الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

توسع التظاهرات ومحاولات القمع

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:03:03

الهتافات كانت قد بدأت بـ [كلمة] حرية أول هتافين في المسجد وبعد ذلك التكبيرات، والناس خائفة ماذا تهتف، وكانت تحاول أن تكبّر وبداية اللحظات الأولى تكبير وبعد ذلك انطلقت المسيرة أو المظاهرة من شارع الروضة حي القصور وهو الحي الأرقى في المدينة باتجاه منطقة المربع الأمني الذي يوجد فيه مبنى المحافظة والقصر العدلي والأفرع الأمنية، والمسيرة بدأت بالهتاف لحمص ودرعا وبسبب المجازر في ساحة الساعة وما حصل في درعا من اعتقال الأطفال والاعتقال وكان هذا الدافع الأساسي للناس وكان: "بالروح بالدم نفديكِ يا حمص ويا درعا". 

وكان هناك هتافات كثيرة لحثّ الناس للنزول إلى الشارع وكان هتاف: "الشارع للأبطال والبيت للنسوان"، كانت هذه بعض الهتافات وهتاف: لا تتفرّج، وبهذا المعنى الناس تخترعها لتجعل الناس تنضمّ في المظاهرة والتكبير مع الصياح بحرّية وبعض الهتافات عن الإصلاح السياسي، ومثل هذه الأمور وعن تحسين الوضع والاصلاح السياسي والحريات، باستثناء طفل صغير أذكر كان في بداية المظاهرة وكان عمره 12 سنة أو أقل ربما عشر سنوات وكان لديه حماسة شديدة لهذه المظاهرة وينتظرها، كان بمفرده في مقدمة المظاهرة ويبدو أنَّه فاقد والده وبدأ بالهتاف: "يسقط يسقط  بشار الأسد" و "يسقط حافظ الأسد" و"يسقط النظام"، وكنا نحن كل المحيطين به خائفين جدًا [ونتساءل:] هل هذا عنصر أمن؟! ونحن كنا متوقعين أنَّ تلك الهتافات ربما تصدر من عناصر أمن ونتورّط بها لأن فيها إعدامًا بينما الحرية والإصلاح السياسي ربما تكون أخف من ذلك وحاولنا أن نهدئ الولد ونخفّف من هتافاته. 

واستمرت المظاهرة باتجاه سوق المدينة وهنا بدأت بعض الخلافات في قيادة المظاهرة لعدم وجود تخطيط واضح وهناك مجموعة من القيادات لإدارة هذه المظاهرة وناس طلبت أن تسير باتجاه فرع الأمن وناس باتجاه السوق وبالفعل انطلقت من منطقة المحافظة وجالت المظاهرة كل أحياء المدينة والمحلق الداخلي وسوق المدينة حتى وصلت إلى الحي الشمالي الذي يعتبر الطرف الآخر من المدينة واستمرت لأكثر من ساعتين وزادت الأعداد ضعفًا أو ضعفين والناس كانت تنضمّ وكانت تبحث في المدينة عن المظاهرة وكان هناك خوف لأنَّ هذه المظاهرة الأولى لا يوجد أحد ملثّم لأنها من دون تخطيط وبدأنا نرى ناسًا تصوّر المظاهرة ولا نعرف هم معنا أو من الأمن وبدأنا نضع أيدينا على فمنا بحيث لا يظهر شكلنا أو من معه أي شيء يخفي به وجهه ونتابع المسير، وناس لم يكن لديها خوف أن يظهر وجهها ولم تشعر أنَّ الموضوع مهم 

وتعرضت هنا المظاهرة لمضايقات بسيطة من قبل شبيحة ناس مدنيين بسلاح أبيض سيف وسكّين، والمتظاهرين يحاولون أن يدافعوا عن أنفسهم والذين يتعرضون لنا يحاولون أن يؤذوا قليلًا وهدفهم كان تفريق المظاهرة، بينما قوات الأمن كانت متجمّعة في الأفرع الرئيسية وينتظرون التعليمات واستمرّت المظاهرة ساعتين ونصفًا حتى انتهت وعدنا من طرق مختلفة حتى لا يتمّ اعتقالنا لبيوتنا وشعرنا بمشاعر فرح كبيرة وعدنا مع أصدقائنا والناس الذين كانوا معنا لنتكلم ما الذي حدث.

عدنا إلى بيتنا ومعي إخوتي وأصدقائي وأولاد خالاتي الذين كانوا معنا وبدأنا نتكلم كيف حدث وكيف نجحت معنا [المظاهرة] وما هي الخطوة التي يجب علينا فعلها وكانت نشوة نصر كبيرة لساعة أو ساعتين وبدأنا نشعر هنا أنَّ الأمور خطيرة وبدأنا نشعر عن تحركات للأمن وتذكرنا أنَّنا تصوّرنا وبالتالي ستحصل المداهمات وأكثر من ثلاث ساعات لم نستطع الجلوس وذهبنا لنختبئ جميعنا، وفعلًا في نفس الليلة بدأت في مدينة إدلب المداهمات أو يحاولون أن يسألوا عنهم (عن المتظاهرين) يأتون إلى البيت وأنا نمت في مستودع مكان عمل والدي عدة أيام وإخوتي في بيوت الأقارب لكي لا نكون في نفس الأماكن التي نتواجد فيها [عادة]، وهنا بدأت ملاحقة بعض الناشطين واعتقال البعض خلال أسبوع الذي يليه.

 أنا شخصيًا لا لكن جاؤوا إلى بيتنا في ثالث يوم من المظاهرة وسألوا الجيران ولم يفتشوا البيت في نفسه، وعرفوا أنَّه لا يوجد أحد فيه فبالتالي هذا الذي حدث وعرفوا [أنه] لا يوجد أحد من الشباب وتأكدنا هنا أننا لا يجب أن نعود للبيت وبقينا لأسابيع نتنقل بين عدة أماكن ونأتي إلى البيت لنأخذ أغراضنا فقط ونذهب.

في جمعة الغضب هي الجمعة الثانية التي خرجت فيها مظاهرة في نفس السياق، ولكن في مسجد آخر مسجد سعد وكانت المظاهرة أكبر بالأعداد وتعرّفنا إلى بعضنا فلم يستطع النظام قمعها بشكل مباشر وتعرض الشبيحة لنا، وكان هناك شبيح معروف من آل الزير في إدلب حاول بسيف أن يهجم على المتظاهرين عند ساحة الساعة وهناك فيديوهات في هذا الصدد والشباب تصدّوا له وأصبح هناك إصابات خفيفة ولكن دون وفاة، وكان شخص [شبيح] من آل شحود في الحي الشمالي تعرض للمظاهرة بسكين وحاول أن يفرّق المظاهرة ولكن الأعداد أكبر منه وتصدّوا له، وفي الجمعة التالية كان هناك مظاهرة جيدة وفي نفس الطريقة وساعدنا الهروب من البيوت في أن نلتقي في مزارع ومنازل ونجلس مع شباب أكثر من العوائل وبالتالي هذا ساعدنا أن نخطط ونتعرف إلى بعضنا ونجلس مع بعضنا، وبالفعل كانت المظاهرة الثانية بنفس مسير المظاهرة الأولى لعدة ساعات لكن أكبر بالأعداد، وغيّرنا المسجد لأنَّ النظام عرف مسجد الروضة وهو المكان الرئيسي الذي ستخرج منه المظاهرة كل مرة، فكنا نحاول كل مرة أن نغيّر المسجد خوفًا من قمع المظاهرة كل مرة [من قبل] النظام، وهنا تعرّفنا إلى مجموعات أخرى وهذا الذي جعلنا نتعرّف إلى مظاهرة قويّة ومنسّقة مباشرة، لأنه نحن من لحظة حصول المظاهرة الأولى مباشرة رأينا الوجوه جميعها وإدلب مدينة صغيرة أغلب الناس تعرف بعضها، وإذا أنا لا أعرفه فصديقي يعرف من كان [بالمظاهرة] وتعرّفنا إلى أغلب الناس المتظاهرين وخاصة القيادات التي حركت المظاهرة والناس التي كانت مندفعة جدًا لأن المظاهرة كانت عبارة عن ناس في المقدمة ومندفعة جدًا وشخصيات دخلت لدقائق وخرجت ولم يكن لديها الشجاعة الكافية لتتابع المظاهرة، وهذا كان عددًا كبيرًا من الناس من الذين مثل هؤلاء يساهمون في المظاهرة لعشر دقائق ويخرجون، وناس كانت ترافق  المظاهرة من الأطراف من بعيد بحيث لا تُعتبر نفسها متظاهرة في حال حصل عليها شيء والأساس الذي انتبهنا له هو الناس الذين صاحوا الصيحات الأولى وقاوموا الشبيحة أثناء التعرض لأي اعتداء، هؤلاء تعرفنا إليهم وجلسنا معهم خلال الأسبوعين الأوّلين، حتى يبدأ شيء بدون مسميات لكن هو فعليًا النواة للمجموعات التي تنسق المظاهرات في مدينة إدلب.

هنا بدأت مرحلة الغضب في المظاهرة الأولى بدأت مرحلة الغضب وبدأنا نتابع الأحداث بشكل مكثف ونسمع هذه الأحداث وننتظر وكان الهم الأكبر أن تنتفض المحافظات الأكبر وبالتالي تحمينا، وكل محافظة كانت تنتظر المحافظات الأخرى لتشغل قوات الأمن والقمع عنها وبالتالي كنا نتابع الأحداث بشدّة، وفي جمعة الغضب زاد الغضب وكان الناس أكثر اندفاعًا وأكثر في الأعداد وبدأنا نشعر أنَّه لا أحد يستطيع قمع المظاهرات.

لم يكن في جمعة الغضب من أحداث مميزة، استمر التظاهر بشكل طبيعي مع بعض الاعتداءات لعدة جُمَع واستمرت إدلب هادئة وتتوسّع فيها المظاهرات وكنا نراقب المناطق القريبة مثل أريحا والمسطومة وجسر الشغور والذي حصل فيها بعض الاعتداءات عليهم وبدأ يسقط بعض الشهداء، وبالتالي بدأنا نسمع أنَّ التعامل مع التظاهرات في المدينة يختلف عن المناطق الأخرى وبدأنا أن نحسب حساباتنا أنَّه في كل مظاهرة وارد أن نستشهد ونُصاب وبدأنا نجهّز أمورنا أكثر لهذا الموضوع.

المظاهرة النسائية تأخّرت على ما أذكر لشهر ونصف في مدينة إدلب، ولكن أول مظاهرة نسائية تمت وكنت أنا موجودًا فيها تمامًا وكانت أصلًا جزءًا كبيرًا منها من قريباتي ومن أناس أعرفهم وتمت في مدينة [حي] القصور وكانت المظاهرة النسائية الأولى في إدلب وكانت من 10 إلى 15  امرأة وقفن في الشارع الرئيسي أمام مسجد الروضة ليلًا وبدأن يهتفن هتافات الحرية وهتافات نصرة لدرعا وحمص مدة نصف ساعة، وتعرّضن لاعتداءات من شبيحات هذه المرة وأعرفهنّ بالأسماء، كانت واحدة منهن من بيت جبارة معروفة شبيحة وأتت بالسيارة ورمت عليهن قهوة وسجائرها لتحاول تفرقتهن، وواحدة شبيحة من آل الزير وأتت وبدأت شتم النساء المتظاهرات في هذا المكان، وهذه كانت بداية التظاهرات النسائية، واللواتي انضممن إلى مظاهرات يوم الجمعة التي كانت أفضل وأكبر، وبدأن بالانضمام إلى الرجال في مظاهرات الجمعة. 

في هذه الجُمَع لم يكن هناك شيء مميز، فقد كانت عبارة عن مظاهرات تُقمَع بشكل بسيط، محاولات تفريق لايكون فيها تقد إصابة أحد أو قتله فهي محاولة تهدئة للوضع بشكل أو بآخَر، فكان الأمن يحاول التغلغل بين الناس والمجموعات حتى يحاول يهدأ، كان يحاول إخراج مسيرات مؤيدة من أماكن أخرى بحيث أن يُشعر أن في المدينة توازن. 

في جمعة الحرائر خرجت مظاهرة كبيرة من جامع سعد بدأت فيها تتضخم الأعداد، ربما نحن نتكلم عن آلاف الأشخاص يخرجون من المساجد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/03

الموضوع الرئیس

الحراك في إدلب

كود الشهادة

SMI/OH/71-03/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان- أيار 2011

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-القصورمحافظة إدلب-مدينة إدلب

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة