العمل الإغاثي في قارة وآلية تقديم المساعدات للنازحين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:37:01
نحن صارت الأعداد تكثر عندنا كثيرًا من الإخوة الضيوف من خارج البلد، خاصة بعد أن صارت المجازر في حمص وما حولها وبعد مشكلات بابا عمرو؛ يعني خاصة بعد ما صار اقتحام بابا عمرو، طبعًا صار الأمر يعني فوق طاقة [الوضع] أن يستوعبه مثلًا [لم تعد توجد] بيوت فارغة وما إلى هنالك، وصار الأمر فيه ضغط كبير جدًّا علينا بسبب مجيء عدد كبير جدًّا من الإخوة، وتحملهم أو القيام بأعبائهم صار أمرًا يعني فعلًا يحتاج إلى قدرات كبيرة، وصار هناك تنظيم كبير وصارت المجموعة القديمة [نفسها] التي كانت تشتغل معنا بالهلال الأحمر سابقًا اجتمعت والتمت من جديد والبلد كنا [نحن قد قسمناها] سابقًا لأربعة أرباع وكل ربع مقسمة ويعني اتجاهات وتقسيم جغرافي معين وأن كل واحد اختصاصه منطقة وماذا سنوزع بشكل شهري؟
طبعًا صارت تأتينا إعانات أكبر من الهلال الأحمر، وهي إعانات كبيرة يعني أكثر بكثير من السابق، وصار الاعتماد الأساسي عليها، طبعًا هذه الإعانات تأتي بشكل دوري شهريًّا، وكانت تشمل طبعًا البطانيات والطراريح (الفرش) وتشمل أشياء كثيرة، طبعًا الشيء الأساسي هو المواد الإغاثية وأحيانًا مواد تنظيف وما إلى هنالك، [إضافة إلى ] أنه صار هناك جمعيات كثيرة نشطة، وتبعث لنا عن طريق لبنان وعن طريق مثلًا بعض المناطق في سورية، فنذهب مثلًا إلى هذه المناطق ونحمل سيارات ونأتي، ووصل العدد أذكر في آخر التوزيعات التي كنا نوزعها قبل أن نخرج إلى 2500 عائلة كنا نوزع لها يعني عددًا كبيرًا جدًّا [في عام] 2013 قبل أن نخرج آخر شيء يعني توسع العمل الإغاثي بشكل كبير جدًّا.
العمل الإغاثي هو عمل روتيني بحاجة فقط للدعم المادي، فقط أن يكون هناك دعم مادي وهناك شباب متحمسون فهذا العمل يعني يقوم بأفضل صورة، والحمد لله كانت الأمور يعني ميسرة جدًّا، وكان العمل يستهلك وقتنا تمامًا طوال اليوم ونحن منغمسون في هذا العمل من الصباح حتى المساء، ونؤمن ما نستطيع أن نؤمنه من إغاثات للضيوف الذين قدموا إلى بلادنا ونحل مشكلاتهم إذا صار مشكلات كأحد مستأجر أو أحد كذا، وهناك نسبة قليلة جدًّا مستأجرة لكن يعني أكثر من 90% أو أكثر قاعدون في بيوت يعني لوجه الله تعالى أو في مدارس أو في أبنية فارغة أو ما إلى هنالك، طبعًا حتمًا ليسوا قاعدين في ظروف جيدة يعني أنت لم تعد عندك قدرة أن تؤمن بيوتًا لكل هؤلاء الناس يعني حتمًا كانت الظروف [صعبة] يعني هناك ناس الظروف التي كانوا قاعدين بها هي ظروف سيئة مثلًا أو شخص قاعد بصف مدرسة هو وزوجته وأولاده وقد أفرغوا المقاعد وقعدوا بصف في مدرسة يعني هذه الإمكانيات المتوفرة.
هذا بشكل عام بالنسبة لموضوع الإغاثة التي ربما لا نعرف هل نحكي عنه الآن أو نرجع له في وقت ثان لكن هناك نقطة مهمة يجب أن أحكيها في موضوع الإغاثة هو موضوع وتيرة المساعدات من الهلال الأحمر يعني كانت شيئًا يُرفع [بشكل دائم] مع أننا نحن لم نكن نرفع لهم تقارير أو شيئًا فنرفع لهم فقط عن كذا وكذا، لكنهم هم غير محتاجين أن نرفع لهم شيئًا، وكأنه تأتيهم توجيهات أن ابعثوا كذا إلى هنا، وصار [شيء] في المنطقة كذا يعني يوجد أحد غيرنا يخبرهم بصورة الوضع و[هل كانوا] مستفيدين من الأرقام الموجودة عندنا أم هناك شيء ثان لا أعرف، يعني هي طبعًا شعبة متطوعين بالأساس وصار فيها عدد كبير من المتطوعين، ونحن لا أحدا منا يجرؤ أن يذهب إلى دمشق أو كذا، فقط يوجد عندنا شاب موظف كان متبرعًا هو يعني، فهم عينوه في آخر الأمر الموظف المسؤول عنا أو شيء كهذا وهو الذي ينسق لنا موضوع المساعدات التي تأتي وتذهب يعني هو الذي ينسق لنا موضوع الأرقام التي تخرج إليهم ويحضر الاجتماعات والمساعدات التي ستأتي.
الهلال مسمى حتى نحصل على هذه المساعدات ونوزعها على المحتاجين، يعني كان هناك بعض الشباب من عندنا سابقًا قبل الثورة وحتى أثناء الثورة يكون عندهم شيء عملي، أما نحن معظمنا معظم الناشطين والناشطين الأساسيين كانوا يشتغلون تحت مسمى الهلال حتى يحضروا هذه المساعدات ويقدموها لهؤلاء الناس المحتاجين وتوسع العمل كثيرًا في الهلال حتى آخر شيء عمرنا مطبخًا وطبخنا فيه في شهر رمضان وضحينا 200 أو 250 أضحية في العيد وهكذا حتى توسع العمل بشكل كبير جدًّا يعني صار العمل على عدة جهات، ويعني [صار] وقتنا مستهلكًا ليلًا نهارًا، حتى هناك ناحية طبية موجودة ضمن العمل الإغاثي لدرجة أنه في اليوم الذي صار قصف كيماوي رحنا واشترينا دواء للكيماوي، أذكر إبرًا أو شيئًا كهذا، فاشترينا قسمًا كبيرًا من هذا الدواء وجلبناه وجهزناه، وأنه لا سمح الله إذا صار قصف كيماوي فنحن جاهزون، فكنا جاهزين على كل الأصعدة، يعني من ناحية أدوية، طبعًا يعني هاتان الناحيتان مرتبطتان ببعضهما البعض؛ الإغاثية والخدمية، ومن ناحية وجود المواد الغذائية والبطانيات وكذا حتى إذا صار شيء فالطحين موجود والبنزين والمازوت يكفي مدة معينة للفرن وللمولدات وكذا وهكذا إلى آخره، وكل هذه الأشياء كانت موجودة.
نعم كان هناك مستودعات طبعًا ومستودعات كبيرة جدًّا لكن يعني نحن لم نكن متوقعين أن الهجوم سيصير بهذا الشكل السريع، فهذه المستودعات كلها خسرناها في البلد، يعني لا يُلام أحد على ذلك، وصار هناك ناس تلومنا أنه يا أخي لماذا لم تخرجوها؟ وأنت هل عرفت [كيف خرجنا]؟ ومن كان عارفًا أنه سيصير شيء كهذا، يعني الهجوم على قارة كان أمرًا مفاجئًا وسنحكي عنه في وقته أنه صار هناك ناس تقول: أنكم لماذا لم تخرجوا هذه المواد إلى خارج المدينة؟ وهذه المواد أنا محتاجها هنا، فلماذا أخرجهم إلى الخارج وتصير بعيدة عني؟! حسنًا لماذا لم تحسبوا حسابًا؟ ومن الذي قد حسب حسابًا أن الموضوع سيصير هكذا، يعني هذا أمر لا يُلام عليه أحد يعني إلا من باب إذا أراد الواحد أن يقعد يعني يحكي هكذا بالفضاء فسيلوم كما أراد، يعني الواحد يريد أن يقعد ويظهر مراجل ويقول: لماذا لم تخرجوهم؟ لم نخرجهم لأنه لم يكن أحد قد حسب حسابًا أننا سنُقتحم بهذه السرعة.
الناحية الإغاثية يعني وصلت إلى مرحلة كبيرة جدًّا حتى إنه مثل ما قلت لك صارت توجد عندنا كميات كبيرة، لكن هنا الهلال لوحده يزيد يعني مثلًا نحن من غير أن نطلب، كانوا يبعثون بطانيات أيام نزوح أهل القصير وبكميات كبيرة، فلهذا أقول لك: إن موضوع النزوح كان محسوبًا، أو موضوع السيطرة على مناطق؛ أننا نحن سنأخذ بابا عمرو، وأين سيذهب أهل بابا عمرو، سيذهب قسم لهذه المنطقة وقسم لتلك، وهذه المنطقة التي سيذهبون إليها، سنبعث لها موادًا إغاثية حتى نستقبلهم، ونحن عسكريًّا نشتغل من طرف وهناك جهة تشتغل مع النظام، وسياسيًّا هناك جهات أخرى خارجية أو داخلية تشتغل وهناك ناس تفاوض أو كذا يعني الجهات كلها كانت تشتغل مع بعضها، وهذه قناعتي أنا بعد عدة تجارب، خاصة يوم القصير أن الكل يشتغل، فالعسكري يشتغل، وهناك سياسي يشتغل ويقنع الأطراف أنها انتهت الأمور بالقصير وهناك إغاثي يشتغل في ذلك الطرف أن جهزوا أنفسكم، حتى إن النقاط العسكرية تضرب لكن يعني هي التي كانت تمرر الجرحى والمقاتلين وكذا (الداخلين إلى قارة من القصير).
يعني طبعًا هذه الأشياء لا يُلام أحد ويقول لك: والله إنه في القصير، ففي القصير بذلوا ما يستطيعون فأكثر من ذلك ليس عندهم طاقة، فهذا هو الحد، وهذا الأمر اتُفق عليه عالميًّا أننا سنهي هذا الموضوع والفكرة التي أريد أن أوصلها أن موضوع الإغاثة كان مرتبطًا ومنسقًا مع أمور أخرى، ولا يعني ذلك أننا لم نكتشفه في وقتها [بل كنا] نشعر بهذا الشيء؛ أنه لأنك سوف يأتي إليك ناس، تصير تأتيك مواد من الهلال الأحمر، وبنفس الوقت هناك عمل سياسي وعمل عسكري بشكل متواز، فيأتي هؤلاء الناس إليك وأنت جاهز لهم، أو بعد أن يأتوا تنكب (تتوالى) عليك الإغاثات، طبعًا الإغاثة عندنا لم يكن فقط مصدرها الهلال الأحمر، أيضًا كان [هناك] محسنون من أهل البلد لم يقصروا معنا أبدًا وكنا نستعين بإعاناتهم بأشياء كثيرة جدًّا [سواء كانوا] مغتربين أو مقيمين لم يكونوا يقصرون مع أهل البلد نهائيًّا وهي عادتهم ويعني نحن الحمد لله في بلد الإحسان المادي فيها كبير جدًّا من الأساس، يعني لم يكن هناك أي مشروع خيري يُلجأ فيه لأحد من خارج البلد، فكان هذا الموضوع مفيدًا كثيرًا لنا ومريحًا كثيرًا، وكنا مرتاحين بموضوع الإغاثة يعني نسعى جهدنا ما استطعنا، وأحيانًا يصير علينا دين والتجار يتحملوننا [إن تأخرنا في دفع ثمن] مواد غذائية لكي تعرف الشعب السوري، فتاجر يتحملك بـ 400 أو 500 ألف حتى يأتيك تبرع وتعطيه إياهم أو كذا، يعني مثلًا الفاصولياء تأتينا كثيرًا من الأمم المتحدة مثلًا حسنًا أنت إذا العائلة وزعت لها كل شهر 5 كيلو فاصولياء فماذا ستفعل بهم؟ فالعائلة السورية لا تأكل 5 كيلو من الفاصولياء، فالتاجر مثلًا يبدلهم لنا على رز مصري ويعني بدون أخذ فرق نهائيًّا -من دون أن يأخذ أي فرق- يقلب لنا الفاصولياء، وما سعر هذه الفاصولياء في السوق؟ وهذا سعره بالجملة كذا فيقلب لنا إياها لوجه الله تعالى دون أن يأخذ أي ربح أو مثلًا يعني في بعض المواد يعني أحيانًا تأتيك بشكل كبير مثلًا الشعب السوري يستهلك الرز أكثر من البرغل أو لا يأكل الرز الطويل في باقي المناطق الموجودة عندنا، فيبدله لنا مثلًا على رز نسميه المصري يعني وجدت أنا مساعدات وإحسانًا من قبل التجار ليس بعده إحسان بدون أي ربح، وحتى أحيانًا مثلًا يصير هناك نقص مثلًا أو كذا يدفع هو منه؛ وأن النقص علي أو أنه مثلًا يأتي مثلًا شهر رمضان أو كذا فتجده يخرج ويعطي زكاة ماله وكذا؛ أن وزعوها وأشياء من أحسن ما يكون يعني مربيات أو معلبات أو ما إلى هنالك وهناك ناس كثيرون مثلًا كانت تجلب لك حليبًة أو لبنة أو كذا نوزعها مثلًا أحيانًا في رمضان للسحور لبن مصفى أو كذا، وواحد عنده أبقار يوزع لنا، فيحضر لنا [موادًا] لنوزعها، يعني هناك أمر أن الناس كلها كانت متعاطفة، وطبعًا مهما تعاطفت فلن تستطيع أن تغطي حاجة هذا العدد الكبير، وصار عندنا آخر الأمر 2500 عائلة في مدينة قارة ونحن في الأساس 5 أو 6 آلاف عائلة يعني صار عندنا قدر نصفنا تقريبًا فيعني عدد كبير، وحتمًا لن نستطيع أن تغطي احتياجاته وحتمًا هم لم يكونوا ساكنين بأماكن جيدة، لكن هذا هو الممكن وأكثر من ذلك لم يكن باستطاعتنا أن نؤمن، لكن أهم نقطة أحب أن أركز عليها موضوع وتيرة الإغاثة التي ترتفع من الخارج من الأمم المتحدة خاصة بالتزامن مع النزوح، وأنه قبل أن يحدث هذا النزوح، تكون جاهزة الإغاثات، فهذا دليل على أنهم هم يريدون لهذه المنطقة أن تنزح أو دعنا نقول: أنا لا أريد أن أمشي مع فكرة المؤامرة، فدعنا نقول: إنه كان يوجد تنسيق عالمي منظم بأن هذه المنطقة سوف تنزح وتروح إلى هذه المنطقة والله أعلم.
بحماس شديد جدًّا عندما كنا نطبخ في رمضان والمتظاهرون يأتون ويقعدون معنا ويقطعون الباذنجان ويقطعون البطاطا وأنت تطبخ مثلًا وتوزع كمية كبيرة من الطعام يعني تطبخ مثلًا: 200 أو 250 كيلو رز مثلًا، وتطبخ مقابلهم مثلًا 10 حلل (أوعية) كبيرة جدًّا من المرق أو كذا، فأنت تحتاج عددًا كبيرًا من الناس ليشتغلوا ويوزعوا، يعني هناك ناس كنا نرجعهم لأننا لم نعد نريد، وأصحاب سيارات أننا لم نعد بحاجة لكم، وهناك ناس كانوا يشتغلون بالإغاثة يعني وليس لهم أي نشاط ثوري فيشتغلون معنا بالإغاثة، وأنه هو مثلًا متعاطف مع هذه الحالة ولا أعرف ما هو وضعهم أو إن كانوا موجودين في سورية -يسر الله لهم أمورهم- أما معظم الذي كانوا يشتغلون، كان لهم علاقة بالعمل الثوري فهم بالأساس ثوار ووجدوا مجالًا ليعبروا فيه عن نشاطهم، وأنه هو يريد يعني أن ينشط بشيء يعني مثلًا يأتي بسيارته والمازوت على حسابه (من ماله الخاص) وكل شيء، ويخرج ليوزع كذا فكان هذا نشاطًا يعني عندنا عدد من النشطاء أكثر من حاجتنا كان؛ عندنا عدد كبير جدًّا من النشطاء ولله الحمد، ومثلًا مؤسسة "شام" صارت تتواصل معنا وتبعث لنا دعمًا كبيرًا جدًّا و"وطن" على ما أظن وأنا عندي في حفظ الأسماء مشكلة كبيرة، يعني هناك أشخاص يأتون بأعيانهم يوزعون رواتب مثلًا للأرامل والأيتام فيأتون ويمرون عليهم ونحن ندلهم على البيوت ونأخذهم، وهذا كان من ضمن عملنا الإغاثي، ومثلًا: هناك ناس يبعثون لنا حصصًا غذائية وناس يأتون ويشترون لنا موادًا غذائية من هذه المؤسسات، وناس يجلبون لنا مثلًا حليب أطفال كذا ويمرون معنا على المدارس ليوزعوه، فكانت هذه الجمعيات نشطة جدًّا خلال ذلك الوقت، ومعظمها تأتينا عن طريق لبنان؛ تأتي من لبنان ومعهم يعني مثلًا أطباء بلا حدود وكل هؤلاء كانوا يشتغلون، لكن أكثر شيء وأكثر مؤسسة كانت نشطة هي مؤسسة شام، أكثر واحدة كانت نشطة وقدمت لنا مساعدات كبيرة جدًّا حتى كانت [تدعم] المشاريع بشكل دائم، فكلما قدمنا لهم مشروعًا يصرفون لنا إياه وكانوا أسخياء جدًّا في التعامل مع الموضوع الإغاثي في مدينة قارة.
أنا الآن لم أعد أذكر مثلًا أسماء الجمعيات كلها حتى لا أظلم أحدًا، فأنا مشكلتي أن ذاكرتي بالأسماء ضعيفة لكن كانت هناك جمعيات [كثيرة] تساعدنا، ولا أذكر أسماءها كلها.
في شهر نيسان/ أبريل 2013 لم يبق هناك مخافر حدودية غرب قارة فانسحبوا لوحدهم، وصار هناك اشتباكات سابقة لكن عندما انسحبوا، هم انسحبوا لوحدهم، بعد أن صار آخر اقتحام وكذا، طبعًا قبل آخر اقتحام كانت أحيانًا تأتي طائرة "هليكوبتر" وتقصف بهذا الرشاش الذي معها يعني تضرب فوق البلد قليلًا وتروح، طبعًا فيما بعد صارت تأتي طائرة بشكل دائم صارت تأتي الطيارة وليلًا يتقصدون أن يبعثوا الطيارة "الهليكوبتر" في الليل فيبعثون طائرة "هليكوبتر" تصدر صوتًا حوالي الساعة أو نصف ساعة أو كذا، وإما أن تضرب الصواريخ الخارقة أو تضرب بالرشاش [وكانت] تبعثها كل يوم كل يوم لا مقطوعة ولا ممنوعة حتى نزحنا، ويوميًّا كانت تتقصد أن تأتي إلينا في الليل من أجل أن تبث حالة من الرعب، طبعًا وكل عدة أيام يصير قصف من النقاط العسكرية القريبة والبعيدة فأحيانًا يقصفوننا من النبك وأحيانًا "بالفوزديكا" الموجودة بالقسطل وهذه تضرب [على بعد] 35 كيلو مترًا وهي معروفة فيصير هناك قصف متقطع خاصة إذا كان هناك مشكلة ما، مثلًا: صارت مشكلة ما أو صار شيء ما أو مقاومة أو اشتباك مع نقطة عسكرية يصير هناك قصف مباشرة على البلد، حتى [إنهم] في إحدى الليالي أمطروا البلد بـ 80 قذيفة مدفعية، يعني قصف كان رهيبًا جدًّا جدًّا على البلد طبعًا يصير أحيانًا مثلًا مثلًا يعني هجوم جوي ومثلًا: في رمضان 2012 هجمت الطيارات صباحًا رأينا الطيران جاء وهذه الطائرات صارت تضرب صواريخ على داخل البلد طبعًا كل هذا كان قد عمل حالة كبيرة جدًّا من الرعب ومن الخوف وتصير إصابات ويصير هناك شهداء لكن يعني حجم الشهداء أو عدد الشهداء لا يتناسب مع القصف يعني الحقيقة عدد الشهداء قليل جدًّا يعني سبحان الله الله سلم فلم يمت ناس كثيرون، [فتصير] إصابات، أما دائمًا هناك قصف بشكل دائم هناك قصف، هذا القصف من الطائرة لا يتوقف نهائيًّا، وكل يوم في الليل تأتي، إلى أن خرجنا من البلد، يوميًّا تأتي الطائرة وتقصف -طائرة الهليكوبتر-، الدعم في هذا الموضوع؛ نكون مدعومين أكثر أنه أحيانًا يصير هناك قصف مع الطائرة ويصير هناك قصف مدفعي، لكن القصف المدفعي ليس كل يوم -في أوقات متقطعة- طبعًا في هذا الوقت يوجد جيش حر بالبلد بذريعة أنه إرهاب لهذه البلد دائمًا مثلًا أنت قاعد بالعيد ولا يوجد أي شيء فتضرب المدفعية أطراف البلد هكذا لأنك أنت يعني قمت بهذه الثورة فسوف نحرق حرقًا.
الغريب يعني أنا إلى الآن لا أفهمه أن هناك ناسًا من المؤيدين كانوا يبررون هذا القصف أنه يا أخي هو بسبب رزالتنا نحن (تمردنا على الدولة)، حسنًا لن نختلف نحن يا جماعة، لكن لماذا يضربونك؟!
هناك امرأة من البلد من عندنا في يوم من الأيام جاءت قذيفة مدفعية بجانب بيتهم من أجل أن تفهم النفسية المؤيدة، وصدقًا هي تعبر تعبيرًا مفصلًا جدًّا ببساطة عن نفسية المؤيد، فهذه المرأة من عائلة منذ أن خلقهم الله وأنا أعرفهم وهم لا يشبعون اللقمة يعني مشحرين [فقراء] وهم يعرفون وضعهم، لكن نفسيتهم يحبون القائد يعني الجماعة مقتنعون بالقائد الخالد وبالرئيس المفدى، فالجماعة جاءت قذيفة بجانب بيتهم فدمرت لهم سيارتهم التي أكل عليها الدهر وشرب وهشمت قليلًا من بيتهم وجاءت شظية في خاصرة المرأة وشظية في فخذ ابنتها فساء وضعهم أكثر، فبعد أن خرجنا من البلد صارت هناك مسيرة تأييد بعد أن نزحنا نحن وكذا، بعد فترة رجعت قوات النظام فصار هناك مسيرة تأييد، فكانت هي من أول المشاركين بهذه المسيرة (مسيرة التأييد) فسألتها إحداهن على استحياء قبل أن تهرب وتخرج من البلد: أنتم عندما قُصفتم كذا يعني أليست قوات النظام هي التي قصفتكم؟ قالت لهم: نعم، لكن الحق علينا، نحن المخطئون لو لم نترازل [نتطاول] عليهم لما قصفونا! فهذه [هي]ٍ نفسية المؤيد وهذا الحكي نحن ما سمعناه إلا بعد أن خرجنا، يعني واحد يجيء ويقول لك: يا أخي أنا والله لا أعرف الحق على مَن؟ حسنًا أنا مرة قلت لأحد الأشخاص: أنت مَن الذي كان يجيء كل النهار ليقصفك بالطائرة؟ وهل يوجد جيش حر معه طائرة مثلًا؟ مَن؟ جبهة النصرة؟ ومَن معه طائرة ويجيء ليقصف كل يوم بالطائرة غير النظام؟ فيسكت، وهذه هي نفسية المؤيدين الذين كان يبررون حتى القصف، وهناك ناس داهموا بيوتهم أكثر من مرة وهم مؤيدون وضربوهم، وهناك واحدة خرجت وقالت له: أنا مع السيد الرئيس وهذه صورته، فضربوها وكسروا الصورة، يعني نحن قادمون لإهانتك، وليس لنعرف أنك معه أو لست معه، قادمون لنهينك ونهين هذه البلد التي خرجت منها المظاهرات ضد بشار الأسد.
فهذا القصف لم يتوقف أبدًا وتصير أحيانًا حملات هجومية وأحيانًا يصير هناك شهداء وبشكل دائم قصف مدفعي أو قصف طيران وأحيانًا تجيء طائرة "الميغ" لتقصف، وكثيرًا ما صار هناك حوادث مثلًا شهداء لكن طبعًا عدد الشهداء لا يتناسب مع حجم القصف الذي كان يصير.
ومن الملاحظات المهمة أيضًا أن الأنجس [الأخبث] من هذا، أن الطيارة التي تجيء وتقذف هذه الحاضنة التي فيها قنابل عنقودية والتي هي محرمة ضد الجيوش وهي قد عملت إصابات كبيرة جدًّا في البلد، فتجيء كل فترة الطائرة وتفرغ هذه القنابل العنقودية وتقذف هذه الحاضنة في السماء وتفتح وهي -كما تعرف- تنتشر، وحتى [إنهم] في مرة من المرات ألقوها وطلاب المدارس كانوا خارجين من المدرسة وفي مرة من المرات طلاب المدارس -أثناء خروجهم- بدؤوا القصف على الشوارع بالمدفعية وبالدبابة التي بجانب البلد، يعني كان هذا الموضوع لا يُراعى فيه شيء أبدًا، وكم كنت ترى من الأطفال الصغار أو النساء الجرحى أو القتلى! مع أنني أرجع وأقول لك: إن عدد الشهداء لا يتناسب مع كمية القصف، لكن القصف هذا بشكل دائم كان شغالًا (موجودًا)، والطائرة يوميًّا تجيء في الليل فلم تفوت أي يوم أبدًا، والطائرات بعض الأحيان تجيء لترمي قنابل عنقودية، وطائرة "الميغ" أحيانًا تجيء لتقصف بصواريخها، والقصف المدفعي كل فترة هكذا يعملون قصفًا مدفعيًّا وأحيانًا يكون عنيفا جدًّا على البلد، وقصف النقاط القريبة من البلد، لكنهم غالبًا كانوا يقصفوننا من منطقة النبك أو من الدبابات "الفوزديكا" التي كانت موجودة في القسطل.
هذا الكلام استمر حتى نشبت الحرب في قارة في 15/ تشرين الثاني/ نوفمبر/ 2013 والجيش الحر كان بشكل دائم يشتغل خارج البلد، كان يشتغل في منطقة التل ومنطقة رنكوس ومنطقة المحبة ومعروفة هذه المنطقة ومثلًا حي القوات التي راحت وشاركت بتحرير حاجز المزابل كلها رجت منهم 5 أو 6 كتائب كانوا قد تشكلوا تباعًا يعني مثلًا: هؤلاء تشكلوا تباعًا يعني كنت مثلًا أعرفهم بأشخاصهم وناس عندهم تنسيق مع الخارج والناس تابعون مثلًا لمجموعة كبيرة في الخارج، مثل جماعة لواء الإسلام مثلًا كانوا تابعين للواء الإسلام الذي كان في دوما ولاحقًا صار جيش الإسلام لكن عندما كنا وقتها كان ما يزال لواء، وهناك كتيبة كانت تُسمى كتيبة الشهيد خالد أبي صالح، وهذه كانت موجودة باسم شهيد موجود في البلد، وهناك كتيبة الشهيد أحمد ياسين كانت موجودة أيضًا، اللهم صل على سيدنا محمد وهناك كتيبتان ثانيتان والله لا أذكر ماذا كانت أسماؤهم لكنهم موجودون يعني أنا أعرف الأشخاص قادة الكتائب لكن هؤلاء معظمهم [كان] عملهم خارج البلد يعني هناك تحركات داخل البلد يصير، أما شغلهم في الخارج، ومرة من المرات صار أنهم تركزوا وقعدوا بمدرسة أو كذا فتم قصف هذه المدرسة بالطائرات، فخرجوا منها بعد فترة، أما في داخل البلاد فمجرد تحرك لم تكن هناك عمليات في داخل البلد، مرة صار هناك اشتباك مع المخافر التي هي على الحدود طبعًا هذه المخافر على الحدود قبل أن تنسحب يعني لم تكن تقصر بممارسة العمل الإرهابي بكل أصنافه.
كان هناك عقيد أو مقدم معروف لا أعرف اسمه أنا، لكنهم يقولون أن هذا المقدم هو مستلم هذه النقطة، فهذا مرة من المرات [كان] هناك 2 من الرعيان سارحان فنزل إليهم في منطقة اسمها الروميات يعني قبل أن تصل إلى جبل قارة على طريق وادي الشيخ علي فهو وصل إليهم فوجدهم عزلًا وهم رعيان يعني ليس معهم شيء أبدًا، ويمكن أن معهم سكينًا لتقطيع الخضار لا أكثر ولا أقل، فقام بقتل هذين الراعيين، ونفسه هذا الضابط في يوم من الأيام وجد شخصًا من بيت الأُسطى -رحمه الله- فقتله وشوه له وجهه وأحرق له وجهه بعد أن قتله ووضع وجهه عند درج الزقزيق وأحرقه ورماه في البرية وراح ولم يخبر عنه أحدًا أو أي شيء، فهذا كان مشهورًا بجرائمه هذا الرجل، والعقيد الذي كان في مهين كان مشهورًا بجرائمه أيضًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/17
الموضوع الرئیس
الدعم الإغاثيإغاثة النازحينكود الشهادة
SMI/OH/113-16/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012-2013
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-قارةمحافظة حمص-مدينة القصيرشخصيات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية
كيانات وردت في الشهادة
الأمم المتحدة
أطباء بلا حدود
الهلال الأحمر العربي السوري
الجيش السوري الحر
جيش الإسلام - قطاع القلمون الشرقي
مؤسسة شام الإنسانية
كتيبة الشهيد خالد أبو صالح