الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

كذب إعلام نظام الأسد وتشييع أول شهيد وقصة الاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:32:04

هذا الاقتحام الذي تحدثنا عنه قبل قليل وكيف تم الاقتحام وما أسفر عنه؟ وخلال الاعتقال وجدوا بارودة صيد فأخذوها أو ساطورًا عند لحام فأخذوه، أي شيء يريدون أن يُثبتوا بأي طريقة حتى لو كانوا يضحكون على أنفسهم ليثبتوا أن هناك شيئًا اسمه أسلحة، علمًا بأن البلد في يومها لم يكن فيها، وكل الناس يعرفون القاصي والداني يعرفون ما كان فيها أي شيء له علاقة بالسلاح أو وجود فصائل "الجيش الحر"  إن كانت هناك أنشطة كانت خارج البلد تمامًا داخل البلد ما كان فيه شيء.

هذا الكلام مثلما قلنا: بعدما استشهد المرحوم حسام رحمه الله تعالى وتقبله شهيدًا في عليائه، هو إنسان بسيط مظلوم فقير لم يفعل شيئًا إلا أنه خرج في المظاهرات ما عمل شيء أبدًا أبدًا أبدًا، فهذا بأي عرف ديني أو قانوني أو إنساني هي مثلبة أو ظلم أو جريمة فيعني يكون حقًا لهم أن يفعلوا به ما فعلوا، أما إن كانت حقًا طبيعيًا يُمارسه أي إنسان فقتل الشهيد حسام كان جريمة أو جريمة نكراء لا تُوصف بكلمات بسيطة، والأنكى من ذلك الإعلام الفاجر السوري الذي هو عجيب وغريب ويقول لك: هذا الشخص إرهابي من الكويت، ويمكن لمن أراد أن يُراجع أرشيف الدنيا والقناة الإخبارية السورية خاصة "الدنيا" هي ركزت على هذا الموضوع.

 أنا قديمًا فيما يخص الإعلام أذكر أنني استُدعيت خلال الفترة التي صار فيها الاقتحام لم أكن أخطب الجمعة لكن استدعيت في يوم من الأيام أيام المهاودة بيننا وبين النظام أنت حكيت عن الإعلام السوري، وأنه إعلام فيه كذب، فهذا كلام لا يجوز، فأنا جئت من البيت يعني مفروكة أذني (قاموا بتحذيري) مثلما يقولون، ويجب أن أُرتب الخطبة التي بعدها، فتحت على التلفزيون السوري خلال فترة التحضير لخطبة الجمعة فسمعت كلامًا ما أنزل الله به من سلطان، وهذا الكلام قبل الاقتحام بشهور، فصعدت المنبر وأنا مطلوب مني أن أعتذر من الإعلام السوري، فقلت: والله الإعلام السوري ليس إعلامًا كاذبًا والله الإعلام السوري إعلام فاجر وتجاوز درجات الكذب بكثير بكثير ولا يُعقل، وهذا الكلام أذكر بالتحضير حكينا عنه، نتناقش مرة مع أحد المسؤولين في المخابرات في المنطقة، قلت له: هل يُعقل أنت تُصور لنا الإرهابيين في درعا كيف يطلقون على المتظاهرين بجانب قصر المحافظ وتُصورهم وتنقل بشكل مباشر على الإخبارية السورية - إذا تذكرون هذا المشهد - ولا تستطيع  أن تعتقلهم؟! وتُريد أن نصدق هذا الكلام، احترموا عقولنا بإعلامكم.

  هكذا فعل الإعلام مع استشهاد الشهيد- رحمه الله- حسام المطيري ادعى أنه شخص جاء من الخليج من أجل أن يقوم بأعمال إرهابية في سورية، وهو شخص بسيط جدًا كان يعمل بمصالح بسيطة تركيب ساتلايت (الصحون اللاقطة لإشارات البث التلفزيوني)، وهو صديقي وأعرفه عن قرب وخلف أربعة أيتام وراءه وزوجة أرملة رحمه الله تعالى.

 طبعًا انسحبت القوات وكان هناك أثر نفسي وجرح عميق جدًا، كان يومًا أسودًا في البلد في ذلك اليوم، شهيد والاقتحام وبعض البيوت سرقوا منها المال وهناك إحصاءات كم سرقوا من الأموال من البيوت، وأن الدخول المهين على بيوت الناس بيوت لها حرمتها ناس أهل عز أهل كرامة تدخل على بيتهم بهذا الشكل ممن يُفترض بها أنها هي دولة وتحميك، فكان النظام يُقدم الدليل تلو الآخر لمن لم يقتنع بعد نحن العصابة المجرمة التي سنحكمكم رغم أنوفكم، وليست دولة ولا أي شيء أو نظام.

 حتى الآن لا تثبيت لحواجز يدخلون متى أرادوا، لأنه لا يوجد سلاح داخل البلد، فيدخلون حتى عناصر المخابرات يدخلون ليعتقلوا، وسنتكلم عن الاعتقالات لاحقًا.

 عندما خرجوا وجرح الناس عميق هناك شهيد، فصارت حادثة في البلد لن أعلق عليها بحيادية لأنني ابن هذه الثورة لكن صار بعد أن خرجت الثوار مجروحين جرحًا عميقًا جدًا، وناس لم تقف مع الثورة من أهل البلد، فطلبوا من المحلات أن تُغلق وصارت شجارات وخلافات على أثر ذلك، إذا كنت سأنحاز للثوار وأعذرهم فهم معذورون وهم مجروحون بجرح عميق ونحن عادة حين يموت شخص عادي تُغلق محلات البلد وتذهب إلى العزاء، لأن بعض المحلات يدعي أنه أنزل أغراضًا وثاني يوم عيد فتح، حتى الذي فتح ليس قصده أن يتحدى هذا الأمر، لكن الناس خارجون من صدمة فصارت هذه المشاحنات والتصادمات وعملت نوعًا من الأثر النفسي عند الناس. تعرف الإنسان حين المصيبة تصير عنده هذه التخبطات، وربما أهل البيت الواحد يتخانقون(يتشاجرون) مع بعضهم، فحصل هذا الأمر ولا يُلام على ما أظن أحد فيه، فصاحب المحل لا أظن أن قصده أن يتحدى وجود شهيد، والثائر لا أظن أن قصده أن يقطع برزق الطرف الثاني، وإنما احترام وجود شهيد، وتم الاتفاق فيما بعد عندما تدخل الأكثر هدوءًا من الناس كلهم عقلاء، ولكن الأكثر هدوءًا والذي حافظ على رباط الجأش، يا أخي أغلق بينما نُشيع الشهيد ومن عنده قدرة يفتح هكذا على ما أذكر ليفتح محله حتى لا تفسد الخضار أو غيرها.

 صار الشباب الثوار وكان هناك حديث سابق ما فائدة السلمية؟ ولماذا ستبقى سلمية؟ إذا كان الجيش سيدخل علينا وهو ليس جيشنا، ولمَ ستظل سلمية؟ صار هذا الحديث متداولًا، وأنا كنت من ضمن الأشخاص والسلمية تظل أجدى نفعًا لأن هذا النظام هو يُريد منك أن تنتقل إلى القتال خاصة كنت سمعت قصة أنا بحماة من شهود عيان كيف كان يرمي السلاح في الطرقات وأمام البيوت حتى الناس تأخذ السلاح وتُقاتله بطريقة حتى فجة ومباشرة جدًا، وهذا السلاح موجود خذه وقاتل، يُريد أن تتسلح الثورة حتى يكون أمام العالم أنا أُقاتل إرهابيين.

 النظام كان أخبث بكثير وعنده مكر أكثر من الثوار بكثير هو خبيث ومتعمق بالخبث، والثوار ليس عندهم هذا المكر لدرجة هذا النظام المتمرس في الإجرام على كل الأصعدة الإعلامية والعسكرية والسياسية على كل الأصعدة الدبلوماسية.

 هنا البلد بحالة خوف شديدة من تكرار الاقتحام وتكرار ما حصل، والناس مهجهجة (المقصود في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار) وخائفة عيد سيئ جدًا على الناس حزين جدًا. لم يأخذوا الجثة تم تصويبه وصار تشييع كبير ومشاركة شعبية واسعة جدًا جدًا جدًا في هذا التشييع، ما شاء الله عدد المشيعين آلاف مؤلفة شاركت في تشييع الشهيد حسام رحمه الله تعالى، وكان أول شهيد في مدينة قارة من الجامع الكبير بيتهم جانب الجامع الكبير وتمت الصلاة عليه في تربة الشيخ سليم الموجودة شرق البلد.

 صار هناك دم وناس يقولون: هذا لماذا قتلوه حتى الموالي صار يُظهر التعاطف، أنا إنسان وأتأثر بهذا الموضوع، وأذكر مواقف لبعض الناس الموالين للنظام نحن لا نقبل بالقتل، والموالي على فكرة في بعض الأحيان يُوالي جبنًا وليس قناعة وهذا حال معظم الموالين أو مصلحة، الموالي قلبًا وقالبًا وأعماقه ومشاعره مع النظام هم القلة من الموالين أو النسبة الأقل، أما إذا قسمناهم فإن قسمًا كبيرًا مواليًا جبنًا وهناك قسم موال لمصلحة، ولا يُعفى وأنا لا أبرر له، وهذا من باب التقييم.

 نحن كشباب موجودين في البلد كان لنا تعامل مع المناطق المنكوبة، فكنا نبعث لهم المال ثمن طعام وأدوية تنقصهم، وقارة هي مركز مهم جدًا لإمداد الناس المنكوبين في بقية المحافظات خاصة في حمص وفي إدلب، نبعث أدوية وأغذية، وكل هذه الأمور كانت تتم في السر بشكل سري إلى درجة كبيرة جدًا.

 في البلد صار عند الشباب رغبة، إذا اقتحمت البلد بهذا الشكل كيف سندافع عن أعراضنا؟ هل ندع هؤلاء قطعان الشبيحة يدخلون على عرضنا وعلى بيوتنا؟ سندافع، وصار خلاف حول الأمر مع أو ضد هذا الأمر، لكن لحد الآن لم يحدث شيء وتكررت الاقتحامات الخفيفة مثلًا مدرعة خفيفة أو بعض السيارات عليها "الدوشكا" على أطراف البلد تأخذ شخصًا من هنا وشخصًا من هنا، تكررت هذه الاعتقالات بشكل خفيف يأخذون الشخص منهم من يبقى لشهور وناس يخرجون بعد فترة قليلة حسب ظروف الاعتقال والمعتقِل وكيف يتعامل معه.

 استمر هذا الكلام على هذا الحال والناس في حالة المظاهرات مستمرة ومستمرة وعلى أشدها ولحد الآن لا يوجد أي شيء يدل على وجود "جيش حر" في البلد لحد الآن، وفي سورية موجود في مناطق كثيرة جدًا، وهذا الكلام أنا بالنسبة لي بشكل شخصي استمر معي لغاية بداية شهر تشرين والاعتقال صار بآخر شهر آب/ أغسطس، مر شهر أيلول/ سبتمبر، وفي أوائل شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011 كنت مداومًا في المدرسة في أحد الأيام فبعث لي خبرًا مدير المدرسة بأن هناك جماعة يطلبونك، فنزلت على غرفة الإدارة، ووجدت اثنين من عناصر أمن الدولة أعرفهم، طبعًا عناصر أمن الدولة والأمن العسكري والأمن السياسي كانوا يحضرون لعندي بشكل أسبوعي إلى الجامع يأخذون خطبة الجمعة ويمرون أحيانًا الخميس، ويتغالظون(يزعجونني) مثلًا يقولون: سنشرب فنجان قهوة، زيارة على أساس أنها ودية ليستفسروا عن موضوع الخطبة، ويسألونني ويبنون علاقات ومعرفة، فأنا أعرفهم وأهلًا وسهلًا، هم يعرفون أنني لا أحبهم وأنا أعرف أنهم لا يحبونني وعلاقتنا كل شخص قبل بالثاني غصبًا عنه، وهم اثنان صار لهم فترة يخدمان في البلد، يقولان: كيف حالك؟ فأقول: الحمد لله. فيقولون: والله اليوم جاء عقيد جديد، فالعقيد يحب أن يتعرف عليك. فأنا كانت الزيارات لحد الآن كل فترة نذهب زيارة على السياسية أو العسكرية السياسية بأشكالها المختلفة سواء الشعبة الأساسية أو فرعًا أو مفرزة، ذهبوا إلى السياسية بشكل دائم أو على العسكرية مثلًا فرع المنطقة مفرزة الأمن العسكري موجودة اذهبوا إليهم بشكل دائم كانوا يستدعونني، كنت أخاف حين يستدعونني وآخذ معي احتياطات ودائمًا لا يصير شيء، يقولون: سنسألك عدة أسئلة ونعطيك بعض التوجيهات.

 فأنا صار لي فترة قد أوقفت عن خطبة الجمعة وماذا يُريدون مني؟ وأنا أعرف أن "صوفتي حمراء عندهم"، وخلال اجتماع لشعبة الحزب في المنطقة نقل لي أحد الأشخاص وتوفي من فترة الله يرحمه كان يحضر اجتماعات، ولكن الرجل كان مع الثورة قلبًا وقالبًا، عندما نزحنا خرج معنا وتُوفي في المهجر في بلاد التشرد، فقال لي: هكذا تحدثوا عنك بالحرف وهذا الشخص خطير ويضحك علينا فخذ حذرك، وشخص آخر استشهد كان يشتغل على الكمبيوتر بالأمن السياسي رقم واحد في البلد وعليه إشارات حمراء، قلت له: حسنًا، هناك ناس أنشط مني، قال: يعرفون أنك ناشط بدون أن تظهر.

أشياء كثيرة للأسف الشديد نحن كنا نحكي كنا مثلًا: أنت محبة بي تقول: هو عمل كذا وكذا ولا تعرف أنك تضرني أو أنت تُخبر عني، فمثلًا الكثير من الكلمات مرات ومرات عديدة ولا يعرف أحد أنني كاتب الكلمة وألقاها فلان أو من ألقاها أو دعاء.

 المهم ستحضر لعندنا الساعة الوحدة ولا تتأخر سيتعرف عليكم العقيد الجديد، قلت له: تمام، اضطربت وخفت وسألت، قالوا لي: لا يوجد شيء مراجعة عادية، وهذا عقيد جديد ومسلم سني هو بدوي على ما أذكر، كان مؤذيًا جدًا بالمنطقة بجبنه وولائه.

 ذهبت أنا وكنا أربعة مدرسين على هذا اللقاء وبعض المدرسات، فالمدرسات أرجعوهن، وتكلموا معي كان موجودًا رئيس الديوان وأتى وتكلم معي بطريقة مختلفة عن المرات الماضية، فأنا رددت عليه ولكن خلاص(انتهى الأمر) فلا توجد مشكلة أنت عد وتكلم ما تُريد كأن هناك شيئًا، شعرت بذلك، دخلنا إلى العقيد استقبلنا وصار يُوجه لنا الاتهامات، ثم خرجنا لخارج مكتبه في هذه الفترة، وبعد قليل العقيد ذهب، وبما أنه بدوي ومن قبيلة ذكرت أنه بدوي له أقارب يعرفونه ومن الممكن أنه إذا اعتقل أحدًا يبعثون له عن طريق أقاربه، فتركنا وغادر ونحن في الغرفة، وبعد قليل جاء أحد العناصر الموجودين وقال: أعطوني هواتفكم وأغراضكم، قلت له: يا شباب اعتقلنا، ضبوا لنا أغراضنا وجلسنا ننتظر، ثلاثة مدرسين آخرين فجاءت سيارات أخذتنا كل اثنين لوحدهم إلى دمشق إلى فرع الخطيب في دمشق فرع الخطيب معروف للكل، طبعًا كانت كل منطقة معروفة في سورية لكل منطقة فرع هو المتنفذ فيها، فمنطقة القلمون كان أمن الدولة هو مستلمها فالمعتقلون يذهبون غالبًا على فرع الخطيب ثم على الإدارة وهي بكفر سوسة.

 طبعًا الحمد لله المواطن السوري خبير بجغرافية مواقع المخابرات وكل فرع مخابرات أين هو موجود؟ لتعرف العز الذي كنا نعيشه، حتى لم يُكبلوا لنا أيدينا أخرجونا في سيارة مخفورين ومعنا الملفات وليس معنا هواتف ولا أي شيء، وكنت قد ذهبت بسيارتي فتركت سيارتي وثاني يوم أعطوها لأخي وما في مشكلة قام بالموضوع، ومعنا متطوع وأنتم أهل المنطقة على أساس أنكم جماعة جيدون، نحن لم نتكلم معه ولا رددنا عليه أنا وأستاذ ثان هو قريبي، فظللنا متوجهين على فرع الخطيب لحد الآن لا يوجد شيء، وأننا معتقلون والخوف من القادم وماذا سيحصل؟ وبين مصدقين وغير مصدقين حتى وصلنا على فرع الخطيب وهنالك أدركنا ما نحن قادمون عليه عرفنا أين أخذونا؟ 

 عندما يستلمك العناصر وقتها أنت تعرف أين أتيت؟ سأحكي التفاصيل، أنزلوك لتحت على درج وقبو ونحن نزلنا على قبو وبأكثر من محل، لكن بهذه الطريقة اذهب راجع فلانًا وليس بهذه الطريقة أنت مقتاد، وبدأ وبعنف ولحد الآن لا أحد مد يده عليك(قام بضربك)، فأول طلب طلبوه منك اخلع ملابسك بالكامل، وإذا فكرت أن تعترض أو أي شيء فهنا الطامة الكبرى أول شيء يعلمونك يجب أن تُنفذ إياك ثم إياك، بدأ التفتيش المهين واللؤم والشتائم وكل شيء تتخيله، وأنا لا أعرف البقية ماذا حصل  معهم، لكن أدركت من البداية أنهم يُعاملونني بشكل مختلف والآخرون يؤذونهم ويزعجونهم، لكن أنت لك وضع خاص عندنا موصى فيك مثلما يقولون، فاقتادونا حتمًا لم يضعونا مع بعضنا كل واحد أخدوه على مكان.

ودخلت أنا طبعًا يضعون على عيونك ويأخذوك مثلًا لمحل قد تقف ساعة تنتظر، بعد ذلك ولا نعرف كم الساعة كانوا قد أخذونا مساءً وحتمًا صارت الساعة بعد 10:00 في الليل.

 كل هذه  الفترة مثلًا أخذوني على زنزانة وأزالوا الطماش(العصابة) عن عينيّ وشلفوني شلف(رموني) فيها، زنزانة ثلاثة أمتار بأربعة موجود فيها 35 شخصًا أو 40 شخصًا تقريبًا، فدخلت وجلست مستهجنًا الشيء الذي صار معك ليس طبيعيًا أبدًا، زنزانة في داخلها حمام عليه برداية(ستارة)، وسنكتشف لاحقًا أن هذا "مريديان" قياسًا على ما أُعد لنا في مكان آخر، ويا ليتنا نظل بفرع الخطيب ولا ننتقل إلى مكان ثان، كان شيئًا مزعجًا وبعد قليل أحضروا لنا الطعام فوق بعضه باذنجان وبرغل وبندورة، فأنا لا أُريد أن آكل، فقال لي شخص من مدينة دوما ومشكلتي أنا لا أذكر الأسماء ومعظم المعتقلين كانوا معنا من مضايا ومن دوما ومن الزبداني، قال لي: كل. قلت له: لست جائعًا. قال لي: كل لأن هذا الأكل لبعد 24 ساعة لن تراه، ولا تقم بهذه القصص فيما بعد نُفهمك كُل...،  فلمست الشهامة والرجولة عند المعتقلين من أول لحظة، فأول أمر قالوا لي إياه حيث استلمني شخصان أو ثلاثة من دوما حتى الآن أذكر كان الغالبية من دوما هناك التوصيات التالية: أنت جئت على محل(مكان) وعرفت أين أنت؟ ولا نُخوفك لأنك رأيت بعينك، وأهم أمر لا تحكي مهما صار معك لا تعترف بأي شيء عملته لا تعترف، لأنك إذا اعترفت لن يتركوك ورحت فيها، فلا تعترف ومهما قالوا لك ومهما تعرضت لتعذيب لا تعترف بشيء نهائيًا وأمرك لله، أنا خائف وكم سنبقى، ومتى سأخرج؟ ونحن صار لنا  50-40 يومًا ولا نعرف...، لا تحكي لا تسأل هذه الأسئلة اجلس وروق(اهدأ) خليك رايق(ابق هادئًا) ولتنتظر القادم؛ لأن القادم ليس بشيء جميل أبدًا، ويجب أن تُحفز عندك كل شيء من الرجولة والقوة ورباطة الجأش والصبر وتحمل حتى تُعينك على شيء من القادم، ولن تكون كافية، هم أفزعوني وبنفس الوقت أعطوني التعليمات أهم شيء إياك ثم إياك أن تؤمن لأحد، وأول أمر لا تحكي لنا أي شيء، وأمر ثان مهما ما تعرضت لعذاب لا تحكي.

 وهذا التحضير "لبروفا" للشيء الأسوأ القادم فيما بعد في 285 (فرع التحقيق في أمن الدولة 285)، فيضعونك في الغرفة الموجودة فيها وفي كل غرفة بجانبها غرفة تحقيق وطوال اليوم تسمع صوت الضرب وصورة العذاب طوال اليوم، فتفرط (تنهار) في هذه الحالة طوال اليوم من الساعة 8:00 صباحًا يستمر حتى السادسة أو السابعة مساءً وأنت تسمع صوت شخص يُضرب ويقول: والله ما دخلني ومحقق يسأله بلهجة لا تُوصف باللئيمة لا تُعبر عن أدنى دركاتها بلهجة يعني لا أعرف الكلمة التي من الممكن أن تكون مناسبة لها ويسأله، والآخر يصيح وكلما أجاب يأتيه الضرب، نسمع صوت التعذيب بالكهرباء والدولاب وكل هذه الأشياء تعذيب شديد جدًا، كأنك في فيلم رعب حقيقي يصير في الغرفة حتى أعصابك تفرط ويُعطونك جرعات لتكون جاهزًا لساعة التحقيق معك.

 فمثلًا أنا ذهبت يوم الأحد، والأحد في الليل يكون هناك تعذيب وليس في كل الغرف، لكن بمجرد أن صارت الساعة 8:00 صباحًا رن الجرس بعدها يرن الجرس نفتح باب الزنزانة يأخذون أحدًا ثم يرن الجرس على ضابط تحقيق، يرن الجرس يأتي عسكري أحضر لي فلان في 27 يذهب على 27 يفتح الباب، فنحن نسمع هذا فيلم الرعب والموسيقى التصويرية المرافقة له هي فتح الأبواب ورن للجرس وشوط للتعذيب، هذا كله نسمعه ونعيشه ونحن خائفون ومرتعبون، فأنت من الثمانية صباحًا تُجهز نفسك تكون وقتي وقتي.

 يوم الأحد نمنا استيقظنا صباحًا ممنوع أن تنام في النهار استيقظنا صباح الاثنين أيضًا لا يوجد شيء الثلاثاء أيضًا لا يوجد شيء، أنا فقط أعيش وأشاهد فيلم رعب طوال اليوم بشكل دائم، رن الجرس خفت أن يأتوا لعندنا وعندما أتوا أخذوك أو أخذوا غيرك وهذا الانتظار فتح باب الزنزانة أُغلق وشخص يصيح طبعًا أنت تسمع من كل الغرف لكن أكثر شيء تسمعه حتمًا الغرفة التي هي بجوارك تمامًا وهناك شيء مفتوح شباك شيء يوصل الصوت لعندك ويجب أن يصل الصوت لعندك تسمع الصوت بشكل قوي، ولا ترى الضوء نهائيًا واللمبة(المصباح) يعمل ليلًا ونهارًا بشكل دائم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/10

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في سوريةانتشار الجيش في مدينة قارة 

كود الشهادة

SMI/OH/113-10/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-قارة

شخصيات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

فرع التحقيق في أمن الدولة 285

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

فرع الأمن السياسي في ريف دمشق

فرع الأمن السياسي في ريف دمشق

الشهادات المرتبطة