انتعاش مدينة الضمير أثناء الهدنة والانتقال للغوطة للعمل الإعلامي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:26:05
بعد ما صارت [هناك] هدنة [في] مدينة ضمير تم الاتفاق على الهدنة على تنفيذ كامل بنودها، و[تم] قبول كامل الشروط التي فرضها عناصر الجيش الحر على لجنة المصالحة، والنظام قبل بتطبيقها كاملة، في المقابل النظام كان له طلب واحد فقط أن [لا] نهاجم مناطق النظام من داخل المدينة، من داخل المدينة [لا يحصل] عمل عسكري، بينما النشاط السلمي والنشاط المدني النظام [قال:] اللي بدكم يعملوه اللي بدكم اياه ساووه [اعملوا ما تريدون واصنعوا ماتشاؤون]، المهم [ألا يحصل] إطلاق نار من طرفكم لطرفنا، في المقابل تم سحب الحواجز أو تحييدها، [أبقى] حاجزًا وحيدًا هو حاجز المخفر، حيّده ووضعه في بناء مجاور للمقسم [من أجل] أن يحمي المقسم، طبعًا الجيش الحر حسب هذا الموضوع وعمل له قياسًا أن الأمان للحاضنة الشعبية يُعتبر رائعًا، وتُعتبر مدينة الضمير كما [هي ] للنظام مهمة واستراتيجية له أيضًا مدينة ضمير استراتيجية ومهمة كخط أول للبادية السورية وخط أول للانطلاقة للأردن، ليربط الغوطة ويربطنا بدمشق ويربطنا بالقلمون الغربي والشرقي، فكون الاتفاقية موجودة بين الطرفين ولن نتقاتل، قال لك الجيش الحر: إذا خرجنا بهدوء وضرب علينا فيكون هو [الذي] أخل بالاتفاقية فنهجم على المطار، وفي المقابل صار يستخدم أو صار يشغل سياسة بحيث إنه يستخدم القوة العسكرية المتشكلة في الضمير والخبرات العسكرية الموجودة في الضمير خارج مدينة الضمير في البادية السورية، وهذا سيتم ذكره أننا حررنا البادية، وتم تحرير البادية السورية كاملة على يد أبناء مدينة الضمير.
عدنا ورجع الجميع إلى المدينة، بهذه الأثناء الناس كانت تتفقد بيوتها وتصلح ما هدم وكانت بداية سنة دراسية جديدة بشهر أيلول/ سبتمبر، [2012] في هذا الوقت أنا أرسلت زوجتي وأطفالي إلى المملكة العربية السعودية لعند أهلها هناك وأقاربنا يعني أهل زوجتي، بأنها حصلت على موافقة لزيارة وتريد أن تذهب لتعمل زيارة هناك، فأنا صرت متفرغًا 100% وصار بيتي مركز عمليات يُعتبر، لأنه في منطقة آمنة، والأمور [على ما يرام] وفي ضمير بعد الهدنة وبعد ترتيب الأمور يعني صار النشاط نوعًا ما يُعتبر ضعيفًا.
كله يُؤمّنها وعلى أكمل وجه، كيف على أكمل وجه؟ عندنا البلدية تعمل وتلم القمامة وتأخذ الرواتب من النظام، في المقابل ليس لها أي كلمة ولا تُحصّل أي ضريبة، مثلًا: الكهرباء كانت تنقطع على كل سورية ساعتان بساعة أو حسب التقنين حسب المنطقة، في ضمير ما كانت تنقطع نهائيًّا، التغطية والهواتف تم تفعيلها، كان الإنترنت والهاتف مقطوعًا و" ال دي اس إل" طالبنا قلنا لهم: [من] شروط الهدنة أن ترجع حياتنا طبيعية وأن تجلب لنا الاتصالات، وموضوع الحصار والغذاء كل [هذه الأمور] تكون مؤمنة، والمياه طبعًا نحن كمدينة عندنا 3 ينابيع، مركز الينابيع خارج المدينة، يعني إذا النظام أمسك الينابيع فإننا سنموت من العطش وكان عندنا خط المياه العذبة يأتينا من حفير، طبعًا [أيضًا] تحت سيطرة النظام طلبنا أن تكون هذه الأمور مؤمنة بشكل كامل فالنظام كان [يقول: ماذا تريدون؟] آمين (يوافق) أعطانا كل الخدمات التي نريدها، وحريتنا داخل المدينة والمدارس مفتوحة والحياة تمشي [بشكل] طبيعي، نحن الحياة التي كنا نعيشها في الضمير في ذلك الوقت بدمشق غير موجودة، يعني الأمان [الموجود] داخل المدينة [في دمشق] غير موجود، فهذا جعل منها هدفًا، جعل من الضمير بهذه الفترة هدفًا لكل المناطق [التي يوجد] فيها نزاع بحيث إن السوريين يلجؤون إليها، والنظام أعجبه هذا الأمر أنه قدم التسهيلات، مَن يريد أن يخرج من الغوطة والمرج وغيرهما -كانت [قد بدأت] المعارك هناك- من يريد أن يخرج [فليذهب إلى] الضمير، لا يقول له: اذهب [إلى] مكان [آخر]، يقول له: [اذهب إلى] الضمير، لماذا الضمير؟ لأنه كلما كبر الخزان البشري كلما صارت لجنة الأهالي والمصالحة تحت عبء أكثر، كلما صرنا نقول: النساء والأطفال، رفقًا بالنساء والأطفال، فهو مثل [الذي] يأخذنا دروعًا بشرية ليحمي مطاره (مطار ضمير العسكري) ونجح في هذا الموضوع، [فقد] حول الضمير لملجأ، نحن تعداد سكاننا 50 أو 60 ألفًا صرنا 300 ألف، لهذه الدرجة [جاءنا مهجرون] وفي الفترة [التي هادنا فيها] بين الـ 2012 إلى غاية الـ 2018 التي فيها خرج الجيش الحر وسلمنا المدينة وانسحبنا بعد التسوية التي صارت في الغوطة، ودمشق [وريفها]، كانت حركة الإنشاءات وحركة البناء والحركة الاقتصادية في الضمير كثير كبيرة [جدًّا] فصارت مركزًا تجاريًا صارت مركزًا تجاريًا يربط الشرق بالغرب ويعني سوق الهال [الموجود في] دوما توقف، وصار سوق الهال في الضمير بعدما أُغلقت دوما نهائيًّا، وخرجت عن سيطرة النظام.
طبعًا كل هذه المقومات كان النظام يستفيد منها أنه يأخذ إتاوات على الحركة التجارية، و[على] السيارات الذاهبة والعائدة، وصارت الحواجز ترى عنصر الجيش الحر فتضرب له تحية وتبعد عنه، يعني لا تقترب منه لأنها لا تريد رصاصًا كونه صار الحاجز قيّمًا عندها، كله سيارات تجارية وصار يعني توزيع كروزات (علب) الدخان ودفع الإتاوات وإلى ما هنالك، صار العساكر يعملون واسطة ليأتوا ويخدموا في الضمير [لأن] المنطقة آمنة وهادئة، والحاجز فيه [جمع] نقود، يعني هذا الوضع 100% عاشته المدينة، الضباط في منطقة مساكن الضمير فتحوا مكانًا لبيع مسروقاتهم، طبعًا ثوار المدينة رفضوا أن تدخل أي قطعة بعدما تم اجتياح عدرا والمناطق المحيطة، صار النظام قد بدأ حركة التعفيش وإلى ما هنالك.
لكن نحن قبل أن ندخل في هذا الموضوع في الـ 2012 بعدما رجعت، وزوجتي سافرت والأولاد ذهبوا معها، [صار] البيت [فارغًا] هنا أنا أصبحت أريد [أن] أعمل نشاطًا خارج المدينة، لا أريد [أن] أبقى في ضمير، أريد أن أذهب وأرى بما أن النشاط صار في الغوطة، وتركز على أسوار دمشق، وبرأيي هذا صحيح، يعني نحن كنا في المظاهرات حلمنا وأملنا أن نحتل ساحة ونعمل فيها اعتصامًا ونسقط النظام، [لكننا] لم ننجح نتيجة لإحكام القبضة الأمنية، وللأسف كان القمع شديدًا، واستُشهد كثير [من] الشباب، وفشلنا في هذا الموضوع، فقلنا: ربما يعني الشباب ينجحون عسكريًا أن يأخذوا ساحة من الساحات وأن تُنقل المعركة إلى قلب العاصمة دمشق، هنا في هذه الأثناء صار تفجير في فرع العمليات، وظهر أول تسجيل لجبهة النصرة، بعدها صار تفجير خلية الأزمة، وبعد ذلك صارت تأخذ الثورة منحًى استخباراتيًا عاليًا، ضربوا النظام في العمق، يعني هذا الشخص الذي [قام] بتفجير خلية الأزمة أشخاص مسلحون مدربون بحسب ما نحن قرأنا التفاصيل، بعدما فجروا اشتبكوا وقاوموا حتى النهاية، هنا هذا الموضوع أعطانا زخمًا وقوة وثقة بالنفس أننا نحن أسقطنا النظام عسكريًا، يعني في هذه المرحلة [حققنا] نصرًا ما بعده نصر، أنا لا أعرف كيف خُطط له، وكيف صار [لكن رأينا] نتائجه، عمليًا دمشق حوصرت [من قبل] الثوار، حاصرنا النظام في عاصمته -كما يقولون- حاصرنا الحكومة كاملة، جوبر زملكا عربين كل هذه [المناطق] تحررت بعدما دوما أخذت قرارًا وتحررت، ومخيم اليرموك والمناطق المحيطة، يعني النظام كما يصفه فيصل قاسم -الله يذكره بالخير- مختارًا لحي المهاجرين بشار الأسد بقي، يعني لم يبق له صلاحية إلا على ما محيطه 5 كم من قصره الجمهوري، يعني داريا كم كانت تبعد عن[دمشق] نحنا ذكرنا كل هذه المناطق ونسينا داريا، داريا التي كانت [على بعد] كيلو متر واحد عن القصر الجمهوري، يعني إذا ضرب [الجيش الحر] قذيفة هاون كان يُصيب القصر الجمهوري، فهذا الكلام شجعني وأعطاني الزخم أنه يكفي، أنا أريد [أن] أخرج إلى الغوطة وأريد أن أشتغل بشكل احترافي، ويكفيني [عملًا بالـ] تنسيقية والصور ورفع الفيديوهات، وصار يوجد كادر يشتغل بهذا الموضوع، فأنا جمدت قناتي، والتنسيقية ظلت تعمل مع الشباب مع الفريق [الخاص بي].
وأنا التقيت هنا بحسين العباس وركبنا سوية أنا وإياه وذهبنا إلى الغوطة لنرى هناك فريق الجزيرة المؤلف من أحمد زيدان وبيبه ولد إمهادي ومصورين اثنين، واحد من جنوب إفريقيا وواحد من باكستان، أسماؤهم لم أحفظها، كانت مهمتي في البداية أن أذهب لأركب لهم جهاز إنترنت فضائي، وأفعّله لهم، بعد ذلك صاروا يبحثون وأعطوني مهمة المدير العربي الخاص بربط البث المباشر لكي أربط عربة البث مع القمر الصناعي، كان يوجد مهندس عراقي علمني على آلية عملها، ونجحت، وخرجت أكثر من مرة [أخرجت] أحمد زيدان وأخرجت بيبه ولد إمهادي في بث مباشر، بعدها صرت مرافقًا لوجستيًا لبيبه ولد إمهادي.
حسين العباس كان يرافق أحمد زيدان وأنا كنت أرافق بيبه ولد إمهادي، ورافقت أحمد زيدان أكثر من مرة، غطينا عمليات في مزارع شبعة في الغوطة، وغطينا اجتماعات لأحمد زيدان، أو تقارير إخبارية للأطباء في مدينة دوما والمستشفيات الميدانية في دوما وأخذته إلى المقر الرئيسي لجيش الإسلام هناك، وأيضًا عمل لقاء مع -نسيت اسمه- هذا الناشط الحالي [من] عائلة علوش، وهو حاليًا محتجز في فرنسا، نعم، إسلام علوش (مجدي نعمة- المحرر) الذي كان [هو من] عملوا معه مقابلة هناك، والتقينا مع مدير المكتب الإعلامي المنسق لجيش الإسلام يعني كانت رحلتي طويلة جدًا مع الجزيرة، بقيت تقريبًا قرابة شهرين ونصف إلى 3 شهور في الغوطة، وهنا طبعًا لم تكن الغوطة محاصرة، الغوطة والضمير متى أريد بإمكاني الذهاب إلى الضمير، وأرجع [إلى] الغوطة، هذا التاريخ [يمكننا أن نقول في] شهر تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر من 2012، وبقيت مستمرًا لشهر شباط/ فبراير أو آذار/ مارس من 2013 لا يوجد تاريخ بالضبط، لكنني عندما دخلت إلى الغوطة كان يوجد فراس البيطار يجهز لعملية ضد الفوج 16 وكان هدفه أن يحرر الفوج 16، بعدها يضرب مطار الضمير [العسكري]، ويربط الغوطة بالبادية، ويعمل ربطًا للغوطة مع حمص لكي يفتح خط الإمداد، يعني خطته العسكرية كانت جيدة، وكانت حلمًا، وكان وقتها فراس بيطار [قد] عمل عمليات وغنم أكثر من دبابة، كان عنده دبابات كان أكثر من لواء، أسماؤهم كثيرة، عندما دخلت أنا رأيت الدبابات، أنا عند دخولي يعني كان المنظر مهيبًا جدًا، رأيت الدبابات، لكن ليست دبابات النظام، نحن عندنا التحويلة دائمًا دبابات النظام، كان يرسل تعزيزات مرة على الدير (دير الزور) ومرة على القامشلي أحيانًا فوق القطارات وأحيانًا فوق التريلات(الشاحنات) كلهم كنت أشاهدهم، وأنا هذه الأشياء أخاف منها، أول مرة أرى [تريلا] (شاحنة) تحمل دبابة وأفرح وأقف بجانبها والتي هي دبابة الثوار، الدبابة التي اغتنمها الشباب، وكانوا يحضرونها لتدخل المعركة ضد النظام، طبعًا غطينا المعركة كاملة للأسف المعركة باءت بالفشل، شارك فيها جيش الإسلام وشارك فيها جيش تحرير الشام، الذي هو [ممثلًا] بفراس بيطار، خططوا ووصلوا لأسوار الفوج، لكن الفوج [كان] مخططًا [له أن] يواجه هجمات صاروخية فحتمًا مخطط له أن يواجه أيضًا أي اقتحام بري، كان صعبًا جدًا، وهذا الفوج معقد وكل أسلحته أو خياراته تحت الأرض، ومن تحت الأرض تخرج، يعني يصل [إلى] السور الشباب ويسقطون عند السور، الدبابات خرجت، والطائرات من مطار الضمير ضربت الدبابات، وتم إعطاب الدبابات التابعة للمجاهدين، ومع الأسف لعدم وجود الدفاع الجوي [فإن] الثوار تقدموا لأسوار الفوج 16 وكانوا على وشك أن يحرروه لولا أن الطيران الحربي تدخل، ومع الأسف كانت لا توجد منظومة دفاع جوي وإلى الآن يطالب الجيش الحر أن تكون عنده منظومة دفاع جوي لأننا على الأرض نحن الأقوى، نحن أصحاب الأرض، نحن أصحاب الحق، فشلت المعركة وكان من نتائجها الكارثية بداية حصار الغوطة.
بداية حصار الغوطة من الجهة الشرقية أو قطع الغوطة عن الضمير، هنا سبق وذكرت قبل قليل أنه تم نزوح عدد كبير من [أهل] المرج والعتيبة والجربا والعبادة إلى الضمير، ما هو السبب؟ أن النظام بدأ يقتحم هذه المدن لكي يعتمدها مركزًا لحصار الغوطة، فهنا النظام قرر أن [تكون] الضمير [منطقة] آمنة ليحمي مقراته ويحمي طرقاته، بينما القرى الثانية التي هي متاخمة للغوطة يريد [أن] يفرغها من أهلها لكي يجعلها منطقة ميدان [قتال]، ومنطقة معارك، فعمل معارك، وطلب من الناس أن يخرجوا وأمن لهم خروجهم باتجاه ضمير، حران العواميد ضمن هذه المدن تم تسويتها بالأرض، لم يبق فيها أي بيت واقف، المليحة من أجل مطار دمشق الدولي، أما حران العواميد توجد فيها المنطقة الحرارية تغذي دمشق وريفها بالكهرباء، ويوجد مطار ضمير ومطار دمشق الدولي، ثلاث مناطق استراتيجية، كي لا تبقى بيوت ولا يبقى فيها حجر يختبئ وراءه ثائر يطلق رصاصة على ظالم، تم تسوية هذه المدينة بالأرض، وتم ترحيل أهلها، ونزحوا كلهم، وجاء قسم كبير منهم إلى ضمير، وقسم ذهب إلى المدينة العمالية وعلى المدن المحيطة، وعدرا البلد نفس الشيء أيضًا تم تفريغها من محتواها، طبعًا هنا لم يتم تفريغهم بليلة وضحاها، هنا كانت توجد معارك، يتقدم النظام فيتقدم الثوار إلى أن وصلوا لنتيجة أنهم خسروا هذه المنطقة، بعدرا كانت توجد معركة أيضًا شارك فيها جيش الإسلام وشارك فيها ثوار الجيش الحر بشكل عام، وهذه المعركة في تل اسمه: تل أحمر ، ظل الثوار يحاصرونه فترة، وظلوا يضربونه، يعني كان الجيش الإسلامي يدخل في معارك أستغرب منها، يعني نحن في بداية 2012 نحن جماعة اضرب واهرب يعني حرب عصابات حسب الإمكانيات الموجودة عندنا، فهو كان يحاصر وكان يعمل استراتيجيات لكن مع الأسف كان يفشل، يعني كان يخطط وكان يرسم خططًا لكن عندما ترى المخطط تحس أنه سيحدث شيء، وشي رائع، وسيربط منطقة بمنطقة، مع الأسف يسقط عدد من الشهداء وآخر شيء المعارك [تبوء] بالفشل، عملوا كثيرًا [من] المعارك في الـ 2012 لحد استطاعوا من خلاله أن يحرروا الغوطة ويربطوا أوصالها ببعضها، لكنهم خسروا ارتباطهم بمدينة الضمير، وخسروا نقطة وصولهم، النظام صار يعزل الغوطة عن مطار الضمير يعني انتبه أن دمشق وجوبر وزملكا مهما حشد حشودًا عسكرية ومهما قصف بالطيران كان يخاف على مطار الضمير العسكري أكثر منهم، لماذا؟ لأن مطار ضمير العسكري هو المركز الرئيسي لانطلاق الطيران لكي يضرب، طبعًا الثوار كلهم تنبهوا أنه يجب [أن] نعطل المطار ويجب [أن] نشارك ونساهم مع أهلنا ونعطل هذه العملية، فلهذا السبب كانت الـ 2012 لـ 2013 مع أنها هدنة [لكن] قُصفت الضمير أكثر من مرة بسبب تدخل الثوار بقطع التحويل، يعني الثوار كانوا يُخلّون بالهدنة لأنهم يتعاطفون مع المدن الثائرة، ونرى الطيران يضرب على الغوطة ونرى الطيران يضرب على غير مناطق، فالثوار لم يكن يهون عليهم، كيف يتم ذلك! يعني مطار الطيارات تخرج من عندنا وتقصف سورية ونحن قاعدون بأمان، لم يكونوا يقبلون بهذا الموضوع، فكانوا يتدخلون وحاولوا أكثر من مرة قصف المطار بالهاون ورجعوا عطلوه، قصفوا مساكن الضمير العسكرية، [كنوع من] الضغط لفك الحصار عن الغوطة أو على منطقة وقطعوا التحويلة بحيث إن سيارات المبيت أو الإمدادات على المطار لا تستطيع الدخول، يعني أغلقنا أو عطلنا المطار أكثر من مرة تحت طلب أن نُخفف الضغط أو أنه يجب ألا نعمل هكذا، وطبعًا النظام كان يرجع يقصف المدينة مرة ومرتين وثلاث، ويرد علينا بأسلوب مزعج [كثيرًا] بأن يعتقل كل شيء من الضمير في أي حاجز في سورية، وليس فقط في دمشق وريفها، فهنا يعني أحد الثوار مثلًا أمسك سيارة مبيت للضباط يذهب النظام يمسك ما يقارب 100 أو 200 موظف ضميري يعملون في دمشق أو يعملون في منطقة من المناطق، ناس مدنيون يعملون بوظائف، من هذا؟ يكون ابن عم لشخص آخر أو خالًا له أو أباه أو أخاه في النهاية الحياة مستمرة، الناس كانوا يعيشون حياتهم، فكانت هذه نقطة الضغط نحن نضغط على النظام بأننا نريد أن نمنعه أو نعطل مطار الضمير يذهب ويمسك أهلنا الذين هم يقتاتون ويرتزقون ويشتغلون في المناطق المتاحة لهم، وهذه أكبر خساسة، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ما العلاقة يعني إذا كنت أقاومك فتذهب أنت لتمسك بأخي وبأبي. ثانيًا: النظام كان يمارس سياسة الانتقام، يعني لا توجد قبلية ولا توجد عشائرية ولا توجد طائفية ولا توجد أي عنصرية تستطيع أن تصف الذي كان يعمله، يعني بمعنى آخر ثوار المدينة يشتركون في معركة من المعارك فيعتقلون ويقتلون من طرف النظام عددًا محددًا من الناس فعندما يموت أحد [من] أقارب شخص موجود على الحاجز، هذا الشخص لكي ينتقم يريد أن يقتل شخصًا من الضمير، فأكثر من شخص يعني، ما يقارب الـ 10 إلى الـ 12 شخصًا قُتلوا بهذه الطريقة بدون أي ذنب، مرة سائق براد (سيارة مبردة سيارة شحن)، ومرة شخص مدني يقطع الطريق فيقولون: تعال، فيذهبون ويطلقون الرصاص عليه، على زعمهم إرهابيون هم الذين قتلوه لكن غايتهم كانت الانتقام.
توجد إحدى القصص أيضًا أحب أن أذكرها: في إحدى المعارك في البادية تم قطع طريق الإمداد وتمت مصادرة سيارة ربما تحمل أغذية للمطار وأخدوا الطاقم التابع لها لا أعرف، ما هو مصير الأشخاص لا أعرف ما هو مصيرهم، فأحد الأشخاص الذي كان موجودًا بهذه السيارة يكون أخًا لمدير فرع أمن الدولة، فرع الخطيب بدمشق، فهذا يكفي [أن يكون من] الضمير هذا الشخص فُقد في الضمير الذي هو أخوه هذا يعني [أن] كل شيء ضميري هو هدف، كل شوفير (سائق) شحن على أي معبر حدودي يعتقله ويأخذ سيارته، كل شخص يمر على حاجز أمن الدولة بدمشق من ضمير يعتقله، واعتقل عددًا كبيرًا من الناس ونحن لم نعد نقدر [أن] نوثق لأنه يعتقلهم فترة فيذلهم ويسألهم عن هذا الشخص بالأخص وبعد [ذلك] يُطلق سراحهم بعد شهر أو بعد 20 يومًا، أو بعدما تسوء حالتهم الصحية.
إذا أردنا أن نعود بحديثنا لابد أن نعود إلى موضوع الغوطة وحسين العباس وطاقم الجزيرة والأعمال التي قمنا بها، طبعًا تعرضنا للقصف أكثر من مرة ونحن نمشي قذائف الهاون تسقط بجانبنا، [لكن] الحمد لله ما أوذي أحد، لكننا رأين آثار القصف بعدما مررنا بدقيقة أو دقيقتين فسقطت صواريخ فرجعنا ورأينا آثار لقصف، وتم توثيقها من قبلنا ومن قبل قناة الجزيرة في ذلك الوقت، كانت يعني مشاهدًا مع الأسف مؤسفة جدًا جدًا، تقشعر الأبدان لها يعني ناس بدون أطراف، الناس بدون رؤوس نتيجة قصف براجمات الصواريخ، يعني كانت الشظايا خطيرة جدًا، وكان مبدأ عملها أنه تنشط نقطة فنقطة فنقطة، يعني تشعرون أنه يزرع الأرض زراعة ويفلح الأرض فلاحة وأكثر من مرة دخلنا في مكان يعني سقطت فيه صواريخ وكان من الممكن أن تسقط فيه مرة ثانية من فضل رب العالمين عشنا وخرجنا بصعوبة، بعدما تم حصار الغوطة كنا آخر الخارجين من الغوطة الشرقية أنا وحسين العباس وأحمد زيدان وبيبه ولد إمهادي، لو تأخرنا يعني يومًا أو اثنين أو 3 لكنا عرضة للوقوع في طريق الموت، طريق الموت نريد أن نخصص له وقتًا لوحده لأنه قضى في هذا الطريق آلاف الثوار.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/23
الموضوع الرئیس
الحراك في مدينة الضميركود الشهادة
SMI/OH/38-13/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
9/2012 - 3/2013
updatedAt
2024/10/21
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-العبادةمحافظة ريف دمشق-الجربامحافظة ريف دمشق-العتيبةمحافظة ريف دمشق-منطقة المرجمحافظة ريف دمشق-الغوطة الشرقيةمحافظة ريف دمشق-عدرامحافظة ريف دمشق-ناحية المليحةمحافظة ريف دمشق-ناحية حران العواميدمحافظة ريف دمشق-مدينة دومامحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرمحافظة ريف دمشق-الفوج 16 (دفاع جوي)شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جيش الإسلام
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة
مطار الضمير العسكري - مطار بلي
مطار دمشق الدولي
جيش تحرير الشام
تنسيقية مدينة الضمير
الفوج 16 - دفاع جوي - نظام