سيرة ذاتية لـ: حسين العباس وعمر صابرين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:58:05
حسين العباس مؤسس تنسيقية مدينة الضمير، وصديقي قبل قيام الثورة تفصل بيني وبينه بالعمر سنة أو اثنتين، كان موظفًا لدى وزارة الاقتصاد ومراقبًا تموينيًا، أو شيء من هذا القبيل كان عنده وظيفة رقابية، هو خريج معهد طبي، ووظيفته لها علاقة بالتحاليل ومواصفات الأغذية الموافقة أو غير الموافقة إلى ما هنالك، كان يرفض الفساد بشكل فظيع مع أن وظيفته من التجار أو الفاسدين كان يُعرض عليه رشاوى كبيرة من أجل تمرير منتج، أو كذا.. مما جعله يُعاني مشاكل كبيرة مع الفاسدين والموظفين ليستفيدوا، وكانوا يحاولون نقله من مكان لمكان، وصاروا يستبعدونه من الوظيفة، أو أن يخرج في اللجان التفتيشية التي كان يُراقب فيها.
كانت نشأته بالأساس جيدةً، وكان رافضًا الفساد ويسعى لتكون سورية قويةً، أو بشكل عام الموظف كان معروفًا في سورية إنسان فاسد حتى يثبت العكس، كما الشرطي نفس الشيء، فالنزعة كانت عنده قبل الثورة، وجد حسين نفسه في الثورة، أنا أقول: كان ضائعًا طوال عمره، ووجد نفسه حين وُجدت الثورة.
يتنفس ثورة هذا الإنسان كان مُستعدًا أن يُقدم حياته منذ أول يوم فداءً للثورة مستعد للتضحية بنفسه من أول يوم من أجل التغيير، لكن الظروف لم تسمح لحسين يكبر بسبب التضييق الأمني الكبير الذي عاشه في البداية.
ذكرت أن حسين كان مؤثرًا في البدايات، وكان دوره التنسيقي عال وعنده شجاعة، يذهب إلى دوما ويذهب إلى جوبر، أعزب غير متزوج، عنده شجاعة وجسارة لم تكن لديَ - الله يرحمه - تمت مُلاحقته بشكل فظيع جدًا حتى أخذت وبعض الأصدقاء قرارًا: يا حسين أنت ستُقتل، ولا نُريد خسارتك إذا أمسك بك النظام، خاصة بعد أن تكلمت مع "بي بي سي" وباسمك العلني وبعدما عملت الذي عملته وتكلمت كلامًا لم يجرؤ أحد أن يتكلمه، برأيي أنك تهرب إلى الأردن مؤقتًا حتى تتوضح الأمور، ضغطنا عليه بأسلوب أو بآخر، وهو لا يُريد بالعكس يريد المواجهة، أقنعناه وركب سيارة مع مجموعة من الأشخاص من الثوار الأوائل منهم خالد غزال، ومجموعة من الضباط المنشقين في تلك الفترة، وكان ذلك في شهر نيسان/أبريل وبداية أيار/ مايو [2011] بعد أن صارت المداهمات قوية، ذهب حسين إلى الأردن وتعرف على عدة منظمات إغاثية وإنسانية، وتعرف على ياسر أبو هلالة، وصار يربطنا حسين - كنت أنا من قبل أربط حسين ليتكلم على القنوات التلفزيونية- بعدها صار حسين يربطني لأقدر أن أُوصل مقاطعي للقنوات التلفزيونية وتُنشر مقاطع المظاهرات، فكان خروجه فيه فائدة لنا، أتى بجهات اتصال قيمة عرَفنا وربطنا مع أشخاص مؤثرين أو أصحاب قرار هذا المحتوى يُعرض أو لا يُعرض، وكان سببًا رئيسيًا في نجاحنا كتنسيقية بشكل عام، فيديوهاتنا تُعرض أو بثنا المباشر يظهر.
حين تعرف حسين شخصيًا على الناشطين والإعلاميين في الخارج صار يُحافظ على الود وعلى الاتصال، كان دائم الاتصال معهم ولا ينسى أحدًا من أجل خدمة القضية، كان مستعدًا أن يضحي بدمه يفدي بروحه من أجل قضية الثورة السورية وسورية، لم يعد يصبر قرر الرجوع بعد أربع أو خمس شهور تقريبًا من خروجه خارج مدينة الضمير، ركب سيارة شحن أخفوه في أحد مخازن المياه داخل السيارة، وتم تهريبه عبر الحدود ونجا بحول الله بعد 6 أو 7 شهور من سفره.
في بداية 2012 تقريبًا رجع حسين مرة ثانية إلى سورية - التاريخ ليس دقيقًا - لكن رجع حسين بعد أن كان ينشط من الخارج يُريد تأمين السلاح والكاميرات والمواد طبية، و قد أرسل أكتر من شحنة وأكثر من سيارة شحن كانت تُدخل لنا - سيارات شحن لأبناء المدينة كانوا يدخلون الأغراض ضمن الحمولة التجارية - مواد طبية أدوات تصوير معدات تقنية، فلعب دورًا كبيرًا، وحين رجع حسين أدخل معه بعض الأشياء، وكان تقريبًا معتمدًا أو مكلفًا من ياسر أبو هلالة أو تعرف على طاقم "الجزيرة" لينقل فريقهم من تركيا إلى سورية، أول فريق نقله حسين كان فيه المراسل ناصر شديد وكان بهذه الأثناء الناشط محمد العيسى موجود معه في الغوطة، أنا لم أكن موجودًا، صرنا نفاجئ ناصر شديد موجود يحاكيني حسين يقول: أنا بجانبه وأنا أسعى بهذا الموضوع كان نقطة قوية أن يصير بث مباشر أو مراسل لقناة "الجزيرة" في ظل الحظر في منطقة النزاع في قلب غوطة دمشق، لم يكن هناك مراسلون من قنوات أخرى كانت الجزيرة فقط سباقة في هذا الموضوع، الباقي كله كان يعتمد ناشطًا على الأرض ينقل الأخبار من خلاله إما مراسل يعمل تقريرًا صحفيًا حقيقيًا كانت "الجزيرة" سباقة في هذا الموضوع، وبعد أن تنتهي مهمة الصحفي خلال شهرين عندهم برنامج يجب أن [يساعد] في إخراج هذا الصحفي إلى خارج الحدود بأمان ضمن مهمة فريق الإمداد أو الدعم اللوجستي دعنا نسميه، حسين أخذ ناصر شديد وخرج، وعاد ليدخل طاقمًا جديدً هو أحمد زيدان وبيبه ولد مهادي وهنا كنت معه وبدأت رحلتي مع حسين بعد أن كنت مقطوعًا عنه تقريبًا سنة لم أره بعد ذهابه إلى الأردن، أو أقل من سنة ثم التقينا أنا وحسين وكان لقاءً تتخلله الأشواق والبكاء، وقال لي: نعمل هكذا و سنعمل ، تعال اعمل معنا مع "الجزيرة" وهذا المقترح منه وليس من قناة "الجزيرة" لكن قلت له: أنا أخدم الثورة السورية أخدم "الجزيرة" أخدم أي أحد يخدم "الثورة السورية"، وقال لي: وأنا هكذا - و أحسست الكلمة تركت أثرًا عند حسين- حسين كان يعمل مع "الجزيرة" وحين قلت هذه الكلمة شعرت بيني وبين نفسي أن حسين جُرح يعني أنت صرت "الجزيرة" ولست "الثورة السورية" لم يكن هذا قصدي طبعًا و"الجزيرة" أكبر داعم أو قطر كانت أكبر داعم للثورة السورية حتى الساعة، زعل حسين بينه وبين نفسه صار يُفكر، أو صار يعمل نشاطًا فوق طاقته صار يخدم فريق "الجزيرة" و بنفس الوقت يدعم مجموعات عسكرية من خلال الدخل الذي كان يحصل عليه بطريقة أو بأخرى، كان لا يضع بجيبه فرنكًا، أحد الناشطين يقول: يلزمني جوال لأُصور أو لأتواصل أُريد جوالًا ذكيًا مباشرةً يسحب جواله ويعطيه إياه، أحد الأشخاص يقول: يلزمني كمبيوتر يكون حسين مثلًا أخذ راتبه أو دعم أو كذا لا أعرف من أين، كان يسحب من جيبه ويعطي، ما بجيبه ليس له، نذر نفسه للثورة.
خرجنا من الغوطة في آخر أيام الحصار أنا وحسين وأحمد زيدان وبيبا ولد هادي، وآخر عربة تخرج من الغوطة أي بعد عربة "الجزيرة" التي خرجت ذلك الوقت لم تخرج أي عربة من الغوطة، كنا آخر الخارجين طبعًا ثلاث أو أربع محاولات حاولنا الخروج، ويتم استهدافنا بالقنص، أو دبابة تبحث عنا طبعًا تسير السيارة دون أضواء والوضع خطير، فريق "الجزيرة" كله معرض للقتل كل من في السيارة معرضون للقتل في أي لحظة، في أحد المواقف ونحن نسير في منطقة الثوار حفروا حفرةً ونصبوا ساترًا جانبها كي لا يراهم القناص ولا يستهدفهم، وفجأةً سيارة لأحد الثوار ضائع يُحاول الخروج من الغوطة أو الدخول لا نعلم ما هي قصته، يسير و أضواء السيارة مشتعلة، كشف نفسه كشف المخطط، ولا نعلم بوجوده ضمن الخطة وليس ضمن تنسيقنا مع الفضاء من هذا؟ وضعنا بموقف صعب، نسمع صوت الدبابة نسمع صوت جنزيرها وهي تبحث عنا وتُشغل الكشاف، بطريقة أو بأخرى رب العالمين أعمى عنا. ونرى القذائف تسقط على الأرض وتبقى ملتهبة، ووقت الانتقال يكون شديد الظلمة في الليل، وحسين من أصول بدوية لديه خبرة البادية وعنده خبرة بأجواء الطقس، فيقول: الليلة ليلة سفر، لا يعكس ضوء على السيارة ولا تُشاهد حتى لو كانت بيضاء مستحيل تُشاهد، ولولا تلك السيارة كنا مررنا.
فاضطررنا أن نرجع ثلاثة أيام نُنسق مرة ثانية حتى نستطيع المرور، وعند تأمين المنطقة أعطينا التعليمات للكل: ممنوع أن تخرج أي سيارة، أو ممنوع الاقتراب من المنطقة منطقة العتيبة أو بحر العتيبة، وهي المنطقة الفاصلة بين الضمير والغوطة وهي منطقة كانت غابةً سابقًا لكن النظام أحرقها كي لا يختبئ فيها الثوار، المنطقة تُعتبر مصبًا لنهر بردى.
بتوفيق من رب العالمين خرجنا بسلام من الغوطة، واتجهنا أنا وحسين عباس وطاقم "الجزيرة" إلى [منطقة] القريتين، وكانت الفكرة أن يأخذني حسين معه إلى تركيا من أجل مقابلة في مكتب "الجزيرة" واستلم المعدات على عهدتي من أجل أن أصير مُشغل المركبة وأُخرج المراسلين في البث المباشر.
في هذه الفترة كانت زوجتي وأولادي سيسافرون إلى السعودية، وأنا لم أرهم منذ ثلاثة أو أربعة شهور كانوا في الغوطة، قلت لك: أرسلتهم إلى السعودية بهذا الوقت سيسافرون، فقلت له: أعتذر لن أخرج معك السفرة القادمة بالقريتين أمنت السيارة للعودة ورجعت إلى المدينة، والتقيت بحسين مرة ثانية مع ميلاد فضل ومراسل آخر عاد حسين من تركيا بفريق آخر للجزيرة كان ميلاد فضل ومحمود زيبق، وأدخلهم إلى الغوطة بأسلوب أو بغير طريق وبمخاطرة أتوقع دخلوا راجلين و ليس بسيارة 100% راجلين لأننا كنا نترك المعدات والسيارات في الغوطة لا حاجة للتجهيزات، فقط [بحاجة] لبشر وطريق الغوطة هذا هو طريق الموت كانوا ينجون منه بأعجوبة، طبعًا حسين كانت له طرقه الخاصة وساعدنا كثيرًا بنقل أشخاص ناشطين إلى تركيا لأن عملهم خارج سورية خارج دائرة الحرب، وحسين أنقذ الكثير من العالقين في الغوطة ونقلهم معه.
في عام 2014 قال: أُريد أن أرتاح في مدينة الضمير ولن أستمر بالعمل مع "الجزيرة"، - مع أنه استمر معهم – سأتفرغ للثورة، يريد رؤية الوضع يعيش مع الفصائل الثورية والمجاهدين وتجمهروا حوله، كانت مدينة الضمير آمنة في الداخل الكل يستطيع الدخول والخروج، بعد أن أمن ميلاد فضل ومحمود زيبق وأرسلهم إلى تركيا عاد حسين إلى المدينة واستقر فيها وكان أعزبًا، قلنا له: سوف نزوجك وصرنا نبحث لك على عروس.
في هذه الأثناء كان يتم التخطيط لمعركة، وهذه المعركة حسين أخذها كأنها معركته المصيرية فكان يركض بين الفصائل ويُنسق بينهم ويُنسق مع الشمال والشرق والغرب والجنوب ليربط الأقطاب كلها ببعضها حتى تنجح المعركة، وهو طبعًا مع أحمد العبد الله كون أحمد عبد الله من أوائل المُنشقين والناس الصادقين، كان حسين يحبه ويحترمه كثيرًا احتضنوا بعضهم، وكان ضمن لواء يُشكله أحمد عبد الله اسمه لواء عمر بن الخطاب. في النهاية كان مراسلًا حربيًا ويحمل السلاح، وفي هذه المعركة تواجهوا مع فوج 555 و 554 و تقع بجانب مستودعات مهين، مستودعات مهين هي مستودعات تسليح كبيرة جدًا فكانت الغاية من المعركة [هي] الغنيمة.
أحمد العبدو كان موجودًا في هذه المعركة، وبدأت المعركة وقد شارك فيها عدد كبير من الفصائل بدعم من غرفة الموك، وشارك فيها "جيش الإسلام" وشارك فيها فريق عمر بن الخطاب بقيادة أحمد العبد الله، حسين ركب مع عدد من الأشخاص في سيارة بعد أن كانوا يواجهون لمدة 24 ساعة، معارك مفتوحة وقصف جوي عليهم بالبادية.
تم استهداف أحمد العبدو بقذيفة واستشهد - الله يرحمه – أحمد العبدو في هذه الواقعة المعركة، وبعد استشهاده تم تسمية القوات بقوات أحمد العبدو، لأن هذه المعركة هي التي عملت بادية سورية، وعملت مقر البترا وعملت منطقة القيادة في القلمون.
حسين العباس بعد يوم قرر مع مجموعة من الشباب الالتفاف خلف خطوط العدو ليعمل ثغرة يتقدم الثوار من خلالها ويحققون النصر، كانت مغامرةً، أو دعني أقل محاولة استشهاد، هناك تل إذا التفوا حوله ينجحون بالالتفاف خلف خطوط العدو، و يوجد أكثر من دبابة ومعهم صواريخ ومضاد للدروع، وكان حسين سيستخدم هذه الصواريخ مع المجموعة من أجل إحداث ثغرة في صف الدبابات الموجود، ويفتحون طريقًا للقوات لتتقدم، ذهبوا ويعلمون أن النظام عنده مضاد للدروع ومتخف في نقاط رباط، تم استهداف المركبة التي فيها حسين واستشهد الجميع إلا شخصًا كان في المركبة من الخلف، وهو الذي نقل الرواية ونقل الحديث ونقل الأحداث التي سردتها كاملةً - الله يرحمه - طلال حماد استشهد في غير معركة، وحسين منذ بداية الثورة حتى استشهاده لم يرتح ولم ينم بهناء نومة مريحة ولا يُفكر في راحته أبدًا دائم التفكير في بسورية الوطن دائمًا يُفكر في الحرية، كان يُفكر كيف نتخلص من هذه الطغمة الحاكمة.
ليس بوسعنا في هذا المقام وهذا المكان إلا أن نتمنى له الرحمة ويجمعنا الله في جنات النعيم.
عمر صابرين أبو خالد من مواليد 1974 خريج حقوق ضابط شرطة، وقبل أن يأتي إلى مدينة الضمير كان على حدود درعا يستلم قسم الشرطة في حدود درعا في بلدة نصيب، وقبلها كان يخدم في حفظ النظام في اللاذقية، متزوج وعنده ثلاثة أولاد.
تعرفت عليه من خلال محل الكمبيوترات(الحواسب)، طلب مساعدة بموضوع كمبيوتر له ولابنه، ولمخافر الناحية هذا الحديث قبل قيام الثورة ذهبت إليه أكثر من مرة، وتوافقت أفكارنا فهو متعلم مثقف واع، صار يستهويني الجلوس معه، والسماع لحديثه وقصصه، كيف لا يحب الفساد الموجود؟ وهذا قبل الثورة هو ضابط شرطة كان يتكلم عن الفساد، وكيف كان عناصر السياسية يسرقون بحدود درعا؟ وماذا يحدث؟ وكيف كان شبيحة اللاذقية آل بيت الأسد يشبحون في اللاذقية؟ عندما كان ضابطًا في حفظ النظام في اللاذقية، يقي سبع سنين ضابطًا فيها، لذلك لمست في نفسه المعارضة.
عندما بدأت الثورة بشكل تلقائي فتحت أحاديث للتأكد بأي ضفة سيكون، فظل مع مواقفه في الضفة الصحيحة، في الضفة التي تُؤمن بحرية الإنسان تُؤمن بالقضاء على الطاغوت والتخلص منه، هنا صار تنسيق أمني كبير بيني وبين أبي خالد، وذكرت بشهادتي أنه عنصر رئيسي في حقن دماء الكثيرين، أبو خالد بعد أن خدم الثورة في الضمير حتى ضربة الحاجز في حزيران/ يونيو 2012 كان موجودًا في مخفر مدينة الضمير ويساعدنا في كل الأساليب المتاحة ويعمل دورًا لوجستي بمعنى حين ينتقل أحد المطلوبين من مكان لمكان إذا كان مجاهدًا أو مصابًا كان ينقله بسيارة الشرطة كي لا يقف على الحواجز أو يتم مداخلته فهذا الشخص مدير ناحية يقدمون له تحية ولا يقف على الحاجز.
كانت عنده مزرعة صغيرة في الغوطة بجانب العبادي نسيت اسمها المهم في قلب الغوطة عندهم مزرعة صغيرة، فكان يخرج من الضمير إلى الغوطة يمر على مزرعته ثم يعود إلى بيته، كان سكان مخيم اليرموك في دمشق.
وفي يوم مر وهو ذاهب إلى مزرعته بعض الثوار الذين لا يعرفونه، سيارة شرطة تعرضوا له وطلبوا السيارة منه، وحاولوا قتله، قال لهم: اتصلوا بزهران [علوش] -و أنا لم أكن أعلم بعلاقته القوية مع الشيخ زهران علوش -الله يرحمه- قال له: أنا هنا، قال له: دقيقتين آتي لعندك، وحتى وصل الشيخ زهران كان أحد الثوار عنده جهالة أو جاهل متعصب أطلق النار عليه وأصابه بيده إصابةً خفيفة مع ذلك أبو خالد عمر صابرين سامح هذا الشاب، وأسقط حقه عنه، وقال له: أنت لم تكن تقصد، وكان الموقف فيه مشاحنة وأنا لا أُريد منك شيئًا، وأن زهران علوش سيعاقبه عقوبةً شديدة، كان "جيش الإسلام" جيدًا في 2012 نجا منها ولم يستطع إخفاء إصابته، فقال لقيادته: جُرحت وكذا، وأخد إجازة وذهب إلى المستشفى، فقالوا له: لماذا تذهب إلى المناطق التي فيها التهابات (توترات) وكذا، وأصبحت عليه العين بعدها تم تحرير الحاجز وأخبرنا أبو خالد أن ينسحب بعد أن بدأت الاشتباكات، أنا كنت قد نسقت مع أبي الحارث وهو شخص آخر من "جيش الإسلام" أيضًا صاحبي عن أبو خالد فجعل الشباب وقت الاشتباك وحصل هدوء قلت لك: صار في ساعتين من الهدوء، في هذا الوقت أخلوا عناصر المخفر، وجهزنا أغراض أبي خالد وكان بيته فوق المخفر ليأخذها ويرحل، كي لا يحصل أذى لأن الحاجز غير موجود والنظام سيسأل و سيُعرف [أنه مع الثوة] فهو عنصر نظام وأننا نسقنا وتعاونا معه، والذين هجموا على الحاجز لم يعلموا بالتنسيق مع مدير الناحية، هو ذهب وكانت السيارة محملةً بالأغراض وتم أخذ أغراض أبو خالد أحس بالقهر فكيف يأخذون الأغراض؟ ولم نعلم بذلك حتى نزحت المدينة وصرنا خارج المدينة من أخذ الأغراض؟ ولم نستطع التواصل معه، قال أبو خالد: لم تأخذونها؟ أنتم ثوار ولا حرامية(لصوص) لا يجوز هذه الأغراض حقي وأُريد أغراضي، وشعرت بأن هذه النقطة أزعجته: أنت ثائر لا يجوز أن تأخذ خشبة أو تأخذ أدوات كهربائية أو تأخذ لا يصح ذلك، وأنا أحسست بالخجل من سلوك هذا الشخص الذي أخدها، وسعينا لتعويضه وسعينا لإعادة الأغراض، وتمت إعادتها.
نُقل أبو خالد إلى المدينة الصناعية، وصار يُداوم في المدينة الصناعية طبعًا في هذه الأثناء كان سهيل الحسن الملقب بالنمر كان مقدمًا ويُقيم في مساكن الضمير، يذهب و يأتي مع حملة المداهمات لعند أبي خالد ولم يكن يُحب أبا خالد لأن أبا خالد كان في نفسه لا يجوز أن يحدث قتل، فصاروا يراقبونه ويُراقبون أسلوبه ومحادثاته، وشعر أنه مراقب وأنهم يُسجلون مكالماته، كانت اتصالاته كثيرة وفجأة قطع معي الاتصال فجأة قال لي: أنا قد انتهيت؟ أين أنت؟ يقول لي: أنا في دوما أعلنت انشقاقي وانتهى، انتهت حياتي مع وزارة داخلية النظام انتهت حياتي معهم، أنا خدمت على قدر طاقتي انتهى عملي كضابط عامل، انتقل إلى دوما وطبعًا رحب به الشيخ زهران كونه كان ينقل الشيخ زهران إلى اجتماعاته في دمشق وكان يأخذه بسيارته كانوا أصحابًا، فالشيخ زهران كان عنده إمكانيات قوية في هذا الوقت "جيش الإسلام"، وقال: ما مشروعك يا أبا خالد؟ أبو خالد قال ببساطة: بلد صار فيها فراغ أمني يجب أن نعمل فيها قوى أمن داخلي وهذا بالقانون، وأنا أستطيع عمله فأنشأ مدرسة لتخريج الشرطة أو عناصر الأمن، يعني المدني في الغوطة وخرَج دورة واثنتين وثلاثة بطريقة أكاديمية جيدة سعى أن يعمل مجلسًا قضائيًا مستقلًا في دوما، واشتغل ليستقل القضاء أو يمثل كل المدنيين وسعى أن تكون قوة الأمن الداخلي التي شكلها لا تكون لـ"جيش الإسلام" وتكون لكل الفصائل تكون لكل الغوطة ليس لدوما. كان رجلًا يسعى لأن يكون حياديًا مع من يدعم هذا المشروع الذي عمل عليه هذا المشروع لسورية والسوريين، وزهران علوش أطلق يده وقال له: افعل ما تريد أنت وطني وأنت وهذه أصغر كلمة تُقال فيه أنه وطني.
بعد استشهاد زهران علوش خرج التيار الموازي التيار المتطرف دعنا نُسميه في "جيش الإسلام" وسيطروا على قيادة الجيش وتغيرت سياسة الجيش في الغوطة وفي سورية بشكل عام، هنا أبو خالد لم يتحمل، أبو خالد صاحب مشروع دولة مدنية بغض النظر عن ساكنيها لكل إنسان حريته بالحياة، وهذه الجهة لم تُؤمن بهذا المشروع ولم يُعجبها، عمل أبي خالد بأن يكون تابعًا ولم ينشق كي يصير تابعًا فهو لم يترك الدولة [من أجل أن يكون تابعًا] كان صاحب منصب وجيد يصير تابعًا لأجندة ضيقة، هنا صار يريد أن ينشق (أبو خالد) عن دوما و يذهب إلى الضمير المكان الآمن لعندي، طبعًا في هذه الأثناء بطريقة أو بأخرى أمنت عائلته التي كانت في الغوطة وجلبتها إلي في الضمير قبل أن يأتي، أمنت الطريق الذي يهربون منه من المدنية من الغوطة طبعًا الغوطة كانت محاصرةً لا دخول ولا خروج إلا راجلًا مشيًا على الأقدام أنفاق من ناحية دمشق من ناحية الضمير، أبو خالد إذا ذهب من ناحية دمشق سيمر على الحواجز المدنية إذا ذهب من الأنفاق يسير بالسيارات العامة أو أي سيارة بشكل عادي أما ضابط منشق ومشهور ويظهر على الكاميرات لا يستطيع المرور من هذا الطريق، والأنفاق تحت سيطرة "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" حينها، وهو ضابط معروف من طرف الاثنين لا يسمحون له بالمرور من النفق، إلى أين تذهب أنت؟ خرج و هو منزعج وليس راضٍ أو مكلف بمهمة فيها من طرف هو هارب منهم عرفت كيف؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/23
الموضوع الرئیس
سيرة ذاتيةكود الشهادة
SMI/OH/38-14/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2015
updatedAt
2024/10/28
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-العتيبةمحافظة ريف دمشق-مدينة الضميرمحافظة ريف دمشق-منطقة دومامحافظة حمص-مهينشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جيش الإسلام
فيلق الرحمن
قناة الجزيرة
الفوج 555 قوات خاصة - نظام
قناة ال BBC
تنسيقية مدينة الضمير
الفوج 554 قوات خاصة - نظام