تخفّي مقاتلي لواء ذئاب الغاب، وتهرّب جمال معروف من لقائي
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:38:07
وصلنا إلى قرار أنه لم يعُد يوجد مجال لمقاتلينا، إما عليهم الخروج من سورية أو الالتحاق مع لواء شهداء إدلب، ونحن كان عندنا تجربة طيبة في قتال "داعش" مع لواء شهداء إدلب والجماعة كانوا ملتزمين ومنظّمين وشجعانًا، وكان القرار النهائي هو أن يلتحقوا مع ثوار حفسرجة التابعين للواء شهداء إدلب بقيادة سامي قدور وأمرتُهم بإخلاء المقرات من عند جمال معروف وعدم إخبار جمال وغيره بهذا الأمر، ويجب أن يكون هذا بشكل سرّي في الليل والخروج من مقرات جمال بدون إخباره والذهاب إلى الشخص الموجود في جرجناز، وأمرتهم بحلاقة شعرهم وتغيير مظهرهم وإصدار هويات والتحرك في الليل، فانطلقوا في الصباح الباكر وكانت إحدى هذه الشخصيات هو بيازيد من حلفايا وهو حاليًا مع جبهة النصرة، وهذا الأمر أخذ فترة من الزمن فوصلوا تقريبًا إلى رأس الحصن وهناك كان يوجد حواجز لجبهة النصرة وأوقفتهم هذه الحواجز وعرّف عناصري عن أنفسهم بأنهم من فيلق الشام وكانت هوياتهم مكتوبًا عليها فيلق الشام، ومن بينهم ابني محمود، فأمرتهم الحواجز بالانتظار وقالوا إنه خلال ربع ساعة سيتم فتح الطرقات لأن الإخوة يداهمون المرتدّين من قوات جمال معروف في حارم، وفعلًا خلال نصف ساعة انتهت حارم وتمت السيطرة عليها من عناصر جمال.
التحق مقاتلونا مع ثوار حفسرجة ووصلوا أخيرًا إلى حفسرجة وبدؤوا يقاتلون ضد جبهة النصرة وخاضوا أكثر من معركة وبقوا في حفسرجة حتى يوم سقوط حفسرجة وخرج منها جميع المقاتلين وحتى المقدم أبو طارق لم يستطع الخروج مع العناصر من حفسرجة واختبأ مدة أسبوع في بيت أحدهم، وسيطرت جبهة النصرة على حفسرجة وأبو طارق كان موجودًا ومختبئًا، وبعدها استطعنا عن طريق أصدقائنا إخراجه من حفسرجة وأعطينا لعناصرنا أوامر، وهنا بقي أمامهم طريقان لا ثالث لهما: إما الخروج إلى تركيا وهو الأفضل بالنسبة لي ولكن [قلت لهم:] من سيخرج إلى تركيا وما أتمناه منكم أن تؤمّنوا أنفسكم بالمال، ومن لا يوجد معه المال فعليه بيع سلاحه أو سيارته ويجب أن يكون لديكم مصروف شخصي لأنني في هذه المرحلة لا يوجد عندي مال، وأنا عندما خرجت من سورية كان عليّ الكثير من الديون ويجب عليّ أن أدفع بشكل سريع 135,000 دولار وأنا لا أملك منها ألف دولار وطبعًا كل الدين المترتب عليّ هو ما يقارب 400,000 أو 500 ألف دولار ولكن الدين المستعجل الذي يجب عليّ أن أدفعه هو 135,000 دولار ويجب أن أدفع هذا المال لشخص تركي يعمل في الصرافة، وهذا الشخص عندما نحتاج إلى المال كنا نتصل معه على الهاتف ويرسل لنا الأموال ولكن عندما انكسرنا بدأ هذا الرجل بطلب أمواله البالغة 135 ألف دولار ولم يكن عندي مجال إلا دفعها، فقمت بالاستدانة من هنا وهناك حتى دفعتُها، وفعلًا عناصرنا بقيادة أبو سعيد باعوا ما استطاعوا بيعه من سيارات وخرجوا إلى تركيا.
طبعًا أنا قلت لهم إنه أمامكم إما تركيا أو جمال معروف، ولكنهم رفضوا الذهاب إلى جمال معروف لأن جمال معروف [قالوا:] أساء لنا كثيرًا ولو أن جمال معروف يقصد الخير فإنه يستطيع جمع كل عناصر اللواء ولكن جمال معروف كان سعيدًا بضربنا هو وجماعته، وبدأنا نسمع منهم كلامًا غير جيد وتمّت معاملتنا بشكل سيّئ جدًا في الفترة التي جلسنا فيها عند جمال معروف، ولذلك لا يمكن الاستمرار معه، وأنا ذكرت أن جبهة النصرة سيطرت على حارم من جمال معروف وهنا أصبحنا تقريبًا في الشهر التاسع، وأنا وجمال على تواصل ولكن التواصل فاتر وليس مثل السابق، وفي السابق كان التواصل على مدار الساعة والدقيقة ولكن الآن اختلف الموضوع.
تواصلت مع جمال معروف بعد أن خرج شبابنا وهنا في هذه الفترة تم إخراج شبابنا الذين تم اعتقالهم من قبل جبهة النصرة ولم يبقَ إلا شخص واحد معتقل لديهم وهو شخص من الحفة واسمه رياض الأحمد وهو ابن عم النقيب رياض الأحمد الذي قتله نديم بالوش، وكان عمل هذا الشخص أو اختصاصه في اللواء ميكانيكيًا خاصًا بسيارات قائد اللواء الخاصة، وهو مشرف على إصلاحها وصيانتها، يعني شخص غير مقاتل، وبقي هذا الشخص معتقلًا عندهم وحده، وتم الإفراج عن جميع العناصر وطبعًا لم يكن يوجد أي محكمة ولم يتم اتهامهم بالتشليح أو السرقة كما كانوا يدّعون هم، يعني أنت أسرت 250 شخصًا وهل من المعقول أنك لم تجد أي شخص منهم مطلوبًا لك وأنت من أجل ذلك قمت بهذه المعركة؟!.
استمر اعتقال هذا الشخص وذكرت أن عمله في اللواء ميكانيكي وتم تعذيبه وكانت تهمته بأنه كان يعذّب الإخوة المجاهدين في السجن، مع العلم أن هذا الشخص ليس سجّانًا ولكن اختلط عليهم الأمر مع شخص آخر يعمل سجّانًا وأحضروا أشخاصًا معتقلين سابقًا عندنا -وأنا ذكرت أننا كنا نعتقل أشخاصًا وكانوا يقولون: نحن من جبهة النصرة أو من أحرار الشام ويأتي أشخاص ويكفلونهم ونخرجهم وهذا في أيام قتال "داعش"- فجاء أشخاص واعترفوا عليه وقالوا: هذا هو السجّان ولكن هذا الشخص هو عبارة عن ميكانيكي وهو لم يكن له أي دور وبقي عندهم في المعتقل وتم إخراج شبابنا على دفعات أو دفعة بعد 15 يومًا وثاني دفعة بعد 20 يومًا وثم خرجوا جميعهم ولكن بقي عندهم هذا الشخص حوالي أربعة شهور، وبعدها جاء شخصان -وهما كانا معتقلين عندنا واستطاعا الهروب من سجننا- وقالا: هذا ليس هو [السجّان]، وهذان الشخصان ينتميان إلى "داعش"، وقالوا هذا ليس هو ونحن نعرف هذا الشخص وهو يعمل ميكانيكيًا، وهذان الشخصان كانا ينتميان إلى "داعش" و[هما] سوريان وأحدهما من جسر الشغور والثاني من درعا، وكانا يعيشان في المنطقة سابقًا ويعرفان هذا الشخص، وقالا: ليس هو الشخص المطلوب ومن كان يعذّبنا اسمه الشيخ عبد الإله، وطبعًا الشيخ عبد الإله لم يكن له عمل هنا وأحيانًا يأتي بالصدفة إلى السجن، وعندما يأتي كان يدخل إلى السجن وأحيانًا يصفع أحد المعتقلين على وجهه، وهو صفته نائب قائد اللواء وقائد عسكري ويحق له كل شيء، فكانوا يحقدون عليه، وهذا [الميكانيكي] كان يشبهه فاختلط الأمر [على الشهود].
تمّ إخراج جميع عناصرنا وأنا هنا بدأت بالتواصل مع جمال معروف وقلت له إنه: يجب علينا اللقاء، وطبعًا هذه الفترة استمرت ثلاثة شهور وأنا كان عندي تواصلي وبدأت الدول تتواصل معي.
طبعًا الدول هي عبارة عن أشخاص ويأتي شخص ويعرّفك عن نفسه أو عن طريق شخص ثانٍ ويقول إن هؤلاء المسؤولين عن الملف السوري فرنسيون على سبيل المثال، وأنت تجتمع معهم وأنت لا تعرف إذا كانوا فرنسيين أو غير فرنسيين ولكنهم كانوا يقدّمون أنفسهم بأنهم فرنسيون مثلًا، فكانت الفرصة المطروحة عليّ بأنا نحن نستطيع دعمكم وقادرون على إعادتكم قبل أن تنتهوا، وهم يعرفون أن الهدف هو جمال [معروف]، وأنا هنا أتحدث عن الفرنسيين، فتواصلت مع جمال وطلبت اللقاء، وطبعًا جمال في هذه الفترة جاء أكثر من مرة إلى تركيا ولكنه جاء بالسر ولم ألتقِ معه أبدًا.
نحن كنا بالنسبة لجمال مرحلة وانتهت أو صفحة وانطوت.
أنا طلبت اللقاء مع جمال معروف فقال: إذا أردت اللقاء فتعال إلى جبل الزاوية أنا لا استطيع الذهاب إلى تركيا، فوافقت، وأنا ذكرت أنه كان عندي اختراق في الفصائل وعندي أشخاص ضمن الفصائل الأخرى وهؤلاء الأشخاص كنت أقدّم لهم الدعم وهم موجودون ضمن الفصائل الأخرى وكانوا مع أحرار الشام وجبهة النصرة وكنت أقدّم لهم الدعم ويوجد علاقة قوية بيني وبينهم ويوجد روابط عائلية بيني وبينهم وهنا كانت تسيطر جبهة النصرة حتى جبل الزاوية وكل هذه المناطق، وأنا قمت باتصالاتي مع إحدى المجموعات وقلت لهم: أريد النزول ويجب عليكم تأمين الطريق فقالوا إن أفضل طريق -بعد المشاورات مدة يومين أو ثلاثة ووضعوا خطة أمنية من أجل نزولي إلى سورية- وقالوا: يجب عليك القدوم إلى معبر باب الهوى بشكل نظامي ونحن سننتظرك ونأخذك بسيارتنا، وأنا كان عندي ثقة كبيرة بهم لأنه يوجد قسم منهم من أبناء عمي ومن المستحيل أن يضحّي أبناء عمي بي وبأيّ ثمن.
وفعلًا سرتُ على خطّتهم وكانوا ينتظرونني وأخذوني إلى سهل الغاب وبدأت أتواصل مع جمال معروف ولكنه لا يردّ على اتصالاتي وعندما أكتب له الرسائل فإنه يردّ، وأنا بطبيعتي لا أحبّ الكتابة، فقلت له: أنا يجب أن ألتقي معك اليوم بعد أن التقيت مع جميع عناصري الذين خرجوا من السجن واجتمعت معهم في [سهل] الغاب وفي جبل الزاوية وهنا وهناك، وكان شبابنا حزينين جدًا ويرغبون القيام بشيء ولديهم استعداد للتضحية وللمعركة لأنه يوجد منهم من قُتل أخوه من قبل جبهة النصرة أمامه وهذا ليس بالأمر السهل وأنت مقاتل، وكان المقاتلون لديهم استعداد للتضحية وجاهزين لأي شيء يُطلب منهم، فاتصلت مع جمال ولم يردّ فكتبت له رسالة بأنني أصبحت موجودًا هنا ويجب أن أراك، فقال: تعال إليّ اليوم في الليل، وفعلًا ذهبت إليه بشكل متخفٍّ ومعي شخص واحد من أبناء عمي، وذهبنا على دراجة نارية ووصلنا إلى أول حاجز تابع لجمال معروف في دير سنبل وأول حاجز كان موجودًا في إحسم وعرفني شباب الحاجز وأعطى جمال معروف تعليماته بأنه ممنوع أن يقطع أحد هذا الحاجز باتجاه دير سنبل أبدًا، ولكن عرفني الشباب ورحّبوا بي وهم كانوا من ثوار إحسم وكانوا معنا في جبهة ثوار سورية ويعرفونني جيدًا فسمحوا لي بالدخول وأرسلوا معي شخصين على دراجتين ناريتين باتجاه دير سنبل إلى قرية جمال معروف، فوصلت إلى دير سنبل قرية جمال معروف وبدأت أتصل مع جمال فأصبح هاتفه خارج التغطية أو لا يردّ، فقلت لمسؤول الحاجز: اتصل مع جمال على اللاسلكي وقل له إن أبو محمود موجود هنا، وبدأ ينادي على القبضة ويقول: يا خال يا أبو خالد أبو محمود موجود هنا، فردّ جمال معروف وقال له: يا حيوان ألم أقل لك إن جمال ليس هنا؟ ولكن الشخص الذي كان يتحدث هو جمال وليس شخصًا ثانيًا وأنا أعرف [صوت] جمال جيدًا، فوصلتني رسالة أن الرجل لا يريد مقابلتي، وطبعًا حتى الشاب الموجود معي ابن عمي عرف صوت جمال وقال إن هذا الشخص الذي يتحدث هو جمال فقلت له: دعنا نصبر قليلًا، فانتظرنا نصف ساعة ثم اتصلت مع جمال، ولكن كان واضحًا بالنسبة لجمال أننا انتهينا، فكتبت له رسالة ثم عدت إلى الغاب، وفي الغاب تفقّدتُ جماعتي ثم ذهبت إلى جبل الزاوية وجرجناز وتفقدت كل الأشخاص الذين يجب أن أتفقدهم ويوجد قسم من جماعتي قدّموا لي المال لأنهم يعرفون أن وضعي المادي سيّئ وهم كان لديهم سيارات في سورية أو أشياء قاموا ببيعها أو ذهب لنسائهم وأعطوني مبلغًا تقريبًا 100,000 دولار وهذا المبلغ من عناصر اللواء وقالوا: نحن نتابع وضعك ونعرف أنه لا يوجد لديك مال ونعرف بأن لديك التزامات وديونًا، وبقيت مدة أسبوع في سورية ثم عدت إلى تركيا بدون أن أرى جمال معروف وبدون أن أصل إلى حل لقضيتي أو قضية الشباب.
توقفت عن التواصل مع جمال، وفي أحد الأيام بدأت الحرب الفعلية على جمال وبدأ الهجوم على دير سنبل وأنا كنت أريد من مقاتلينا مؤازرته بأي شكل ولكن جميع المقاتلين رفضوا، وطبعًا هنا جميع المقاتلين الموجودين في سهل الغاب وجبل الزاوية يعرفون بأنني جئت إلى جمال معروف ويعرفون بأنه تحدث على جهاز اللاسلكي وقال: أنا لست موجودًا هنا، والقصة انتشرت بين عناصر اللواء وهم يكرهون جمال سابقًا ثم كرهوه بعد هذا الموقف أكثر وهم كانوا يكرهونه منذ أن كنا في جبهة ثوار سورية ويكرهونه بسبب تصرفه مع عناصرنا بعد أن انكسرنا بالإضافة إلى هذا الموقف، فرفض المقاتلون القتال معه و[قرّروا] عدم مؤازرته وقالوا: إن هذا الرجل تخلّى عنا واحتقر جماعتنا وأذلّهم وأهانهم ونحن لن نؤازره، وهو كان يقول إن لديه 15000 مقاتل ومن لديه 15000 مقاتل فلا يهمّه شيء، ونحن تم قتالنا منذ ثلاثة شهور وهو يجب أن يكون مستعدًّا، وأيضًا خسر جمال حارم وهو يعرف بأنه الهدف التالي، ثم استمرت المعركة عدة أيام وانتهى جمال، ثم خرج جمال إلى تركيا وعندما جاء إلى تركيا تواصل معي فقلت له: سآتيك، وذهبت وقابلته وأنا أضحك وقلت له: هل الأمور جيدة الآن؟ هل انحلّت مشكلتك؟ وهل أنت سعيد الآن؟ وبدأ الرجل يقدّم أعذارًا ومبررات ويقول: إن جماعتي لا يردّون عليّ ولا يسمعون أوامري، وطبعًا أنا أعرف أنه يكذب وكل الأوامر كانت تأتي من جمال معروف ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا بدون جمال معروف.
عدنا للتنسيق مع بعضنا واعتذر جمال وقال: بالفعل أنا كنت على خطأ لأنه لم يكن يوجد أحد ملتزم في جبهة ثوار سورية مثلك كشخص ومثل لوائك وأنتم على المستوى المادي كنتم ملتزمين وعلى مستوى الدورات كنتم أكثر الأشخاص ملتزمين وعلى مستوى القتال مع "داعش" وعلى مستوى المساعدات لجبهة الثوار سورية وأنتم كنتم أفضل فصيل وأفضل من جبهة ثوار سورية ومن [فصيل] شهداء سورية -وهم تابعون له بشكل مباشر- وأنتم كنتم فعلًا أفضل فصيل ونحن أخطأنا بحقكم.
عاد التنسيق مع جمال من أجل العودة إلى سورية، وأنا استطعت تأمين الدعم من عدة دول واجتمعنا عدة مرات مع جبهة ثوار سورية بقيادة جمال معروف، وهنا التحق به مثقال [العبد الله] ويوسف [الحسن] وحركة حزم [لاحقًا] وحاولنا العودة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/16
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/74-45 /
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
أيلول/ سبتمبر - تشرين الأول/ أكتوبر 2014
updatedAt
2024/04/26
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-حفسرجةمحافظة إدلب-دير سنبلمحافظة إدلب-مدينة حارمشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لواء شهداء إدلب
حركة أحرار الشام الإسلامية
جبهة النصرة
جبهة ثوار سوريا