الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أثر نشاط منظمة نوفتوزون في لبنان

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:02:15

كنا نتحدث عن مفهوم أنه لماذا أنا يمكن أن أقبل مواليًا أو لا أقبله، وأنا في الحقيقة جُلدت على هذه القصة، ولكن أنا وجدت نفسي في مكان أولًا: يوجد في عائلتي موالاة، وقبل الثورة لم يكن الشخص يخوض هذا النوع من النقاشات، مع أن والدي كان معتقلًا لعدة مرات ولكن لم تكن تشكل إشكالية، حتى وجدت أنه بعد الثورة في أوقات كثيرة يوجد شيء مستفز، وفي أوقات جاءت ونزحت كل عائلة والدي إلى منزل أهلي، وجزء منهم كان مواليًا و كان يشاهد القنوات السورية طوال الوقت، وأمي ووالدي يغلون غليانًا (غاضبون)، وهم ليسوا مضطرين أن يسمعوا هذا الهراء، ولكنني أحسست أنه إذا جردنا الإنسان من هذا الرأي الذي هو لديه 100 سبب، وأتذكر خالة وزوج خالة والدي جدًا كبيرين بالعمر، وطبعًا ماتا، ولكنهما كانا في حرستا ونزحا وذهبا لرؤية منزلهما، وبالصدفة المحضة دخلت دورية من الجيش وكسرت المنزل وضربتهما وتأذيا وعندما عادا إلى منزل أهلي ورأياني هما قالا: إنه لو نحن لم نخرج ثورة هم ما كانوا هكذا فَعلوا بنا، ولكن أنا خرجت ثورة، وأنت ما هي علاقتك حتى يضربوك! وأنا هذا الشخص الذي عمره 80 سنة كيف سوف أغيره! الذي أصبح خارج منزله وتعرض للضرب وهو بهذا العمر، وهو برأيه أن هذا بسببنا، ولكنه يحبني، وهو احتفل بي عندما تزوجت في السجن، وهو يدعو لباسل وهو لديه شيء مفصوم عنده، ولكنه يستطيع أن يتعاطف في مكان ما حتى لو أن هذا التعاطف ضد رأيه، فأنا كنت أرى هذه الحالات، وأصدقائي الذين عندما أصبحت [بدأت] الثورة رأيت أن اصطفافهم بدون أي نشاط يفعلونه، ولكن اصطفافهم الفكري كرأي مع النظام، ولكن أنا عندما تمت ملاحقتي أول مرة هم عرضوا علي الاختباء في منزلهم، ولكن أنا كيف سوف آخذ موقفًا أخلاقيًا وأنا لست في وارد أن أقنعهم أن النظام ليس جيدًا.

 ولكن كموقف أخلاقي هم وقفوا معي، بينما أنا رأيت أشخاصًا هم بالمبدأ لديهم نفس رأيي السياسي، ولكن قد يكون حصل أذًى فأصبح [لديهم خوف] هذا وخاصة في وقت إعلاني عن إعدام باسل، وأنا كنت جدًا دقيقة بالوصف: أنه صدر حكم من المحكمة الميدانية وتنفذ، وأنا لم أقل: النظام قتل باسلًا، ولكن لاحقًا بأشياء كتبتها وفي مقابلات أجريتها، وفي أفلام شاركت فيها أنا تكلمت عن المحكمة الميدانية التي هي تابعة لوزير الدفاع ورئيس الجمهورية، يعني بطريقة ما أنا أوصل فكرة أن قرارات الإعدام في سورية عن باسل وغيره موقّع عليها من بشار [الأسد]، يعني أنا أعرف من أُدين. وعندما رأيت أن هؤلاء الناس البسيطين الذين هم لم يروا إلا مكانًا واحدًا ومجتمعًا واحدًا في حياتهم وطريقة واحدة حتى يعيشوا، وطريقة واحدة للتفكير، ورأوا أن الأذى جاء من الطرف الثاني الذي هو ليس النظام، وهم أخذوا هذا الموقف، وأنا لا أحس أنه يحق لي أن آخذ موقفًا منهم، وأساسًا أنا لا أعرف ماذا سوف يفيد موقفي منهم فقلت: يجب أن أجرب هذه التجربة، وهل يمكن أن يحصل كما حصل معي في قضية باسل أنه يوجد أشخاص تعاطفوا معي وعزوني! وحتى كرأي عام يعني إحدى المذيعات التي هي موالية وهي ليست ضد بشار وليست ضد الجيش وإنما ضد الفساد، ولكنها بكت عندما عرفت أن باسلًا مات، وأنا لا أعرف إذا كان غباء، ولكن طريقتي أنني لا أزال أراهن على الإنسان داخل كل شخص منا، وأنا أحس أن طريقة تعاملي مع الأشياء أكثر مرونة من غيري، وأنا لا أحس أن عندي أعداء، وأنا عندي خصوم يعني خصوم سياسيون وليس أعداء، ولا يوجد عندي شيء شخصي مع أحد وباسل كان يفكر مثلي، وهذا جعلنا يعني عندما فكرنا بـ "نوفوتيزون" التي باسل اختار اسمها لأن برأيه كل شيء كان قابلًا أن يتصور إلا السجون في الداخل، الآن في الحياة اليومية وماذا يحصل، ومن أجل ذلك كان اسمها نفوتيزون وأنا كنت معترضة عليه سابقًا، ولكن عندما لم يعد يوجد باسل وانا استمريت أنا التزمت بالاسم والأفكار، وأنا أول تجربة لي بالعمل عندما كان يوجد موالاة ومعارضة في العمل في نوفوتيزون، ورأيت أنني نجحت انا فتمسكت أكثر بالتجربة.

مثلًا أنا كنت أذهب لعدة سنوات وراء بعضها أنا كنت أذهب إلى وادي قنديل، وكانت العائلة التي استاجرت عندهم هم من الموالاة، وهم جدًا موالاة، ونصف العائلة ضباط ولكن لأنه يتم تسجيل أسماء الجميع يعني يوجد سجل يذهب إلى الأمن، وأنا عندما عرفت بهذه القصة في أول مرة أحس الشاب أنني توترت بدون أن يسألني أي سؤال، ولم يسجل أي اسم، وقال لي: إذا جاء أحد وسأل فسوف أقول: إنكم أقاربي، وهذا الشخص جدًا مواليًا.

كان يوجد مناسبة أجريناه في 2019 بمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري في شهر آب/ أغسطس، كانت "أمنستي" هي التي نظمته، والمفروض أنا ونحن [أننا] نُجري مقاربة بين السياق السوري والسياق اللبناني فكنا أنا ووداد حلواني، وأنا قلت لهم: أنا أريد أن تأتي النساء، يعني نحن دائمًا نتحدث عن يوم يخص مئات الآلاف من البشر، ولكننا لا نُحِضر هؤلاء البشر، فجاء 65 سيدة سورية من البقاع وحضروا المناسبة مع تقريبًا 15 من لجنة أهالي المفقودين اللبنانيين، وكنا أنا ووداد نتكلم وكان يوجد سفارات وأمم متحدة واتحاد أوروبي ومنظمات دولية ومنظمات سورية، وبهؤلاء السوريين كان يوجد جزء موالاة، وهذا لأول مرة يحصل يعني الموالاة جاؤوا حتى يحضروا بمناسبة الاختفاء القسري، ونحن هنا بالاختفاء القسري، وأول كلمة كانت مكتوبة على اللافتة الموجود بجانبي هي السلطات السورية وبعدها أطراف الصراع، فهم يعرفون أصبحوا يعرفون وجع القصة وجاءوا حتى يتضامنوا، وأيضًا يوجد هذا الخلاف السوري اللبناني وأيضًا لأول مرة يجتمع سوريون مع لبنانيين، وكلاهما لديهما نفس القضية، حتى اللبنانيون جزء منهم مفقودون لدى النظام السوري فكان جدًا مهم أن تنجح هذه التجربة، يعني هذا رأيي وأنا لا يمكنني إسقاطها أنه يجب على جميع الناس أن يقوموا بها، ولكن معي كانت تجربة ناجحة، وهي لا تزال نقطة خلافية يعني جزء من الفريق موافق وجزء من الفريق لم يعد يعترض عليها ولكن لديه رأيًا مختلفًا،وهنا أيضًا يعود الأمر لمن يعمل شيئًا حقوقيًا ومن لا يعمل شيئًا حقوقيًا، لأنه جدًا تختلف طبيعة المهن وكيف الشخص يعمل، وهذا جدًا يختلف.

نفوتوزون جدًا انطلقت بسرعة يعني أصبحت تأتي منظمات دولية "هيومن رايتس واتش" ولجنة تقصي الحقائق أصبحوا يأتون ويحضرون جلساتنا، وأصبحوا مع كل أحد يريد إخراج تقرير مثلًا يريد شهادات نحن نوصلهم لأننا نحن أصبحنا نقوم بمثل نشر الوعي بين الناس، وكم من المهم مساهمتنا، وكم كل سيدة تحس أنها أعطت شهادتها بشيء حصل، وتقرير خرج من منظمة دولية، هو شيء حسسها أنها شيء مهم، ويوجد شيء جدًا جيد أن جزءًا من معاناتنا كعائلات هو إحساسنا بالعجز أنه نحن لا نستطيع أن نفعل شيئًا، وأيضًا من خلال الذي حصل معي والذي فيما بعد فعلناه أنا والنساء سوية رأينا أنه نحن عندما نحس أننا نفعل شيئًا يتحسن إحساسنا تجاه أنفسنا، يعني على الأقل ضميريًّا أنا فعلت ما أستطيع فعله رغم كل هذه المحددات التي لدي وهذا أيضًا شيء جدًا مهم.

بعدها أجرينا شراكة مع منظمة اسمها "مينا رايتس جروب" التي هي تعمل فورًا مع الفريق المعني بالاختفاء القسري للأمم المتحدة، وأصبحنا نسجل عن طريقهم، والغريب أنه أصبح تقريبًا كل المستفيدات يسجلون، ولا يوجد أحد خائف، ولا يوجد أحد لديه شكوك، ويسجلون مع جهات معينة وبعدها أضافوني، وأنا تقريبًا أعمل على الاختفاء القسري في كل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخلال أشهر أضافوني على المجلس الاستشاري لديهم، يعني الذين يقدمون الرأي الاستشاري أو الداعم دائمًا فكنت جدًا سعيدة بهذا الإنجاز.

وأنا كنت محظوظة أن أرى الأثر يعني أنا كنت محظوظة أنني أرى وهم يعبرون لي أنهم تحسنوا بعد أن أصبحوا يأتون، وأنا عندما أتحدث معك أنا أتحسن، وأنا تذكرت أم معتقل في حمص وهو من اللاذقية، ولكنه كان معتقلًا في سجن حمص، وأنا لم أر هذا الولد أبدًا ولا أمه ولكنها كانت تتحدث معي من اللاذقية وتقول: أنا عندما أتحدث معك أنا أتحسن لدرجة أنه في إحدى المرات كان ضغطها مرتفعًا واتصل معي زوجها مرتين في الليل، وقال لي: إنها لن تتحسن حتى تتحدث معك، وأنا قلت هذا الكلام للدكتور فضحك الدكتور مني، وأنا أيضًا أتحسن عندما أتحدث مع الكثير من الأشخاص، يعني أصبح وجودي بينهم يحسسني بالانتماء، يعني أنا أصبحت أحس أن هذا مجتمعي نفس إحساسي بالانتماء عندما كنت أزور باسل على الشبك، وليس في قاعة المحامين، وأنه هنا هذا مكاني ويشبهني ويوجد الكثير من المشتركات.

بعدها قمنا بشيء مع "كرايسس اكشن" وهو مثل ورشة لـ 15 سيدة خلال يومين عن التواصل اللاعنفي، وهذه أول مرة يعملون مع غير الناشطين يعني نساء لسن من خلفيات ناشطة أو لديها شيء سياسي فكانت جدًا مفيدة، بقينا على شراكة مع "الاي سي ام بي" وكان يحصل تسجيل دوري والصليب الأحمر. 

أيضًا أخذنا الباص إلى بروكسل وقمنا بوقفة يعني أمام مبنى الاتحاد الأوروبي، وكان الطقس باردًا وعدنا إلى الاجتماعات، وفي يومها كانت ذكرى اعتقال باسل، وفي الليل عندما أرسلوا صور المناسبة لم أجد صور باسل، فأرسلت إلى الجروب الذي يوجد فيه المنظمون والسيدات في الحركة، أنه لا يوجد صور لباسل، يعني لقد مات، يعني انتهى هل نسيتوه! فقلت لهم: أنا ماذا سوف أقول لعمي، لوالده، واليوم في ذكرى اعتقال ابنه لا يوجد صورة لابنه، لماذا لا يوجد صورة لباسل؟ تمت إزالة صورته من الباص، ولم يحملها أحد من الناس الواقفين، والغريب أنه لم يتفاعل معي أحد يعني باقي السيدات يردون علي أن هذا عيب عليك، ويجب أن يكون كل المعتقلين مثل باسل بالنسبة لك، ولكن لو تمت إزالة صورة أخيك أو زوجك أو والدك هل كنت سوف تقومين بنفس ردة الفعل؟ وأنا أتكلم عن شخص هو زوجي وهو مات وأنا منذ سنتين أعلنت عن موته أو منذ سنة ونصف، ودائمًا الزوجة يوجد أنظار عليها أكثر لأنها قد تُتهم أنها نسيته وأزالته من بالها، وهو لا يوجد لديه إخوة، ولا يوجد لديه أحد يتكلم بقصته غيري، واليوم ذكرى اعتقاله يعني لا يمكنكم حتى أن تسمعوني وأنا أفضفض! تمت إزالة صورته يعني تمت إزالة الشخص الوحيد من أقاربنا كمجموعة الذي تم الإعلان عن إعدامه من قبل، ولكن لم يحاول أحد أن يرمم هذا الوجع الذي توجعته، ولم يحاول أحد أن يعتذر، وتمت مهاجمتي والصراخ علي وأنا كنت أبكي.

تمت إزالة الصورة، والتعاطي مع ردة فعلي -أنا كنت فقط أعاتب- فكانت ردة الفعل جدًا بشعة، فيجب علي أن أعيد النظر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/18

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-49/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2019

updatedAt

2024/04/25

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

منظمة نوفوتوزون Nophotozone

منظمة نوفوتوزون Nophotozone

هيومن رايتس ووتش

هيومن رايتس ووتش

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

المحكمة الميدانية العسكرية - نظام

عائلات من أجل الحرية

عائلات من أجل الحرية

الشهادات المرتبطة