الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل الإعلامي في الأردن والانشقاقات المتتالية من تلفزيون النظام

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:11:19

وقت وصلت للأردن و الحمد لله كان عندي فرصة أحسن من غيري الناس الذين خرجوا ولا يوجد أحد يستقبلهم، كانت صديقتي أردنية ووالدتها سورية، استقبلوني بالبيت وأقمت عندهن تقريبا فترة شهر، ومنذ وصلت الأردن كان القرار أن ابحث عن فرصة عمل، المضحك المبكي أن سالم -الله يرحمه- هو أول تليفون معه بعدما صرت في الأردن، وكان قال لي: شهرين ثلاثة ونرجع، لا تهتمي لمصروفك، وما فيه مشكلة أموري يعني ماشي حالها، كنت مصرة أن القصة طويلة وأنا لازم أبحث عن فرصة عمل.

 وفعلا قبل أن أُكمل الشهر تقريبا بعد 20 يوم من وصولي لعمان اشتغلت، أنا توجهت له باعتبار سوق العمل في الأردن هو بين الأردنية والقنوات العراقية الموجودة بعمان، فتوجهت للبحث في هذا الإطار.

 والدة صديقتي بالصدفة عندها ضمن مجموعة أصدقاء مخرج بالتلفزيون الأردني، عرفتني عليه، وفعلًا ساعدني بموضوع التواصل مع القنوات العراقية، وقدرت أشتغل في أول قناة عراقية بالأردن، قناة "البابلية" التي بقيت فيها تقريبًا شهرين، وهذه المرة الوحيدة التي أبقى بمكان عمل مدة قصيرة، لأنه مباشرة جاءتني فرصة عمل بقناة ثانية في الأردن هي قناة "إي إم بي" العراقية التي كانت تنقل من بيروت إلى عمان.

 طبعا بالنسبة لي فرصة العمل بالقنوات العراقية كان هامش الحرية فيها كبيرًا بالنسبة لي لأني أنا يمكن أتكلم بالملف السوري مثلما أُريد، ولأول مرة أحقق حلمي بالإعلام وأطلع أتكلم بالأخبار والسياسة، لأنني في التلفزيون السوري كان مستحيلًا، وكنت آخذةً القرار لا أدخل لهذا المجال ولم أدخله، وحين بدأت بقراءة الأخبار وأقرأ أخبار المجازر التي تحدث في سورية، يعني لا نعرف أحيانًا نصف ما يمر بنا في لحظتها حين نتذكر لا نعرف الأحاسيس غريب ومؤلم أن أقرأ خبر مجزرة أو مقتل شهداء سوريين على يد النظام، وأنا في الخارج و نرى حالة الصراع من وراء شاشات التلفزيون التي نحن جزء منه، وخاصة أنا وعائلتي جزء من مثلي مثل السوريين الذين مر عليهم هذا الشيء.

 فاشتغلت بقناة الإي إن بي تقريبًا سنة، وهنا بدأ الخلاف لأن قناة الإي إن بي بتوجهاتها كانوا بصراحة أعتز بتجاربي معهم، لكن بدأت لأن لهم سيطرة لبنانية في هذه القناة، وهم قريبون من حزب الله.

 مرة على مرة أنا كنت أطلع بالملف السوري ويستضيفون ضيوفًا دائمين من لبنان يحكوا "المسلحين والعصابات"، وكنت دائمًا مصرةً على مصطلح "الجيش الحر" والصراع على المصطلحات حتى وصلت لقناعة يعني صعب أبقى طبعًا أنا أحترم التجربة التي كنت معهم فيها.

بعد سنة تقريبًا جاءتني فرصة عمل عملت لي نقلةً نوعيةً مهنيًا على الصعيد الشخصي وعلى الملف السوري أيضًا مع قناة "الشرقية العراقية" تعتبر الشرقية نيوز تعتبر أهم قناة إخبارية في العراق بوقتها، وفعلًا دخلت على برنامج اسمه "الرأي الشامي"، وقدمت فيه سنتين برنامجًا عن سورية، ملفات سياسية ملفات اجتماعية عسكرية كل شيء يتعلق بالشأن السوري، كانت حلقتين بالأسبوع، وكان هامش الحرية مفتوحًا لي أتكلم ما أُريده بهذا الموضوع ما كان عندي قيود سياسية بهذا الإطار لأن القناة توجهها مع "الثورة السورية" في ذلك الوقت يعني تطلع بالأخبار العراقية لكن الملف السوري كان الذي يستحوذ على الوقت الأكبر مني وكنت أحس أنني أقرب لهذا الملف، طبعًا هذا الكلام في بداية 2013 إذا تكلمنا بالتسلسل الزمني أنا من آذار/ مارس حتى أيار/ مايو تقريبًا اشتغلت بقناة البابلية لخمسة أشهر تقريبًا، واشتغلت لأقل من سنة بقناة إي أن بي و في هذه الفترة استشهد سالم -الله يرحمه- لذلك كان مستحيلًا يعني وحتى لولا هذا السبب أنا "الجيش الحر" يعنوا لي شيء شخصي، شيء شخصي لأن المسألة ليست وطنية أو معنية بسورية، هذا الشيء يعني كل واحد فينا صار يمسه شخصيًا.

 فقناة الشرقية بقيت فيها سنتين، على الصعيد المهني استضفت تقريبًا السياسيين والمعارضين السوريين الموجودين في عمان مقيمين أو يحضرون ويذهبون، بالإضافة إلى الذين صاروا زملائي بالعمل السياسي وبالإضافة لأني كنت أستضيف أحيانًا من باب الرأي والرأي الآخر، كنت أستضيف مثل شريف شحادة أحيانًا يعني أبواق النظام وشبيحته فايز الصايغ الذي كان يومًا ما مديري العام أحد الذين كانوا يبتزونا، يعني المفارقات التي صارت بعد الثورة بحياتنا، فعلا غريبة كثيرًا.

برنامج "الرأي شامي" استمر لسنتين، تقريبًا لآخر 2014 أول 2015 كان معنيًا بالشأن السوري بعد أن خرجت من سورية وبشكل صامت ودون ضجة للموضوع، ولم أقبل أن أعمل فيديو انشقاق، وكثير من الناس سألوا: لماذا لم تعملي فيديو انشقاق، لأنه انشقاقي وموقفي لست أنا المهمة، سالم الذي عمل فيديو الانشقاق هو كان يغامر بحياته.

 أذكر بعد أن وصلت الأردن بيومين تقريبًا يعني بأيام قليلة نزل فيديو الانشقاق لسالم وكنا لا نعلم الكثير عن السوشيال ميديا وقتها فأنا حتى وقت كنت أحكي معه ما كانت مكالمة واتساب كنا نحكي تليفون عادي، بعدها أنا بعد ما طلع الفيديو انعرف أن ربا من سورية، و كان لي مستحقات عند النظام يعني مستحقات مالية باعتبار أنني أعمل.

 فأول شيء صار قطعت التواصل مع الصديقات أو الزميلات اللاتي كنت أتواصل معهن ضمن التلفزيون من المذيعات وغير المذيعات حرصا على سلامتهن، ومنهن لأنني أعرف موقفهن ما هو ولا أُريد التواصل معهن، ومنهن ممن عملوا لي بعد شهر شهرين عملوا لي بلوك تمامًا يعني ما عاد يردوا علي، وأنا أعرف منهن خوف ومنهن ما ردوا بالأساس.

 أنا أذكر مدير الإدارة والمالية الذي تكلمت معه بعد خروجي بيومين ثلاثة اسمه هيثم مصارع قلت له: أنا ربا حبوش لي عندكم مستحقات مالية، قال: أنت خرجت بدون أن تخبرينا وفوق ما عملت طبعًا خطبة عصماء ومحاضرة، قلت له: لا اُريدكم ولا أُريد أموالكم، أنا اتصلت حتى أسأل إذا من الممكن يقبض لي، قال لي ما معناه ليس لك عندنا شيء أنت ذهبت ويجب أن تخبريه، وإذا تُريدين تعالي وخذي ما لك، فهذا كان بموضوع التلفزيون وهذا لا يستغرب يعني توقعت أن يشهروا بي عمل أكثر من ذلك، كانوا بحالة ارتباك عندهم مشاكل أكثر من ذلك بكثير.

في هذه الفترة كانت زميلة مذيعة موجودة حاليًا في قطر سما الصعبي طلعنا أنا وهي بنفس الفترة، وهذا المقال الذي نزل الوحيد الذي ذُكر اسمي واسمها انشقاقات متتالية في التلفزيون السوري طبعا هي أيضًا خرجت بنفس الطريقة بهدوء يعني لم نعمل ضجة إعلامية، لأن القصة ليست "شو" (استعراض) بالنهاية وما النهاية؟ نحن أخذنا موقف لأنه يجب أن نأخذ موقف مع احترامي لمن عمل انشقاق، أحمد (فاخوري) خرج بعدي لكن هاني لست متأكدة، حسبما أذكر أنا وعلا عباس وسما، علا عملت فيديو انشقاق علا عباس لأنها كانت علوية أصلًا فيديو انشقاق، أنا وسما خرجنا كسفر، أحمد كان موجودًا بالتلفزيون أكيد، في تلك الفترة يعني بعد موضوع الإدارة والمالية والذي صار كانت الفترة نوعًا ما انسحابات من التليفزيون من قبل المذيعات، طبعًا للأسف الشديد بالأساس التلفزيون مصمم على أساس طائفي ومؤدلج واضح لم تكن انشقاقات كبيرة ومن عدد كبير من المذيعين والمذيعات، أو حتى الإعلاميين يعني الأعداد لم تكن كبيرة.

 أذكر نزل مقال يتكلم عن انشقاقي حتى عنوان المقال كان الانشقاقات من التلفزيون السوري ربا حبوش و الزميلة سما الصعبي وبعدها أيضا زميلتي علا عباس، بعدها صارت انسحابات من التلفزيون المذيعين هاني الملازي وأحمد فاخوري، وتتابعت القصة على مدى سنوات، لكن لأن التلفزيون كان مصممًا مثل الجيش بطريقة طائفية وعقائدية، كانت الانشقاقات ليست على مستوى القيادات على مستوى المذيعين إلى حد ما، يعني المعدين لكن ليس كما يجب لأنه مؤسسة مثلما قلت في البداية: هي عبارة عن فرع أمن كبير.

بعد خروجي من سورية صار نوعًا ما راحة عند سالم -الله يرحمه- وأهلي خلص ربا صارت في أمان باعتبار أنا كنت الخطر الأكبر، كنت في بؤرة الفساد والنظام، إدلب كانت في تلك الفترة تحت إدارة الثوار فكانوا محافظين على حماية الناس طبعًا أهلي بعدها بفترة بسيطة سافروا إلى تركيا، وقبل اقتحام النظام كان يجب عليهم الذهاب إلى تركيا، لكن كانوا موجودين، كانت توجد مضايقات وخاصة أختي كانت موظفة في سادكوب وتذهب للدوام، فكانت بعض المضايقات لكن النظام كان في تلك الفترة يتفرغ لنا منطقةً منطقةً يقضي على منطقة ويتوجه للمنطقة الثانية، وإدلب لأن الحراك السلمي فيها قوي والثوار يُمسكون بشكل جيد وإدارة جيدة و لا توجد سيطرة للأمن فيها فقط الشرطة ومؤسسات مدنية لم يتعرضوا لاعتقال، كان المجتمع الأهلي هو المحافظ على بعضه يُدير نفسه حتى مثلًا إذا أردت أرجع لقبل خروجي من سورية، اذكر في واحدة من المظاهرات التي كنت فيها كان أحدهم و سأتكلم كيف كان الثوار والمجتمع المدني يحافظون على بعضهم كنت في المظاهرة أنا وأختي جنب بعضنا كنساء مع بعضنا و وراءنا وعلى الأطراف وأمامنا الرجال أو الشباب الذين يحمونا، فكان على يميني كان بمثابة أخ لوالدي واستشهد بالثورة العم محمود شحود - الله يرحمه - أخوها للأستاذة إيمان شحود، كانت علاقتنا عائلية مع العائلة كلها، قلت لأختي: انظري العم محمود هيا لنسلم عليه، قالت لي: يعني تسلمي عليه نحن بالمظاهرة خلينا محافظين إلى الحد الأدنى علمًا أختي كانت تطلع بالمظاهرات و لا تُغطي وجهها وكنت أُغطي وجهي، لكن مع ذلك على بعضنا نحمي بعضنا لأننا نعرف كيف كان النظام للأسف زرع فينا كتبة التقارير، والنظام الذي كان يسيرنا عليه، فكان المجتمع الأهلي هو يحمي بعضه، فأهلي حتى خرجوا من سورية كانوا محميين بهذه الطريقة من قبل الثوار فيي إدلب، طبعًا حين خرجوا يعني بسيارة إسعاف على أساس والدتي سيارة إسعاف إلى تركيا مباشرة، بابا بقي بالبيت لحق بهم لاحقًا تهريب، من تذكروا الحدود كان فيها تساهل ولا توجد مشاكل، ذهب إلى تركيا لاحقًا.

 البيت نزل فيه برميل في القصف الذي صار، المرات المتكررة يوم تحرير إدلب نزل فيه برميل وأكتر شيء مؤسف ضمن الخسارات المتتالية أننا لم نستطع إخراج صورنا مع بعضنا، الذكرى التي بقيت لنا من سالم بقيت في البيت، كان بكل الموضوع الخطر أنا، وأنا صرت بأمان، لاحقًا هم كانوا بأمان، لكن قبل الاقتحام أهلي غادروا إدلب، طبعًا انشقاق سالم كان غير مفاجئ، لكن الذي كان يُحكى والمستغرب ربا مذيعة في التلفزيون وسالم ضابط بالجيش، وهذه العائلة لن تكون قريبة أو تنضم للثورة من البدايات بهذه السرعة، لكن نحن من المقربين سواء الأصدقاء أو العائلة كانوا يعرفون أننا نخرج بالمظاهرات، فلم يكن الموضوع مفاجئًا بالنسبة لهم، لكن الحقيقة بعض أقاربنا المقربين يعني من الأقارب قطعوا تواصلهم هو بالأساس ما كان التواصل بخصوص الثورة لأنه صار فيه أكتر من جدال بيني وبين أختي مع أحد، يعني خالاتي بهذا الموضوع لم يُقاطعونا كقطيعة لكن الناس كانت للأسف كنا نخاف من بعضنا الأخ يخاف من أخته والزوجة تخاف من زوجها والابن يخاف من أبيه وأمه، لأنهم زرعوا فينا خلال 40 سنة نظام الأسد المجرم، فكانوا يقولون ربا كانت بالطلائع وبالشبيبة وبالتلفزيون وسالم كان ضابطًا بالجيش لكن الحقيقة انشقاقي أنا كان مفاجئًا أكثر لأن العسكري دائمًا يكون أشجع وأقوى، كانت ردة الفعل عليه إيجابية وأكيد لأن الناس بالنهاية خلاص أخذوا القرار قلت لك: إدلب كانت بإدارة الثوار انتهى الموضوع يعني.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/02/03

الموضوع الرئیس

النشاط الإعلاميمؤسسات الدولة في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/175-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012-2013

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة إدلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون - النظام

الشهادات المرتبطة