأنظار كانت متوجهة إلى رتيان، وأن النظام سوف يأخذ رتيان ويتوجه إلى نبل والزهراء، ولم يضع أحد في باله أن يلتف النظام إلى حردتنين وتلجبين، يعني هذه القرية لم نحصنها ولم نضع فيها سواتر، ولا نعرف أين نرابط وأنت منسحب من تلجبين بخسارة، ومتعب وطوال النهار تخوض معركة.

 والآن سوف أتحدث عن المعركة من الجانب الثاني من ساتر باشكوي حيث النظام حاول كثيرًا السيطرة على ساتر باشكوي من الطرف الثاني، وحصلت معركة طاحنة بين الفصائل الموجودة هناك الذين هم أبناء المنطقة من كل الفصائل، واغتنموا عربتي بي ام بي وقتلوا تقريبًا أكثر من 30 إلى 40 عنصرًا في هذه المعركة.

مساءً أنا كنت أرابط في رتيان من طرف حردتنين في منازل عائلة حمدو بجانب دار المختار، وكنت أرابط مع مجموعة مكان قائد مجموعتنا اسمه يوسف ضبعان، وكانت نوبتي من الساعة الـ 2:00 حتى الساعة الـ 4:00 صباحًا، ومعي شاب اسمه إبراهيم محمد، وعند الساعة 4:00 صباحًا كان يوجد هدوء مخيف جدًّا، وكانت نوبتنا من الساعة 2:30 حتى الساعة 4:30، وفي هذه الفترة يوجد هدوء غير طبيعي، وكل قليل أسمع صوت طائرة استطلاع، فقلت لإبراهيم: أريد فنجان قهوة، وأريد أن اذهب إلى المجموعة التي بجانبنا حتى أرى إذا كان لديهم قهوة وغاز لأن هذه المجموعة كانت ترابط في منزل هو كان بالأساس مقرًّا، وقد تجد لديهم كل شيء، ولكن نحن رابطنا في منزل عائلة نازحة أخذت كل شيء من المنزل، والمنزل فارغ، فقال: حسنًا، احسب حسابي (أحضر لي) بفنجان قهوة، فذهبت إلى الشباب وصنعت القهوة وعدت.

 وفي هذه الأثناء بدأ يأتينا إطلاق نار بشكل كثيف جدًّا، وأنا اعتقدت أنه تمت محاصرتنا وسوف يتم اعتقالنا، وكان يوجد إطلاق نار شديد على منزلنا والمنازل المحيطة بنا، وبدأنا نسأل على القبضة (اللاسلكي): ماذا يحصل؟ فعلمنا أن المجموعات المرابطة على حردتنين قد انسحبت في الليل لأنه لا يوجد معها دليل ولا يوجد شيء محصن ولا توجد سواتر ولا دشم (تحصينات)، وانسحبوا في الليل والنظام تقدم في الليل وأخذ حردتنين وبدأ يلتف على رتيان.

كانت لدينا منازل في رتيان خلال فترة عام 2012 وعام 2015 يعني الجميع حفر كهوفًا حتى نختبئ فيها من الطيران، وهذا المنزل الذي كنا فيه كان بجانبه كهف حفره أهله، والمجموعة التي ترابط معنا كانت نائمة في الكهف فنزلت إليهم مباشرة، وقلت لهم: استيقظوا لأن الجيش حولنا، فاستيقظ الشباب بسرعة وانتشرنا في المنازل، فقال يوسف: نحن هنا لا نستطيع المقاومة لأن المنازل منفردة وخلفنا المنطقة مكشوفة، وتوجد مسافة 400 م تقريبًا حتى نصل إلى المنازل الأخرى، ويوجد بيننا كروم، وإذا التف الجيش علينا ووصل إلى الكرم فسوف يستطيع قتلنا جميعًا، وعلينا التراجع إلى الوراء باتجاه الحارة الغربية او باتجاه الحارة التي خلفنا، فانسحبت مع 3 أشخاص تقريبًا باتجاه الغرب.

وطبعًا نحن ننسحب زحفًا بسبب إطلاق النار وتفاجئنا أن الجيش بعدنا بـ 4 منازل، والجيش كان قادمًا باتجاهنا وعلم الجيش عن طريق طيران الاستطلاع أننا موجودون هنا، وبدأ يطلق علينا الرصاص، وأنا لا أعرف لماذا أطلق علينا الرصاص! ولو أنه التف علينا لكانوا استطاعوا أسرنا أثناء شربنا القهوة.

تراجع الشباب إلى الوراء لأن هذه المنطقة لا يمكن الرباط فيها وهي عبارة عن كتلة منازل منفردة، يعني إذا حصل انسحاب أنت يجب أن تنسحب من منزل إلى منزل، وتكون المنطقة التي خلفك آمنة، ولكن هنا لا يوجد أمان، وهنا أي التفاف أو أي عنصر للنظام يطلق عليك النار من أي طرف فإنه سوف يقتل جميع الناس الموجودين، فانسحبت أنا باتجاه الغرب مع 4 أشخاص وانسحب البقية باتجاه الخلف.

انسحبت زحفًا مع الشباب الذين معي، وقطعنا مسافة جيدة، وبعدها بدأ النظام يقصف براجمات الصواريخ وتوقف النظام عن التقدم في هذه المنطقة، ولم يتقدم إلى المنازل التي كنا فيها، ولكن أخذ الحارة التي خلفها مباشرة من طرف حردتنين، وهي منازل متفرقة على الطريق، وبدأ القصف ونحن لا نستطيع أن نرفع رأسنا واستمرينا بالزحف لمسافة 1 كيلو متر، وأنت لا تستطيع الوقوف، وكان القصف على كل المناطق على البساتين وعلى القرية والشوارع، يعني كان جحيمًا ونحن مستمرون بالزحف، ولكن لم نستطع الدخول إلى الحارة الغربية لأننا أضعنا الطريق، ودخلنا إلى منطقة غربي القرية في كروم القرية، وهنا أيضًا يوجد أشخاص حفروا نفقًا لأجل اللجوء إليه فاختبأنا في هذا النفق.

هنا سقطت حردتنين، وبدأ الشباب يحشدون من أجل إعادة السيطرة على حردتنين، وفي هذه الأثناء كان الطيران يقوم بتنفيذ غارات جوية وقصف عنيف جدًّا، واستهدف الطيران كل طرق المؤازرات.

أذكر أن أبا جعفر وهو أمير في جبهة النصرة من عندان، قدم في سيارته مع مؤزارة، أذكر كيف تم استهداف سيارته ببرميل متفجر وقتل مع مجموعته، وعصراً جائت مجموعة من جبهة النصرة، ومجموعة من الشامية( الجبهة الشامية) ومجموعة من أحرار الشام وأخرى لأبو حمص، وقاموا بالتخطيط لاقتحام حردتنين، فتم رصدنا من قبل المدفعية واستهدافنا، فهربنا إلى الكهف، حرقوا المنطقة، وبعد ساعة قال أبو حمص: انسحبوا، وبقينا مرابطين في رتيان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/10/30

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في ريف حلب

كود الشهادة

SMI/OH/84-22/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2015

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-رتيانمحافظة حلب-الزهراءمحافظة حلب-حردتنينمحافظة حلب-باشكوي

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

كتائب نور الدين الزنكي

كتائب نور الدين الزنكي

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

الجبهة الشامية

الجبهة الشامية

الشهادات المرتبطة