الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتصام ساحة الصليبة والعلبي في اللاذقية والمجازر فيهما

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:50:15

[في]البداية كنت مغيبًا، وانصدمت بمشهد الأشخاص الذين أتوا في استقبالي بداية والموكب الهائل الذي أتى لاستقبالي من أشخاص لم أكن أتوقعهم، وفي فترة السجن كنت متخيلًا أنَّ أشخاصًا لن يتكلموا معي، وكنت متوهمًا ذلك أنّ هذا مخبر، وهذا خائف، وكنت أظن ذلك، ولكن حين جرى في 20 آذار/ مارس من استقبال شعبي وقبله ابنتي، ولم تكن المسألة منتهية سواء من العائلة أو أصدقاء، وكأنَّه قد خرج بطل قومي، وأنا صُدمت من هول المشهد، ولاحقًا المقربون شرحوا لي الأحداث التي حصلت: حسني مبارك ذهب وبن علي هرب، وأنا صدمت بالكلام، وعندنا في سورية الجمعة الماضية حصلت مظاهرات في درعا وأنا مندهش، وهم يقولون لي: الجمعة سنخرج مظاهرات. وأنا لا أفهم وأنا شعرت نفسي أنَّني نائم نوم أهل الكهف، والحدث بين 20 و25 [آدار/ مارس 2011] لم يكن خمسة أيام، وأنا لم ألحق أعود لكتابي وحياتي الطبيعية، ومازلت مغيبًا وكان منظري على صعيد المشهد [أنني] خسرت وزنًا حوالي 30 كغ في تلك الأشهر الستة، منظري كان مخيفًا، ولم أكن أريد أن أزور أحدًا في تلك الفترة، وحين حصل الحدث أنا رجعت إلى بيتي في يوم الخميس مساءً، وتلقيت اتصالًا من فرع أمن الدولة، أنَّه دير بالك(احذر) أن تذهب إلى صلاة الجمعة غداً. فقلت لهم: لا توجد مشكلة لا أذهب إلى صلاة ولا إلى حج لن أكرر هذه التجربة على الإطلاق. ولم يكن لدي إلَّا هذا الخيار، وهم يبدو [أنهم] يعرفون والنشطاء يعرفون، ولديهم تحضيراتهم والذي حصل يوم الجمعة [أن] 150 ألف متظاهر، خرجوا من [جامع] خالد بن الوليد، لم أرَ أنا أي مشهد على الإطلاق، وأنا التزمت بالتعليمات خوفًا من إعادة الاعتقال، وكل الذين شاركوا من محمد ابن عمي ومجموعة من الأشخاص أنا أثق بهم تكلَّموا لي عن 150 ألف شخص، وكيف وصلوا إلى الشيخ ضاهر وفي وقتها كان أول شهيد الذي تسلق على الصنم في ذلك اليوم، كانت هناك أول شهادة، وبعد ذلك انفجر الحراك في مدينة اللاذقية، ولاحقًا أصبحت هناك اعتصامات في أماكن متعددة وعلى سبيل المزاح حين حصل الاعتصام في الصليبة في فترة قريبة جداً من المظاهرة الأولى واعتصام الصليبة كان فترة قريبة والنظام كان مرتبكًا لا يعرف ماذا يفعل هل يصدمهم؟ ويتعامل بعنف أو لا مازال باكرًا؟ ولم تأتِ الأوامر، وعلى سبيل المزاح حملت لافتة في اعتصام الصليبة: أفرجوا (أطلقوا) عن سراح كومبيوتري وهذا اعتصام الصليبة كان في 30 آذار/ مارس [الاعتصام كان بتاريخ 28 آذار/ مارس 2011 - المحرر]، وكان هناك خلع للصور على قوس النصر وعلى مدخل الصليبة كان هناك لافتة تقطع الطريق وتمجد السلطة والشباب خلعوها بدون أي وجود أمني أو مقاومة أمنية، وبنوا خيمًا في قلب الشوارع، وقطعوا الشوارع بين المرفأ وقوس النصر لمدة أكثر من 72 ساعة، وبعد ذلك أتى رياض حجاب وفهد راعي -رحمه الله- وكان هناك بعض المشايخ وسألوا: ماهي طلبات الشباب؟ وحتى [أنهم] جوبهوا بنوع من المسخرة في الطلبات بأنَّ طلباتهم [أن] يفوز حطين على تشرين ونوع من الاستهزاء أنَّكم ما الذي تريدونه؟ ونحن مستعدون أن نوظف مجموعة من الشباب وبدؤوا في الطروحات والمسألة المدنية وحل مشاكل الشباب ويفتحون مشاريع والبطالة، ولكن هذا الأمر تم فضَّه بالقوة ولم يحصل قتل في هذا الاعتصام. 

لم يكن معهم قوى أمنية تحميهم وحتى [أن] معه وجوهًا اجتماعية معروفة في اللاذقية، وكان نوعًا من المفاوضات، وهناك ناس احتدَّوا وصار صراخ وضرب لم أر ذلك ولم أرَ إهانة، وكان الشيخ فهد موجودًا ضمن الوفد وشخص له سمعته وحضوره في الصليبة، وأنا لم أشاهد، وصارت أكثر من جلسة تفاوض، ولم تكن واحدة وأكثر من زيارة وأتى رياض حجاب المحافظ. 

كان هناك أكثر من جلسة، وكل يوم كانت هناك مظاهرة، وربما هذه الجلسة لم أحضرها وعقب الخطاب كانت هناك مظاهرات عنيفة، وكان هناك قتل، ولكن الاعتصام لم يكن قد تم فضه، وبعد المجزرة هنا تزامنت مباشرةً وانخرطوا مع تلك المنظومة، وأرسلوا مفرزة تفض اعتصام الصليبة، وذلك الاعتصام دام على الأغلب 72 ساعة من 28 أو حتى التحضيرات صارت في 27، وأنا زرته كنوع من الاطلاع على المشهد، وحين شعرت أنَّه لا توجد ملاحقة رفعت اللافتة على سبيل المزاح، وهذا ما حصل، أما زيارة رياض حجاب أعتقد حدثت أكثر من مرة بحسب ما أتصور وهي زيارة تعددت وليست مرة واحدة على يومين متلاحقين. 

نحن كنا نذهب زيارات متقطعة، ونحن لسنا مشاركين في الاعتصام نائمين، وتكلمت على الظرف، ونحن وجوه معروفة بالنسبة لهم، ولست بحاجة أن تأخذ لقطة كاميرا والشباب حريصون على هذه المسألة وأنت مازلت طريًا خارجًا من السجن، وكانوا حريصين، ولكن هناك شباب ناموا في قلب الصليبة [في] الخيم و[كانوا] يتناوبون وزيارة (نضال) السيجري و(باسم) ياخور ربما تمت في فترة لاحقة أنا لم أسمع بها، وبسبب التفاوض حسب معلوماتك الذي رأيته أنَّ الأشخاص المعروفون هم رياض حجاب والشيخ فهد راعي، وكانت وجوهًا اجتماعية لا داعي لذكر أسمائها ووجود شخصيات تجارية لاحقًا التحقت بالثورة وأنا أتحفَّظ عليهم. 

أنا مقيم في الطابيات وهو ملاصق لحي الصليبة، وهو من الأحياء الثائرة أسوةً بجيرانه بستان السمكة وبستان الصيداوي والسكنتوري ومرورًا بمسبح الشعب وحي الرمل الجنوبي، وهذه أحياء متلاصقة تباعًا، صحيح [أنه] بعيد نوعاً ما الرمل الجنوبي، ولكن إذا مشينا تتابعًا هو كل حي جار الثاني. 

هو معروف من الثمانينات وأحداثها، وهو حي سني بامتياز سواء الصليبة أو مشروع الصليبة أو الطابيات، وهناك حاضنة اجتماعية لأي نشاط، وحتى النساء كانت تشارك، وكان هناك تشجيع على الاستمرار في هذه المهمة سواء الاعتصام أو التظاهر وأنَّ باب الفرج تم فتحه، ومن هذا المنطلق وكل أبناء هذه الأحياء إما آباؤهم مسجونون في الثمانينات أو متعرضون لمظالم معينة ومعروفة هذه المظالم التاريخية ونقلًا عن الآباء والأجداد ومعروفة، وأصبح هناك نوع من الحقد الشعبي من ناحية التمييز والتوظيف وحتى من ناحية التعامل مع الشبيحة، وكانوا يأتون مثلًا: بعضهم إلى محل عصير ويقول للكل: اخرجوا كلكم ولا يجوز لأحد أن يجلس حتى أذهب. وهذه الأحياء لها معاناة وحين حصلت فرصة انخرطوا مباشرة وأصبحت تواصلاتهم قبل الثورة خلال فترة الربيع العربي، أصبحوا يتعرفون على بعضهم في شلل أوسع، وفي تلك الاعتصامات أصبحوا يعرفون من هو النمر الوردي وميار لاتاكيا (أسماء مستعارة - المحرر) وأصبحت الحلقة تتوسع، وقبل ذلك كانت خلايا على "سكايب" مكونة من خمسة أو عشرة أشخاص، وبدأت هذه الحلقة تتوسع، وأصبحوا يعرفون بعضهم، وهذه إحدى سلبيات أو ميزات الاعتصامات والمظاهرات، ولكن سهل المهمة على الأمن لاحقاً يعتقلون شخصًا ويأتي بعشرين آخرين عبر التعذيب ولكن الوصول إلى 17 نيسان/ أبريل ذكرى عيد الجلاء، كانت تلك الأحياء [قد] أصبح بها نوع من الاعتصامات والفصل بينها وبين السلطة، وكأنَّها شبه محررة، وحواجز بالحجارة والدواليب المشتعلة وأنَّه لا أحد يدخل وبشكل علني. وتم تتويج هذا الأمر في اعتصام في ساحة العلبي، وهي الساحة المشابهة ولها الأهمية الثانية بعد ساحة قوس النصر أو الكنيسة المعلقة مثلما هو متعارف شعبيًا عليها، وقرروا الاعتصام هناك؛ لأنَّ تجربتهم في الأولى (الاعتصام الأول) انفضت بالقوة، ولم يتوقعوا على الإطلاق أن يحصل اقتحام في تلك المسألة، وفي وجه الصباح في 17 نيسان/أبريل كل الذين كانوا نائمين في ساحة الاعتصام هذه إمَّا أصيبوا أو قُتلوا واستشهدوا، وحتى من مشاهدات بعض الذين كانوا يذهبون كموظفين وأثناء مرورهم في تلك المنطقة كانت الدماء أنهار، وفي الفترة الصباحية بين السابعة والثامنة، ونقلوا الجثث في حاويات الزبالة، ولم يسلموا أي جثة لأهلها ومنهم الصيدلاني أيمن زهراوي وهو قُتِل هناك وإلى الآن أهله لا يعرفون جثته أين هي، وهذا ما يخص 17 نيسان/أبريل وبعد ذلك عمت ثقافة بين الشباب [وهي] المظاهرات الطيارة، وهي أحسن الحلول، وأن نقوم بمظاهرة طيارة ونصور ونذهب وبالتزامن الشباب الناشطين، لأنَّه معروف عن الرمل الجنوبي أنَّه حي شرس إلى حد ما وفيه الكثير من الشباب الذين ممكن أن يحموا، وحتى الأمن صعب عليه كمخفر أن يدخل على الحي، وحتى في الحالات الطبيعية كان صعبًا، وكان ينزل مفرزة حتى يتم الاعتقال، والأحياء متلاصقة والقدرة على الإخفاء أكبر، وبالتزامن حصلت التحضيرات، ونحن كأشخاص موثوقين لهم وهم بحاجة لنوع من الإعلام ولافتات، وأنا كمكتب إعلامي كنت أنشط في هذا النشاط وعلى الرمل الجنوبي ولا مرة نزلت إليهم. 

أهم الأسباب هي وجود ظاهرة الشبيحة المعروفة في اللاذقية منذ الثمانينات والسيطرة الاقتصادية المعروفة ومن خلال المرفأ ومهنة التخليص الجمركي احتكرها جميل الأسد وأولاده باعتبارها تدرّ عملة بدون شيء وهي عبارة عن معاملات وهم الرؤوس في عملية تسيير المعاملات، واعتاش عليها [في] مدينة اللاذقية كان بها مئات مكاتب التخليص الجمركي، وكانت تخلص إلى العراق، وبروز ظاهرة الشبيحة كتهريب ومهربين، وحتى [إنهم] أصبحوا يستثمرون بعض الرياضيين والأجسام القوية فقط لمجرد [أن] جسمهم قويًا فهم مرافقة وإلى آخره، وأمر قمته هذه المسألة الاحتكار الاقتصادي وإهانة كل المكونات الأخرى لحساب لن أقول: العلوي، ولكن المكون الأسدي كعائلة. وهم محتكرون الاقتصاد في اللاذقية وقسرًا وليس عن طريق المنافسة الشريفة في القسر وفي قوتهم كسلطة مدعومة من قبل الدولة قاطبة، أنَّ مثلًا: جميل يريد ذلك والمحافظ لا يستطيع الحديث، فهذا أحد أهم أسباب انخراط اللاذقية في الثورة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/13

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/62-02/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

03-04/2011

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-الشيخ ضاهر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

فرع أمن الدولة في اللاذقية 325

الشهادات المرتبطة