الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

المعارك في خان دنون وبدء ظهور الفصائل في منطقة الكسوة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:07:45:20

كان في خان دنون فصيلان، كانوا من الفصائل الفلسطينية، فصيل تابع "لفتح"(الفصيل المقصود هو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، المحرر) وفصيل تابع "لحماس"، وجماعة فتح كانوا تابعين...، وأغلبهم كانوا من اللجان الشعبية، وكانوا مع النظام، وشباب "حماس" كان عددهم قليلاً نسبياً مقارنة مع أعداد "فتح"، وعندما سيطر النظام على خان دنون اعتقل كل الأشخاص الذين كانوا في "حماس"، وحتى إنه كان معهم سلاح، ويعملون من أجل الثورة، واعتقلهم جميعاً، وأعطاهم خيارين: إما أن ينضموا إلى النظام أو أن يأتوا إلينا إلى الطيبة أو إلى المناطق المحررة، المهم هو خروجهم من خان دنون. وفعلاً، أخذوا قرارهم، وخرجوا مع عائلاتهم، جاؤوا إلينا إلى الطيبة، وبعدها ذهبوا إلى خان الشيح، وأكملوا عملهم مع الثورة السورية، والبعض منهم كان عنده خبرة في التدريب على السلاح، ودربوا الشباب الثوار الذين لدينا، شباب حماس كانوا مع الثورة السورية، وكان لديهم سلاح.

وهنا سيطر النظام عليها، وحاول الشباب مرتين اقتحام خان دنون، في المرة الأولى، سمعنا فجأة في الليل أصوات اشتباكات قريبة؛ لآن خان دنون كانت تبعد عنا كيلومترًا واحدًا، وكنا نسمع أصوات الاشتباكات، وبعد ساعة، أصبحنا نسمع صوت قصف، فتسلقنا الجدار لنشاهد مكان القصف، فكان في منطقة خان دنون، ولكن كيف تسقط القذائف بما أن النظام يسيطر عليها؟ و بدأت تأتي الأخبار في الليل أن الجيش الحر سيطر على خان دنون، و في يومها، دخل الشباب إلى الخان، وقتلوا كل العساكر والضباط، وهذه كانت أول مجزرة بحق قوات النظام، حتى إنه كان من بين المشاركين شباب من حارتنا، لم نكن نعرف أنهم من الجيش الحر إلى أن عادوا و رأينا معهم بنادق، وكانوا عائدين من المعركة، والنظام لم يكن لديه أسماء المطلوبين، وكانت الأسماء مكتوبة على الدفاتر، وكانت هناك ثلاثة دفاتر -حتى الآن أذكرهم- كان الشباب يمسكونها، ويعودون بها إلى الضيعة، وكان هناك الكثير من الأشخاص المطلوبين، وهم لا يعرفون هل هم مطلوبون أم لا؟ ومن بينهم عمي، وهو شاب أكبر مني بقليل، وهو كان يعمل مع الشباب ولكن بالسر، وعرف أنه مطلوب عندما وجد اسمه في الدفاتر، وقتلوا الضابط، واغتنموا الأسلحة الموجودة فيها، وبقي القصف على قريتنا تقريباَ 4 أيام فقط من أجل السلاح (المسدس الذي كان مع الضابط)، يعني [قيادة] الفرقة الأولى كانت تريد مسدس الضابط فقط؛ لأن الشباب الثوار عندما دخلوا اقتحموا، وقتلوا الضابط، أخذوا مسدسه، والتقطوا صوراً وهم يدعسون عليه، والنظام كان يريد السلاح الذي أخذوه، و انتشرت الصورة على التنسيقيات (صفحات المتابعة لأخبار الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي)، وصاروا (الجيش الحر) يرسلونها لبعضهم، والنظام عندما فقد المنطقة بدأ يقصفها، حتى قتل بعض أهالي المنطقة، حيث استشهد 3 أشخاص من أهالي خان دنون من المدنيين، حيث صار يقصف بشكل عشوائي، وضرب على الخان الذي هو يسيطر عليه، وفي نفس الليلة، حصل الكثير من القصف على الشباب، واضطروا للانسحاب من خان دنون، وحتى اليوم الثاني، أرسل النظام تعزيزات، و سيطر على خان دنون.

أصبحت [المنطقة] بيننا (الطيبة) وبين خان دنون نقطة اشتباكات؛ لأنها أصبحت مع النظام، ونحن مع الجيش الحر، والاشتباكات كانت تحصل بيننا وبينهم، والطيبة أصبحت منطقة محررة، وترى فيها السلاح والجيش الحر.

[عناصر الجيش الحر] كانوا من أهالي ضيعتنا ومن أهالي الضيع التي حولنا، بمعنى أنهم كانوا مشتركين، كانوا من مخيم خان دنون ومن مخيم خان الشيح، كانوا فلسطينيين، ولكن كان أغلب الشباب من مخيم خان الشيح هم من حركة "حماس"، وجميعهم كانوا مع الثوار، وحتى تجمع الجيش الحر كان من منطقة خان الشيح، يعني من مناطق التدريبات العسكرية التي تحصل، وإذا أردت التطوع في الجيش الحر تذهب الى خان الشيح، وتقوم بدورة (عسكرية) هناك.

وأغلب أهالي خان الشيح نزحوا منها وعائلات قليلة جداً هي التي بقيت فيها، ولكن أغلبها كانت للثوار فقط، مثلاً: مدينة الطيبة لا يوجد فيها جيش حر خاص بالطيبة فقط، والمناطق التي حولها لا يوجد لديهم جيش حر خاص بهم، وإنما كان جميعهم مشتركين، [والمركزية] في خان الشيح، وإذا حصلت اشتباكات قريبة في المقيليبة، كان الشباب كلهم يحاربون من أجل المساندة إلى المقيليبة، وهي ضيعة أخرى، إذا حصل اشتباك في الطيبة مع خان دنون فكان الجميع يأتي إلى الطيبة من أجل حمايتها، لم يكن هناك أحد غريب بعد.

وأول لواء بدأ يظهر هو "لواء الصحابة"، وهو أول لواء تشكل عندنا، وكان هناك لواء آخر اسمه "لواء الفرقان"، هذا كان مشتركاً بيننا وبين القنيطرة.

الشباب (عناصر الجيش الحر) فتحوا نفقاً فيما بعد، أما في البداية، كانوا يذهبون عن طريق البساتين، فلم تكن هناك تطورات تدفعهم من أجل حفر نفق، وحتى مدينة الكسوة كانت نصفين، نصف مع النظام، وكانت المنازل التي بعد البساتين فيها سلاح، ويوجد فيها جيش حر، وكانت تحصل اشتباكات ما بين منطقة البساتين في الكسوة والكسوة البلد، وكانوا يذهبون بين الأراضي الزراعية، ولكن كان في لواء ال 75 توجد "شيلكا"(مدرعة عسكرية في الأصل مضادة للطيران استخدمها النظام بشكل أفقي)، وأغلب الأحيان الأشخاص الذين يذهبون عن طريق البساتين تُطلق النار عليهم. وفي النهاية، حفروا نفقاً في الأراضي الزراعية التي لا تطالها "الشيلكا"، وكان طوله 2 كيلومتر تقريباً أو أقل بقليل، وكان النفق بين منطقة الكسوة وقرية الطيبة، يعني بين بساتين المنطقتين، وعندما كان الجرحى يسقطون في الكسوة لا يوجد أي طريق بري للدخول منه، إما عن طريق البساتين الذي كان مقنوصاً (يرصده قناص) أو قد يُضرب من "الشيلكا" أو من النفق، وعندما كان يحصل اشتباك أو يحتاجون إلى دعم سلاح أو يحتاجون إلى أدوات طبية كانوا يأتون بها من النفق.

[أما التنقل عبر الطرق] فيجب عليك الخروج حصراً إما من حاجز دنون أو حاجز المقيليبة، حاجز دنون كانت معاملته حقيرة جداً معنا، خاصة مع أهالي الطيبة؛ لأنه أكثر من مرة كان الشباب يقتحمون الحاجز، ويقتلون عدة عساكر فيه، ويرجعون، ومن بين المحاولات في إحدى المرات، كان للجان الشعبية 3 أبنية تم إنشاؤها حديثاً، ودائما النظام عندما يكون هناك بناء على العظم(بدون إكساء) فإنه يقوم بوضع الدشم، ويجعل منه ثكنة عسكرية، وكان هناك 3 أبنية للجان الشعبية، وفي إحدى المرات وفجأة وبدون أي اشتباك أو أي طلقة، حصل اشتباك قليل بعد أن ذهب الشباب (الجيش الحر)، دخلوا، واقتحموا هذه الثكنات، واعتقلوا 18 شخصاً، وأخذوهم أسرى دون أن يشعر بهم أحد، قاوم اثنان أو 3 قليلاً، وكان الشباب (اللجان الشعبية) سكارى داخل الثكنة، فقاوم شخصان أو 3 منهم فقط، و مباشرة قتلهم شباب الجيش الحر، وخرجوا من المنطقة، فكانوا يحقدون على أهالي بلدة الطيبة.

كان والدي يعمل في الشام (دمشق)، و إخوتي كان أحدهم مقيماً في الشام (دمشق)، ولا يستطيع الدخول والخروج كثيراً، وكان يأتي إلينا مرة واحدة في الأسبوع، ثم يعود إلى الشام (دمشق)، وكان أخي أيضاً يعمل في معمل بعد الكسوة بقليل، وكان يمر من خلال الحواجز، و[كان أخي يقول] أكثر من مرة: اليوم أنزلوا (اعتقلوا) شخصاً كان معنا في الباص، وأنزلوا (اعتقلوا) واحداً من السرفيس(حافلة صغيرة)، حتى إنهم اعتقلوا أشخاصاً من داخل الضيعة، مثلاً: كانت لدينا في الضيعة كنية عائلة معروفة أنها معارضة، وأغلب شبابها كانوا مع الثوار، فكان أبناء هذه العائلة لا يذهبون إلى الحواجز أبداً، حتى المدنيون منهم لا يذهبون؛ لأنه تم تعميم اسم العائلة بشكل كامل على الحواجز، وأذكر في إحدى المرات، وكان هناك شقان للعائلة: عائلة انتسبت للجيش الحر لهم نفس الكنية، والشق الثاني من العائلة لم ينتسب، وكان يتكلم معي شاب في مثل سني عمره 14 سنة أو 15 سنة، ذهب إلى الحاجز، فجعلوهم يصطفون، وبدؤوا يصفعونهم على وجوههم مع أنه ليس لهم ذنب، لأنه كنيتهم من عائلة فلان فقط، و حدث هذا على حاجز دنون.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/01/25

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في ريف دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/110-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/03/27

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-الطيبةمحافظة ريف دمشق-ناحية الكسوةمحافظة القنيطرة-محافظة القنيطرةمحافظة دمشق-محافظة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة المقاومة الإسلامية حماس

حركة المقاومة الإسلامية حماس

كتيبة الصحابة - الكسوة

كتيبة الصحابة - الكسوة

اللواء 75 دفاع جوي - نظام

اللواء 75 دفاع جوي - نظام

الشهادات المرتبطة