الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال قبل الثورة وواقع الأفرع الأمنية مع بداية الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:31:21

أنا مصطفى حج بكري من ريف اللاذقية، درست الإعدادية والثانوية في اللاذقية ومن ثم الفنون الجميلة في دمشق قسم الديكور، و[أنا من] مواليد 1959 وعشت حياتي متنقلًا بين اللاذقية ودمشق، وعملت لاحقاً في الإسكان العسكري كموظف، ومن ثم في عمل خاص في شركة إعلانية، وأنشأتها لوحدي، وعملت في الإعلان فترة زمنية حتى فترة انطلاق الثورة تقريبًا. 

انتسبت للجمعية العربية لحقوق الإنسان في عام 2005، وكانت نشاطات محددة (إصدار بيانات) واجتماع واللجنة العربية لحقوق الإنسان كانت إلى حد ما معلنة ومعروفة للنظام، ولكن المنتسبين لها كان هناك نوع من السرية وليس كل الأعضاء موجودين ومعروفين كانوا يتعاملون بشيء من السرية، وكانت تصدر بيانات ومناصرة بعض المعتقلين، وهذه النشاطات في العموم والأفكار هي مساندة حقوق الإنسان في فترات، ولاحقًا أنا في عام 2006 كان لدي نشاط آخر هو التواصل مع جبهة الخلاص المعروفة في التفاهم بين عبد الحميد خدام والإخوان المسلمين، وهذه الفترة شهدت تواصلات بيننا عبر البريد الإلكتروني والنت (الشبكة) من عام 2006 حتى عام 2010 تمامًا، هنا جرى اعتقالي على خلفية تلك المراسلات، وفي التحقيق جرى أنه هل أنت راسلت هذا الموقع؟ وقلت: نعم. وجرى توقيف بدون أي إجراء آخر، وأنت موقوف فقط ومصنف موقوف بجريمة التخابر مع جهات معادية للدولة عبر الإنترنت. وهذا الذي حصل في 12 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2010، ودام الاعتقال من 12 شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2010 إلى 20 آذار/ مارس 2011 هذه مساحة الاعتقال، وضمن مساحة الاعتقال كانت هناك أحداث كثيرة هامة منها تخص الثورة السورية ومنها ما قبل وما قبل ربما ليست مهمة ومعروفة وحشية النظام والتعذيب ومعروف كل ذلك بشهادات كل المعتقلين والذي أريد أن أسرده هو أمران أساسيان: واحد منهما هو: اعتقال مجموعة أطفال زجوا في مهجع مقابل مهجعنا، وهم أطفال شكري الحكيم، أعمارهم بين 15 و16 عامًا، والتهمة لهم هي [أنهم] كتبوا على جدران مدرستهم كلمات ضد النظام على جدران مدرستهم بالإنكليزية، والشخصية الأخرى الذي كان متهمًا بكسر صنم حافظ الأسد في مدخل سوق الصاغة، وهنا كان هناك صنم لحافظ الأسد، وكان ذلك الشخص معتقل بتلك التهمة، وهو أنكرها بقوة كمساجين يعرفون مسبقاً أنَّه ممكن أن يكون هناك مخبرون، وهو أنكر تلك التهمة، ولاحقًا من فرط التعذيب اعترف أنَّه هو قام بها وليس فقط ذلك، كان يريد أن يقوم بشأن آخر، وحين اعتقلوه كان يحمل صاروخًا وموجودًا على الفجر في ساحة الشيخ ضاهر، واعتقلوه بتهمة كسر ذلك الصنم وبتهمة محاولة ضرب الصنم الآخر في الشيخ الضاهر، والشخص من آل برو وأعتقد اسمه محمد، وهاتان الحادثتان، ولكن نحن لا نعرف ما الذي حصل في البلد أو في مصر أو في تونس، نحن ليست لدينا أي فكرة ولا يوجد جريدة. وهذه التقاطعات والأخبار بعد أن خرجت أصبحنا نقاطع تلك الأحداث؛ لنعرف أنَّ هذا شيئًا له علاقة بالربيع العربي. 

محاولة الحديث بشكل مباشر في قلب المهجع ممنوعة، وهنا تتحدث بشكل خافت جدًا، وهذا شيء مستحيل، ولكن حين يأتي أحد لسبب من الأسباب من المهجع الآخر، كان من الممكن أن نبحث معه بعض التفاصيل أنَّ هؤلاء تهمتهم الأساسية الكتابة على جدران مدرستهم، ولاحقًا نحن مصيرهم لحد اليوم لا نعرفه، وسمعنا أنَّ هناك من خرج ومنهم [من] لم يخرج وإلى الآن غير معروف مصيرهم، ولكن بشكل مباشر هناك استحالة لهذا الأمر؛ لأنَّه مثلما أقول الحديث ضمن المهجع الواحد ممنوع، يجب أن يكون همسًا، ولا يجوز لأحد أن يعلو صوته لأي سبب من الأسباب، وكان ذلك في فرع أمن الدولة في اللاذقية، وأنا اعتقلت هناك لمدة سبعة أيام، وأنا استدعيت استدعاء، وأتى مخبر إلى مكتبي، وكتب ورقة ولم تكن في ذلك الوقت مداهمات، وذلك في 12 شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2010 وبلغني أنَّ هناك مراجعة في فرع أمن الدولة، وذهبت أنا وبعد تحقيق بسيط طفيف لأنَّ هناك بعض المعلومات سيسألك عنها المحقق، وستذهب إلى بيتك، وكان المحقق يسألني بكل أريحية وسلاسة ومعاملة جيدة، وتفضل استرح [يا] أستاذ، وأننا نريد أن نسألك على موضوع محدد وبسيط أنَّنا نحن وصلنا أنَّ هناك مراسلات على البريد الإلكتروني فما هي؟ وما تفاصيلها؟ واكتب لنا ما الذي حصل. وأنا كتبت لهم، ولم أكتب أنَّني تواصلت معهم (مع جبهة الخلاص)، وقلت لهم: أتاني بريد عشوائي، وقرأته وتصفحت الموقع، وأغلقت "الإيميل"، وهذا الحدث في عام 2006، وتفاجأت بعد هذا التحقيق البسيط الذي لا يتجاوز عشر أسطر كمعلومات[قالوا]: تفضل إلى تحت (الأسفل) أنت موقوف وما معك [من] أغراض أنت موقوف. وتغيرت معاملتهم 180 درجة حين قال مدير الفرع: هذا موقوف من معاملة أستاذ إلى معاملة مع وحوش، ومن اللحظة التي تم إصدار هذا القرار أنَّك أنت شخص تحولت من مواطن إلى موقوف تحولوا إلى وحوش بشرية، و[قاموا] بالرفس على الدرج و[قالوا:] سلّم أغراضك ومنفرد، وقبل هذا الزمن بحوالي خمس ساعات وبعد ذلك تفاجأت بابنتي في التهمة ذاتها وتم زجها معي في الزنزانة، وقضينا سبعة أيام في زنزانة منفردة، وكان عمر ابنتي 20 سنة بالضبط، وكانت متخرجة من المعهد الهندسي، وكانت متخرجة قبل أشهر [من] المعهد الهندسي قسم بيئة، وضعوها معي فترة زمنية، وكل يوم وعود أنَّكم غداً تخرجون وهكذا، وهذا الأمر استمر سبعة أيام، واستمر الاعتقال في فرع الأمن في اللاذقية مدة سبعة أيام، وبعد ذلك أصدروا أوامر من صباح يوم الاثنين على ما أذكر [قائلين]: لموا أغراضكم. ونحن تفاءلنا خيرًا أنَّ هناك إفراجًا وأخذونا في باص إدارة التبغ، وكان مفيَّم (زجاجه مظلل) مع مجموعة أخرى من المعتقلين بذات التهمة، وكانت هناك مجموعة من خمسة أشخاص تهمتهم التواصل مع هذا الموقع مراسلات عشوائية، كان هناك دكتور أسنان خالد المصري ومن آل شقروف، وكانوا خمسة أشخاص، وأنا وابنتي، ووضعونا مكبلين في الأصفاد، [وأخذونا] إلى دمشق إلى فرع 285 أمن دولة في دمشق، وسلمونا هناك، ودام الاعتقال بشكل منفصل، وكان هناك سجن للنساء، وفصلونا، وأخذوني إلى معتقل آخر، والبداية كانت في منفردة لمدة 24 ساعة، وبعد ذلك وضعوني في مهجع جماعي هو المهجع الثالث، وحتى [أنه] أحيانًا يأتي مدير السجن (سجان) و[يسأل]: ما هي طلباتكم؟ وكنت أقول: أريد أن أرى ابنتي. وكان هناك رفض تام، وأصبحت لا أطلب هذا الطلب؛ لأنَّه مترافق مع شتائم، حتى يوم 17 آذار/ مارس 2010 نادوا لي [قائلين]: وضب أغراضك. وكان سؤال مباشر أنَّ الكومبيوتر المحجوز هذا لك أو لابنتك؟ واعتقدت أنَّهم اكتشفوا فيه أمورًا غير التي يعرفوها فخفت، لأنهم خلال التحقيق طلبوا مني البريد الإلكتروني وكلمة السر، وقلت: لماذا؟ فأخرجونا لاحقًا، وكبلونا، وقالوا: اذهب. وقلت: ابنتي أين؟ وأتت عاصفة الشتائم ولم يبلغوني أي خبر عنها، وأخذونا من فرع الأمن مباشرة بسيارة معنا أشخاص بذات التهمة: خالد المصري وربيع شقروف إلى المحكمة المدنية في دمشق، وداخل المحكمة قضينا فترة زمنية في الزنزانة حتى عرضنا على القاضي بعد أن تم تسليم وإجراءات، وكأنهم يسلمون مجرمين عتاة، واستلم شرطي [أوراقًا] ووقع عليها. وهنا أصبح هناك بعض الأريحية، وهناك من يدفع أموالًا للشرطي من أجل مكالمة 500 ليرة، وأنا حين سلمت الأمانات من باب الاحتياط كل الأموال التي معي سلمتها باسم ابنتي، وربما هي تخرج قبلي، وكان ليس معي أي مبلغ ولا شيء، ولا أستطيع أن أدفع لا 500 ولا ليرة، وبقيت أتفرج عليهم كيف يتصلون بالرشوة مع أهلهم؟ وأنا غير قادر لا أعرف مصير ابنتي ولا أي شيء، وتم عرضنا على القاضي، وكان قرار القاضي خلال دقيقتين أنَّه: من هذا "الحمار" الذي حولكم إليّ؟ و"الحمار" وقلتها في قلبي أمن الدولة، وعمل تحويلًا إلى المحكمة العسكرية أنَّ المحكمة العسكرية التي تنظر في أمركم. ونمنا لاحقاً في نفس النظارة، وصباحاً أخذونا إلى المحكمة العسكرية في دمشق والمحكمة العسكرية في دمشق طبعاً بعد انتظار طويل جداً أدخلونا إلى القاضي وقال: من أتى بكم؟ وما هذه التهمة الغريبة والتهمة نت (شبكة) من أين دخلت على النت؟ وكان رائدًا، وقلت: كيف دخلت من اللاذقية؟ فقال: أنت على حمص وتحويل إلى حمص. أخذونا إلى السجن البالوني، وكان هناك [يوما] الخميس والجمعة وانتظرنا إلى يوم السبت، والقاضي كان [في] إجازة، وفي صباح الأحد كنا قدر مررنا بـ 13 زنزانة في هذه الأيام، وصباح الاثنين أتى القاضي، وعُرض عليه أنَّ كل الاعترافات تحت التعذيب، وأطلق سراحنا وخرجنا من هناك، وتوجهنا لمحافظة اللاذقية، وهناك كانت المفاجأة الجميلة أنَّ ابنتي خرجت مباشرة من فرع الأمن من دون محكمة، واكتشفوا أنَّها بريئة وليست بحاجة إلى محاكمة.

مجموعة "الفيسبوك" كانوا شبابًا من كل المحافظات، ولم نعر الموضوع اهتمامًا لأنَّنا لا نعرف ولا نعير اهتمامًا "للفيسبوك" وكان قد تم اعتقال شباب صغار، وحتى هم لم يكن لديهم ملامح واضحة، وكانت هناك بعض المعلومات، وكانوا يتناقلون الكلام ببساطة، وكان هناك فارق عمر بيننا وبينهم، ولم يكن هناك خلطة (اختلاط) معهم، ولكن من خلال تداولهم كانت تهمتهم "الفيسبوك" وهو موقع إلكتروني، ويحاولون فعل مظاهرات ومنهم عرفنا أنَّه حصل مظاهرات، ويحاولون أن يعملوا (يقوموا) بنفس الشيء في مصر وفي تونس، ولكن لم نأخذ الموضوع من أرضه، وكان الشخص همه أكبر من هذا، ولم يكن لديه أي تصور أنَّه ستحصل مظاهرات بشكل جماهيري في الوطن العربي، وخاصة هم لم يبقوا فترة، وكانت فترة قصيرة لا تتعدى 72 ساعة، وأخذوهم وعزلوهم، وبعد عملية عزلهم تم إخراج المعتقلين بشكل متسارع، ومن شهر شباط/ فبراير حتى آذار/ مارس كان هناك كل يوم يخرج 7 أو 8 أشخاص، وشعرنا [أن] المهجع قد أصبح فارغًا، وتسارعت تلك الأحداث، والناس كانوا يخرجون بكثافة يبدو لكي يفرغوا أنفسهم لنشطاء الثورة، وهذا الذي تبين لاحقًا، وأنَّ لديهم هذا الفكر أنَّ نشطاء الثورة يجب تربيتهم، وهؤلاء تمت تربيتهم. 

هم كانوا حريصين وخاصة في شباط/ فبراير ألا يجعلوا هناك احتكاكًا مباشرًا مع المتهمين في نشاط ثوري منعكس على الربيع العربي مع سجناء قدامى، وكانوا حريصين جدًا، وحتى حين يدخل أحد بالخطأ وهذه تهمته مثل هؤلاء يأتي مدير السجن ويقوم بتهزيء (إهانة) السجان، ويأخذ هؤلاء، وأكبر مدة زمنية مجموعة "الفيسبوك" 72 ساعة والمتهم في الصنم لم يجلس أكثر من 24 ساعة، وفي اليوم الآخر أخذوه وكانوا حريصين على هذا العزل، وكانوا المتهمين في شكري حكيم وضعوهم في مهجع آخر، وكان ينتقلون من مهجعهم إلينا من هنا سمعنا بالقصة، وهم كانوا دقيقين وحريصين ألا يكون هذا الاحتكاك وأحد أسباب الإفراج المبكر أنَّ هناك تهمًا مثل: شتم الرئيس ومعروف بالنسبة للنشطاء ستة أشهر يقضون منهم خرج قبل ونحن القدامى يقولون لنا: بعد الستة أشهر إذا أفرجوا عنكم ممكن وإذا لم يفرجوا عنكم سيذهب إلى السنة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/13

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورةبداية الثورة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/62-01/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

اللجنة العربية لحقوق الإنسان

اللجنة العربية لحقوق الإنسان

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

المحكمة العسكرية في دمشق - نظام

المحكمة العسكرية في دمشق - نظام

جبهة الخلاص الوطني السوري

جبهة الخلاص الوطني السوري

الشهادات المرتبطة