الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

صمود داريا وثباتها وبداية مرحلة الحصار

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;19;01;17

كان أول يوم بشعًا إلى أبعد الحدود ولا يوجد تخيل إلى أين [نحن] ذاهبون، وأنشأنا مشفًى كان في منزل عربي، ونحن عندما أنشأنا هذا المشفى لم نحسب حساب الطيران نهائيًا، وحسبنا حساب القصف [المدفعي] والقصف [أهون]، ولكن هذا المشفى الذي أنشأناه كان مجهزًا ببعض الأدوية والأدوات الطبية ويوجد فيه أشياء، وبدأ يأتينا جرحى نتيجة المعارك. وعلى المستوى الطبي كان الفريق الطبي مستنفرًا بشكل كامل، وكانت توجد غرفة عمليات وجاهزة لبعض الجرحى، وهنا لا يوجد تخيل ماذا سيحصل فيما بعد أبدًا، وفي هذا اليوم بدأ نزوح أهل البلد، وأنا أستطيع أن أقول: إنه فعليًا خلال يومين نزح 200 ألف نسمة قد خرجوا وكانت الطرقات مغلقة بالسيارات، والحواجز كانت تسمح للناس بالخروج في أول يومين، وبعدها بدأت الحواجز تشدد على موضوع الخروج، ولكن أول يومين كانت الناس تخرج بشكل كبير وبشكل هائل بالسيارات، والطرقات الرئيسية كلها ممتلئة، وفي هذا اليوم بدأ الناس يخرجون، والطائرة قصفت بعد الظهر، والناس من الصباح بدأوا بالخروج باتجاه دمشق والريف الغربي، يعني من كل الطرقات بدأ يخرج الناس، وعلى هذا المنوال بدأت حركة النزوح لمدة 5 أيام تقريبًا وكانت تزداد بحيث إنه لم يبق في المدينة إلا قلة قليلة جدًا، وطبعًا هذا الأمر كان مريحًا جدًا بالنسبة لنا، يعني أنا أذكر عندما عرفت أن أهلي خرجوا كنت جدًا مرتاحًا، ولكن بقى والدي، فكنت أتردد عليه بعض الأيام، وبقي إخوتي أيضًا كنت أتردد عليهم حتى خرجوا، وحركة النزوح أنا لم أر مثلها، وأنا ذهبت ورأيت الطرقات كيف تبدو، وهنا كانت الحالة الإعلامية تمسكها جهتان: تنسيقية داريا الشعب يريد إسقاط النظام كانت توصل الأخبار، وكانت توجد صفحة المجلس المحلي، وأصبحت الصفحتان إلى فترة من الفترات معتمدتان، وهذه هي الحالة الإعلامية، وأما الحالة العسكرية بدأ الجيش الحر ينتشر لأنه بعد القصف سيبدأ الهجوم، وهذا الهجوم الذي سيبدأه النظام سيبدأ من عدة جهات، ولكن من جهة مطار المزة والكورنيش الجديد كان [الهجوم] الأبرز.

وفي هذين اليومين كان هناك استنفار للجهود العسكرية والإغاثية والإعلامية، وأصبح يوجد لديك قلة عدد في داريا، وهذا الشيء أزاح الكثير من الأشياء عن كاهل الموجودين، ولكن لا يزال يوجد مدنيون، وأنا أتذكر في وقتها تكلمنا مع الجيش الحر أنه نحن في الطبية إذا حصلت هجمة كبيرة ماذا سنفعل؟ قالوا: كل شخص يدبر حاله، وعندما قال هذه الكلمة، هنا ازداد الخوف في قلوبنا، وأنا أتذكر بعض عناصر الطبية خرجوا من داريا عندما قال [الجيش الحر] هذه الكلمة، وخرج شخصان أو 3، لأننا لم نكن نتخيل أن الجيش الحر سيصمد هذا الصمود أو تصبح هذه المعارك الشرسة، وأنا ذكرت من قبل أنه لا يوجد عندنا منشقون كثيرون، والذي حصل هو حالة مذهلة، حالة الاستبسال التي حصلت في البداية، وحالة الصمود التي حصلت وبدون أي ترتيب وأي تنظيم، يعني أنا أتذكر أحدهم كتب قبل ضرب الحواجز عندما توجه الجيش الحر لأجل ضرب الحواجز، أحد النشطاء كتب وشتم الجيش الحر على "الفيسبوك" وبعد 5 أيام تقريبًا كتب: أنا أعتذر منكم وكتب اعتذارًا يليق بهم، أنه لم أكن أتخيل [أن] الحالة بهذا الشكل، وأنه أنتم فعليًا تجلسون في مواجهة الموت من أجل أن لا تحصل مجزرة جديدة. وأنا أقول: إنه سقط الكثير من الشهداء في البداية، والكثير من الجرحى، ولم نكن نتخيل أن نصل إلى هذه الحالة الكبيرة، ويمكن أن نصمد إلى 5 أيام أو 10 أيام على الأكثر أو 20 يومًا، ولكن الحالة كانت تمتد، وفي أول 5 أيام تقريبًا على مستوى مجموعتنا كل يوم نرى بعضنا في المساء في القبو، من يريد أحدنا يجده هنا، [فكان] مثل الملجأ [لنا]، وهذا الأمر بشكل مؤقت خوفًا من القصف الذي أصبح في كل ثانية ودقيقة، وفعليًا القصف على داريا خلال سنوات الحصار مثل أول أيام ومثل آخر يوم، قذائف الهاون والصواريخ [مستمرة]، ونحن لم ننل نصيبًا كثيرًا من الميغ ولكن نلنا نصيبنا ونصيب غيرنا من البراميل، حملة البراميل بدأت في 2014.

مهما كنا مستعدين ومهما كانت الأمور منظمة وضعنا كل شيء خلفنا، الخلافات والمجلس والكتائب العسكرية والذهاب إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة المعركة، بحيث إن الجميع يكون سوية، وهنا أتذكر في تلك الفترة أنه فعليًا كان يوجد تضافر جهود وكان يوجد جيش حر يمسك بجبهات، وكان يوجد إغاثة للمجلس تقوم بالتوزيع، بالإضافة إلى شباب آخرين يعملون بالإغاثة، والمجلس المحلي لا يعترف بهؤلاء الشباب، ولكن الجميع كان يعمل بحيث إنهم خلية نحل كاملة بدأت بهذه الأعمال. وطبعًا نحن كانت تأتينا أخبار إلى المشفى عن الكثير من المصابين بحيث إننا نسأل ونأخذ ونعطي و[نتحرى] أين أصبح الجيش؟ ونحن كنا نتخيل دائمًا أن الجيش يتقدم وعلينا التراجع بحيث إنه في يوم من الأيام نحن أصبح لنا 10 أيام والجيش يتقدم بشكل بطيء، و لكن لا يسقط  له الكثير من الضحايا، وأستطيع أن أقول: إنه هنا بدأ الجيش الحر في المعضمية يدخل إلى داريا ويشارك في المعارك وهو أيضًا شارك في معارك تحرير الحواجز، وكانت المعارك تشتد، وطبعًا كل الجيش الحر انخرط في المعركة الأولية، وأنا لا أعرف إذا كان هناك مَن تخاذل عن الموضوع، وانتقلنا من المشفى الصغير وأنشأنا مشفًى في قبو واسع قليلًا  نحن تعرضنا للقصف في ذلك المشفى الصغير في المنزل العربي، الذي هو منزل عربي ولا يوجد فوقه شيء يحميه، ولا يوجد طابق ثان، [وله] سقف واحد، وهنا انتقلنا إلى مشفى الثاني سميناه مشفى مصعب لأن المشفى كان مقابل مسجد مصعب بن عمير في داريا، وفي هذه المرحلة بدأت أعداد الجرحى تزداد وكان عندنا منازل لمتابعة الجرحى، ولكن بدأت تزداد الحالات، واضطُررنا لفتح متابعة جديدة في بناء اسمه بناء محمود، وضعنا فيه الأسرّة وبدأنا نتابع حالة الجرحى هناك، وهو كان قبوًا، ونحن هنا فعليًا كنا ننظم الحالة الطبية أكثر وأكثر، وتم تنظيم الحالة الطبية، وكان الأطباء الذين بقوا حتى النهاية هم أنفسهم، وبدأوا يعملون على أساس أنها توجد معركة طويلة، وفعليًا دخلنا إلى معركة طويلة جدًا وفتحنا دار متابعة للجرحى، وكان يأتينا المرضى من المشفى إلى دار متابعة الجرحى، وهنا كان النظام لم يبدأ هجومه الكبير لاسترداد المدينة.

في هذه المرحلة كان يوجد حصر لخيرات المدينة الطبية، إذا فرضنا أنه يوجد مشاف في المدينة، وبدأ الأطباء يقولون: إنه يجب أن نأخذ المعدات الموجودة فيها بحيث إذا تم حصارنا فإننا نستطيع المقاومة قليلًا في الموضوع الطبي لأنه إذا انهار الموضوع الطبي لا يمكننا الصمود، ولكن النظام لم يبدأ بعد الهجوم الكبير علينا، وكان عندنا مشفًى ميدانيًا كاملًا، وكانت توجد دار لمتابعة الجرحى، وكان يوجد مكتبان إعلاميان أيضًا أصبح عندهم مقرات، وهذه في فترة أول 10 أيام، وأيضًا يوجد مكتب إغاثي يتنقل بين الناس و[يرى] ماذا يحتاجون، وكان عندهم فرن، وكنا نظن أن الأمر جدًا قريب يعني 10 أو 15 يومًا وتنتهي المعركة بشكل أو بآخر وتنتهي الأمور، وكانت أول 10 أيام كان التنظيم فيها هو الذي دفعنا إلى ما بعد.

بدأ النظام شيئًا فشيئًا وأصبحنا نسمع أنه بدأ يستقدم الدبابات والآليات والجنود لأجل معركة داريا، وهنا أعتقد جميع أهلنا خرجوا، وأصبح الشباب مرتاحين لأنهم بقوا لوحدهم، يعني لو كانت العائلة موجودة فإن حركتك ستتقيد ولا تستطيع العمل لقضيتك وللثورة ولأجل الشيء الذي أنت مقتنع به، وأنا في هذه الفترة خرج جميع أهلي، ولكن والدي كان موجودًا وأخي، وكنت دائمًا أزورهما وكنت دائمًا أقول لهما: اخرجا، يعني يجب أن تخرجوا ولا يجب أن يبقى أحد منكم هنا لأن القادم أكبر من ذلك بكثير. 

وفي هذه الفترة أنا أتذكر أن البلد عسكريًا أصبحت قطاعات مثلًا كتيبة شهداء داريا استلمت طريق الكورنيش الجديد وجماعة جدي (سُميت كتيبة فيحاء الشام لاحقًا - المحرر) استلموا غرب المدينة أو شرق المدينة، وهنا نشأ عندنا شيء كنا نسميه تندرًا "الأركان"، يعني بناء المالية التابع للنظام أصبح مقرًا للجيش الحر بشكل كامل، وهناك التذخير في هذه الفترة يعني أصبح يوجد مقر كامل للجيش الحر ويوجد فيه توزيع للذخيرة وتوزيع الطعام للجيش الحر وتوزيع كل شيء، ولكنه كان مستهدفًا بشكل كبير وهو كان عبارة عن بناء ضخم بحيث إنه حتى نهاية الحصار بقي كما هو كبناء، مع أنه سقط عليه الكثير من البراميل وصواريخ الميغ والصواريخ العادية، حتى وصل الاشتباك في يوم من الأيام إليه، وهو كان قريبًا من الجبهة الشرقية التي كانت في يد كتيبة جدي، وهنا تأسست قيادة الجيش الحر وأصبح لدينا رمز للجيش الحر كمبنى هناك، وكنا دائمًا نخاف ونقول: هل وصلوا إلى المالية؟ كنا دائمًا نسأل بحيث إذا وصلوا المالية فإن كل شيء سينتهي وينتهي الجيش الحر.

في بداية المعركة كان يوجد حديث بين كتيبة سعد وكتيبة شهداء داريا، وكان يتم تقديم الذخيرة للجميع أو كانوا يشتركون وطبعًا لم تكن توجد هذه الحالة الفاضلة الكبيرة، ولكن كان يوجد اشتراك في العمل العسكري بحيث إنه نحن على جبهة واحدة. 

حصلت فعليًا معارك كبيرة جدًا في تلك الفترة وهي معركة القرية من جهة صحنايا، يعني اسمها "معارك القرية" في جنوب داريا، ومن هناك بدأ النظام بالاقتحام، وهناك كانت المعارك صعبة لأن المنازل كانت مكونة من طابق واحد عكس ما [هي عليه] داخل المدينة، ولا يوجد إلا بعض السواتر الصغيرة يعني المعارك التي حصلت هناك كانت معجزة ولم يحصل تقدم، يعني النظام حاول بكل دباباته وعساكره ولم يحصل أي تقدم، وإلى الآن أنت تتكلم عن مقاتلي الجيش الحر الذين لا يملكون أسلحة كثيرة ولا يوجد معهم قذائف أر بي جي، وكانت توجد معاناة كبيرة بسبب [النقص في] القذائف وكانت توجد معاناة في عدم وجود الأسلحة الثقيلة، وكان يوجد معهم البنادق الحربية والرشاشات وقواذف الآر بي جي والدوشكا يعني هذه هي الأسلحة ولكنها كانت قليلة.

في تلك الفترة أتذكر كل الشباب الموجودين داخل داريا أخذوا يرابطون بدلًا عن الذين يقاتلون في النهار وأصبح يوجد حالة من هذا النوع، وكان يوجد قيادات من الجيش الحر يدورون ويأخذون من يريد الرباط في الليل، بحيث إن الشباب في أول 6 أيام أو 10 أيام أصبحوا مستمرون في الرباط وينامون في أرضهم ونقاطهم من غير استراحة، وحصل هذا الأمر لأجل أن يرتاحوا وكانوا يبحثون عن الشباب في داريا لاستلام نوبات في هذه النقاط (نقاط الرباط) حتى يرتاح البقية، ودائمًا الجيش يبدأ من الصباح ولا يقوم باقتحامات في الليل، كما أذكر يبدأ الصباح ويأتي من يريد القتال. 

في تلك الفترة كان يوجد توزيع طعام على المرابطين في مناطقهم وكان الموضوع جدًا خطيرًا، وكانت توجد سيارتا إسعاف حتى إذا أحد اتصل أو إذا أحد يريد شيئًا من الجبهات مباشرة تذهب السيارات لإحضار الجرحى والشهداء.

الحالة العامة كانت كارثية ويوجد شهداء وجرحى والكثير من القصف، والطبية كانت بالكاد تستحمل هذا العدد من حالات الإصابات ولكننا استطعنا السيطرة تنظيميًا أكثر من [مرحلة] المجزرة بكثير وخاصة أنه لا يوجد لدينا الكثير من المدنيين يعني الصاروخ الذي كان يسقط على المنزل على الأغلب وربما هذا المنزل لا يوجد فيه أحد فالوضع سليم وطائرات الميغ كانت تقصف وكانت الإصابات خفيفة، وليس مثل قذيفة الهاون، وكانت الحالة العامة أريح من المجزرة طبيًا في أول 15 يوم حتى بدأت المعارك الشديدة وبدأت حالة الثبات والصمود في داريا، ولن يتم كسرنا بسهولة، وأصبح يوجد فرضية أنه نحن لا يجب أن يتم إعادة المجزرة التي حصلت في شهر آب/ أغسطس عام 2012 و شيئًا فشيئًا نحن سنبدأ بالدخول في عام 2013 الذي كانت بدايته مأساوية، حيث إن النظام قضم جزءً كبيرًا من مدينة داريا وبقينا في جزء، وبدأت مرحلة الحصار.

[في هذا الوقت] كان يوجد طريق إلى المعضمية، وكانت توجد طرقات سهلة إلى خارج داريا وهي ليست طرق تهريب، وإلى الآن لا يوجد طرق تهريب، وكان طريق الشام [دمشق] يعمل، ولكن توجد حواجز في نهايته، وكان يوجد طريق من المعضمية يوصلك إلى أوتوستراد المزة كان مفتوحًا ولكنه خطير، ولكن يمكن النفاد منه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/01/07

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/103-24/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

12/2012-1/2013

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

كتيبة شهداء داريا

كتيبة شهداء داريا

المجلس المحلي لمدينة داريا

المجلس المحلي لمدينة داريا

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

الشهادات المرتبطة