الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

واقع النازحين في مخيم الزعتري والمصابين في الأردن

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:22:02

أنا حين وصلت عمان كانت الثورة أقل من سنة لا يوجد نازحون ولاجئين سوريين كثير، في الأردن كان الوضع على الصعيد الإنساني ليس بهذه الكارثية التي وصلنا لها، وحقيقة خلال وجودي بعمان لثلاث سنين وعلاقاتي مع السوريين من خلال العمل، لأنه حتى مجال عملي بالإعلام كان متعلق بشكل مباشر بالشأن السوري سواء كسياسيين مثلما حكيت أو منظمات مجتمع مدني مبادرات أهلية، كان الوضع فرق بصراحة بين أول سنة وصلت لآخر سنة، وهذا طبيعي لأن حدة العنف ازدادت بشكل مرعب بين 2012 و 2015 و أعداد اللاجئين صارت تتدفق بشكل أكبر، ومخيم الزعتري هذا المكان أنا أول مرة رأيته أتذكر كنت أصور مسرحية شكسبير في الزعتري للفنان نوار بلبل، فأول مرة كنت أرى مخيم الزعتري طالعين بالنهار قبل السيارة فأنا من بعيد ماشية قلت لهم: ما هذا؟ والله الموضوع مؤلم أكثر مما نتخيل، مدينة كاملة من أهلنا السوريين في مخيم، يعني صحراء، وبالنهاية المخيمات أين ستُقام؟ المخيم مهما جملنا فيه وأين وضعناه هو بالنهاية مخيم خيمة قطعة قماش تفصل بينك وبين من جنبك، غير الظروف الصحية. فالمهم عندما رأيته ورأيت امتداده الكبير ولم أرَ آخره، بكيت كثيرًا بالسيارة قبل أن ندخل المخيم، بكيت لأننا لا نُريد الأمور تصل لهنا، شخص واحد كنا نخلص منه (المقصود بشار الأسد - المحرر) ونُوفر الدماء والدمار الذي صار بالبلد.

 وهذا ما نُريده من أول الثورة شخص واحد مع منظومته الفاسدة ليسوا كثيرين بالنهاية لا يمكن أن نتهم كل من يعمل في الدولة، هم من النظام، ونعرف يوجد مجرم ومعه عدد من الشخصيات 500 أو ألف شخصية سنتخلص منهم لأنهم دمروا البلد.

 عندما شاهدت هذا المنظر في الزعتري فعلًا هذه من اللقطات ستظل محفورة بذاكرتي دائمًا لا أنساها الخيم البيضاء امتدادها، والناس دخلت على الزعتري طبعًا بدأت المآسي تكبر، وحين ترى الأطفال الغبار يملأ المكان الحمامات التي يستخدموها.

 كنت أسأل نفسي حتى الآن وكلنا نسأل كسوريين نحن ماذا عملنا حتى يصير بنا هكذا، ما طلبنا به حق من حقوقنا البشرية والإنسانية حتى توصلنا لهنا، ويومها كانت تغطية إعلامية كبيرة لشكسبير بالزعتري، وهي فعلا تجارب كانت تحاول تعمل ليس شيئًا فنيًا بقدر ما هو علاج نفسي للمشاكل النفسية عند الأطفال، لأن مسرحية شيكسبير بالزعتري كانت مستهدفة الأطفال الموجودين، نوع من أنواع العلاج. ونحن نعرف أن دخول المنظمات الدولية على هذا العمل طبعًا المنظمات الدولية والدول اشتغلوا بهذه المواضيع وتركوا المشاكل الرئيسية التي هي بشار الأسد، صار بدنا نعمل دورات مفاوضات وتمكين وعلاج نفسي و..، غير موضوع السلل الغذائية التي هي الحاجات الأساسية، لكن المشكلة الأساسية السرطان الأساسي وهذا كان مبكرًا على فكرة نحن اكتشفنا هذا مبكرًا اكتشفنا من أول أو من آخر 2011 أن المجتمع الدولي أحد أهم أسباب الدمار التي وصلنا له الموقف الذي عمله، فالمهم كانت من التجارب التي أتذكرها دائمًا، والتواصل مع السوريين عن قرب وخاصة بمكان كهذا المكان.

أيضًا كنت أصور دائمًا مثلًا فترات رمضان تصير إفطارات خيرية، وكان نشاط السوريين كمجتمع مدني مهم جدًا بهذا الموضوع، يُحضرون أطفال أيتام ونحن نتكلم عن الموضوع كشهادة أو توثيق لكن الموضوع عن جد يحفر بالقلب، تخيل أنا أُصور حلقة لبرنامجي أو فقرة ببرنامجي "الرأي شامي"، معنا 50 طفل آباؤهم شهداء قتلهم النظام لا نتكلم عن أيتام مات أهلهم بظروف طبيعية لا هم "أبناء ضحايا هذا النظام المجرم، فمثلًا كانت مبادرة "هذه حياتي" أو الفريق التطوعي لـ "هذه حياتي الأستاذ محمد الرحابي رئيس هذا الفريق التطوعي، كنت أصور لهم كثيرًا لأنهم كانوا يقومون بنشاطات مهمة مع الأطفال وغير الأطفال أيضًا.

 أذكر رحلة عملي أنا ببرنامج الشأن السوري كانت فيها محطات فعلًا مهمة بالنسبة لي على الصعيد الإنساني وعلى الصعيد الثوري، كان فيه بيت جرحى المصابين بعمان، كانت بيوت الجرحى منتشرة حتى لاحقًا نحكي على بيوت الجرحى على الموجودة على الحدود السورية ، أنا زرتها أثناء زياراتي لأهلي للريحانية في تركيا لكن في عمان كان يوجد بيوت الجرحى واحد منهم دعتنا منظمة نساء عبر الحدود لنصور عندهم الأستاذة سمارة الأتاسي وسميرة الزيتون كن مشرفات عليهم، كان عنده نشاطات مع النساء ومعارض خيرية، لكن بيت الجرحى صورت فيه ورحت الزيارة وكانوا يعالجون الأطراف الصناعية للذين فقدوا أطرافهم خاصة الأطفال، حين تدخل وترى طفلًا فقد أطرافه بلا سبب، السبب أن النظام قرر يقصف مدينته وينزل البناية على رأسه ورأس أهله، لأن المنطقة قالت: نُريد حرية لا نُريد هذا النظام، أو شاب عمره 25 سنة مثل الوردة مشلول ومقعد يحتاج من يساعده بقضاء حاجته لأنه نفس الشيء قرر هذا النظام قصفه، فبيوت الجرحى كانت من المحطات المهمة.

 وأعود لمثل الزعتري (مخيم الزعتري) كنت أذهب إلى المكان وأقول لماذا دفعنا هذا الثمن؟ وهل نستحق فعلًا هذا الشيء؟ أكيد لا نستحق.

في 2014-2013 كان مستوى القتل والدم، ومن خلال العمل السياسي أنا لأجل ذلك لا أزعل حين يقسو علينا الناس كسياسيين من خلال العمل الإعلامي واستضيف سياسيين كنت أقسو عليهم، أعرف لماذا الناس تقسو علينا تلومنا، أكيد لأنني واحدة من الناس التي أعرف كل تفصيل مر فيه السوريين بحياتهم منذ قُصفوا أو لجأوا لخيمة النزوح أو فقدوا أحدًا من أفراد عائلتهم، طبعا من خلال مجال عملي ببرنامج "الرأي الشامي" أتذكر لأنني كنت أحب ان أرى أكثر من المجال السياسي كنت أحب أرى السوريين الموجودين في الأردن اتواصل معهم من خلال برنامجي من خلال تغطية نشاطاتهم سواء شيء يبعث على الأمل أو شيء من آلامنا وجراحنا، صورت حلقة بمشفى السلام في عمان كان يُعالج المرضى أو الجرحى عفوًا المصابين السوريين يدخلون عن طريق الحدود السورية الأردنية المعابر السورية الأردنية للشفاء من الإصابات، أتذكر دلني على المشفى وشجعني لأُصور فيه الدكتور جواد أبو حطب كان أحد ضيوفي الذين استضيفهم في عمان كان في عمان، ذهبت فعلا صورت ودخلت لعند سيدة على غرفتها كانت مشلولة، القناص أصابها بالعمود الفقري، كانت حامل والسيدة من درعا كانت تتكلم معي وكل فترة تقول لي ممكن نوقف من الألم من الأوجاع التي تشعر بها، وهي صبية كانت أصغر مني بالعمر يعني كانت بأوائل العشرينات، فكم الألم الذي رأيناه طبعا ليست السيدة الوحيدة لكن كان وضعها، أكثر من مصاب كانوا في المشفى من قناصين كانوا نساء.

سأرجع بالوقت أتذكر ابنها لابنة عمي كان عمره 19 سنة بإدلب طبعا هذه الفترة كنت خارج سورية وبما أني أتكلم عن موضوع استهداف المدنيين الأطفال والشباب والنساء ليس لهم علاقة بشيء، عائد إلى بيته ليلًا فكان بوجد قناص على أحد أسطح البنايات وقنصوه برقبته وظل ابنها لابنة عمي بالعناية المشددة هو استشهد توفي -الله يرحمه- ظل بحدود شهرين في العناية المشددة، قنصوه في رقبته.

 هذه الحالات كنا نراها والسيدة الحامل تسير في الشارع قرر القناص قنصها، سيدة ثانية ضربتها شظية صار عندها إصابة كبيرة نقلوها إلى الأردن لتتعالج، حين يحكون لي لأن السيدة التي ضربها القناص بالعمود الفقري أنا لا اُصدق وكأني أحضر فيلمًا كيف نزفت؟ وكيف أخدوها على مشفى ميداني؟ وكيف لم يستطيعوا فعل شيء؟ وكيف بصعوبة حتى قدروا يدخلوها على الأردن لتتعالج، كان القصف والضرب نار كثير لم تمر بسهولة، ما نتحدث عنه واقع ليس فيلمًا بهوليوود، ولسنا مجسمات مثلما قال النظام، نحن أرواح لحم ودم.

 قصص مرعبة و سنعلم نسبة الجروح الكبيرة في سورية إن شاء الله، لكن بعدما نخلص وتخمد النار سنرى المصائب التي مررنا فيها، هذه التجارب كنت أحتك بها من خلال عملي الإعلامي عملت لي خزينة أنا أعتز بها سواء على الصعيد الثوري أو المهني أو الإنساني، ربا حبوش استطعت التواصل مع الناس، هناك دائما لقطات تمر ببالي لأننا نعيش تقريبًا بين الحلم والواقع لم تعد أعصابنا تتحمل، طفل أو طفلة مشلولين أو مبتوري الأطراف يجلس في حضني، و يقصون آلامهم وأوجاعهم هذا الشيء لا يُمسح من ذاكرتنا، لذلك هذه التجربة أضافت لي الكثير لشخصيتي وأضافت لربا حبوش الإنسانة.

 يعني مثلما بأي برنامج طابعه الأساسي سياسي، وخاصة أنا بقناة عراقية وبرنامجي مختص بالشأن السوري، ودائمًا كان الملف السوري ساخنًا كان في حراك دولي كبير في تلك الأثناء فترة 2013 حتى 2015 حراك كبير مؤتمرات ولقاءات، وكان يوجد اهتمام بالملف، و لا ننسى فترة جنيف والتفاوض وانشقاق 44 عضو من الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) عنهم، كنت أُواكب هذه الفترات من خلال عملي كإعلامية وكسورية بالدرجة الأولى مع الثورة. فكنت أستضيف الكثير من السياسيين الموجودين مثلما قلت عبر السكايب أو في الأستوديو، الأستاذ يحيى مكتبي مع حفظ الألقاب جميعا إبراهيم الجباوي ويحيى العريضي والدكتور جواد أبو حطب ومحمد المروح ونورا الجيزاوي فدائمًا كانوا موجودين، وكنت أهتم بكل المواضيع المعنية بالشأن السوري، لكن بالجانب السياسي وهنا بدأ العمل السياسي يتبلور بعقلي بشكل مختلف وأراه من منظور آخر، وفعلًا فرق كبير حين تعمل بالسياسة كإعلامي وكصحفي، وبين عملك كسياسي، هذا الفرق وجدته لاحقًا، وتختلف الأمور كثيرًا، كنت مواكبة كل ما حدث بالشأن السوري سواء خلافات المعارضة المبكرة، و الأمور الدولية المتعلقة بالمؤتمرات وبالمفاوضات أو ما يسمى عملية سياسية أو ما زال يسمى عملية سياسية، بقيت بهذا البرنامج بهذا الخصوص بالتغطية للملف السوري، وكنت دائمًا باعتبار أنني الصحفية والإعلامية أسمع التناقضات اسمع الاختلافات اسمع المشاكل التي تدور بين المعارضين السياسيين.

 كنت أستضيف كمال اللبواني أستضيف كل التيارات التي ممكن تخطر على بالكم، وحاكيها بكل المواضيع، حتى موضوع تمثيل المرأة سياسيا، وهذا لاحقًا أحد أهم الأسباب أدخلني أو جعلني وهو واحد من الأسباب وليس السبب الأساسي للعمل كسياسية، فكنت أستضيف ميس كريدي قبل أن ترجع لحضن الوطن، كنت دائما أتابع هذا الموضوع لأنه يهمني، أنا أول شيء كسيدة إعلامية ثورية و أرى سياسيات، هكذا حتى انتهت رحلتي في عمان في آ أول 2015 وكان باعتباري إعلامية وتأتيني عروض عمل، صار عندي أرضية جيدة وعلاقات جيدة مع السياسيين السوريين، يمكن أن أبني عمل آخر سياسي إضافة لتجربتي بالملف العراقي الكبيرة وأعتز بها من خلال عملي مع قناة الشرقية العراقية والملف العراقي و الإي إم بي، وأيضًا سابقًا البابلية، صار عندي هذا المخزون، وعلى فكرة آ فادني لاحقًا المقارنة دائمًا التي نجريها بين التجربة العراقية والتجربة السورية، كان عندي عروض عمل وانتقلت لإسطنبول بأول 2015 وبدأت رحلة تغريبة جديدة، و جاءتني عروض عمل لعدة قنوات قناة الشاهد العراقية التي لم تبصر النور، ولكن أنا كنت فيها أول فترة، وقناة الرائد الليبية وهي كانت تجربة جديدة أيضًا، لأنني عملت معهم أيضًا لفترة، وقناة الفلوجة استمريت فيها لسنتين حتى تركت العمل الإعلامي وبدأت بالعمل السياسي كعضو بالائتلاف من خلال التوسعة النسائية التي صارت 2016.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/02/03

الموضوع الرئیس

النشاط الإعلامي

كود الشهادة

SMI/OH/175-06/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2013-2016

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

مخيم الزعتري

مخيم الزعتري

منظمة هذه حياتي

منظمة هذه حياتي

الشهادات المرتبطة