النزوح الأول من الضمير والهدنة مع النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:33:11
استمر نشاطنا السلمي طوال 2012 رغم المداهمات بالآليات والمدرعات الثقيلة "بي إم بي" والعربات المجنزرة إلى داخل المدينة، هنا صار النظام في كل مرة يدخل إلى المدينة يستخدم المدرعة، والمدرعة ليست لحمايته فقط صارت تضرب قنابل أو قذائف من عيار ثقيل أكبر من 23 ، ليس لدي خبرة بالعلوم العسكرية، ولكن حين تُطلق قذيفتها تثقب الجدار وتعمل شظايا داخل البناء ولها آثار مدمرة.
في تموز / يوليو قبل دخول شهر رمضان 2012 دخلت هذه العربة إلى محيط ملعب الشبيبة في المدينة كان هدفها منزل أحد المنشقين والعاملين في المجال العسكري حسين شعبان ضربت المدرعة القذيفة سقط جدار، وتجمع الناس حسين شعبان لم يكن في المنزل فلم يصب، فخرج حسن شعبان من فورة دمه يحمل سلاحه وهجم وحيدًا على الحاجز لينتقم من الحاجز كيف يهدم منزله ويُهدد أمن أهله وأسرته.
وصل الخبر بسرعة لكل الأشخاص الذين كانوا في بيوتهم، وكانت الناس في بيوتهم في ذلك الوقت، وبدأت الناس يُخرجون البنادق والأسلحة وبشكل عشوائي يهاجمون حاجز المخفر المكروه من قبلهم، كان سببًا في قتل وجرح وأذية الناس ماديًا ومعنويًا وجسديًا، وسقط على يده الكثير من الشهداء منهم المؤسسون والمتظاهرون الأوائل.
هجموا من غير تنسيق من غير جهد، أثناء هجومهم على الحاجز كانت القوة العسكرية الكبرى من المنشقين، وأحمد العبد الله في هذه الأثناء في دوما في الغوطة يساهم بتحرير دوما، خرج الشباب وظلوا فترة لم يحصل اعتقال، صاروا يسببون أزمة للحارة التي يكونون فيها، لذلك وللتخفيف عن الأهالي لأنهم لا يريدون أن يتم اعتقال الناس وأذيتهم.
ففي أي مكان توجد معركة هم مستعدون للخروج لها، في معركة جهزوا لها وكانت دوما تفكر بأن تتحرر، فصار تنسيق بين الفصائل المنشقين والناس الذين يواجهون النظام بشكل مسلح، انتقل أحمد العبدالله مع 11 أو 15 عنصرًا إلى مدينة دوما وساهموا في تحرير مدينة دوما والريحان بشكل كامل، فالقوة العسكرية الكبرى والمخطط العسكري غير موجود من الذي قام بتحرير الحاجز إذًا؟ كان حسين شعبان الكرة التي جعلت الناس تخرج ب 5 بواريد 10 بواريد 15 بارودة ليس لدي العدد بالضبط، المهم تم إسقاط الحاجز بهم، ودخلت المدرعة التي قصفت بيت حسين شعبان مرة واثنتين وثلاث ضمن محاولة إجلاء عناصر الحواجز لكن لم يستطيعوا أخذهم بالكامل، سقط قتلى من الحاجز ومن المدنيين أو الناس الذين كانوا في الشارع لأنها صارت فجأة، مع الأسف سقط عدد لا بأس به من الشهداء المدنيين من الناس كانت تهجم بشكل مسلح لم يُسجل أي شهيد أو أي إصابة.
النظام هنا سحب الحاجز الأول الذي هو حاجز المخفر وسحب الحاجز الثاني الذي هو حاجز جسر القطار في الحي الشرقي، كلمة سحب الحواجز تعني أنت تُحضر لعمل عسكري كبير، صرنا نُفكر بالقصف وكيف سيكون؟ ولكن ليس باليد حيلة، مرت ساعة أو ساعتان من الصمت والسكون، بعدها خرجت مروحية النظام وبدأت بإطلاق الرصاص في كل الاتجاهات، في هذه الأثناء عدد الضباط المنشقين المختبئين في منازلهم ولم يُشاركوا بالعمل المسلح، وكان يوجد أناس أتوا مؤخرًا وعساكر لا أعرف أنهم عساكر، فجأة يقول لك: أنا منشق، ماذا سأفعل إذا اقتحم النظام؟ تفاجأنا بعدد المنشقين أنه كثير لأن كل إنسان يلتزم منزله ولا يُريد أن يُحارب، أو ما كان أصلًا في حرب حتى نقول: هناك تنظيم وتسليح يكفي العناصر لتكون مقاتلة، تفاجأنا بعدد كبير من الناس، والمروحية بقيت تقصف صواريخ جو أرض لمدة تقريبًا 3 ساعات، بعدها بدأ قصف الهاون بشكل عشوائي عبثي.
في هذه الأثناء طلب الأهالي عن طريق المخاتير إيقاف إطلاق النار ليخرجوا خارج المدينة، استجاب النظام وأوقف القصف وصار أول تهجير من مدينتنا في 29 حزيران / يونيو 2012 تمت هذه العملية قبل دخول رمضان بأيام، إلى أين سنذهب؟ أين يذهب الناس؟ طبعًا النزوح أو الهجرة إلى المدن المحيطة أول هدف لنا، ذهبنا إلى مدينة الرحيبة ذهب ناس إلى مدينة [عدرا] العمالية وطبعًا عدرا كانت منطقة حامية لا يستطيع الإنسان أن يلجأ لك لأنها كانت في محيط المرجة والغوطة، ذهبنا إلى مدينة جيرود إلى المعضمية، وبعضهم ذهب إلى دمشق، والعدد الأكبر كان في مدينة الرحيبة وجيرود والمعضمية كونها بجانب بعضها.
أنا لم أُخرج كل عائلتي كان الوالد -الله يرحمه- عنده ميكروباص سيأخذهم إلى جيرود جيراننا لهم قريب لديه مزرعة شبه مهجورة أو بناء قديم نظفوها وحضروها للسكن، ظلوا مدة يومين ثلاثة ورجع والدي وقال لي: لماذا ستبقى هنا؟ فكرت في نفسي بقيت ثلاثة أيام بدون كهرباء والمدينة فارغة إلا من عدد قليل من المنشقين والذين لا يستطيعون المرور على الحواجز و المطلوبون لهم أسماء على الحواجز، بالإضافة لنا فريق تنسيقية وكنا نُغطي الحدث، لكن للأسف قُطعت الكهرباء وأجهزة الاتصالات وأجهزة الحياة والكومبيوترات دون شحن لا يعمل بدون كهرباء، كان لدي مولدة طلبت البنزين كي أِشغلها ولكن ما عندهم كان كمية محدودة عند "الجيش الحر" ولم يستطيعوا أن يعطونا [كمية كبيرة]، فقلت: بقائي هنا وعدمه سواء، و"النت" مقطوع ولن أستطيع تغطية الأحداث، خاصة أن منطقتي انقطعت عن منطقة الحدث منطقة جامع الشيخ محمود في منتصف المدينة، أنا أسكن في منطقة بين ثلاثة حواجز للنظام تُعتبر المنطقة تحت سيطرة النظام، وهذا كان من صالحي يُجنبني المداهمات والاعتقالات ولا يشك أحد أن لدي "نت" فضائي، بقيت في مكاني، رجع الوالد بعد يومين أو ثلاثة قال لي: لا يوجد أمل من أن تبقى زوجتك وأولادك ينتظرونك، وما الفائدة من بقائك دون طعام والمصير مجهول؟ ومتى سيقتحم النظام؟ وسيقتحم و يُمشط المنطقة، وهذا حصل في أكثر من مدينة، اقتنعت بكلامه وخرجنا، وذهبت إلى مدينة جيرود بقيت فيها قرابة شهرين، كانت جميع العدة والأدوات معي، أخذت طابعتي وحين وصلنا تواصلت معنا لجان التنسيق المحلية، وقالت: سلالكم الغذائية محفوظة، بدل أن تصل الضمير بإمكانك إرسال أي سيارة تأخذ الدعم للأهالي الذين تهجروا وتوزعها على مناطقكم، اضطررت أن أظهر على شكل ناشط إغاثي دون كاميرا أو بدون أن أعبر عن نفسي، من أنا وماذا أعمل كل ما هنالك [أظهر وكأنني] أنا إنسان أُساعد الناس اللاجئين الذين سكنوا المدارس من خلال تقديم سلال غذائية، قدمت سلة غذائية الحمد لله وسجلتها ووثقتها بتسليمها وقسمتها بحسب عدد أفراد الأسرة لكل عائلة بحيث يكون هناك عدالة اجتماعية من حيث الكميات، لا يجوز أن يكون أشخاص عندهم فائض أشخاص عندهم قلة، على اعتبار أنه كانت قد جاءتنا 200 سلة العدد محدود ليست الكمية كبيرة، بعد فترة أحد أعضاء التنسيقية أيهم يأتي على "إيميل" التنسيقية اقرأه افتح يقول [الإيميل]: منظمة نسيت اسمها قررت دعمنا بمبلغ 10000 دولار لموضوع النزوح، أنا فورًا نظمت جدولًا بطريقة الاستلام والتسليم وشكلت لجنة وقسمت المبلغ على ثلاثة أقسام قسم يُوزع في مدينة جيرود وقسم في مدينة الرحيبة وقسم في مدينة المعضمية القلمون، وطلبت من أي أحد سيسلمها يكون لوحده ويُشكل لجنة مع تسجيل الاسم الثلاثي ورقم هاتف المستفيد لنتواصل مع الشخص المستفيد ونعرف إذا تم أخذ المبلغ واستلامه أو لا في حال أردنا، عملنا عملًا مؤسساتيًا إغاثيًا نظمت هذا الجدول وصورته وأرفقته بجدول وأرسلته للجهة المانحة، مدحوني وأحبوا توثيقي وعملي وأدائي، وهذا العمل للأسف كان في داخل المدينة، العاملون في المكتب الإغاثي كانوا يعملون الله يعطيهم العافية مشكورين، لكن لم تكن هناك شفافية، يعني حتمًا لم يكونوا يسرقون 100% ولكن لم يعملوا بشفافية كانت إغاثة لمدني يأخذوا منها قسمًا ويعطوا نصفها للمدني ونصفها "للجيش الحر"، [بسبب] ضغط "الجيش الحر" قد نُسمي هذا الموضوع سياسة أمر واقع لكن في المحصلة كان الناس يشكون من طريقة إدارتهم لملف الإغاثة، بعد مضي تقريبًا شهر واثنين صار يتواسط مخاتير المدينة وجهاء المدينة مع جايز موسى كان مترئسًا مطار الضمير حينها هو من الحسكة ربما يكون من عشيرة من الشمال من الشرق شرق سورية، نسقت اللجان دعنا نسميها مثل لجان المصالحة ومثل لجان المهادنة، نُريد العودة لبيوتنا، والذي حصل غلطة.
بدأت من أول شهر كان النظام يرفض ويُصر على الاقتحام والقصف، كان تأتيه معلومات أن بداخل المدينة فريق قوي عسكريًا هو فريق أحمد عبدالله، لكن لا يعرف أين هم؟ كان المخبرون لا يحددون مكان أحمد العبد الله لذلك لم يحصل اقتحام، أحمد العبد الله أنهى عمله في دوما في نهاية شهر تموز/يوليو تقريبًا كان أحمد عبدالله قد رجع وتعرف على أحمد العبدو الذي صار في تجمع عسكري كبير باسم الشهيد أحمد العبدو، هو ضابط منشق من إدلب اجتمعوا سويًة بالتنسيق وكان أحمد عبدو ضمن جماعة فراس بيطار وكان له تنسيق مع بيطار مع أحمد العبدالله، وجاء أحمد العبدو ورسم مخططًا ليهجم على قطعة للدفاع الجوي تقع بمطار الضمير وفوج 22 حددوا هدفهم طبعًا لم تكن لدي فكرة لكن هذه الرواية سمعتها منهم، لم أكن على التخطيط ولا كنت على العمل، هذه الرواية كيف تم الأمر؟ من ثم المرحوم -الله يرحمه- أحمد العبد الله خرجوا بعدد تقريبًا بين 30 و 50 شخصًا حسب ما وردني أنه متعاون من ضمن الكتيبة بفترة قليلة بخسائر قليلة جدًا من طرفهم تم أخذ الكتيبة وتم اغتنام كل ما فيها من أسلحة وذخائر، واغتنموا مدفعين أو ثلاثة مدافع 23 بهذا الوقت يُعتبر سلاحًا ثقيلًا جدًا في يد الثوار يُعتبر سلاحًا نوعيًا، المروحية لا تستطيع الطيران فوق الضمير ما دام هناك سلاح 23 طبعًا هذا السلاح أخذوه ورجعوا فيه إلى الضمير من هذه القطع جانب الضمير، النظام وقت تقصى الحقائق وتابع الأمور وتابع حركة الذخائر والأسلحة كيف انسحبت؟ تأكد أنها ذهبت للضمير هي التي قامت بهذا العمل لكن الضمير فارغة، هنا أعطى النظام الأمر للطيران الحربي بقصف المدينة وهذا كان أول قصف على محافظة ريف دمشق بطائرة "الميج" أو بسلاح الجو.
في دمشق وريفها أول مدينة تُقصف هي الضمير وتم قصف أكثر من موقع - الله يرحمهم - استشهد عدد كبير من الناشطين والمدنيين وكان أحد الشهداء الشهيد إبراهيم هدال الذي كان محركًا وأساسيًا للتظاهرات، سقط عليه برميل فراغي أو قنبلة فراغية في المحيط الذي كان فيه.
لا يوجد [في الضمير] أحد غير المنشقين والناس التي لها اسم لدى الحواجز والمطلوبة، هؤلاء لم يستطيعوا الخروج، نحن نخرج من الضمير وجيرود فيها حاجز صحيح نزوح لكن في أي لحظة يقول لك: هات هويتك فلان الفلاني معروف في قائمة أسماء قلت لك: أمناء الفرق الحزبية مباشرة يعملون، أنا كنت مستثنى من القائمة لأنهم لا يعرفون ماذا أعمل؟ استطعت الخروج أما إبراهيم هدال لا يستطيع لأنه معتقل لأكثر من مرة، فهذا يعتبر مع المسلحين، كرم سعد الحاج وهؤلاء كانوا مصورين عُرفوا واشتُهروا في المدينة، هذا المصور لا يستطيع الخروج، ولهذا السبب كانوا موجودين في المدينة.
عدد قليل من المنشقين وبعدها جاء أحمد العبد الله مع الكتيبة مع كتيبة أحمد العبدو وصار عدد كبير في المدينة من حملة السلاح أو من المجاهدين دعنا نسميهم أو مقاتلي عناصر "الجيش الحر" دعنا نسميهم بالتسمية الأصح صار عدد كبير لا بأس فيه من عناصر "الجيش الحر" داخل المدينة قذيفة سقطت على حي في وسط المدينة في الحي الغربي سقط قذيفة [سقط بسببها] ثلاث عمارات وأربع بيوت طين حصيلة الشهداء في كل هذا التجمع السكني ثلاثة شهداء، المدينة فارغة، هذا القصف لو أن السكان موجودين أقل شيء يموت 50 – 60 شخص، يعني هذه القنبلة سوت الأبنية بالأرض أول مرة تُشاهد حجم الدمار، طبعًا موثق حجم الدمار بالصور والشهداء كانوا إخوة الناشط إسماعيل الناطور، منهم طفل عمره عشر سنوات، ومنهم شاب اسمه إسحاق -الله يرحمه- طبعًا هذه العائلة منكوبة عائلة أبو إسماعيل الناطور عائلة منكوبة استشهد إسماعيل واستشهد ثلاثة من أولاده لم يبقَ عنده غير ولد واحد من العائلة كلها.
قذائف أخرى من الطيران في الحي الجنوبي وحارة البلد طبعًا سببت دمارًا، وكان عدد الضحايا أقل ضربوا ثلاثة قنابل في الحي الغربي واحدة وهي الوحيدة التي أتت في تجمع سكني، والأخرى في مناطق خالية، لم يسقط قتلى نتيجة هذا القصف غير إبراهيم أدال كان في الشارع نتيجة الضغط ثلاثة أيام نقول: من هذا المتوفي؟ لم نعرفه حتى تبين أن المفقود إبراهيم، ملامح شخصيته لم تظهر -الله يرحمه - وأبو النور عبارة مع بعض الأشخاص بالبيوت الطينية نزلت البيوت الطينية عليهم ماتوا خنقًا الله يرحمهم. لم يكن يوجد فرق إسعاف أو كوادر لتسعف لا يوجد سكان أو أهال يسعفون، ظلوا فترة طويلة تحت الأنقاض حتى وصلت الفرق المساعدة كانوا - الله يرحمهم- قد فارقوا الحياة، لا يوجد بهم شظايا بعد تحليل الجثث لم يُرسلوا ماتوا نتيجة الشظايا أو اختناق تحت الأنقاض بعد هذا القصف صار التفاوض مع النظام يأخذ منحى جديًا أكثر، بيوتنا أرزاقنا نحن الثوار وأحمد عبدالله وجماعته ما عنده مشكلة يواجهون حتى آخر طلقة، وقسم من الناس الذين أُجبروا [على الانشقاق] لا يريدون أن يقاتلوا ولا أن يُقتلوا وأجبروا على الانشقاق حاولوا أن يهربوا خارج المدينة كيلا يموتوا صاروا يبحثون عن طريق، قسم من المدنيين كانوا محسوبين على المطلوبين بحثوا عن طريق آمن يذهبون منه لا يمر على حواجز النظام، القصف مرعب جدًا، والذي صمد هو أحمد العبد الله وجماعته قال: أنا لن أخرج سأقاتل لآخر طلقة، ولن أُدفن إلا تحت هذا التراب الله يرحمه.
لجنة الهدنة وصلت لاتفاق مع النظام المتمثل في قيادة مطار الضمير العسكري وقرروا توقيع هدنة طويلة، من أجل عودة المدنيين وعدم القصف، هذا كان شرطًا فرضه المطار، تفاجأ الكبارية (الكبار في السن) وأعجبتهم الفكرة كبارية البلد، يا أخي حيدونا قدر الإمكان أن نكون في وسط الصراع، النظام قال: حواجزي داخل المدينة. كان الثوار قد طلبوا بسحب الحواجز من داخل المدينة، يسحبهم ولا يتدخل فيكم نهائيًا، وهذا أول تنازل قدمه النظام لنا كناس في مدينة ثائرة، كيف حاجز وضعه النظام معروف بكل مدن سورية الحاجز الذي ينهب ويقتل ويعتقل، فقال: تمر من أمامه وإذا لم تُطلق عليه لن يُطلق عليك، بالحرف كان التعامل مع الحواجز معنا سيكون، قلنا له: لماذا ستترك الحواجز؟ حسب كلام أحد المشاركين في لجنة التفاوض، يقول: هذه الحواجز لحماية مقسم مدينة الضمير لأن فيه خطًا عسكريًا يربط المطار مع قيادة دمشق، والمحور الرئيسي لأسلاك اتصالات عسكرية خاصة في عملياتهم أيضًا يمر من المدينة، فإذا فقد المقسم أو فقدت التغطية عنه أو الحياة عنه فقد الاتصال وهذا يُشكل أزمة كبيرة جدًا للمطار، من هنا صرنا نشعر بقيمة المدينة بالنسبة للمطار، فصرت أفهم أن المطار يُريد المدينة آمنة حتى يظل مستمرًا بعملياته العسكرية بمطاره العسكري ويقصف المدن السورية، طبعًا الثوار رفضوا لكن تحت ضغط أهاليهم الذين كانوا يعيشون بالمدارس منذ شهرين، جاءهم دعم مرة أو اثتنين بعدها لم يبقَ عندهم ما يأكلونه، الضيف مثلما يقولون حياه وبياه مرة يوم اثنين ثلاثة بعدها لا يستطيع التحمل أكثر ولا توجد منظمات دولية أو أحد يقول سأعمل مخيمًا في الداخل السوري، وفكرة النزوح خارج سورية أصلًا لم تكن واردة في العام 2012 عند كل الشعب ولم نتخيل الأزمة أن تطول أو تستمر كل هذا الوقت، فكان ضغط الأهالي على أبنائهم ثوار المدينة أنتم تعيشون في أمان ونحن في أمان، يعني حتى الثوار والمنشقون لا أحد يداهمهم أو يقترب منهم، هنا حصل تحول محوري في تاريخ المدينة في تاريخ النشاط الثوري والعسكري في المدينة اتفقوا مطار الضمير مع "الجيش الحر" بالحرف قال لهم: خارج الضمير اعملوا ما بدا لكم داخل الضمير لا تعمل لا تضرب نار، أنا حين سمعتها قلت: كم قيمة المدينة بالنسبة للنظام حتى إذا ضربت المطار من خارج الضمير ما عنده مشكلة، أما من داخلها لا قذيفة على المطار هكذا بالحرف الواحد قال، في المقابل تسلم أنت وأهلك وأملاكك لا يتدخل فيكم بالعكس يحميكم، ولا يدع أحدًا يدخل عليكم ميلشيات شيعية أو شبيحة من بعدها، كل ما هنالك يحدث خلاف بين الثوار والنظام على موضوع ما [مثلاً] يعتقل الثوار ضابطًا وغير ذلك، هذا موضوع عانينا منه لفترة طويلة وسنذكره بعد قليل.
بدأ النزوح في 29حزيران / يونيو 2012 عدنا في أيلول/ سبتمبر 2012 وبعد نزوح شهرين عدنا على اتفاق الهدنة، وفي اتفاق الهدنة تسهيلات حتى عناصر وحواجز النظام على كل المدن المحيطة فينا لم يوقفنا أحد جاءت التعليمات اتركوهم، وصاروا يُطالبون بالمعتقلين أُفرج عن قسم جيد من المعتقلين تحت طلب لجنة الأهالي كانت خطوة أعتبرها نصرًا سياسيًا للجنة المصالحة ونصرًا ثوريًا للنشاط السلمي النشاط السلمي لا يتدخل النظام بنا، يعني النظام لا يُرسل مداهمة أو حملة اعتقالات على المدينة، المدينة من داخلها حرة الإدارة فيها لأهل المدينة لا يتدخل، نحن أعطانا هامشًا ضمن حدود مدينتنا حدود مدينتنا السكنية يعني مزارعنا وبيوتنا وحاراتنا فقط، طبعًا وُضعت الخريطة أمام الناشطين وأمام الذين يفهمون في الأمور العسكرية، المدينة عليها ثلاث عقد مواصلات تربط القلمون الغربي بالشرقي تربط دمشق بالبادية وعقدة مواصلات مهمة جدًا للنظام، ومهمة جدًا عسكريًا وهي نقطة قوة نُفاوض عليها؛ لذلك كانت شروطهم على النظام مثل التعجيزية، ومع ذلك قبلها، النظام يقبل أن نكون نحن أحرار المدينة أعطانا استقلالًا ذاتيًا إدارة ذاتية و"الجيش الحر" بالأساس كان ضمن المدينة، من "الجيش الحر" في بلدنا أولاد بلدنا لا أحد غريب يكون قاعدًا نائمًا بالبيت وقد أمن على نفسه تأتي حملة من النظام تعتقل 20 شابًا، ولا يعتقلون من "الجيش الحر" "الجيش الحر" معه روسيا ويُخزنون لا يوجد غيرهم يصد 30 شخصًا يقتحمه لأنه ثابت بأرضه وبعرف الطرقات بينما ممن ينتقم من الجيش النظام من المدنيين ومن الناس التي لا علاقة لها، فصار يوجعهم قلبهم على أهلهم يعرفون الحاضنة هي أهم شيء، والحاضنة هم أهلنا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/23
الموضوع الرئیس
الحراك العسكري في ريف دمشقكود الشهادة
SMI/OH/38-12/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
6 - 9/ 2012
updatedAt
2024/10/21
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-معضمية القلمونمحافظة ريف دمشق-عدرا العماليةمحافظة ريف دمشق-الرحيبةمحافظة ريف دمشق-الريحانمحافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرمحافظة ريف دمشق-الشياحشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
لجان التنسيق المحلية في سوريا
مطار الضمير العسكري - مطار بلي