تزايد الحراك بعد "مجزرة وادي بدمايا" ودخول الإسلاميين إلى الساحة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:18:30:21
طبعاً مجزرة بدمايا أو كفر عويد كان لها أثر كبير للغاية وصعب وكانت صدمة بالنسبة لأهل المنطقة والمجتمع الثوري بالكامل وكان لها انعكاسات كبيرة وأولاً: المجتمع الدولي بدأ يتقبل فكرة بأنَّ النظام مستعد لإبادة أكبر عدد ممكن من الشعب السوري وبدأت هذه القصة تنعكس بشكل مباشر على آلية تعامل النظام مع العمل الثوري والنظام فكر أنَّ هذه العملية يمكن أن تحد من الحراك الثوري أقل ما يمكن ولكن النتيجة كانت معكوسة بالعكس والمناطق كلها خرجت فيها مظاهرات كبيرة شرق المعرة وجرجناز ومعصران والغدفة وفي كل المناطق حتى في سراقب والنظام لم يكن متغلغلًا في المنطقة بالكامل وهو يضرب طوقًا على محيط البلدات والقرى والناس أصبح موضوع أن يقتل أو يستهدف وموضوع المجزرة عزز هذا الشيء وأصبح هناك كم كبير من الجرأة وبعد تلك العملية أصبحنا نتظاهر بشكل مباشر أمام الجيش وفي قرية سرجة والذي كان فيها 4 أو 5 نقاط للجيش وكانت تشرف على القرية بشكل مباشر خرجت مظاهرة في نصف القرية وأصبحت بشكل دوري وكل مرة تخرج المظاهرات وبأعداد كبيرة جدًّا ومصورة وعناصر النظام يجلسون بدون خوف أو وجل من هذا الموضوع.
وعملياً المجزرة دفعت باتجاه البحث عن خيارات عسكرية أكبر وبمعنى أنَّنا يجب أن نصل لآلية نطور مقدرتنا العسكرية وهذا النظام بالمجمل لا يمكن أن نتحاور معه أو نسقطه بأغصان الزيتون وكان لا بد من دعم الجيش الحر بكل ما تستطيع من دعم مادي أو مصادر أخرى لتأمين السلاح لأنَّ المواجهة الآن أخذت منحًى آخر وبالتالي يجب أن تمتلك الأدوات والذي هو السلاح بالدرجة الأولى، وحصلت عمليات انشقاق واسعة جدًّا بعد المجزرة من قطع ومن عناصر وأشخاص وحتى من بعض الحواجز وحصل تنسيق مباشر، وعملياً النظام رغم انتشاره الكبير فقد السيطرة بشكل مباشر وأصبح هناك عملية فرز مجتمع ثائر بشكل كامل مع حاضنته الشعبية رغم انتشار النظام والمجتمع الذي وقف على الحياد أو في هذه المرحلة المقرب من النظام وبالتالي كل شخص من تلقاء نفسه يبحث عن مكانه إما أن يكون حياديًّا أو مع الثورة ولهذا الأمر حصلت انشقاقات كبيرة من نهاية 2011 وبداية 2012 وأنا صورت أكثر من مقطع فيه أكثر من 20 منشقًا ضمن المقطع الواحد في تلك المرحلة وهذا عدد كبير للغاية وليس فقط في منطقتي وفي كل المناطق في سوريا والحراك الشعبي كان مستمرًّا بشكل كبير ولم يتوقف.
المراكزالفعلية كانت في شرق المعرة بالدرجة الأولى وسراقب لم يتوقف فيها الحراك والمظاهرات بشكل دائم وحتى أنه خرجت مظاهرات في أريحا وعدة مرات خرجنا من أريحا التي يحيط بها الجيش من كل الاتجاهات وكنصفرة وكفرنبل خفتت بها الأمور لأنَّها كانت مسرح عمليات عسكرية وخرجت منها الناس بشكل كامل ولفترة طويلة حين خفت قبضة الجيش وخفت عملية الفعل ورد الفعل بأنَّها معقل للمسلحين المنشقين وبعد ذلك شهدت مظاهرات معروفة ومشهورة ومصورة والمظاهرات لم تتوقف وأخذت طابعًا آخر وأصبح هناك رسائل وهي أخذت أبعادًا أخرى والموضوع أكثر نضجاً وأصبح هناك رسائل معينة ودخلت كفرنبل وسراقب على الخط من خلال الرسائل واللافتات التي توجهها إلى المجتمع الدولي وبدأت تنضج فكرة الحراك الثوري في الشارع الثائر.
تشكيل المجلس الوطني السوري كان مواكبة للحراك الثوري وكان الحراك عشوائيًّا وبعد ذلك دخل به شيء من التنظيم وبعد ذلك أكثر تنظيماً والناس كانت أدركت أنَّنا بحاجة لواجهة أو مظلة سياسية تستطيع أن تنقل الصوت الثائر وبشكل واضح وبأهدافه ومحدداته للعالم ويكون هناك إمكانية تواصل بديلة عن نظام الأسد مع العالم والمجلس الوطني كان معظم أعضائه أشخاص من سوريا بالداخل، وبالتالي الشارع الثائر استقبل الموضوع بكل أريحية وخرجت جمعة اسمها "جمعة المجلس الوطني" وكانت الناس داعمة وليس الهدف دعم المجلس الوطني بقدر ما هو دعم مظلة تستطيع أن تمثل هذا الحراك، تنقل صوت الحراك والمكاسب السياسية للثورة وإذا لم يكن هناك مظلة تستطيع أن تدافع عنك وتستطيع أن تحافظ على مكاسبك السياسية فعملك سيكون هباء منثورًا وكان هناك تواصل بشكل مباشر مثل مصطفى قنطار وكان أحمد الشيخ في بداية تشكيل المجلس وكان عبد العزيز الدغيم ورضوان الأطرش وداوود سليمان وكلهم من أبناء المنطقة ومن المشاركين المباشرين في الحراك الثوري وأبناء المنطقة وفي تلك الفترة تشكل المجلس الأعلى لقيادة الثورة وهو عبارة عن مبادرة بدأت في بداية الحراك وكان الهدف التواصل مع مناطق الثورة بكل أطيافها وعلى غرار هيئة التنسيق وعلى غرار الهيئات الاخرى المحلية والتي تهدف لتنظيم إدارة الحراك الثوري، وفي تلك الفترة كان هناك المجلس الأعلى والمجلس الوطني فيما بعد وكان هناك بيانات دورية تصدر شيء له علاقة مثلاً في اعتصام وتخرج الناس كلها وفي إضراب وما إلى هنالك وهذه الأمور كان يتم تنسيقها تباعاً بشكل متواصل بين كل مناطق الثورة ونتيجة هذه الهيئات التي تشكلت هيئة التنسيق والمجلس الأعلى وكل تلك المبادرات صغيرة وائتلاف شباب الثورة وانبثق عنهم فيما بعد وتمخض عن تلك التحركات السياسية فكرة المجلس الوطني والتي هي أعم وأشمل ومن المفروض أنَّها تمثل الثورة السورية.
الثورة أصبح لديها زخم كبير وكان لدينا منطقة قادرة الناس لأن تتحرك فيها وكان هناك موجة انشقاق ليس على صعيد الجيش بل موظفين مثلاً وشرطة مدنية وكان هناك تنسيق بين هؤلاء الناس مع أصدقائهم وبمن يثقون بهم وموضوع انشقاق دفعة كبيرة حوالي 20 شخصًا وموجود مقطع مصور قبل مجزرة بدمايا في بداية الشهر 12(كانون الأول/ديسمبر) واجتمع في منطقتنا حوالي 20 شخصًا من الشرطة المدنية والأمن الجنائي من عدة مناطق وكانوا يخدمون في مناطق متعددة وأول مقطع فيديو يصور انشقاق شرطة بشكل مباشر وهي كانت لتشجيع الناس بكل الأطياف على الانشقاق عن النظام وإعلان تبعيتهم إلى الثورة بشكل مباشر.
باعتقادي كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير وهو دخول الفكر الأجنبي الدخيل على الثورة الذي لم تكن تعرفه الثورة ولا الثوار وتبين فيما بعد أنَّ أحرار الشام مشروع مؤدلج وليس نتيجة للحراك الثوري وتبين أنَّهم جماعة منظموا أنفسهم ولهم هيكلية على الورق وبتنسيق معين ولهم تفكير معين وإيديولوجية معينة وحين تهيأ الظرف تم تحويل ما على الورق على الأرض وهم للأمانة لعبوا دورًا متوازنًا وهم كانوا الخط الوسط بين التيار الإسلامي الذي في أقصى اليمين والتيار الثوري الوطني وهم بالتالي مشروع وطني ولا يمكن المزاودة عليهم وهم من أبناء المنطقة أيًّا كان فكرهم وأبناء الوطن حتى لو كان لهم فكر إسلامي أو جهادي وهم من وقود الثورة الفعلي خاصة من الجانب المسلح.
والجزئية التي حصلت وأنا كتبت في يوم من الأيام مادة موجودة في عدة صحف ومناطق بأنَّ الإسلاميين هل انقلبوا على أنفسهم أم على الجيش الحر؟ كانت هي استحضارًا لتلك الفترة والتي شهدت دخول مجموعة من قيادات الجهاديين من كل أنحاء العالم وكان من بينهم المهدي الحراتي أبو الوليد وهو من تنظيم القاعدة وله اسم ومطلوب، المفروض أنهم أجانب وهم دخلوا إلى سوريا أجانب وهؤلاء الأشخاص كان الملفت دخولهم وكان هناك أبو بصير الطرطوسي بدأ يظهر ولكن بعد أن دخل وهذا الرجل وخبر الساحة السورية ورأى كيف تجري الأمور عمل مراجعات كثيرة ويعتبر من الذين انقلبوا على القاعدة وهو موجود الآن وكان له كتاب السياسة الشرعية وهو عبارة عن تحديث كبير لفكر القاعدة السابق وقال: الأفكار التي تحملها القاعدة لا يمكن تطبيقها في سوريا ولا بشكل، وهم الشعرة التي قصمت ظهر البعير لأنهم عملوا جولة في المنطقة والتقوا بمعظم المجموعات ولم يكن هناك فصائل ولا قيادات والمرحلة هذه كان عملية فرز للقيادات كل منطقة بمنطقتها ولم يكن هناك هيكل تنظيمي وفرز بشكل عشوائي نتيجة المناطقية وهم جولتهم كانت على المجموعات المنتشرة وأنا موجود ضمن أبناء قريتي وأقاربي وضمن القرى المجاورة وهم يعرفونني وأعرفهم وهربنا من بطش النظام واستقرينا في منطقة واحدة ونحن وهنا لدينا مشروع ثورة وهدفنا إسقاط النظام وليس هناك غاية أخرى ولا راية ثانية وفيما بعد لا يعنينا فيما بعد وإسقاط النظام هو إنجاز تاريخي كبير وهذه قناعة كل الناس في تلك الفترة وأي أحد يقول غير هذا الكلام في الأيام الأولى من الثورة السورية غير صحيح وهؤلاء دخلوا كانوا يقولون: إنكم لستم ثوارًا ونحن مجاهدون وهذا الكلام له تغذية داخلية وأنت معرض للموت في كل لحظة ولذلك بحاجة لشيء يمدك بالقوة للاستمرار وهي فكرة الشهادة والجهاد وما إلى ذلك وتحولت الفكرة لدى قسم من الناس العامة الذي ليس له إدراك لهذا الموضوع من فكرة ثائر على النظام إلى مجاهد وهو تحول كارثي.
وتحولت القصة لدى البعض وحين تتحول في هذا الاتجاه وأنت ليس عندك شيء في خلفية جهادية وليس لديك أي خلفية سياسية تزاود بها على الناس وأنت تريد أن تجد شيئًا تزاود عليه وأصبحوا يقولون: هؤلاء سيحررون الأقصى وهم يقولون: سنحرر الأندلس ليكون الخطاب مرتفعًا وبالتالي حالة الجهل وحين تؤدلج (تُقنع) شخصًا بفكرة الجهاد وهو غير ملم بأركان الإسلام الأساسية فهذا يصبح عبئًا ويتحول إلى حالة إجرامية.
بالضبط كيف تمت تغذية داعش؟ إنَّك تضرب الناس والمجتمع وتقتلهم وبعد ذلك تترك لهم الخيار داعش من أجل الانتقام وأنا تلقائياً سأذهب لداعش حتماً وهؤلاء أتوا في فترة كانت الناس متجهة لحمل السلاح والناس خلفيتها سياسياً صفر وثقافياً منخفضة والخيار الموجود لديك نحو فكرة تشبع ما في داخلك أنَّك حامل سلاح ومعرض للقتل وأنت يجب أن يكون لديك هدف تقتل من أجله وفكرة الجهل أنَّه أنا مجاهد أو ثائر وتوقفنا عن الثورة وأصبحنا نتجه نحو مشروع جهادي وهو لا يخدم الثورة لا من قريب ولا بعيد لأننا رأينا تبعاته ووجود هؤلاء الأشخاص كان نقطة شرخ، وفي تلك الفترة كان هناك احتكاك كبير بيني وبين الشباب وصار تساؤل أنَّ هؤلاء كيف وصلوا إلى هناك وطالما هؤلاء مستهدفون من كل أمة الله ومطلوبون للمخابرات الدولية فهناك واحد من اثنين: إمَّا عملاء أو هناك رغبة ليصلوا إلى هنا ولا يوجد خيار آخر وهذا الموضوع أثار جدلًا كبيرًا بدأ يطرح كيف وصلوا إلى هنا!
بما أنَّك حديث عهد في مواجهة النظام ولديك أشخاص لديه خبرة في القتال وقولاً واحداً ستستفيد منه وعملياً هم لم يلتقوا بعامة الناس وهم التقوا بأشخاص محددين ولا أعرف إذا كان هناك تنسيق بينهم وبين أحد في المنطقة وأكيد هذا الموضوع حاصل ولكن جولتهم ضمن لقاء أشخاص محددين يرونهم ممكن أن يكون قياديًا فيما بعد وكان هناك المهدي الحراتي أبو الوليد وهذا متأكد من وجوده وهو ليبي الجنسية وكان معه 4 أشخاص أما الأشخاص الآخرين لا أعرف أسماءهم وهم كلهم أسماء مستعارة ممكن أن يستخدم عدة أسماء في عدة مناطق وبالتالي غير قادر على تحديد هويتهم وأنا معرفتي من خلال أشخاص التقوا بهم واجتمعوا معهم.
لا أعتقد ذلك أبداً هؤلاء الأشخاص ثمرة من ثمرات الحراك المسلح الثورة ولا يعرفون ما هي الإيديولوجية وهؤلاء الناس أدلجهم الشارع وهم ضحايا لهذا النظام من الثمانينات وحتى الآن، وأبو عيسى الشيخ وجمال معروف ثلاثة أرباع عائلاتهم قُتلوا في الثورة أبناؤهم وإخوانهم وأبناء إخوانهم وهم مؤدلجين ثورياً ولا يمكن أن يؤدلجوا بغير ذلك.
بالضبط وهذا السبب ورأينا هؤلاء معركتهم فيما بعد مع النصرة واضحة ولو استطاعت القاعدة أن تؤدلجهم كانوا أصبحوا معهم مثلما حصل مع الأحرار والأحرار فيما بعد سلّمت المنطقة الموجودة بها للقاعدة بشكل مباشر نتيجة تأثرها بالخطاب ومقتل قيادات الأحرار والأصابع كلها تشير وقسم كبير يشير بأنَّ القاعدة لها يد أو بعض أطرافها لهم يد في هذا الموضوع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/14
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريتكوين الفصائلكود الشهادة
SMI/OH/40-10/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011-2012
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-كفر عويدشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حركة أحرار الشام الإسلامية
تنظيم القاعدة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
المجلس الوطني السوري
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية