محاولات العودة لقتال جبهة النصرة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:48:07
أنا كنت ألتقي مع مندوبي الدول وطلبوا خطة لإعادة هيكلة الجيش الحر بشكل عام وإعادة هيكلة لواء ذئاب الغاب بشكل خاص، وكانت مستعدة هذه الدول للدعم وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية ودول أوروبية وعلى رأسها فرنسا، وكانوا جادّين بدعمنا من أجل مقاتلة الإرهاب وطلبوا خطة، فقمنا بتقديم خطة متكاملة خطة أمنية وبعدها خطة عسكرية لمحاربة الإرهاب في سورية.
نحن وضعنا الخطة كشبه قيادات لواء ذئاب الغاب المدنية والعسكرية بدون الرجوع لجبهة ثوار سورية لأن نظرتنا لجبهة ثوار سورية وقيادة جبهة ثوار سورية واضحة ونحن جرّبناهم في العمل المؤسساتي ولم يكونوا ناجحين أبدًا، وجرّبناهم في الحرب ولم يكونوا ناجحين وجربناهم في المؤازرة ولم يكونوا ناجحين ولم يكن لديهم شيء يعطي الأمل إلا أنه يوجد قيادة شجاعة ولكنها ليست حكيمة، يعني جمال معروف هو رجل شجاع ولكنه ليس رجلًا حكيمًا وليس هو القائد الذي تستطيع أن تأخذ منه وعدًا، هو القائد الذي إذا وقع فصيل تابع له [لا يهتمّ] ويدير ظهره كما فعل الأمريكان، يعني الأمريكان يردّون على الهاتف وجمال لا يرد على الهاتف.
الخطة نحن وضعناها بدون استشارة جبهة ثوار سورية بتفاصيل الخطة ولكن كمشروع عمل نحن قادرون على تأمين الدعم وقادرون إذا كان هناك أشخاص يريدون القتال أو إذا أنتم من ضمن هذه الخطة فتفضلوا حتى نتعاون ونعمل على هذه الخطة، وكانوا جميعهم يقولون: نحن معك في هذا الموضوع، يعني كان يوجد شخصان يقولان إن هذا الموضوع لا يزال باكرًا وعلينا الانتظار ونحن لسنا مستعجلين على العودة، وهم مثقال العبد الله ويوسف الحسن قائد جبهة الحق المقاتلة، وكانوا يقولون: لماذا أنت مستعجل؟ ولا يوجد داعٍ للعجلة والأمور ستظهر وحدها، والناس ستكشفهم، ولكن جمال كان موافقًا على العودة والقتال.
الخطة الأمنية نحن لدينا أشخاص كجبهة ثوار سورية ولواء ذئاب الغاب وكل الفصائل التي طُردت، نحن لدينا أشخاص في جميع المناطق وعلينا العمل على تجهيزهم أمنيًا وأن نوصل لهم السلاح النوعي الذي يخدمهم، وهو عبارة عن قناصات مزوّدة بكواتم وسلاح مزوّد بكاتم وعبوات ناسفة وأجهزة اتصال قوية بالإضافة إلى المال، وعلينا أن نبدأ بتصفية قيادات تنظيم القاعدة في سورية، وهذا على المستوى الأمني، ويجب علينا إعادة تمركزنا في المناطق ويجب أن تكبر المجموعات في المناطق ويجب تحديد ساعة الصفر وبدعم من الطيران سنداهم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية التي معها.
في أحد اللقاءات في الشهر 12/ 2014 تواصلت معي الدول الداعمة وطلبت اجتماعًا سريعًا وعاجلًا والتقيت معهم، وفي وقتها كنت مريضًا جدًا وكان عندي ألم شديد جدًا في ظهري وكتفي، والتقيت معهم في هاتاي في فندق اوتومان بالاس، وأحضروا لي الطبيب وأعطاني علاجًا فتحسنت قليلًا، وقالوا: نحن يجب علينا أن نغادر وعلينا أن نجتمع في مكان آخر، وأنا وافقت واتجهنا باتجاه قبرص واجتمعنا في قبرص، وطبعًا هنا عدا جبهة ثوار سورية وجبهة حق وحركة حزم كان يوجد فصائل أخرى طردتها جبهة النصرة أو هربوا من جبهة النصرة وهم ثوار الشريط الحدودي الموجودون من ريف جسر الشغور إلى باب الهوى.
نحن كنا نقوم بالتنسيق مع حركة حزم قبل أن تخرج وبعد أن خرجت استمر التنسيق، وجمال معروف لم يقم بالتنسيق مع مثقال ويوسف إلا بعد أن خرجوا ولكن كان التنسيق مع حزم أثناء وجودها على الأرض.
كانوا موجودين قادة هذه الفصائل وقادة المجموعات ومنهم أشخاص كانوا منتفعين ويعملون بالتهريب، ولكن عندما يكون هناك معركة فإنهم يقاتلون وبعد المعركة يعودون ويعملون بالتهريب، وأنا عندما كنت أناقشهم بموضوع التهريب كانوا يقولون: أنت يا أبو محمود تستطيع إحضار الدعم ولكن نحن لا نستطيع إحضار الدعم وإذا لم نعمل بالتهريب فمن أين سوف نذخّر عناصرنا ومن أين سنصرف على عناصرنا؟ وأنا كنت في مرحلة من المراحل أجد أن الحق معهم.
هؤلاء الأشخاص اجتمعوا وأنا طبعًا أخبرت وأبلغت الشباب أنني ذاهب إلى هذا الاجتماع، وذهبت إلى هذا الاجتماع وسألوني عن طلباتنا وقالوا: نحن حاضرون [لتأمينها]، ثم اتصلت مع الشباب وكانوا مجتمعين وكان المطلوب والشيء الرئيسي هو المال، فوافقوا على موضوع المال بشكل مباشر وأعطوني دفعة من المال من أجل المباشرة بالعمل وأخذت المال وعدت وقلت للناس الذين ينتظرونني بأن المال موجود وجاهز وهو معي، ومبدئيًا إذا أردنا أن نبدأ فأنا يوجد معي مبلغ مليون يورو جاهزة للصرف، ولكنني لن أصرف أي قرش حتى نبدأ بالعمل، فبدأ الناس يجمعون بعضهم ولكنهم كانوا يصلون إلى الحدود ويعودون ولا يستطيعون القتال، يعني الناس كانوا يريدون فقط الدعم المادي وأنا كنت أرفض توزيع هذا الدعم حتى يكونوا موجودين على الأرض، وأما على المستوى الشخصي ومن يطلب مبلغ ألف دولار أو 500 دولار من القيادات أو من يحتاج إلى مصروف فكنت أعطيه، ولكن على مستوى الفصائل التي تحتاج إلى 10,000 أو 20,000 أو 50,000 فأنا كنت أرفض توزيع هكذا مبالغ حتى يبدأ العمل.
بقينا مدة شهر ونصف ونحن على هذه الخطة، وأخيرًا وصلت إلى مرحلة بأن هذه الخطة قد فشلت ويجب عليّ إعادة المال لأصحابه، فتواصلت معهم وطلبت اجتماعًا وطبعًا في الاجتماع الأول عندما ذهبت إلى قبرص أمّنوا لي وجهزوا إقامة في قبرص حتى أذهب وأعود متى ما أشاء، وهم اتصلوا مع وزير الداخلية القبرصي وجاء إلينا وأعطاني إقامة فورية حتى أتحرك على راحتي.
اتصلت معهم وطلبت اجتماعًا وأخذت معي المال وقلت لهم: هذا هو المال ونحن في هذه المرحلة فاشلون وغير قادرين على فعل شيء فأعدت لهم المال وهم كانوا يتابعون عملي ويعرفون أنني أقول الصدق، وقد يكون لديهم تواصل مع شخص غيري ويعرفون ماذا يحصل في الاجتماعات لأنهم صدّقوني في كل حرف كنت أتحدث به، ونامت القصة على هذا الوضع.
نحن بدأنا في عام 2015 وكانت الأمور مضطربة، وهنا انتقل جمال معروف إلى مرسين.
في هذه الأيام وبعد إعادة المال وقمت بإيفاء القسم الأكبر من الديون المترتّبة عليّ وأنا كان عندي مصاريف غير موضوعة في البرنامج يعني أحيانا تتصل عليك زوجة شهيد وتقول: أنا وضعي كذا وكذا ولا يوجد عندي منزل وأنا تشرّدت وأنا في تركيا وأنت يجب أن تستأجر لها منزلًا وتعطيها المال وتيسّر لها أمورها، وأحيانًا يتّصل معك شخص كان معك وقد يكون ضابطًا أو مقاتلًا وعينه مصابة ويقول: أنا أحتاج لعملية من أجل عيني وهذه العملية تكلفني 5000 دولار وأنا كنت مجبرًا وحتى إذا لم يكن معي المال كنت مُجبرًا على الاستدانة حتى أتابع عناصري [السابقين]، ونفس الأمر يأتيك جريح ويأتيك أشخاص من عناصرنا الهاربين إلى تركيا ولا يوجد لديهم ملجأ ويجب عليك أن تستأجر لهم منزلًا وتصرف عليهم، فكان وضعي المادي في هذه المرحلة في شهر شباط عام 2015 سيئًا جدًا، وكنت أعيش مع زوجاتي وأطفالي في منزل نصف مكسوّ، وهذا في شباط تقريبًا، وقد رزقني الله بمولودين جديدين طفل عمره شهر وآخر شهران، ووضعنا المادي سيّي إلى أبعد الحدود، ثم جاءني اتصال من جمال معروف وطلب لقاءً عاجلًا وسريعًا وكان اللقاء يجمعني أنا ومهند عيسى قائد لواء شهداء إدلب وقال جمال: تعالوا إلى مرسين بشكل عاجل وضروري، وأنا لم يكن عندي سيارة لأن وضعي المادي يُرثى له بسبب كثرة المصاريف.
اتصلت مع المسؤول الأمني في لواء ذئاب الغاب وهو فرحان أبو عبد الله من قرية الدقماق من سهل الغاب وهو كان المسؤول الأمني في الزنبقي واتصلت معه وجاء وكان معه سيارة وقلت له: يجب علينا الذهاب إلى مرسين إلى جمال معروف، وذهبنا أنا وهو ومهند عيسى إلى جمال معروف وهنا كان لي مدة شهر أو شهر ونصف بدون أن أرى جمال بشكل مباشر.
ذهبنا إلى جمال وكان يوجد تغيير في مظهر جمال ولغته وجمال قد أطلق لحيته وقام بتخفيف شواربه وبدأ يتكلم باللغة العربية الفصحى تقريبًا، يعني ليس هذا هو جمال الذي أعرفه، يعني يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلًا وسهلًا بأخي أبا محمود وأهلًا بأخي أبي عبد الله، يعني حديثه أصبح مختلفًا عن السابق، فقلنا له: الله يعطينا خيرك يا جمال ماذا يحصل معك؟ فقال: الآن سنتحدث، وكان موجودًا لدى جمال ثائر معروف وهو حاليًا في قوات درع الفرات وهو قائد لواء سمرقند حاليًا، وكان موجودًا الشيخ مازن قسوم الذي قتله جند الأقصى في مدينة سراقب، وكان عنده عدة أشخاص وجلسنا وحدنا وبدأ يتحدث بالمقدّمات فقلت له: اخصم الموضوع وماذا لديك؟ فقال إنه: يوجد لقاءات مع الإخوان المسلمين وطلبوك كشخص أن تكون مع الوفد وإذا لم تكن في الوفد فإنهم يرفضون مقابلتنا ويريدونك أن تكون موجودًا في الوفد شخصيًا، فقلت له: لا يوجد عندي مشكلة، وقلت له: وأنت من أجل ذلك قمت بإطلاق ذقنك وحلاقة شاربيك؟ والآن فهمتُ عليك، وقلت له: يا جمال أنت تصطاد في مكان لا يوجد فيه صيد، فسألني: كيف؟ فقلت له: إذا [كنتَ] تظن أنك ستخدع الإخوان أو تأخذ منهم الدعم أو تأخذ منهم حتى مجرد موقف بسيط وزن الريشة لصالحك فإياك، فلا تستطيع، وقلت له: لا تستطيع أن تستفيد من الإخوان شيئًا.
ثم ذهبنا إلى موعد الإخوان في إسطنبول واستقبلونا وكان الاستقبال جيدًا وقابلنا جميع الوفود وجميع القيادات الإخوانية، يعني قابلنا رياض الشقفة والبيانوني ونذير الحكيم و[محمد فاروق] طيفور وقيادات الصف الأول وأبو فاتح وقيادات الشباب، وبقينا عدة أيام، وكنا كل أربع ساعات نلتقي مع وفد وكنا [ننتقل] من وفد لآخر ونتكلم، وفي إحدى الجلسات وأهمّها مع قيادة الإخوان المعروفة للعلن وهم رياض الشقفة والبيانوني وطيفور وأبو فاتح وأبو معاوية وابن رياض الشقفة، وفي الاجتماع دار الحديث وسألونا: ماذا تفعلون يا أبو محمود؟ فقلنا لهم: أنتم منذ أربعين سنة خارج البلد ماذا فعلتم؟ فقالوا: كنا نعدّ العدّة ونخطّط للعودة، فقلت لهم: ونحن نفس الشيء ونحن نخطّط ونعدّ العدّة للعودة إذا استطعنا وإذا لم نستطع فلا حول ولا قوه إلا بالله، ثم سألت رياض الشقفة: يا شيخ أبو حازم أريد أن أسالك سؤالًا وأتمنى أن تجاوبني بصراحة وصدق، فقال لي: تفضّل، فقلت له: عِدني أن تصدق، فقال: أنا أعِدك، فسألته: يا شيخ نحن نعدّ العدّة وقد تتهيّأ الظروف ونعود إلى سورية ونحن عودتنا إلى سورية لا يمكن أن تتم إلا بقتال تنظيم القاعدة فرع جبهة النصرة وأنتم كإخوان مسلمين هل أنتم معنا فكان جوابه كالتالي: فقال: لا، فسألته: لماذا؟ فقال: لأنهم عدوّ مع وقف التنفيذ.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/16
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/74-46/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
كانون الأول/ ديسمبر 2014- شباط/ فبراير 2015
updatedAt
2024/04/26
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لواء شهداء إدلب
تنظيم القاعدة
جبهة النصرة
حركة حزم
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
جبهة ثوار سوريا
لواء ذئاب الغاب