الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحديث مع عمار داديخي حول الأسرى اللبنانيين لدى "عاصفة الشمال"

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:35:13

فعلًا بعد أسبوع أو أسبوعين ذهبنا، والزيارة الثانية كانت في شهر أيار/ مايو 2012، وعندما رجعنا كان معسكر عمار داديخي قد تشكل بشكل جيد، وأصبح له حراسة وبوابة وسواتر وغرف، وكانت هنا "عاصفة الشمال" قد أسرَت الأسرى اللبنانيين، وحتى كان يوجد ضمن الأسرى أسير روسي، ولكن لم نعرف إذا كان ضابطًا أو من المخابرات أو مدنيًّا روسيًا، يعني هذه المعلومة -كان عمار داديخي دقيقًا وواضحًا جدًّا- أنه لا تسألوني لأنني لن أجيب، وجلسنا مع عمار داديخي، وقلنا له: نحن آسفون أننا رجعنا -نفسنا- فقط، وقال له حمزة: أنا جاهز الآن لأدخل إلى أي مستشفًى، والشباب الإعلاميون مستعدون أن يقدموا أي شيء ليغطوا المعركة ويُغطُّوا القصف ويُغطُّوا النزوح -جاهزون لكل شيء-، ولم يتجاوب معنا أحد [من الجامعة]، والذي أنهى الجلسة أن عمار داديخي جاءه اتصال، وهو كان يجلس على مد عربي (على الأرض)، وأمامه 4 جوالات، وعندما جاءه الاتصال وتكلم، فورًا فهم الشاب محمد الفاتح أنه يجب أن نخرج -هو لم يطلب منا-، وعند خروجنا استطعت أن أسمع الكلام الذي قيل، والشباب الذين معي لم يسمعوا -فقط رامي سمع مثلي-، وقال له: أنا أقدر جهودكم، ولكن هذا الموضوع أتمنى أن لا نعيد نقاشه أكثر من ذلك، وأنا شروطي ومطالبي ثابتة -وهذا تقريبًا كلامه حرفيًّا يعني-، وسألنا محمد الفاتح: لماذا أخرجتنا، وما هذا الاتصال؟ فقال: الآن معظم الدول تقريبًا، حاولت أن تتواصل بشكل مباشر مع عمار داديخي، للتوسط بموضوع إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، فقلنا له: مثل من؟ فقال لي: لا أعرف، وعمار داديخي من النوع الذي يفضل عندما يأتيه اتصال، ألا يكون أحد بجانبه، وهو لا يتكلم عن هذه المعلومات، وحتى عندما رجعنا، ورأينا عمار، حاولنا أن نفهم منه، فقال: لا تسألوني، وانزعج لأننا عرفنا أنه يوجد شخص روسي، لكننا لا نعرف ماهي طبيعته أو صفته، هل هو مخابراتي أم عسكري أم مدني؟ لا نعرف.

وأنا رأيت تفاسير وجهه، وانزعج كيف عرفنا أنه يوجد شخص روسي! وكان المعروف أنه يوجد لبنانيون فقط، لكن أحد الشباب الذين كانوا معه قال: إذا وافق أبو إبراهيم لدخولكم للتصوير مع اللبنانيين والروسي، فقلنا له باستغراب: هل يوجد روسي؟! فقال نعم، يوجد شخص روسي، فيبدو أن الشاب عندما أخبرنا، وقد شاهدنا نجلس مع عمار داديخي للمرة الثانية، ظنّ أننا نعرف أنه يوجد روسي، وأتوقع أن هذا الشاب وقع في إشكال بعد هذه المشكلة، فقال لنا محمد الفاتح: إن أجهزة مخابرات تواصلت مع عمار، وتواصلت معه شخصيات رسمية -لا نعرف من هم من الدول-، ولكن يوجد مخابرات، وقال: إن عمار قدم لهم هذا الشرط -الذي قد أعلنه للجميع هنا- وهو إطلاق سراح معتقلات -عدد معين قادرون أن نتفق عليه-، والأسماء كان يحاول عمار داديخي جمعها، حتى إنه طلب منا تجهيز قائمة في تلك الفترة -ظلال صالحاني من البنات، كانت معتقلةً أو أعتقد أنها لم تكن معتقلةً في ذلك الوقت-، ولكن يوجد عدد من البنات كن معتقلات من جامعة حلب، وقسم منهن خرجن بعد أن جمعنا أسماءهن، ولكن كنا نحضر من باقي التنسيقيات من حلب ودير الزور وحماة، ونريد قدر الإمكان أسماء بنات خرجن بمظاهرات، من البنات اللواتي اعتُقلن بسبب إخوتهم، لأنهم من الجيش الحر أو من المتظاهرين، ووضع [عمار] أولويات، ووضع معايير، كان يوجد نوعًا ما شيء واضح، وباعتبار أنه يعرف أن النظام لن يتجاوب إلى أقصى حد، فكان التركيز على إخراج المعتقلات فقط، يعني إذا استطاع تأمين ألف عدد(من الأسماء)، فيجب أن يكون من المعتقلات، فقال لنا محمد الفاتح: إن هذه هي الفكرة، وهنا زاد إعجابنا -للأمانة- بأبي إبراهيم عمار داديخي إلى حد يفوق الوصف، وحاولنا أن نستفهم ماهي خلفيته الاجتماعية والسياسية، لأنه شخص مدني كباقي الشباب، وقرر أن يشكل مجموعةً، ولديه -كما يبدو- قدرة مادية، وشخصيته منذ زمن هي هكذا، فهو شخص رصين قليل الكلام وجدّي جدًّا، يعني أنا رأيته بعد هاتين الجلستين 5 مرات، كانت الأخيرة هي في معركة تحرير الأمن العسكري؛ يعني يوم إعلان تحرير الأمن العسكري، حتى رأيته قد ابتسم، وهكذا هي شخصية عمار داديخي، وعدنا وسألناه عن موضوع هذه الصفقة، فقال: نحن ليس لدينا مشكلة لإطلاق سراحهم أيًّا كانوا، إذا أخذنا معتقلين، ولكن أن نطلق سراحهم لأجل شيء ثان، فهذا مستحيل -وأنا لم يخطر ببالي ما المقصود بـ لأجل شيء ثان-، وأذكر أن حمزة قال له وضحك: ماذا تعني بشيء ثان؟ وهنا قالها فورًا عمار داديخي: نحن جاءتنا عروض فوق الخيال من الأموال والسلاح والذخائر، ونستلمها من هنا -وهو يشير ونحن على الحدود مع تركيا-، مقابل إطلاق سراحهم، وكنا نرفض هذا الشيء، يعني غمرنا شعور رهيب في تلك اللحظة، أن الجيش الحر هل هو فعلًا كان ملائكيًّا، كما كنا نهتف له ونطمح ونراه، يعني الشيء الذي قاله، ورأيناه من عمار داديخي، فهو شخص ليس له خلفية سياسية معارضة قديمة، وليس أكاديميًّا، وقد لا يكون معه شهادة بكالوريا (ثانوية عامة)، ولديه هذه الرؤيا والثبات على المبادئ، وهذه الطريقة بالتعامل مع أجهزة مخابرات! فكان يوجد ذهول رهيب من قبلنا، يعني فعلًا يوجد ملائكة، يوجد وجه ملائكي مثالي للجيش الحر، وإذا كانت قيادته هكذا -بغض النظر عن عناصره-، يكفي أن القيادة لديها هذه الرؤية وهذا التوجه، وعلى هذا الأساس نحن بقينا للحظة استشهاد عمار داديخي من الأشخاص المعجبين به لأبعد حد، يعني هو وأبو محمود عبدالقادر الصالح أيضًا، باعتبار أن عبدالقادر الصالح قريب للقلب (محبوب) بشكل كبير؛ بأسلوبه وتعامله وضحكته ولطافته، يعني لطافة أبي محمود كانت زائدة، كشخص استلم قائد لواء التوحيد، كان يجب أن يكون أخف لطافةً من ذلك، لكن يبدو أن طبيعته كشخص رجل دين سابقًا، هكذا هو من النوع الذي يندمج بسرعة مع أصغر شخص، حتى لوكان صغيرًا في العمر، بينما عمار داديخي كان محافظًا على هذه الهيبة؛ يعني هيبة مكانته كانت واضحةً جدًّا من أول لقاء بعمار داديخي، وبنفس هذا اليوم -الذي هو اللقاء الثاني في معسكر عمار داديخي-، حصل اللقاء للمرة الأولى مع عبدالوهاب ملا أبو صطيف، كنا جالسين في المعسكر، وخرجنا من جلستنا الثانية مع عمار داديخي التي فهمنا منها موضوع الصفقة (صفقة الأسرى اللبنانيين)، وما يُطرح له من مغريات رهيبة، وهم فعليًّا -كما أذكر- أول شيء عرضوا عليه المال، حتى يدخلوا بالموضوع قدر الإمكان -يُعتبر بالنسبة لهم أكثر نظافةً-، وعندما رفض المال فهموا أنه قد يريد سلاحًا وذخيرةً، فإذا أخذ المال لا يستطيع أن يشتري -ليس لديه مثلًا القدرة على الوصول للسوق السوداء-، فعرضوا عليه السلاح والذخيرة، وحتى السلاح والذخيرة رفضها، علمًا أن معركة الأمن العسكري بقي حصارها شهرًا أو أكثر، لأن التسليح كان غير كاف، لمنطقة محصنة بشكل كبير، فالأمن العسكري في أعزاز حصنه النظام بمربع أمني قوي جدًّا، وفشلت 3 محاولات حتى نجحت الـرابعة بتحريره، فكان هو شيئًا مطلوبًا، وأنا لو كنت مكان عمار داديخي كنت قبلت -من باب أنني لا أرى تجاوبًا بموضوع إطلاق سراح معتقلات- فأكسب الموجود أفضل من أن أخسره، وآخذ السلاح والذخيرة وأكمل، ولكنه بقي ثابتًا حتى اللحظة الأخيرة.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الأسرى اللبنانيينالحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/14-26/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

أيار 2012

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-منطقة اعزاز

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء عاصفة الشمال

لواء عاصفة الشمال

الشهادات المرتبطة