الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تنظيم الثوار لاحتياجات المدنيين ومحاولات نظام الأسد لتشويه صورة الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:24:21

هنا توجد عندنا نقطة مهمة كثيرًا والتي هي يعني علامة بارزة ومميزة لعام 2012 والتي هي: موضوع الاعتداء على الممتلكات العامة وعمليات التخريب التي كانت تحدث بشكل عام في كل سورية، طبعًا ليس من باب التألي أو أنه نوع من الاتهام الباطل، لكن هناك أدلة قوية تدل على ذلك، وأنه كان يوجد موضوع منسق ومنظم من قبل النظام بتشجيع أناس معينين على القيام بهذه الأعمال، وأنا أتهم في ذلك بشكل مباشر بالمنطقة عندنا الأمن العسكري الذي كان موجودًا في المنطقة عن طريق عملائهم، طبعًا نحن اكتشفنا فيما بعد أنهم عملاء وهم عشوائيون فناسبتهم كثيرًا حياة العشوائية واللا نظام، فصاروا يمارسون أعمالهم بشكل تخريبي.

 إذًا أول شيء مثلًا: موضوع حرق المدارس الذي أصبح يحدث في كل سورية، يعني هل توافق الجميع بدون علم أحد؟ كل الثوار يعني، وعندهم في التنسيقيات أي شيء كان يُكشف على الملأ، والتنسيقيات كلها كانت تدعو -والتي هي كانت الرابط الأساسي بين كل الثوار في سورية- إلى الحفاظ على الممتلكات العامة وعلى الحفاظ على العلاقة مع الأطياف الأخرى، بما أن المكون الأكبر للثورة هو المكون السني فكان الكل يحافظون بهتافهم وبتصرفاتهم على الممتلكات العامة وعلى العلاقة مع المسيحيين ومع الدروز ومع الكل، ولم يكن هذا الكلام [موجودًا] في 2012 نهائيًّا، حتى كان الكثير من الطوائف من العلويين أنفسهم كانوا ينأون بأنفسهم عن تصرفات بشار الأسد قبل أن ينغمسوا في التشبيح لاحقًا، فكيف كان يصير هذا الموضوع أنه والله في كل سورية تُحرق مدارس لماذا؟ ما هذا السر مثلًا العجيب؟ أنه في نفس الوقت حرق مدارس هنا وهناك، وسرقة أكبال الكهرباء والهاتف لماذا تصير في كل سورية؟ يعني بنفس الوقت، يعني هل اتفق جماعة "اليللي" مثلًا وتعرفون جماعة "اليللي" ما معناه هؤلاء الذين يجمعون الألمنيوم والنحاس وكذا وما إلى هناك ويبيعونه، يعني [هل] هؤلاء الجماعة [متفقون] أن يسرقوا هذه الأشياء؟ أم هي عمليات تخريبية مقصودة؟ سرقة مدارس وحرقها وسرقة ممتلكات عامة كانت هذه الأشياء تصير بهدف أنه انظروا إلى الثورة ماذا عملت وكنا نعيش في أمان ولا يوجد أحلى من هكذا، وهؤلاء قاموا وهم لا يريدون بشار الأسد فانظر ماذا يصير! حتى [تجعل] الناس التي لم تنخرط في الثورة حتى تجعلها تكره هذه الثورة، والدليل على ذلك أنه لو هذا التنسيق تم، وكلنا نعرف أن أي تنسيق يصير نحن الثوار توجد عندنا مشكلة كبيرة جدًّا أنه لا تُبل في فمنا حبة فول (لا نكتم سرًّا) فنكشف أمرنا فورًا، فكيف هذا التنسيق كان يصير وأنهم يعملون عمليات منظمة في كل سورية نفس العمليات، لولا أنها هي عمليات منظمة من قبل المخابرات أنهم يبثون الناس التابعين لهم.

 مثلًا: أنا سأذكر لك دليلًا قويًّا جدًّا، نحن في مدينة قارة انتشر التشليح (السرقة) على الطريق العام، حسنًا الناس التي كانت تقوم فيه كلهم أشخاص مشبوهون، وكلها ناس عندهم تاريخ أسود بالتخبير وبالسرقة وبالدناءة وليس لها أية علاقة في الثورة، يدعون أنهم يعني مع الثورة، وهم كلهم الآن يعيشون عند النظام ويشبحون عند النظام وهم الذين كانوا يقومون بعمليات السرقة على الطريق العام، بهدف أنه والله هذا شبيح فأخذنا له سيارته وهذا غير ذلك، وكل قارة كانت تعرف أن الذي كان يعيد السيارات وكان يعيد المسروقات هم الثوار وناس معروفون بقارة وموجودون بأعيانهم الآن وهم نازحون خارج البلد، وهم الذين كانت الناس -أصحاب السيارات- [يلجؤون لهم] حتى يرجعوها لهم من هؤلاء السارقين الذين كانوا عملاء للأمن العسكري الموجود بالنبك وللعميد مازن الكنج، فهؤلاء كانوا ينشرون ناسًا لهم، يعني هل يعقل ثائر واحد يخرج ويهتف ويخرج من الجامع ويروح إلى الطريق يسرق! بدعوة ماذا؟ وبعد ذلك الأشخاص كنا نمسكهم نحن، و[هم] أشخاص معروفون بتاريخهم الأسود، وأنه لا يمكن أن يكون لهم أية علاقة بالثورة، [هذا عن] الرقم 1، والرقم 2 أنه يوجد قسم كبير موجود الآن يشبح في البلد، وهناك قسم قُتل منهم.

 حسنًا هنا توجد نقطة أن الثوار على مستوى قارة، بين بعضهم صار هناك اتفاق؛ أننا نحن نحمي هذه الممتلكات فصاروا يضعون حراسة سرية، وكنت مشاركًا بشكل كبير جدًّا في التنسيق مع بعض الإخوة، وهناك كثير من الثوار لا يعلمون بهذا الأمر؛ أننا [كنا] نضع مجموعة من الشباب المتحمسين ومن النشطاء ونوزعهم نوبات ليلية عند المدارس ومؤسسات الدولة بشكل عام، أضف إلى ذلك أنه كان هناك تنسيق من قبل إخوة آخرين وأنا كنت مشاركًا فيه ولكن بشكل جزئي، لحماية مداخل البلد حتى إذا صارت هناك مداهمات أو كذا يخبرون أن هناك مداهمة حاليًّا، وهذا طبعًا الموضوع كان يصير عليه بعض الإنفاق؛ يعني أن هذا الشاب الذي سيخرج ليحرس أو كذا تعبئ له بنزينًا أو كذا وتؤمن له طعامه خلال هذه السهرة، فكانت حماية للممتلكات العامة، ويا سيدي الكريم سأزيدك أيضاً أنه كان [هناك] حتى حماية للدير (معبد النصارى) الموجود في البلد حتى لا يقترب منه أحد، يعني لأنه مثلًا هذا النظام كان يبعث عملاءه مثلًا ليعتدوا على الخوري الموجود، وخرج الخوري وصرح أنه من المستحيل أن يكون هؤلاء هم الثوار، وبعد ذلك غير تصريحه بعد أن دخل النظام إلى البلد، ورموا على الكنيسة مثلًا مرة شيئًا ما، ويستحيل أن يكون أهل البلد يعملون شيئًا كهذا يعني هذا كلام الكل يعرفونه، ولا أحد يكذب يعني من الموجودين بالبلد يعني ويقول: لا. فالهتاف كان في حارة المسيحية في بلدنا في قارة كله هتاف يدعو إلى الوحدة الوطنية، وإذا غيرنا لم يقدم فنحن نريد أن نقدم بهذا الاتجاه، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك إلا ما ورد في التقارير الكيدية التي كانت تُكتب أننا نحن والله كنا نقول: كذا وكذا، وهناك تقارير كُتبت فيّ بكلام يستحيل أن أكون قد قلته وأنكم أنتم تحرضون ضد المسيحيين، والمسيحيون قبل غيرهم يعرفون أنني لا يمكن أن أكون أحرض ضدهم لا يمكن، وعمليات السرقة التي كانت تصير على الطريق العام كلها عمليات خاصة بهؤلاء الذين نحن نسميهم الثرثرية؛ عملاء الأمن العسكري والعميد مازن الكنج الذي كان في النبك، فهم عملاء له وكانوا يقومون بهذه العمليات وبتخريب المدارس وحرقها وما إلى هنالك، وكل الناس تعرف من كان يحمي هذه المناطق ومن كان يوزع، وكل أهل قارة تعرف من كان يحمي هذه ريكارات (أغطية أنفاق خط الهاتف) الهاتف بعد أن ركبوها مرة ثانية حتى لا تتعرض للسرقة، وأنه كان هناك حماية وحرص شديد جدًّا، حتى مثلًا الكهرباء عندما صار على سبيل المثال أن الناس لم تعد تدفع فواتير (الضرائب) وكيف صار هناك حملة من قبلنا نحن على كل من سرق الكهرباء، فنروح إليه وأول شيء [نكلمه] بالحسنى وأنه لا ينبغي أن تسرق كهرباء وهذا يا أخي للبلد وليس للنظام، والنظام غير مؤسسات الدولة، وأنت تقطع الكهرباء عن غيرك بهذا الشكل، الذي جاء بالحسنى وإذا لم يستجب يُؤتى إليه بطرق أخرى عقابية، لكن طبعًا يعني 99% من المخالفين كانوا يستجيبون بالحسنى ولا نلجأ يعني ولا نُضطر أن نلجأ معهم لأي أسلوب آخر، فكانت هناك حماية لكل شيء وعناية بكل شيء بالمرافق العامة مثلًا الماء، لم يبق مازوت فالقائمون على الأمور في البلد يتصلون مثلًا بجماعة الكازية (محطة الوقود) لتبعث لنا مثلًا إلى بئر الماء المازوت، فيبعثون لنا، والكل يتعاونون، مثلًا: توزيع المازوت في البلد ونحن بلد تهريب المازوت والبلد الوحيد الذي في كل سورية توزع فيها 6 مرات للعائلة الواحدة مازوتًا في العام هو قارة، وأنا أتحدى بذلك، فلا يوجد بلد كان يُوزع فيها 6 براميل مازوت بالعام الواحد، وهذا الأمر نحن كنا ننظمه مع الكازيات أنك أنت بشكل دائم، والكل يعرف هذا الكلام، ومن أراد أن ينكر فلينكر، أما الكل يعرف هذا الكلام وموثق في محاضر موجودة أنه كان هناك اتفاق مع الكازيات أنه يأتيك مثلًا مازوت وسوف نوزعه، ونحن توجد عندنا أسماء من أهل البلد وهؤلاء سوف يأتون ليكتفوا وللنازحين نحن نعطيهم حسب حاجتهم، لأن معظمه كان تبرعات للنازحين، أما أهل البلد فإنهم يدفعون ثمنها.

 موضوع الخبز مثلًا على سبيل المثال: عندما لم يبق هناك نظام في البلد تقريبًا لم يعد الجيش يدخل وصارت البلد شبه مستقلة وموضوع الخبز مثلًا كان بشكل دائم يناوب واحد عند فرن الخبز حتى لا يعطي لأحد من خارج البلدة أو كذا أو [يأخذ] ربطات (أكياس فيها أرغفة من الخبز) أو ينتبه للوزن، وموضوع كولبات (محل بيع متنقل) فرن الخبز إلى الآن إذا أُشهد هو مثلًا فسيشهد أننا كنا نؤمن له الخميرة والمازوت وكل شيء ينقصه حتى عندما لا يعطونه الطحين، والنقاط العسكرية تمنع الطحين أن يدخل إلى البلد، كنا نعطيهم الطحين المخزن عندنا؛ وأنك أنت اخبز منه وتعيد لنا (ما بقي)، والمهم أن الفرن لا يتوقف أبدًا، ولا لأي سبب من الأسباب أبدًا.

 موضوع الغاز مثلًا على سبيل المثال صرنا نؤمن الغاز من لبنان، طبعًا الغاز صار يوجد فيه ضائقة كبيرة جدًّا في سورية، ولم يعد يأتي الغاز أو صارت [الدولة] تمنع أن يدخل إلينا، فصرنا نأمن الغاز من لبنان بشكل دائم.

 كل هذه الأمور كان يقوم بها الثوار، ومثل ما قلت لك يعني حماية الممتلكات العامة بشكل عام كان هذا يعني همًّا أساسيًّا، والمساجد التي تُصلى فيها صلاة الجمعة حتى لا تصير أية تفجيرات أو أي عمل كان كل هذا من أعمال الثوار.

 طبعًا هنا أريد أن أعرج على نقطة مهمة كثيرًا؛ موضوع حماية الدير، وفي الدير كان هناك راهبة من خارج البلد هي أظن من لبنان وبإيطاليا كانت أو ما إلى هنالك، طبعًا هذه الراهبة التي هي من المفترض أنها يعني شخص ديني وله رمزية دينية معينة، كانت والله أعلم عندها يعني أهداف سياسية سيئة جدًّا، وهي يعني بالدرجة الأولى ضد المسيحيين الموجودين في قارة قبل أن تكون ضد غيرهم، ولها أعمال كثيرة مشبوهة هذه الراهبة، طبعًا هي كانت لها علاقة وثيقة جدًّا بأبي سليم دعبول المعروف، وعضو مجلس الشعب جاد الله قدور المعروف، يعني هؤلاء الأشخاص عند ذكر اسمهم يُعرفون من هم، فهذه الرهبة ومع أن الثوار هم الذين كانوا يحمون الدير ويديروا بالهم [وكانوا متيقظين] لكي لا يقترب منه أحد، ولا أحد من الثوار سيؤذيه لكن حتى لا يعمل أحد خللًا بين المسلمين وبين المسيحيين، أن هناك أحد اعتدى على الدير، فكانت لها أعمال كثيرة -سبحان الله-، وتأتي تحضر بجانب المظاهرة وترى كذا وتخرج على الإعلام بمكان ثان من العالم وتصرح بأشياء أخرى وأنها رأت الإرهابيين، وهي كذابة ولم تر إرهابيين أو مسلحين يعني هي عندما حضرت المظاهرة لم تر مسلحين ولا هم يحزنون، لكن تخرج لتصرح بتصريحات توافق هوى النظام؛ نعم حضرت مرة مظاهرة ولم تحضرها هي كمتظاهرة بل جاءت مرة على إحدى المظاهرات فاستدعاها الشباب أن انظري، وهم بطيب نية يعني لكن سبحان الله طيب النية أوصلنا إلى كثير من الأشياء السيئة، وأنه تعالي وانظري، فجاءت ورأت وعندما خرجت صرحت على إحدى القنوات اللبنانية فقالت: أنها قد رأت الإرهابيين أو المسلحين يحمون المظاهرة، علمًا أنه لم يكن وقتها هناك سلاح في قارة، وهي تعرف ماذا يصير، لكن كانت تصريحاتها كلها تصب في مصلحة النظام، والدليل على ذلك أنها الآن تشبح عند النظام وتقعد وتعيش، وقد استلمت الأمور كلها، فهي كانت موعودة بشيء، طبعًا من الأشياء التي كانت لها أيضًا وهي [أمور] قميئة وقبيحة أنها تجلب مثلًا المساعدات التي تأتي من الخارج (مساعدات من الأمم المتحدة)، وتضع لها شعارات طائفية وكانت تريد أن توزعها، طبعًا منعناها نحن من ذلك، وهي بخبث ودهاء وافقتنا ورضيت أن تعطينا إياهم لنوزعهم من دون أية شعارات، وأن أزيلوا الصناديق التي عليها شعارات، [وكانت شعارات] طائفية معروفة يعني بهدف تبشيري كانت تعمل هذه أشياء كثيرًا، علمًا أن هذه المساعدات تأتي من الأمم المتحدة بشكل مباشر يعني لا علاقة لأحد بها من أية طائفة أو دين، فكان من ضمن الكلام الذي قلناه معناه أننا نحن كلما جمعنا نقودًا من الجامع واشترينا مساعدات نكتب عليها مثلًا أشياء [أو شعارات] فهي اسمها مساعدات إنسانية لا يُكتب عليها أي شيء، فهي راحت بعد فترة وتركت البلد وراحت، ورجعت فيما بعد إلى الدير والآن مستقرة في الدير يعني لا أحد يروح إليهم إلى الدير فهي معروفة؛ هي شخص معروف بتواصله مع المخابرات ومع أذرع النظام وهي الآن لها يعني سطوة كبرى في البلد يعني لها صولة وجولة في البلد، وحتى كان لها أذرع يعني واحد من الأذرع كان من كبار [المخبرين] ولأنني أحكي شهادة لا أعرف ما العلاقة بينهم وهل هي علاقة وثيقة أم لا؟ لكن يعني واحدًا من المقربين منها هو يعني أكثر رجل له علاقة بالتقارير الكيدية في مدينة قارة، وهو مدرس موسيقى وسأذكره بالاسم طبعًا اسمه حبيب عيسى وهذا الشخص كان هو المخبر الأول في البلد، والقلة القليلة التي تعرف ذلك، وأنا لو لم أر بعيني عندما اعتُقلت لما حصلت على هذه المعلومة، فهو المخبر الأساسي في مدينة قارة وكبير المخبرين وكان يعيش خارج البلد لكنه ينسق أمور المخبرين في البلد، هذا الرجل يعني عليه من الله ما يستحق، لأنه كثيرًا ما تسبب في إيذاء ناس بالتخبير لكل جهات الدولة.

 طبعًا هذا بشكل عام حول حماية الممتلكات العامة والهدف أن النظام يعني الدليل المنطقي والواضح جدًّا لماذا هذه العمليات تصير في كل سورية بنفس الوقت؟ يعني مثلًا هناك توتر معين يصير يعني بكبسة زر، ولماذا نفس عمليات التخريب تصير في كل الأماكن؟ وسُرقت أكبال الكهرباء والهاتف في كثير من الأماكن بعدة أماكن بريف دمشق لماذا مثلًا في معظم الأماكن حُرقت المدارس ما السبب؟ هناك جهات معينة تنشط هؤلاء الخبثاء الثرثرية (المخربين) -مثل ما نقول نحن- حتى يقوموا بهذه الأعمال التخريبية حتى يكرهوا الناس بالثورة، والدليل على ذلك أننا نحن في بلدنا لم يكن هناك انفلات أمني وكانت الأمور مضبوطة ودوريات أمنية تمشي وتسير الأمور، وأي دراجة نارية مثلًا: أمام أبواب المدارس أو أمام كذا يمنع من المرور، وأي مشكلة تُحل، وبسبب أنه صار يوجد عندنا مثلًا عدد كبير من النازحين وهناك ناس يستحقون يعني أنك أنت تخدمهم وتسكنهم في عينيك لأنهم أهل ثورة، وهناك ناس كانوا سيئين وهم ضد الثورة أساسًا، حتى هناك قسم من الناس لن أذكر من أين هم حتى لا يكون الحديث مناطقيًّا يعني اشتغلوا بالمخدرات وتم يعني إيقافهم واعتقالهم من قبل الثوار بالبلد لأنهم مُسكوا وهم يتاجرون بالمخدرات ولم تُقبل فيهم أي وساطة في ذلك، فنحن فعلًا كنا نحاول أن نقدم أفضل ما لدينا والذي يعني يوجد لديه ضمير يشهد إذا سمع هذه الشهادة مني سواء كان مؤيدًا لهذا النظام المجرم أو معارضًا له أنه كيف كان وضع تأمين الخبز في البلد؟ وكيف كان وضع تأمين الغاز؟ وكيف كان تأمين المازوت؟ وهل يا ترى قبل وبعد [دخول الثوار] هكذا كان تأمين الخبز وتأمين المازوت؟؟ كنت تروح إلى الفرن وتنتظر وقتًا طويلًا وكذا؟ أو أنك دائمًا كنت تجد هناك ناسًا تنظم الدور وتنسق تركز الأمور على الـ 24 (بشكل كامل) حتى لا تتأخر أنت بشيء وتأخذ [الخبز].

[وبالنسبة لـ] الكهرباء فجماعة الكهرباء كان عندما يصير أي عطل نحضر لهم فواصم الكهرباء من لبنان، ونؤمنها لهم، فالنظام لم يعد يعطيهم، والماء [نؤمنه] ولا يمكن أي شيء تحتاجه أو أي جهة خدمية تحتاج شيئًا إلا ونؤمنه لهم، مستحيل وأنا أتحدى في ذلك فأنا كنت أشتغل في المجال الخدمي أن أي جهة خدمية في البلد هاتفًا أو كهرباء أو خبزًا أو أي شيء يريد شيئًا حتى لا تتعطل على البلد إلا ونؤمنه له.

 هنا توجد نقطة فنحن بفترة من الفترات [الجيش] خرج وترك والنقاط التي هي في الغرب راحت، فصار الموضوع مفتوحًا، لكن طبعًا هذا الكلام كان في الـ 2013 فكان هنا يوجد عندنا شيء اسمه مجلس محلي ثوري، فتم تشكيل مجلس محلي ثوري لمدينة قارة، وهذا المجلس كان يهتم بالأمور التعليمية وعنده لجنة تعليمية ولجنة إغاثية ولجنة صحية وقانونية إلى ما هنالك كل لجنة ولها عمل، ولجنة خدمية طبعًا كانت من أكثر اللجان نشاطًا هي اللجنة الخدمية واللجنة الإغاثية، وهناك لجنة دفاع مدني يعني نحن كان عندنا مثلًا سيارة إطفاء طبعًا هي كانت للبلدية مثلًا وصرنا نحن نحركها، وكنا قدر اشترينا أنابيب إطفاء كبيرة جدًّا للحرائق، فعندما يصير أي حريق بعد قصف أو كذا، [فهناك] دفاع مدني مجهز بكل ما تشاء وله مستودع وهو جاهز لأي حالة طارئة يعني، وقام بعمل كثير من عمليات الإنقاذ وإطفاء الحرائق وما إلى هنالك، وأشخاص مسؤولون بأعيانهم عن هذا [الأمر].

طبعًا المجلس المحلي يعقد اجتماعات بشكل دوري وينظم هذه الأمور، طبعًا أكبر جهد كان متركزًا على [القطاع] الإغاثي والخدمي فاللجنة الخدمية كانت تهتم بتوزيع المازوت وهي تشرف على توزيع المازوت فتأخذه من الكازيات (محطات الوقود) وتوزعه على الأهالي، وكانت هي تشرف على موضوع الخبز، وكانت هي التي تؤمن الغاز وكانت هي التي تؤمن فواصم الكهرباء إذا صار هناك أي شيء، وكانت هي التي تبعث المازوت إلى الموتورات (المحركات) لتضخ الماء إلى البلد إذا لم يبق عندهم المازوت.

 هذه الأمور كلها كانت من اختصاص اللجنة الخدمية، وهي حقيقة كانت لجنة نشيطة ومجتهدة جدًّا يقوم عليها مجموعة من الأشخاص، طبعًا نحن خصصنا لهم رواتب معقولة يعني كانوا متفرغين تمامًا يعني يأتون إلى الدوام من الصباح حتى المساء، ويقفون على توزيع المازوت طوال اليوم ويروحون ليناوبوا بشكل دائم عند فرن الخبز وعند الكولبات (أماكن بيع الخبز) وهم مسؤولون عن الناحية الخدمية، ولا يخلو الأمر من أن يصير هناك خلل أحيانًا، يعني ليس كل الناس تريد  الوضع أن يتقدم، لكن هذا الخلل كان الحمد لله قليلًا، وفي معظم [الأحيان] كانت الحمد لله يعني الأمور[تسير]  كما يجب.

المدينة لم تكن تحتاج شيئًا [أبدًا] يعني أقول لك مثلًا يعني كل بلد ولها طبيعة، ويمكنك أنت [أن تجعل] أمورك [تسير بشكل جيد] من خلال طبيعة هذه البلد مثلًا هنا يمكنني أن أنتقل لموضوع أنه كانت توجد نقاط عسكرية محيطة بالبلد وهذه النقاط العسكرية كانت تقصف البلد بشكل دائم ومتقطع، وسنحكي عن موضوع القصف لاحقًا يعني كانت تُقصف البلد بشكل متقطع وكانت تراقب دخول كل شيء يأتي على البلد وسيارات الإعانة من الهلال الأحمر مثلًا أو السيارات الخضراء وأي شيء مثلًا قادم إلى البلد كانت هي تراقبه وتسمح لمن تريد وتمنع من تريد، فكان من الأشياء التي يمنعونها مثلًا سيارات الهلال الأحمر وخاصة سيارات الطحين، طبعًا المازوت يدخل بكل سهولة ويسر لأن المهربين هناك مصالح بينهم فكانوا يدخلونه، فهذه الأمور تخيل أنها كانت في قارة تُحل بكل بساطة، فهم منعوا عنا أكثر من مرة سيارات وهذا الكلام صار من الممكن أن نقوله يعني فأكثر من مرة منعوا عنا سيارات وفيها كميات كبيرة، حتى النكتة أنهم مرة منعوا سيارات كانت ذاهبة إلى النبك فلم يقدروا في النبك أن يدخلوها، فظلت قادمة لتروح إلى طرطوس، فنحن اتفقنا مع السائق وأوقفناها في قارة وأدخلناها إلينا، فكيف أنت تدخلها؟ الأمر بكل بساطة عن طريق المهربين، [فإن أعطيت] 100 ألف ليرة سورية إلى الضابط المشرف على النقطة العسكرية لن يدخل لك السيارة فقط بل افعل ما تشاء فيدخل السيارة ويدخل هو معها لينزل لك [ما بداخلها] يعني من باب المبالغة، لكن هو يدخل لك السيارة وماذا تريد يعني حتى أحيانًا تصير أمورًا مضحكة أننا ننزلهم بمستودع خارج البلد وننقلهم في الليل مثلًا مع سيارات المازوت ندخلهم فنحن الحقيقة استفدنا [كثيرًا] من موضوع التهريب أننا نحن لم ننقطع من المواد الإغاثية إطلاقًا فكانت عندنا كمية طحين كبيرة وكمية أكل كبيرة في البلد موجودة لأننا نحن كنا [متوقعين] أن نُحاصر.

 بالنسبة للمهربين هناك نقطة مهمة كثيرًا هم ناس منا وفينا (ينتمون إلينا) وخرجوا من بيننا وبعضهم طريقهم خاطئ طبعًا ولا ينبغي أن يمشي فيه وبعضهم أُلجأ لهذا العمل اضطرارًا لكن الحقيقة يعني كان فيه مبالغة يعني بالخطأ بهذا الأمر، لكن الحقيقة أن هناك نقطة مهمة جدًّا تنظم علاقتنا مع المهربين أنهم جماعة يريدون مصلحتهم يعني هم غير مستعدين أن يواجهوا أحدًا فإن كانت مثلًا مصلحتهم معك يمشون لك أمورك وهم يظلون [في جميع الأحوال] أولاد البلد يعني ليسوا شياطين مثلًا، فهم أولاد البلد وهم ليسوا ضد أن يدخل شيء إلى البلد يعني فإنهم كانوا يساعدوننا بأمور كهذه أن اذهب وأعطه مثلًا؛ تكلم لنا مع صاحب هذه النقطة فأنت تعرفه ونعم أعرفه وماذا يريد؟ يريد 100 ألف ليدخلها، نعم خذ 100 ألف، والمهرب لن يسرق منا أو كذا وهذه الـ 100 ألف بالنسبة له مبلغ يعني تافه لا يفكر به، ومن الممكن أنك تجعله يدفعه هو، يعني تقول له: أنت ادفعها وأدخلها فيكسب يعني أياد بيضاء عند الثوار، فكانوا بهذه الأمور يساعدوننا كثيرًا.

 إذا أردنا أن نأتي لناحية ثانية يعني البعض بشهادته على الملأ وليس هنا عندكم فأنا لم أسمع شهادة أحد عندكم، يعني على أجهزة التلفاز أنه حكى عن قارة أنها بلد تهريب وكذا فأسأله سؤالًا أنا مثلًا يعني لولا هؤلاء المهربين وأنا لا أدافع عنهم لكنني أحكي واقعًا، فالشهادة لا تحكي فيها عواطفك أو موقفك، وأنا موقفي ضد التهريب قولًا واحدًا وأنبذه فكرة وتفصيلًا وكل شيء، لكن أنت تأتي وأنا سأسألك سؤالًا مثلًا لأنني أحكي شهادة، عندما صار نزوح من القصير من الذي نقل الناس من القصير؟ إنهم المهربون، ولم يشارك أحد خارج خط المهربين فهم عندهم سيارات وهم يعرفون الطرقات فهذه طرق تهريب، وهم عندهم القدرة على التعامل مع النقاط العسكرية ويعرفونها، فهم الذين نقلوهم ليلًا نهارًا، وهم الذين أحضروا الناس، وقسم كبير منهم ساهم بنقل من أراد أن يذهب إلى لبنان إلى عرسال، لأنهم يعرفون الطرقات ويمكن أن يوصلوهم، فكان لهم دور في هذا الموضوع، لأنني أنا أحكي شهادة وأنا لا أحكي موقفًا، فموقفي لنفسي، أما شهادتي لله وللتاريخ.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/17

الموضوع الرئیس

الدعم الإغاثيالاعتداء على المرافق العامة

كود الشهادة

SMI/OH/113-15/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012 - 2013

updatedAt

2024/09/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-قارة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهلال الأحمر العربي السوري

الهلال الأحمر العربي السوري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

مجلس الشعب - نظام

مجلس الشعب - نظام

المجلس المحلّي الثوري في مدينة قارة

المجلس المحلّي الثوري في مدينة قارة

الشهادات المرتبطة