الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشكيل القوة المركزية، وبداية الاشتباك مع "داعش"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:39:23

لم يكونوا يحاولون إقناع الناس ولكنهم كانوا يحاولون إعطاءنا شيئًا شرعيًا وشيئًا له علاقة بالدين وكيف قتالهم (قتال "داعش") هؤلاء يختلف قتالهم عن قتال باقي الناس، وليس مع قادة الكتائب وإنما فقط مع مجلس الشورى أو مجلس القيادة في جبهة ثوار سورية، ولم يكن لهم اختلاط مع العناصر. 

ونحن في جبهة ثوار سورية بعد أن أسّسناها وحصلت مشكلة مع الجبهة الإسلامية، مع أحرار الشام بشكل مباشر، وبعد الصلح السريع الذي حصل بعد 48 ساعة قررنا في جبهة ثوار سورية أن يكون لدينا شبه مركزية أو شبه قوى موجودة في القيادة سريعة التدخل، وقررنا أن يرسل كل فصيل 20 مقاتلًا أو أكثر وكل فصيل هو مسؤول عن مقاتليه بالتسليح والآليات والرواتب، وفقط جمال معروف عليه تأمين المكان والمحروقات وأما إطعام المقاتلين ورواتبهم وتسليحهم فهو على كل قائد فصيل، وكل قائد فصيل هو مسؤول عن عناصره، وكان يوجد في جبهة ثوار سورية خمسة فصائل اسمها الفصائل الضامنة، يعني إذا تحدثنا عن مشروع المركزية فكان يوجد فصيل لا يمكنه أن يرسل مقاتلين وسيارات ونحن الفصائل الخمسة الضامنون نحن مُجبَرون على التغطية لهذا الفصيل، والفصائل الضامنة هي ألوية وشهداء سورية (تجمع ألوية وكتائب شهداء سورية- المحرر) وألوية الأنصار بقيادة الأخ مثقال العبد الله ولواء ذئاب الغاب وحركة حزم التي كان اسمها فاروق الشمال وفصيل أحرار الزاوية، وهذه الفصائل الخمسة كانت مُجبَرة في أي مشروع يتم تقديمه أو نمشي به، كانت الفصائل الضامنة مجبرة على تغطية التقصير الحاصل ماديًا وبالمقاتلين والسلاح عن تلك الفصائل، وهكذا كان اتفاقنا.

يوسف الحسن لم يكن ضمن جبهة ثوار سورية وهو كان وحده، وهو شكّل جبهة حق المقاتلة وهو لم يكن ضمن تشكيل جبهة ثوار سورية أبدًا، ولكن علاقاته الشخصية وحلفه بالقتال كان مع مثقال العبد الله أكثر بالثورة السورية. 

نحن في تلك الأثناء كنا 15 فصيلًا ولكن الفصائل الخمسة التي ذكرتها مع لواء شهداء إدلب هم الذين كانوا فاعلين في جبهه ثوار سورية ولم يكن يوجد فصائل لديها ثقل أو يمكنها أن تفعل شيئًا في تلك الأثناء، وهذه هي الفصائل التي كان لها وزنها، وكان يوجد من معرة النعمان الفرقة السابعة ولكن لم يكن لديهم هذا الوزن.

نحن قررنا إجراء دورة وتكون تحت إمرة القيادة شبه مركزية، وهذه الدورة في البداية كان يجب أن تتضمّن 500 مقاتل وهي دورة تدريبية وعليك إعطاء العناصر سيارتين ومضادّين بالإضافة إلى الرواتب والثياب فقط، والكثير من الفصائل لم تكن تستطيع أن ترسل عناصر على مستوى مجموعتين وكل مجموعة مكونة من 10 إلى 12 شخصًا ولا يتجاوز عدد المجموعتين 25 شخصًا، ونحن الفصائل الضامنة -وأنا أتحدث عن نفسي لأنني من الفصائل الضامنة- أنا قدمت مقاتلين للدورة ثم تم تخريج هذه الدورة وكان عددها تقريبًا حوالي 260 مقاتلًا، وكان من ضمن لواء ذئاب الغاب تقريبًا 95 مقاتلًا في هذه الدورة بسلاحهم وآلياتهم ورواتبهم ومصاريفهم وبكل شيء، وفي تلك الأثناء قدّم جمال معروف المسكن والطعام زيادة لكل الفصائل، وما تبقى فإن كل فصيل يتكفل بعناصره، وطبعًا بعض العناصر يبقى في هذه الدورة لمدة 10 أيام ثم يقرّر ترك الدورة ويقول: أنا لا أريد الاستمرار ويسلّم سلاحه، فيغادر هذا المقاتل وأنت لا تستطيع إجباره [على البقاء]، وأنا ما تبقى عندي من عناصر في الدورة وتخرجوا كان عددهم 95 شخصًا من أصل 260 شخصًا، هؤلاء شكّلوا المركزية. 

في هذه الفترة أجرينا عدة اجتماعات وكنا نجتمع تقريبًا كل أسبوع أو كنا نجتمع في حال حصول أمر طارئ، وكانت الوجهة هي قتال "داعش" ولكنهم في نهاية الاجتماع يقولون: لا يجب علينا قتال "داعش" ولا يجب أخذ قرار بقتال "داعش" أبدًا. 

وفجأة -وأنا كنت في مقري في الزنبقي في ريف جسر الشغور الشمالي وكان لدينا غرفة (مجموعة) على "الواتس أب" لمجلس الشورى أو لقيادة جبهة ثوار سورية- واستيقظت صباحًا حتى أصلّي فتفاجأت على الغرفة أن الأخ جمال معروف قد طلب اجتماعًا لقيادة جبهة ثوار سورية وحتى الموجودين في تركيا والقيادة العسكرية والمدنية، وهذا الاجتماع في دير سنبل في جبل الزاوية، وأنا تحركت باتجاه جبل الزاوية إلى الاجتماع وأخذت معي مرافقة إضافيين زيادة عن المعتاد.  

ووصلت إلى منزل جمال معروف وكانت الساعة تقريبًا 07:00 أو 07:30 صباحًا وأنا كنت أكثر شخص يبعد في قيادة جبهة ثوار سورية من ناحية المسافة وما تبقى من قادة فكلهم قريبون على جمال معروف، يعني مثقال والمعرة، وأنا أكثر شخص بعيد [في] المسافة ويأتي بعدي لواء شهداء إدلب الذي كان مقره الرئيسي في حارم في تلك الأثناء، وعندما وصلت لم أجد إلا جمال وحده وسألته: ماذا يحصل؟ فقال: إن جماعتنا فاروق الشمال -الذين أصبحوا حركة حزم لاحقًا- داهمتهم "داعش" في الفوج 46 -وكان مقرهم الرئيسي في الفوج 46 وهم كان لديهم قوة في خان السبل وكانوا منتشرين وكانوا منظّمين وفعّالين جيّدا- فقال لي: إن "داعش" داهموا جماعتنا وحتى الآن قد قتلوا تقريبًا 11 شابًا وهم كانوا يتواصلون مع جمال بشكل مباشر [أي] قيادة فاروق الشمال، فقلت له: وأنت من أجل ماذا طلبت الاجتماع؟ فقال: حتى نعرف ماذا سوف نفعل يعني هل سنؤازرهم؟. 

فجلست معه مدة نصف ساعة ولم يأتِ أحد أبدًا، فقط أنا وجمال معروف من قيادة الصف الأول لجبهة ثوار سورية، فسألني: ماذا يجب أن نفعل يا أبو محمود؟ فقلت له: إذا نحن فعلًا في ثورة وإذا نحن كنا رجالًا فيجب علينا مؤازرة جماعتنا، وإذا نحن لسنا رجالًا فعلينا الانتظار، وأنا ما أراه بنفسي بأنني رجل، وسألته: وماذا عنك؟ فقال أنا بالتأكيد رجل، فقلت له: هذا يعني أنه يجب علينا التحرك بسرعة من أجل مناصرة جماعتنا ولا يوجد عندنا حل إلا ذلك، فقال: إذًا يجب علينا تجهيز رتل، فقلت له: لا، وقلت له: إن الحرب مع "داعش" تختلف عن [الحرب مع] الآخرين، ويمكنهم أن يرسلون مفخخة إلى هذا الرتل ويدمّروه، وسألني: ما هو الحل؟ فقلت له: إن الحل يشبه الخطة الأمنية التي قمنا بها قبل 10 أيام ضد أحرار الشام والآن ننفّذ هذه الخطة الأمنية على "داعش" ولكن بشروط، يعني إذا استسلم عناصر "داعش" ورفعوا أيديهم كان بها، وإذا لم يستسلموا فيجب قتلهم مباشرة لأنه لا حلّ. 

جمال معروف كانت له القوة العظمى في جبل الزاوية وأنا كان عندي مقرات في تلك الأثناء في جبل الزاوية وكان مقرنا الرئيسي في جبل الزاوية هو في كفر عويد، ولدينا مقر في الفطّيرة وعندنا مقر في سهل الغاب، وكان المسؤول الأمني في جبهة ثوار سورية هو الملازم وائل وهو تابع لجمال معروف، يعني هو كان من ألوية وشهداء سورية، فاتصلنا على وائل وجاء وائل وشرحنا له الخطة الأمنية، فقال: أنا جاهز، وفعلًا بدأنا بالخطة الأمنية على الحواجز وأبلغنا عناصرنا أنه أي عنصر يواجهكم من "داعش" مقنع أو أجنبي إما الاستسلام أو القتل ولا يوجد حل إلا ذلك، وكان ذلك. 

وأنا ذهبت إلى المركز الرئيسي في جبل الزاوية في كفرعويد واستنفرتُ شبابي (عناصري) وأبلغتُهم بما يحصل، و[قلت لهم:] أي عنصر من "داعش" لا يستسلم فيجب عليكم مباشرة إطلاق النار عليه لأن جميع عناصر "داعش" يرتدون الأحزمة الناسفة، سيعملون مشاكل ولا يوجد مجال للتفاوض معهم، ثم عدت إلى جمال معروف. 

وفي طريق العودة إلى جمال وعندما وصلت إلى جمال رأيت حاجزًا لجبهة ثوار سورية في منطقة البارة وهذا الحاجز أوقف رتلًا لـ "داعش" فقال لي جمال: اذهب حتى ترى ما هي القصة، فذهبت باتجاه الرتل وكان المسؤول عن الحاجز أو الموجود في الحاجز من قياديين على مستوى جبهة ثوار سورية، كان موجودًا شخص يُلقّب بالمقدّم وهو من منطقة البارة وهو من عائلة قدور (جمال عبد الكريم القدور- المحرر)، وكان موجودًا قائد لواء من عناصر جمال من كتائب شهداء سورية وهو الشهيد ياسر قزموز وهو قائد لواء أحرار الجبلين، فوصلت إليهم وهم في تلك الأثناء أوقفوا الرتل وطوّقوه بين الصخور وأمروهم بالاستسلام. 

وعندما وصلت استلمت الحديث وقلت لهم: أهلًا بكم من هو أميركم؟ فردّ عليّ شخص بلهجة مصرية وقال: أنا الأمير، فقلت له: أهلًا وسهلًا بك أنت مصري وأنتم ضيوفنا، وعندما قلت هذه الكلمة قال لي: "قلت إيه"؟! (ماذا قلت باللهجة المصرية) وقام هذا الشخص بسحب بندقيته بشكل سريع ووجّهها نحوي، وهو قد استعظم أنني قلت له: أنت ضيف، فقلت له: نحن الشعب السوري نحبّ الضيوف وأنا أعتذر وأنا أسحب كلمتي، وقلت له: أنتم أصحاب الأرض ونحن ضيوفكم، وكانت تبدو على وجهه ملامح الشراسة ونيّة القتل وهذا الشخص كان يرتدي قناعًا، فاستعطفته ثم أبعد البندقية عني، فقلت له: هل يمكننا الحديث على انفراد؟، ثم قلت له: نحن معكم ونحن في قيادة جبهة ثوار سورية نحن مع الدولة الإسلامية ولكن ما أتمناه منك أن تذهب معي حتى نقابل أميرنا أبو خالد (جمال معروف) لأنه يريد أن يراك، وطبعًا هذا الأمر لم يكن صحيحًا ولكنني أريد تلطيف الجو، فقال: حسنًا سأذهب، وطلب عنصرين من عناصره حتى يذهبوا معه وركبنا بسيارته وذهبنا إلى جمال، ووصلنا -وجمال كان لديه طوق أمني حول منزله وشباب الحاجز يعرفونني- وعندما وصلنا إلى منزل جمال قلت لهم: انتظروني هنا في الخارج، ودخلت إلى جمال وقلت له: إن القصة كذا وكذا ومعي ثلاثة أشخاص من "داعش" ومعي أميرهم وعنصران وجميعهم يرتدون الأحزمة الناسفة، فقال: اقتلوهم، فخرجت إليهم وقلت لهم: إن أبو خالد يرفض أن يدخل أي شخص إليه وإذا أردتم الدخول فيجب خلع الأحزمة وسلاحكم، ثم تحدثنا قليلًا واطمأنّوا وخلعوا أحزمتهم، وعندما خلعوا أحزمتهم قلت لهم: تعالوا معي إلى السيارة وقلت لهم إن أبو خالد (جمال معروف) ليس هنا ويجب أن نذهب إلى المقر الثاني، وفي السيارة فتّشهم الشباب وتأكدنا منهم وأمرتُ الشباب بأخذهم إلى السجن. 

ثم عدت إلى الرتل مرة ثانية وقلت لهم: إن أميركم يأمركم بالاستسلام، ولكنهم رفضوا الاستسلام فقلت لهم: إذا كان هناك من يريد أن يذهب إليه فتعالوا حتى آخذكم إليه، فأخذت منهم ثمانية عناصر، وبنفس الخطة أخذنا أحزمتهم وسلاحهم، ثم عدت إلى الرتل وأخذت دفعة ثالثة وأنا أوصلهم إلى دير سنبل وننزع منهم الأحزمة وأسلحتهم ونضعهم في السجن، وعندما عدت إلى الرتل في المرة الثالثة يبدو أنه أحد الشباب يعرفني وأنا هنا أحسست بالنصر وبأنني انتصرت عليهم وهم لم يكونوا متماسكين جدًا وأنا في البداية أخذت القياديين الثلاثة ثم عدت وأخذت ثمانية عناصر ثم عدت وأخذت مجموعة ثالثة مكونة من عشرة أشخاص، وهنا أصبح لديهم خلل في التوازن فعدتُ اليهم وأنا مرتاح أكثر، وقلت لهم: يا شباب يجب عليكم الاستسلام، ولكنهم رفضوا الاستسلام.

هنا جمال وأولاده والناس المقرّبون منه خرجوا من المقر، حمل [جمال] سلاحه واتجهوا نحوي وأصبح بينه وبيني تقريبًا مسافة 500 متر ولكنه غير ظاهر علينا، يعني الدفعة الأخيرة التي أخذتها من عناصر "داعش" أنا لم أوصلها إلى دير سنبل وإنما قطعنا مسافة 500 متر واستلم هذه الدفعة مني عناصر جمال وأخذوهم، وهنا جمال كان مستعدًا ويحمل سلاحه، وجمال هو رجل قتالي ولا يمكننا المزاودة عليه رغم أنني أختلف معه بالكثير من الأمور.

اتفقنا أنا وجمال أنه إذا لم يستسلم عناصر "داعش" فسوف نسمح لهم بالمرور وعندما يمرّون من عندنا ويصلون إليك سنبدأ بإطلاق النار عليهم ونقضي عليهم، وهنا قلت لعناصر "داعش": إذا لم تستسلموا فلن يخرج منكم أي شخص على قيد الحياة، فقالوا: نحن الدولة الإسلامية لا نسلّم [أنفسنا]، وأمرت عناصر الحاجز بفتح الطريق وفتحوا الطريق وكان ذلك، وقبل أن تصل أول سيارة من رتل "داعش" إلى جمال بدأ إطلاق النار عليهم من قبل جمال واستطعنا قتل جميع العناصر الموجودين في الرتل ولم يخرج منهم أي شخص على قيد الحياة، وجميعهم كانوا مقنّعين ولا نعرف هوية أي شخص منهم لربما إن كان أخي من بيننهم لقتلناه، فقضينا على كل الرتل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/15

الموضوع الرئیس

قتال داعش

كود الشهادة

SMI/OH/74-36/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

كانون الثاني/ يناير 2014

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-البارةمحافظة إدلب-كفر عويدمحافظة إدلب-دير سنبلمحافظة حلب-الفوج 46محافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة ثوار سوريا

جبهة ثوار سوريا

تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا

تجمع كتائب وألوية شهداء سوريا

حركة حزم

حركة حزم

ألوية الأنصار

ألوية الأنصار

كتائب فاروق الشمال

كتائب فاروق الشمال

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة