الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سقوط أول شهيد في مدينة إدلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:08:19

حتى 15 [من] شهر تموز/ يوليو كانت هذه الجمع جمعًا متّسمة بتوسّع نطاق التظاهرات في المدينة وتوسّع أعداد المتظاهرين وزيادة قوة الثورة في مدينة إدلب باختصار، وانتقلت المرحلة من مرحلة التظاهر في مسجد واحد كل مرة في مسجد  إلى مرحلة الخروج من عدة مساجد في المدينة، وبالتالي توسُّع في الأعداد ومشاركة ناس وطبقات مختلفة في المجتمع وخروجنا كان من الحي الشمالي في أيام معينة بقصد حثّ أهالي الحي معنا وخروجنا من السوق بقصد حث الأهالي والتجار معنا، وهذه الجمع تقريبًا أذكر في مدينة إدلب كانت تخرج من ثلاثة مساجد وسطيًا وكانت تتجمّع الناس في مكان معين وتكمل مسيرتها داخل المدينة بشكل دوري كل جمعة. 

وهنا بدأت فكرة المظاهرات الليلية وأصبحت شيئًا جديدًا وكثرة الأحداث في المدن الأخرى والناس كانت أكثر استعجالًا في رفع مستوى المطالبات والوصول لحالة معيّنة فكانوا لا ينتظرون المظاهرة من الجمعة للجمعة وأصبحت المظاهرات الليلية وتغيّرت من الأحياء الراقية وهذا ترافق بزيادة القمع للمظاهرات والقمع في البداية لم يكن شديدًا شدًا مثل القمع في حلب أو غيرها، وكان القمع من شبيحة أو حفظ النظام بالغالب بأسلحة خفيفة بيضاء أو هراوات بقصد اعتقال البعض وتفريق المظاهرة، وبالتالي بدأت المظاهرة الليلية المحميّة بشكل أفضل وبدأت في الأحياء الشمالية وهي الأحياء الشعبية من مدينة إدلب وهذه الأحياء تتّسم بشجاعة أهلها وقدرتهم على المقاومة ودفاعهم عن المتظاهرين أمام هجمات الشبيحة وهجمات حفظ  النظام. 

وبالتالي كنا كل يوم  نذهب من الأحياء الشرقية إلى الأحياء الشمالية لنتظاهر ليلًا ويتم الاعتداء على المظاهرة من قبل حفظ النظام وتفريقها بالهراوات وبالقنابل المسيلة للدموع وباعتقال بعض الشباب، وهنا بدأنا نختلف بالموضوع وهل نحن قادرون على إخراج مظاهرات وإلى توسّع حجم المظاهرات والخوف مرة أخرى من انطفاء الثورة في مدينة إدلب بسبب القمع الشديد، وبدأت للأمانة [في] المظاهرات الليلية الأعداد تقلّ بسبب خوف الناس من القمع وبين أول مظاهرة والمظاهرات الليلية بدأت الناس تزيد حينما لم يكن القمع ثم تقلّ بسبب خوف الناس باستثناء مجموعات ليلية معينة كانت تحاول العمل ودفع الثمن في التظاهر الليلي.

القمع كان من حفظ النظام وهجمات الشبيحة بالأسلحة البيضاء وكان الخوف من الاعتقال بشكل أساسي عندنا في كل مظاهرة ليلية. 

وفي وسط هذه الفترة بين شهر أيار/ مايو في نهايات شهر أيار/ مايو حتى 15 [من]  شهر تموز/ يوليو والتي حدثت فيها المظاهرات الليلية وتدخّلت قوات حفظ النظام بشكل مكثف ويومي والاعتداء على المظاهرات، وهنا حتى 15شهر تموز/ يوليو صار الضغط كبيرًا جدًا، أصبحت الأعداد كبيرة من المعتقلين، يوميًا هناك اعتقال سواء من البيوت أو من المظاهرات بعد تفريقها، أصبح هناك اعتداءات شديدة على المتظاهرين وهناك جرحى وإصابات ومشاكل كبيرة وبدأت الناس تقلّ أعدادهم ولكن هناك غليان في المدينة بسبب الأمور الغريبة وهنا ازدادت وتيرة المظاهرات والمجازر في سورية والناس صارت لها متابعة يومية على القنوات التلفزيونية والجزيرة وفي كل جمعة وفي الجمعة الأخيرة قبل 15 [من] شهر تموز/ يوليو كانت فيها مظاهرات كبيرة، كانت الناس تلتقي في ساحة سعد بشكل رئيسي والتي من المسجد تخرج منه أكبر المظاهرات وتلتقي فيه مظاهرات المناطق الأخرى وتصبّ في هذا المسجد مكان التجمّع وتبقى المظاهرة ساعتين أو ثلاثًا وتتفرق المظاهرة، وكان لها حدود وناس تحميها وحجم كبير حتى تبقى المظاهرة محميّة كما هو مخطط لها، وبقي هذا الكلام بهذه الطريقة ومظاهرات كبيرة يوم الجمعة ومظاهرات صغيرة ومتفرقة ليلًا يتم الاعتداء عليها يوميًا في الليل وذلك حتى 15 [من] شهر تموز/ يوليو والتي هي جمعة "بركان إدلب" نسمّيها وتفجرت فيها فعليًا [الاحتجاجات] في مدينة إدلب.

في هذه الأشهر تغيب عني التفاصيل ولكن هذا ما اتّسمت به المدينة، مظاهرات جُمع كبيرة وضخمة ومظاهرات ليلية شبه يومية وتتّسم بالخوف والاعتداء الكبير عليها في الأحياء الشمالية للمدينة وما قبل 15/ 7 قبل جمعة "أسرى الحرية" وهنا زادت مرحلة الضغط وكثُر المعتقلون وزادت قوات الأمن من تدخّلها في شؤون الناس والمظاهرات ومحاولة ملاحقة البعض وتهديدهم وكان في تلك الفترات لجان من وجهاء المدينة وهم على تواصل بين أهل المدينة وبين المحافظ وقيادة حزب البعث في مدينة إدلب، وكان النظام يدعوهم دائمًا بهدف التهدئة ويقوم بمجموعة من جلسات الحوار ويقول بتسميتها بأسماء معيّنة، وأنا حضرت واحدة منها في بدايات الثورة ولكن كانت تتّسم غالبًا بوجهاء المدينة وبالناس الذين يحاولون أن يأخذوا دور التهدئة في المدينة. 

أنا حضرت جلسة اسمها جلسة شبابية دعا إليها محافظ إدلب وأمين فرع حزب البعث الدكتور إحسان محسن ومجموعة من القيادات الأمنية قيادات الأفرع وغيرها، وكان هناك النادي العائلي الكاستيلو قرب بيتنا قرب أمن الدولة في مدينة إدلب، وهذه الدعوة حين شعر النظام بأنَّ صغار السن الشباب هم المحرك الرئيسي للمظاهرات في المدينة حاول أن يدعو مجموعة من الشباب لفتح حوار معهم، وكانت بالنسبة لنا الدعوة غريبة جدًا وكنا في أفضل مرحلة من عنفوان الشباب وانتصار الثورة بخروج مظاهرات كبرى، وبنفس الوقت كان النظام يحاول التهدئة ودخلنا الى جلسة وكانت هناك قاعة كبرى وجلسنا في صفوف وكان معي من أصدقائي نهاد سرميني وعبد الرزاق عوض والمحامي ياسر السيد ومجموعة من شباب الحراك، وكان الهدف هو التهدئة وأن النظام يتكلم معنا وكان الحديث عن  متطلّباتنا وكان هناك ممثل عن شباب الثورة، وبدأ الحديث رئيس فرع حزب البعث في إدلب عن أهمية حماية الوطن ودور القائد. 

ونحن هنا في أعلى مرحلة من عنفوان هنا الثورة وكان الاتفاق واضحًا بيننا أنه إذا كان الحديث بهذه الطريقة ولم يكن واضحًا أنَّ النظام على الأقل في محافظة إدلب أنه ذاهب باتجاه حل الأفرع الأمنية والابتعاد عن المظاهرات بشكل كامل فالانسحاب لنا مباشرة وبدأت المقدمات الوطنية لهم بهذه الأحاديث كانت معروفة لنا وألقى المحامي ياسر السيد خطابًا ممثلًا عن المجموعة وانسحبنا مباشرة من هذا اللقاء وكان موقفًا مشرّفًا لهؤلاء الشباب بشكل كبير وحاول المحافظ ورئيس فرع الحزب أن يدعو الشباب إلى الحوار وكان في آخر الجلسة أصبح هناك تهديد وأنه: أنتم إذا خرجتم معنى ذلك أنتم ترفضون أي حوار وأنتم تدفعوننا للعنف ولاعتقالكم وغير ذلك، وكان تهديدًا مباشرًا لنا ونحن انسحبنا من أول عشر دقائق من الجلسة فلم يكن هناك حوار وكان المكتوب واضحًا من عنوانه وانسحب الشباب وتمّ قطع الاتصال بشكل مباشر كامل وهذا زاد من فعاليتنا من الثورة. 

وفي تلك الأثناء كان هناك مجموعة من كبار السن أو من وجهاء المجتمع يمثلون أيضا الثوار بمنطق مختلف وبطريقة مختلفة ويركّزون بشكل أساسي على إخراج المعتقلين من السجون الذين يُعتقلون بشكل يومي وعلى عدم زيادة العنف في المدينة والاعتداء على المظاهرات وفي 15 [من] شهر تموز/ يوليو قبل بعدة أيام بدأ الضغط على هذه المجموعة بشكل كبير على الناس المثقفين الذين يحملون طابع الوسطية في المواجهة أو التواصل مع النظام واعتقال مجموعة منهم كان منهم الدكتور مأمون سيد عيسى ومحامٍ آخر ومجموعة من الأشخاص اعتُقلوا قبل 15 تموز/ يوليو بعدة أيام. 

وهنا بدأ الشباب يغلون وأنَّ هنا لا يوجد دور للوساطة وحتى الوسطاء وهم الوجهاء تم اعتقالهم أو ملاحقتهم والضغط عليهم، وكان من ضمنهم أبو يامن سيد عيسى وأحد كبار تجار إدلب ووالد الشهيد محمد سيد عيسى وكان من وجهاء المدينة وبدأ بالتخفّي في تلك الأيام وبدأ النظام يبحث عنه ويضغط عليه بعد أن كانوا على تواصل معه والعمل على تهدئة الأمور. 

في 15 [من] شهر تموز/ يوليو هو بركان إدلب والمظاهرة متّفق عليها كما العادة من جامع سعد ومن مساجد المدينة وتصبّ في ساحة مسجد سعد الساحة الرئيسية والتي كانت تتظاهر فيها الناس في هذا الوقت، وكان هناك تواجد كبير لقوات الأمن على باب المسجد وبعد انتهاء الصلاة مباشرة بدأت التكبيرات داخل المسجد وكان الأمن محاصرًا المسجد من كل اتجاهاته وكان له توجيهات جديدة في القمع لأنهم بدؤوا بالقمع الشديد مباشرة وتكبيرات وكان الشهيد محمد سيد عيسى على باب المسجد يصلّي وهو وقف أول شخص واحد والناس كانت تقف على باب المسجد وتصرخ ولكن لا تجرؤ على الخروج للخارج، وكانت قوات الأمن منتشرة على الباب بشكل مكثف والأسلحة واضحة واللباس والناس تكبّر دقيقتين [أو] ثلاثًا من مكانها وهنا أصبح إطلاق الرصاص مباشرة على الشهيد محمد سيد عيسى مباشرة ببارودة الصيد (بومبكشن) عدة طلقات بالرصاص وأصيب بها مجموعة من الشباب وطلقات من الخردق (ذخيرة الصيد) أصيب بها الكثير من الشباب واستشهد الشهيد محمد سيد عيسى وكان في جسده أكثر من أربعين أو خمسين طلقة وحاول الشباب الذين حوله وكان حوله عمر سيد عيسى ومحمد ومجموعة من أصدقائه  وحاولوا أن يسعفوه من خلف المسجد بسيارة سوزوكي (سيارة صغيرة نصف نقل)  لينقذوه وذهبوا به إلى المستشفى الوطني وخلال أقلّ من ربع ساعة ريثما وصل إلى المشفى إما كان مستشهدًا أو استُشهد مباشرة هناك ولم يمكث في المشفى أكثر من خمس دقائق وتم إعادة جثة الشهيد إلى المسجد نفسه وهنا كانت المظاهرة كبرت وخرجت إلى الخارج وجاءت الجثة وبدأت الناس تتناقل أنَّه استشهد محمد سيد عيسى. 

ونحن كنا بالانتظار في الساعة وكانت قوات الأمن في الشارع المقابل وأتت الجثة وبدأت مسيرة الناس بغضب شديد من مسجد سعد باتجاه مسجد الأبرار أو الحي الذي يقطنون فيه آل سيد عيسى بشكل رئيسي وصار غضبًا كبيرًا من الناس وتكبيرات والناس تحاول فعل أي شيء وبدأ الضغط من قوات الأمن بالقنابل الغازية على نفس هذا التشييع وحاولت قوات الأمن سحب الجثة والاعتداء على المظاهرة بشكل مباشر لتهدئة الوضع ولإخماد هذه الحالة الثورية. 

ومن هذا الوقت حتى الساعة الثالثة ظهرًا كانت إدلب قد سمعت كلها أنَّ محمد سيد عيسى قد استُشهد، وهنا الشباب حموا الجثة ونقلوها إلى حي العائلة (عائلة السيد عيسى) وفيه أصبح وداع الشهيد واجتمع الناس من أغلب الاحياء في إدلب في هذا المكان وتم في هذه الساعة سدّ كل المداخل للحي بجرارات كبيرة كانت لوالده بشاحنات كبرى حتى لا يتم الاعتداء على المظاهرة وألّا يتم سحب الجثة لأننا كنت متخوّفين جدًا من هذا والناس ودّعت الشهيد من أمام منزله وعادت به حاملةً إيَّاه على الأكتاف حتى تصلّي عليه وكان هناك تجمّع ضخم كبير أمام مسجد سعد وخرج في تشييعه على الأقل عشرات الآلاف في المدينة، وكانت الناس تأتي من كل أحياء المدينة باتجاه هذه المنطقة لتوديع الشهيد وتخرج في جنازته ومشت الجنازة من مسجد سعد  باتجاه قرية العائلة قرية بكفلون ليتم دفنها هناك وتبعد 2 كم عن المدينة، الناس مشت على الأقدام مع الجنازة حتى أوصلته من خلال محلَّق المدينة إلى مثواه الأخير. 

وكان هناك على الطريق مجموعة من الحواجز أخليت جميعها وكل قوات الأمن هنا هربت وبدأت الشباب بتكسير الحواجز وإزالتها هناك من الطرقات وتم دفن الشهيد والعودة إلى إدلب، والمظاهرة التي عادت إلى إدلب كانت شعلة من النار الغضب وعشرات الآلاف من الشباب الغاضبين مستعدّون أن يفعلوا أي شيء لأي أحد من قوات النظام حين يرونه ومرّت في أغلب أحياء المدينة وكسرت التمثال الأول في حي القصور لحافظ الأسد وحطّمته وحطّمت كل الصور وكسرت حاجز الخوف في المدينة ونُقلت حالة الثورة من مجموعات معينة من وجهة نظري  إلى مجموعات من الثوار إلى ثورة شعبية شارك بها أغلب أهالي مدينة إدلب وشاركوا بها وخرجوا وانتفضوا بوجه النظام، وهذه كانت المرحلة الثانية من انتفاضة مدينة إدلب وثورتها. 

التشييع حصل في نفس اليوم خلال ساعات وتقريبًا ساعة بقي في بيت جدّه الذي في حي آل سيد عيسى وودّعوه عائلته وأغلب أهل إدلب والناس يدخلون إلى البيت ويودّعونه ويخرجون ويتظاهرون على الباب، وخلال ساعة تم تشييع الشهيد ودفنه.

كان البكاء هو الأساسي لفقد الشهيد كوني على معرفة شخصية به وكان صديقًا لي وعرفته في الثورة وهو صديق المظاهرات الليلية وكان من أشجع الشباب في المدينة ونحن عرفناه في أول مظاهرة في إدلب وكان في الصفوف الأولى وخاصة في مظاهرة إدلب الاولى كان في الصف الأول، وكان من أول الشباب الذين دعوا للتظاهرات بشكل مكثف وحموها وسعوا لتمويلها وسعوا لحمايتها وتوسعتها وهو يدرس الطب البشري ولديه أصدقاء كثيرون وكان محركًا رئيسيًا للثورة في مدينة إدلب، وهو أول من بدأ باقتناء معدات لإيصال الأخبار وهو أول شخص جاء بجهاز الثريا وأتى به من تركيا قبل استشهاده، وبالتالي كانت صدمة كبيرة استشهاد محمد وبالنسبة لنا في نفس الوقت لحظات الفرح كانت لحظات ما بعد دفنه وهي لحظات كسر حاجز الخوف وشعرنا بأنَّ النظام سقط في ذلك اليوم في مدينة إدلب، وكل من تسأله [من] أهالي المدينة [يقول لك:] إنَّه سقط النظام في ذلك اليوم ولم يبقَ أي تمثال أو صورة لحافظ وبشار وتدمّر كل شيء لهم وشاهدنا كل الناس من الشبيحة قبل هذه الحادثة كانوا في التشييع عندما شاهدوا الشهيد وتركوا تأييد النظام والتشبيح وانضموا لصفوف الثورة وعوائل مختلفة وكان هناك عوائل مبتعدة عن الثورة أو تأخذ الحياد من عوائل راقية وشعبية وأصبحت كل أطياف إدلب في هذه المظاهرة وهذا التشييع.

حصل بيت العزاء هو أصبح مركز الثورة في مدينة إدلب مدة أسبوع ونُصب في حي بيت سيد عيسى وفي نفس اليوم في نفس الليلة خرج كل المعتقلين وخرج المعتقلون السياسيون الدكتور مأمون سيد عيسى وليس الكل ولكن أقصد كل من كان له وجه في الثورة وكل من طُولِب به، والنظام ارتبك بشكل شديد جدًا وشعر بأن كل شيء انتهى وأخرج مجموعة كبيرة من المعتقلين، والناس وجدت مركزًا رئيسيًا للثورة في هذا المكان وأهالي الشهيد وزّعوا الحلوى الشهيد في بيت العزاء مدة أسبوع وبدأ توافد الناس مجموعات المُعزّين من كل المدن وليس فقط من إدلب وهذ كان أول تواصل لإدلب من مناطق أخرى من أريحا وبنش ومعرة مصرين وحلب ودمشق كانت تأتي للتعزية بالشهيد، وهنا النظام أخلى أغلب حواجزه الأمنية في محيط المدينة التي تم تدميرها من المتظاهرين وكل قوات الأمن التي كانت تنتشر في الأحياء وفي المحيط قد حُصرت قوات الأمن في المراكز الأمنية التي هي الفروع الأمنية الرئيسية وأصبح لديها خوف وكان هناك وفود مُعزّين من حلب ودمشق وتدخل بدون أن يتعرّض لها أحد ويعودون، وأتت شخصيات جديدة ومهمة 

وكانت الثورة هنا متّصلة ليل مع نهار وكان بيت العزاء قائمًا 24 ساعة فيها بفلات (مكبرات صوت) كبيرة وساحة أمام البيت وكانت المظاهرات مستمرة والنقاشات لكيفية استمرار الثورة والتنظيم لها وإنشاء تنسيقيات للعمل والمقاومة للثورة كانت جميعها من هذا المكان والذي استمرّ عدة أيام للتواجد فيها للناس هنا بشكل رئيسي، 

وفي ذلك الوقت أصبح هناك إشاعات كبيرة جدًا من النظام وحاول أن يلعب على أوتار حساسة لمحاولة إخماد الثورة ووجد في استشهاد الشهيد وبركان إدلب لم يعد لديه قدرة لقمع المظاهرات الأمني وبدأت أهم إشاعة من قبل النظام أنَّ من قَتلَ محمد سيد عيسى هم آل سليمان في إدلب وهي العائلة الثانية الأكبر بعد آل سيد عيسى وهم في الحي الشمالي وسيد عيسى في الحي الشرقي بالغالب، وحاول الإيقاع بين العائلتين وبدأ يروّج لهذا ويضع بعض الأدلة وأنَّ فلانًا اعترف وأنَّه أطلق الرصاص على محمد لينتقم منه وليس الأمن، لأنَّه من ثلاثين سنة قُتل لهم قتيل، والغريب بالأمر أنَّه أقيم عزاء ضخم جدًا  في الحي الشمالي عند آل سليمان وأقاموا بيت عزاء كبيرًا لمحمد، وهذه ضربة قاصمة للنظام وأصبح بيتا عزاء لمحمد في الحيين الأساسيين، وهذا ما أطفأ كل محاولات إثارة الفتنة التي حاول النظام [أن] يقوم بها. 

والشيخ أحمد حبوش كان من الأشخاص الأساسيين الفاعلين في الثورة والفاعلين بمحاولة التواصل بين وجهاء إدلب وبين النظام وكان الشيخ أحمد يدعو لمحاولة إبقاء الثورة سلمية وعدم إدخال السلاح لها، ولكن وُوجِه بقمع شديد وكان آخره ملاحقته قبل استشهاد محمد بأيام، وتقريبًا حين استشهد محمد كان من أكثر الأشخاص الذين تأثروا به وتواجَدَ في بيت العزاء لأيام وأطلق قصيدة في هذه المناسبة وتتحدث عن محمد -رحمه الله-.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/03

الموضوع الرئیس

الحراك في إدلب

كود الشهادة

SMI/OH/71-04/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

7- 2011

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة إدلبمحافظة إدلب-الثورة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

مجلس محافظة إدلب - نظام

مجلس محافظة إدلب - نظام

حزب البعث العربي الاشتراكي - تنظيم سورية - مكرر

حزب البعث العربي الاشتراكي - تنظيم سورية - مكرر

الشهادات المرتبطة