الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

بداية تشكل الفصائل العسكرية في جبل الزاوية وظهور "تنظيم القاعدة"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:31:12

في قرية كفر حايا في جبل الزاوية الشرقي كان الجيش متمركزًا في 3 نقاط رئيسية وأحد هذه النقاط كان فيها ضابط من مدينة خان شيخون وهذا الضابط كان هناك بشكل أو بآخر حصل تواصل بينه وبين أهل القرية وأهل القرية أوصلوه مع شباب القرية المتواجدين في البراري والمناطق الزراعية المحيطة وحين أدرك هذا الرجل ما يحصل بالضبط ورأى رواية النظام غير صحيحة صار تنسيق لتسليم الحاجز بشكل كامل وتم تسليم الحاجز كله ومن أجل حمايته تم الإعلان عن اقتحام الحاجز وكان فيه 30 عسكريًّا وكانت في النصف الأخير من عام 2012 والعساكر الذين كانوا على الحاجز أغلبهم انشق وانضم إلى الثوار وقسم منهم التحق مع ثوار مناطقه وقسم منهم بقي مع شباب المنطقة حتى وقت متأخر وأول غنائم كبيرة في الحاجز أسلحة وذخائر أصبحت بيد الثوار وكانت عبارة [عن] خطوة جيدة لدعم ثوار المنطقة بالتحديد. 

 نعود هنا الى تشكل الخارطة العسكرية ففي نهاية 2011 وفي الشهر الـ 10 (تشرين الأول/أكتوبر) 2011 تم تشكيل صقور الشام وأحرار جبل الزاوية وهي جماعة جمال معروف وفي البداية في 2011 من الشهر الـ 5 (أيار/مايو) إلى الشهر الـ 9 (أيلول/سبتمبر) كان العمل العسكري فيها لم يكن واضح المعالم وكانت عبارة عن أشخاص فُرض عليها أن تخرج من بلداتها نتيجة دخول النظام لها بشكل أو بآخر ولأنَّ هؤلاء كانوا الفاعلين في الحراك الثوري في المظاهرات ومازالوا واستمروا ولكن في تلك الفترة كان كل شخص قادر على حمل السلاح كان لم يكن [أمامه] خيار آخر وإمكانية أنك هارب من النظام وفي أي وقت ممكن أن يحصل اقتحام أو كمين فلذلك لا بد من الدفاع عن النفس ومجزرة المسطومة التي حصلت في وقت مبكر غيرت قناعة الناس، فكرة السلمية لم تعد تنفع، فأنا سأموت وأموت فأقل ما يمكن أن أدافع عن نفسي وكان الناس يحملون السلاح بشكل عشوائي ولأنَّه فرض عليها ولكن أبعاد الموضوع وكيف يحملون السلاح وكيف يتم تأمين السلاح والذخيرة هذا الأمر غير متاح. 

ولكن مع تطور الأحداث التي حدثت وحاجة الناس للتنظيم، مع تنامي العنف والاستهدافات المباشرة ومحاولات الاقتحام من قبل النظام كان لا بد من محاولة لتنظيم هذا الأمر وكانت أيضًا مرحلة ظهور المنشقين وكان المنشقون الأكثر هم الذين يطلبهم النظام إلى الجيش ولم يكن لديهم خيار سوى الالتحاق بصفوف الثورة وبحمل السلاح وكان هو الأكثر خطراً، إذا طُلب للجيش ولم يلتحق وتم القبض عليه فوضعه خطير وهم النواة الأولى للجيش الحر وأضف لذلك انشقاق عدد من الضباط منهم [حسين] الهرموش و[عبد الرزاق] طلاس والشباب الذين انشقوا في بداية التحرك الثوري وهذه الأشياء مجتمعة وصلت بالناس في نهاية 2011 إلى التفكير في تطوير الأدوات العسكرية والأمور تتجه باتجاه المواجهة والحرب، وبدأ تشكيل الفصائل العسكرية. 

في تلك الفترة كان لدينا حملة السلاح موجودون في جبل الزاوية والمتحصنون هناك، نتيجة التضاريس الطبيعية وإمكانية المناورة والاختباء ومواجهة الجيش وفي الشهر الـ 10 (تشرين الأول/أكتوبر) بدأ أول تشكيل أعلن عنه بشكل مباشر وكان يضم مجموعة ضباط من بينهم ملازمين ورائد كان قد خرج إلى التقاعد نتيجة تعرضه لإصابة سابقة ومجموعة من المنشقين من الضباط وصف الضباط وأعلنوا عن تشكيل كتيبة عُرفت فيما بعد باسم صقور الشام وكانت المنطقة الجغرافية هي التي تحكم التشكيلات العسكرية والتشكيلات تحصل في كل قرية والقرى المحيطة بها، هؤلاء الشباب تجمعوا مع بعضهم وتكلمنا في فترة سابقة من أين نشأت فكرة تشكيل الجيش الحر وهي محاولة لدحض رواية النظام التي تقول: إنهم إرهابيون وإظهار الصورة الأصلية للموضوع أنَّنا عبارة [عن] أبناء المنطقة من عساكر منشقين وهاربين من جيش النظام الذي يبطش بأبنائه وبالفعل تم إعلان صقور الشام والتي قادها أحمد عيسى الشيخ والثانية أحرار جبل الزاوية وقادها جمال معروف والتي تحولت لاحقًا لجبهة ثوار سورية وهؤلاء أصبحوا نواة الجيش الحر الذي تشكل في المنطقة بشكل كامل فيما بعد. 

بعد تحرير جبل الزاوية كان البعد الجغرافي هو الأساس في تلك التشكيلات والمنطقة التي نشأ فيها هذا الفصيل كانت بشكل تلقائي تضم أولاد هذه المنطقة وكل أحد سيفكر بحمل السلاح فيما بعد، وفي نهاية 2011 بدأت تتكون كتائب أحرار الشام وكان البارز أكثر حتى منتصف 2012 كانت كتائب صقور الشام وكتائب أحرار جبل الزاوية والتي عُرفت فيما بعد بجبهة ثوار سوريا وفي منتصف الـ 2012 تشكلت فصائل كثيرة جدًّا على امتداد المنطقة بسبب كثرة المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام وكان هناك مواجهات كثيرة شجعت الناس مثل: معركة خان السبل والهجمات على الحواجز والنقاط التي سيطر عليها الثوار والتي شكلت دافعًا كبيرًا للأشخاص المحسوبين على الثورة وأصبحت الكتلة العسكرية الكبيرة تكبر بشكل كبير وأضف إلى ذلك توفر السلاح من الغنائم من قوات النظام.

القاعدة ظهرت في نهاية 2012 وفي بداية 2012 ظهرت بشكل خفيف جداً من خلال عمليات بسيطة واستهدفت حاجزًا في بلين في نهاية 2011 بالتحديد كان هناك استهداف بسيارة مفخخة وكانت الروايات تتضارب بأنَّها عملية استشهادية أم هي سيارة تمكنوا من إدخالها إلى داخل الحاجز وتفجيرها؟ وهذه الرواية الأصح وهي أول عملية من هذا النوع تحصل في سوريا وهي في حاجز لقوات النظام في بلدة بلين أو بينها وبينه بلدة بليون وكان حاجز لقوات النظام في تلك المنطقة وهنا بدأت الأمور تأخذ هذا المنحى: بأنَّ هناك فصائل تعمل ضمن إيديولوجية مختلفة موجودة ولا يعرفها الناس وكانت القاعدة في بداية ظهورها تستخدم مبدأ التقية ولا يروجون لأنفسهم وإنما هم أشخاص معروفون لهم هذا التوجه وفيما بعد تبين أنَّ لهم ارتباطات سابقة مع تنظيم القاعدة وهم كانوا المحرك لانطلاقة التنظيم في سوريا وهم يعملون ضمن استراتيجية معينة وشبكات وارتباطات وكانوا ينظمون أنفسهم ويحاولون التحرك في سوريا حتى يكون لهم قوة ويظهروا ويمكنوا أنفسهم .

لنهاية 2013 لم يكن أحد معروف لا من القيادات ولا من العناصر وهم يستخدمون أسماء متعددة وترى شخصًا واحدًا معروفًا في معرة الشرقي باسم وفي جبل الزاوية باسم وفي ريف إدلب باسم وبالتالي لا يمكن معرفتهم وهم كانوا أشخاصًا قلة لديهم توجه نحو هؤلاء الأشخاص، وأشخاص معدودون على الأصابع للتوجه نحو هذه الشخصيات وهم لا يجندون بشكل عشوائي لديهم أشخاص معروفون [هم] الذين يستهدفونهم وهم النواة الصلبة للتنظيم ولم يكن [هناك] أسماء بارزة في فترة الـ 2012 وعلى الأقل لم نكن نعرفهم نحن فلربما كانوا معروفين ولهم اسم تنظيمي ومكان معين ولكن أهل المنطقة لم يكونوا يعرفونهم والشخص الوحيد الذي كنت أعرفه هو أبو عمر من كفرنبل وقد استشهد في بداية الـ 2012 وهو الشخص الوحيد المعروف وواضح توجهه وفكرة الجهاد ولأن الخطاب الموجه لكل الثوار بعيد كل البعد عن القاعدة أما فكرة وخطاب الجهاد لم يكن موجودًا حتى منتصف 2012 حين بدأت خلايا القاعدة تنشط بشكل مباشر في المنطقة. 

في بداية 2012 بدأت تتشكل كتائب أحرار الشام وتبين أنَّها كتائب من مجموعات منظمة من جماعة (سجن) صيدنايا ولكن لا نستطيع القول بأنَّ شخصيات المؤسسين للكتائب معروفون بأنَّهم أشخاص وطنيون بشكل أو بآخر وكانوا هم ثوارًا حقيقيين ضد النظام ولكن عملية الأدلجة ضمن كتائب أحرار الشام كانت واضحة فيما بعد وفي البداية لم تكن موجودة وكان شعار الجميع هو ثورة ضد النظام ولا شعار ولا توجه آخر، ولكن أحرار الشام حين تشكلت وانتشرت بشكل كبير تبين أنَّها تعمل ليس ضمن إيديولوجية بالمعنى الحرفي إنَّما ضمن منهجية واستراتيجية واضحة وبمعنى أقل ما يمكن قيادات الصف الأول ضمن الكتائب معروفون من هم وكان هناك اتفاق مسبق بأنَّ هؤلاء الأشخاص يكونون من قيادات الصف الأول، المميز في الأحرار والذي استطاعوا من خلاله أن يضبطوا المشهد ويكونوا الفصيل الأكثر حضورًا وهذا من وجهة نظري ومن خلال معرفتي المقربة بأبي عبد الله (حسان عبود) وأبي طلحة (عبد الناصر ياسين) وهم من قادة الأحرار، وهم كانوا جزء من الحراك الثوري في الفترة الأولى والمظاهرات، ومدرك تماماً أنَّ هؤلاء كانوا الشكل التنظيمي الوحيد مقارنة بالفصائل الأخرى والمجموعات الأخرى والفصائل الأخرى، جمال معروف وجماعة الصقور كان فرضًا فرضه الواقع لم يكن هناك شيء اسمه قائد وعناصر وتسليح بينما الأحرار منذ بداية تكونها لها هيكل تنظيمي معروف وواضح وكان عملية تدريب وكان هناك دعم بشكل واضح والأدوات والمعدات التي يمتلكونها والسلاح تشير أنَّ لديهم دعمًا وهذا لم يكن موجودًا لدى الفصائل الأخرى، والخطوة التي تلت هذه العملية هي عملية استقطاب الكوادر، وكان الأحرار الفصيل الوحيد في سوريا يستقطب كوادر وكان هناك حملة شهادات أصحاب خبرة على الصعيد العسكري أو المدني أو الخدمي وهذا الأمر ساهم في امتداد الأحرار وتوسعها وامتلاكها هيكلًا تنظيميًّا ولو بالحد الأدنى وهذا ما أدى إلى انتشار الأحرار وتحولها إلى الفصيل الأبرز في المنطقة ولكن فيما بعد تبين أنَّ الأحرار تحاول تبني إيديولوجية خاصة بها يمكن القول أنها جهادية لكنها مخفضة عن القاعدة والجهادية، ولكن يحاولون أن يستحدثوا صورة جهادية خاصة بالوضع السوري وكان لهم منظرين وأنا لا أعتقد أنَّهم أصحاب إيديولوجية والسبب الأساسي: أنَّ أغلبية الأحرار هم من أبناء المنطقة بشكل أو بآخر وثانياً: لم يكن لديهم هذه الإيديولوجية الفاقعة وتبني خطاب جهادي كامل واستطاعوا أن ينحرفوا باتجاه إيديولوجية لمرحلة كبيرة ولكن كما لاحظنا فيما بعد أدركوا حجم الخطأ الذي وقعوا فيه وأرادوا إصلاحه وكان الثمن اغتيال قياداتهم من الصف الأول. 

بشكل مباشر أو بأشخاص معينين لم يكن هناك وجود حتى منتصف 2012 وبدأ يظهر تنظيم القاعدة ولكن بطريقة غير مباشرة ولم يعلن أنه تنظيم وله إيديولوجية معينة ولكن دخلت شخصيات أجنبية وكان اجتماع في جبل الزاوية في الشهر 11( تشرين الثاني/نوفمبر) وحضره مجموعة من الأشخاص كان من بينهم شخص ليبي وهم جاؤوا على أساس محاولة لمساعدة الناس ولرسم خارطة عسكرية للناس في المنطقة، ولكن الخطاب الجهادي لم يكونوا قادرين على الحديث به أمام الناس وكان الاجتماع: كيف كانت تجاربكم الجهادية على أساس أنهم قاتلوا في أفغانستان ومناطق أخرى ولهم تجربة ولكن هذا اللقاء أثار موجة جدل وانقسم الناس إلى قسمين والقسم الأول قال: يجب الاستفادة من خبراتهم وهؤلاء مجاهدون وصادقون والقسم الثاني قال: هناك إشارات استفهام على هؤلاء الناس طالما هؤلاء جهاديون مطلوبون من قوى المخابرات الدولية كيف استطاعوا أن يصلوا إلى هنا وهنا نحن في ظرف الثورة وكانت الناس تبحث عن معين في ظل الخذلان الدولي الكبير وكانت الناس أي أحد يأتي ويبرز تعاطفًا والناس ليس لديهم بعد نظر للأمور حيث كانوا مغيبين سياسياً وفكرياً وفكرة أن يفكروا في عملية البحث عن خلفيات هؤلاء الأشخاص وفكرة الجهاد من أصلها وتحريك هؤلاء الناس كانت صعب للغاية على الناس وحتى إثارة التساؤلات التي أثرتها أنَّ هؤلاء كيف وصلوا إلى هنا وكان لدينا خياران لا ثالث لهما إمَّا هؤلاء يُتابع أمرهم من قبل المخابرات ومرضي على وصولهم أو وجود خطة لإيصالهم أو مجندين بشكل أو بآخر وفكرة أنَّ هؤلاء مجندون فكرة غير صائبة والناس يعتبرون أنهم قادمين يقدمون شيئًا هو الجهاد والموت في سبيل ذلك في أي لحظة والذي أتى [كي] يموت هنا أكيد لديه شيء يريد أن يقدمه.

كامل مصدر السلاح حتى بداية 2012 كان من الغنائم من الجيش كاملة وفي بداية 2012 كان هناك أموال تُخصص لشراء السلاح من تجار السلاح في البادية السورية ومناطق البادية السورية كان فيها سلاح منذ أيام تمكن النظام وهم تجار السلاح لهم ارتباطات مع النظام وهناك تجار السلاح من أبناء المناطق المتعددة بدأوا ينشطون وهؤلاء الهدف الأساسي لهم الكسب المادي وكان السلاح: ذخائر كلاشنكوف فقط هذا كل السلاح لتلك الفترة ومن الشهر الـ 4 (نيسان/أبريل) 2012 بدأ يصل قسم من السلاح عبر البادية من العراق ولأول مرة وصلت قذائف آر بي جيه بالإضافة إلى السلاح الأساسي المغتنم من الهجمات الصغيرة على الحواجز وكان السلاح من العراق شراء لا نعرف كيف يأتي به التجار وبأسعار خيالية ووصلت سعر بارودة الكلاشنكوف أكثر من 150 ألفًا وهذا سعر خيالي للغاية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/05/18

الموضوع الرئیس

تطور نشاط الجيش الحر

كود الشهادة

SMI/OH/40-13/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011 - 2012

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

تنظيم القاعدة

تنظيم القاعدة

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع القلمون الغربي والشرقي

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع القلمون الغربي والشرقي

كتيبة صقور الشام

كتيبة صقور الشام

كتيبة أحرار جبل الزاوية

كتيبة أحرار جبل الزاوية

الشهادات المرتبطة