الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيطرة داعش على ريف حلب الشمالي ومعارك الصد ضدها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:46:17

طبعًا كنا نتحدث عن الهجمة الأولى لـ "داعش" على رتيان، وعندما سيطروا على معظم القرية حصلت مفاوضات بيننا وبينهم، وبدأوا يتحدثون مع أحمد إبراهيم من أجل تسليم القرية، وأحمد كان يريد التسليم وهو يعرف أننا صباحًا لن تأتينا مؤازرة، وهم بنفس الوقت خائفون أن يأتي الصباح وتأتينا مؤازرة فكانوا يريدون إنهاء الملف وأن نخرج من القرية مهما كان، ونحن كنا نريد إخراج سلاحنا معنا فاتفقوا الساعة الـ 4:30 على أن نأخذ سلاحنا ونذهب باتجاه جبهاتنا وفعلًا الساعة الـ 4:30 بدأ وقف إطلاق النار وأخبرنا الأهالي حتى يأخذوا جثث الشهداء.

السيارة المفخخة التي انفجرت في الحاجز وهنا حصلت قصة ونحن لدينا في الحاجز الشمالي 6 عناصر وهنا "داعش" لم تنسق فيما بينها، وأرسلت المشاة وأرسلت السيارة المفخخة بنفس الوقت، وكان المقرر أن تنفجر السيارة المفخخة على الحاجز وتهجم "داعش" يعني هكذا هو مخططهم ولكن الذي حصل أن السيارة المفخخة عندما انطلقت هي تعطلت بين حردتنين ورتيان، وعندما تعطلت السيارة اقتحم عناصر "داعش" المشاة باتجاه قريتنا باتجاه الحاجز الشمالي وطوقوه بدون قتال، وأخذوا سلاح الشباب وقاموا بتكبيلهم ووضعوهم بجانب الطريق، وبعد إصلاح السيارة المفخخة انطلقت السيارة وعندما وصل إلى الحاجز فجر نفسه يعني فجر نفسه بأصدقائه وهنا بدأ عناصر "داعش" يقولون لنا: إنه يوجد على الحاجز الشمالي 6 جثث اذهبوا حتى تأخذوها وقالوا: إن الجثث متفحمة، فقلنا لهم: اتركوها حتى الصباح وسوف يأتي الأهالي ويتعرفوا عليها ونحن سوف ننسحب باتجاه الجبهة.

 وصباحًا عندما انسحبنا ذهب الأهالي وهم يبكون ويظنون أنهم أولادهم فوجدوا أولادهم محبوسين في منزل؛ يعني جاءت دفعة ثانية من "داعش" وحبستهم في منزل، والقتلى الموجودون على الحاجز كانوا عناصر لـ "داعش" وطبعًا أخذوهم وهم على قيد الحياة ومنهم استُشهد فيما بعد في معركة رتيان ومنهم لا يزال حتى الآن على قيد الحياة، وطبعًا إصابتهم حروق خفيفة بسبب السيارة المفخخة، ولكن لأن الأرض منخفضة لم تصبهم الشظايا وأما عناصر "داعش" الموجودون على الحاجز تفحموا.

نحن انسحبنا الساعة الـ 5:00 تقريبًا وقبل أن ننسحب أخذنا السلاح وأفرغنا مستودعاتنا، وطبعًا نحن كنا نأخذ الأشياء المهمة ولا يوجد عندنا الوقت الكثير ونريد الخروج بسرعة لأن "داعش" يمكن أن تغدر بنا واجتمعنا رتلًا كبيرًا في القرية وأخذنا السلاح وأخذنا الشباب الذين قاتلوا معنا حتى لا تنتقم منهم "داعش" وذهب معنا أبو حمص، وتفاجئنا بقدوم أبي سعد، وقال لأحمد إبراهيم: أنا اتفقت معك، وعليك إنزال أبي حمص الآن، وأبو حمص هو خارج الاتفاق وهنا قال له أحمد: أنا تكلمت معك ونحن أولاد عم قبل كل شيء وأولاد قرية وحتى الآن لم يحصل بيننا دم والشهداء الذين استُشهدوا في الليل؛ يعني اذا استُشهد 10 أفضل من أن يُستشهد 100، اتركنا نخرج واترك أبا حمص معنا، وفي النهاية سمعت صوت أبي منذر على القبضة (جهاز لاسلكي) وهو يقول: دعه ينقلع فانطلقنا باتجاه معمل الإسمنت وطبعًا أنا خرجت ولا أعرف عن أخي شيئًا يعني أخي الذي ذهب عندما انفجرت السيارة المفخخة ذهب باتجاه القرية وهو يحمل بندقيته ولكن اعتقلته "داعش" اعتقلته مع مجموعة، وهذه المجموعة تم اعتقالها من المنازل يعني أخذوهم من منازلهم ووضعوا الأسرى في البلدية وأخذت "داعش" أسرى الحاجز ووضعوهم في البلدية وجمعوا كل الأسرى فيها البلدية.

طبعًا أنا خرجت مع والدي وأخي الثاني، خرجنا ونحن نبكي وأنا كنت أعتقد أن أخي استُشهد وكل من نسأله يقول: لم أره ولا نعرف عنه شيئًا، وأنا كنت أعتقد أنه استُشهد، ولكن [عند] الساعة الـ 12:00 ظهرًا جاءنا اتصال من القرية من ابن عمي الذي كان يعمل مع "جبهة النصرة" وقال لي: إن أخاك -محمدًا- أسير وموجود في البلدية.

نحن جلسنا في معمل الإسمنت وسقط من عندنا تقريبًا 5 شهداء وقُتل أشخاص مدنيون وبقينا في معمل الإسمنت وقالت لنا "داعش": إذا بقيتم في معمل الإسمنت فسوف يبقى الأسرى على قيد الحياة، ولكن إذا علمنا أنكم شاركتم في معركة فسوف نقتل الأسرى، ونحن كان لدينا تقريبًا 8 أسرى أو 10 أسرى، ولكن نحن نريد الأسرى ونريد المشاركة ونريد أن ندخل المعركة وهم الذين استباحوا الدم ونحن حاولنا كثيرًا تحييد القرية، وألا ندخل في معارك في رتيان كحرب أهلية، ولكن أبا سعد المجرم -لعنه الله- أجبرنا على الدخول في هذه المعركة.

طبعًا هنا يوجد الكثير من الشباب لم يستطيعوا الجلوس وذهبوا للمشاركة في معارك حيان، ولكن بالسر، وكانوا يرتدون الأقنعة ويشاركون في الاقتحامات التي تحصل مع جماعة حيان يعني يقتحمون على باشكوي وحريتان؛ يعني في هذه المعارك، ولكن نحن هنا نجلس في معمل الإسمنت ولا نستطيع المشاركة حتى لا تتم تصفية الأسرى.

في أحد الأيام جاء "لواء الأقصى" وكان يعمل فيه ابن عمي عبد الغفار وهو يكون ابن عم أبي سعد اللزم (ابن أخي أبيه) وعبد الغفار اقتحم مع "لواء الأقصى" على قرية حردتنين التي هي بجانب قريتنا وسيطروا عليها ثم مرت سيارة وكان فيها والد أبي سعد وهو يكون عم عبد الغفار وعبد الغفار هو قائد المجموعة في "لواء الأقصى" فأمسك عمه من صدره وأنزله وأسره وأخذه إلى معمل الإسمنت وطبعًا في البداية أخذه إلى مقر "لواء الأقصى" ثم أخبرنا وأحضره إلينا إلى معمل الإسمنت وهذا بالنسبة لنا غنيمة حتى لو كان ابن عمي، وهنا قلنا لأبي سعد: والدك مقابل الأسرى، وطبعًا أبو المنذر يكون صهر أبي سعد لأنه تزوج أخت أبي سعد، لذلك أبو منذر أيضًا يريد عمه -والد زوجته- فدخلوا معنا في مفاوضات ووافقوا على تبديل الأسرى ولكنهم طلبوا أسرى مهاجرين بالإضافة إلى والده، ولكن نحن من أين سوف نحضر الأسرى المهاجرين؟ فذهبنا إلى حلب وأخذنا من مقر "أحرار الشام" أخذنا الأسرى، وهنا أصبح لدينا الأسرى ووالد أبي سعد، وبدأنا نتفاوض، فاتفقنا على تسليم الأسرى عند أذان العشاء الساعة الـ 6:00 تقريبًا في منطقة في معرستا على ساتر بين معرستا وحردتنين، فذهبنا وبدأنا التسليم فأخذنا أسرانا وأعطيناهم أسراهم مع المهاجرين ومن بينهم والد أبي سعد ومن بينهم أشخاص لم يكونوا أسرى ولكنهم من أقرباء أبي سعد فقمنا بتبديل الأسرى وأخذنا أخي وأسرانا وهنا أعلنا الحرب على "داعش".

نحن عندما ذهبنا إلى معمل الإسمنت هجم خالد حياني على رتيان وقتل الكثير من "داعش"، وفي هذا الهجوم ضرب خالد حياني صميم "داعش" في رتيان وقتل منهم قيادات مهمة ومن بينهم أبو المنذر، وعندما قُتل أبو المنذر انسحب أبو سعد باتجاه معرستا وبعدها إلى مطار منغ ونحن عدنا إلى قريتنا وبدأ بعدها القتال الفعلي مع "داعش" ولكن بدأت تأتي الأخبار السيئة حيث وقع عمر الشيشاني مع "أحرار الشام" على مروره من مسكنة، وجاء وبدأ يتقدم من هذا الطرف و"داعش" موجودة في الراعي وهذه المناطق وفي حريتان وكفر حمرة كانت قوتهم تتعاظم.

 وأيضًا "داعش" موجودة في مطار منغ وفي اعزاز المدينة وموجودون في معرستا يعني نحن في رتيان في المنتصف وصحيح تم إخلاؤها، وطبعًا هم قاموا بإخلائها لأنه فيها الكثير من كروم الزيتون وبإمكان أي انسان التسلل منها وهم أرادوا إخلاءها وأنا أعتقد في تلك الفترة أنه يوجد أمر بالإخلاء لأن "الجيش الحر" و"جبهه النصرة" والجميع بحاجة لهذا الطريق حتى يؤازروا جبهات الصناعة في حلب، ويوجد شيء غير طبيعي في تلك الفترة ولكن في المحصلة تركوا لنا القرية وعدنا إلى قريتنا، ولكن بعدها أتعبونا لأن معرستا على يميننا وباشكوي على يسارنا، وكل يوم تسلل من هنا واقتحام من هنا وعلى مدار شهر ونصف أتعبونا وبشكل يومي اقتحامات وتسلل من معرستا ومن باشكوي.

في هذه الفترة جاء عمر الشيشاني وأخذ مسكنة والرقة ومنبج.

"جبهة النصرة" بقيت موجودة وهي ساعدتنا ببقائها، حيث جمعت باقي سلاحنا الذي كان موجودًا في المقرات ودفنوا جثث الشهداء وكانوا يساعدوننا كثيرًا بنقل أخبار القرية وهم كعناصر آزرونا في الليل، ولكن بدون إعلان، وهم في النهاية أولاد عمنا ولكن في المحصلة اسمهم "جبهة نصرة" وهم كقيادة كانوا على حياد ضد قتال "داعش" فبقوا في القرية مع "داعش" ولكن "داعش" كانت تضيق عليهم كثيرًا ودائمًا "داعش" كانت تراقبهم ولكن مع ذلك استطاعوا إحضار أسلحتنا وذخيرتنا والسيارات استطاعوا إحضارها إلى معمل الإسمنت.

عندما هجم خالد حياني على رتيان وقتل أبا منذر، ثم انسحب أبو سعد من القرية، عدنا نحن والأحرار وأبو حمص عدنا إلى القرية.

أبو حمص من "أحرار الشام" قاتل "داعش" ولكن "أحرار الشام" بشكل عام تخاذلوا عن قتال "داعش" وأصلًا نحن ليس لدينا الثقة للقتال مع الأحرار لأن أغلبهم كانوا مع "داعش" ولكن أبا حمص فقط كشخص ونحن تحدثنا عن قصة أبي عبد الله الذي قطعوا رأسه، وكان أبو حمص لديه حقد كبير على "داعش" وقتل منهم شخصين في الرقة في مسكنة.

الوضع أصبح يزداد سوءًا وجبهات حلب تتساقط وعمر الشيشاني أخذ الرقة، ومسكنة والريف الشرقي ومنبج والباب والراعي وفتح طريقًا باتجاه اعزاز ثم دخل إلى معرستا التي هي على حدود قريتنا و"داعش" الموجودة في حريتان وكفر حمرة والملاح كانوا موجودين ويريدون الذهاب باتجاه معرستا، ولكن الذي كان يقطع الطريق عليهم هي رتيان الموجودة في المنتصف والآن أصبحوا يريدون رتيان.

أنا ذكرت أنه على مدى شهرين كاملين كان يوجد مناوشات وكل يوم يقتحمون نحونا وأتعبونا ولم نستطع النوم أبدًا وأنا خلال شهرين كاملين لا أعرف طعم النوم وكنا جميعا خائفين لأنهم أشباح وفجأة تجده بجانبك ويصيح: باقية، وفي تلك الفترة الذي يريد أن يمزح مع الآخر كان يقف بجانبه ويصيح: باقية، فكنا نعيش على أعصابنا لمدة شهرين وأنا تعالجت بعدها بسبب مرض الأعصاب.

قبل الاقتحام الأخير الذي سوف يسيطرون فيه على القرية كان عندنا عمل على باشكوي ونحن قررنا الاستباق والسيطرة على باشكوي ونضربهم في هذه المنطقة التي هي منطقة باشكوي حريتان كفر حمرة والملاح فسيطرنا على باشكوي قبل أن يقتحموا علينا الاقتحام الكبير بيومين وكل كتائب "لواء التوحيد" شاركت في الاقتحام وشاركت معنا فصائل أخرى وشاركت جماعة من "جبهة النصرة" ولكن بدون اسم أو أعتقد أن الجبهة كانت مشاركة وأعلنت القتال فشاركوا معنا في اقتحام باشكوي.

طبعًا أنا هنا تجاوزت شهرين كاملين بين الأخذ والرد وأنا أتحدث فقط عن منطقتي وفي إطارنا، وطبعًا في مناطق أخرى مع الأسف تركونا نعاني خلال شهرين يعني الفصائل مثل "جيش المجاهدين" أخذوا جبهات مع النظام و"جبهة النصرة" أخذت جبهات مع النظام يعني الفصائل بدأت تتذرع بالنظام وبقي فقط "لواء التوحيد" في الريف الشمالي الذي يمتد من رتيان إلى تل رفعت إلى مارع وهذه المنطقة وبقي "لواء التوحيد" وحيدًا في القتال وهم كانوا يرسلون لنا مؤازرات في النهار وعند المغرب يذهبون ولكن نحن يهمنا الليل لأن "داعش" لا تأتي في النهار، وفي النهار كانت تأتينا أرتال مؤازرة طويلة ونحن نفرح كثيرًا ولكن عند المغرب لا يبقى أحد ولا يبقى إلا أهل رتيان والقليل من أهل حيان يساعدوننا.

اقتحمنا باشكوي نحن كتائب حيان وبيانون ورتيان وكانت معنا كتائب من حريتان، وهنا كتائب حريتان جلست في حيان لأن حريتان كانت قد سقطت وأيضًا كتائب كفر حمرة كانت موجودة في حيان وعندان وشارك معنا أهل عندان في اقتحام باشكوي.

اقتحمنا باشكوي وأخذناها وقمنا بتمشيطها في الليل، وفي اليوم الثاني ليلًا اقتحمت "داعش" باشكوي وأخذتها منا، وبنفس اللحظة التي اقتحموا فيها نحن تركنا مرابطين في باشكوي وبنفس اللحظة حصل عندنا تسلل من الجهة الغربية من قريتنا في رتيان فأصبحوا يطلبون مؤازرات للجهة الغربية، وبالصدفة أنا أخذت بندقيتي وذهبت مع أبي حمص ذهبنا وقمنا بتمشيط المنطقة وكان فعلًا يوجد تسلل وحصلت اشتباكات خفيفة وانسحبت "داعش" وأثناء عودتنا بدأوا يصيحون على القبضة يعني مجموعاتنا المرابطة في حردتنين بدأت تستغيث مؤازرة وقالوا ان داعش اقتحمت علينا على حردتنين وأنا هنا لم أعد أعرف ماذا أفعل وهنا أبو حمص جهز بيكاب عليه رشاش 23 وسأل: من يذهب معي؟ ونحن كنا 10 أشخاص تقريبًا فقال: أحتاج إلى 5 أو 6 أشخاص، وأنا جاءتني النخوة فذهبت معه ويوجد سيارة بيك آب أخرى خلفنا أيضًا كان يأخذ عناصر من "لواء التوحيد" و"النصرة" ونحن في هذه الفترة في هذين الشهرين لم يعد يوجد شيء اسمه "توحيد" و"نصرة" وأصبحنا أولاد عم وأقارب نقاتل "داعش" والجميع يستطيع المشاركة في القتال ويوجد الكثير من الذخيرة وأصبحت الذخيرة مشتركة وبدون مسميات وحتى أثناء الاقتحامات كنا نختار الأشخاص بحسب العائلات وليس بحسب الفصائل يعني نأخذ من العائلة الفلانية شخصين ومن العائلة الفلانية شخصين وهكذا، فانطلق بيك آب أبي حمص وانطلق خلفنا بيك آب كان يقوده ابن عمتي وهو كان عنصرًا في "جبهة النصرة" ومعه عناصر فقلت لأبو حمص وانا واع لهذا الأمر قلت له: إن الطريق الرئيسي لا يمكننا المرور منه وبالتأكيد يوجد كمين ولا تذهب من الطريق الرئيسي ودعنا نذهب من طريق الزيتون، وأبو حمص كان شخصًا عصبيًّا ولا يحب أن يظهر عليه الخوف، فنظر إلي وبدأ يؤنبني ويقول: أنت شخص تخاف وأنت جبان فقلت له: أنا لست جبانًا ولو أنني جبان ما جئت معك ولكن الطريق بالتأكيد مرصود وبالتأكيد يوجد كمين لأنه منذ قليل كانوا يقاتلوننا هناك وتسللوا إلينا وبالتأكيد سوف يتسللون إلى الطريق وهم يعرفون وهم ليسوا أغبياء وهذا الأمر لا يحتاج إلى علم عسكري لأنه منذ قليل تسلل إلى هنا وليس من المعقول أن يترك لك الطريق حتى تؤازر مجموعتك في حردتنين.

المجموعة التي كانت معنا في السيارة كانت مكونة من 5 أشخاص فنزل شخصان وبقينا 3 أشخاص وهم محمود خليل وهو رامي الرشاش وهو الآن يدرس الاقتصاد في جامعة شام، ومحمود إبراهيم وهو أخو أحمد وهو حاليًّا قيادي في الهيئة وأبو حمص يقود السيارة، وأنا أجلس في الخلف والشخصان اللذان معي قالا: يا أبا حمص لا تذهب من هذا الطريق ويجب أن تذهب من خلال الكروم لأننا لدينا سيارة دفع رباعي ويمكنها المرور ولكنه كان مصرًّا أن يذهب من الطريق الرئيسي فتشاهدنا ومشينا معه لأنه مجنون وأنا قلبي ينبض بسرعة، وأنا أعرف أنه يوجد "داعش" على الطريق وأنا متأكد وليس فقط أنا وأيضًا ابن عمي والآخر محمود خليل رامي الرشاش من حيان فوصلنا إلى كرم الزيتون الأول وأنا هنا كان الأدرينالين (هرمون وناقل عصبي) عندي مرتفع جدًّا، وأحس أنه يوجد شيء والموت اقترب، وأما محمود إبراهيم عندما وصلنا إلى منطقة يوجد فيها أبنية قال لي محمود إبراهيم: جهز بندقيتك فقلت له: إنها جاهزة وأذكر أن هذه آخر كلمة قالها وفجأة اشتغل ضوء خلفنا، والا [وإذ بـ] قذيفة آر بي جي ولم تصب البيك آب وأصابت شجرة زيتون ولكن حولت الليل إلى نهار وأنا هنا شبه غبت عن الوعي وأذكر أنني سمعت بحرًا من إطلاق الرصاص ومع انفجار قذيفة الآر بي جي هنا أبو حمص كان واعيًا وصاحيًا فنزل مباشرة من الطريق لأن الطريق مرتفع عن الارض فنزل والحمد لله لم ينقلب البيك آب.

نحن لم نطلق النار أبدًا، ولكن محمود إبراهيم أطلق النار مرة واحدة وأصاب أحد الأشخاص لأن "داعش" أخذت وضعية أنه لن تتم إصابتنا وسوف يقومون بإطلاق النار علينا بكل هدوء ونحن علمنا بإصابة أحد الأشخاص لأنه في اليوم الثاني ذهبنا إلى البناء ووجدنا آثار الدماء.

أنا هنا أصبحت أحس أنني في عالم الأرواح وفي هذه الفترة الزمنية لا أعرف ما حصل وكنت جامدًا وخارج الوعي وبعدها صحوت، وكان يوجد هدوء ولا يوجد شيء فنظرت إلى جانبي ولم أجد محمود رامي الرشاش ولم أجد إبراهيم ولم أتذكر أبو حمص فقمت بتفقد نفسي وجسدي ولم أجد شيء فألقيت نفسي على الأرض وعندما ألقيت نفسي بدأ إطلاق النار نحوي وهم كانوا يبعدون عنا نحو 40 مترًا وضوء القمر كان يكشفنا ولكن لأننا أسفل الطريق فإن الرصاص لا يصلنا والرصاص يصطدم بالتراب، وامتلأ فمي بالتراب ومباشرة قمت بالزحف وأصبحت خلف أمام البيك آب وهم مستمرون بإطلاق النار نحوي ولا يستطيعون إصابتي لأن الطريق مرتفع ثم اختبأت بين تراب الأرض الزراعية وبدأت أزحف مثل الأرنب لفترة طويلة، وأعتقد زحفت لأكثر من 1 كلم وأنا هنا أسمع صوت الرصاص وفي هذه اللحظة اشتبك معهم البيك اب الموجود خلفنا لأنه عندما رأى قذيفة الآر بي جي توقف وبدأ يشتبك معهم فانشغلوا عنا؛ يعني عبد الفتاح الذي كان في سيارة البيك آب التي خلفنا ومجموعته انتشروا وبدأوا يشتبكون معهم وأنا زحفت وابتعدت تقريبًا 1 كلم، وفي النهاية لم أعد أستطيع الزحف لأنني تعبت وطبعًا أنا عندما ألقيت نفسي كانت معي جعبة يوجد فيها تقريبًا 100 طلقة، وأنا أخذتها من شخص ضخم وأنا لم أتوقع أن تكون بهذا الثقل، وعندما بدأت أزحف لم أستطع الزحف كثيرًا لأن الجعبة فيها مخازن ممتلئة بالرصاص فقمت بفكها ورميها، وبدأت أزحف وبعد 1 كيلو متر أو 800 متر عندما أردت الوقوف لم أستطع فجلست بسبب كثرة الزحف لأن يدي وقدمي كانت متعبة كثيرًا فوقعت في المرة الأولى وحاولت أن أقف في المرة الثانية وأيضًا وقعت، فزحفت نحو زيتونة قريب فجلست بجانبها وهنا رأيت شخصًا يزحف وفي البداية خفت كثيرًا لأنني كنت أعتقد أنه أحد عناصر "داعش" فاكتشفت أن محمود رامي الرشاش أيضًا نجا وكان يزحف، فسألته عن أبي حمص فقال: لا أعرف ولكن كنا نزحف أنا ومحمود إبراهيم وافترقنا، وهو قال: كل شخص يذهب في طريق حتى إذا حصل شيء، يُقتل أحدنا وليس كلانا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/10/19

الموضوع الرئیس

قتال داعشالحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/84-14/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2014

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-رتيانمحافظة حلب-باشكوي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة النصرة

جبهة النصرة

لواء التوحيد - حلب

لواء التوحيد - حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

جيش المجاهدين

جيش المجاهدين

لواء الأقصى

لواء الأقصى

الشهادات المرتبطة