مجزرة داريا الكبرى واقتحام جيش الأسد للمدينة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:50:04
مثلما أخبرتك بالشهادة التي سبقت؛ بدأت حشود النظام بجهة أساسية من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة، صار إغلاق للشوارع هنا، طبعًا أول شيء يقوم به النظام عادة قطع الكهرباء عن المدينة، أُغلِقت هذه المداخل للمدينة لم يعد الناس يستطيعون الخروج، كثير من المدنيين الذين جربوا أن يخرجوا تعرضوا للاعتقال، ثم لم نعد نعرف عنهم شيئًا، فبشكل أساسي بدأ النظام اقتحامه من طريق الشام (دمشق)، يعني مكان ما نحن كنا، هناك مدخل داريا الرئيسي، أتذكر أول اشتباك أول ما رأينا الجيش كان عند كازية حيدر مدخل داريا الرئيسي عند قوس داريا، ثم بدأت الاشتباكات بيننا وبين النظام بمنطقة اسمها حارة المشش معروفة بهذا الاسم، هنا بدأت المناوشات، طبعًا النظام يعني الشيء الأبرز بالمجزرة هو القصف الذي كان يجري؛ قصف عشوائي مركز على وسط المدينة، أنا حضرت الكثير أو داريا كلها ربما الثورة من أول يوم دعنا نقول لوقت خرجنا من داريا كنت تقريبًا كل الأحداث موجودًا فيها؛ كل القصف؛ كل البراميل (البراميل المتفجرة)؛ لكن لم يكن هناك قصف شديد مثل أيام المجزرة، طبعًا النظام أغلق أيضًا كل مداخل داريا الرئيسية، النقطة التي اسمها مدخل الفصول الأربعة والتي كان الناس يخرجون منه، مدخل صحنايا عن طريق جامع الوهاب؛ طريق الدحاديل؛ طريق المعامل؛ طريق داريا الرئيسي؛ طريق المعضمية، هذه كلها أغلقت، هي أساسًا وضعوا حواجز عليها وأغلقوها، ممنوع للناس أن يخرجوا، لكن بقي منافذ بعض المنافذ من البساتين أو مشاة يخرجون من الجهة الغربية، أما من الجهة الجنوبية الشرقية لا، كان غير ممكنًا، النظام يتقدم على طول الخط كما يقولون ومع قصف عنيف جدًا على وسط المدينة، هذا بالإضافة لمناطق الاشتباكات، لكن القصف الأكبر كان مركزًا على وسط المدينة عند الترب؛ ساحة الشريدي؛ شارع الثورة؛ هذه المناطق كان فيها قصف عنيف جدًا، طبعًا كل منطقة كان فيها جيش من كل شارع يتقدم النظام كان فيها مجموعات جيش حر بمقابله، هذه المجموعات كانت مجموعات غير مدربة نوعًا ما، كثير منهم مدنيون وكثير منهم أساسًا مجندون والذين كما نعرف حتى بالجيش لا يوجد ذلك التدريب العسكري، الأسلحة كانت الكلاشينكوف الروسية؛ رشاش بي كي سي؛ قاذف آر بي جي، حتى آر بي جي ما كان مع كل المجموعات معهم قواذف وحتى لو معها ما كان معهم حشوات وحتى لو وجدت حشوات هذه الحشوات لا تعمل شيئًا أمام دبابات تي 72 حديثة (لا تصمد)، ما كان هناك غير دبابات 72 التي تقتحم، 65 أو هذه القديمة ما رأيناها أبدًا، فحتى حشوات الـ آر بي جي لا تعمل، فعمليًا الذي جرى أن النظام يتقدم شيئًا فشيئًا وعندما يكون هناك مشاة كنا نحن نقاوم، أتذكر في حارة المشش تواجهنا نحن والمشاة بين الحارات لأن الدبابات لا تدخل الحارات الضيقة، صارت مواجهة بيننا وبين المشاة من قوات النظام، قوات النظام بشكل أساسي كان هذا الطرف حرس جمهوري وفيهم فرقة رابعة بالإضافة إلى بعض المليشيات معهم، لكن بشكل عام المسؤول عن العملية كان الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، بالإضافة لسرايا الصراع والفرقة السابعة الذين كانوا يتقدمون من الجهة الغربية لداريا اليوم الثاني، أول يوم كان اقتحامات فقط من..، طبعًا نتحدث تواريخ 22 و23 آب/ أغسطس أتوقع هكذا، تاريخ 22 و23 آب/ أغسطس بدأ النظام طبعًا يتقدم، طبعًا أنت مقابل هذا التقدم للنظام لا تستطيع عمل الكثير، لا تستطيع أن تعمل، ما كان عندنا سواتر لا يوجد والله خبرة عسكرية أبدًا أبدًا التي حصلت بعد ذلك في المعركة، فعمليًا كان النظام يقصف يقتل منا البعض، نرجع شيئًا فشيئًا كان تراجعنا بطيئًا أمام النظام، طبعًا النظام تقدم من الجهة الجنوبية الشرقية وبنفس الوقت كان ما زال يكمل تطويق مدينة داريا من باقي الجهات؛ من الجهة الغربية ومن جهة المعضمية، يعني كان يظل دعنا نقول فقط بين داريا والمعضمية مسافة معينة بحدود (2 كم) تقريبًا ظلت مفتوحة، والذين منا بعد ذلك استطاعت بعض مجموعات الجيش الحر أن يخرجوا إلى المعضمية وبعد ذلك أغلقت حتى، يوم الجمعة 24 آب/ أغسطس حتى هذا المنفذ أُغلق، قلت لك أن الناس ما عاد بوسعهم أن يخرجوا، ممنوع لأحد أن يخرج من المدينة، إذا أحد ما حاول الخروج كانوا يرجعونهم أو يعتقلونهم، والقصف يعني كان بصراحة يميز المجزرة قصف عنيف مركز على وسط المدينة وأماكن تجمع السكان، بنفس الوقت كان الجيش (جيش النظام) يقتحم من الجهة الجنوبية الغربية، وكانت مجموعات من الجيش الحر على كل مداخل داريا موجودة، لكن التي جرت أكثر الاشتباكات فيها هي في أول يوم من الجهة الجنوبية الغربية، أما بالنسبة لأول يوم انتهى مساءً، طبعًا أوقف النظام الاقتحام، بدأ هنا التبديل، مجموعات تستريح المجموعات التي كانت تعمل، ومجموعات كانت مستريحة استلمت مكان المجموعات الثانية التي كانت تقاتل، وطبعًا بدأت النقاشات دعنا نقول في قيادة المدينة أنْ ما هذا الذي يحدث، كنا متخيلين حملة اقتحام مثل أي مرة لكن واضح بالحشود والأخبار التي وصلتنا وبعملية النظام أن القصة ليست كذلك، طبعًا هنا بدأت النقاشات التي أول نقاش فيها أن النظام يقتحم لأنه يوجد جيش حر، وأن الجيش الحر [يجب أن] ينسحب أو لا ينسحب، بدأت هذه النقاشات، قسم كان: لا يجب أن نظل نقاتل، الجيش يمكن أن يدخل ومن أين سيدخل المدينة وكلها مدنيون، قسم يقول مشكلة النظام ليست معنا (مع الجيش الحر) القسم الثاني [يقول:] لا إذا الجيش الحر خرج فالنظام سيوقف المجزرة ويعود إلى ثكناته مثل كل مرة، بشكل عام أقولها لك أن الذي كان يحدث بصراحة أكثر من الذي عقولنا تستوعبه وأكثر من الذي كنا نفكر فيه نحن، فنحن مع كل شيء يحدث ما نزال غير مدركين النظام ماذا ينوي نحن نظن أنه اقتحام للمدينة ليعتقل ويقتل البعض ويخرج، لحد الآن رغم كل الذي حصل لم يكن هناك إدراك أو توقع للذي يبيته النظام، فما كان لدينا نفَس يعني لا يوجد وقت كثير للتفكير، يعني عمليًا أنت مثلًا اليوم كان عندك مصابون وعندك شهداء، فأنت عمليًا قضيت الليل تحاول أن ترمم الشيء الذي جرى؛ تصلح؛ أين يوجد نقاط مثلًا أين حصلت ثغرات؛ من أين ستؤمن مثلًا موادًا طبية، صار لدينا مثلًا أزمة مواد طبية، عليك أن تؤمن بعد ذلك بعض الذخيرة، ولحد الآن الناس ما زالوا لا يستوعبون ما الذي يحدث، كل همهم أن يأخذ حذره ويختبئ مثلًا كمدنيين، والجيش الحر ما زال يحاول أن يثبِّت أو يوقف تقدم النظام أو يتعامل مع هذا الشيء الذي يحدث.
وبدأ اليوم الثاني بنفس الطريقة، لكن هنا كان الاقتحام أعنف من كل الجهات، دعنا نقول بشكل أساسي الاقتحام ظل مستمرًا من الجهة الجنوبية الشرقية ومدخل داريا الشمالي للرئيسي، من الجهة الغربية من جهة صحنايا من جهة أشرفية صحنايا كان يجري تقدم بسيط على حواجز النظام بحيث يضغطون على العالم (المدنيين) يجعلونهم لا يخرجون خارج المدينة، أو يكونون مؤمنّين أنفسهم (اتخاذ دروع بشرية) دعنا نقول، بالإضافة لإغلاق كافة الطرق التي تخرجهم من داريا يعني من أي طرق سواء فرعية أو رئيسية كانت مغلقة.
اليوم الثاني كان يومًا عنيفًا، يعني عنيفًا جدًا جدًا، عملية الاشتباكات التي جرت تقريبًا يومين بداريا بين الجيش الحر وبين النظام وحتى أنها ما جرت، يعني اليوم الذي بدأ النظام الاقتحام أول اقتحام على ذكر ما كان يجري من نقاشات والذي جرت فيه نقاشات حدثتك عنها أن ننسحب أو لا ننسحب، مشكلة النظام مع الجيش الحر لا مشكلته مع المدينة، هذا الكلام كان يوم الخميس، يوم الجمعة بدأ النظام اقتحامه ورفع وتيرة القصف، يوم الجمعة بتاريخ 24 آب/ أغسطس أتذكر هكذا كان التاريخ، وقت صلاة الجمعة بالتحديد يعني هذا أعنف تاريخ قصف صار على داريا، أعنف من اليوم الذي خرجنا فيه من داريا بكثير، وكان مركزًا على وسط المدينة وهذا الذي سبب الأزمة بالنسبة للطبي، يعني نحن صرنا كجيش حر –على سبيل ذكر الجيش الحر- الجيش الحر بصراحة صار هناك عناصر بسيطة ترابط، الباقي كلهم صار مهمته فقط ينقل الجرحى، نحن بينما نمشي تجد جرحى، يحتاجون سيارات والناس لا تجرؤ أن تمشي، فقسم كبير من سيارات الجيش الحر صار عملهم فقط نقل جرحى على المشفى الميداني الذي كان بمدرسة النكاش أو بجانب مدرسة النكاش بالثانوية التجارية بداريا، كان هناك المشفى الميداني، فصار الجيش الحر أتذكر بهذا اليوم.. مثلًا يوم الجمعة كان شغلنا نقل الجرحى فقط لا نفعل شيئًا [آخر] والنظام يتقدم ولكن ليس بشكل كبير يعني لم يقوِّ قلبه بالهجوم (يندفع بلا تردد) كثيرًا، كان يوجد مناوشات خفيفة مع الجيش الحر تقريبًا على الساعة الثانية بعد صلاة الجمعة في يوم الجمعة، هنا اتخذ القرار على مستوى الجيش الحر أن كفى يجب على الكل أن يخفي سلاحه ويقعد، ومن يستطيع أن يخرج ليخرج كل واحد يؤمن نفسه (ينجو بنفسه)، هنا صار نوع من الانسحاب العشوائي، أيضًا هذا أدى لكثير من الاعتقالات وصار الكثير من الناس ربما تعرضوا لاعتقال أو إعدام ميداني بسبب هذه النقطة، منهم قسم كبير من الذين كانوا لا يعرفون داريا قلت لك كان عندنا بعض المنشقين من خارج داريا لا يعرفون الشوارع لا يعرفون الحارات، هؤلاء تعرضوا بصراحة منهم قسم كبير اعتقل بسبب الانسحاب العشوائي الذي حدث، طبعًا لماذا انسحاب عشوائي؛ لأنه لم يكن عندنا قيادة موحدة للجيش الحر أو دعنا نقول مركزية 100% هي كانت عبارة عن مجموعات وحتى كان وقتها يوجد طرفان بالجيش الحر، كان طرف محسوب على أبو تيسير زيادة (حسن زيادة) بعض المجموعات، وطرف محسوب على أبي نضال وأبي وائل (مؤيد حبيب)، أبو نضال العليان وأبو وائل حبيب، نقول هم يمثلون طرفًا ثانيًا مع بعض المجموعات، أما بشكل عام صارت مجموعات تخبر بعضها أننا سوف ننسحب، فأنا أتذكر أن قرابة الساعة 2:00 تقريبًا كان عندنا شباب لا يزالون على الجبهة وكذا كلهم سحبناهم وقلنا لهم ارجعوا على المزارع مزارع داريا الغربية مكان ما كانت مقراتنا، وبدأت [توجيهات] كل واحد يتدبر أمر نفسه، نحن من الذين خرجوا إلى المعضمية في طريق اسمه الطريق الزراعي بين داريا والمعضمية، وطريق مستقيم يصل بين طريق داريا- معضمية وبين طريق جديدة- صحنايا، النظام كان قد أغلق هذا الطريق وكان هذا المنفذ الوحيد، يعني حتى ونحن نقطع هذا الطريق تعرضنا لضرب الدبابات ولإطلاق النار، وقسم من مجموعات الجيش الحر استطاعوا الوصول للمعضمية والذين ما استطاعوا ظلوا في المدينة، وبدأ تقريبًا النظام؛ هذا الكلام كان يوم جمعة، يوم السبت ويوم الأحد هنا بدأ الاقتحام الذي فيه النظام يتقدم فدخل اقتحم المدينة قام بتمشيط المدينة وارتكب المجازر دون أن يكون هناك أحد يقاومه أبدًا.
بالنسبة لشباب الجيش الحر قلت لك بعضهم خرج إلى داريا (البساتين) البعض استطاع أن يهرب والباقي تقريبًا ظل محاصرًا داخل المدينة، بصراحة لا يوجد إحصائية دقيقة لكن ما كان عددًا كبيرًا مقارنة بعدد الشهداء العام للمجزرة، مجموعتنا أتذكر ربما استشهد اثنان وكان خمس إصابات وهي كانت واحدة من أكبر المجموعات بداريا، يعني بشكل عام قلت لك الجيش الحر ما كان فيهم [إصابات كثيرة] يجوز أنت تعرف بعد ذلك، ربما الناس على الجبهة تكون إصاباتهم أقل من المدنيين بداخل المدينة، والقصف كان مركزًا على وسط المدينة أكثر، عمليًا النظام دخل يريد فقط أن يقتل، فكان يركز على وسط المدينة، فصار فيها إصابات وشهداء من المدنيين أكثر نسبة للجيش الحر، بصراحة لا يوجد إحصائية كبيرة لكن لا أتوقع أن يتجاوز 30 أو 40 شهيدًا ربما من الجيش الحر خلال اليومين أو الثلاثة، حتى أتوقع ربما أقل من ذلك، يعني العدد الأكبر كان من المدنيين بشكل عام، وبصراحة أول شيء في داريا طوال فترة داريا من أول يوم بالثورة لآخر يوم لم يكن هناك قرار يأخذه فقط العسكريون ولا قرار أخذه فقط المدنيون حتى في المعركة بعد ذلك، المعركة استمرت ثلاث سنوات وتسعة أشهر ما كان هناك فصل، طوال [المدة] كان لدينا معروفون مثل هؤلاء اثنان أو ثلاثة يمثلون المجلس هؤلاء يمثلون العسكريين أو المدنيين، يجتمعون ويأخذون قرارًا، فعندما صار قرار الانسحاب الكل علم به، وهناك أناس صراحة ما قدرت قرار الانسحاب، مثلًا هناك نفترض كان ربما نتوقع انفتحت نقاط طبية جديدة ربما كانت معزولة عن غيرها ولا يوجد تواصل، الشبكة مقطوعة لا تنسى لا يوجد اتصالات لا كهرباء النت مقطوع، فكان يوجد صعوبة بالتواصل، عمليًا هناك أناس تفاجؤوا، يعني أنهم فعلًا الجيش في رأس الحارة (على مشارفها) صارت هذه الحالات، من المدنيين إذا بهم يجدون الجيش فوق رأسهم (جيش النظام) هذه الحالات صارت، قلت لك هناك قسم مثلًا الذين لا يعرفون بداريا كثيرًا (تفاصيل المنطقة) الذين كانوا من خارج داريا، مثلًا وجدوا أنفسهم بين الجيش، هذه الحالات صارت، يعني صراحة الشيء كان أكثر من أنك في عقلك تستطيع أن تنظم له أو أن تديره، هم الذين كانوا يديروننا (النظام) وهم الذين كان هجومهم قويًا، فأنت ردة فعلك ما كانت هي قوية لتستطيع أن تدير هذا العمل، تأخذ قرارًا على مستوى المدينة دعنا نقول الحراك الثوري سواء العسكري أو السلمي أن الجيش الحر دعه ينسحب والنشطاء يختبئون طبعًا كلهم، يعني بشكل عام صار إعلان، هم دروا ولكن يعني بسبب صعوبة الاتصالات وانقطاع الاتصال بسبب صعوبة التواصل ربما هناك أناس فعلًا يعني سمعنا حالات من أصدقائنا أنه فعلًا لقي الجيش فجأة والله برأس الحارة، أناس مثلًا فعلًا هؤلاء يعني صاروا لا يعرفون كيف يهربون، يهربون باتجاه أي شيء، صارت هذه الحالات، لأنه ما كان هناك بسبب ضغط الهجوم وبسبب صعوبة التواصل وانقطاع الاتصالات لكن القرار بشكل عام اتخذ على مستوى المدينة، يعني لم يجتمع والله ثلاثة أو أربعة من الجيش الحر وقالوا دعونا ننسحب أو أربع مجموعات وهكذا، لا، صار القرار بشكل عام داريا كان القرار دائمًا على مستوى المدينة، وليس مثل الشمال العسكريون هم من يستلمون، المدنيون لا يعرفون شيئًا، أبدًا ما كان هكذا شيء، أساسًا أنا مثلًا وقتها جيش حر إن صار هناك معركة، قبلها كنت عضو تنسيقية تنظم مظاهرات وأخرج بالمظاهرات وكثيرون مثلي لست أنا فقط هكذا، يعني كان يوجد تواصل مع الكل، وأساسًا المدينة أغلقت فقط بسبب علة الاتصالات وقوة الهجوم والهجوم من جهات متعددة صار هناك بعض الضياع وبعض التخبط وأدى هذا الشيء لاعتقالات لإعدامات ميدانية، نوعًا ما الكل كان هكذا الكل كان يظن أن النظام يهاجم لأجل الجيش الحر فكانت هذه نظرية الانسحاب أن دعوا الجيش الحر يخرج من المدينة فتسلم، مقابل هذه النظرية انسحبنا وصارت المجزرة، وبسبب هذه النظرية بعد ذلك النظام بدأ معركة بعد شهرين، ظل الجيش الحر في المدينة لأنه رأى هذه النظرية خاطئة بشكل عام، كل الآراء كانت هكذا ما كان أحد ضد الانسحاب لأنه أساسًا الجيش الحر بداريا ما كان عنده عقلية الهجوم بعد، أو عقلية أنه نحن نريد أن نحرر المنطقة ما كان عندنا هذا الشيء أبدًا، نحن قبل المجزرة ما كان عندنا عمليات هجومية أبدًا، كما أخبرتك كان ربما سيارة أمن تسير نطلق عليها، مفرزة الأمن العسكري فيها ثلاث عناصر تلك التي هجموا عليها يعني ما كان لدينا عقلية أنه نحن منطقة محررة ويجب أن نحرر داريا أو والله سنخرج وقد وضعنا خطة هجوم لنحرر داريا ونصمد، كان مثلًا قبلها بشهرين قبل المجزرة كان هناك كذا اقتحام للنظام، أحيانًا تصير مناوشات خفيفة مثلًا وبعدها ننسحب يدخل النظام يعتقل بضعة أشخاص ربما يترك آخرين، يحرق بضعة بيوت ويجمع قواته ويخرج، ما كان عند أحد منا والله أننا يجب أن نقاتل وما في حل إلا أن نقف بوجه النظام، أول الأمر هذه العقلية كانت غير موجودة ما كان لدينا خطة لهذا الشيء ما كان لدينا إمكانيات لهذا الشيء مقابل قوة الهجوم التي تحدث، وأي أحد فينا أنا أو غيري كجيش حر يعني حتى المدنيون الثوار المدنيون، يعني لا أعتبر نفسي والله أنني جيش حر أنا عسكري، يعني بالنهاية أنا طالب جامعة اضطر أن يحمل بارودة، ترى وأنت تمشي في الشوارع ليظل عملك فقط أن تحمل وتنقل الجرحى على المشافي الميدانية وترى من فقد رجله والذي فقد يده الناس الذين كانوا يفطرون بأرض الديار (في فناء الدار) نزل الصاروخ بينهم يعني كان الوقت قلت لك فترة عيد حتى، فكان الناس كلهم بداخل المدينة، فأنت ليس لديك خيار ليس لديك وقت لتفكر أو ليس لديك خيارات للتفكير، بشكل عام الكل كان ضد [بقائنا] ومع انسحاب الجيش الحر أن دعونا نتوقف دعوا النظام ينفذ حقده ويدخل المدينة يدخل ويخرج مثل كل مرة، ولكن ما كان أحد عنده تصور أنه سيرتكب هذه المجزرة، كلنا تقريبًا بعد صلاة الجمعة بدأت المجموعات يعني قادة الجيش الحر مثلًا كنت أتوقع؛ يعني بصراحة لا أتذكر بالضبط ولكن الأكيد اجتمع قادة الجيش الحر قادة المجموعات مثل أبي نضال وأبي وائل وعز وأبي تيسير وفلان وأبي مالك وقالوا دعونا ننسحب، طبعًا قلت لك أكيد كان هناك المدنيون فبدأ كل واحد يخبر مجموعته، طبعًا مقرات الجيش الحر كانت أغلبها بالأراضي الغربية من داريا منطقة مزارع وبساتين، نحن صراحة كنا قاعدين بمزرعة غيرنا قاعد بفيلا لأناس من أهل المدينة، فكل واحد منهم بدأ يخبر شبابه أن تعالوا إلى المزرعة، نحن مثلًا وأبو مالك عيروط وأبو خالد شعير صحيح كان هو قائد مجموعة بارزة يعني من الأشخاص البارزين اخترنا أن نخرج إلى المعضمية، أين سنقعد مثلًا، خفنا بصراحة فقلنا لا لنطلع إلى المعضمية، كثير من المجموعات أن كل واحد مثلًا فيهم كثيرون منهم يطلقون لحاهم والذين يلبسون مارينز والذي يلبس [اللباس] العسكري فراحوا وأحرقوا ثيابهم وحلقوا وطمر في أرض الديار (فناء المنازل) طمر بارودته طمرها وخبأها في بناء مهجور، يعني كل واحد تصرف [بما استطاع] بالنهاية المدينة أيضًا كبيرة، فبعضهم اختبأ في السقيفة بعضهم اختبأ في المصعد، هنا تسمع هذه الروايات بصراحة أين اختبأ الناس، يعني منهم الذين اختبؤوا مثلًا بقلب القش وصارت الشيلكا تضرب من فوقهم، يعني هذه أيضًا حصلت، ربما أبو وائل (مؤيد حبيب) حكاها صارت معه، يعني هنا البعض اختبؤوا والبعض مثلًا مناطقهم لم يقترب النظام منها والبعض اختبؤوا بهذا البيت وجاء النظام على هذا البيت فقفز لبيت جاره، فدخل النظام لعند جارهم فيرجع لبيته، أو دخلت مجموعتان على البيتين معًا فأخذوه، يعني صارت هذه الحالات بالنسبة لنا لا، نحن كنا في مزارع داريا الغربية أساسًا نبعد عن المعضمية (2 كيلو) فنحن خرجنا بسياراتنا وبسلاحنا الكامل حتى بما كان معنا من الذخيرة في المزارع أخذناهم، خرجنا نحن وأبو خالد شعير وأبو مالك عيروط نحو ثلاث مجموعات، نوعًا ما كان انسحابنا كذلك نحن طلعنا من المدينة المغرب تقريبًا وكانت بدأت تعتم العين (العتمة تخيم) فكان الوضع قليلًا أدرى كان الوضع، لكن هذه النقطة كان النظام كانت ثغرة النظام ما كان منتبهًا لها فكان يغلق هذا الطريق الفاصل بين داريا والمعضمية، فنحن حين كنا نقطع الطريق نقطعه شيئًا فشيئًا يعني نقطعه بسرعة، يعني واحد يقطعه بالسيارة التي نحن راكبون بها ينزلون ويقطع السائق الذي يقود السيارة وحده، وبعدها نحن نقطع وراءه مشيًا، لأنه كان يوجد قناصات، وكان عند جامع علي بن أبي طالب المنطقة مكان ما كنا نحن نقطع من داريا إلى المعضمية، وكان فيه دبابات وكان فيه قناصون هناك، دخلنا بصراحة المعضمية نعرف أناسًا من الجيش الحر وكذا، استقبلونا وعدنا على أساس أن الأمور تمام، استيقظنا اليوم التالي نمنا وارتحنا واستيقظنا اليوم الثاني صباحًا على أخبار المجزرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/09/22
الموضوع الرئیس
مجزرة داريا الكبرىكود الشهادة
SMI/OH/198-02/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
8/2012
updatedAt
2024/08/22
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الحرس الجمهوري
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام
الفرقة السابعة ميكا - نظام
سرايا الصراع