الخروج من سورية إلى الأردن وانشقاق سالم حبوش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:11:00
طبعًا يعني القصص التي في التلفزيون كانت تصير، وحالة الارتباك، يوقفون البرامج وبيطلعوا بث مباشر مستمر أخبار واستديوهات تحليلية والأمور التي تحدث، أنا بالنسبة لي كانت مشاعرنا لا نستطيع نحكي فيها، تكلمنا عما يحدث في مصر في تونس، لكن بنفس الوقت حالة الخوف المختلطة بالأمل ممكن يحصل شيء، كانت دائمًا تُراودنا بأفكارنا.
أذكر أحد الأمور التي كانت وفعلًا تمر لحظات في التلفزيون ونحن الصامتون لا نعرف ماذا نتصرف؟ كان لدينا نوعًا ما أمل ممكن يصير تحرك دولي، وممكن يصير ضغط على النظام ممكن يضع رصاصة برأسه لبشار (بشار الأسد) ونرتاح من هذا الموضوع، ونأمل بهذا الموضوع.
طبعًا مرت لحظات أذكر يوم أول فيتو عملته روسيا والصين لمصلحة النظام، كنت في غرفة المكياج في التلفزيون، وكالعادة يعني الأجواء المذيعات نُجهز أمورنا، مشغلين التليفزيون و بدأت جلسة مجلس الأمن، وأحضر الميك آب ارتست الموجودة سيدة سورية كردية مثلنا، يعني تكره النظام خائفة من الكلام، كانت حين تتكلم من شدة الخوف، الآن انكسر حاجز الصمت، أنا حين كنت أخرج بالمظاهرات في إدلب لا تفرق معي انتهى الموضوع، صح مغطية وجهي، لكن لم تعد تفرق، يعني معنى القصة صار عنا هامش الشجاعة أكبر، لكن هي كانت تخاف عندها بنت صغيرة تقترب مني وتهمس بأذني، قالت لي: ماذا سيحدث الآن؟ أمريكا ستتدخل، طبعًا لم تكن لدي معلومات، لم يكن يعلم أحد ماذا سيحدث؟ لكن كنا متفائلين من التحركات الدولية وعلى أساس أصدقاء سورية.
في أثناء جلسة مجلس الأمن بعد ما صار الفيتو بتدخل إحدى المذيعات هي رائسة الحسن، أذكر كانت زميلتي وهي ترقص وتغني من ها العين من ها العين بدال فيتو أخدنا إثنين، ليس فيتو روسي، فيتو روسي صيني، طبعًا محاولات استفزازهم وقحة، أنا لم أُعلق على الموضوع، الميك أب أرتست ما علقت على الموضوع، وأنا لا أُريد ذكر اسمها لأنها يمكن موجودة بسورية حفاظًا على سلامتها، سكتنا ظلت تستفزنا هل رأيتم الفيتو؟ وقاحتهم واستفزازهم لنا يعني هذه من القصص التي دائمًا عالقة بذاكرتي.
أيضًا حين انقطعنا فترة طويلة لأشهر، وقفت البرامج الصباحية، نزلت على إدلب كنت فرحةً بإدلب، لأن في إدلب كنا نرى الثورة بشكلها الحلو، طبعا مثل باقي المحافظات لكن لأنه كان يوجد حراك سلمي كبير، كان كل يوم مظاهرة مسائية كل يوم يمشون في سوق الصاغة في حارة الضبيط، كنا نمشي جانبهم أحيانًا إذا ما كنا بقلب المظاهرة، هي مظاهرات ليلية بعد صلاة العشاء أو بين المغرب والعشاء نكون جانبهم خاصة النساء، وخاصة أنا أكون لا اُغطي وجهي وطالعة مثلما أنا، نكون أنا وأختي أحيانًا كان اولاد أخي معنا، و تكلمت سابقًا أحيانًا أحملهم على كتفي ليهتفوا، لكن الحلو بالموضوع أننا نشعر بالأمان لسنا خايفين من الفسافيس (المخبرين) الذين يكتبون فينا التقارير.
كانت سيطرة الحراك السلمي في إدلب قوية، حتى كانوا مثلا ينظمون دور المازوت والبنزين على الكازيات في تلك الأزمات، كان الجو جميلًا جدًا، وفعلا إدلب حافظت على حراكها السلمي لفترة طويلة، يعني أذكر لوقت ما طلعت من إدلب لم يكن موضوع السلاح مطروحًا، كان الناس مصرين على المظاهرات.
باقي المحافظات اضطروا لأن العنف العسكري عليهم أكبر اضطروا مبكرًا لحمل السلاح، لكن إدلب سيطرة أمنية ما في دوائر الدولة شغالة الشرطة الخدمات، يعني كوجود دولة لكن ما في سيطرة أمنية، يمكن هذا كان ميزة الوضع بإدلب.
أذكر يوم مجزرة جسر الشغور، نحن أذكر باص باتجاه جسر الشغور، باص ليسوا ملائكة باص ناس تذهب تقتل وتقمع المظاهرات والحراك السلمي، فصار حادث على الطريق أنزلوا العساكر وأخذوهم، وهنا تختلف الروايات هذا ما سمعته.
مثًلا كنا واقفين أنا وأختي على الشرفة كان صيف، الجو قبل فحوصات البكالوريا حتى المجزرة عملوها قبل فحص البكالوريا، وكثير يا حرام طلاب صارت المجزرة أمامهم قبل أن يذهبوا على الفحص انحرموا من فرصة الذهاب للفحص، واقفين على الشرفة ونرى الطيران باتجاه يعني جغرافيًا باتجاه جسر الشغور باتجاه الساحل، فأنا وأختي بحثنا عن الأخبار، لاحقًا كالعادة بسبب قلة الإعلام والنت وليس بالكم الموجود حاليًا والتطور الموجود حاليًا، شاهدنا مجزرة جسر الشغور، وأعتقد كانت يمكن أول مرة بيستخدم النظام الطيران العسكري بهذه الطريقة، وخاصة جسر الشغور أصلًا من الثمانينات يعني مجزرة حماة كانت ليس في حماة كانت جسر الشغور لكن حماة دفعت الثمن الأكبر، فجسر الشغور من بعدها بعد الذي حصل معهم يعني يمكن ابتعدوا، كان استخدام الطيران الحربي والعنف والقتل ، وحدثنا أناس كانوا موجودين في جسر الشغور، ويمكن أنتم من خلال الشهادات ناس حكيت لكن المجزرة التي صارت في جسر الشغور الشهداء بالأرض الدماء كانت مظاهر مرعبة في تلك الفترة، والناس اضطرت للنزوح واتجهت باتجاه الحدود التركية، وأول مخيم صار لللاجئين السوريين كان على الحدود التي أقامته تركيا، لأن كم اللجوء كبيرًا، يعني أعداد كبيرة كانت تخرج خوفًا من العمليات العسكرية، ولأن جسر الشغور سابقًا ذاقت ايام حماة، لم يكن لديهم خيار، وبعدها جسر الشغور لاحقًا اضطروا ان يتعاملوا مع الموضوع يمكن بخوف، لأنهم تحملوا الكثير من الآلام.
تلك الفترة كان فيها صعوبة علينا على كل السوريين أكيد، أخي سالم -الله يرحمه- الرائد سالم حبوش كان في حمص، وكان مصرًا من بعد خطاب المجرم بشار في مجلس الشعب، كان عنده قرار قطعي أن النظام لن يقوم بأي حراك جيد تجاه الشعب، انتهى الموضوع وباعتبار أنه مهدد من قبل قائد اللواء أكتر من مرة وأخذوه للتحقيق أكثر من مرة في دمشق، وكان الكثير من الجدل بيني وبينه وبين أهلي، كنا خائفين عليه.
المرحلة الصعبة كانت في أيلول / سبتمبر 2011 لأنه اختفى وقبلها صارت مجزرة "تل النصر" التي تكلمت عنها، كنت بحمص هو رافض الكلام معنا، أو حتى يستقبلنا في بيته، لكن المرحلة الأصعب بدأت بعدما اختفى، لأننا لم نعرف أين هو؟ لا نعرف مهدد بالقتل يأخذوه للتحقيق، انقطاعه عنا كان ليس عني عن أهلي وعن زوجته، وهذا جعلنا نخاف أكثر اختفائه لأننا نحاول نسأل عنه، بابا كان يحاول يسأل عنه بالفروع الأمنية، يقول لهم: ابني ضابط موجود عندكم بالجيش، طبعاً عند الأمن العسكري لا يوجد جواب، كان الشيخ صديقه لبابا، وهو يتواصل معنا، وجاء إلى البيت أكثر من مرة، وكان يقول لنا هذه الرسالة ويطمنا ولا تسألوا عن سالم، وهو جيد وبخير.
لم نسأل عنه في تلك الفترة، تقريبا في تشرين الثاني / نوفمبر 2011 لم نعد نسأل عنه، وكان الشيخ وللأسف حاولت أتذكر اسمه وحاولت أختي تتذكر اسمه، كان بابا يعرفه، وبابا توفى و لم أتذكر اسمه، بصراحة لا أعرف إذا كان حيًا أو متوفي، كان يُقدم لنا الكثير من الاطمئنان يحضر لعندنا ودائمًا يقول لماما: ورددنا سالمًا إلى أمه لتقر عينها ولا تحزن، كان يُعطينا الكثير من الاطمئنان أنه جيد و بخير، و لا يُريد التواصل معكم حفظًا على سلامتكم وحرصًا على أولاده وعلى سلامته، فكان دائمًا يقول لنا لماما: رددناه سالمًا إلى أهله لتقر عين أمه ولا تحزن، وكنا ن نُرددها.
صار تقريبًا شهر كانون الأول / ديسمبر ونحن نعرف أنه بخير لكن لا نستطيع التواصل معه، ونعرف أنه منشق منتهي الموضوع، وكنا حقيقةً سعداء، لأنه عمل الصح، بنفس الوقت نحن خائفون كثيرًا، وحالة الرعب في البلد والعنف الكثير الذي يحصل.
استمر هذا الموضوع حتى عيد ميلاد ابنه ليث، وبعد ذلك جاءت عن طريق نفس الشيخ التعليمات منه أن الأولاد يجب أن يخرجوا من إدلب ويلتحقوا بأبيهم وزوجته أيضًا، فعلا بعد عيد ميلاد ابنه صاروا مع سالم، وأنا بعدها بشهر كنت خارج سورية، مع سلمى أختي، كان يتواصل في 14 شباط / فبراير 2012 الساعة يمكن كانت 11 مساءً، أذكر كان يومًا ماطرًا، وكنت في دمشق يرن تليفوني من أختي: مرحبًا، تقول لي مباشرة: معك يومين لتكوني خارج سورية هكذا وصلتنا الأخبار والأوامر والغائبين يسلمون عليك، ويقولون لك: يجب أن تخرجي، إما معنا على تركيا تأتين على إدلب ونسافر إلى تركيا، المهم لازم تكوني خارج سورية و خارج دمشق بالذات، لأن القبضة الأمنية كانت كبيرة، وخاصة أنا مكان سكني معروف ومكان عملي معروف و أعمل في التلفزيون، فكان يوم الثلاثاء، قلت: تمام، يوم الأربعاء جهزت أموري وأغراضي وبدأت أفكر أين ستكون وجهة التغريبة التي امتدت حتى الآن، أين ستكون؟ كان الخيار بين مصر أو الأردن، طبعا أنا عندي صديقة بالأردن وحاولت ألا أتكلم أمام أحد للأمانة كانت التي تسكن معي بالبيت يعني شريكة السكن صبية من جبلة من الطائفة العلوية، وكانت معنا قلبًا وقالبًا، وهذا يُؤكد موضوع الطائفية التي يزرعها النظام فينا، شوه صورة المجتمع السوري صاحبة التليفزيون كانت الطائفة لهم الامتيازات ويستفزونا، لكن هذا لا يُمثل كل رأي الطائفة أكيد، وهذه الصبية اتمنى أن تكون بخير، هي الوحيدة التي كانت غير أهلي طبعا تعرف أنه يجب علي مغادرة سورية.
جهزت أغراضي يوم الأربعاء تصرفت بشكل طبيعي، والخميس صباحًا ذهبت إلى برنامجي الصباحي كيلا يكون في أي شك بأي شيء، لأن العيون بدأت تتفتح علينا والنظام صار بأوقح درجات التصرف معنا داخل التليفزيون، من طريقة الكلام معنا من طريقة الضغط علينا، حكيت موضوع رفع العلم الذي تكلم عنه المسؤول عن البرنامج الصباحي والجدال الذي صار بيني وبينه، فخلص يعني كان الموضوع محسومًا تماما، ويوم الخميس صباحًا ذهبت ورجعت، أخذت أغراضي وتوجهت باتجاه الحدود السورية، بطاقة التلفزيون هذه المرة ساعدتني، أنا مذيعة بالتلفزيون وسأحضر عرس صديقتي وهذا اسمها وهذا رقم تليفونها إلى آخره، مررت عن طريق معبر نصيب الحدودي في سورية، كانت من أطول الساعات لأنني تقريبًا بالحدود السورية أخروني 2:30 ساعة حتى سألوا عني، أكيد ترتيبات القدر لأن أخي كان صار له أكثر من ست شهور مختفي، والنظام لا يعرف أين هو؟ كان هذا السبب الذي منعه من إعلان انشقاقه، حتى وصلت الأردن، مباشرة أعلن بالفيديو الانشقاق، فأنا في 16 شباط/ فبراير 2012 كنت خارج سورية، و يمكن لولا عواطفنا المسيطرة علينا أكثر بما يتعلق بموضوع سالم -الله يرحمه - ولو نعلم أنه سيستشهد كنت اتمنى من اليوم الأول الذي جاء و قال فيه: أنا سأنشق من شهر آذار/ مارس كنا طلعنا خارج سورية.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2023/02/03
الموضوع الرئیس
الحراك في إدلبمؤسسات الدولة في نظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/175-04/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011-2012
updatedAt
2024/08/09
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة حمص-مدينة حمصشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
مجلس الأمن الدولي - الأمم المتحدة
الجيش العربي السوري - نظام
الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام