الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة داريا الكبرى وما تبعها من أحداث

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:44:11

الصراحة استيقظت قرابة الساعة 11:00، 12:00 ظهرًا، أيضًا في المعضمية كانت الاتصالات ضعيفة، استطعنا أن نفتح نت، لكن مع داريا لم نستطع التواصل أبدًا، بدأت تصل الأخبار عن أن النظام اقتحم المدينة بشكل كامل من كل الجهات ويعتقل الأهالي وكل حارة يدخلها يقوم بإخراج الشباب، تختلف هنا حسب قائد الوحدة العسكرية مثلًا الضابط الذي يكون إما أن يعتقل وإما أن يحدث إعدام ميداني أو ربما يتركهم ولا يدقق كثيرًا بالتفتيش، لكن تقريبًا على العصر بدأت تظهر أخبار الشهداء أنه يوجد عدد كبير من الشهداء أكثر من 700 شهيد، النظام يعني تقريبًا دخل على كل داريا، فهنا بصراحة كانت الصدمة الكبيرة لنا وبدأ يرجع الحديث بين المجموعات التي خرجت أنه لا؛ يجب أن نرجع على داريا ونواجه الجيش، هنا صار -يمكن القول- مثل نقاش بهذا الخصوص ضمن المجموعات التي كانت بالمعضمية وهل إذا رجعنا لداريا النظام سيتوقف؟ هل ممكن أن نوقف تقدم الجيش؟ طبعًا بعد التفكير وجدنا أنه لا أبدًا لا يمكن هذا الشيء، أساسًا تبين أن طريق داريا مغلق من قبل قوات النظام والجيش اقتحم داريا من كل الجهات فصعب جدًا أن ندخل وصعب -إذا استطعنا أن نرجع- أن نعمل أي شيء أساسًا، هنا بدأ يتضح لنا أن النظام ليست مشكلته كانت والله أنه يوجد مقاومة بسيطة من الجيش الحر، حتى بالعرف العسكري لا تعتبر مقاومة، يعني إذا أردنا أن نتحدث بالعرف العسكري هي فعلًا كانت مناوشات بسيطة استمرت تقريبًا ليوم ونصف، هنا بصراحة بدأت كما يقولون الصدمة الكبيرة بالشيء الذي حدث، بدأت تأتينا أخبار الشهداء، تسمع فلان قُتِل فلان استشهد فلان أعدموا عائلته ميدانيًا من رفاقنا فلان جيش حر قبض عليه مثلًا، طبعًا لا يوجد واحد منا لم يُلقَ القبض على واحد من عائلته؛ صهره؛ عمه؛ خاله؛ يعني كلنا دون استثناء، بصراحة هنا كان الوضع أنه أنت بحالة صدمة بحالة جنون يمكننا القول وبنفس الوقت بحالة عجز، أنت لست قادرًا أن تفعل شيئًا أبدًا أبدًا ولا يبدو لك شيء من الحلول يمكن أن تفعلها، يعني ما كان بإمكانك أن تظل قاعدًا تتابع الأخبار وتطمئن على الأهالي وتحاول أن تتواصل مع الناس تتواصل مع رفاقك مع عائلتك مع أهلك، كل واحد فينا يوجد كثير من الأشخاص مثلًا كان أهلهم يظنونهم قد استشهدوا أو اعتقلوا وتبين مثلًا أنه ليس بهم شيء، نفس الشيء بالعكس كان أنه ابنه بأمان يتفاجأ والله أن لا؛ ابنه استشهد وتم إعدامه ميدانيًا أو تم اعتقاله، بصراحة لا أنسى فعلًا ذلك اليوم، يمكننا أن نقول من الظهر للعصر نحن نسمع الأخبار ونحاول التواصل مع أهلنا ورفاقنا الذين في داريا، لا أنسى هذا اليوم أبدًا لأن الأخبار التي كانت تأتي أكبر بكثير من أن يتحمله عقلنا وما كنا متخيلين أساسًا أنه هكذا، قلت لك حتى لو انسحبنا من داريا عندما صار قرار انسحاب نحن سميناها أن والله دعوا الجيش الحر كله يلملم ويطمر سلاحه ويتفرق، يعني لا أحد كان يتخيل أن النظام يمكن أن يفعل هذا الشيء، طبعًا هذا الكلام استمر يومين، هذه الأخبار تتالت حتى تقريبًا وقت المغرب أو بين العصر والمغرب، يوم الأحد بدأ النظام يسحب قواته من المدينة، ونحن بالنسبة لي أنا ورفاقي عدنا في الليل إلى داريا على المكان الذي تكون فيه مزرعتنا، يعني عدنا مشيًا شيئًا فشيئًا، وصرنا نمشط حتى وجدنا أن المنطقة أمان، وطبعًا كنا نتواصل مع الأهالي أن الجيش انسحب أيام في هذه المنطقة وهذه المنطقة، هنا يوجد حواجز هنا يوجد قناصة، لكن بصراحة الذي جرى أكبر مما كانت تتحمله عقولنا وأكثر بكثير من الشيء الذي كنا نفكر فيه.

 بشكل أساسي كنا نتواصل مع رفاقنا الذين كنا [نعمل معًا] بشكل أساسي بصراحة حتى بهذه اللحظات كنا نطمئن على رفاقنا أكثر مما نطمئن على أهالينا، لا أذكر وقتها أني كلمت أهلي أنا لا أذكر، حتى كل الشباب يعني كلهم كان همهم رفاقهم، ترك رفاقه وترك، البعض من الجيش الحر مثلًا لم يرض أن يخرج معنا، البعض قال لك: أنا والله لا أخرج أين سوف أترك أهلي وأخرج، فصرنا نطمئن عليهم، المنشقون مثلًا المنشقون ليس معهم هويات، حتى لو دخل ضابط جيد و[سأل:] أين هويتك؟ فسيعرف أنه منشق، هذا أكيد راح (اعتقال أو إعدام) يعني هؤلاء الأشخاص بشكل أساسي الذين صرنا نطمئن عنهم، وهم الذين صاروا ينقلون لنا الأخبار، مثلًا عندنا بالحارة والله عائلة فلان قتلوا منهم مثلًا ستة، عائلة فلان أخذوا منهم كل الشباب، عائلة نتحدث مثلًا مع أحدهم والله أخذوا أخوالي الثلاثة مثلًا، ثلاثة شباب أخذوهم، ثلاثة كبار متزوجين عندهم أطفال أخذوهم، لقينا والله مثلًا ثلاث جثث في القبو الفلاني، في محل (متجر) رفيقنا مثلًا للموبيليا فيه أربع جثث معًا بدأت تأتينا هذه الأخبار حول الشهداء، وكل شخص يحكي عن المنطقة التي هو فيها، بشكل عام في المجزرة لا أحد فعلًا يعني حالة الخوف وحالة اقتحام المدينة حتى الذين كانوا بداخل المدينة ربما أحدهم بنفس الحارة لكنه لا يعرف ماذا يحدث في الحارة التي وراءه، بشكل عام بدأت تتكشف آثار المجزرة بشكل أساسي يوم الإثنين، الذي هو كان أتوقع 27 آب/ أغسطس، هي كانت المجزرة الأساسية يوم السبت والأحد 25- 26 آب/ أغسطس، النظام انسحب عمليًا من المدينة المغرب بتوقيت ما بين العصر والمغرب يوم 26 آب/ أغسطس وكان يوم أحد، عمليًا بدأت الآثار تتكشف يمكننا القول من اليوم التالي، يعني من هذا اليوم من بعد المغرب بمجرد خرج الجيش وانسحب بدأ الناس يعرفون، هنا الناس أخذوا يخرجون مثلًا هناك من الأشخاص من ظل مختبئًا في المصعد ليومين، أو مثلًا ليوم، أناس ظلوا مختبئين في الأقبية، أناس ظلوا مختبئين بأماكن لا تخطر على البال، البعض في بئر، البعض اختبأ بمكان وأهله بنوا حائطًا فوقه حتى لا ينكشف، يعني إلى هذه الدرجة، فعندما بدأ النظام ينسحب أمن الناس (ذهبت حالة الرعب) بدأ الناس يخرجون، هنا بدأت تتكشف بصراحة الأخبار، وهنا بدأت تتكشف أعداد الشهداء تظهر الشهداء تظهر من هو معتقل من هو مفقود، يمكننا القول بدأت آثار المجزرة إظهار بهذا البيت، حتى في أول يوم وقت المجزرة، أنا مختبئ بهذا البيت يعني مثلًا، أنا قلت لك وقتها أنا كنت في المعضمية، لكن مثلًا أخي كان بداريا هو في بيتنا لم يجرؤ أن يخرج لينظر ماذا يجري في الحارة التي وراءنا، تمام، دخل الجيش على الحارة فلم يجرؤ أن يخرج لأنه يوجد قناصون كانوا منتشرين على كل الأبنية العالية، النظام كان يدخل على أول منطقة؛ يمكن أن تدخل وحدة حرس جمهوري تفتش مثلًا لنفترض منطقة المدرسة المحدثة بداريا، بعد ساعة تدخل وحدة فرقة رابعة بعدها تدخل ممكن وحدة أمن جوي بعدها المخابرات العسكرية، ما كان النظام ينسحب وكفى؛ انتهى من هذه المنطقة، لا، كان حتى الاقتحام بشكل مستمر وليس أنهم والله دخلوا على بيت، بعض البيوت دخلوا عليهم مرتين وثلاثة، مثلًا المناطق التي حدثت فيها المجازر أو المشاهد المروعة التي جرت عن الأطفال أو العائلة مثلًا من 15 شخصًا أو 20 شخصًا جُمِعوا كلهم في قبو وقتلوهم، هذه مثلًا نفس المنطقة دخلتها وحدة مثلًا من الجيش كان ضابط مثلًا لا أعرف ما هو لا أحد رحيم بالجيش يعني، لكن دعنا نقل عمل مجزرة في مكان آخر ولم يفعل بهذا المكان، لكن بعد ساعتين دخلت وحدة تانية، العالم كانوا والله قد أمّنوا قليلًا أنه تم والله يعني كما يقولون فتشوا وداهموا ولم يحصل شيء، تدخل بعد ساعتين وحدة تانية وعملوا (نفذوا) فيهم مجزرة وقتلوهم أو اعتقلوهم، فبشكل عام أو يعني آثار المجزرة بشكل واضح بدأت تظهر بعدما خرج الجيش، أي حتى تاريخ وجود الجيش ما كان أحد قادرًا أن يسمع أو يستطيع أن يتصل إلا إذا التواصل عن طريق الاتصالات، والاتصالات مقطوعة الأرضي أو الخليوي كانت مقطوعة، أكثر شبكة كان أحدهم يدري بأخبار الحارة التي خلفهم، عدا ذلك ما كان أحد يتجرأ أن يخرج.

مثلًا أنا عند المدرسة المحدثة أخرج والله على ساحة الشريدي أطلع على الأراضي القبلية ما كان هذا الشيء ممكنًا أبدًا، يعني الآن الذي صار بصراحة بعدما وصلت أخبار المجزرة بشكل مروع قلت لك هذا الكلام كان بين الظهر للعصر يوم الأحد، هنا بدأ النقاش، كنا نحن مجموعتنا وكذا شخص الذين؛ نحن تقريبًا ثلاث أو أربع مجموعات، نحن نتحدث يجوز نحو 100 شاب من الجيش الحر كانوا في المعضمية أتوقع هكذا، يعني (تناقشنا) ماذا يجب أن نعمل، بدأت تأتي أخبار أن النظام يسحب حشوده من داريا ويعود ليدخل على المعضمية ليفعل الذي فعله بداريا، فأنا واحد من الأشخاص الذين كنت (أقول) لا دعونا نرجع لداريا لو رجعنا مشيًا لكن أنا داريا أعرفها وأعرف حاراتها أعرف شوارعها وقادر أن أختبئ، رجعت فكرة أنه إذا النظام أكمل مجازره أن نرجع لنواجهه، كان هذا النفَس (الرأي) موجودًا، أنه لا يجب أن نظل في المعضمية أكثر من ذلك لسببين؛ الصراحة أولًا السبب الذي كان أنه كان الكلام الذي يتردد يقول إن النظام سيرجع ليهجم على داريا، لأن الجيش الحر هرب من داريا إلى المعضمية، فلكي نحافظ على المدنيين دعونا نرجع إلى داريا، هذا واحد من الأسباب، والثاني لأننا يمكن أن نستطيع أن نعمل شيئًا أو نساعد بشيء أو إذا النظام عمل شيئًا (مجزرة جديدة) نرجع ونعمل، مثلًا نواجهه أو شيء كهذا.

هناك مجموعات لم تقبل أن تخرج، نحن رجعنا وقرر أبو نضال عليان أنه لا علينا أن نرجع لداريا بشكل عام معظم الجيش الحر كان بمناطق يعني مزارعهم كانت بالمنطقة الغربية، نحن كنا في مزرعة اسمها مزرعة الوردات نسميها، الشباب الثوار يعرفونها، طلعنا إلى داريا من المعضمية وسرنا قليلًا بالسيارات حتى وصلنا للمنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية هنا نزلنا مشيًا، ونزلت أنا وشخص من كفرسوسة اسمه أبو يعقوب - ذكره الله بالخير- كان معنا، نحن أول اثنين مشينا، بقينا نمشي هكذا للمزرعة تقريبًا مسافة ربما أقل من اثنين أو ثلاثة كيلومترات أتوقع، نمشط البساتين طبعًا نتواصل مع الأهالي في داخل المدينة ليعلمونا هل في هذه المنطقة يوجد جيش وهذه المنطقة لا يوجد، لكن بشكل عام حتى ونحن نتواصل لا أحد كان يعطيك خبرًا أكيدًا، يعني مثلًا أتذكر وقتها ونحن نتحدث مع أحد الشباب، قال لنا: والله في محيط مزارعكم لا يوجد شيء، الأمر نفسه بعد قليل أتحدث مع شخص آخر قال لي: منذ قليل رأيت سيارات الجيش مثلًا، فحتى المعلومات لم تكن دقيقة، فكان الخيار أن ننزل نمشط، وعندما نجد الجيش يظهر لنا نشتبك معه، يبان إلى أين وصل الجيش، فوالله نزلنا أنا وأبو يعقوب أتذكر الآن الموقف، هو يقود وأنا كنت ماشيًا إلى جانبه وهو لا يعرف بداريا (بطرقاتها) ذلك الشخص لا يعرف كثيرًا أنا الذي أدله، بقينا هكذا ومشطنا حتى وصلنا للمزارع فلم نجد فيها شيء، فتكلمنا مع الشباب أن تعالوا الطريق للمزرعة الطريق الفلاني للفلاني سالك، وقعدنا بالمزرعة وهنا كما يقولون قعدنا في هدوء، يعني كفى لا يوجد شيء (عمل) فقط بقينا في مناوبات وفي مراقبة بحيث إذا الجيش رجع واقترب منا  نستطيع أن نتصرف، وهكذا بقينا بهذه المزارع لوقت ولم يحصل شيء، بعدها عمليًا صباح اليوم التالي خرجنا تجولنا في البلد أنا وشخص، وهنا تأكدنا أن الجيش لم يعد موجودًا بالبلد، وهنا عدنا بدأنا نتواصل مع الناس، رجعت الاتصالات بشكل تدريجي وصرت تخرج تتجول بالشوارع تمشي ترى إذا كان يوجد جيش أو لا، وقتها كانت الأخبار تقول إن الجيش موجود في نقطتين، نقطة المخفر كان فيها جيش، وكان هناك أخبار تقول إن الجيش موجود عند بناء الإمام، بناء في داريا قريب من جامع المصطفى، في بداية شارع الوحدة اسمه بناء الإمام، فكانت الأخبار أن الجيش حاليًا موجود أي عناصر الجيش بهاتين النقطتين فقط، على صلاة الصبح خرجنا، رحنا أنا وشخص ثان تقريبًا تجولنا بكل داريا وصار معنا أحد المشاهد التي تعوض المجزرة كلها، رجعنا إلى المزارع التابعة لنا وللمجموعة طبعًا، بقينا للصباح لا يوجد شيء الوضع كان هادئًا، طوال هذه الفترة ونحن نتواصل مع أكبر عدد ممكن لنعرف وضع الجيش ووضع المدينة بشكل عام، فالأخبار كانت أن الجيش خرج من المدينة بشكل تقريبًا شبه كامل وموجود بنقطتين: مخفر داريا وبناء الإمام، فالناس طبعًا كلهم هنا مازالوا مرعوبين؛ مقطوعة الكهرباء؛ على مركز المدينة كان هناك قصف كثير أشبه بيوم القيامة، لا أحد يتجرأ أن يخرج كثيرًا، هنا بدأ الناس يخرجون ليروا مثلًا واحد كان قاعدًا في بيته فرضًا يعرف أن الجيش دخل بيت جاره، وجرى إطلاق نار مثلًا لكنه لا يعرف ماذا جرى، فهنا بدأ يدخل إلى بيت جاره ليرى والله لماذا الجيش أطلق الرصاص، تمام، يوجد مثلًا أشخاص قاعدون في بيتهم كانوا يسمعون الجيش في البيت الذي بجانبهم والجيش طوال الليل وهم يسمعون صوتًا مثل صراخ أو صوت تعذيب، يعني كان الجيش يعذب أحدًا، فهنا بدأ الناس يخرجون ليروا ماذا عمل الجيش، يعني يظل موجودًا [في مكانه] وهنا بدأ اكتشاف المجازر، هنا مثلًا تجد عشرة شهداء هنا 20 هنا خمسة، واحد، في محل بالشارع بالأقبية مثلًا يجمع الناس بالأقبية، الشباب، ويقتلونهم، هنا بدأت تتكشف المجزرة تشم رائحة مثلًا أنت ببناء مهجور تخرج وتجد فيه جثثًا مثلًا هنا تتكشف نجمع الشهداء وصار أي شخص.. مثلًا كان هناك شخص اسمه أبو صياح البلاقسي (محمد بلاقسي - المحرر) رحمه الله هو كان مسؤولًا عن الدفن، يعني هنا بدأ يتبين أن عندنا نحن مجزرة كبيرة جرت. انتشر خبر رجعت الاتصالات قليلًا وهكذا تصعد على الأبنية مثلًا على السطح لتلتقط شبكة من المزة من صحنايا فعاد الناس يخرجون ويتواصلون، فانتشر خبر أنه ما تجدون من جثث أحضروهم إلى مسجد أبو سليمان الداراني بالمنطقة القبلية وهي أحد المناطق التي صار فيها أفظع المجازر، يعني المشاهد المروعة التي جرت أو الفيديوهات التي انتشرت أن الناس (الجثث) مركومة بساحة جامع هي في جامع أبو سليمان سليمان الداراني، هنا صار كل واحد بصراحة كما أخبرتك ما سمع من رصاص ما سمع من تعذيب ما سمع كذا يخرج الناس في الحارات وينظرون (يبحثون) ويضعون هؤلاء الشهداء في السيارات وإلى جامع أبو سليمان الديراني، بالإضافة هناك مناطق..، هذه يمكننا أن نقول صباح يوم الإثنين يعني أو في الليل ومساء الأحد وصباح يوم الإثنين كان هذا الشيء، وتم حفر مقبرة جماعية للشهداء ودفنوهم فيها.

 الناس بشكل عام شعورهم: الناس مصدومون، قسم من الناس مثلًا استطاعوا أن يخرجوا قبل أن يدخل الجيش، مثلًا هناك أناس خرجوا هنا كان هؤلاء يعني بحالة صدمة وغير مصدقين ما جرى، الكل خائفون الكل لا أحد يجرؤ أن يرجع لا أحد يجرؤ أن يخرج، لا أحد يجرؤ أن يتحرك، يعني خارج داريا، الناس صراحة في صدمة، تقول لي: ما الشعور؟ يعني حالة عجز قهر أنت لا تتخيل الذي جرى لا تعرف سبب الذي صار، يعني في مناطق كثيرة مثلًا بالثورة السورية في سورية يعني هم عملوا مجازر بقوات النظام ولم يحدث فيهم هذا الشيء، فأنت ليس عندك عمل مسلح منظم ما عندك عمليات عسكرية ضد النظام، ليحدث هذا الشيء ولا يوجد عائلة نوعًا ما لم تُنكَب بداريا سواء بمفقود أو شهيد أو معتقل، لا يوجد منطقة في داريا لم تمشَّط، يعني أول مرة حقًا أنا أشبه العملية فعلًا هي مثل دائرة في الوسط أو مثلًا وادٍ وشلال نازل من فوق أو سيل، نازل على أرض الوادي للأسفل، فالجيش كان هكذا مثل السيل من كل المدينة، كثيرون من الشباب يهربون مثلًا لداريا الغربية يجد الجيش، يهرب على المنطقة التي بعدها يجد الجيش، كثيرون انحصروا بين الجيش من الأمام والجيش من الوراء اختبؤوا هنا، وهنا تبتكر أنت ترى العقل البشري كيف يخترع أساليب الاختفاء ويختبئون من الجيش، الناس صراحة كانوا مصدومين.

الان بعد المجزرة بدأنا لنتحدث عما بعد المجزرة، يوجد حالة حقد على الجيش الحر صارت ردة فعل كبيرة من المدنيين على الجيش الحر يمكننا القول بعد المجزرة تقريبًا بنحو 20 يومًا حتى الشهر المدينة كانت بسكون تام هدوء تام لا أعمال أي أحد كان ناشطًا سلميًا أو عسكريًا حتى كان هو لا يتجرأ أن يواجه الناس، وطبعًا بعد المجزرة ظل فترة النظام بدأ يدعي أنه يقدم مساعدات، تصور، أنه يدخل مساعدات، يدخل خبزًا لثلاثة أو أربعة أيام بعد المجزرة، على أساس هو يساعد ويخفف من أثر "الإرهابيين"، صار النظام يعمل هذه الحركة، بشكل عام الثوار اختفوا تمامًا في المدينة، كل واحد يظل قاعدًا ببيته مختبئًا، لا أستطيع أن أقول لك إلا أنها كانت المدينة بحالة صدمة ولا أحد يعرف ما الذي حصل ولا سبب الذي صار، يعني طبعًا شعور الخوف شعور القهر لا تنسى قلت لك لا يوجد عائلة ما كان عندهم مصيبة بداريا لأنه عندهم إما معتقل أو مفقود أو شهيد، تقريبًا هي عند كل العائلات كان هذا الشيء.

الموقف الذي صار معنا هو طرفة من طرائف الثورة، يعني الذي حدث أنه صباح الإثنين خرجت أنا وشخص اسمه وائل أبو لؤي معروف للثوار، فقلت لك كان عندنا أخبار يعني نحن علمنا بالأخبار أنه  مجازر وقصف والنظام موجود، ولم نكن نعرف [الخبر اليقين] نريد أن نخرج لنرى، والله صلينا الصبح وطلعنا بالسيارة سيارة سيراتو سوداء، تجولنا في كل داريا تقريبًا، يعني ننظر إذا لم نجد الجيش نمشي وكذا، جبنا كل داريا ورحنا على مزارع داريا بالمنطقة الشرقية، التي كان فيها هناك مزارع يعني كان فيها مجموعات جيش حر ليست لنا أقصد، كل المناطق جبناها: عند صالة الخولاني؛ عند طريق المعامل؛ طريق الدحاديل؛ وصلنا ربما لأتوستراد درعا وقتها، نستطلع إذا كان فيها جيش أو لا، يعني نحاول مثل استطلاع، فانتهينا ودرنا لنرجع، راجعين من الطريق الثالث كنا راجعين، ونريد أن نرجع لداريا على مركز المدينة، فقلت لأبي لؤي: لو نذهب من طريق الشام (دمشق)، -قلت لك [سابقًا] نحن كنا اشتبكنا على طريق الشام- قلت له: لنذهب من طريق الشام عند دوار الباسل الذي هو معروف، دعنا ننظر إذا كان هكذا قد صارت معارك كثيرة، دعنا ننظر ماذا يوجد من دمار ماذا يوجد أناس ماذا يوجد قصص، طبعًا خلال جولتنا هذه كلها العالم كلها يعني صدقًا الناس ياما أناس قاعدون أمام بيوتهم شاردين -مشاهداتنا هذه بوسعك أن تقول- الناس ينظفون أمام بيوتهم يكنسون، أناس ربما يأخذون مصابًا إلى المشافي أو يرجعونه، يعني المشهد لا أنساه، أن كثيرًا من الناس يقفون أمام بيوتهم شاردين يعني هم بحالة صدمة لا هم قادرون أن يفتحوا محلاتهم ولا قادرون أن يفكروا ولا قادرون أن يفعلوا شيئًا، فالمهم والله درنا حول دوار الباسل ومضينا طوال الطريق لم نكن نصور، يعني أمسك الموبايل ولا أصور شيئًا لا أنا ولا أبو لؤي، نظرنا هكذا على الموبايلات وإذا قد صورنا الدمار وكذا فيديوهات للإعلام، فوالله ونحن نسير عند دوار الباسل اجتزنا وكالة LG المعروف للكهربائيات، قطعنا مطعم دلعين تقريبًا بعد مطعم الدلعين بقليل نظرنا لقينا أمامنا 15 عنصرًا للجيش باللباس الكامل، بين هذه النقطة وبين الجيش تقريبًا كان بيننا نحو 200 متر فقط والطريق هنا صار فيه قصف كثير، صار فيه قصف دبابات كثير، يبدو فيه اشتباكات هنا فلا نحن قادرون أن نرجع، الطريق كله وراءنا أغلاق وردم، ولا قادرون أن نتقدم، فلم نعرف ماذا سنفعل، لا أعرف هذه الشهادة يجب أن تعرض يعني هذه طرفة من الطرائف، فأبو لؤي في مقعد السائق وأنا قاعد بجانبه، وأنا بجانبي كان يوجد كلاشنكوف ومسدس 9/ 14 أقلبه بيدي هكذا كنت، ومعنا قنبلة رمانة بجانبنا أيضًا ووراء باب أبي لؤي كان بجانبه هنا في السيارة توضع البارودة هكذا نضعها، وكان في الخلف معنا الجعبتان وكان معنا ربما بارودة ثالثة في  الصندوق فماذا علينا أن نعمل، صراحة نحن ارتبكنا ماذا سوف نعمل، قلت له: استدر، مثلًا هناك كان الجيش واقفًا عند المخفر ونحن كنا نبعد عن المخفر تقريبًا 200 متر، فما استطعنا يعني ونحن نتحدث وصلنا عند الجيش، السيارة تسير على مهل، والله وقفنا تقريبًا بدون مبالغة أمام مقابل مكتبة الهدى يوم الإثنين الساعة السابعة صباحًا 15 عنصر أمن وجيش باللباس الكامل وقفنا أمامهم قالوا: توقفوا وقفنا أمام الشباب أنزلنا الشباك، قال: أعطونا الهويات، بواريدهم هكذا كلها منزَل أمانها (مسمار الأمان) وبواريدهم [موجهة] إلينا، والله يعني هنا أتذكر الموقف لا أعرف إذا أمكن أن أشبهه بموقف الرسول "وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا" والله أنا بروح كلاشينكوف هنا أضعها والمسدس في يدي ظل بين قدمي كنت أعبث به وقنبلة هؤلاء بجانبي وأبو لؤي بجانبه بارودته، فأنا عندما غطيت البارودة هكذا برجلي ظل المسدس والقنبلة ظاهرين، والعناصر واقفون حول السيارة 15 عنصرًا، فقال: هويات يا شباب، قلنا له: تكرم، فقعدنا نمد أيدينا على جيوبنا على أساس أننا نبحث عن الهويات، فهنا هم أمنوا لنا قليلًا ووقفنا وكذا، يعني [غالبًا] هكذا والله أعلم، فراح أحدهم يريد أن يفتح الصندوق، قال: افتحوا لنا الصندوق في الخلف يا شباب، فبينما هو يفتح الصندوق قلنا له: تكرم، أبو لؤي تظاهر أنه سيفتح الصندوق، أنه سيرفع ليفتحه فقلنا لهم: السلام عليكم ودسنا على السير وبدأوا هم إطلاق الرصاص علينا، بعد المخفر بـ 100 متر كان يوجد محكمة داريا، فعند المحكمة على الرصيف يقف أيضًا ثلاثة عناصر، طبعًا أولئك في الوراء كانوا يرشون (يطلقون بالرشاشات) يعني كلهم يرشون الـ 15عنصرًا وهؤلاء الثلاثة رأونا مررنا أمامهم يعني بعيدون عنا مترًا واحدًا، والله نحن أخفضنا [رؤوسنا] وطرنا (انطلقنا كالطائرة) يعني سبحان الله بمجرد قطعنا هكذا مسافة جيدةة رفعنا رؤوسنا لا أحد منا فيه أي خدش، يعني السيارة مثقبة بالرصاص ولكن لا أحد منا فيه خدش أنا وهو، حتى هناك أناس مدنيون رأونا فما صدقوا والله أننا خرجنا من السيارة أحياء، فهذا الموقف لا أنساه، أنا حتى أي أحد بعد المجزرة أحكيه له يتفاجأ، وحتى ربما اليوم التالي مساء كنت جالسًا مع أحد رفاقنا فكان أبوه مارًا في نفس اليوم الساعة 11:00 تقريبًا فالجيش أوقفوه وقالوا له: والله اليوم هناك اثنان من الإرهابيين ضحكوا علينا (خدعونا) أوقفناهم وهم يعطوننا الهويات فهربوا وتبين أنهم إرهابيون، فهذه واحدة من نهفات المجزرة يعني أننا وقفنا بين الجيش بعد سبحان الله كل شيء صار وكل القصف واحدنا لم يتعرض لشيء، وبعدها صرنا بين أيديهم ومعنا سلاحنا والله كتب لنا عمرًا، الشاب الآخر منذ فترة ذهب لأوروبا حتى، فهي هذه المشاهدة الشخصية أو الموقف الشخصي جرى معي، بشكل عام الحياة يمكننا القول بعد تقريبًا نحو أسبوع بدأت تشعر أن المحلات رجعت تفتح كلها، رجعت الحياة، بدأت تنظَّف الشوارع، رجعت الكهرباء بشكل عام، لكن ظلت أسبوعًا بعد المجزرة تشعر بجد المجزرة بحالة مثلما لو أنت تشاهد فيلمًا أسود وأبيض تحسها هكذا المجزرة، حزينة تبكي الناس مصدومون لا حديث لها غير المجزرة وفلان قُتِل وفلان أُعدم فلان غير معروف أين هو فلان دخلوا عنده مرتين، هذا هو كان طابع المدينة تقريبًا، اختفاء كامل للثوار يمكن القول، الطبي؛ طبعًا الإخوة في [الوحدة] الطبية كانوا يتابعون الجرحى يتابعون المصابين، المدنيون خرجوا كلهم كانوا متخوفين كلهم خائفون، من بعد أسبوع تقريبًا بدأ الناس يفتحون محلاتهم وترجع الحياة على طبيعتها يمكننا القول بدأت تنظف الشوارع، كل واحد يرمم محله، يعني بدأت الحياة بشكل عام كل واحد يعود لعمله، طبعًا خلال فترة أيضًا كان هناك حقد على الثوار لا أعرف إذا كان حقدًا، لكن كان هناك نقمة على الثوار، أنه أنتم السبب بالذي جرى، يعني في النهاية هناك أناس يلقون اللوم دائمًا على الأضعف ربما، أو هم يحملونه المسؤولية.

الحراك الثوري رجع تقريبًا بعد شهر، كان هناك مظاهرة "إخوة داريا" "داريا إخوة العنب والدم" تقريبًا هذه كانت؛ المجزرة عمليًا في 25 أو 26 آب/ أغسطس، المجلس المحلي تشكل في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، تقريبًا بعد شهر ونصف وكانت هذه من أول الفعاليات كنا وقتها في مكتب الحراك السلمي، يعني كنا نحن نظمنا مظاهرة، ظهر الوثائقي وقتها على "الجزيرة" عن "إخوة العنب والدم" أتوقع هكذا وعملنا مظاهرة "إخوة داريا" وكان هناك "جمعة داريا إخوة العنب والدم" هنا بدأ يعود الحراك ويتشكل بشكل رسمي وكامل، رجعت المدينة، قبله ما كان هناك شيء، قبلها كان هناك مراجعة للشيء الذي حصل على المستوى العسكري وعلى المستوى المدني، بشكل عام على المستوى العسكري كان هناك مراجعة تشكلت لجنة من المستقلين من المدنيين لمحاسبة دعنا نقل لمحاسبة ومراجعة العسكر لماذا هذا الانسحاب العشوائي الذي حصل لم التخبط لماذا مثلًا كنت تقول عندنا جيش حر وصار عندنا فيه 300 - 400 مقاتل لم تستطيعوا أن تصمدوا أمام الجيش مثلًا، بشكل عام كان يوجد نقمة على القيادة العسكرية القديمة، في بعض الأشخاص كان عليهم إشكالات وكذا، فأتت هذه القصة يعني مثلما نقول بالعامية "حرقتهم على الآخر" (أنهت أمرهم) وبدأت المحاسبة وتشكلت لجنة كما أخبرتك، تقريبًا حلوا القيادة القديمة وعينوا قيادة جديدة، بدأت القيادة الجديدة تتواصل مع المجموعات وتعود لعمل إحصائيات جديدة للسلاح للشباب للعناصر للذخيرة وتحاول توحيد الجهود، يعني نوعًا ما، لكن كل ذلك كان بشكل مخفي ما كان فيه شيء ظاهر خصوصًا أمام المدنيين، ونتيجة هذه المراجعات ونتيجة هذه النقاشات التي صارت ظهرت فكرة المجلس المحلي، الذي هو كان مجلس إدارة المدينة الثوري، يمكننا القول يعني إن العسكر كان جزءًا من هذا الشيء، بعد ذلك أي شيء كان موجودًا فالمجلس هو موجود فما كان هناك كثير من الناس يقولون والله هؤلاء العسكر وهؤلاء المدنيون، أو السلميون بداريا لا ما كان هناك سلميون عندنا، هم كانوا قادة العسكر بداريا، يعني حتى يمكن بالشهادات المقبلة إذا صارت شيء سأذكر أسماء كل واحد ماذا كان يستلم، قلت لك بشكل أساسي تقريبًا منذ وقت "جمعة داريا إخوة العنب والدم" بصراحة أنا لا أتذكر بعد كم [من الوقت] كان المجلس أتوقع بعد شهر تقريبًا وليس بعد المجزرة مباشرة، وقتها بدأ يرجع الحراك الثوري ورجع تنظيم العمل وصار المكتب وصار العمل كله تحت مسمى المجلس المحلي، تم تشكيل شيء اسمه "الشرطة العسكرية" لضبط الجيش الحر مثلما أخبرتك قبل المجزرة صار هناك كثير مثلًا ظهور للجيش الحر صار هناك مواكب سيارات يعني أشياء بصراحة كانت غير جيدة أبدًا، يعني هذه أحد أخطاء الجيش الحر كانت، لكن الشباب مندفع الشباب كان آخذًا زهوة بالمدينة فربما بس هي أخطاء في النهاية ويجب أن نعمل مراجعات، هي كانت أخطاء فبرز شيء اسمه "الشرطة العسكرية" لضبط عمل الجيش الحر، ضبط الحالة الأمنية بالمدينة، خصوصًا إنه النظام أيضًا قتل عناصر أو عناصر المخفر المدني الذي كان بداريا تابعين لوزارة الداخلية، العقيد الذي كان في المخفر تم إعدامه من قبل قوات النظام، فلم يكن لديك سلطة أمنية بالبلد فتم تشكيل شيء اسمه "الشرطة العسكرية" بشكل أساسي لضبط الجيش الحر وتم منع مثلًا ظهور الجيش الحر بسلاح يخرج ويتجول بسلاح بسيارات كذا، هذه المظاهر تم منعها عمليًا، الحالة ما دامت كثيرًا، شهرين ونصف تقريبًا حتى بدأت معركة داريا التي استمرت تقريبًا حوالي أربع سنوات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/22

الموضوع الرئیس

مجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/198-03/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

8 - 9 / 2012

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-معضمية الشاممحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

المجلس المحلي لمدينة داريا

المجلس المحلي لمدينة داريا

الشهادات المرتبطة