دخول جيش نظام الأسد لمدنية قارة وحملة الاعتقالات
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:04:09
في نهاية الحديث عن الخدمة العسكرية سؤال مهم أو أحد الأسئلة ما هو انطباعك عن الخدمة العسكرية؟ فتقول بكل بساطة: أنا تعلمت خلال سنين حياتي كلها 26 أو 27 سنة حتى ذهبت إلى العسكرية سنتين الذي تعلمته خلال هذه السنوات كلها التنقل بين عدة محافظات للتدريس والدراسة الجامعية والعيش في دمشق وفي الأرياف، كل شيء تعلمته هو النصف، وما تعلمته خلال الخدمة العسكرية هو النصف الثاني، والسبب هناك فعلًا أشياء ما كنت أتوقع أبدًا في حياتي أن أراها، منها هذا الأسلوب عند المظلوم وكيف يصبح ظالمًا، وهذا شيء فعلًا يُرسخه الجيش ويُكرسه في نفوس الناس، ومنه درجات كما نقول بالسوري النذالة والوطاوة(الانحطاط الأخلاقي) التي تراها عند بعض الناس، مثلًا: ضابط أمن الكتيبة رائد ثم أصبح مقدمًا قريب على ضيعة اسمها فيديو في اللاذقية وكان يسهر معنا كل يوم ويأكل على حسابنا ويشرب على حسابنا وكل شيء ومتمتع في الغرفة عندنا بكل ما يرفض أن يأتي به لغرفته أو يُمتع بنفسه، ونحن من باب الكرم قلنا: أهلًا وسهلًا ولا تفرق معنا الأمر عادي، وثاني يوم يكتب تقريرًا مفصلًا بكل شيء تكلمنا به.
فهؤلاء هم ضباط الجيش العربي السوري، ويجوز أن تستغرب لماذا اللبناني صار يكره السوري، وهذا الشيء ملموس وواضح، وهذا الكلام تعزوه لسبب وحيد هو فترة الاحتلال السوري احتلال جيش العصابة للبنان بكل ما للكلمة من معنى، أنا ذهبت للاستطلاع سبحان الله الحديث عن الجيش دائمًا يصير فيه استطراد، أطلعنا استطلاع خلال الخدمة العسكرية إلى لبنان، فنحن ما لاحظناه مثلًا في مناطق مثل كرمة اللوز والمناطق المحيطة فيها كانت مناطق انتشارنا وكنا نسقًا ثانيًا أن هناك كرهًا من المواطن لنا حتى لا يرضى يبيعك بالعملة السورية، ولا أدري ما السبب؟
إذا رأيت تصرفات العساكر السوريين معهم سواءً الضباط والكبار أو أولاد ولد عمره 18 سنة، وأنت تفلته على الناس وتُقنعه قناعة تامة أن هذا الشخص مرتبط بإسرائيل، وهو عنده عداء لإسرائيل وكره لإسرائيل وحب للوطنية أكثر من بيت الأسد، وأكيد أكثر من هذا العسكري المغسول دماغه، فهو يُؤذيه بكل الطرق.
أذكر من القصص التي رُويت لي عندما ذهبت إلى لبنان أن العسكري الفلاني، والكاميرا -أجلك الله- لا يمكنها أن تُصور القدم، ولك أن تتخيل الحركة التي سيفعلها العسكري في قدمه، كان يقف على الحاجز ويلف قدمه على الأخرى بهذا الشكل فتمر السيارة فالذي يُريده أن يمر يُؤشر له بحذائه ليمر، والذي لا يُريد أن يمرره أيضًا يُؤشر له بحذائه، مرت سيارة والله من عساكر سمعتها والسيارة فيها بنات جميلات، فبشكل عادي العسكري حقه وثمنه فرنكان يقوم ويُنزل الناس من السيارة هذا ما سمعته بأذني ولم أره لأنني لم أخدم في لبنان ذهبت استطلاعًا خلال الخدمة العسكرية، فيُنزل البنات من السيارة لسبب واحد حتى يتفرج عليهن، وربما يُهين أباهن ويقترب حتى يتفرج عليهن ويتمتع بالفرجة عليهم لا أكثر ولا أقل.
سمعت بأذني كلامًا من نساء في لبنان كيف كانوا لا يتجرؤون للذهاب لمكان قريب من الجيش السوري بسبب الاعتداءات، غير أنهم حولوها لمزارع حشيش، غير أنه لك بيت يستولون عليه، غير والله(بالإضافة إلى أنه) حكى لي شخص لبناني كيف رأوا معه سيارة مرسيدس أعجبتهم أنزلوه منها وطفروه، انزل، اترك السيارة هنا واذهب الله معك اترك المفاتيح عليها واذهب الله معك. وأخذها منه الضابط المسؤول عن الحاجز.
كل هذه التصرفات كانت مسوغًا حتى يصير عند اللبنانيين حقد، وهذا عن جهل منهم ويجب ألا يحقدوا علينا نحن مثلهم ضد هذا النظام، ولكن صار عندهم رد فعل عنيف جدًا باتجاه كل شيء اسمه سوري من الويلات التي عانوها من الجيش السوري خلال 30 سنة التي مكث فيها الجيش في لبنان.
للأسف هذا الحديث لاحقًا أنا عشت فترة في لبنان ثمانية أشهر في أول مرة وعد ذلك ستة شهور، وأحكي فيه عن هذا الموضوع ولن أستبق الأحداث.
والمتنفذون الآن في لبنان هم أتباع النظام السوري وللأسف هم من يُنكلون بالسوريين وليس شخصًا آخر، وسأذكر قصصًا أن هناك أشخاصًا من اللبنانيين متعاطفين معنا ويُحبوننا لدرجة كبيرة جدًا وهم مع الثورة السورية قلبًا وقالبًا، ولكن هؤلاء الأشخاص لا حول لهم ولا قوة، وهذا الكلام بشهادة سأذكرها في وقتها إن شاء الله تعالى.
إذا كان الحديث عن الجيش هو حديث طويل ومقيت ولكن هذه باختصار العلامات البارزة التي اكتشفتها خلال الخدمة العسكرية، نافق لتصل أو مارس أدنى درجات الخبث لكي تصل هذا هو شعار الجيش العربي السوري الذي هو جيش طائفي بامتياز، وقارة كان لها وضع مميز بالتعامل من أجهزة الأمن لعدة أسباب، أول سبب كان من النظام بشكل عام بسبب الطريق العام وأن هذا الطريق هو الشريان الأساسي في سورية، فلا يُريدون أن يتعرض لأي شيء وكانت قريبة جدًا منه وتستطيع قطع الطريق العام في أي لحظة، وهذا الكلام ربما البعض يلومك لماذا كنتم لا تقطعون الطريق؟ كانت البلد تُعاقب عقوبة شديدة فيما لو قطعت الطريق أو تمت أي عملية على الطريق، والأمر الثاني هو المصلحة المتبادلة بين ضباط الأمن الموجودين في المنطقة وبين المهربين، فهم يُهمهم هذا البلد ألا يحدث فيها شيء ليظل التهريب مستمرًا فيها، لأن كمية الواردات المالية من وراء التهريب وخاصة المازوت والسلاح وكل شيء فكمية الأموال هي كمية هائلة جدًا ونصيب ضباط المخابرات منها نصيب لا يسُتهان به، ولا يُريدون تعطيل هذا المصدر من الرزق، فعندك بئر بترول وتُدر لك الأموال كضابط أمن فلماذا ستعطلها، فكانوا يُحاولون أن يحافظوا على قارة، وهي بلد تحت السيطرة وما إلى هنالك ومن هذه الأمور.
فإذن قارة بسبب هذا الوضع، والنظام لم يكن يُصعد في هذه المنطقة، وعنده الأمور متصاعدة في مناطق أخرى، فيحاول أن يحلها بالواجهات وبالأخذ والعطاء وبالمسايرة.
كان تنفيذ حملات اعتقال في أوقات متباعدة كل فترة يعتقلون فلانًا ويخرجوه بالمفاوضات، وكلنا أذكر في آخر يوم من شعبان في 2011 أو أول يوم من رمضان 2011 أذكر في آخر يوم من شعبان اقتحم النظام مدينة حماة، ومدينة حماة كلنا يذكر كيف كانت تخرج مئات الألوف في المظاهرات في الساحات الرئيسية في مدينة حماة صار كل الناس يتوجهو إلى الساحة الرئيسية، وتطلع مظاهرة وصارت حماة هي بيضة القبان في الثورة السورية آنذاك، فاقتحمها النظام، فكان أن رأيت شخصًا من مدينة حماة بعد أيام من اقتحام النظام لها في أول شهر رمضان عام 2011 أوائل شهر رمضان، اتصل بي هذا الشخص كي أُدبر له سكنًا وهو هارب وسيقبضون عليه وهو هرب، فأذكر كلمة وهذه الكلمة رسخت القناعة لدي بما كنت أقوله بأن النظام سينفذ مجازر في سورية قولًا واحدًا ما كانت المجازر على حقيقتها، كان مجرد إطلاق نار على المتظاهرين يموتون عشرة، مثلًا: في حمص يوم الجمعة أطلقوا النار مات 11 شخصًا، قاموا بالتشييع أطلقوا النار عليهم مات ستة، ويومها كان أول شعار: "يلعن روحك يا حافظ" وأذكر لأول مرة صار الإخوة بحمص ينادون "يلعن روحك يا حافظ" وقُتل منهم يوم الجمعة، فذهبوا يوم السبت لتشييعهم، فقُتل عدد من الذين قاموا في تشييع يوم السبت، وقُتل قسم من المشيعين، كانت المجازر في ذلك الوقت مجازر بسيطة، ولم يكن محسوباً في الحسبان القادم الذي هو أدهى وأمر، وهذا الشخص ابن مدينة حماة قال لي كلمة أذكر تمامًا أنها أكدت لي هذه القناعة، قلت له: يخرب بيتهم. وكان يحكي لي عن ظروف الاقتحام وكيف صاروا يرمون السلاح أمام البيوت كي يقاوم الناس بالأسلحة، والناس لا يأخذون السلاح، وهم يعتقلون الناس ووجدنا أسلحة، ويعاملون الناس معاملة ومعروف معاملة النظام للمدن التي يقتحمها، فقلت له: يخرب بيتهم والله مثل اليهود قال لي: مثل اليهود قال لي: لا والله اليهود أحسن، قال لي: هؤلاء ليسوا بشرًا، بالحرف ليسوا بشرًا، لا يمكن أن تشبههم بأحد آخر من البشر. فهذه الكلمة رسخت لدي قناعة فعلًا أن القادم مع هذا النظام هو أدهى وأمر.
طبعًا خلال رمضان 2011 كلنا نذكر كيف تصعد حجم المظاهرات بشكل كبير جدًا في عموم سورية، وفي مدينة قارة صارت تطلع المظاهرة يوميًا بعد صلاة التراويح يوميًا مظاهرة يومية، وأحيانًا بعد صلاة التراويح وبعد صلاة الصبح غير المظاهرة الأساسية يوم الجمعة، وكلها تُطالب بإسقاط النظام، وارتفعت الوتيرة الشعبية وسبحان الله اقتربت نهاية شهر رمضان وكل الناس يتمنون إن شاء الله أن يكون العيد عيدين ونتخلص منه، والمجتمع الدولي سيتعاطف معنا، ومثلما ذهب مبارك بهاتف من أمريكا يذهب هذا الإنسان، ولم يكن أحد قد أدرك تماماً إلا من عنده بعد نظر أن هذا النظام هو نظام مثبت من النظام العالمي، ويُريدونه وإن أظهروا له العداء في الظاهر.
وكلنا نتذكر أواخر شهر رمضان تم الاعتداء على الشيخ أسامة الرفاعي في مسجد الرفاعي أظن في ليلة القدر وضربوه وأخذوه إلى المستشفى، وهذا الأمر زاد حماس الناس للمظاهرات بشكل كبير جدًا، نحن بآخر يوم من شهر رمضان في عام 2011 صلينا الفجر في المسجد، وكنت في يومها قد سهرت للصبح وجئت إلى الصلاة لدي أشياء وأمانات كنت أقوم فيها، فتركت حساباتي في البيت، وسأرجع مباشرة إلى البيت كي أُرتب الأغراض ومنها قسم أمانات وأُغلق دفاتري وأضعها في الخزنة التي لدي خزنة في البيت، فأحد الشباب كان يُعطينا درسًا بعد صلاة الصبح تغيب يومها لسبب ما، فطلب مني أحد الحاضرين أن أُعطي الدرس، اعتذرت وكنت متعبًا وأشعر بالنعاس وسأذهب إلى البيت وفكري مشغول حقيقة بشيء آخر، نزلنا لسبب ما سبحان الله تقدير رب العالمين أنك تعرف بمجيء أحد، نزلنا لسبب ما على المتوضأ لنصلحها، فجاء شاب-رحمه الله- استشهد حيث جاء إلى باب المسجد مباشرة، يا شباب الجيش صار في البلد دبروا حالكم(انجوا بأنفسكم)، فأنا بالي(قَلِق) عند الأمانات في البيت وعند أهلي فلم أهرب خفت خوفًا شديدًا على الأمانات وعلى أهل البيت، وولدي نائم خارج البيت والدنيا صيف(في أيام الصيف) على الشرفة فأدخلته، وقلت لهم: أغلقوا الأبواب وفهمت زوجتي ووالدتي الوضع، وإذا طرق الباب لا تمانعوا نهائيًا افتحوا الباب ولا تدعوا أحدًا من الأولاد يتكلم معهم نهائيًا ولو خربوا البيت، ومهما قالوا لكم لا تردوا عليهم لأنهم سيتصرفون بتصرف مضاعف، فمهما تكلموا لا تقوموا بأي شيء نهائيًا، دق الباب افتحوا وابقوا مستيقظين، وإذا أرادوا أن يفتشوا البيت فليفتشوه، وإن سألوكم عني لا تعرفون أنتم أين أنا؟ وقمت بجمع هذه الأشياء التي كنت أخرجتها ووضعتها وأغلقت عليها ووضعت المفتاح في جيبي وخرجت.
عندما خرجت من باب البيت والشارع طويل جدًا يمكن أن ترى لبعد 200 أو 300م حتى آخر الشارع وهناك رأيت الجيش قد وصل وانتشر، وهناك نقطة مهمة كثيرًا يجب أن نذكرها ما هي طبيعة الناس الذين كانوا يقتحمون في ذلك الوقت، كانوا يُحضرون قوات من الجيش عادية، ومن اقتحم أول مرة كانت الفرقة الثالثة، والحقيقة أن الجيش في ذلك الوقت مع أنهم عساكر مغسولة أدمغتهم، لكن كان يوجد أولاد حلال في الجيش، فهناك عسكري من الممكن أن يحكي برفق معك في ذلك الوقت، كانوا عساكر عاديين، كان هذا الكلام بإشراف المخابرات والتصرف للمخابرات هم من يدخلون ويُفتشون ويعتقلون، والجيش منتشر بكل البلد والجيش عساكر ليس لها ولا عليها، قوموا هؤلاء إرهابيين وسنقتحم عليهم، علمًا بأنه في وقتها لم يكن هناك شيء اسمه "جيش حر" ولا مظاهر مسلحة ولا أي شيء في منطقتنا إطلاقًا في مدينة قارة.
انتشر الجيش نشروا العساكر بلباس الميدان الكامل وهم وزعوا أنفسهم شبيحة ومخابرات ويقتحمون البيوت بيوت طبعًا مقصودة في عينها، ومعهم مخبرون ومعهم أسماء.
وهنا الملاحظة الأساسية العساكر يجدون بينهم ابن الحلال وحتمًا هذا انشق أو قُتل، والأسوأ منهم هم المخابرات سيئون جدًا جدًا جدًا سمعت عن ضابط وهذا قُتل فيما بعد كان يخدم في المنطقة عندنا، أنه كان يدخل برفق على البيوت ضابط سني من منطقة إدلب، وقتلوه فيما بعد لم يستطع أن ينشق وهو من الذين غُسلت أدمغتهم، لكن يدخل بأدب على البيوت، الوحيد فقط ولا أحد غيره، لكن القطعان الذين كانوا عبارة عن ضباع وحتى المخابرات يُحاولون تهدئتهم وهم الشبيحة، وكانوا ممتلئين لؤمًا جاؤوا ليقتلوا وليخربوا ولينتهكوا.
في هذه الفترة وجدت الجيش هنا عرفت أن الأمور صارت سيئة ولا أستطيع الابتعاد وأصلًا لا يمكن أن أستخدم السيارة أو الدراجة النارية، والجامع كان بجانب البيت تمامًا فذهبت إلى الجامع وظننت أنني أقفلت الباب لكنني لم أقفله، وسبحان الله يومها دخلت على الجامع وجلست في الجامع أنتظر.
لم يمضِ وقت قصير إلا انتشر الجيش بشكل كبير جدًا، ووصلت فرق الاعتقال على الحارة على المنطقة، فكان يمشي معهم شخص أنا لم أعرفه في يومها، فكان يدلهم على البيوت، ونحن بيوت عائلتنا من أسفل الشارع لأعلى الشارع القصير وليس الشارع الطويل الذي انتشر فيه الجيش.
حارتنا مثلًا: ابن عمي بيت عمي وأولاد عمي و بيت أهلي وأنا أسكن في بيت أهلي، والبيوت منها ذات طابق ومنها ذات طابقين بيوت ريفية كلها، فهذا المخبر الذي معهم دلهم أول شيء على بيت ابن عمي، وهو ناشط كبير جدًا في الثورة وله دور كبير وهو شخص في الأساس عنده صفات النخوة والكرم والحماسة فقامت الثورة فتحمس معها بشكل كبير، وقال لهم: البيت الذي بعده هو بيت أهله يعني بيت عمي قال لهم: البيت الذي بعده بيتي، كان بيت ابن عمي وبيت عمي فوقه بيت لأولاد عمي يعني مدمج مع البيت الثاني، وهذا في وقتها ساهم بعدم اعتقالي وللأسف اعتُقل أولاد عمي مكاني، وأنا بيتي الرابع، فقال لهم: فلان أهله وبعده أنا.
وكنت مترقبًا وأتوجس وخوف شديد كي لا يدخلوا على بيتنا، وأدعو الله عز وجل كي لا يدخلوا على البيت وزوجتك وأمك، وماذا ستفعل؟ كنت أرى بشكل واضح، وأنا داخل المسجد والبرادي مرخية(الستائر مسدلة) وظلمة وفي الخارج الشمس، أرى كل التصرفات التي يقومون بها، فدخلوا على بيت ابن عمي وخربوا كثيرًا تكسير وتمزيق وتخريب، سواء الجيش الذي دخل أو المخابرات طبعًا لم يكن هناك شبيحة جيش ومخابرات فقط الذين دخلوا، ولو كانوا شبيحة كان الوضع أسوأ، لم يجدوا أحدًا ثم دخلوا على بيت عمي وعمي رجل كبير بالعمر، أيضًا خربوا وتكلموا بلؤم وبإسفاف شديد ولم يجدوا أحدًا غير عمي والنساء، ثم دخلوا على أولاد عمي فأخدوا ثلاثة أو أربعة من أبناء عمي يومها، واحد منهم كان معتقلًا وتركوه منذ فترة قالت لهم زوجته: هذا منذ عدة أيام خرج فتركوه. هم ظنوا أنهم دخلوا بيتي.
المهم استمر الحال على هذه الشكل وتسمع صوت إطلاق نار، وهذا أمر مخيف إطلاق نار فردي مثلًا شخص يذهب ويعود ويطلق النار على الدراجة شبيح وليس مخابرات، ونعرفهم نحن من تصرفاتهم، وعندما يضعون المعتقلين في الباص، هؤلاء الشبيحة قطعان من الذئاب، فيبدؤون ويتحركون حول الباص ليقفزوا إلى داخله والمخابرات يرجعونهم تخيل المخابرات يرجعونهم، ومن يُمسكوه يفنوه من القتل يضربوه ضربًا مبرح، جاؤوا لينتقموا بلؤم شديد، علمًا بأن البلد ليس فيها مظهر مسلح مجرد مظاهرات لا أكثر ولا أقل مظاهرات سلمية.
كانت الاتصالات مستمرة وهم دخلوا بحركة ذكية هيئة الدخلة كانت دخلة تأديبية، اعتمدوا على عنصر المفاجأة، وأنا قلت: دخلوا على البلد من الأسفل وجاء قسم من جهة الشمال وقسم من جهة الجنوب وظل القسم الغربي مفتوحًا، فالناس اتجهوا للغرب معظم المطلوبين طلعوا باتجاه الغرب، وأشخاص ظلوا مختبئين في بيوتهم أو بأماكن وما تم اكتشافها.
هذا الكلام استمر من صلاة الفجر حتى التاسعة والنصف على ما أذكر الوقت أو عشرة، وخلال هذه الفترة صار صوت إطلاق نار أكثر من مرة إطلاق نار متقطع.
بعدما صار هذا الشيء صارت تأتيني اتصالات أنهم ينسحبون وبدأنا نرتاح ونريد أن نطمئن عن إطلاق النار الذي صار، كان هناك شهيد الله يرحمه الشهيد حسام المطيري هو أول شهيد في البلد كان متحمسًا كثيرًا، وهو إنسان فقير وشهم يتمتع بكل صفات الرجولة والشهامة والاندفاع متحمس جدًا لإسقاط هذا النظام الفاجر المجرم، وهذا الشاب عنده أربعة أولاد كان في بيته وقتها، وعند الاقتحام ينتقل من مكان لمكان وبيته متطرف على البلد مزرعة لأهله وعمر فيها بيتًا، فهرب من البيت بعد الاقتحام بفترة كان الضوء واضحًا فهو في منطقة منخفضة، وكان هناك بعض العناصر على مسافة بعيدة مئات الأمتار على ظهر المستشفى كانوا قد نشروا عناصر فشاهدوه وهم متأكدون ويعرفون أكثر منا أنه لا يوجد أي إنسان مسلح، وخذ هذه القصة وانظر لروايات الإعلام السوري عن الأمر، شاهدوه وهو ينتقل من محل لمحل فأحد العناصر سدد على إنسان أعزل بعيد عنك مئات الأمتار صوب القناصة عليه وضربه رصاصة أو رصاصتين لا أذكر-رحمه الله- فوقع على الأرض واستشهد كان أول شهيد في مدينة قارة هو الشهيد حسام المطيري رحمه الله.
وأنت تستغرب الكنية المطيري والمطيري تعرف موجودة في الخليج، وهنا سأذكرك عندما قال النظام: إن الناس فرحون بالمطر وليسوا خارجين إلى المظاهرة تتذكر وإعلام "الجزيرة" يقول مظاهرة، وستضحك، وهذا شيء مؤلم والفكرة حقيرة ومقرفة وشر البلية ما يُضحك، فالإعلام السوري والذي يُراجع أرشيف الإعلام السوري وجدوا إرهابيًا من الكويت من بيت المطيري، وهي عائلة أصيلة موجودة في مدينة قارة، والأستاذ أبو نعمان المطيري هو أستاذنا وأبو الشهيد وعائلته مشهورة ومعروفة في البلد ليست عائلة كبيرة ولكن هم من أهل قارة، وأنا من يوم خُلقت هؤلاء الأشخاص موجودون في قارة ليس لهم أي علاقة تربطهم لا بخليج ولا بغير خليج ربما لهم علاقات تربطهم بمدينة حمص أو أي مكان، لكن ليس لهم علاقة إطلاقًا لا بالخليج ولا بغير الخليج رجل معتر(مسكين) أعانه الله، فكان هذا أول شهيد في مدينة قارة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/10
الموضوع الرئیس
بداية الثورة في سوريةانتشار الجيش في مدينة قارةكود الشهادة
SMI/OH/113-09/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-قارةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
الفرقة الثالثة دبابات (مدرعات) - نظام